رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الخاتمة - 1 - الخميس 9/1/2025
قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ظننتك قلبي
« لكن بعض الظن إثم »
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة قوت القلوب
الخاتمة
1
تم النشر يوم الخميس
9/1/2025
« هُدنة ....؟؟!»
ليس كل ما علينا تصديقه أن يكون له دليل واضح ، فبعض الأحيان علينا تصديق إحساسنا ، فالقلب دليله نافذ وإن عُمىَ البصر ...
أنا لست أحمق أنا أستسلم لنداء القلب ، فللقلب طريق وحديث يمكنه إختراق الحواجز دون الحاجة لسلاح ...
بوجه شاحب تمامًا هربت منه الدماء وقفت "وعد" مرتعدة الأوصال تناظر وجودها وحدها بالشقة تدور برأسها العديد والعديد من الأسئلة أهمهم كيف وصل هذا الخاتم هنا ؟؟!
قفزت بإنتفاضة فزع حين سمعت صوت باب الشقة يُغلَق من خلفها لتلتفت بأعين تختلط بياضها باللون الأحمر المحتقن وحدقتان يصرخان فزعًا رغم صمتها ...
وجه مرتعب جعل "محب" يسرع بخطواته تجاهها وهو يتجهم بأنفاس متهدجة ..
- "وعد" ، إنتِ كويسة ؟؟ مالك واقفة متخشبة كدة ليه ؟!
تسارَعت أنفاسها وتلجَم لسانها لتتحشرج الكلمات بحلقها وتكتفي بالإشارة بعينيها نحو كف يدها ...
زاغت عينا "محب" بين ملامحها الباهتة وكفها الذي يقبض بين طياته على شئ ما ليمسك بكفها يفتحه ببطء يناظر ما تتمسك به بهذه القوة ...
فتح كفها ليجد خاتم أخيه ، إنه هو بالتأكيد فهو يدرك ذلك جيدًا ، قبض حاجباه قليلًا متسائلًا بعدم فهم ...
- مش ده خاتم "عاطف" ؟؟؟؟ مالك ماسكاه في إيدك كدة ليه ؟!!
تيبس جسدها تمامًا لتناظر "محب" بثبات لفترة طويلة كمن خلت الحياة من عيونها مرة أخرى ، بالكاد أخرجت بضع كلمات من فمها الهامس ...
- لقيته على حوض الحمام ...
أخذ "محب" الخاتم من يدها ليسند كفه فوق كتفها بحنو محاولًا إمتصاص تلك الصدمة التى تحتل عيناها قائلًا ...
- وفيها إيه يا حبيبي ، عادي ، ليه خايفه أوي كدة ؟!
إبتلعت ريقها الجاف موضحة بروح مسلوبة ...
- الخاتم ده كان ضايع ، قلبت البيت كله عليه ملقتهوش ، جه منين ؟!! مين إللي حطه في الحمام ؟!!
فهم "محب" سبب شحوبها وتخوفها ليضمها إليه بحنو شعرت بالراحة تنساب تدريجيًا لعروقها المتجمدة ليردف بنبرته الهادئة الحنونة ...
- متحطيش الموضوع ده في بالك ، ممكن أى حاجة ، ممكن "زين" مثلًا لقاه وحطه هنا ، أمال حيكون منين يعني ، أكيد هو "زين" لقاه وقعد يلعب بيه وإنتِ مش واخده بالك ، المهم أنا عايزك تطمني ، أنا معاكِ وبس ، متخافيش ، نقفل صفحة "عاطف" دي كلها بحلوها و مُرها ، ممكن كفاية بقى ومتفكريش في الحاجات دي تاني ...
بإستكانة شديدة حاولت التغاضي عن أمر الخاتم فربما هو كذلك ، ربما وجده هذا الصغير دون أن يخبرها ووضعه هناك ، يكفيها شعورها بتلك المحبة فلا داعي للذعر من أمر مستحيل ، فـ"عاطف" قد مات ولن يعود ولا داعي لتخيل أمر لن يحدث مطلقًا ...
إستكمل "محب" حديثه وهو يضم زوجته إليه بقوة أكبر يشعرها بالأمان إلى جواره ...
- بلاش تخلي دماغك توديكِ لحاجات مستحيل تحصل ، بلاش ندفن سعادتنا بإيدينا ، خلينا نبدأ مع بعض حياة جديدة بعيد عن كل الوجع ده ...
حركت رأسها برفق داخل أحضانه مجيبة بوداعة ..
- حاضر ، أنا بس خوفت أوي ، مش عارفه ليه حسيت إن "عاطف" رجع تاني ...
ضحكة تعالت من هذا المحب ليعقب بتهكم ...
- بلاش شغل أفلام ديزني ده ، "عاطف" خلاص لا يمكن يرجع ، بلاش الوساوس دي ...
ثم غمز بشقاوة لاقت على ملامحه الوسيمة قائلًا ...
- بصى بقى يا تلبسوا دلوقتِ أو أنا مش مسؤول عن إللي حيحصل وإنتِ قدامي بالمنظر ده ، أنا لحم ودم يا ناس ...
توهجت وجنتيها بحمرة خجل وهي تناظر نفسها بمأزر الحمام لتركض مسرعة نحو غرفة النوم تستكمل إرتداء ملابسها بينما صدح صوت "محب" أثناء هروبها ...
- ما هو الكسوف ده أنا مش حقدر أستحمله كتير ، أصل أنا مشوفتش جمال كدة قبل كدة ...
أغلقت "وعد" باب الغرفة بإبتسامة سعيدة من تغزله بها متناسية تمامًا أمر الخاتم لتستمع لصوت "محب" هاتفًا من خلف الباب فيبدو أنه لحقها ...
- قدامك خمس دقايق يا تطلعي ، يا أدخلك أنا ، وأنا بقول يا ريت تتأخري ...
على عجالة إرتدت "وعد" ملابسها البسيطة التى تليق بملامحها الرقيقة وهي تفتح باب الغرفة لتجده مازال واقفًا ينتظرها ...
نظراته المحبة التى أغرقتها بولهه العاشق فاضت من عيناه بشوق معاتبًا ...
- كدة برضه خلصتي بسرعة !!!
بسمة خجلة تجلت بملامحها وهي تردف بنعومة ...
- وبعدين معاك يا "محب" ...!!!!
نظر تجاه ما تحمله بين يديها متسائلًا ...
- إيه ده ؟؟؟
أجابته وهي تتخطاه نحو الخارج ..
- دي هدوم "زين" حغير له ونبقى جاهزين ...
حملت "وعد" الصغير لتبدل له ملابسه وهي تغدقه بقبلاتها السعيدة تحت أنظار "محب" حتى إنتهت من تجهيزه قائله لولدها ...
- يلا بينا نخرج ...
أجابها الصغير بكلماته البسيطة ...
- يلا .. بينا ..
إقترب "محب" من "زين" ليحمله فوق ذراعه الأيسر ليثني مرفقه الأيمن ليدعو "وعد" بمرافقته للخارج ...
- يلا حبيبي ...
وضعت "وعد" كفها تتخلل مرفقه لتتشبث به بإحساس مبهج للغاية ، شعرت بأنها محبوبة مرغوب برفقتها لتسير إلى جوار "محب" بزهو وسعادة ملأت هذا النابض بين ضلوعها ...
- يلا يا "محب" ...
خرجا من البيت ليستمتعا بتناول وجبة الغذاء بأحد المطاعم التى سيختارها "محب" ...
❈-❈-❈
القلوب السيئة تمامًا كالمسمار الأعوج مهما طرقت عليه لن يستقيم أبدًا ، سنوات وسنوات تعلقت سعادة "فريد" بوجود "حنين" ، كانت من تملك كل مفاتيحه والآن ضاع أقفالها ...
تربص بأعينه الضيقة خارج البيت في إنتظار مراقبة "حنين" ، لا يشعر بالثقة كما هي لا تشعر بالتقبل ، وجهان لحياة متصدعة كنفوسهم تمامًا ...
خرجت "حنين" تلتف بعبائتها بخطوات مسرعة تنظر في كلا الإتجاهين قبل تحركها لكنها مع ذلك لم تلاحظ "فريد" المختبئ عن أعينها ينتظر خروجها ...
إتجهت نحو الصيدلية تبحث عن علاج لتلك التقرحات قبل أن يدرك أحد من أبنائها خروجها ...
وقفت تنتظر خلو الصيدلية من سواها ممن يطلبون الأدوية حتى سألها الصيدلي بلياقة ...
- إتفضلي ..
إضطرت "حنين" للكشف عن تلك التقرحات الظاهرة بذراعها متسائلة بتوجس ...
- الحبوب دي طالعة لي من إمبارح ، ومش عارفه إيه دي ؟؟؟
بنظرة ممتعضة ألقاها الصيدلي عليها ثم أجابها ...
- ده شكله فطر جلدي ، أحسن تروحي تكشفي عند دكتور الأول ...
زمت شفتيها بإستهزاء ..
- إسم الله ، أمال إنت إيه ؟!! أنا مش رايحه عند حد ، هات لي أى علاج وخلاص ...
تنهد الصيدلي بضيق من إسلوبها المنفر قائلًا ...
- ما هو لازم تعرفي السبب والدكتور يكتب لك علاج لأن الأمراض الجلدية ساعات كتير بتبقى معدية ...
بتأفف واضح عقبت بسخط ...
- ما تجيب مرهم ولا كريم وخلاص ، إنت لازم تتنطط علينا ...
زفر الصيدلي بضيق ليسحب أحد العبوات قائلًا بتملل ...
- إتفضلي ..
دفعت "حنين" ثمن المرهم الذى أحضره لها ظنًا منها أنه علاج مناسب لحالتها ولا تدري أنه لم يعطها سوى ملطف فقط ليريح نفسه من تهكمها وطريقتها المستفزة ...
خرجت من الصيدلية تحت أنظار "فريد" مرة أخرى لتعود للبيت ، ليحدِّث نفسه يلومها على سوء ظنه ...
- ما أهي راجعه البيت من غير ما تروح في أى حته ، شكلي ظلمتها ولا إيه ...
نفض عن رأسه وساوس الشيطان ليعود أدراجه للبيت فلا داعى لهذا الشك وتلك الظنون فهي بالنهاية زوجته الحبيبة التى تخشى مصلحته وتهتم به دون الجميع ...
❈-❈-❈
الإسكندرية ...
مشتتة أنا مقسمة لأجزاء ، فجزء متخوف وجزء يقاوم وجزء ينهار وكلهم أنا ، مشاعر متضاربة تحل بي بلحظة واحدة لا أدري ماذا أطلق له العنان والحرية بالظهور وأي منهم أخفيه بداخلي ، لم أعد قادرة على المقاومة ، لم أعد قادرة على التماسك ، إنني أحب ...
تلاشي كل تماسكها وتظاهرها بالقوة بلحظة رأت بها خسارتها له وهو ملقى بلا حراك مستسلم تمامًا ...
شعرت "عهد" بكلمات تتخبط بداخلها ، تصرخ خوفًا وجزعًا داخل قلبها يتردد صداها بعقلها فأخيرًا وبعد صراع إتحدا ، زاغت عيناها بقوة وتهدجت أنفاسها لتتسارع دقات قلبها تتمنى أن ما تراه لا يتعدى كونه حلمًا ، ليتها تحلم ...
صرخات بإسمه تنطق بداخلها لا يطاوعها بها لسانها العاجز عن النطق ، مدت كفيها تهزه بقوة تريد فقط أن يفتح عيناه ليطمئن قلبها ، لحظات هلعة دون إستجابة ، صرخة داخل قلبها شعرت بها تتحرك بداخلها ببطء شديد حتى وصلت لشفاهها لتسمح لها بالخروج معبرة عن إحساس يجتاحها صارخة بتخوف وقلق محب ..
- بالله عليك فتح عنيك يا "معتصم" ، بلاش تعمل فيا كدة ...
نطقتها أخيرًا بدون إدراك ، فقط تركت العنان لنفسها دون تفكير ، أكملت بنبرة مرتجفة لا تناسب قوتها وشراستها الظاهرة بشخصيتها على الدوام ...
- ما هو أنا مقدرش أخسرك دلوقتِ ، ليه تقولي بحبك وتسيبني كدة ، ليه تعلق قلبي بيك وتبعد عني ، إفتح عينك وقولي أنا كويس ، أنا قلبي ميستحملش أشوفك كدة قدامي ...
ترقرقت دموع محاربة بعيونها الناعسة لتسقط إحداهما رغمًا عنها تلتها أخرى هاربة من محبسها تتحرر لخارج عينيها ، إرتجف صوتها الناعم الذى تحاول إكسابة خشونة وقوة كلما تحدثت لتتحدث بطبيعتها الأنثوية المختنقة ...
- "معتصم" ، قوم يا "معتصم" ، إنت هربت وإتخليت عني ، يعني إيه تتصاب وتموت ، يعني إيه تسيبني دلوقتِ ، كان نفسي أقولها لك وإنت قدامي ، كان نفسي أقولك بحبك ...
نكست عيناها التعيستان بأسى لتتفاجئ بحركة غريبة من جسده الساكن ليجلس أمامها متعمقًا بسوادوتيه بوجهها الحزين ، كم كانت جميلة رائعة الحُسن ، لها من الرقة والعذوبة ما لم يكن يتخيله ، لكن إعترافها بحبها له جعل قلبه ينتفض بشراسة لم تجتاحه من قبل ، ببسمة سعادة حلت فوق ثغرة الممتلئ قائلًا بعشق تجلى بنظرته الهائمة بها ...
- أخيرًا قولتيها يا "عهد" ...
رفعت عينيها بنظرات صدمة قوية وقد إتسعتا عن آخرهما من هول مفاجئتها بأنه بخير وواعي تمامًا لما تفوهت به ، فغرت فاها للحظات قائله بصدمة ...
- إنت حي !!!! إزاى ... إنت ااا ...
لم تجد كلمات مناسبة لتعبر عن صدمتها بسماعه لما تفوهت به ليحاصرها "معتصم" بذكائه ..
- أنا حي ، ممتش ، وسمعت كل كلمة قولتيها ، إيه حتنكري ..؟!!
لملمت شفتيها بنفس مجروحة تحاول الإستعلاء والتهرب ...
- أنا مقولتش حاجة ، ده بس إنت كنت صعبان عليا !!!
ضحك "معتصم" بجاذبية أطاحت بثباتها تلك المرة فأصبحت هشة للغاية كمن كشف عنها ستارها الواقي ...
- خلاص يا "عهد" ملهوش لزوم تتهربي ، إنتِ إعترفتي باللي جواكِ ، قوليها بقى في وشي وخليكِ قوية ، قوليلي بحبك زي ما أنا بحبك ...
زاغت عيناها تناظر عيناه المسلطة عليها تخبر نفسها بأنها أقوى من ذلك ، لكن قلبها أطاح بثباتها ليبقى تخوفها ورهبتها ، هزت رأسها نفيًا قائله بكلمات متحشرجة لا يمكنها الخروج بتلقائية ..
- مينفعش ، مينفعش خالص ..
إعتدل "معتصم" بجلسته بمقابلها وقد إمتعض وجهه قليلًا لتألمه لتلك الجروح التى خلفتها الرصاصات فقد سببت له جروح سطحية دون إختراق لجسده ...
- هو إيه إللي مينفعش ؟؟! "عهد" بلاش كِبر إنتِ قولتيها خلاص ، ليه تعذبي نفسك وتعذبيني معاكِ ، ليه الرفض إللي ملوش سبب ده !!!