-->

رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 29 - 2 - السبت 8/2/2025

 قراءة رواية لعبة قلب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية لعبة قلب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني


الفصل التاسع والعشرون

2

تم النشر السبت

8/2/2025

بعد مرور شهر ..

كانت تمت التحقيقات مع (شريف) وقد اعترف ان شريكه فى تلك الجريمة هو (عمرو) خطيبها السابق ومن التحريات اثبت انهم سببوا لها إجهاض وحالة غير متزنة فى سلامة قواها العقلية ورغم تنازل (ليلى) عن حقها فى تلك التحقيقات من اجل (حمزة) إلا  ان التحقيقات مازالت مستمرة لأستخدامهم مواد مخدرة ..

بينما كان قد انتهى كلا من (مروان) و (چايدا) من امتحاناتهم وطلبت منه أن يسافر بمفرده من اجل احترافه حتى تطمئن على احوال والدها فلن تقدر على الزفاف فى تلك الظروف فتفهم هو ذلك وسافر (لندن) بمفردهم ولكنه كان يشعر بالأشتياق لها وكلما اشتاق لها كان يحدثها عبر الهاتف ويطمئن عليها وعلى احوال والداها ..

فى حين قرر (حاتم) الدفاع عن والده وشريكه فى تلك الجريمة حتى يستطيع ان يخفف الحكم عليه وجد نفسه غارقًا في صراع مرير مع مبادئه وضميره كانت رؤيته ل (ليلى) ضحية مؤامرة والده تزيد من ثقل ما يحمل في قلبه من ألم وتناقض كيف يمكنه أن يقف بجانب من خان الثقة واستغل ضعف فتاة لتسيير مصالحه؟ ولكن في الوقت نفسه كان ذلك الشخص هو والده الرجل الذي لطالما نظر إليه نظرة احترام رغم خلافاتهما لينهى ذلك الصراع حتى وأن خالف ضميره تلك المرة ..

بينما كان (حمزة) رغم حزنه على والده ولكنه كان يتابع اعماله واعمال (ليلى) لأنه يعلم انها ليست مهيئة نفسيا لشئ الآن ولكنه كان يحاول اخراجها من ذلك الحزن الدفين بداخلها ..

❈-❈-❈

كانت (أسما) تسير بخطوات هادئة نحو مكتب (حاتم) وفي داخلها خليط من الشوق والتردد ارتدت فستانًا بسيطًا وأنيقًا  لونه فيروزى يعكس جمالها الخارجى وشعرها الأسود القصير كان ينسدل على كتفيها بلطف لم تكن تستطيع إنكار لهفتها لرؤيته ذلك الشوق الذي بدأ يتخلل داخلها منذ اللحظة التي غادرت فيها عملها اليوم ..

توقفت لبرهة أمام باب مكتبه ثم أخذت نفسًا عميقًا لتستجمع شجاعتها طرقت الباب بخفة وبدت كأنها تنتظر أن تستقبلها نظراته الدافئة حين أذن لها بالدخول فتحت الباب ببطء وعينيها تبحثان عنه فور دخولها كان يجلس خلف مكتبه منشغلًا بأوراقه لكن وجهه تغير ما إن وقعت عيناه عليها

ابتسمت ابتسامة خجولة وفي عينيها بريق شوق لم تستطع إخفاءه واخبرتها بعينيها كيف اشتاقت له قبل ان تتحدث لتجد لسانها ينطق بحال عينيها

- وحشتنى .. وانت مش بتسئل خالص يا حتومى 

ظهرت على شفتيه ابتسامة رائعة وهو يرى حبها له الذى بات واثقا منه تمام الثقة وهو يقول

- ايه هو خالى (مراد) عفا عنك وخلاكى تزورينى

نظرت لأسفل وهى تشعر بالندم ثم قالت

- متضايقنيش بقى انا مش قايلة ليه اصلا

ثم رفعت رأسها قليلا واردفت قائلة

- اعمل ايه حضرتك استاذ مشغول مش بتسئل عنى خالص حتى بالتليفون وانا زهقت .. زهقت من المعاملة الجافة دى

ابتسم ابتسامة جذابة ثم قال

- وانا اقدر برده يا اوزعة .. بس صدقينى مشغول وطلب الألتماس بتاع (كريم) اتوافق عليه والجلسة فى نهاية الشهر ومشغول فى قضية بابا ده غير القضايا التانية اللى ورايا .. وبحاول يعنى على اد ما اقدر احترم رغبة خالى لما يبقى فى بينا ارتباط رسمى

زمت شفتيها بعدم رضا ثم اقتربت وجلست على المقعد الذى أمام مكتبه ثم قالت

- طب خد بالك بقى عشان برودك ده هيخسرك كتيير على فكرة

اضيقت عيناه بعدم فهم فتابعت هى لأثارة غيرته بسبب بروده معاها الفترة الأخيرة

- اعمل ايه طيب واحد معايا فى الشغل عمال يزن فوق دماغى عاوز يقابل بابا .. بس ايه يا (حاتم) عينه زرقا وجميلة الواحد ممكن يحسن النسل لو وافقت عليه .. ايه رأيك اوافق عليه .. اصل فى ماس كده مش مقدرة النعمة اللى فى ايديها

القت بحديثها أمامه وكأنها لم تقل شئ ولكنه هو من يتجاهلها وعليها ان تذكره انها ليست بضاعة يمتلكها فى محله الخاص بل للبضاعة زبائن وهو لا يدرى بينما حدّق (حاتم) فيها بنظرة غاضبة رغم انه يفهم جيدا ويدرك تمامًا محاولتها لاستفزازه لكن لم يستطع أن يخفي بريق الغيرة الذي تسلل إلى عينيه تقدّم نحوها بخطوات هادئة عكس الأعاصير التى تلوح بداخله جاهد فى رسم ابتسامة واثقة تنمّ عن يقينه بما تفكر به ثم قال بنبرة هادئة ولكن فيها شيء من السخرية

- حسنى النسل يا حبيبتى حتى جواز القرايب بيجيب معاتيه صغيرة .. فروحى انتى حسنى النسل وانا ارجع للى مستنية منى كلمة دى يا عينى

اتسعت عينا (أسما) قليلًا من وقع المفاجأة لكنها تماسكت وأجابت بابتسامة متصنعة تحاول أن تخفي حزنها الذى اشعل فيه نيرانا

- انت اللى اخترت يا (حاتم)

ثم اخذت الحقيبة الخاصة بها من اعلى المكتب وهى غاضبة لترحل فضم (حاتم) قبضة يده لعله يبتلع غيظه وغيرته وهو يقترب منها أكثر ثم مال نحوها وكأنه يهمس وقال بنبرة منخفضة

- بتستفزينى ليه يا بنت الناس .. ما خلينا كويسين مع بعض

شعرت (أسما) ببعض الارتباك كنها رفعت حاجبها بتحدٍّ وقالت محاولة استفزازه مجددًا

- لاقيت حد بيسأل عني بدل حضرتك اللي ناسي إن فيه حد مستنيك .. انت مش بتحبنى اصلا يا (حاتم) لو بتحبنى مكنتش تقدر تقعد كل ده من غير سؤالك عنى انا بجد حاسة انى مهمشة فى حياتك انت حتى مش محسسنى بوجودك حتى ولو برسالة

شعر بالحزن من نبرة صوتها تلك فازدرد ريقه بصعوبة ثم قال بنبرة حنونة

- هو انا يعنى عشان بحافظ عليكى حتى من نفسى ابقى مش بحبك .. وبحترم قرار خالى كمان انتى بقى اللى مصدقتى عشان معجبينك كتيير شوية شايفة نفسك عليا .. 

ثم نظر لها بحدة قليلا وقال بصدق

- بس اللى متعرفهوش ان اللى يقربلك انا اشرب من دمه .. انتى ملكية خاصة بيا انا بس 

احمرت وجنتيها وشعرت بالخجل ونكست رأسها لأسفل فتابع هو

- ومفيش شغل مع (حمزة) تانى .. ولا مرواح المكتب ده تانى يا هانم

رمشت بعينيها عدة مرات ثم سئلته

- ومال الشغل يا (حاتم) ؟!

- انتى اللى اعترفتى على نفسك وعلى معجبينك

هزت رأسها بآسى ثم قالت

- لا كله إلا شغلى يا استاذ .. انا بحب شغلى 

- خلاص تعالى اشتغلى هنا معايا

وضعت حقيبتها اعلى كتفها وهى تقول

- حتومى انا ماشية .. بلاش غيرة ونرفزة ملهاش لازمة

- انتى تفتحى البوتجاز وتسبينى بولع كده

صحكت ضحكة بسيطة اذابت غضبه ثم قالت بهدوء

- قولتله انى مخطوبة بس لسه مش لابسة دبلة عشان ظروف عائلية بس .. متخافش وراك رجالة محدش بيشوف الدلع بتاعى غيرك انت و حمزتى 

امسك رأسه بضيق غير مصدقا ما تقوله تلك المعتوهة ثم قال

- وحمزتك ده محرم مثلا يعنى ولا ايه .. المفروض انشكح انا يعنى بالجملة الغريبة دى

ضحكت (أسما) كثيرا ثم قالت بهدوء

- مع السلامة يا حتومى

نظر لها (حاتم) بغيظ شديد فابتسمت (أسما) ورفعت يدها مودعة إياه ثم غادرت تاركة خلفها (حاتم) وهو يحدق في الباب بغضب شديد وعينيه تلمعان بتصميم يعرف جيدًا أنه لن يتركها تفلت من استفزازها له بهذه البساطة ..

❈-❈-❈

قرّر (حمزة) أن يأخذ (ليلى) في رحلة قصيرة على النيل بعد أن لاحظ الحالة النفسية السيئة التي تمر بها منذ قضية الحجر أراد أن يغيّر الجو من حولها ويمنحها فرصة للاسترخاء بعيدًا عن ضغوطات الحياة والمشاكل التي واجهتها في الفترة الأخيرة كان يعلم أن النيل له تأثير سحري على الروح وأن جماله يمكن أن يخفف من همومها وكى يذكرها بأولى ايام زواجهم عندما اخذها بنزهة فى البحر ..

عندما وصلا إلى القارب كانت أشعة الشمس الذهبية تنعكس على مياه النيل الهادئة مما أضفى لمسة سحرية على الأجواء.

 جلست (ليلى) بجوار (حمزة) وكانت تبتسم في سعادة بينما كانت النسائم اللطيفة تداعب شعرها

- ممكن تبصى على الجمال ده؟ 

قال (حمزة) مشيرًا إلى المشهد الخلاب حولهما ثم أردف قائلا

- النيل دايمًا بيخلي الواحد يحس إنه في عالم تاني

أومأت (ليلى) برأسها موافقة رأيه وهي تستمتع باللحظة

- معاك حق

 أجابته ثم أضافت برومانسية

- كل ما أكون معاك بحس إن الدنيا أحلى

بينما كانوا يستمتعون بالمنظر لاحظ (حمزة) فتاة تجلس على قارب قريب كانت تراقبه بإعجاب عينيها تتلألأ كأنها تعبر عن إعجابها بشخصيته شعر (حمزة) بعدم الارتياح قليلاً لكنه حاول أن يتجاهل الموقف كانت (ليلى) تراقب (حمزة) بإعجاب وقالت

- احلى حاجة فيك انك فاهمنى وحاسس بيا وعارف انا محتاجة ايه وبتعمله

نظر (حمزة) إلى (ليلى) مبتسمًا وبلطف أخذ يدها بين يديه

- انا ميهمنيش غير سعادتك يا (ليلى)

لكن تلك الفتاة استمرت في النظر إليهما وعينيها تتأملان (حمزة) بإعجاب واضح لم يكن ذلك خفيًا على (ليلى) فشعرت بنيران الغيرة تتأجج قليلاً

- (حمزة)

قالتها بغيظ شديد

- شايف البنت اللى هناك دى

توجه (حمزة) بنظره نحو الفتاة ثم عاد لينظر إلى (ليلى)

- آه شفتها

ردّ بابتسامة عريضة ثم اردف قائلا وهو يفهم مشاعر الغيرة التى تشعر بها

- بس اللي يعجبني هو إنتى مفيش حد تاني مبشوفش حد تانى اصلا

شعرت (ليلى) بارتياح بعد كلماته لكن شيئًا من الغيرة لا يزال يراودها

- مش قادرة عاوزة اروح اخنقها

نظر لها هائما وهو يقول

- إنتى الوحيدة في قلبي والباقى ملوش قيمة 

ثم أخذها بيده ليقف واستدارا معًا نحو مناظر النيل الرائعة ولكنها عادت بنظرها لتلك الفتاة وضيقت نظرها لها وامرتها بعينيها ان لا تنظر لزوجها حينها ابتلعت الفتاة ريقها واشاحت وجهها بعيدا عنه حينها ابتسمت ابتسامة المنتصر ثم امسكت بيد (حمزة) وهى تقول بصدق

- انا ببقى كويسة وانا معاك بس

- وأنا كمان

 رد (حمزة) وقد كانت نظراته مليئة بالحب ..

نظرت فى عينيه ثم قالت وهى تعرف ان ما ستقوله ربما سيغضبه قليلا ولكنها تريد المواجهة لا تريد ان تهرب من تلك المواجهة فسبقها هو يسألها وهو يرى التردد داخل عينيها

- واضح ان فى حاجة مضايقاكى قولى يا (ليلى)

ابتسمت لأنه يفهمها دون حتى ان تتحدث وقالت

- عاوزة اشوف (عمرو) .. اسأله ليه عمل كده فيا .. عملت فيه ايه عشان يتواطئ مع عمى بالطريقة دى طب عمى كل اللى عاوزه الفلوس هو ليه يعمل كده ؟!

شعر (حمزة) بالغيرة تنهش قلبه عندما استمع إلى اسم (عمرو) على لسانها فقال بغضب 

- يفرق معاكى فى ايه يا (ليلى) ؟!

- يفرق فى انى عاوزة اعرف الناس على حقيقتها يا (حمزة) مش عاوزة اتخدع تانى .. تعبانة يا (حمزة) مش عارفة ليه الكل بيكرهنى ومستكتر عليا اللى انا فيه .. هبقى مرتاحة لو عرفت ليه عمل كده .. 

هز (حمزة) رأسه على مضض وهو ينظر بعيدا فابتسمت هى بسعادة وهى تنظر له وقالت 

- بحبك ..

ورفم ثقته المتناهية فى حبها له لكنه لا يستطيع أن يرى فى (عمرو) سوى انه خطيبها السابق لا يطيق نظراته حديثه معها ولكن كيف له ان يرفض لها طلبا حتى لو كان قلبه سيتمزق يفهمها يفهم انها تريد التعلم من اخطائها ان تلك التجربة القاسية التى مرت بها لن تجعلها تبك الفتاة البريئة التى اعتادها لكنها تروقه .. تروقه فى جميع احوالها ..

❈-❈-❈

بعد مرور اسبوع ..

بينما كانت (ليلى) في طريقها إلى السجن كان (حمزة) يسير بجانبها يحاول التخفيف عنها لكنه يراقب ملامح وجهها القلقة كان يعلم كم هو ثقيل هذا اللقاء على قلبها ويدرك كم يعتصرها الألم والغضب رغم كل محاولاته لتهدئتها،

 كانت ملامحها توحى بحزن عميق لا يمكن لكلمات المواساة أن تخففه عندما وصلا إلى مكتب الزيارة وضع (حمزة) يده على كتفها بلطف هامسًا

- لو مش قادرة تعملي ده ممكن نمشي أنا معاكى أياً كان قرارك

 لكن (ليلى) بعزمٍ مستتر تحت ضعفها الظاهر نظرت إلى (حمزة) وهزت رأسها نافية  بأنها ستدخل ارادت أن تواجه (عمرو) وتفهم منه الحقيقة حتى لو كان ذلك سيزيد من أوجاعها!..

جلست (ليلى) بالمكتب هى و (حمزة) دلف (عمرو) مع العسكرى  بنظرة متوترة ووجه يحمل علامات الندم لوهلة، ترددت الكلمات على لسانها لكنها استجمعت شجاعتها اخيرا ..

يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة