رواية جديدة راهبات الحب لهالة محمد الجمسي الفصل 55 - الخميس 2/1/2025
رواية رومانسية جديدة راهبات الحب
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
راهبات الحب
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الخامس والخمسون
تم النشر الخميس
2/1/2025
( على صفحة الصخب المشتعل، يتعارك قلبي وعقلي وكل جوارحي، تشتعل المعركة ويثور الجنون، اسئلة بلا إجابات، وحرب لا تهدأ وليس فيها منتصر، وليس بها هدنة لحظة، جحيمي مشتعل، يسأل صبري وحلمي أن يثور معه، ولكنهم حيرتهم قد جعلت من قوتهم ضعف، لماذا؟ كيف ومتي؟ أجل كيف؟ كيف حدث هذا؟ متى تم؟ لقد كنت منذ دقائق لا أعترف به!! هل ينبض القلب الآن بشيء مختلف؟ كيف فعل هذا؟ يخفي الجليد حمم بركانية ثائرة، ولماذا؟ لماذا على أن أعود إلى هذا الدرب؟ لقد كنت هناك مهزوم، مذبوح، مجروح، لماذا على أن أعود؟ أخبريني أخبريني فلقد تاهت مني الأجوبة، وأتلى على قلبي وعقلي آيات صبر، فلقد أوشك كلي على الجنون، جموح هواك داخلي أفقدني صوابي)
نظرت ود إلى سليم في تحدي ثم رفعت رأسها، زفرت في نفاذ صبر وقالت:
ـ جاوبتك الصبح، في نفس المكان اللي هبات فيه النهاردة٠
نظر لها سليم في تفكير ثم قال:
ـ طيب مش مفروض اللي مسئول عنك، يكون عارف أنت بايتة فين على الأقل؟
نظرت له ود في دهشة ثم قالت:
ـ مسئول عني؟! أنت؟ مسئول عني!! لا يا سليم انا كبرت ومسئولة عن نفسي، مبخدش قرارات غلط وبعرف كويس اوي احافظ على نفسي، مش محتاجة حد يوديني المدرسة، ولا حد يعديني الشارع، ولا عايزة واصى على تصرفاتي، لأن تصرفاتي كلها صح مش محتاجة حد يصححها٠
صوت رنين الهاتف الهاتف قطع الحديث الذي بين ود وسليم، أشار لها سليم قائلاً:
ـ دا عنان، أنا هفتح الفيديو علشان نتكلم صوت وصورة زي ما هو طلب٠
لم ينتظر سليم كلمات ود أو موافقتها، فقط فتح الهاتف وأشار إلى عنان الذي يرتدي ملابس الإحرام، وجه ود أشرق بالفرح وهي تشاهده، وهو كذلك، قال عنان في شوق بالغ:
ـ وحشتوني اوي اوي، كان نفسي تكونوا معايا، اخباركم اي؟!
ترك سليم الكلمات إلى ود، وترك لها أن تكون هي البادئ فقالت:
ـ المهم انك بخير منتظرة رجوعك بالسلامة٠
سليم قال وهو يشير إلى المنزل:
ـ المهم تكون يتمتع بالمناسك وخد بالك من صحتك، قلت أن عندك حاجة مهمة عايز تقولها لينا احنا الاتنين٠
ظهر بعض الحزن على وجه عنان ثم قال:
ـ كنت محتاج اطمن عليكم انتم الاتنين، امبارح بليل رحت صليت العشاء في الحرم مع الصحبة الطيبة اللي أنا طالع معاهم، بعد الصلاة عيني غفلت دقيقة،دقيقة واحدة بس، شفت مسك قلقانة وخايفة اوي، قمت مفزوع من النوم، وعل أد ما كانت دقيقة واحدة بس حسيت أنها سنين، سنين عدت على وأنا شايف وش مسك بالحالة دي، مسك قلقانة ومفزوعة، ودي حاجة رعبتني اوي اوي، حسيت بعدها
اني عايز اطمن عليكم٠
ران صمت بين الجميع، سليم فسر الحلم في ذاته سراً هذا ما حدثه عنه ضميره ليلة أمس حين غادرت ود، في حين لم تجد ود كلمات تتحدث بها، ما شاهده عنان هو ما حدث ليلة أمس في المنزل، لا يوجد تفسير آخر، روح مسك قد افزعها تفكير ود في الهجرة إلى كندا، أعقب عنان وقد شعر بالتوتر جراء صمتهم:
ـ في أي يا ولاد؟ في حاجة حصلت؟ طمنوني اي اللي جد؟
تبادل كل من ود وسليم نظرة قبل أن يقول سليم:
ـ آسر اتقدم وطلب ايد ود مني، بعد ما ود قالت له اني اخوها الكبير وسندها الوحيد ومسئول عنها في غيابك مسئولية كاملة، وأنا قلت له لما تيجي انت من السفر لأن أمور الارتباط والجواز كلها لازم تتم في حضورك، و مينفعش أنا بالذات أقول رأي في ارتباط مصيري، معروف طبعاً ليه مينفعش أكون واصي٠
ثم نظر إلى ود نظرة عتاب وقال:
ـ أمور الجواز والارتباط لازم يكون حد:::
بتر عبارته فجأة ثم قال وهو ينظر إلى عنان:
ـ حد زيك هو اللي هيقيم الأمور كلها، انسان عاقل خبرة يفهم الناس من أول نظرة، الجواز يعني شراكة مدى الحياة والأمور دي مينفعش اي حد يتكلم فيها غيرك، ورأي العروسة معروف، يبقى هما في انتظارك لما ترجع بالسلامة٠
نظرت ود إلى سليم في دهشة وقد جعلتها المفاجأة عاجزة عن الكلام، لم تتوقع أن يتقدم آسر لطلب يدها بعد أن أخبرته أن فكرة الزواج ليس في دماغها من الأساس، كلمات آسر ل سليم توحي إلى الجميع أن ال موافقة من الأسرة سوف تأتي تباعاً ويقين بعد أن وافقت ود، وإذ كانت ود قد وافقت هذا يعني أن القبول موجود كما أشار آسر الى سليم، وآسر أيضاً قد تمادي في الحديث وأخبر سليم ما لم تتحدث به ود عن علاقة الإخوة المزعومة والمسئولية التي تقع على كتف سليم، هتف عنان وهو ينظر إلى كل منهم ويشير بيده:
ـ طيب انا شايف أن زي ما قال سليم، لما أرجع هنشوف الموضوع دا٠
هتف سليم وهو يقف أمام ود:
ـ وعلشان روح مسك تكون مرتاحة، هكون مسئول عن البيت و ود كمان، لحد ما انت هتيجي، زي ما هي طلبت من آسر٠
أشار عنان له قائلاً في عجالة وهو ينظر إلى واحد من أصدقائه يقترب منه:
ـ بلاش تاخذوا أي قرارات مصيرية لحد ما ارجع من السفر٠
أغلق سليم الهاتف ثم نظر إلى ود، نظرة ترقب التي قالت وهي تحاول أن تبتعد عن نظرته:
ـ أنا لازم أمشي٠
هتف سليم في صوت هادئ، واثق جعل ود تقف في مكانها:
ـ ود احنا مش أطفال، احنا كبار و ناضجين، كفاية عناد ونفكر في عقل شوية، أنا قدمت اعتذار على موقف سلبي حصل وانتهينا، علشان عنان نفسه وعلشان روح مسك تكون مرتاحة، أوعدك مافيش اي مشاكل هتحصل تاني، مش هيكون فيه اي تجاوز من أي نوع، أنا وأنت نقدر نرمى خلافاتنا ورا ضهرنا، اكيد نقدر، نقدر نعيش تحت سقف واحد من غير مشاكل، احنا اتربينا في البيت دا سوا، كنا مع بعض في أوقات صعبة كتير زمان، ودا أنا هقدمه ليك ضمان للي جاي، اكيد هنلاقي طريقة نكمل بها الأيام هنا، لحد ما عنان يرجع، بعدها القرار هيكون ليك، القرارات كلها هتكون ليك ولجدي عنان في مستقبلك٠
هتفت ود في اعتراض وهي تحاول أن تفلت من أمام سليم:
ـ ايوا بس:::
أعقب سليم في بساطة:
ـ أوعدك اكون أخ اكبر هادي، متزن، وقور، بيعرف يتعامل مع الناس اللي داخلين البيت من بابه، و بيعرف يقدرهم، وعلى أد المسئولية اللي آسر خد فكرة عنها، عايزك تطمني يا ود مش هقف بينك وبينه، مش هكون سبب في أي حاجة تضركم٠
هتفت ود وقد ازعجتها كلمات آسر :
ـ هو آسر قال اي بالتفاصيل؟
اعترض سليم في هدوء يشوبه حزن وهو يتجاهل سؤال ود عمداً:
ـ مدح آسر لي معروف ليه أسبابه والهدف منه اي، أنا عايزك تثقي فيا المرة دي، عايزك تفضلي في البيت، مش عايز اكون أنا السبب في أن روح مسك مش مرتاحة٠
❈-❈-❈
تطلعت من خلف الزجاج إلى الجليد المتساقط على حد يقة منزلها وراقبت حبات الثلج وهي تهبط فوق الزهور مثل حمل ثقيل يأبى أن يغادر، مثل هذا الملل الذي يجثم على صدرها طوال ساعات الليل، إلى أن بزغ ضوء النهار، نفثت دخان سيجارتها في عصبية بالغة، ثم استدارت تبعد نظرها عن الثلج، واقتربت من المدفأة، ألقت بسيجارتها المشتعلة على السجاد العجمي، وهي تزفر في ضيق، سرعان ما التقت عيناها بعين من تحمل السيجارة في سرعة وهي تقول في لهجة عتاب:
ـ السجادة دي غالية اوي، أنا سمعت من سلمان أنها كانت في قصر الملك محمد علي، وهو دفع فيها مليون علشان يجيبها هنا٠
اشاحت بنظرها بعيد عنها في حين أعقبت ساندي:
ـ اي بس يا ملكة الكون
؟ مالك؟ اي اللي مزعل لوليتا كدا؟
نظرت لها غرام في ضيق ثم قالت في لهجة سخط:
ـ يعني انت مش عارفة اي اللي مضيقني؟
اقتربت ساندي منها ثم جلست إلى جوارها وقالت:
ـ عايشين في بلاد برا، بناكل ونلبس ونسهر ونتفسح، اي اللي يزعل بس؟
نهضت غرام من مقعدها في عصبية بالغة وقالت:
ـ هو فين؟ سلمان فين؟ بقاله يومين مجاش، مع أنه هنا أنا متأكدة أنه هنا٠
اشاحت ساندي بيدها في عدم اكتراث وقالت:
ـ أكيد مراته جت من بلده و بيفسحها شوية، متقلقيش هيلف لفته ويرجع٠
نظرت لها لوليتا في غضب ثم قالت:
ـ أقلق على مين؟ لا تكون فاكراني قلقانه عليه؟ يا متخلفة انت٠
ساندي بلغت الإهانة في صمت وهي تكاد تتميز من الغيظ،في حين أعقبت غرام:
ـ اللي في دماغي ومضايقني، أني لسه مخليه ياخد نصيب من صفقة هنا مكنش يحلم بيها، خليته ياخد منها عشرين في الميه، الكلب الجربان بعد اللي عملته رايح يبص لبت أفريقية ويريل عليها كمان، هو انت فكراني مش واخدة بالي من نظرته ليها، دا بدل ما يبوس ايدي ورجلي اني خليت فرانك يديه من الصفقة نسبه٠
أعقبت ساندي في نفاذ صبر:
ـ محدش داس على نصيبك في حاجة، تمام كدا؟
دون أن تنتظر منها رد أكملت ساندي:
ـ اسمعي يا لوليتا، شكلك كدا عايزة تقلبي سلمان، بسيطة يا ستي، نقلبه، عينيك على مين؟ وأنا اسهل لك الأمور٠
نظرت لها غرام في احتقار وتساءلت:
ـ أنت تسهل لي أنا اموري؟!
ظهر الغضب جلياً على وجه ساندي ولم تستطع أن تخفيه هذا المرة فقالت في حدة:
ـ ايوا أنا يا غرام؟ اي هو انت ناسية اني أنا اللي سهلت لك العيشة هنا؟ ولا ناسية أن سبب العز اللي انت فيه هنا انا؟
تبادل كل منهم نظرة حقد في حين تابعت غرام وهي تضع يد على كتف ساندي:
ـ لا مش ناسية اللي عملتيه، وبقول مدام خلاص اتراضينا، كل واحد يعرف حجمه٠
نظرت ساندي لها في حدة وهي تذكر ما فعلته غرام بها، فقالت وهي تحاول أن تنهى هذا الحوار الشامت:
ـ بلاش كلام في اللي فات، ما هو اللي فات مات، من ها هو اللي عرفيني عينيك على مين؟ أقل حاجة اجيب لك خط سيره٠
نظرت لها غرام في تفكير ثم قالت:
ـ مافيش حد محدد، يعني مين فيهم اللي مناسب يكمل معايا؟!
نظرت لها ساندي في إهتمام وتابعت وهي تفكر في عدة أشخاص:
ـ اي رايك في الخواجة ريمون؟!
هزت غرام رأسها علامة النفي القاطع وتابعت:
ـ ريمون اي؟ دا عايز اللي يشحت عليه، دا عايز بس يلف على السهرات يلزق لاي حد غني يشربه كاس و يديله كام دولار، والاسم واحد خواجه شغال مع العرب٠
وضعت ساندي يدها على رأسها وكأنها تتلقى خبر صادم:
ـ خلاص بلاش ريمون، اي رايك في رباح الكويتي؟
نظرت لها غرام في تفكير ثم تابعت:
ـ ايوا بس هو مش تقيل زي سلمان، يعني مش هينفع نكمل باللي أقل، لا بلاش المستوى لازم يرتفع مش ينزل ل تحت٠
هزت ساندي يدها في علامة استسلام وتابعت:
ـ خلاص مافيش غير فرانك نفسه، مافيش غيره ينفع، هو هنا اللي بيدير صفقات العرب الكبار، هو هنا اللي ليحدد النسب، وهو هنا اللي محدد لكل واحد دوره هنا اي٠
ظهرت إبتسامة على وجه لوليتا وقالت:
ـ تمام كدا٠
أعقبت ساندي وهي تصفق بيدها علامة الفوز:
ـ كدا بقا نخطط من دلوقت، الشايب عايز دلع بزيادة٠
هزت غرام رأسها في إصرار وقالت:
ـ القانون دا مش هنا يا ساندي، القانون دا هناك في مصر٠
اعترضت ساندي:
ـ وهو الراجل هنا فارق عن الراجل في مصر؟!
اومأت غرام في لهجة إصرار وتأكيد:
ايوا الراجل دا غير الراجل بتاع مصر، أتعلمي بقا أول هام
دا مش واحد عادي، دا دماغ وصفقات بمليارات هو اللي ماسكها، مشبوهة بقا ولا سليمة، ولا من دا على دا، اللي زي دا ذكي اوي، يعني بيكون فاهم كل واحد عايز منه اي؟ دا راجل شايب صحيح بس تعلب، مش هينفع نضحك عليه برجل عريانه ولا ضحكة مايعة، لا لا، ما هو الخواجات هنا على قفا من يشيل، وعارضين نفسهم عليه علشان الصفقات، دا عايز تكتيك تاني، عايز دماغ زيه، عايز يحط في دماغه أن دي صفقة وهو لازم يفوز بيها، فهمتي؟
اعترضت ساندي في عدم تصديق:
ـ الراجل هو الراجل، شايب شباب، خواجة افريقي، عربي، درزي
هو هو، عايز الكلمة الحلوة و الضحكة المايعة
أشارت لها غرام بيدها في حسم وقالت:
ـ كفاية هري على الفاضي، واللي اقولك عليه نفذيه٠
هزت ساندي رأسها علامة الموافقة وتابعت:
ـ اؤمري يا لوليتا٠
اخذت غرام نفس عميق ثم تابعت:
ـ عايزاك تكلمي ريمون، تفهميه أنه يشغل البت النيجيرية اللي ماشية مع سلمان، خليه يشغلها ويقول لها أنه معجب بيها، ويعرفها كمان أنه هيتجوزها علشان تاخد الإقامة هنا، وهيسهل ليها كل حاجة، ويحط في دماغها أن سلمان محتال وكل يوم مع واحدة واول ما يقضي معاها يومين هيرميها زي غيرها، وأنه معاه هنا مراته وولاده٠
اعترضت ساندي:
ـ طيب ما هي ممكن الكلام دا مش يخيل عليها، ممكن تنكر كلام ريمون، وتفضل ماشية مع سلمان٠
أطلقت غرام ضحكة ثقة ثم تابعت:
ـ لا، متقلقيش، هتصدق الخواجة وترمي سلمان، عقدة الخواجة عند الكل يا ساندي، الأفارقة عندهم يكدبوا جيرانهم و يصدقوا الخواجة ٠
ظهر بعض التفكير على وجه ساندي ثم قالت:
ـ طيب بعد ما تسيب هي سلمان، سلمان يرجع هنا، ها وبعدين؟
هزت غرام اصبع يدها في دلال وجذل قائلة:
ـ تؤ تؤ تؤ، احنا كلنا هنتقابل الليلة دي في المكان بتاع الصفقات، كلنا على ترابيزة القمار، سلمان هيبان قدام فرانك أنه عايزني، عينيه عليا، و رباح كمان ماهو كدا كدا هيموت عليا، و ريمون كمان، عايزاه يجي كمان، كل اللي حوالين فرانك يكون طالب ودي، الكل هناك السهرة دي لازم يكون عينيه عليا، وبعد كدا الخطوات التانية، يا لا علشان نجهز اللبس اللي هحضر بيه٠
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية