-->

رواية جديدة طُياب الحبايب مكتملة لرضوى جاويش اقتباس الفصل 8 - الخميس 9/1/2025

 

قراءة رواية طُياب الحبايب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية طُياب الحبايب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رضوى جاويش


اقتباس 

الفصل الثامن 


تم النشر الخميس

9/1/2025



القاهرة ١٩١٥..

قررت أنس الوجود العودة للمحروسة بعد أن تماثلت قدها للشفاء التام، ودعتها توحيد بالدموع، مؤكدة عليها أنها ستحاول القدوم مع سعد أخيها لزيارتها بالقاهرة متى ما كان هذا ممكنا، لتعود أنس بصحبة سعد إلى قصر أخيها.. 

هتف رستم باشا في امتنان، وهو يجلس بصحبة سعد في الحديقة: ممنون جدا يا سعد بيه على الرعاية الطبية اللي شملتم بها أختنا الغالية..

هتف سعد: العفو يا باشا، معملناش إلا الواچب والأصول.. 

أقر رستم: أنس الوجود راجعة من الرسلانية في كامل سعادتها، أنا مشفتهاش بالحال ده من زمن طويل، واضح إن جو الرسلانية فيه سحر سعد بيه!.. 

ابتسم سعد في حبور ولم يعقب، ليستطرد رستم في نبرة شجية: حال أُنس الوجود كان يقلقني، وخصوصي بعد اللي تعرضت له خلال السنوات اللي طال فيهم زواجها من المتوحش طوسون.. تعذبت كتير، وهي لا تستحق إلا السعادة.. 

تردد سعد قليلا، قبل أن يتجرأ مطالبا في نبرة قوية: على ذكر أنس الوجود هانم، ليا طلب عندك يا رستم باشا، ورچاءي إنك متردنيش خايب! 

تنبه رستم متسائلا: خير سعد بيه! 

اعتدل سعد في جلسته، هاتفا بلا مواربة: أني طالب يد أختكم الكريمة على سنة الله ورسوله، جلت إيه يا باشا! 

هتف رستم مبهوتا: زواج سعد بيه! 

أكد سعد وقد قام بالخطوة الأصعب، وعليه أن يستمر في كفاحه حتى ينالها، فهو يدرك تماما أن الأمر عسير، وأن عليه أن يجاهد حتى ينال القبول من جانب أهلها: أيوه يا باشا، زواچ، وهحطها ف عيوني، واللى تطلبه كله مچاب.. 

هتف رستم بعد أن هدأت صدمته: مفهوم سعد بيه، لكن أنت تعلم أن والدنا كاظم باشا أوغلو هو من له الكلمة العليا في كل ما يخص حياة أُنس أختنا، وأنا مليش رأي دون مشورته، فاهمني أكيد! 

هز سعد رأسه مؤكدا: معلوم طبعا يا باشا، الوالد هو الخير والبركة، لكن أني عشمان في توصية من چنابك، أكيد يعني كلمتك عنده لها وزنها، ولا ايه يا رستم باشا!.. 

أكد رستم في صدق: والله يا سعد بيه، أنت تعرف معزتك عندي، ولو الكلمة بيدي لكانت الموافقة من نصيبك، بعد سؤال أُنس الوجود عن رأيها طبعا.. لكن رأي الوالد هو الأساس، رأيي لا قيمة له أمام قبوله أو رفضه، أنت متعرفش كاظم باشا!.. 

أكد سعد: طبعا يا باشا اومال ايه! معلوم.. رأيها واچب، وبرضك حضرتك لما تجول رأيك للوالد، برضك أخوها.. وأكيد عايز الصالح لها.. ولا ايه!.. 

سأله سعد متلهفا، ليؤكد رستم هازا رأسه في محاولة لإنهاء الحوار: ربنا يعمل اللي فيه الخير سعد بيه، أنا هرسل لوالدنا كاظم باشا طلبكم مع توصية مني، ونشوف.. 

هز سعد رأسه بالمقابل، هاتفا وهو ينهض ليستأذن مغادرا: إن شاء الله كل خير يا باشا.. أنا متعشم في النسب الكريم.. 

طرقت نازك باب حجرة أنس، ودخلت ما أن أذنت لها، لتهرول نحو أنس التي كانت تجلس تصلح من هندامها أمام مرآتها، قبل النزول لمائدة العشاء، هاتفة في استنكار: اللي بيحصل ده كتير يا هانم! معقول! ده جنون.. 

تطلعت أنس نحو نازك في تعجب متسائلة: ايه اللي حصل لكل الضيق ده يا نازك! 

هتفت نازك بنفس نبرة الاستنكار: سعد بيه كان هنا مع الباشا! 

انتفضت أنس في فرحة: سعد بيه! هو لسه مسافرش الرسلانية! 

أكدت نازك: واضح إنه كان جاي يسلم قبل سفره، ده لسه تحت، وأنا سمعت اللي قاله، وجيت أقول لك على الجرأة اللي طلب بها من الباشا إيدك للزواج.. 

انتفضت أنس في صدمة مخلوطة بسعادة حاولت مداراتها: بتقولي زواج نازك! سعد بيه طلبني للزواج! 

هتفت نازك متعجبة: نعم، طلب يدك للزواج بكل جرأة، لا أعلم كيف تجرأ وطلب أمر كهذا يا هانم! 

لم تعبء أنس باعتراض نازك، بل سألت في فضول: وما كان رد الباشا يا نازك! 

أكدت نازك: العجيب أن الباشا لم يعترض، كيف ذلك! أنا لا أصدق! 

لم تعي أنس إلا قبول أخيها لنسب سعد، ما دفعها لتسأل في تهور: هل ما زال سعد بيه بالأسفل! 

هزت نازك رأسها مؤكدة، ما دفع أنس لتنهض مندفعة في عجالة نحو شرفة حجرتها، تطل على الحديقة حيث كان يجلس رستم بصحبة سعد، الذي رأته اللحظة، ينهض مودعا أخيها الذي دخل للقصر، تاركا سعد يسير في هوادة تشمله هيبة لا يمكن إغفالها، وما أن هم بدخول السيارة، حتى لاحت منه نظرة صوب شرفتها، ليجدها هناك، تطل كشمس وضاءة لا يمكن أن يغفل بشر عن وهجها، ليتسمر موضعه نظراته معلقة بطلتها، لا يقدر أن يحيد بناظريه عنها مهما جاهد، لحظات مرت وهو على هذا التيه، حتى استطاع أخيرا أن يدفع نفسه دفعا لداخل السيارة أمرا سائقها بالرحيل على عجل، فقد أدرك اللحظة أنه أصبح عالقا وللأبد بهذه الطلة، التي خطفت القلب، وأسرت الروح..


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رضوى جاويش، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة