-->

رواية جديدة راهبات الحب لهالة محمد الجمسي الفصل 57 - الجمعة 10/1/2025


رواية رومانسية جديدة راهبات الحب

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي


رواية جديدة 

راهبات الحب

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل السابع والخمسون

تم النشر الخميس

10/1/2025



ألقت غرام نظرة على المائدة التي تقع أمام عينيها وشاهدت فرانك وهو يتحدث إلى إحدى الفتيات الشقراوات شبه عارية، كانت الشقراء تميل على أذنه تحدثه بأمر ما وهي تضع يدها على صدره، وضع فرانك يد على قدمها ، في حين كانت يده  الأخرى مشغولة بحمل كأس من الخمر المعتق  شعرت بالاشمئزاز وهي تفكر في ليلة أمس، وكسا وجهها شعور الذل ، أنها المرة الأولى التي تخفق فيها في جذب ما تريد لها، رجل عجوز ذو عظام باليه، وجهه مجعد وصوت خشن وفم تفوح منه رائحة الكحول دائماً يرفضها بكل صفاقة، وهي من تهاوى كل الرجال تحت قدميها من أجل نظرة واحدة، لولا نفوذه وأمواله ما كانت تلقى عليه نظرة، شعرت بضيق كبير يعتمر صدرها وكادت تنهض من مكانها حتى ترحل عن المكان كله، ولكن   جذبت ساندي  يدها حتى تنتبه لها، وهي تغمز بعينها إلى حيث دخل أحد الرجال الذين دلف إلى التو وقالت:

ـ هو دا أبو بحر ٠ 

الرجل كان نحيف جداً، ذو بشرة سمراء، طويل القامة، أشارت ساندي له قائلة:

ـ هالو، هالو سير أبو بحر ٠ 


نظرت ساندي الى غرام قائلة:

ـ أنا رتبت معاه كل حاجة بالتليفون، هو جاي لينا مخصوص٠ 


انتبه الرجل لها فجأة ثم اتجه نحوها في خطوات سريعة، صافح ساندي ثم صافح غرام وقبل يدها وجلس إلى جوارها قائلاً:

ـ اي الجمال دا؟ دا أنا مكنتش مصدق لما قالوا لوليتا٠


نظرت غرام له في دهشة ثم قالت:

ـ أنت عربي؟! افتكرتك أفريقي٠ 

ابتسم ابو بحر وتابع:

ـ أنا سوداني الجنسية، وأمي من كوت ديفوار، وعشت أول عشر سنين من عمري في السودان، علشان كدا بتكلم عربي كويس، وباقي عمري كله بتنقل في البحار والمدن٠


لم تجب غرام، لم تكترث كثير لما يقصه، ألقت نظرة على ريمون الذي يقف على مقربة من فرانك، في حين قال أبو بحر حتى يجذب انتباهها:

ـ الحلوة مشغولة عنا باية؟؟ 

أسرعت ساندي في الجواب قائلة:

ـ كان مفروض نروح عرض مجوهرات  بيوتي جيرل٠ 


أشار ابو بحر إلى غرام قائلاً:

ـ زي ما بيقولوا في مصر غالي والطلب رخيص، يا لا نروح ما في مانع، بدي بس انول رضا لوليتا هانم٠ 


غمزت ساندي ل غرام، ثم قالت في صوت عذب ودلال:

ـ لوليتا٠  


نظرت لها غرام وقالت في أسلوب اعتراض مدروس:

ـ أيوا بس:::: 


نهضت ساندي من مقعدها وقالت وهي تشير لكل منهم  أن ينهض معها:

ـ بلاش كسوف يا لوليتا، العرض مدته أربع ساعات  بس، يدوب نلحق٠


تأبط ابو بحر يد غرام، وقال وهو يشير لها بيده حيث سيارته:

ـ الروزليس حظيت بشرف جلستك فيها، والله ما مصدق أن أنا مع الملكة، كنت اسمع عنك كتير، بس لما شافتك اللي وصفك ظلمك أنت اجمل من ست الحسن نفسها٠


ابتسمت ساندي في ظفر، ألقت نظرة على لوليتا وكأنها تخبرها أن الرجل يصلح ما أفسده العجوز، وان اليوم به غنائم وهذا هو المهم، ولكن لوليتا لم تكن تنظر إلى الأمور مثل ما تنظر لها ساندي، لوليتا لن تقنع سوى بالجزء الأعظم من الغنائم، والمكان الأفضل وهذا لن يكون سوى بالقرب من فرانك، لا تستطيع أن تمضي ما حدث في سهولة، لا تستطيع أن تطوي الصفحة بسهولة، لا تتقبل فكرة الرفض فكرت أنها سوف تعود من جديد، ولكن الوقت غير ملائم، والعقل أيضاً غير موزون جراء الاهانة٠ 


 

نظرت غرام إلى العقد الماس الذي يزين عنقها وقالت في لهجة فرح حقيقي:

ـ تعرفي يا ساندي أنا مزاجي اتعدل شوية بعد العقد دا٠


رفعت ساندي رأسها علامة الظفر وقالت:

ـ قلت لك، دا بالذات مينفعش حد غيرنا ياخده، أهو جاب لك كل اللي في العرض، بس علشان نظرة رضا منك٠

 اعترضت غرام بعد تفكير:

ـ بس هو عايزني اروح معاه الاوتيل بكرة ، دا حاجة مش مريحة٠ 

تساءلت ساندي في عدم فهم:

ـ ليه؟! اي اللي مش مريح فيها٠


هزت غرام رأسها علامة الرفض القاطع وقالت:

ـ اوتيل يعني مكان مش بتاعه، ممكن في لحظة يسيبه ويمشي صبح بقا او ليل، بعد مشكلة مع حد، أو هر بان من حاجة معينة،   وأنا اللي هكون موجودة في الوش٠


فردت ساندي يدها في بساطة وقالت:

ـ بسيطة، يجي بعيش هنا ال كام يوم اللي هو قاعد فيهم هنا٠ 

نظرت لها غرام في تفكير ثم قالت:

ـ أيوا بس:::


هتفت ساندي وهي تبرر لها:

ـ آخره هنا اربع أيام و هيمشي، أنا أبدل معاه اقعد أنا مكانه في الاوتيل وهو هنا، اي رايك؟ 


نظرت غرام إلى ساندي في حيرة وقالت:

ـ مع انك لسه مشفتيش منه هدايا ليك، بس انا شايفاك متحمسة ليه اوي، اي الحكاية؟ 

ساندي ضحكت في قوة وتابعت:

ـ أنا هعرف اقعد في الاوتيل واعمل شوبنج على حساب صاحب الاوضة، متقلقيش، المهمة المصلحة تمشي، أول ما يجي بكرة، هكون جهزت شنطتي، أنا هتفق معاه، أول ما يمشي بالسلامة، عرفيني بس علشان ارجع لك، ونشوف بقا الدور على مين؟ 


هزت غرام رأسها علامة الموافقة، وقالت  في لهجة وعيد : 

ـ بعد ما يمشي، لازم ارجع للعجوز تاني، مش هسيبه غير لما أخد مكانه هو كمان، مش هتنازل عن مكان فرانك دا، بس اعرف أسراره و خباياه، و اعرف بس أوقعه ازاي؟ ساعتها هرمي لحمه للكلاب الواطي النجس٠ 



تمغطت ساندي بجسدها وقالت وهي تتجه إلى غرفتها حتى تنعم بنوم هادئ عميق:

ـ لا لا، العقل لازم يرتاح، لازم يهدى شوية، فرانك دا هبرة كبيرة اوي اوي، هبرة عايزة دماغ صاحية و فايقة،  لوليتا احنا محتاجين ننام، بقالي كام يوم مش بعرف انام كويس، النهاردة بقا لازم أنام، النهاردة الصيدة كانت حلوة اوي، علشان كدا لازم ننام، مش نفكر في أي حاجة تانية، وأنا رأي أن العجوز دا مش نخسره، ولا نناطحه لا أي المانع تكوني صحبة لطيفة معاه، يعني ننول محبته من بعيد ونشتغل جنبه ناخد الحماية منه وخلاص كدا، اللي متعرفش  تعاديه نمثل عليه المحبة دا واحد له تقل ومش تقل عادي، دا زي ما يكون  زعيم دولة  لوحده  العصابات نفسها والشرطة بتعمله له حساب، يعني اللي زي دا مؤسسة اجرام لوحده، مش شخص عادي٠

هتفت غرام في حدة:

ـ لا لا، بعد الموقف دا مش هتنازل عن الانتقام منه، اكيد في خطة اوصل بيها، اكيد في حاجة نقدر نعملها، انت مش قادرة تحسي باللي هو عمله فيا، أنا لازم افش غلي منه، لازم٠ 

هتفت ساندي وهي تضع يد على كتف غرام وتربت في رفق، مثل مرضاة طفل صغير: 

 ـ بعدين بقا نبقى نتكتك للعجوز الوحش دا ، أنا دلوقت مش عايزة حاجة غير النوم، وأنت كمان لازم تنامي علشان وشك يفضل محتفظ ب حيويته و جماله يا ست الحسن والجمال، يا لوليتا٠

❈-❈-❈


ألقت غرام نظرة على ابو بحر وهو يحزم حقائبه استعداد للرحيل وقال:

ـ تعرفي يا لوليتا، أنا عشت معك اسبوع هون، اسبوع في الجنة، اسبوع مع ملاك، مشكورة على كل لحظة عشتها معاك حسستني فيها اني شهريار، ومع الأسف لازم اسافر ولازم اشوف السفن والتجارة، ومش هقدر ارجع غير بعد ست شهور، اتعشم يكون لي هنا مكان، وا و عدك اني من كل مينا هروح له هجيب لك تذكار ٠

ابتسمت غرام وقالت في هدوء:

ـ وأنا في انتظارك٠


انتبه ابو بحر فجأة إلى أمر ما:

ـ لا تنسي تتشكر لنا ل ساندي، اتعشم تكون قعدتها في الاو تيل فيها شوية مراضية، وأنا دفعت حق يومين زيادة كمان لو حابين تتمتعو هناك٠

 تنفست غرام في قوة بعد أن غادر ابو بحر، لقد كانت تفكر في الأيام التي قضاها ابو بحر في منزلها فكرة الانتقام من فرانك،  الفكرة لم تخرج من رأسها أو كيانها، وكانت كل هدايا أبو بحر تزيد من ثورة انتقامها، لماذا لم يقع فرانك في غرامها شأن كل الرجال؟ لماذا لم تسلبه عقله مثل الآخرين؟  هل نقص جمالها؟ هل قل شيء في مفاتنها؟  لا هذا لم يحدث، ولهذا السبب يجب أن تعود مرة ثانية إلى فرانك، ولكنها لن تكون عودة عادية، أنها عودة من أجل الانتقام منه، قد يستغرق الأمر شهور أو سنين، ولكنها لن تيأس، سوف تفعل، أنها لوليتا التي أذابت كرامة  رجال و أهدرتها تحت قدميها، وفرانك رجل ويجب أن يتبع الآخرين، عليها الآن أن تبدأ في الفعل،   لهذا كانت تعد الدقائق عداً حتى يرحل عنها أبو بحر،  وها قد رحل، قامت غرام على الاتصال  ب ساندي، ولكن الأخيرة لم تجب، حدثت غرام ذاتها:

ـ غريبة، ساندي كمان متكلمتش غير مكالمة واحدة بس من اسبوع،  اكيد بتحاول تستفيد بأكبر مزايا من الاوتيل، أول مرة تشوف الفنادق، افتكرت نفسها بنت ذوات ولا سائحة بتتمشي في البلد؟ 

ألقت غرام الهاتف في عصبية شديدة، ثم اخذت حمام دافيء، وخلدت إلى النوم عدة ساعات، حين استيقظت 

تفقدت الهاتف مرة ثانية لم تجد أي اتصالات من ساندي، فكرت قليل أن الوضع يبدو غريب حقاً،


ساندي ذاتها لا تجرؤ على البعد عن غرام، هي ملتصقة بها، فور أن جاء ابو بحر أخلت له المنزل بكل سهولة ويسر، واكتفت بمكالمة لم تستغرق دقيقة واحدة في اليوم التالي، وبعدها اختفت تماماً، غرام لم تحاول الاتصال بها، لقد كانت على يقين أن ساندي سوف تعود بسرعة البرق بعد رحيل ابو بحر، لا يوجد لها أحد غير غرام، لن تستطيع أن تعيش أو تأكل دون سيدتها، صاحبة الفضل، 


حين مضى يوم آخر دون ساندي، شعرت غرام بالقلق، هناك أمر غير طبيعي يحدث، غير معقول أن تبتعد ساندي بتلك الطريقة، لا ترد على الهاتف، عشرات المكالمات من غرام ولا مجيب، والرسائل كذلك يتم استلامها ولا رد، 

ولأول مرة تعترف غرام ل ذاتها أن هناك فراغ كبير في عالمها بعد  رحيل ساندي، لقد كانت تستند عليها بصورة كبيرة في تلك البلاد، تركت لها مهمة البحث عن الأثرياء العرب ومعرفة كل شيء عنهم، كانت حاسوب معلومات لها، الآن هي في حيرة من أمرها، اين ساندي؟ هل تخرج غرام الآن وتمارس حياتها كما كانت مع ساندي؟ ولكن أنها تشعر بعدم الألفة على هذا، لقد اعتادت وجود ساندي في حياتها، خاصة هنا، أنها لا تثق سوى بها، وساندي كذلك، اين هي؟ لماذا لم تعود لها؟ هل حدث لها مكروه؟ في النهاية لم تجد غرام سوى أن تذهب الى الفندق بنفسها حتى تتفقد أمرها، وهي تقسم  بأغلظ الايمان أن تلقنها درس قاسي، وان تبرح جسدها ضرب جراء تجاهلها لها، فور أن تشاهدها، جراء ما تشعر به الآن من تفكير اغضب جسدها وارهق عقلها وهي في أمس الحاجة إلى التفكير الهادئ من أجل تنفيذ ما تريده 


إبتسامة هادئة مصطنعة، تكاد تكون مطبوعة خلف وجه يضج بالاشمئزاز  على وجه موظف الأستقبال الخاص بالفندق كانت في انتظار غرام التي قالت في صوت به نفاذ صبر:

ـ ساندي٠ 

موظف الاستقبال قال في عدم فهم:

ـ اكسيوزمي٠


انتبهت غرام إلى أن ساندي لا يوجد لها غرفة في الفندق، فقالت في صوت يعبر عن الأسف:

ـ أبو بحر٠ 


هتف موظف الاستقبال  في صوت به لهجة تأييد وفهم:

ـ هى إذ نت هير( هو غير موجود الآن) ٠ 


تذكرت غرام أن ساندي لا ريب أقامت في الغرفة بوصفها صديقة له فقالت:

ـ وات ابويت هز فريند( ماذا عن صديقته) اي وأنت سي هير( عايزة اشوفها) 


رفع موظف الاستقبال رأسه وقال في لهجة حاسمة:

ـ شي از ليف سنس تو دي( لقد غادرت منذ يومين) 

شعرت غرام بصدمة حقيقة وهي تستمع إلى الكلمات، غادرت إلى اين؟ لماذا لم تعد لها؟ 

هل وجدت صديق هنا؟ هل ذهبت تقيم معه؟  إذا كان هذا ما حدث حقا

لماذا لم تخبرها؟ 


تنهدت غرام في حدة، ولم تجد مفر أن تهز رأسها، ثم تخرج من الفندق، رأسها يضج بالأسئلة وتشعر بالضيق والغضب على ساندي، أنها اخر ما توقعته غرام 

أن تنفصل عنها ساندي بتلك الطريقة، في النهاية لم يكن هناك مفر أن تمارس غرام حياتها دون ساندي، في المساء تذهب الى الكازينو الذي يجتمع فيه جميع الاثرياء العرب ، على مائدة القمار تتخذ مكان لها، ملابسها المثيرة، وتشاهد في بطء وخبث شديد العيون التي تراقبها، وعليها أن تختار من تبادله النظرة حتى تقيم معه، وعينيها على فرانك الذي أحدث غيابة اليوم  سؤال داخلها، اين ذهب هو الآخر؟ ريمون هنا يتحدث كل عشر دقائق بالهاتف، ولم تكن في حاجة أن تعلم أن ريمون ينقل ما يحدث هنا  في الكازينو  إلى فرانك، وينقل له أيضاً  بعض الأشياء التي قد يخبره بها احدهم، ريمون هو عين فرانك البشرية  هنا، بالإضافة لهذا مئات الكاميرات التي تنقل له كل ما يتم هنا، ولكنه يعلم جيداً أن ريمون هو الكلب المطيع له، ذهبت له مباشرة تسأله عن الذئب العجوز الكهل 

ـ هاي ريمون٠


ثم وضعت في جيبه مبلغ كبير من المال، أنها تعرف كيف تطعم فم ريمون جيداً حتى يصبح ولاءه لها، التقط ريمون المال في نهم و سرعة وقال في لهجة فرح:

ـ هاي لوليتا  بيوتي ومن، لوليتا  المرأة الجميلة ٠ 

 

ابتسمت لوليتا ثم تساءلت:

ـ أين الرجل الكبير؟ 


ريمون قال في لهجة استياء مصطنعة:

ـ مريض٠


هتفت غرام في لهجة تشفى واضحة:

ـ اووه، هذا أمر سيء حقاً، هل يمكنني أن ازوره؟ هناك صفقة جيدة لكل منا، سوف يكون كل منا فائز، إذ تم الاتفاق٠ 


هز ريمون رأسه علامة الموافقة وتابع:

ـ اظن فرانك لن يمانع زيارتك له، مرضه ليس خطير، ولا خوف من العدوى، أنه بعض الضغط المرتفع، شيء من الإجهاد أيضاً ٠


ابتسمت غرام ثم قالت هي تحسم أمرها أن تذهب له، سوف تطلب وده اولاً، سوف تبدأ في التقرب منه مرة ثانية، يجب أن تفعل هذا، ثورة البركان داخلها لن تهدأ ولن تصمت وهي لن تتراجع عن قرارها:

ـ سوف اذهب يا ريمون، لقد اشتقت الى فرانك كثير، أنا حقاً في حاجة إلى رؤيته، أنا أريده٠


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة