-->

رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 14 - 2 - الجمعة 3/1/2025

 

 قراءة رواية لعبة قلب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية لعبة قلب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني


الفصل الرابع عشر

2


تم النشر الجمعة

3/1/2025



مرت الأيام سريعا وأتى اليوم الذى سيذهب به (مروان) و (وليد) للتقدم لخطبة (چايدا) ..

كانت رائحة القهوة الطازجة تعبق في الأرجاء بينما كانت العائلة مشغولة بالحديث والضحك حول الطاولة كانت (چايدا) بجمالها البسيط وسحرها الطبيعي جالسة بين أفراد عائلتها تشعر بسعادة غامرة لأن حلم حياتها سيتحقق الآن

كان (مروان) يرتدى بدلة بنية أنيقة تحمل لمسة من الأناقة  و كان (وليد) والده بجانبه على المقعد هو  وكان يبدو واثقًا لكنه يحمل في عينيه لمحة من التوتر وكانت (فريدة) جالسة بجوارهم تشعر بالسعادة من أجل (مروان) دق قلب (مروان) سريعًا وهو يتطلع إلى (چايدا) حيث كانت تجلس مع أسرتها تنظر إليهما بابتسامة خجولة

 كان كلا من (حاتم) و (شمس) يجلسان على الأريكة التى اصرت أن تأتى معهم لكى ترى من تلك الفتاة التى سرقت قلب (مروان) الذى كان يجلس بجوارها من الجهة الأخرى لطالما حاولت سرقة قلبه بكل الطرق لكنها فشلت و(حمزة) يجلس في زاوية الغرفة يشرب قهوته كانت الأجواء هنا تحمل لمسة من الدفء العائلي مع الضحكات والحديث المفعم بالحيوية بدء (وليد) بالحديث وطلب يد (چايدا) من والداها الذى رحب لعلمه أن عائلة (وليد الألفى) عائلة غنية وذات صيت ذائع فشعر (مروان) بالراحة عندما أحس بقبول والداها للزواج بينما كانت (شمس) تشعر بغضب شديد يجتاحها وهى ترى ان الأمور تسير على ما يرام فقالت دون أن تشعر وهى تتأبط ذراع (مروان) الجالس جوارها فقالت وهى تنظر ل (چايدا) 

- اوعى فى يوم تزعلى (مروان) عشان هتلاقينى أنا اللى هقفلك

أضيقت عينان (چايدا) وهى تراها تتأبط ذراع (مروان) هكذا الذى لم يرد احراج (شمس) أمام الجميع ولفت الإنتباه لتصرفها فشعرت (چايدا) بالغضب لأن (مروان) لم يبعد يدها عنه فتابعت (شمس) بلا مبالاة

- اصل انا و (مروان) متربيين مع بعض وقريبين جدا من بعض فعشان كده تلاقينى بخاف عليه .. (مروان) ده اهم شخص فى حياتى 

اتسعت عينان (چايدا) من جرئتها تلك وعضت شفتاها بغيظ شديد بينما وكزت (فريدة) (شمس) كى تصمت فنظرت (شمس) ل (فريدة) بضيق بينما علم (مروان) أن تلك الليلة لن تمر على خير ابدا ف (چايدا) تشتعل غيظا ..

لاحظ كلا من (حمزة) و (حاتم) بإن شقيقتهم تشعر بالغضب فقال (حاتم) بنبرة ساخرة موجها حديثه ل (شمس) قاصدا أنها مظلمة فى المكان بنبرة خافتة حيث كانت تجلس بجواره

- احيانا الشمس بتبقى فى طور الخسوف بيبقى وجودها زى عدمه

تجهم وجه (شمس) ابتسمت (چايدا) التى قرأت شفتاه اخيها وهزت رأسها بآسى ليتابع (حاتم) حديثه بصوت مرتفع قليلا

- زى ما (مروان) غالى عندك احنا اختنا اهم حد عندنا ولو حد زعلها (مروان) بقى أو غيره مبنسكتش

رمشت (شمس) بعينيها وهى لا تصدق وقاحة ذلك المغرور فابعد (مروان) يد (شمس) عنه برفق ثم نظر للجميع كى ينهى تلك المهزلة وهو يقول

- مش نقرأ الفاتحة ؟

تمتمت (چايدا) بخفوت

- على روحك بس صبرك عليا

فابتسم (شريف) واجاب (مروان) قائلا

- يلا نقراها

بدء الجميع فى قراءة الفاتحة عدا (شمس) التى كانت تشعر بالأنزعاج فلمح (حاتم) أنها لا تقرأ معهم فقال وهو يميل عليها هامسا

- مش حافظها ولا ايه ؟!

نظرت له باستخفاف ليبتسم هو فنظرت له بشر ثم قالت بنبرة هادئة

- بقى أنا خسوف يا .. يا خاتم

أضيقت عينيه ثم قال هامسا وهو ينظر لها

- مش حلوة .. مبتعرفيش تردى يبقى تسكتى

عضت شفتيها بغيظ شديد ثم نظرت أمامها فى ضجر ليبتسم هو على حالها وقد فعل ما أراد وهو أغاظتها ..

بارك الجميع للعروسان وحددوا موعد خطبتهم ليكون يوم الجمعة المقبل مما أضفى أجواء من الفرح والاحتفال في المنزل بينما كانت (چايدا) تتوعد ل (مروان) ...

❈-❈-❈

بعد أن ذهب (مروان) إلى المنزل دلف إلى داخل غرفته بدل ملابسه وجلس على فراشه فاستمع إلى صوت هاتفه امسكه من أعلى الكومود ووجد أن المتصل (چايدا) ابتلع ريقه وشعر بتوتر بالغ فهو يعلم جيدا ما ستقوله وستبدأ بتوبيخه ازدرد ريقه بصعوبة ثم أجاب على الفور بنبرة حاول أن تكون هادئة 

- حبيبة قلبى عاملة ايه يا قلبى ؟!

ارتفع إحدى حاجبيها وعلمت جيدا أنها محاولة منه لينسيها ما حدث فقالت بثبات يتبعه بعض البرود

- ما بتثبتش

مسح وجهه بيده وشعر أن عليه التوضيح لكن كل ما دار في ذهنه هو أن الأمور خرجت عن السيطرة فتابعت هى

- يعنى مش كفاية انها جت معاك لا دى بتلف ايديها حوالينا ايديك قدامى 

حدثها مبررا لها

- انا كنت مضايق جدا زيك ويمكن اكتر .. بس مكنش ينفع أحرجها قدام الكل كده سبتها شوية وبعدين بعدت ايدى

شعرت بالغليان فى رأسها ثم قالت

- خلاص لما ابقى ارد على (مكرم) فى التليفون أو فى الجامعة متبقاش تزعل بقى وانا ناويتها يا (مروان)

شعر (مروان) بحرارة الغيرة تشتعل في صدره بمجرد أن سمع كلماتها وقف فجأة من مكانه وكأن لدعته عقربة فكان غضبه شديد لم يستطع أن يبقى مكبوتًا أكثر اقترب من النافذة وهو يمسك الهاتف بقوة وصوته مليء بالحدة التي حاول كبحها

- إنتى ناوية تردي على (مكرم)؟! والله لو شفته حتى بيتكلم معاكي مش هسكت ... ما تخليش الموضوع يزيد يا (چايدا)

إجابته بمنتهى البرود وهى تنظر لأصابع يدها الممدودة

- حرام اكسفه قدام الناس هو كان بيحاول يكلمنى كتير وانا كنت بصده عشان خاطرك ويا حرام لازم اقدم ليه دعم نفسى بعد ما يعرف عن خطوبتنا

صمت للحظة محاولًا السيطرة على مشاعره لكن الغيرة والحنق كانت أقوى من أن يسيطر عليهما قبض يده بقوة حتى بيضت مفاصله ثم قال بصوت مشدود مملوء بالغضب المكبوت:

- أنا مش هسمح لحد يقرب منك ولا هسمح إنك تستخفي بمشاعري بالشكل ده دعم نفسى ايه اللى ناوية تقدميه ليه انتى بتلعبي بالنار يا (چايدا) وأنا مش هقف أتفرج!

ابتسمت على حديثه بسمه هادئة لكنها إجابته ببرود

- انت اللى بدئت

- لا ماهو اسمعى بقى أنا لاعب كرة وبشوف معجبات كتير لو كل معجبة بيا زعلتى منها عشان اتصورت معايا ولا ضحكت فى وشها مش هتبقى عيشة دى وانا بحاول على قد ما اقدر اراعى مشاعرك لكن انتى .. انتى بمنتهى السهولة قلتى كلام مينفعش يتقال

حاولت (چايدا) أن تمتص غضبه ثم قالت بلهجة أشبه للبكاء لكنه بكاء كاذب

- انت بتزعقلى يا مارو وكمان بتهددنى .. عال اووووى .. يعنى مش من حقى اعبر على غيرتى

شعر (مروان) بوخزة في قلبه عندما سمع نبرة (چايدا) التي تحمل في طياتها بكاءً مزيفًا لكنه لا يعلم زيف تلك النبرة الباكية أخذ نفسًا عميقًا وأدرك أنه بالغ في رده فحاول التخفيف من حدة الموقف فاصبح صوته أكثر هدوءًا وكأنه يحاول أن يحتوي الموقف

- مش قصدي أزعقلك يا (چايدا) ولا أهددك أنا بس... غيرتي عليك بتخليني أتصرف بتهور أنتى كل حاجة بالنسبة لي وفكرة إن حد تاني يحاول يقرب منك بتخليني أفقد أعصابي

توقف لحظة، محاولًا أن يلين الموقف أكثر

- وطبعًا من حقك تعبرّي عن غيرتك أنا مقدّر ده لكن صدقيني أنا مش ناوي أزعلك ولا أجرحك كل اللي عايزه إنك تبقي جنبي وتفهميني زي ما أنا بحاول أفهمك

ابتسمت (چايدا) فقد استمعت إلى ما كانت تريد سماعه فقالت بعناد

- خلاص اقفل يا (مروان) أنا مش قادرة اتكلم

- حقك عليا بقى متبقيش رخمة .. يا ستى المرة اللى جاية هكسفها وهكسف اى واحدة تحط أيدها عليا عاوزة حاجة تانية

ابتسمت ابتسامة نصر فقد روضته دون أن يشعر هو فهزت رأسها نافية ثم قالت

- ماشى يا (مروان) وانا سامحتك

ابتسم (مروان) بخفة بعدما شعر أنها هدأت ثم قال

- ماشى يا ستى كويس انك سامحتينى روحى نامى بقى ولو احتاجتى اى حاجة أنا موجود هنا تصبحى على خير يا قلبى

- وانت من أهله ....

❈-❈-❈

في مساء اليوم التالى تحت السماء المفعمة بالنجوم اللامعة كان نسيم الليل يحمل معه رائحة الورد المنعشة بحديقة المنزل قرر (حمزة) أن يفاجئ (ليلى) بليلة لا تُنسى أعد كل شيء بدقة من الزهور الملونة التي تزين الطاولة إلى الأضواء الخافتة التي تخلق جوًا رومانسيًا

وصل (حمزة) إلى باب غرفة (ليلى) وطرق الباب برفق حتى فتحت هى باب الغرفة لتجد (حمزة) أمامها الذى قال

- (ليلى)  ممكن تخرجي شوية؟ عايز أوريكى حاجة

عندما رأته مبتسمًا شعرت بقلبها يخفق بشدة كانت عينيه تتلألأ تحت الأضواء 

- في إيه؟ هتاخدني فين؟

- بس تعالي معايا وغمضى عينك

أمسك بيدها برفق وكان دافئًا كما كانت مشاعرها تجاهه اغمض عينيها فابتسمت بخجل ثم قالت

- اغمض عينى ليه ؟!

- اطمني أنا هنا انتى مش بتثقى فيا ولا ايه

قادها بحذر عبر ممر الحديقة وكانت هى مغمضة العينان حيث كانت الأضواء الصغيرة تتراقص على الأشجار وكأنها تتبع خطواتهما كلما اقتربا كانت رائحة الأزهار تزداد قوة حتى وصلت إلى قلب (ليلى) ...

عندما شعر أنها اقتربت من المكان أوقفها برفق ثم قال

- افتحي عينيك

فتحت (ليلى) عينيها وكانت أمامها مشهدًا ساحرًا طاولة صغيرة مزينة بأضواء خافتة وزهور ملونة في مزهريات صغيرة مع كؤوس مشروبات تتلألأ تحت ضوء القمر مع وجبتين للعشاء لهما فنظرت له بهيام ثم سئلته

- كل ده ليا ؟!

ابتسم وشعر بفرحتها العارمة وهز رأسه إيجابا ثم قال 

- عشان تعرفى بس انى مهتم بيكى ولما بيبقى فى فرصة بحاول اعوضك عن ازعاج (أسما) و (چايدا) ليكى

ابتسمت بسعادة وهى لا تصدق فتابع هو

- أنا اتفقت مع بابا أن جوازنا هيبقى اخر الشهر

شعرت بسعادة تغمرها وهى تنظر حولها وتستمع إلى كلامه ثم نظرت إلى عينيه وقالت

- مكنتش فاكرة أن كل ده يطلع منك

ابتسم ابتسامة هادئة ثم قال

- لا ده انا اعجبك اووووى بس اصبرى عليا

ثم امسك يدها بطريقة أرستقراطية وأشار بعينه للطعام فذهبت معه وجلسا سويا يتناولون طعام العشاء معا ويثرثرون فى أمور شتى ...

❈-❈-❈

بينما كان (حاتم) يسير في الممر الطويل داخل السجن يتحدث مع أحد الضباط عن المتهم الذي جاء لمقابلته لفتت انتباهه حركة مألوفة التفت ببطء ليجد (حور) تجلس في زاوية بعيدة من غرفة الزيارة تتحدث مع رجل لم يتمكن من رؤية وجهه بوضوح

توقف لوهلة كان قلبه ينبض بسرعة وعيناه تركزان عليها ما الذي تفعله هنا؟ ولمن جاءت تزور؟

سادت لحظة من الصمت في رأسه لكنه لم يتمكن من تحريك قدميه كأنه كان على وشك اكتشاف شيء لم يكن مستعدًا له ولا لتقبله ...


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة