رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 24 - 2 - الأربعاء 29/1/2025
قراءة رواية لعبة قلب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية لعبة قلب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة علا السعدني
الفصل الرابع والعشرون
2
تم النشر الأربعاء
29/1/2025
فى صباح اليوم التالى ..
استفاقت (ليلى) ببطء عينيها تكاد تفتحان بصعوبة تشعر بثقل في رأسها بدأت تستعيد وعيها رويداً رويداً تحاول فهم ما حدث وأين هي الآن ؟!
نظرت حولها لتجد نفسها مائلة برأسها على كتف (حمزة) الذي كان نائمًا وهو جالس بجوارها وجهه يبدو عليه الإرهاق وكأنه لم يغلق عينيه لليالٍ لوهلة ظلت تتأمله فقد كانت تشتاق إليه ولكن سرعان ما ائنبت نفسها ثم تسارعت دقات قلبها وجدت نفسها تشعر بارتباكٍ خفيف وهي تحاول سحب رأسها بهدوء عن كتفه كي لا توقظه لكن حركتها لم تكن كافية فأيقظته فتح (حمزة) عينيه ببطء وأدار وجهه نحوها بابتسامة هادئة وهو يقول
- صباح الخير أخيرًا فقتِ ... كنتِ تعبانة جدًا ما قدرتش أسيبك لوحدك فى الحالة اللى كنتى فيها امبارح ايه اللى حصل احكيلى
ابتعدت مسرعة ودفعته بعيدًا عنها بحدة وعينيها ممتلئتان بالشك والريبة ثم قالت (ليلى) بنبرة غاضبة ومضطربة
- إنت إيه اللي جابك هنا؟ إيه اللي خلاك تقعد جنبي؟! وفى اوضة نومى كمان وازاى خلتنى انام وانت موجود انت عملت فيا ايه ؟!
نظر (حمزة) إليها بدهشة وصدمته من رد فعلها الجاف لكنه حاول التماسك والرد عليها بهدوء
- كنتِ تعبانة وخفت أسيبك لوحدك .. وبعدين هعمل فيكى ايه يا مجنونة أنا جوزك
قاطعته (ليلى) بحدة عينيها مليئة بالاتهام وعدم الثقة
- مش عايزة منك حاجة ولا عايزة منك شفقة! إنت آخر واحد ممكن أثق فيه فاهم؟!
وقف (حمزة) محاولًا تهدئتها على الرغم من انه كان يعلم جيدا انها كانت ليست بوعيها الليلة الماضية لكنه تمنى لو كانت تنسى كل شئ حدث بينهم وأن تحدثه بإريحية كما حدثته بالأمس فتحدث بصوت منخفض
- (ليلى) حبيبتى... أنا هنا علشانك مهما كنتي شاكة أو زعلانة مني مش هسيبك لوحدك انتى كنتى فى حالة غريبة امبارح وبعدين ازاى تستقبلى (عمرو) فى بيتك وابويا كان عندك بيعمل ايه
شعرت (ليلى) بالحيرة من حديثه فهى لا تعرف ما الذى يتحدث عنه وقالت بصوت منخفض
- (عمرو) جاه !! انا .. أنا مش فاكرة حاجة.. انت كمان عاوز تطلعنى خاينة عشان تاخد فلوسى
نظر لها بذهول من حديثها ذاك ثم قال
- أنا مقلتش كده .. ايه الجنان اللى بتقوليه ده
نظرت (ليلى) إليه بنظرة مختلطة بين الغضب والحيرة ثم تحركت مبتعدة عنه دون أن تنظر للخلف وكأن وجوده بجوارها كان أكثر شيء يثير استياءها في تلك اللحظة اغمض هو عينيه وهو لا يصدق أنها فقدت الثقة به لتلك الدرجة فأردف قائلا
- أنا خايف عليكى يا (ليلى) ارجوكى .. ارجوكى سامحينى وانسى اللى فات
ابتسمت بسخرية وهى تنظر له وقالت ببرود
- اطلع بارة يا (حمزة) .. أنا مش عاوزك جنبى ومعايا وياريت تطلقنى .. المفروض انك راجل محترم يعنى ولو انى بعد اللى عرفته اشك .. المهم انك مش هتخلى واحدة على ذمتك وهى مش طايقاك
نظر لها بغيظ شديد من حديثها ذاك لكنه يعلم جيدا أنها تحاول استفزازه ليطلقها فقال ببرود وكأنه لم يستمع إلى حديثها
- اللى عندك اعمليه يا (ليلى) ومفيش طلاق ..
ثم تركها وذهب من أمامها فجلست هى على اقرب مقعد وظلت تبكى بشدة فهى تشعر بالضعف أمامه فمازال قلبها ينبض بحبه ولكنها لا تستطيع الوثوق به مرة آخرى فقد كسر الثقة ووعود الأمان التى كانت تشعر بها نحوه ..
❈-❈-❈
فى عصر اليوم ..
في مكتب (حاتم) كان يجلس خلف مكتبه منهمكاً في مراجعة ملف قضية شائكة ترتسم على وجهه ملامح التركيز والتفكير العميق الجو هادئ تماماً لا يُسمع سوى صوت احتكاك القلم بالورق فجأة يُطرق الباب برفق قبل أن تفتح (حور) الباب وتدخل بخطوات هادئة تقدمت (حور) نحو (حاتم) ويظهر على وجهها تردد خفيف بينما تحاول أن تخفي ارتباكها بابتسامة صغيرة رفعت نظرها إليه وقالت بنبرة هادئة وكأنها تقيس رد فعله
- لو محتاج مساعدة مني في قضية (كريم) أنا جاهزة أساعدك
رفع (حاتم) عينيه من الأوراق نحوها تفاجأ قليلاً بعرضها ثم يعود بنظرة متأملة يحاول قراءة ما وراء كلماتها يعلم جيدا أنها جاءت من أجل مقابلته أو كى تتحدث معه فنظر إلى الأوراق مرة آخرى ثم قال ببرود تام
- أنا لما استعنت بيكى فى الأول لأنك عندك خلفية عن القضية كويسة فكنت عاوز اعرف كل حاجة بخصوص القضية بس أنا محضر للقضية كويس جدا مش ناقص بس غير موافقة المحكمة على طلب الألتماس اللى عملته ل (كريم) متهيئلى هو محتاجك اكتر منى فى الوقت ده
أغمضت عينيها بآسى ثم اقتربت من المكتب الخاص به وهى تقول
- ماهو مش معقول تكون نستنى ونسيت حبى بالشكل ده .. أنا بحبك وانت كمان بتحبنى ليه تضيع ايام من عمرنا على الفاضى
ترك (حاتم) الأوراق التى بيده ثم قال بهدوء
- لا بصى واضح انك مش فاهمة أو فاهمة وبتستعبطى .. اللى بينا وهو مكنش فى بينا حاجة اصلا انتهى .. حتى لو لسه بحبك يا (حور) الحب لوحده مش كفاية اللى عملتيه نهى كل شئ أنا مش هأمنلك ولا اديكى ثقة تانى لو على قلبى فأنا عارف كويس اتعامل مع المشكلة دى ومبقتش مشكلة بالنسبة ليا.. إنما واضح أنه انتى اللى عندك مشكلة حاولى تعالجيها لأنى خلاص مبقتش احس بحاجة ناحيتك حتى الكره مش حاسس بيه .. مش شايفك يا (حور)
قال جملته الأخيرة ببرود تام فترقرت الدموع فى عينيها لتقول
- طب اعمل ايه ؟! اعمل ايه تانى ؟! قولى لو فى حاجة اعملها مش هتردد ابدا
نهض عن مقعده وقال بكل برود
- تنسينى .. تنسينى يا (حور) مبقاش ينفع .. لو بقينا مع بعض هتبقى حياة لا أنا ولا انتى هنقدر نستحملها هبقى بشك فيكى فى كل لحظة فى كل نفس بتتنفسيه مش هقدر على كده مش هقدر اوجع قلبى بالطريقة دى تانى فالأحسن أننا نبعد وللأسف انتى قطعتى حبل الوصال بينك وبين (كريم) ومبقاش ينفع رجوع ليه هو كمان
- أنا بحبك انت مش عاوزة غيرك انت
اخذ (حاتم) نفس عميق ثم قال
- وانا معنديش كلام تانى اقولوا ... وبلاش تحرجى نفسك معايا تانى لأن فعلا قرارى أنا خدته ومش هيتغير
مسحت (حور) دموعها ثم انصرفت من امامه وهى تشعر بالشفقة على حالها فلقد حاولت بكل الطرق استمالة قلبه لكنها لم ولن تنجح بينما ظل (حاتم) شاردا مكان ما انصرفت (حور) وهو يشعر بالحنين لها ولكن احيانا الحب وحده لا يكفى من أجل استمرارية الحياة فأن زالت الثقة زال معها كل شئ وأصبحت الحياة جحيما فهو لن يرضخ لذلك الحب ابدا عليها أن تبدء من جديد بعيدا عنه وهو يبدء بعيدا عنها كان يعلم جيدا بالمشاعر التى تكنها نحوه (أسما) فهو ليس بغبى كى لا يلاحظ حبها وغيرتها من (حور) صحيح أنه مازال لا يشعر نحوها بالحب لكن يشعر معها بالراحة وهذا ما يبحث عنه ...
❈-❈-❈
بعد أن انتهى من عمله قرر زيارة (ليلى) ويبدء أن يكون بجانبها فتلك فرصة بعد أن ابتعدت عن (حمزة) وتلك فرصة لن يضيعها ابدا ..
استقل سيارته واتجه نحو منزلها وطلب من الخدم رؤيتها عندما علمت بوجوده شعرت بمشاعر مختلطة فتعلم جيدا أنه لا يجب عليها مقابلته ولكنها كانت تريد أن تعلم لماذا أتى بالأمس وما سبب الحالة التى كانت بها الذى قال عنها (حمزة) والخادمة فى النهاية قررت الهبوط للإسفل ومقابلته ولتعلم أيضا لما عمها كان معه حينما وقفت أمامه شعر بإن قلبه توقف للحظات فكانت نظرته لها تحمل الكثير من الشوق لها فشعرت هى بالخجل من نظراته تلك ثم قالت
- انت كنت هنا امبارح ليه ؟! وايه اللى حصل ؟ وعمى ليه كان معاك ؟!
كان يعلم جيدا أنها ستسأله تلك الأسئلة لكنه كان يتمنى لو شعر بشوقها له اخذ نفس عميق ثم قال
- معرفش عمك جاه ليه أنا جيت لاقيته عندك .. وانتى حالتك مكنتش طبيعية حاولت اتكلم معاكى معرفتش خصوصا أن عمك كان موجود فمشيت بس عمك كان جاى ياخدك عشان ترجعى لابنه من تانى
شعرت بغرابة من حديثه ذلك ولا تعلم لما من الأمس تشعر بصداع رهيب يسيطر على رأسها فجلست على المقعد وهى تسأله مرة آخرى
- وانت عاوز ايه يا (عمرو) ؟ جاى ليه ؟!
- جاى اقف جنبك بعد ما عرفت حقيقة جوزك طبعا اللى اتجوزك طمعان فيكى طبعا
نظرت فى عينيه للحظات وشعرت بالجمود ليتابع هو
- فهمت كده من كلام عمك امبارح .. أنا جاى اقف جنبك زى ما كنت على طول واقف جنبك ومش هسيبك لوحدك ومستعد ارفعلك قضية على (حمزة) بالطلاق و ..
قاطعته قائلة
- أنا لسه على ذمته ومسمحش انك تتكلم عليه بالطريقة دى وانا واثقة أن مشاكلى مع (حمزة) مش محتاجة محكمة وهعرف اجبها بالطريقة اللى ترضينى
شعر بغضب من حديثها ذاك وصر على أسنانه لكنه قال بهدوء
- ماشى .. زى ما تحبى عموما انا جنبك دايما ومش هسيبك ولو احتاجتى اى مساعدة أنا موجود
نهض عن مكانه بعد أن أنهى جملته فابتسمت هى ابتسامة مجاملة له جعلت قلبه ذاب فى عشقها مجددا فقد كانت تشعر بالشفقة تجاهه فقد استغله عمها اسوء استغلال وجعلها تنفصل عنه لكن ما حدث قد حدث وهى الآن على مع رجل آخر اختارته بإرادتها ولا يجب أن تشعر بتلك المشاعر فلو صارحها (حمزة) من البداية لما اوصلها لتلك الحالة ابدا انصرف (عمرو) تاركا إياها متخبطة فى أفكارها ..
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع ..
كانت الأجواء هادئة في المطعم الفخم الذي اختاره فريق العمل لعقد اجتماعهم حيث تملأ رائحة القهوة المكان وأضواء ناعمة تتسلل عبر النوافذ الكبيرة التي تطل على الحديقة الخارجية جلست (ليلى) إلى الطاولة الكبيرة مع زملائها ابتسمت بهدوء محاولِةً إخفاء توترها الداخلي فاليوم كان مهمًا لمناقشة خطط المشاريع الجديدة وكانت تسعى للتركيز وتقديم أفكارها بثقة ..
بينما كانت تتحدث مع زميلتها اقترب النادل ووضع مشروبها بهدوء أمامها شكرته بابتسامة خفيفة لكنها لم تلاحظ ان (عمرو) يقترب منها جلس على الطاولة فتطلعت إليه وقالت بحزم
- انت هنا بتعمل ايه ؟! انا عندى شغل
ابتسم (عمرو) بهدوء وهو يقول
- أنا عضو فى الشركة اللى اللى المقابلة معاها دلوقتى
ثم نظر فى ساعة يده وقال
- كلها ربع ساعة بالكتير وكل الأعضاء تيجى
ازدردت ريقها بصعوبة ثم بدئت بشرب العصير الخاص بها فابتسم (عمرو) ابتسامة خبيثة .. مر الوقت سريعا وبدء الأجتماع على الفور ..
بدأت (ليلى) تشعر بأن الجدران تضيق حولها بينما كان الصوت حولها يتحول إلى همسات غير مفهومة رفعت رأسها محاولة التركيز على حديث المدير لكنها رأت وجهه يتغير إلى ألوان متداخلة وغريبة وكأن وجهه صار قناعًا يتبدل كل لحظة شعرت بأن الأرض تدور تحت قدميها وتداخلت الأشياء أمامها وكأنها تعيش في عالم من الأوهام ..
همست (ليلى) بصوت مرتجف لموظفة بجانبها قائلة
- هو المدير شكله غريب ليه كده ؟!
نظرت الموظفة إليها بقلق فقد كانت (ليلى) هى الغريبة حتى فى طريقتها فى الحديث فسألتها
- أنتِ كويسة؟
ازدادت ضربات قلب (ليلى) وشعرت بارتباك شديد ولم تستطع الجلوس بثبات بدأت تتحرك في مقعدها بلا وعي وهمست مجددًا
- حاسة أن الدنيا بتلف بيا
ولكنها تحاملت على نفسها وبدئت أن تشرح لهم وتعرض عليهم التصاميم الخاصة بالعمل لكن كان يبدو عليها انها ليست بطبيعتها فتارة تضحك بدون سبب وتارة تنظر إلى وجوههم وهى لا تفهم ما يحدث إليها وشعر الجميع بالغرابة نحوها ونظر كل منهم إلى بعضهم البعض ..
على الطاولة المقابلة كان هناك شخص غريب يجلس وحده يحمل هاتفه في يده ويبدو وكأنه يرسل رسائل أو يتصفح شيئًا ما لكن في الحقيقة كان يصور (ليلى) من بعيد ملتقطًا لحظات ارتباكها وسلوكها غير الطبيعي فى ذلك الأجتماع بيدين متمرسين استطاع أن يصور كل لحظة بدقة دون أن يلاحظه أحد ...
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية