-->

رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 38 - 1 - السبت 18/1/2025

  

قراءة رواية جبل النار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية جبل النار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الثامن والثلاثون

1

تم النشر السبت

18/1/2025 




اتسعت عين أسيل بذهول وهي ترى الجميع أمامها يصفقون لهم بسعادة وورقات الزهور تتقاذف عليهم لا تعرف من أين.

ويد داغر تحيط كتفها بتملك وحب 

كانت تنظر إلى الجميع وهم يتطلعون إليها بسعادة كبيرة صادقة وليست مزيفة.


ومن بين الجميع ترى ذلك الصغير الذي يسرع تجاهها بخطوات متعسرة فتلتقفه لتضمه لصدرها بسعادة كبيرة وكأن الدنيا الآن أصبحت بين يديها 

قبلت كل انش بوجهه وكأنه غاب عنها زمن فتمتمت بأنفاس متلهفة وقلب يهفو

_وحشتني اوي اوي يا حبيبي.

ولم يكن حال داغر أفضل من حالها وهو ينظر لطفله بلهفة وشوق وعيون تكاد تلتهم كل إنش به يود حمله لكن يخشى من رد فعله فهو لم يعتاده بعد.

وكأن أسيل شعرت بمدى معاناته إذ تمتمت في أذن طفلها

_ديدو تروح لبابا.

بعفوية نبعت من فطرته نظر إلى داغر وابتسم بخجل

وقد كانت دعوة لداغر بأن يحمله، ولم يرفض الطفل ذلك بل ألقى نفسه بين يدي والده التي مدها إليه بعفوية وحينها شعر داغر بأنه يحمل الدنيا بين يديه.

ظل يملي عينيه منه غير منتبهاً لأحد وكأن الزمن توقف عند تلك اللحظة 

فبين ليلة وضحاها يكتشف أن له طفلاً وبذلك العمر

يتذكر هول تلك الصدمة عليه وقد حرم من لحظات مبهجة تكاد تصله لعنان السماء عندما تكون يده أول يد تحمله

لكن أقسم في تلك اللحظة أن يعوضه عن غيابه وحرمانه منه..

ربتت أسيل على يده تعيده لعالمهم فتطلع إليها بوله قبل أن يضمها إليه و يحتويها هي وطفلهما بكل ذلك التملك.

تقدم خليل من داغر ليحتضنه بأبوة

_حمد لله على السلامة يا داغر.

رد داغر بتقدير له

_الله يسلمك يا عمي تعبتك اوي معايا.

رد خليل بصدق

_متقولش كدة انت ابني، معاك انت عرفت إن الأب اللي بيربي مش اللي يخلف.

تطلع إلى إياد الذي استكان بهدوء بين يد داغر وداعبه بحنو

_المستشار الصغير عامل ايه؟

عقد داغر حاجبيه باستياء 

_مستشار!!

 لا ياعم انا هطلعه قبطان زيي.

رد خليل بتعند

_وليه بقا ميكملش مسيرة جده؟

_طيب بزمتك مهنتك دي كانت حرقت أعصاب ولا لأ.

وافقه باستسلام 

_منكرش.

_خلاص سيب حفيدك بقا يخليه في مهنة الرفاهية بتاعت ابوه.

تدخلت أسيل لفض جدالهم

_والله بقا انا شايفة إنكم تأجلوا الكلام ده لحد ما يكبر ويقرر بنفسه.

رد خليل بقلة حيلة 

_ماشي يا ستي، ها هتيجوا معايا زي ما وعدتني ولا الجو عجبك وعايز تكمله؟

غمز داغر بشقاوة لعمه

_بصراحة الجو عجبني أوي أوي بس راجع معاك يا باشا.

_يعني مش ناوي تبيع؟

_من الجهة دي مكدبش عليك مع كل اجازة هبيعك واخدهم وآجي على هنا.

ضحك خليل وقال برضا

_وانا قابل يا سيدي.

أشار لسيلين أن تتقدم منهم وقام بتقديمها لهم

_دي مدام سيلين صاحبة المصنع جات مخصوص عشان تباركلكم.

ابتسمت سيلين بمجاملة وهي تصافح أسيل وداغر

_ألف مبروك تتهنوا بأبنكم يا رب.

رحبت أسيل بها بحفاوة 

_متشكرة اوي لذوق حضرتك.

أخرجت علبة صغيرة من حقيبتها وقدمتها لأسيل قائلة

_دي هدية صغيرة اتمنى إنها تعجبك.

أخذتها أسيل كي لا تحرجها 

_مكنش في داعي تتعبي نفسك.

تطلعت لخليل ببهجة وهي تقول 

_مفيش تعب ولا حاجة، دي اقل حاجة ممكن أقدمها.

لاحظ داغر نظراتها لعمه فتمتم بصوت خافت

_هي السنارة غمزة ولا أيه؟

سأله خليل

_بتقول حاجة يا داغر؟

تدارك داغر موقفه سريعًا 

_ها لا يا عمي بقول إنك كنت وحشني أوي.

ربت خليل على كتفه بتقدير

_وانت كمان بس خلاص هتعوضني بقا عن غيابك بمرات ابني وحفيدي.

تذكر خليل أمر أخيه وقال بجدية

_على فكرة انا عزمت والدك ويارين وهما جايين من المطار دلوقت ياريت تنسى اللي فات وتبدأ صفحة جديدة معاه 

انت خلاص بقيت أب  وجربت بنفسك صعوبة ان ابنك يكون بعيد عنك، انسى اللي فات وكمل فرحتك بعيلتك.

أومأ داغر وقد قرر أن يطوي صفحات الماضي دون أن يعود إليها مرة أخرى.


تقدم سليم من أسيل وهو يقول بابتسامة 

_حمد لله على السلامة يا سيلا.

بادلته أسيل الابتسام وهو يحتضنها بأخوه 

_الله يسلمك يا سليم عامل ايه؟

_الحمد لله أحسن.

سألته بتوجس

_برضه مفيش اخبار عن بابا؟

تنهد بتعب شديد وقال 

_لسة مش عارف أوصل لمكانه، المشكلة إني بتعامل مع الموضوع بحذر عشان محدش يشم خبر فقلت أكلم المستشار خليل هو اللي يقدر يساعدنا.

_تحب أكلمه أنا…..

قاطعها سليم

_لا انا اللي هكلمه متشيليش انتِ هم حاجة.

_إن شاء الله نوصله بأقرب وقت، اومال فين وعد، أوعى تقول مجتش

تلفت حوله فيجدها تتقدم تجاههم وهي تقول بمزاح

_انا هنا يا قلبي مقدرش اتأخر.

احتضنت أسيل بسعادة كبيرة وتمتمت 

_كنت هزعل اوي لو مجتيش.

تقدمت هايدي بدورها 

_وسعوا خليني أسلم على اللي استندلت اول ما رجعت لحبيبها.

ضحكت أسيل واحتضنتها بحب

_مستحيل استندل معاكي انتِ بالذات.

وقبل ان تسأل عن أمينة وجدتها تتقدم منها وتقول بعتاب 

_يظهر إني أنا اللي اتناسيت مش انتِ يا هايدي.

ترقرقت العبرات في عين أسيل حينما رأت أمينة تدنو منها فتمتمت اسمها باشتياق

داده وحشتيني أوي.

قطعت أسيل المسافة بينهم لتحتضنها بحنين واشتياق لتلك المرأة التي كانت سند ودعم لها طوال عمرها

شددت من احتضانها وهي تتمتم بصدق

_لو نسيت الدنيا كلها مستحيل انساكي انتِ.

ابتعدت عنها قليلًا وتابعت

_طول عمرك وانتِ سند وضهر بالنسبة لي وكمان مرايتي اللي بتنبهني لأخطائي مستحيل انساكي.

تأثرت أمينة بحديثها وتمتمت بإخلاص

_انتِ بنتي يا أسيل ومفيش كلام زي ده بين البنت وامها

عادت تحتضنها من جديد فتتفاجئ بصوت حازم وهو يقول بتزمر

_وانا بقا شرير الرواية بتاعكم مش كدة؟

ضحكوا جميعاً وابتعدت أسيل عن أمينة وهي تقول بمزاح

_بلاش اقولك مكانتك اد ايه عشان عندنا واحد بيغير.

تطلع داغر لحازم باعتزاز

_مبقاش ينفع أغير منه من وقت ما عرفت الحقيقة، كفاية أوي إنه وقف جنب مراتي وابني وعوضهم عن غيابي لولاه الله اعلم كان ممكن يحصلهم ايه.

رد حازم بجدية 

_انا معملتش حاجة استاهل عليها الكلام الكبير ده، أي واحد مكاني كان هيعمل كدة وأكتر كمان.

ارادت وعد أن تنهي ذلك الحديث عندما انتبهت لحزن سليم وقالت بمزاح

_ايه يا جماعة احنا هنقلبها نكد ولا ايه؟

ردت امينة 

_ربنا ما يجيب نكد وتدوم فرحتنا على طول

أمن الجميع خلفها وبدأ المدعوين بالظهور وكان اولهم يحيى ودينا زوجته.

تقدم يحيى منه وقال بمزاح

_من لقى أحبابه نسي اصحابه صح ولا انا غلطان

أيده داغر بمزاح مماثل

_بالظبط كدة، يعني تخلع والنهار بدري

تنهدت دينا براحة

_أخيراً، يعني اللي حاولت انا اعمله في سنين جات أسيل عملته في شهرين.

تطلعت لأسيل وقالت بتنبيه

_انصحك تبعديه عن جوزك، لإن جوزي عينه زايغة وهيعلم جوزك بعد ما ربنا هداه.

شهقت أسيل وهي تنظر لداغر بإدانه

فتلعثم داغر وهو يقول لدينا

_ايه يا دينا متخليكي محضر خير انتِ جايه تباركي ولا جايه تنكدي عليا فأول ليلة في البيت ده، ما تشوف مراتك يا زفت.

ردت دينا بغيظ

_لا وحياتك؛ بوعيها عشان متغلطش غلطتي.

تطلع إليها يحيى وهو يقول بجدية مصطنعة 

_دا مرض يا حبيبتي بعيد عن عنك ومرض مستعصي كمان بيصيب الإنسان اللي عياره فالت زيي كدة.

هزت راسها بيأس منه وقالت لأسيل 

_عشان تصدقي.

تطلعت أسيل لداغر وقالت بتهديد

_يبقى يعملها وهو عارف إيه اللي هيجراله.

وضع داغر يده على عنقه عندما تذكر تحذير يارين من غيرة المرأة وقال بتهرب

_أومال فين الباقي مش شايف حد منهم.

تطلع يحيى تجاههم وقال

_مستنيينك هناك تعالى نروح لهم.

سأل داغر بغمزة وهو يتطلع لإياد

_بس قولي عملتها ازاي دي يا نمس، الواد نسخة منك.

تطلع إليه بسخرية

_العب بعيد يا شاطر دي قدرات انت مش قدها.

_خلاص يا عم متزقش اللي اداك يدينا.

تطلع يحيى إلى إياد وقال بتهديد

_وحياة أمك لما تكبر وعرفت انك شربت سجارة  من غيري لانفخ أبوك.

تقدم أحد أصدقاءهم وهو يتطلع إلى داغر بتساؤل مرح

_حصل ازاي وأمتى؟ أفهم بس.

ضحك داغر ورد قائلاً 

_بعد الحادثة لما سافرت امريكا.

غمز طارق بعينيه

_طول عمرك بتاع مفاجأت بس متخيلتش مفاجأة زي دي، على العموم يا سيدي الف مبروك.

رد داغر بسرور

_الله يبارك فيك يا طارق عقبالك.

رد طارق بتفاخر

_لااا انا لسة ملقتهاش ومظنش إني هلاقيها لإني حاطتلها مواصفات إنما ايه عنب.

ربت يحيى على كتفه وقال بسخرية 

_يبقى هتعمل زي حسنين.

قطب جبينه بحيرة وسأله 

_حسنين مين؟

ضرب على كتفه وتمتم بسخرية 

_واحد صاحبي متعرفوش.

ضحكوا جميعاً على مزاحهم الذي لا يكفوا عنه فقال داغر

_يا سيدي بكرة نشوف بس ابقا اعزمنا.

_لا طبعاً اعزمك ايه دا أنا….

توقف عن الحديث عندما وجد تلك الحورية التي دلفت من الباب الرئيسي وخلفها والدها فتمتم بمكر

_هي المكنة طلعت قماش ولا ايه؟!

تطلع داغر إلى حيث ينظر فوجد يارين تدلف مع والده فقال بتحذير مبطن بالغيرة

_عينك لقلعها لك.

جذبه يحيى من أمام داغر وهو يقول 

_ملقتش إلا دي يخرب بيتك دي أخته.

عض طارق على شفته وهو يقول بحسد

_الواد ده الستات في حياته ملهمش حل، بس وديني انا قتيل لهم الليلة دي.

قال الآخر 

_سيبه هو شكله ناوي على نهايته.

_الله انا عملت ايه، كلكم متجوزين مفيش سنجل غيري وخلاص لقيتها، وبعدين هو هيلاقي احسن مني فين.

ضربه يحيى على مؤخرة رأسه

_يا شيخ اتلهي.


ابتسم داغر بود لوالده الذي تقدم منه ليحتضنه وقال بسرور

_ألف مبروك يا داغر.

رد داغر بحب

_الله يبارك فيك يا بابا متشكر اوي انك جيت.

ربت ناجي على كتفه وتحدث بصدق 

_متقولش كدة ده اسعد يوم في حياتي وخصوصاً اني شوفت حفيدي.

حمله من يد داغر وداعبه بحنو 

_عامل ايه يا ديدو؟

تقدمت يارين من داغر لتقبله وقالت بسعادة 

_ داغر congratulations 

ابتسم داغر بحبور

_الله يبارك فيكِ يا قلبي عقبالك.

رفعت اصبعها أمام داغر بتنبيه مرح

_بس يكون قبطان زيك.

تمتم داغر بغيظ وهو يتطلع لطارق

_حظه خدمه ابن اللذين.

_نعم.

سألته يارين بحيرة 

أدرك نفسه قائلاً 

_لا يا حبيبتي دا انا بقول هيكون سعيد الحظ اللي هياخدك.

قبلت خده بحبور

_ميرسي يا قلبي، أومال فين أسيل.

أشار لها باتجاهها

_واقفة مع حبايبها اهه.


عند أسيل

اتسعت عينيها بسعادة وهي تسألها

_بجد يا وعد يعني انا كلها كام شهر وهشيل ابن سليم.

صححت بسعادة

_لا وحياتك بنت مش ابن وكمان سليم ناوي يسميها أسيل على أسمك.

احتضنها أسيل بسرور

_ألف ألف مبروك تتربى في عزك وفي عز سليم يا قلبي.

التفتت أسيل إلى يارين التي ميزت صوتها 

_أسيل How are you.

_يارين جيتي أمتى؟

قبلتها يارين بحب

_لسة واصلين حالاً، بس مش مطوليش هنسافر بكرة إن شاء الله.

قالت أسيل باستياء 

_ليه كدة كان نفسي اقعد معاكي أكتر من كدة.

_معلش تتعوض مرة تانية.


الصفحة التالية