رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 26 - 3 - الأربعاء 1/1/2025
قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ظننتك قلبي
« لكن بعض الظن إثم »
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة قوت القلوب
الفصل السادس والعشرون
3
تم النشر يوم الأربعاء
1/1/2025
بيت النجار (شقة فخري) ...
هل هكذا يشعر مفطوري القلوب ، أهذا هو الإحساس بكسرة الخاطر والحزن ، إنه لإحساس بغيض كريه على نفسها التى لم تشعر سوى بالقوة والزهو ، لم تشعر يومًا بالضعف كما شعرت اليوم ، هكذا جلست "صباح" برأس متألمة وتنفس مكتوم ...
بهزة متواصلة لجذعها للأمام والخلف تندب حظها السئ وما وصلت له لتردف بعد وقت طويل من الضيق والإنفعال ...
- حسابك معايا كبير يا "زكيه" ، إنتِ السبب في كل البلاوي إللي حصلت لي ، أنا مخسرش أبدًا ، لازمن أعلمك إن الله حق وتقولي حقي برقبتي ...
ألم تعلم أن بالفعل الله حق وأيضًا جبار منتقم ، هكذا أخذت تحدث نفسها أمام مرأى إبنتها "راويه" حتى هتفت بالأخير وقد لمعت بمقلتيها الجاحظتين بريق شيطاني ماكر ...
- وربنا لأطلع لها وأمسح بكرامتها الأرض ، تعالي معايا يا بت ...
نهضت "صباح" بإنفعال متجهة لشقة غريمتها لتلحق بها "راويه" كما أمرتها منصاعة لها تمامًا فهذا ليس وقتًا مناسبًا لأي إعتراض ...
بيت النجار ( شقة زكيه) ...
كان التحسر حليفها ، هي من ضحت بكل راحة وتحملت الشقاء لأجل بناتها ، ها هي تبكي حسرة على فراق إبنتها نصف قمرها الآخر ...
جلست "زكيه" تسند رأسها المثقل إلى قبضتها بإستسلام دون أن تجف دموعها فقد رحلت "شجن" ، غادرتها دون وداع ودون إطمئنان إلى أين ستذهب وماذا ستواجه ...
سحبت "نغم" مقعد إلى جانب والدتها لتتسائل بقلب تعيس ...
- هي "شجن" حتروح فين يا ماما ؟؟؟
أشواك تغرس بقلبها المرتجف لتزيد من آلامها قبل أن تجيب إبنتها ...
- مش عارفه يا "نغم" !!! والله ما عارفه حتروح فين وحتعمل إيه !!! أختك طلعت عصبية أوي ، مكنتش متخيلة إنها حتسيبنا وتمشي كدة ...
ثم أكملت "زكيه" تنهر نفسها والدنيا بيأس ...
- كدة برضه يا "شجن" تسيبي أمك كدة !!! كدة تحسري قلبي عليكِ ومعرفش إنتِ فين !! كدة أهون عليكِ يا بنتي ، بس أنا كنت حعمل إيه بس ، ما هو على يدك يا "نغم" ، هو أنا كان بإيدي حاجة ؟!!
نكست "نغم" رأسها لا تجد كلمات تخفف بها عن والدتها لتربت بحنو فوق كفها تحاول بث بعض الطمأنينة بها ...
- متخافيش ، "شجن" جدعه وقويه ، أكيد حتاخد بالها من نفسها ، تلاقيها حتروح لحد من بنات خالتي "عايده" يا "عهد" يا "وعد" ، حتروح فين يعني !! إديها فرصة تهدى شوية وحتلاقيها رجعت البيت ، متزعليش يا ماما ...
زفرت "زكيه" بقلة حيلة لترضخ لحديث إبنتها فلا قدرة لديها إلا بالصبر والإنتظار ...
- على الله يا بنتي ، وأنا برضه حكلمهم في التليفون أشوفها راحت عندهم ولا إيه ...
تذكرت "نغم" راتبها الذى أحضره "بحر" بالأمس لتحاول أن تنسي والدتها ما حدث ببث بريق أمل ولو ضعيف ...
- من حق ، ده أنا نسيت خالص المرتب ، حقوم أجيبلك الفلوس من الشنطة ...
لحظات وعادت "نغم" تحمل النقود بين كفها الرقيق لتضعهم أمام والدتها فوق طاولة الطعام قائله ببعض الترجي ...
- خدي يا ماما ، وعشان خاطري كفاية عياط بقى ، "شجن" لما تعرف إننا كويسين وإن جوازي من "مأمون" حيحل كل المشاكل دي حتلاقيها ترجع من نفسها ...
أومأت "زكيه" بوهن لحزنها الشديد ..
- يا ريت يا "نغم" ...
نظرت "زكيه" نحو المال وأخرجت من جيبها بقية راتب "شجن" أيضًا والذى أعطته لها بالأمس قبل أحداث الليلة المشؤومة لتضعهما سويًا قائله ...
- كدة معانا فلوس "خيرية" وزيادة ، بكرة الصبح أول حاجة أعملها أروح لها أسدد الفلوس إللي عليا عشان أرتاح ...
- إن شاء الله يا ماما ...
ملست "زكيه" بتألم فوق جبهتها قبل أن تستقيم مردفة بتألم ...
- أنا داخله أنام لي شوية ، الظاهر الضغط علي عليا من إللي حصل ...
بتفهم لحالة والدتها المغلوب على أمرها أجابتها "نغم" ...
- براحتك يا ماما ، نامي يا "زوزو" ..
تركتها "زكيه" متجهة نحو غرفتها فربما تلتقط لحظات من الراحة التى لم تنالها منذ الأمس ...
خرجت "نغم" نحو الشرفة تنتظر رؤيتها لهلال قمرها الغائب ، فاليوم ولأول مرة تنتظر رؤيته دون الشعور باليأس من بُعده ، فاليوم هو قريب للغاية ، فأخيرًا تحقق حلمها وأملها وستزف بعد فترة وجيزة لمن إمتلك قلبها كما تظن ذلك ...
هياج كبركان خمد بإستكانة حين وقفت "صباح" خارج شقة "زكيه" تسترق السمع لما دار بينها وبين إبنتها منذ قليل لتعتدل بمكر ومازلت تلتزم الصمت حين هتفت بها "راويه" ...
- يعني حندخل ولا مش حندخل ولا إيه ؟!!
قضبت "صباح" وجهها بإمتعاض شديد وهي تنهر إبنتها بغيظ بنبرة منخفضة للغاية ..
- إششش ، وطي صوتك ، إنجري على تحت ، قدامي يلا ...
سبقتها "راويه" لتلحق بها "صباح" بخطواتها الثقيلة لتعود لشقتها وهي تغلق باب الشقة حتى لا يستمع إليها أحد ...
- شوفتي ، شكلها حتظبط ، وحعرف أعلمها الأدب ...
رفعت "راويه" طرف أنفها ببلاهه مستفسره ...
- يعني إيه ؟؟؟! حتعلميها الأدب إزاي يعني مش فاهمه ؟؟!
مطت "صباح" شفتيها الغليظتان بإستياء من ذكاء إبنتها المحدود ...
- جتك نيلة غبية ، مسمعتيهاش بتقول عليها فلوس لـ"خيرية" ، بس ، خلاص كدة ، حلها عندي ...
رفعت "راويه" كتفيها وأهدلتهما بعدم فهم ..
- والله ما فاهمه حاجه ...
دلفت "صباح" نحو غرفة الصالون الأحمر خاصتها لتردف بغرور ...
- تعاليلي بقى وأنا أقولك حعمل إيه عشان تتعلمي من أمك صح ...
قوست "راويه" شفتيها للأسفل وهي تتبعها قائله ...
- أما نشوف ...
❈-❈-❈
بيت النجار (شقة فريد) ...
من منا ليس بخطاء لكن يفرق البعض عن البعض بستر من الله ، حجاب يغشى العيون عن زلات و ذنوب فقط برحمة الله لعلك ترجع يومًا تستغفره وتعلن توبتك ، حتى يأتي أمر لا رجعة فيه بكشف المستور و زوال حجاب الستر ليُظهر تجلى في علاه معصية المخلوق وإبداع الخالق في إنتقامه فهو المنتقم الغفار ...
يوم عطلة إتخذها "فريد" للبقاء بالمنزل يتابع هنا وهناك دون أى تعقيب أو تدخل بينما بقيت "حنين" ترتب شقتها وتنشغل بأحوال أولادها بعيدًا عن الجميع ...
ليست تلك بعادتها المتطفلة التى تقحم نفسها بما لا يعنيها طيلة الوقت لتبقى لها السيطرة والتحكم ...
لكنها إنزوت ببقعة بعيدة عن الجميع لتنظر لذراعيها بتقزز وهي تسحب أكمام جلبابها تكشف عن جلدها المتقرح قائله بنبرة هامسة لا تسمعها سوي أذنيها ...
- ده إيه ده بس يا ربي ، إيديا حتتقطع من كتر الوجع ، إيه الحبوب دي كلها ، ده باين له مرض جلدي ده ولا إيه !!!
حكة شديدة لازمتها منذ إستيقاظها هذا الصباح فيبدو أنها أصيبت بفطر ما سبب لها هذا الهياج ، أسدلت أكمامها تخفي تلك الآثار قبيحة المظهر ...
- أخلص إللي في إيدي وأروح الصيدلية أجيب لي كريم ولا مرهم ، بلاش أقول لحد أحسن يعايرني ...
عادت لغرفة المعيشة حيث يجلس "فريد" لتقابله بإمتعاض وتذمر لبقائه بالبيت اليوم ...
- جرى إيه ؟؟! هو مفيش شغل في الوكالة النهاردة ولا إيه ؟! مالك قاعد لي كدة ؟!!
ولأول مرة كمن أزيلت الغشاوة عن عينيه لاحظ "فريد" كم أنها تعامله بدونية ، حتى إحساسها بالبغض والكره له يظهر جليًا عليها ، ألهذه الدرجة كان معمى العيون عن رؤية كرهها له ، حتى أنه لم يشعر بذلك من قبل ؟؟!
زاغت عيناه بتشتت دون أن يجيبها لتدور الأفكار برأسه بينما زادت "حنين" إمتعاضًا و إشمئزازًا ...
- ما ترد عليا ، ده إيه الخيبة دي ؟!!
ظن "فريد" أنها تريد الخروج من دون إذنه مرة أخرى ليجدها فرصة ملائمة لأن تفعل ذلك بينما يراقبها ويرى أين تذهب من خلف ظهره ..
أجابها بإصطناع الرضوخ ...
- خارج أهو يا "نونه" ، مش عايزة حاجة وأنا راجع ...؟!!
سؤال معتاد وإجابة معتادة أيضًا هتفت بها "حنين" ...
- أه ، هات فلوس معاك عايزة أجيب طلبات للبيت ...
أومأ بخفة وهو يتجه نحو الخارج ليراقبها من دون أن تنتبه له فعليه معرفة كل شئ بنفسه ...
- ماشي يا "نونه" ، سلام ...
تابعته بأعين ساخطة لتتجه نحو غرفتها لترتدي عبائتها للذهاب للصيدلية لشراء علاج لهذا التقرح ...
❈-❈-❈
لم تكن "شجن" بتلك القوه التي يظنها بها المحيطون فمن يدرك أن بداخل نفسها الثائرة شخصية هشة تخشى العالم من حولها ...
جلست أخيرًا بمقعد تلك الحافلة المستاجرة تتجه لخارج بلدتها التي ولدت بها ولا تعرف سواها ، لقد خرجت لأول مرة مسافرة عبر طريق مجهول وأيام ضبابية ، لا تدري هل أخطأت أم إنها بالفعل على صواب ...
نظرت من خلال النافذة التي تجاورها تتابع تلك السيارات المتسارعة إلى جوارها تنتظر أن تصل بها الحافلة لتلك البلدة كما وصفها لها العم "أيوب" ، فيبدو أن الطريق للوصول إليه بعيد للغاية وعليها إتخاذ ما يقرب من ثلاث وسائل للمواصلات للوصول إليه ...
توجست "شجن" لسفرها المجبرة عليه لكن لا باليد حيلة ...
❈-❈-❈
بيت محفوظ الأسمر (شقة وعد) ...
لم تحظى "وعد" بلحظات تشعر بها بهذه السعادة من قبل ، أنهت إستحمامها للتو لتقف أمام المرآة المعلقة على الحائط فوق المغسلة تسحب تلك المنشفة من فوق رأسها لتجفف شعرها المبلل ، تتذكر بين الحين والآخر كلمات "محب" الحانية فيبدو أنه سرق قلبها ...
بخار الماء الساخن عم أرجاء المرحاض فتشوشت الرؤية الضبابية ، لكن شيء ما توهج ببريق أمام أعينها فوق المغسلة ...
مالت برأسها للأمام تتفحص ما هذا الشيء الذي لا تستطيع إستيضاحه جيدًا ، لتفغر فاها بصدمةٍ حين رأت خاتم "عاطف" الضائع ، إنه نفس الخاتم الذي يحمل النحلة الذي بحثت عنه كثيرًا ولم تجده ...
دق الفزع بقلبها وتوجست بخوف فمن أين أتى هذا الخاتم ؟!! ومن وضعه هنا وهي بالداخل ؟!!
شعور بالفزع جعلها تنتفض تتمنى لو أن ما رأته لم يكن حقيقة ، وأن تلك الرؤية الضبابية أعمتها ولا تستطيع النظر جيدًا ... سحبت الخاتم بإصبعيها برفق شديد حتى ظنت أنه ربما يوخزها بألم حين تحمله بين أصابعها ...
تيقنت أنه خاتم "عاطف" بالتأكيد لتسرع راكصة نحو الخارج تبحث عمن وضع هذا الخاتم بالمرحاض ، لم تجد أحد سوى إبنها الصغير الذي ما زال يلعب بألعابه منشغلًا بها ...
نظرت حولها وهي تدور حول نفسها بفزع فلم تجد سواها حتى أن "محب" لم يأتي بعد ومازال بالدور السفلي يطمئن على والدته ، إتسعت خضرواتيها بهلع غير مصدقه لما ترى لتهمس بنبرة مهتزة ...
- "عاطف" ....!!!!!!!!!
...يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة قوت القلوب، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..