رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 6 - 2 - الثلاثاء 10/12/2024
قراءة رواية لعبة قلب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية لعبة قلب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة علا السعدني
الفصل السادس
2
تم النشر الثلاثاء
10/12/2024
بعد عصر اليوم ..
كان المكتب شبه خالٍ الأضواء الخافتة تضفي جوًا من السكينة (حاتم) و(حور )كانا الوحيدين المتبقيين يعملان معًا على ملف قضية معقدة تطلب منهما السهر قليلا حتى وقت متأخر كان التعب يظهر على وجه (حور) لكنها كانت مصممة على إنهاء العمل في حين كان (حاتم) يراقبها بين الحين والآخر دون أن يدرك أن مشاعره نحوها بدأت تتغير ..
بينما كانت (حور) تنقل نظراتها بين الأوراق شعرت بنظرات (حاتم) تراقبها بصمت لم تكن تلك النظرات المعتادة التي كانت تراها منه عادة في العمل كان هناك شيء مختلف شيء دافئ بطريقة غريبة شعرت بقلبها ينبض بسرعة غير مبررة لكنها حاولت تجاهل هذا الشعور ثم قالت بإرهاق
- الشغل كتير اووووى النهاردة وانا مش قادرة عليه
أجابها (حاتم) بهدوء
- خدى بريك شوية .. ريحى نفسك من ضغط الشغل
نظرت له بنصف عين ثم قالت بمرح
- ده مين اللى بيقول كده مستر (حاتم) اللى مش بيرحم المحاميين اللى عنده تحت التدريب
ابتسم ابتسامة خفيفة ثم قال
- انتى محامية شاطرة وده اللى مخلينى اشغلك معايا فى قواضى كبيرة بس حقيقى لولا انى شايف أنه يجى منك وانك كويسة مكنتش هديكى الثقة اللى ادتهاالك دى ابدا
نظرت فى عينيه البنية وهى تشعر بتوتر كبير فبادلها بنظرة حانية فلم تستطع أن تنظر له اكثر فنظرت لأسفل وهى تشعر بالخجل فابتسم على خجلها ذاك وقال بنبرة هادئة
- تقدرى تروحى دلوقتى يا (حور) .. أنا هخلص شوية شغل واروح أنا كمان لأنى مرهق ومش قادر أسهر فى الشغل
- أنا ممكن اساعدك لو تحب
ابتسم ابتسامة هادئة وقال بثقة
- هو عشان ساعدتينى فى كذا قضية يبقى خلاص نسيتى مين هو (حاتم الدالى)
زفرت بضيق مصطنع وهى تقول
- مش ممكن على التواضع .. صداع من كتر التواضع
- خدتى عليا اوووى يا (حور) .. خلى بالك عشان أنا مش بسمح لأى حد والتجاوزات دى عشان تعرفى قيمتك عندى بس
شعرت بتوتر بالغ ثم أخذت حقيبة يدها وهى تقول
- عن أذنك
قالتها وهى تهم بالرحيل فوقف أمامها مانعا إياها من الرحيل فعادت للخلف خطوة كى لا تصطدم به وهى تقول
- استنى بس انتى زعلتى ولا ايه ؟!
هزت رأسها نافية ثم قالت
- لا خالص هزعل من ايه ؟! .. بس أنا لازم اروح تعبانة وعاوزة انام
- تمام هبقى اطمن عليكى بليل
أضيفت عينيها بعدم فهم لاهتمامه ذاك لكنها هزت رأسها إيجابا وقالت
- مع السلامة
- مع السلامة يا (حور)
قالها وعينيه معلقة عليها ثم تنهد ووضع يده على قلبه وقال محدثا نفسه بنبرة خافتة
- البنت دى وقعتنى ازاى كده .. وقعتنى من غير مجهود
❈-❈-❈
في صباح اليوم التالى كان امتحان جديد ل (مروان) حيث كان متوترًا قليلاً قرر أنه سيذهب إلى (چايدا) بعد انتهاء الامتحان ليطمئن عليها ويسألها كيف كان أداؤها بعد أن خرج من قاعة الامتحانات رأى (چايدا) تجلس على أحد المقاعد في الحديقة تراجع ملاحظاتها وتبدو عليها علامات القلق شعر بالخجل من نفسه ولكنه فى نفس الوقت شعر بإنه يريد أن يتحدث معها ولا يعرف لما السبب ابتلع ريقه وقرر الذهاب إليه في النهاية هم زملاء فى الجامعة وهو يتعامل على ذلك الأساس اقترب منها وقال
- ازيك يا (چايدا) عملتى ايه فى الأمتحان ؟
رفعت رأسها قليلا وهى لا تصدق انها تسمع صوت (مروان) فابتسمت ابتسامة بلهاء وقالت
- الحمد لله .. انت عملت ايه ؟!
جلس بجوارها وهو يقول
- الحمد لله حليت كويس .. بس مال وشك مش باين انك حليتى كويس ؟!
نظرت للورقة التى بيدها وقالت
- شكلى عكيت فى سؤال بس يلا الحمد لله احسن ما مفيش
- متقلقيش ومتراجعيش تانى
هزت رأسها إيجابا وهى تقول
- حاضر
فى تلك الأثناء كانت قد عادت (دنيا) ومعها كوبين من القهوة وهى تقول
- المرة الجاية انتى اللى تروحى تجيبى بقى مش شغالة عندك أنا
لم تلاحظ (دنيا) وجود (مروان) ولكنها رفعت رأسها نحو الجالس بجوار (چايدا) لوحده (مروان) فابتلعت ريقها وقالت
- ازيك يا كابتن ؟!
- ازيك عاملة ايه ؟!
- أسمى (دنيا) يا كابتن
قالتها لتعرفه عن نفسها مجددا فابتسم هو عليها وقال
- معلش أنا اصلا ذاكرتى بعافية شوية
- ولا يهمك يا كابتن
- لا بقى احنا خلاص بقينا صحاب قالولى (مروان) انتوا الاتنين
فابتسمت (چايدا) وهى لا تصدق انها تتحدث معه بتلك التلقائية حتى اقترب منهم زميل آخر وقال وهو ممسك ببعض الدفاتر بيده
- كويس انى لاحقتك يا (چايدا) قبل ما تمشى
نظرت له (چايدا) بفضول وسئلته
- مالك يا (مكرم) فى ايه ؟!
- جبتلك ملازم المراجعة بتاعت الأمتحان الجاى بدل ما تقفى فى الزحمة المرة اللى فاتت اشتكيتى انك مكنتيش قادرة تقفى والدنيا كانت زحمة فرحت جبتلك الملازم قبل ما تمشى
نظرت له (چايدا) بامتنان وقالت
- أنا مش عارفة اشكرك ازاى شكرا جدا يا (مكرم) بجد .. بس مكنش ليه لازمة تتعب نفسك كده
- تعبك راحة يا (چايدا)
قالها وهو ينظر بداخل عينيها الرمادية تلك التى وقع أسيرا بهم منذ أن التقى بها بينما كان (مروان) يتابع حديثهم فى صمت ولكنه شعر ببعض الأنزعاج ولا يعرف ما السبب نهض من مكانه وهو يقول
- ابقى اشوفك الامتحان الحياة يا (چايدا)
لم ينتبه (مكرم) لوجود (مروان) حتى استمع إلى صوته فحدثه قائلا
- ايه ده كابتن (مروان) ده انا من أشد معجبينك
قالها وهو يمد يده له كى يصافحه فصافحه (مروان) على مضض وقال ببعض الضيق
- اهلا بيك .. عن اذنكم ورايا حاجات كتير
كان يشعر أنه كان قليل الذوق معهم ولكنه كل ما يعلمه أنه لا يريد الجلوس أكثر ربما لأنه لم ينتبه (مكرم) لجوده من البداية برر ذلك (مروان) لنفسه لأنه لما سيشعر بالضيق الا وأن أحدهم قام بتجاهله انصرف من أمامهم وظلت عينان (چايدا) معلقة عليه ونظرت له هائمة حتى قال (مكرم)
- روحى ارتاحى بقى يا (چايدا) .. اشوفك الامتحان اللى جاى
انتبهت لحديثه وقالت
- متشكرة تانى يا (مكرم) ..
انصرف (مكرم) وقالت (چايدا) موجهة حديثها ل (دنيا)
- جاه لوحده كلمنى .. كلمنى من نفسه يا (دنيا) لا وبيطمن عملت ايه فى الامتحان سندينى لاقع من طولى
ضحكت (دنيا) عليها كثيرا ثم قالت
- مجنونة هتفضلى طول عمرك مجنونة ..
❈-❈-❈
فى المساء ..
كان (حمزة) بغرفته بعد أن حدثه (عمرو) وطلب منه أن يأتى المنزل لكى يتحدث مع (ليلى) فهو يريد أن يتناقش معها لم يستطع (حمزة) الرفض وقرر أن يذهب إلى غرفة (ليلى) ويخبرها بماذا حدث وأن (عمرو) يريد أن يوضح لها الأمور خرج خارج غرفته واتجه نحو غرفة (ليلى) ثم قام بطرق باب غرفتها عدة مرات حتى أتاه صوتها فتح باب الغرفة ودلف للداخل ثم ترك الباب مفتوحا وهو يقول بهدوء
- (عمرو) حابب يتكلم معاكى وكلمنى دلوقتى وهو جاى فى الطريق
اتسعت أعين (ليلى) بعدم تصديق ثم قالت ب (حمزة) بحنق
- انت ازاى تعمل حاجة زى كده .. أنا مش عاوزة اشوفه ولا أكلمه ولا اسمع منه اى حاجة اى كانت مبرارته مش هقدر اسامحه
تلعثم (حمزة) ثم نظر لها وقال بهدوء
- لازم تسمعى منه .. يا ستى مش بقولك سامحيه بس على الاقل سيبيه بطريقة راقية شوية .. خليكى قوية الشخصية يا (ليلى) متبقيش ضعيفة اسمعى ومتحنيش .. اسمعى وحكمى عقلك سواء قدرتى تسامحى ولا لا
نظرت له ولهدوئه الذى يستفزها بعض الأحيان
- انت مستحيل تكون بنى ادم زينا .. او اكيد عشان انت مش فى الموقف بتاعى مش حاسس بيا
- محدش حاسس بيكى أدى يا (ليلى)
قالها بنبرة حانية فنظرت له وقالت
- بتحطنى فى موقف صعب زى ده ليه .. انت عارف (عمرو) عمل ايه مدرك اللى عمله ده باعنى وباع سهرى وتعبى ومجهودى
- أنا جنبك طول الوقت ولو عاوزة احضر المقابلة دى رغم انى مرجحش ده هعمل كده بس لازم تنهى الموضوع ده وانتى مواجهة مش وانتى مدية ظهرك ليه
هزت رأسها إيجابا وقالت
- طب اطلع بارة عشان البس .. وعشر دقائق وهتلاقينى تحت
خرج (حمزة) خارج الغرفة تاركا إياها بمفردها ووقف عند باب الغرفة بعد أن أغلق الباب جيدا ونظر لأعلى داعيا الله أن تصبح (ليلى) من نصيبه وان لا تضعف أمام (عمرو) فلن يستطيع تحمل رجوعها ل (عمرو) مرة آخرى بعد أن دب فى قلبه امل جديد بينهم وعد نفسه أنه لن يضيعه كما فعل سابقا سيستغل كل فرصة بقربها حتى لا تقع فى حب شخص آخر ثم نزل للأسفل منتظرا إياها بالأسفل ..
فى خلال دقائق وجدها قد تقدمت نحوه ويتسم على وجهها بعض من الهدوء جلست بجواره على الأريكة ونظرت للساعة التى بيدها وقالت بضيق
- يعنى كمان أنا اللى هستنى البيه
لم يستطع منع نفسه من الضحك فضحكت معه ثم اردفت قائلة
- ماهو يعنى ميبقاش غلطان وبجح كمان
- اهدى يا (ليلى) .. شوية وهتلاقيه جاى
فى غضون دقائق كان قد وصل (عمرو) فجلس بجوار (ليلى) وهو يقول
- ارجوكى تسمعينى للنهاية ومتقاطعنيش
نهض (حمزة) من أعلى الأريكة وتركهم بمفردهم ليتحدثوا بحرية فنظرت (ليلى) ل (عمرو) وقالت
- هتقول ايه يا (عمرو) ؟! مفيش حاجة تتقال اصلا
- لا فى يا (ليلى) أنا مبعتكيش أنا خفت عليكى هددونى أنهم ممكن يأذوكى لو مدتهمش التصاميم ..
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية