-->

رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 20 - 2 - الأحد 19/1/2025

 

  قراءة رواية لعبة قلب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية لعبة قلب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني



الفصل العشرون

2


تم النشر الأحد

19/1/2025



بعد يوم طويل ومليء بالتوتر بعد أن قام بعمل التحليل ليؤكد برائته من تلك التهم جلس (مروان) على حافة السرير عيونه متعبة من قراءة التعليقات السلبية على تصريحاته نشر تصريحًا يؤكد فيه براءته من تناول أي منشطات لكن الهجوم كان أسرع مما توقع فتح هاتفه ليجد رسائل جديدة من أصدقائه القليل منهم يسانده والبقية يلتزمون الصمت

رن الهاتف فجأة ليظهر اسم (چايدا) على الشاشة تردد لثوانٍ قبل أن يرد مسح وجهه بيديه ليتخلص من بعض الإحباط

ثم قال بنبرة هادئة مليئة بالإرهاق

- الو ازيك يا (چايدا) ؟

إجابته بصوت حنون

- أنا اللي المفروض أسأل إنت عامل إيه؟ شفت التصريح بتاعك... وفيه هجوم عليك للأسف

صمت (مروان) للحظات يتنفس بعمق كان يحاول جاهدًا إخفاء توتره لكن كلماته خرجت تحمل الخيبة

- آه شفت ... مكنتش متوقع الهجوم ده فيه ناس كتير مصدقتش كلامي بيقولوا إني بكذب عشان أغطي على نفسي... حاسس إني مهما عملت الناس مش هتصدقني أنا بفكر اعتزل زهقت من الجو ده كله

شعرت (چايدا) بالقلق عليه ومن نبرة صوته ومن قراره الخاطئ فى ذلك التوقيت ولكنها حاولت أن تكون السند الذي يحتاجه الآن

- تعتزل ايه بس يا (مروان)  انت عاوز تأكد الكلام ده عليك كلها يومين ونتيجة التحليل تطلع وبرائتك تظهر للكل وبعدين  اللي يعرفك كويس مش محتاج تصريح عشان يصدقك إحنا اللي بنحبك وعارفينك واثقين فيك الناس دايمًا بتدور على حاجة تسند بيها شكوكها 

ابتسم (مروان) رغم كل شيء نبرتها كانت تبعث نوعًا من الراحة في قلبه

- عارفة يا (چايدا) كلامك هو اللي مخليني أقدر أتماسك دلوقتى بس تعليقات الجمهور... حسستني إني في معركة مش هكسبها

- مش لازم تكسب معركة الناس المهم تكسب نفسك الناس بتنسى بسرعة ومش هيفضل غير الحقيقة في الآخر وصدقني أنا وكل اللي بيحبوك معاك في كل خطوة

صوت (مروان) صار أكثر هدوءًا وثقة بعد حديثها

- إنتي مش متخيلة قد إيه كلامك بيفرق معايا... أنا مش هسيبهم يهزوني هكمل وهثبت للجميع إني بريء

- وإحنا كلنا واثقين إنك هتعمل كده  وبالمناسبة أنا عارفة إنك هتخرج من الأزمة دي أقوى بكتير

شعر (مروان) بالأمتنان بفضل دعمها أغمض عينيه وهو يقول

شكراً يا (چايدا) .. بجد

❈-❈-❈

بعد مرور أسبوع كانت نتيجة التحليل لدى (مروان) قد ظهرت وظهرت برائته أمام الجميع لكنه شعر بخيبة كبيرة فى الفترة الماضية ولم يكن متحمس للعب كما كان بل كان يفكر جديا بالأعتزال  ..حاولت (چايدا) دعمه وإزاحة تفكيره عن هذا القرار لكنها لم تفلح ..

إما علاقة (حسام) ب (دنيا) كانت كما هى فهو لا يريد إجبارها على شئ كان يتركها تفعل ما تريده لكنه قرر نصيحتها عندما يحين له الوقت ويشعر أنها ترى نصائحه ليست إجبار ..

بينما عاد كلا من (حمزة) و (ليلى) إلى المنزل كانت (ليلى) تشعر تارة بإنه يحبها بل يعشقها وتارة آخرى تشعر ببروده تجاهها ولا تعلم ما السبب فى تغيره المفاجئ لكنها رجحت أنه ربما يواجه أزمة فى عمله جعلته يتغير بعض الشئ ..

بينما كان (حاتم) يفكر فى أمر (كريم) وضغط (أسما) عليه من إتجاه وحديث (حور) معه من إتجاه آخر بالنهاية قرر زيارته والبدء فى البحث عن أى شئ يثبت برائته واكتشف أن من اتهمه بالأختلاس هو من يدير تلك المؤسسة الآن فقرر زيارة (كريم) ليستفهم منه على كل شئ ويعرف ما حدث ..

كان (حاتم) يعرف أن هذه المحادثة لن تكون سهلة ف (كريم) لم يكن فقط مسجونًا بل مسجونًا في صراع مشاعره بين الخذلان والغيرة كان يرى في (حاتم) غريمه لأنه هو من تسبب فى سجنه من قبل ورغم معرفته بأن الحوار مع (كريم) هو المفتاح لإيجاد دليل جديد أدرك (حاتم) أن عليه أولاً كسر الجدار الذي بناه (كريم) حول نفسه ..

داخل غرفة الزيارة نظر (حاتم) إلى (كريم) بهدوء وقال

- إزيك يا (كريم) ؟ عامل إيه؟

نظر له (كريم) ببرود شديد مندهشا من زيارته تلك ثم قال له

- إيه اللي جابك هنا؟ تفتكر عندك حاجة تقولها دلوقتي؟ مش انت السبب فى اللى أنا فيه دلوقتى

كانت كلماته مليئة بالبرود علم (حاتم) أن الأمر لن يكون سهل لكنه كان مصممًا على الوصول للحقيقة فأجابه بنبرة جادة

- أنا مش جاي هنا عشان أتكلم عن الماضى ... أنا هنا عشان أطلعك من اللي إنت فيه القضية ممكن تتفتح تانى لو فيه حاجة جدت وأنت مش لوحدك

ابتسم (كريم) بسخرية ثم قال

- قضية؟ بتتكلم عن إيه؟ ده كله انتهى... إنت و(حور) كنتوا شغالين سوا خلاص بقى مش انت برده البديل اللى بدلتنى بيه ماهو مفيش غيرك فى حياتها

علم (حاتم) أن (حور) جرحت مشاعره  مثلما جرحته وأنها بالفعل انفصلت عن (كريم) لكنه قال بنبرة جدية وعملية 

- (حور) خانتني زي ما خانتك... الموضوع انتهى بينا أنا هنا مش عشان أتكلم عن مشاعر قديمة بينك وبينها أو بينى وبينها أنا هنا عشان نثبت إنك بريء

لم يكن (كريم) يتوقع هذا الرد اتسعت عينيه قليلاً وبدء قلبه يدب بأمل جديد بأمل خروجه من السجن من تلك الجدران الكريهة التى جعلته كهلا وهو شابا فى السادسة والعشرون من عمره تردد (كريم) قبل أن يسئله

- أيوه؟ وإزاي هتطلعني؟ مفيش حاجة في إيدي أقدر أقولها

اجابه (حاتم) بهدوء وثبات

- لا في حاجة أي معلومة أي حاجة حصلت قبل ما يتقبض عليك فكر كويس الموضوع مخلصش لسه فى امل يا (كريم) أنا سئلت عليك فى الشغل القديم وعلى سمعتك وكانت كويسة وكل اللى هناك مش مصدقين أن انت تعمل كده ولا اللى حصلك

شعر (كريم) برغبة في الاستسلام فهو لم يعد لديه ثقة أنه سيخرج من ذلك المكان الكريه لكنه فجأة تذكر شيئًا شيء قد يكون غير مهم في نظره لكنه الآن بدا كأنه مفتاح للحل فتحدث بصوت خافت قائلا

- فيه حاجة استلمتها في إيميل من المدير المالي للجمعية... كان فيه تحويلات مالية باسم الجمعية لحساب تاني بس الغريب إن التوقيع على التحويلات كان باسمي وأنا موقعتش على حاجة

اجابه (حاتم) باهتمام 

- إيه اللي كان في الإيميل؟ الملف ده ممكن يكون هو اللي هيطلعك

- كان فيه ملف كامل عن التحويلات كنت فاكر إن الموضوع مش مهم لكن دلوقتي يمكن يكون فى امل ... التوقيع مش بتاعي بس كل حاجة مكتوبة كأنها مني

كانت هذه اللحظة التي انتظرها (حاتم) إذا تمكن من الحصول على هذا الإيميل يمكنه إثبات أن التوقيع مزور وأن هناك شخصًا آخر يستغل اسم (كريم) لتغطية جريمته

- ده اللي كنت بدور عليه... نقدر نستخدمه كدليل إن التوقيع مزور وإن فيه حد تاني وراء التحويلات هنتحرك بسرعة وهنبدأ من هنا

شعر (كريم) بشيء من الراحة للمرة الأولى منذ فترة طويلة رغم كل شيء كان هناك بصيص أمل أما (حاتم) فقد وجد الخيط الذي سيبدأ منه لتفكيك القضية وكل خطوة من هنا ستكون باتجاه الحقيقة ..

❈-❈-❈

كانت (ليلى) فى مكتبها نظرت فى ساعة يدها وجدت أن الوقت قد تأخر قليلا فقررت الأتصال ب (حمزة) من أجل أن يأتى لها ويذهبوا معا للمنزل لكنه اعتذر بأنه مازال لديه عمل وطلب منها أن تذهب للمنزل بمفردها اليوم شعرت بضجر خفيف لكنها تفهمت وبدئت أن تلملم اغراضها حتى استمعت إلى صوت باب مكتبها يفتح فتطلعت للأمام لترى من يفتح ذلك الباب بتلك الجرئة وصدمت حين بدء وجهه يوضح إليها وقالت بعد أن ازدردت ريقها بصعوبة

- (ع.. عمرو) انت بتعمل ايه هنا ؟!

ابتسم وهو يغلق باب المكتب وهو يقول

- وحشتينى يا لولا ...

يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة