رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الخاتمة - 2 - الخميس 9/1/2025
قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ظننتك قلبي
« لكن بعض الظن إثم »
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة قوت القلوب
الخاتمة
2
تم النشر يوم الخميس
9/1/2025
كيف يستطيع أن يفعل ذلك بها ، كيف يستطيع زلزلة كيانها وإخراج مكنونات قلبها بهذه السهولة ، كما لو أنه هو من يتحكم بها وبقلبها ، أليس هذا قلبها هي وتتحكم به ، لم يتمرد عليها ويسير وفق طوع "معتصم" ...
وجدت نفسها تنهار تلقائيًا تتخلى عن جسور دفاعاتها مردفة بتخوف ...
- أنا منفعش أكون ضعيفة ، مينفعش أحب أو أتحب ، أنا حياتي مش سهلة مقدرش أعيش قصة حب بالسهولة دي ، أنا مش محتاجة لحد ولا عايزة أعتمد على حد ، أنا مُره محدش يتقبلني بسهولة ، ولا أنا عايزة حد في حياتي يهد كل إللي بنيته ...
بنظرة الواثق بنفسه ، معتد بقدرته على تغييرها وإخراج مكنوناتها أجابها "معتصم" ...
- لو إنتِ مُره فأنا بعشق القهوة ، والقهوة حلاوتها في مرارتها ، عيشي إللي قلبك بيقولك عليه ، حتخسري إيه ، أنا نفسي مش مصدق إني قاعد بكلم واحدة وأقول لها كدة ، أنا مش عارف إزاى حبيتك في الوقت ده وبالسرعة دي ، لكن أول ما حسيت الإحساس ده مقدرتش أتنازل عنه ، إللي جوايا ناحيتك إحساس صعب يتكرر تاني ...
بالفعل ما يقوله هو ما تشعر به ، إن تلك المشاعر لم تمر على قلبها من قبل ولن تمر ، وقعت "عهد" بحيرة بين أمرين كلاهما مُر ، فكيف ستتقبل الخضوع لفكرة الحب وتنساق خلف قلبها لتضعف كنساء عائلتها ، وبين أنها ترفض هذا الشعور الذى لم ولن يتكرر مرة أخرى ...
أفكار تخبطت برأسها فهمها "معتصم" بذكاء ليجيبها دون سؤال ...
- سيبي نفسك ومشاعرك ولو حصل أى حاجة تخوفك إرجعي زي ما كنتِ ، مش يمكن تلاقي الحب معايا ...
ترددت بالقبول فكم لها من سنوات تخشى أن تكون بهذا الضعف ، فكيف تقبله الآن ، وكيف ترى به الأمان وهو يناظرها بتعالى كما لو أنه يمن عليها بهذه المشاعر ، إنه يشعرها بأن أقصى أمانيها هو الشعور بالحب وأن يرغب أحدهم بها ، لكنها تتمنى أن تشعر بالأمان والسند ، وليس بالضعف أو التصدق عليها ببعض المشاعر ، تريد من يتحملها دون أن يطالبها بالتغيير ، أن يتقبلها كما هي بمُرها قبل حلاوتها ، أن تشعر بأنها بحاجة إليه لكنها الآن مستقلة ليست بحاجة لأحد ، ولا طاقة لها بالخضوع والضعف مهما حدث حتى لو كان المقابل قلبها ...
نظرت له نظرة جانبية منحية مشاعرها التى تملكتها جانبًا لتسأله تستكشف ما بداخله كما يفعل معها ...
- إنت عاوز مني إيه ؟!!
لم يفطن لسبب سؤالها بعد ليجيبها بغموض ...
- حكون عاوز إيه يعني ؟!! واحد بيقول لواحدة بحبك ، حيكون عاوز إيه ؟!!
مالت برأسها تتفحص ردود أفعاله الثابتة المحيرة للغاية متسائلة ..
- وبعد الحب ده !!! المفروض أعمل إيه ؟!!
بإمتعاض لحظي منه أجابها بعدم فهم ...
- إنتِ عاوزة إيه يا "عهد" ، ليه مش بتستجيبي لمشاعرك وخلاص ، ليه دايمًا تعارضي وترفضي وبس ، الحب مفيهوش وبعدين ، لو كان قصدك على إرتباط رسمي فأنا طبعًا .....
قاطعته "عهد" بشراستها المعتادة قائله ...
- لحظة بس ، إستنى إستنى ، إوعى تكون فاكر إن أنا برفض عشان مستنيه جواز والقصة الحمضانة دي ، أنا عمري ما حييجي في بالي إني لما أحب حد حيكون بشكل تاني غير كدة ، أنا قصدي إنت ليه محسسني إن من حسن حظي إنك حبتني ، ليه محسسني إن طالما قولت لي بحبك يبقى لازم أجري عليك وأقبل وجودك في حياتي ...
رفعت رأسها بتشدق تعيد قوتها وثقتها بنفسها قبل أن تستكمل ...
- حتى لو كان جوايا مشاعر ناحيتك فـ فيه حاجات أهم من الحب بالنسبة لي ..
ضيق "معتصم" جبهته بإمتعاض ليتسائل بإقتضاب ...
- حاجات إيه إللي أهم من الحب ؟!!
عقدت ذراعيها أمام صدرها لتتجهم ملامحها بجدية قائله ..
- الأمان ، السند ، الإحتياج ، الدعم كل دي حاجات أنا محتاجاها قبل الحب ، إنت حتديني منهم إيه ؟؟؟! أنا قادرة أحس لوحدي بكل ده ، مشفتش راجل في حياة أى واحدة كان لها كل ده ، يا دوب أول ما يحس بأنها خلاص بتحبه يبدأ يتحكم ويطلع عقدة كلها عليها ، والمفروض إنها ست وتتحمل عشان متخربش حياتها وبيتها ، أنا مش زي كل دول ، أنا غيرهم ، أنا برفض الوضع إللي يقل مني ، عايزة حياة ألاقى معايا حد مشاركني مش بيصعبها عليا ، عايزة أحس بالأمان والقوة إللي أتحامى فيهم ، الحكاية عمرها ما كانت شوية مشاعر وخلاص ...
أدرك "معتصم" بتلك اللحظة أن "عهد" لم تشعر بحياتها سوى بشعور واحد فقط (الخزلان) ، لم تشعر قط بالترابط والحنان ، تبحث عن قوة وسند وأمان لم تشعر بهم من قبل ، إنها بالفعل تحبه لكنها لن ترضخ لمشاعرها إلا إذا شعرت بأنه يمثل ذلك لها أولًا ...
نحى غروره وثقته جانبًا بتلك اللحظة فهذا ليس وقتًا للندية مطلقًا بل إنها لحظة لإحتواء مشاعرها المتناقضة وإحساسها بالخوف وعدم الثقة ، ببسمة هادئة عقب ...
- أنا مش حطلب منك حاجة ، و يكفيني لحد دلوقتِ إنك عارفه إني بحبك ، وأنا متأكد إنك بتحبيني ، أنا بس عاوز منك هُدنة يمكن وقتها تلاقى فيا صورة الشريك إللي إنتِ بتتمنيه ، ووقتها بس حكون أسعد راجل في الدنيا إن واحدة زيك يا "عهد" قبلت تكون شريكة حياتي ...
هدف آخر كسبه هذا المعتصم لتكتفي "عهد" من شراستها وهجومها ، فبعد تقبله لمتطلباتها بهذه الطريقة الهادئة لم تجد ما يستدعي للهجوم والشراسة لتبقى تلك المشاعر المتوحشة بداخلها وتتقبل الأمر بهدوء ...
زفر "معتصم" ببطء ليكمل بمزاح ...
- طيب حفضل قاعد سايح في دمي كدة ولا إنتِ فاكرة إن أنا مش متألم من الجروح دي كلها ...
إنتبهت "عهد" لتباطؤها لإسعاف جروح "معتصم" مدركة بفطنتها أنه يخبرها أنها كما تتوقع المساندة منه هو أيضًا ينتظر ذلك منها فالأمر مبادلة وليس طرف وحيد يستحوذ على كل شئ ، فالحياة المشاركة تنقسم بين أخذ وعطاء ومحبة ..
هتفت به "عهد" بعجالة ...
- يلا بينا على الإسعاف ، زمانهم واقفين على الطريق ...
تسند "معتصم" للنهوض من جلسته بينما أثنت "عهد" على فكره المتقد ...
- كان عندك حق إننا كان لازم نلبس واقي الرصاص ...
نظر "معتصم" لسترته مؤكدًا ذلك فآثار حريق طلقات الرصاص بالسترة واضحًا للغاية ..
- ده لولا الواقي ده كان زماني ميت ...
تمتمت "عهد" بصوت هامس لم يصل لمسامع "معتصم" ..
- بعد الشر ...
إتجها نحو الطريق ليتقدم المسعفين على الفور تجاه "معتصم" لتضميد تلك الجروح أثناء تجوله بنظراته المتفحصة للمكان فقد إنتشرت قوات الأمن وسياراتها وتم نقل اللاجئ لمنزل آمن تمامًا بمعرفة قوات الشرطة لتنتهى بذلك جزء من مهمته ، لكن عليهم العودة لإستكمالها بعد الإطمئنان على "معتصم" أولًا ...
عادت نظرات "معتصم" تراقب "عهد" التى عادت لشخصيتها المحترفة فكم يعشق تلك الشرسة المتمردة وبالتأكيد سيربح معها الجولة المقبلة أيضًا لكن يكفيه الآن إعترافها بحبها له بعد أن أوقعها بشراكة مرة أخرى وها هي أعلنت الهدنة لبداية منعطف آخر بين قلوبهم ...
❈-❈-❈
بيت المستشار خالد دويدار ...
حتى وإن كانت الوحدة تكسو القلوب لكن الشمس مازالت تشرق وحدها ، تخبط بداخل مشاعره لا يدري هل هو مخطئ بها أم مصيب ...
هكذا جلس "رؤوف" لبعض الوقت يعيد ترتيب أفكاره ، إنها مجرد ساعات علم بها بأن "مودة" تكن له بعض المشاعر لكن ما ذنب "نيره" بالأمر ، لقد وثقت به وحلمت بحياة تجمعهما سويًا ، حتى بمشاكلها و أخطائها لم تتعدى كونها تحبه وتغار عليه ، نعم متسلطة قليلًا تود فرض تحكمها لكن هذا ليس سببًا بكسر قلبها وتحطيم فرحتها ...
تنهد "رؤوف" بضيق لكن عليه الإختيار ، عليه الإلتزام بوعده لها وإن كان ذلك لم يعد يسعد قلبه ، لكن عليه تقبل تلك الهدنة وإنهاء ما كان يجب عليه فعله ، عليه إتمام هذا الزواج ...
رفع هاتفه نحو أذنه يتمنى لو أن تلك المكالمة تنتهي قبل أن تبدأ ، لكن صوت "نيره" الحاد إخترق أذنه بعتاب وملامة ...
- لسه فاكر تكلمني ..!!!
أجابها بإختناق كما لو أنه مجبر على ذلك ..
- مساء الخير الأول ..
زمت شفتيها بإستياء لتتأخر بالرد قليلًا قائله ...
- طيب ، خير يا "رؤوف" ، إيه إللي فكرك بيا ؟!!
ضحكة ساخرة خرجت مكتومة بين شفتيه معقبًا ...
- لا والله يعني مش عارفه ، مش إشتكيتي لماما كأني طفل صغير ...
شعرت بالإرتباك فقد أخطأت بحقه مرة أخرى لتتهرب مبررة ذلك ...
- ما إنت إللي مش بيهمك زعلي و لا كإني موجودة ، فقلت مفيش غير ااا ...
قاطعها "رؤوف" فهو يدرك جيدًا طريقتها التى لن تنتهي بأن تصل لمبرر لخطئها وأنها دومًا على صواب والخطأ لابد وأن يكون هو سببه ..
- خلاص يا "نيره" ، مفيش داعي لكل ده ، بلغي باباكِ ومامتك إن كتب الكتاب الجمعة الجاية ، مش ده إللي كنتِ عاوزاه ...!!!
تشدقت بسعادة وزادت إبتسامتها برغم عدم رؤيته لها مرددة ببهجة ...
- والله بجد ، خلاص يعني ...
تنهد بتحسر قاصدًا شعوره الوليد تجاه "مودة" ...
- خلاص يا "نيره" ...
- تمام أوي ، حبلغ بابا وماما ، سلام بقى عشان ألحق أرتب كل حاجة ، إنت فاجئتني أوي يا "رؤوف" ...
أغمض "رؤوف" عيناه محاولًا تقبل أن لكل شئ نهاية وأن تلك هي النهاية المقبولة لخطبته من "نيره" ، فحتى وإن لم يتقبل ذلك عليه إعلان الهدنة وإنهاء حرب مشاعره المضطربة ، تلك المشاعر التى ربما كان سيؤذي بها كلا من "نيره" و "مودة" نفسها ...
❈-❈-❈
سعادة حلقت كطائر مغرد فوق غصون أشجار البندق شعرت بها "نيره" بعد مكالمة "رؤوف" ، إنها أخيرًا ستصبح عروس وترتدي فستان زفافها ، ستتمتع بالحرية التى تحلم بها وسيؤسس لها بيت ملك لها هي صاحبته وملكته ...
أسرعت بمهاتفة "إسراء" تزف إليها خبر تحديد موعد عقد قرانها فلهفتها لن تنتظر للغد حينما تراها ...
- "سوسو" ، مش حتصدقي ...
أنصتت "إسراء" بإهتمام شديد متسائلة بفضول ...
- فيه إيه يا "نيرو" ، شكلك مبسوطة أوي ؟!!
بحماس شديد أجابتها حتى كادت تقفز بموضعها من فرطها ...
- مكالمة طنط "منار" عملت عمايلها ، "رؤوف" إتصل بيا وقالي إننا حنكتب الكتاب يوم الجمعة الجاي ، أنا فرحانة أوي ومش مصدقة نفسي ...
تهدلت ملامح "إسراء" لتجحظ عيناها السوداوتين بضيق لم تشعر به "نيره" من خلف هاتفها لتردف بنبرة مغايرة لإحساسها ...
- حبيبة قلبي ، ألف مبروك يا عمري ...
دارت "نيره" حول نفسها بسعادة غامرة ...
- مش عارفة من غيرك كنت عملت إيه ، أنا بحبك أوي يا "سوسو" ...
زاغت عينا "إسراء" تسيطر على إحساسها البالغ بالضيق والتحسر لتنهي تلك المكالمة المزعجة على الفور ...
- حبيبتي يا "نيرو" ، معلش حبيبتي أصل ماما بتناديني ، حكلمك تاني ، ولا أقولك ، حشوفك بكره في الإستور ، سلام يا قلبي ...
لم تبالي "نيره" بإنهاء "إسراء" للمكالمة لتسرع لوالديها تخبرهم بما حدث وتحديد "رؤوف" لموعد عقد القرآن المتعجل ...
❈-❈-❈
تسقط الأشجار الأوراق في خريفها ، لكن الجذور تبقى راسخة ثابتة لا تتعثر ولا تتساقط ، حتى تلك الفروع تبقى شامخة حتى مع ذبولها وجفافها ...
جلس "عيسى" يتابع ينبوع حياته وترياقها وهي تضحك وتتمايل كعادتها ، ربما دارت برأسه العديد والعديد من الأفكار والظنون ...
حتى أنه تسائل في نفسه ...
-( "غدير" تلقائية جدًا ، شكلها كأن مفيش أي تغيير عليها ، إسلوبها وكلامها ، ضحكها وعفويتها ، حتى إهتمامها بيا وحبها الظاهر عليها ، لا لأ أكيد أنا فاهم غلط ، مينفعش أسمح للشيطان يدخل قلبي ، "غدير" غير أي حد ، لا يمكن أشك فيها ) ...
هكذا قالها لنفسه منحيًا ظنونه وشكوكه ليستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فبالتأكيد هو من يبثه تلك الشكوك والظنون ...
لتقفز فكرة أخرى تجول برأسه ..
- ( لو في حاجة أكيد حيظهر عليها وأنا واثق فيها ، مفيش داعي أهدم حياتنا عشان شوية ظنون ، وأكيد حعرف مين ده وكانت بتقوله إيه ، ولحد ما ييجي وقتها لا يمكن أسمح بالشك والظنون تتحكم فينا) ...
نظرت إليه "غدير" لتصطنع الضيق وهي تمط شفتيها بلطافة لشرود "عيسى" المتواصل ...
- إيه يا "إيسووو" ، مش حتقعد تتكلم معايا وحتقضيها بحلقه وبس ...
ضحك "عيسى" بصفاء ليدنو من محبوبته قائلًا ...
- هو أنا أطول أفضل مبحلق لجمالك ده ..
رمشت بعينيها الواسعتان للعديد من المرات لتسبل بلطافة ببنيتيه قائله ..
- أموت أنا في الرومانسية ، اه يا "إيسوو" يا مدوخني ...
أزاح خصلة مموجة متمردة خلف أذنها قائلًا بعشق منهك القوى ...
- بقولك إيه ، أنا تعبت من الشغل وعايز أفصل ، تعالي نسافر الغردقة كام يوم أنا وإنتِ وبس ونرجع على كتب كتاب "رؤوف" ، إيه رأيك ...؟!!
نهضت "غدير" على عجالة مسرعة نحو الداخل لتخرج بعد قليل تحمل إحدى العوامات الخاصة بالسباحة قائله بمزاح ...
- أنا جاهزة ، يلا بينا قبل ما ترجع في كلامك ...
تعالت ضحكاته المقهقة فقد أعادت السعادة لقلبه بلحظة معقبًا بإندهاش ...
- إنتِ جبتي العوامة دي منين ؟!
أمالت رأسها جانبيًا مصطنعة الجدية ...
- مش قلت لك أنا محضرة العوامة البطة وعايزة أروح البحر ، يلا يا "إيسوووو" قوم أوام ، يلا بينا ...
إستقام ليسحبها تجاهه يسكنها بين ذراعيه ليريح قلبه المتعب منذ ليلة الأمس فقد كاد الشيطان يغلبه لكنه اليوم سينتصر عليه ليهمس بهيام ..
- بحبك يا شعنونة ...