-->

رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 16 - 2 - الثلاثاء 7/1/2025

 

 قراءة رواية لعبة قلب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية لعبة قلب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني


الفصل السادس عشر

2

تم النشر الثلاثاء

7/1/2025



بعد مرور أسبوع ..

قضى (حاتم) الأسبوع بعيدًا تمامًا عن مكتبه غير قادر على مواجهة زملائه أو حتى التعامل مع قضايا جديدة انعزل في منزله غارقًا في أفكاره ومشاعره لم يكن لديه أي رغبة في الخروج أو الحديث مع أحد حتى المقربون منه لم يعرفوا كيف يصلون إليه في هذه الحالة

كان يستيقظ كل يوم بنفس الشعور ثقل في صدره ورأسه مليء بالتساؤلات يجلس في منزله محاطًا بالصمت متأملًا كيف تحولت حياته إلى فوضى كان يتنقل من غرفة إلى أخرى بلا هدف ..

عقله لا يتوقف عن استعادة اللحظات التي شاركها معها كيف استطاعت أن تتظاهر بكل هذا الولاء بينما كانت تعمل ضدّه؟ الأسئلة تدور في رأسه بلا توقف ومع كل يوم يزداد الألم والخيانة تترسخ أكثر في قلبه فمهما كان مبررها فقد حطمت قلبه بكل المقاييس لكنه في الوقت نفسه يشعر بالضعف والعجز كأنه تعرض لطعنة غادرة ولم يعد يعرف كيف يعالج الجرح الذى ينزف من قلبه ..

خلال الليل كان يعاني من الأرق يستلقي على سريره لكنه غير قادر على النوم أفكاره تطارده حتى أنها قامت بالأتصال به عدة مرات لكنه لم يقم بالرد عليها بالطبع فليس مستعدا بعد للقائها ..

 كان (حمزة) يشعر بالقلق الشديد على (حاتم) بعدما عرف بمدى تأثير خيانة (حور) عليه ورغم أن (حاتم) انعزل تمامًا عن العالم الخارجى إلا أن (حمزة) لم يستطع الوقوف مكتوف الأيدي كان يعلم أن شقيقه يحتاج إلى دعم حتى لو لم يطلبه قرر أن يكون بجانبه طيلة الوقت والا يتركه وحيدا إلا قليلا ويحدثه أنه عليه أن يتخطى هذا الأمر فهى ليست شخصية تستحق كل ذلك الحزن الذى يشعر به وعليه المضى فى حياته ومواجهتها اولا حتى يرتاح..

كما أن (حمزة) قد قص ل (أسما) كل شئ يمر به (حاتم) وما فعلته (حور) به وبقلبه شعرت بالحزن عليه ولم تكن تستطيع أن تراه بتلك الحالة شعرت بإن الألم يعتصر قلبها فحبيبها يحب آخرى وقد جرح بسببها كانت طوال الأسبوع تمنع نفسها من زيارته حتى لا تراه ضعيفا مكسورا ولكن لم تستطع التخلى عنه اتصلت به مرتين لتطمئن عليه كان يجيبها على قدر السؤال فقط فقررت أن تذهب إليه وإن تراه فهى لن تتركه بتلك الحالة وهى تشاهده يكفى أنها كتمت مشاعرها ولا تشعره بها ..

وصلت (أسما) إلى المنزل وجدت (حاتم) جالس يتصفح هاتفه فى حديقة المنزل اقتربت منه وهى تتأمله ملامحه تغيرت بشكل ملحوظ عيناه بدت متعبة وكأنهما لم تذوقا طعم النوم منذ أيام وذقنه بدأت تطول بشكل غير مرتب مما جعله غير مهندم كان يتصفح هاتفه ببطء وكأنه يبحث عن شيء ليملي عليه فراغه الداخلي لكن نظراته كانت تائهة غير مدرك وكأنه لا يرى ما أمامه حقًا

كانت (أسما) تراقبه من بعيد واقفة في صمت قلبها يعتصره الألم وهي ترى الشخص الذي لطالما كان مثالاً للقوة والانضباط يبدو بهذا الضعف ف (حاتم) الذي كانت تعرفه صاحب الثقة والعزيمة يبدو الآن محطمًا وكأن الحياة قد أثقلت كاهله كانت تعرف أنه يمر بوقت عصيب لكنها لم تتوقع أن تراه بهذا الحال وجدته يأخذ سيجارة من علبة السجائر التى بجواره على الطاولة وبدء أن يدخن فاقتربت أكثر وجلست وهى تقول بمرح

- احم احم نحن هنا ..

رفع رأسه ببطئ لينظر إليها ثم قال ببرود

- (حمزة) مش هنا يا (أسما)

شعرت بالحزن على حاله لكنها قالت باهتمام 

- بس أنا جيالك انت

رفع رأسه ونظر فى عينيها الرمادية ثم ابتسم ابتسامة هادئة وهو يقول

- خير عاوزة ايه ؟!

شعرت بتوتر بالغ ولكنه كان يجب عليها التحدث فهى قد أتت هنا من أجل أن تدعمه فقالت 

- (حمزة) حكالى على اللى عملته (حور) فيك وانا حابة ...

قاطعها بغضب وهو ينفث من السيجارة التى بيده

- انتى جاية شفقة ولا ايه واصلا يحكيلك بتاع ايه .. لا فوقى يا (أسما) أنا (حاتم الدالى) اللى لا يمكن حد يحس بالشفقة عليه ابدا عشان هو أكبر من كده 

شعرت بإنزعاجه ولكنها ظلت تسعل بشدة بسبب رائحة السجائر نظر إليها (حاتم) وإلى السيجارة التى بيده ثم ألقاها على الأرض ودهسها وهو يقول

- معلش نسيت أن عندك حساسية

هزت رأسها نافية مؤكدة انها بخير وما أن هدئت حتى قالت

- أنا بخير.. ومش أنا اللى أشفق عليك أنا عارفة قيمة (حاتم) كويس و(حمزة) حكالى عشان أنا حسيت انك متغير فقلت افهم فى ايه أنا اللى حبيت اعرف مش (حمزة) اللى قالى

هز رأسه متفهما ولكنه لم يجيب فتابعت هى

- تعرف أن شكلك حلو بالدقن اووووى بس محتاج تظبطها شوية

ارتفع إحدى حاجبيه بدهشة لتغييرها مسار الحديث على وجه السرعة هكذا ولكن سرعان ما ابتسم وهز رأسه بآسى شعرت بسعادة وهى ترى ابتسامته تلك تتسلل وجهه ولكن قاطع تلك البسمة رنين هاتفه لتنظر (أسما) وتجد أن المتصل هو (حور) قام (حاتم) برفض المكالمة ونظر إلى (أسما) ثم قال

- عاوزة ايه ؟!

أجابت ببساطة

- أنا عاوزك كويس يا (حاتم) أنا (حاتم) اللى اعرفه مش بيهرب وبيواجه انت بقالك اسبوع فى البيت حابس نفسك تفتكر ده صح ؟

صمت قليلا ولم يعرف بما عليه أن يجيب فتابعت هى 

- أنا واثقة أن انت قدها .. زى مانا واثقة أنها متستاهلش حبك ولا قلبك الابيض ده .. انت انسان نقى وانا بتمنى انك تقابلها بكرة فى اسرع وقت وتبين ليها قد ايه انت قوى ومش فارق معاك حاجة حتى وجودها مش فارق معاك

قالتها وهى تتمنى ذلك من قلبها حقا فقلبها يعتصر الما من أنه يحب بل يعشق فتاة غيرها فابتسم هو قليلا ثم قال

- بقى انتى يا اوزعة يطلع منك كل ده

شعرت ببعض الضجر وقالت

- بس أنا مش اوزعة

ليقول هو بنبرة متعالية

- بالنسبة ليا اوزعة

ابتسمت وهى تراه يمرح ويبتسم فذلك كل ماهى تريده فى الحياة لذا نهضت عن الطاولة وقالت

- مستنية اعرف منك الأخبار بكرة هستنى منك تليفون مليش دعوة لو كان ينفع بث مباشر كنت خلتك تعمل كده

هز رأسه بآسى فتابعت هى

- تحلق دقنك وتلبس كويس وتخليها تموت بقهرتها أنها خسرت قلب حبها بجد 

ثم نظرت داخل عينيه البنية وقالت 

- أنا واثقة فيك يا (حاتم)

ابتسم ابتسامة خفيفة فبادلته البسمة وهى تقول

- مع السلامة

وهمت لترحل فقال لها

- (أسما)

التفت له لتتقابل أعينهم ببعض ثم قال بنبرة ممتنة

- شكرا على كل حاجة

ابتسمت بسعادة له ثم رحلت عنه وبدء هو يفكر فى حديثها جديا فلابد من المواجهة حتما مهما قام بتأجيلها ..

❈-❈-❈

فى صباح اليوم التالى ..

كان (حاتم) بداخل مكتبه يعلم جيدا أنها ستأتى لكى تراه عندما يصلها خبر وصوله المكتب ظل يفكر كيف يبدء الحديث معها وكيف يواجهها أراد أن يعطى لنفسه الثقة الكافية فهو قد مهد لنفسه طوال الليل ذلك اللقاء لا مجال للضعف او الحنين فهى خائنة بكل معنى الكلمة اغمض عينيه لم يستطع سوى رؤية وجهها الذى يذوب عشقا فيه فتح عينيها مرة أخرى وظل يحس نفسه لا مجال للتراجع عليه أن يكون واثقا من نفسه ..

 وبينما كان يتنفس بعمق كى يعطى لنفسه القوة سمع صوت خطوات تأتي من الخارج كانت (حور)  بمجرد أن سمعت أنه أتى مكتبه ذهبت إليه على الفور فقد اشتاقت لرؤيته وتريد أن تعلم ماذا اصابه طوال اسبوع مر دون أن تراه أو يجيب على اتصالاتها اقتربت من الباب شعرت بشيء من التوتر ترددت لحظة ثم قررت أن تدخل فتحت الباب ودلفت للداخل وهى تتأمله فقد كان معطيا ظهره لها يقف قبالة النافذة يضع كلتا يديه فى جيبا بنطاله يرتدى بذلة كلاسيكية من اللون الكحلى أغمضت عينيها وقد شعرت براحة لا تعرف متى وقعت فى غرامه لكنه قد حدث لم تسعى يوما لحبه ولا للأرتباط به لكنه حدث هى الأن على أتم استعداد أن تضحى بخطبتها من (كريم) لأجله صحيح انها فعلت كل ذلك من أجل (كريم) جارها الذى كان دوما يساندها فى جميع مراحل عمرها منذ أن كانت طفلة حتى الآن (كريم) الذى لديها ذكريات معه كثيرا (كريم) التى ظنت بحنانه وعطفه وحبه عليها انها تبادله نفس الشعور لكنه لم يكن حبا حقيقيا ربما كان تعود أو لأنها لم ترى غيره فى حياتها أو لأنه كان دوما يدعمها ووقف بجانبها فى جميع مراحل عمرها لكنها تقسم أن الحب الذى تذوقته مع (حاتم) لم تشعر به تجاه (كريم) أو اى رجل غيره نادت عليه بصوت منخفض ملئ بمشاعر اللهفة والخوف

- (حاتم) أنا كنت قلقانة عليك اوووى مكنتش بترد ليه 

استدار (حاتم) ببطء وظهر على وجهه تعبير محايد لكن عينيه أظهرت الكثير من المشاعر المختلطة وقال بنبرة بها جفاء وبرود

- (كريم عبد الله القناوى) خطيبك يا استاذة (حور)  .. انتى استاذة جدا وبحيكى على اللى عملتيه كله .. انتى اس..ت..اذة

قال كلمته الأخيرة ببطء مع تسليط الضوء على كل حرف كأنه يحاول التأكيد على ما يشعر به ..


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة