-->

رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 22 - 2 - الخميس 23/1/2025

 

  قراءة رواية لعبة قلب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية لعبة قلب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني



الفصل الثاني والعشرون

2

تم النشر الخميس

23/1/2025



دلف (حمزة) غرفة النوم الخاصة به وهو يصفع الباب بقوة استيقظت (ليلى) على صوت تلك الصفعة ووجدت أن (حمزة) يبدو عليه الغضب الشديد اعتدلت من نومها وهى تشعر بالقلق عليه وجدته يجلس على الأريكة التى فى منتصف الغرفة وهو يفكر فى حديث والده فقد أصبح والده جشعا للغاية لا يكفيه ما فى يده ويريد ما فى يد زوجته نهضت (ليلى) من الفراش وهى تشعر بقلق شديد فسألت (حمزة)

- فى حاجة يا (حمزة) ؟! مالك وشك متغير كده ليه 

أجابها باقتضاب دون أن ينظر إليها قائلا بغضب

- (ليلى) سبينى فى حالى مش عاوز اتكلم مش كل شوية زن بقى

شعرت بضيق من أسلوبه الذى لم تعد تتحمله وقالت 

- هو انت ندمان انك اتجوزتنى يا (حمزة) .. مش معقول العيشة دى بجد شوية الاقيك حنين وشوية الاقيك واحد معرفوش انا تعبت من اسلوبك كل مرة بحاول امتص غضبك واعمل أنه مفيش حاجة لكن بجد مش قادرة استحمل اسلوبك ده لو ندمان نسيب بعض بالمعروف انت اتغيرت كتير عن زمان

نظر فى عينيها وهو لا يصدق ما قالته للتو كيف استطاعت أن تطلب منه ذلك الطلب وقال

- انتى مجنونة ؟!  اسيبك ايه ؟! كل ده عشان متنرفز شوية مش قادرة تستحملينى

- انت مش ملاحظ أن اسلوبك بقى مش مفهوم معايا من ساعة ما اتجوزنا وانت بقيت متغير يا (حمزة)

امسك يدها وربت عليها بحنان ثم قال بنبرة صادقة

- أنا خايف اخسرك يا (ليلى) .. انتى كنتى بالنسبة ليا حلم مش قادر اصدق انك بقيتى مراتى

شعرت بصدق حديثه ونبرته الحانية لمست قلبها فأخذت نفس عميق ثم قالت

- خلاص شاركنى .. شاركنى همومك احنا الاتنين واحد مينفعش اشوفك بتعانى واقف اتفرج عليك

نظر لأسفل ثم قال بأسف

- ابويا .. ابويا من ساعة وصية عمى أن كل حاجة بأسمك وهو مضايق كان .. كان يعنى 

فهمت (ليلى) ما يجول فى خاطره وما يريد الحديث به ثم قالت عندما رأته لا يستطيع تكملة الحديث

- كان نفسه ياخد نصيبه مش كده

نظر فى عينيها وقد أصابت مرمى حديثه فتنهدت بعمق ثم اردفت قائلة

- صدقنى أنا كمان مش عارفة بابا منعه ليه من نصيبه كل يوم بفكر فى الموضوع ده .. ده حقه الشرعى وانا نفسى انفذ وصية بابا بإنى اديك انت وأخواتك نصيبكوا  بس انت رافض فكرت أن اديه لعمى وهو حر بقى مادام انت مش راضى

- اوعى تعملى كده

قالها بنبرة تحذيرية ثم أردف قائلا

- ده حقك اوعى تفرطى فى حقك وبالمناسبة أنا سألت (حاتم) و (چايدا) ورفضوا أنهم ياخدوا فلوس أنا وعدتك انى هسألهم وسألتهم

شعرت (ليلى) بغرابة فى حديثه وقالت

- انتوا ليه رافضين ده حق ربنا وحقكوا أنا لو مكانكوا كنت هاخد ورثى ده شئ لا غلط ولا حرام

ربت على يدها ثم نظر فى عينيها وقال

- كان هيبقى حق ربنا وحقنا لو كان ورث عمى فعلا لكن عمى كتب كل حاجة بأسمك فاصبحتى انتى المالكة مفيش ورث اصلا نورثه يا (ليلى)

شردت (ليلى) بعيدا ثم قالت

- بس فيها حرمانية لأنه منع اخوه من الورث

قبل يدها الممسك بها ثم قال

- وانا بأكدلك أننا مش عاوزين حاجة 

- هو ده اللى كان مضايقك ؟!

هز رأسه إيجابا ولكنه شرد بعيدا مرة أخرى فقالت هى

- أنا مش ممكن ازعل منك ابدا ..

ظل (حمزة) يراقب (ليلى) وهي تتحدث بعفوية وقلق كانت عيناه تائهتين بين حبه الشديد لها وشعور بالخوف من أن يفقدها بسبب ما أخفاه عنها .. كانت كلماته تخرج ثقيلة محملة بعبء الحقيقة التي لم يجرؤ على الاعتراف بها.

 لم يكن الأمر مجرد ميراث بل شيء أعمق شيء قد يهدد علاقتهما إذا عرفته ..

❈-❈-❈

كان (حسام) جالسًا بهدوء يتفقد تفاصيل المكان من حوله لاحظ صور العائلة المعلقة على الحائط والتفاصيل الصغيرة التي تنبض بذكريات الطفولة وابتسم لنفسه يتذكر كيف كان المكان بمثابة منزلٍ ثانٍ له ثم استقام عندما سمع خطوات (دنيا) وهي تقترب توقع أن يراها بملابسها العادية إلا أنه فوجئ بها ترتدي الحجاب ..

عندما أقبلت (دنيا) عليه شعر بحنين غريب وشيء من الفخر يختبئ في عينيه كأنه يرى فيها ذاك الجزء الذي فقده في الأيام الماضية بدت هادئة ورزينة كأنها اختارت الحجاب بقرار نابع من قلبها

فقال (حسام) بابتسامة دافئة:

- ما شاء الله ... ايه المفاجاءة الحلوة دى مكنتش راضى اكلمك فى الموضوع ده عشان متقوليش انى بجبرك

نظرت (دنيا) لأسفل وهى تشعر بالخجل

- عارفة إنك كان نفسك ارجع للخطوة دى .. يمكن كلامك دايمًا كان بيوصلني من غير ما تقوله

 شعر (حسام) براحة عميقة لأن ذلك القرار صدر منها دون تدخل منه .. كان يرى في عينيها قرارًا نابعًا من قناعته وهو ما كان يتمناه طوال الوقت ابتسمت عندما وجدته يشعر براحة ثم قالت

- ايه رأيك بقى يا حوس ؟!

نظر إلى أعلى ثم قال

- مش ناقص غير انك تبطلى تقولى يا حوس بس

ضحكت كثيرا ثم قالت

- وعندى ليك مفاجأة كمان

- يا مفاجأتك يا (دنيا) قوليلى فى ايه تانى ؟!

- أننا نتجوز بعد الأمتحانات

صدم (حسام) عندما استمع إلى ذلك شعر بالسعادة تغمره لكنه قال بثبات

- لا يا (دنيا) أنا مطلبتش منك حاجة أنا عارف انك عاوزة تشتغلى ومش عاوزة تشيلى مسئولية بالسرعة دى عاوزة كل حاجة تاخد حقها

ابتسمت وهزت رأسها نافية ثم اخذت نفس عميق وقالت

- أنا فكرت كويس فى الموضوع ده ولاقيت أن ممكن اشتغل بعد الجواز مش انت هتساعدنى فى البيت يا حوس برده ؟!

ابتسم قليلا ثم هز رأسه إيجابا وسألها

- يعنى مقتنعة يا (دنيا) ؟!

- مقتنعة مليون فى المية أن حياتى من غيرك ملهاش اى قيمة 

قالتها بنبرة صادقة ليشعر هو بسعادة كبيرة ثم قال

- أنا بحبك اوووى يا (دنيا)

- وانا بموت فيك يا حوس

هز رأسه بآسى ثم ابتسم وهو يتأملها ..

❈-❈-❈

بعد مرور شهر كان (حاتم) قد قدم طلب التماس لإعادة النظر فى قضية (كريم) وكان يعمل على القضية محاولا التجنب المعاملة مع (حور) إلا فى القضية فقط ..

بينما طلب (مروان) من النادى الذى يريده للأحتراف فيه بإن يؤجل السفر لحين الأنتهاء من دراسته وقد وافق النادى وكانت (چايدا) تدعمه فى كل خطوة يخطوها ..

بينما كان (حمزة) مازال يحاول نسيان الأمر الذى يهدد علاقته ب (ليلى) ولكنه أصبح شخص عصبى للغاية حتى أن (أسما) لاحظت تغيره وتغير فى تصرفاته وفى أفعاله حتى أنها فى يوم كانت ذاهبة إليه فى المكتب سمعته يصرخ فى إحدى موظفينه بعصبية كبيرة ففتحت باب غرفة المكتب وطلبت من الموظف أن ينصرف الآن وأن يتركها مع (حمزة) بمفردها وجدت (حمزة) غاضب للغاية يجلس على مكتبه ويضع رأسه بين راحة كفاى يده ويبدو أنه مشتت ويفكر فى أمر ما أغلقت باب المكتب ثم اقتربت منه وقالت بحنان

- مالك يا (حمزة) ؟! انت متغير بقالك فترة كبيرة اكيييد فى سبب ايه اللى غيرك كده

شعر (حمزة) بإنه يريد التحدث وأن يخبر أحدهم بما يثقل كاهله ويعذب ضميره ولن يجد شخص يثق به سوى (أسما) فقال بنبرة متألمة

- أنا تعبان يا (أسما) تعبان اوووووى ومحدش حاسس بيا

اقتربت منه (أسما) وجلست على المقعد الذى بجوار مكتبه وقالت بقلق واضح

- خير يا(حمزة) فى ايه ؟

- ابويا .. ابويا هو السبب فى أن (ليلى) و (عمرو) سابوا بعض هو اللى هدد (عمرو) لو مجابش التصاميم هيأذى (ليلى) .. أنا .. أنا مكنتش اعرف معرفتش غير قبل جوازى من (ليلى) بيومين خفت احكيلها تحس ان (عمرو) مظلوم وضحية ابويا تسبنى وتروحله مقدرتش اقولها .. ودلوقتى لو قولتلها مش هيبقى كلامى له اى قيمة وانا مسبتهاش تختار مكنتش صريح معاها كنت عارف ان (عمرو) ضحية وسكت  واتجوزتها يا (أسما) مدتهاش فرصة تختار بينى وبينه بس متخيلتش أنها ممكن تبقى لغيرى بعد ما كانت ليا.. (ليلى) عمرها ما هتسامحنى ولا هتفهم شعورى هتفهم بس انى خبيت عليها ومكنتش صريح معها

اتسعت عينان (أسما) وهى لا تصدق أن (حمزة) يمتلك كل ذلك الشعور بالذنب فقالت مهونة عليه

- بس هى بتحبك انت

فى تلك اللحظة كانت (ليلى) واقفة أمام باب المكتب واستمعت إلى حواره بالتفصيل شعرت بوخزة فى قلبها وهى لا تصدق أن (حمزة) أخفى عليها أمر كذلك فتحت باب المكتب كى تتأكد أن ما سمعته حقيقى وليست أنها تتوهم فلم تتخيل فى يوم أنها ستفقد الثقة ومن من ؟! فقد تلقت طعنة فى ثقتها به .. ثقتها باقرب شخص لها فى الدنيا الشخص الذى ملك قلبها وعقلها وروحها (حمزة) ..


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة