رواية جديدة طُياب الحبايب مكتملة لرضوى جاويش اقتباس الفصل 14 - الخميس 30/1/2025
قراءة رواية طُياب الحبايب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية طُياب الحبايب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رضوى جاويش
اقتباس
الفصل الرابع عشر
تم النشر الخميس
30/1/2025
❈-❈-❈
الرسلانية ١٩١٨.. دار الحرانية..
خرج الطبيب من حجرة توحيد بعد أن فحصها، فقد كانت نوبات الغثيان التي تنتابها غير طبيعية، ما دفع وهدان لاستدعاء الطبيب رغبة في الاطمئنان على حالها، والذي سأل الطبيب ما هل خارجا من الغرفة: خير يا باشحكيم، هي زينة!
ابتسم الطبيب مؤكدا: زي الفل متفلقش خالص، هي بس تهتم بنفسها كويس لأنها حملت مع الرضاعة..
هتف وهدان في فرح: حبلى! الله أكبر..
ابتسم الطبيب هاتفا: ربنا يقومها بالسلامة، بس لازم الاهتمام بالراحة، والغذا المظبوط..
رحل الطبيب واندفع وهدان لداخل الحجرة في فرحة غامرة، لتستقبله توحيد متسائلة في نبرة تقطر دلالا: الواد التاني چاي يا وهدان! فكرك ربنا يكرمك بواد تاني مني!
هتف وهدان ووجه يشع بشرا: واد ولا بت ولا حتى عفريت ازرج، كل اللي ياچيني منك مراضيني يا ست الناس..
همست توحيد في غنج: يخليك ليا ولا يحرمنيش من دخلتك عليا، ولا سماع حسك أبدا..
هم وهدان بالاندفاع كالعادة متصدقا، ما أن يأتيه خبر مفرح، لكن توحيد استوقفته مقترحة: بجولك يا سي وهدان! ما بلاها نجول على خبر الحبل دلوجت!
عاد إليها وهدان متسائلا، وقد هم بالخروج من الغرفة أمرا بنحر الذبائح: ليه طاب! وهي دي فرحة تدارى برضك!
همست توحيد في نبرة تقطر قلقا: معرفاش يا سي وهدان، أني ليه مش مطمنة! حاسة جلبي مجبوض، وحاسة إن بعيد الشر عنك وعن كل الحبايب، في حاچة هتحصل مش تمام!..
هتف وهدان متعجبا: لاه، ليه كده! ربك كبير.. وب رُب الحبل تاعبك، وده اللي خلاكي مش مطمنة..
وابتسم في محاولة لنزع الخوف من داخلها هاتفا في نبرة ماجنة: بس ما هو برضك لكي حج تخافي، الله أكبر عليكي، الواد مكملش كام شهر على يدك، والتاني چاي فالسكة، واعرة دي يا توحيد!.. كنك مش هينة!
ضربت توحيد على كتف وهدان في رقة، وقد ارتفعت قهقهاتها صادحة: متكسفنيش بجى يا سي وهدان، وهو بكيفي! ده ربك اللي رايد، بس ادعي كده أجوم بالسلامة..
هتف وهدان فرحا: هتجومي بإذن الله، ولچل خاطرك هصبر هبابة مش هجول دلوجت، هروح أنبه ع ال..
ارتفعت الزغاريد القادمة من الأسفل من خدم توحيد، يبشروا الجميع بالنبأ السعيد، ما جعل وهدان يتطلع إليها باسما: جلتش حاچة أني!.. مفيش فرحة بتدارى!.. واهم جاموا بالواچب تحت، مبدهاش بجى..
ابتسمت توحيد، وهزت رأسها موافقة، ضامة مختار ولدها لصدرها، وهي تتابع وهدان الذي خرج يأمر بنحر الذبائح فرحا..
وقف الخواجه نعيم على أعتاب دار وهدان طالبا الإذن بالدخول، أمره خفير الدار بالانتظار في المندرة حتى إبلاغ سيد الدار، ما دفع نعيم للتهكم ساخرا في نفسه من حال وهدان الذي انقلب فجأة من رجل كان يتناول طعامه أرضا في صحن الدار، ويدخل عليه كل من هب ودب دون الحاجة لا لإذن، ولا داعِ لكل هذه الجلبة، لصاحب دار لها خفيرا يقف على بوابتها حارسا، ويطلب منه الإذن بالدخول لحرمها، ويجلس في الانتظار لفترة حتى يأتيه ويستطيع الجلوس إليه!..
انتفض نعيم ملقيا التحية على وهدان، الذي طل عليه بهيبة زعزعت تلك الثقة التي كان قادما بها لمقابلته، أين ذهب وهدان القديم!.. سأل نعيم حاله وهو يتطلع لذاك الرجل الواثق الذي يجلس قبالته متلحفا بعباءته الصوفية الثمينة، لكنه عاد يتمسك بآخر أذيال من أمل، متأملا أن يكون هذا التغير الذي يلاحظه ما هو إلا تغير شكلي، وأن وهدان ما يزال وهدان من داخله، ما تغير إلا المظهر لكن الجوهر ثابت.. وأنه ما زال يملك اليد الطولى، وله ذاك التأثير القديم على أفكاره، ويستطيع اللعب من جديد بمقدراته، وتوجيهه بالشكل الذي يخدم أغراضه!..
تنحنح نعيم وقد نهض ليقترب من موضع وهدان، هامسا كما هي عادته: أخبارك ايه يا سي وهدان! سمعت إن العيل التاني جاي فالسكة..
تجاهل وهدان كلمات نعيم هاتفا في نبرة قوية متسائلا: خير يا خواچه! لك حاچة اجضيهالك! ..
همس نعيم متعجبا: حاجة! شكلك نسيت! كان الله فالعون، مشاغلك كتير..
هتف وهدان متسائلا: نسيت ايه! فكرني كده!
همس نعيم مذكرا: أرض البركة، سبب چوازك من الهانم، أخت سعد بيه!
انتفض وهدان حانقا: بجيناه الحديت ده، كان موال وراح لحاله..
همس نعيم، وهو يقترب من موضع وقوف وهدان مؤكدا: لاه مكنش موال وراح لحاله يا سي وهدان، ده كان أصل الحكاية كلها، أنت مش اتقدمت تتجوز أخت سعد لجل ما نوصلوا للأرض، ولا ده مكنش اتفجنا!..
هتف وهدان محتدا: حتى ولو كان، اعتربه مكانش، وسك ع الحديت ده خلاص، أني لا بجي ليا عازة ف أرض ولا دار، أني ربنا رزجني باللي أكتر من اللي اتمنيه كمان، خلص الموال ده، ومتفتحوش معاي تاني..
همس نعيم مستفسرا في خبث: طاب والهانم تعرف موضوع الأرض ده! ولا..
قاطع وهدان نعيم منتفضا، ممسكا في تلابيه، تخرج الكلمات حنقا من بين أسنانه التي يجز عليها وهو يهتف غاضبا: حكاوي أرض البركة دي تنساها.. ومتاچيش على لسانك تاني، ولو فتحت حنكك مع أي مخلوج بالحديت ده، والله ما هيكون حد راميك لكلاب السكك أنت وناسك بره النچع إلا أني.. مفهوم يا نعيم الكلب!..
دفع وهدان نعيم في شدة اسقطته أرضا، ساد السكوت لبرهة، قبل أن يتحامل نعيم على نفسه ناهضا في هوادة، ينفض ملابسه في لا مبالاة، متجها لباب المندرة ليرحل، إلا أن وهدان استوقفه متسائلا في نبرة قوية: مجلتش، مفهوم الحديت اللي جلته، ولا أجول تاني!..
هتف نعيم في استكانة: مفهوم يا سي وهدان، مفهوم أوي.. أقدر امشي دلوقت، ولا فيه أوامر تاني!..
هتف به وهدان في حنق: لاه غور، ويا ريت متورنيش خلجتك تاني ولو حتى صدفة..
هز نعيم رأسه في طاعة، وجر أذيال خيبته مغادرا دار وهدان الحراني في قهر، وقد أقسم أن تلك السقطة التي نالها بالداخل، سيدفع ثمنها ذاك الأحمق، الذي ظن نفسه رجلا، غاليا.. بل أغلى مما يتصور!..
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رضوى جاويش، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية