رواية جديدة الخطيئة لرانيا ممدوح - الفصل 2 - الأربعاء 26/2/2025
قراءة رواية الخطيئة كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية الخطيئة
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا ممدوح
الفصل الثاني
تم النشر الأربعاء
26/2/2025
بدأت قصة حب عابد ورباب منذ وقت طويل، تحديدًا عندما دخلت ريحانة كلية الطب. كان عابد دائمًا يرافق ريحانة إلى الجامعة في أيام بداية دراستها، وذات يوم كانت ريحانة قد دعته للانتظار خارج المحاضرة حتى تنتهي من الحصة. في تلك اللحظة، صادف أن كانت رباب، صديقة ريحانة المقربة، تمر بجواره. كانت رباب في السنة نفسها مع ريحانة، ولكنها كانت أكثر انطوائية وحذرًا.
عندما رآها عابد، شعر بشيء غريب. كان هناك نوع من التفاهم غير المرئي بينهما. ابتسمت رباب خجلاً وقالت: "أنت لازم تكون عارف، ريحانة طول الوقت بتتكلم عنك". استغرب عابد من هذا التعليق، ولم يكن يعرف أن ريحانة تتحدث عنه بهذه الطريقة.
بدأت محادثات صغيرة بين عابد ورباب كلما كان يلتقيان. كانت الأمور في البداية بسيطة، مجرد تبادل كلمات عن الدراسة والأشياء اليومية. لكن مع مرور الوقت، بدأت تزداد أوقات اللقاءات بينهما، سواء في حرم الجامعة أو أثناء الفترات التي كان يرافق فيها عابد ريحانة في مواعيدها الجامعية. أصبحا يشتركان في الكثير من الأشياء الصغيرة: فنجان قهوة في صباح بارد، نزهة قصيرة حول الحديقة بين المحاضرات، أو حتى الحديث عن آخر الأخبار.
كان عابد يشعر بارتياح غريب معها، وكان يحترم شخصيتها القوية وذكاءها، بينما كانت رباب تجد نفسها تتأثر بمودة عابد واهتمامه العميق بكل تفاصيل حياتها.
كان يومًا عاديًا في الجامعة عندما التقى عابد برباب أمام مدخل كلية الطب. كانت ريحانة قد غادرت، ووجد عابد نفسه ينتظر قليلاً قبل أن يغادر هو الآخر. بينما كان يراجع بعض ملاحظاته الدراسية، لمحته رباب ، تقترب بخطوات سريعة، وابتسامة خفيفة على وجهها.
رباب: "أنت هنا من بدري زي العادة، مش زي ريحانة، مشغولة ليل نهار"
عابد: "أيوة، أنا جاي علشان ريحانة، كل يوم بنروح مع بعض، بس النهاردة هي قالتلي مستعجلة شوية فقلت استنى ."
رباب: "أيوه، أنا فاكرة ريحانة بتحب الجري على طول. بس لو كنت بقى في مكانك، كنت استنيتها لحد ما تخلص. كلنا بنعشق راحتنا."
عابد ضحك وقال: "صح، بس في حاجات الواحد بيضطر يعملها علشان الناس اللي بيحبهم، حتى لو كانت مش مريحة."
رباب نظرت له نظرة تأملية وقالت: "أنت دايمًا شخص حساس كده، مش عارف ليه كل ما أتكلم معاك، بحس إن فيك حاجة مختلفة عن الباقيين."
عابد: "مختلفة في إيه؟"
رباب: "يعني، في حاجات صغيرة بتهمك. زي لما تجيب لينا القهوة كل صباح، أو لما تسأل عن التفاصيل الصغيرة في حياتنا."
عابد ابتسم وقال: "مش دايمًا بحب أظهر نفسي زي الناس التانية. يمكن عشان الناس اللي حواليه مهمين عنده."
رباب: "أنا مش عارفة ليه الكلام ده بيخليني أفكر كتير. كلما بشوفك، بحس إنه في شيء مش عادي بينا."
عابد توقف عن الحديث، كأنه يفكر في كلماتها. كانت تلك أول مرة يشعر فيها أنه هناك شيء يربطه برباب، شيء مختلف عن الصداقات المعتادة.
بعد فترة من الصمت، قرر عابد أن يكسر الجليد، وقال بحذر: "رباب، مش عارف لو كان ده الوقت المناسب علشان أقولك، لكن... أنا فعلاً معجب بيكي. مش مجرد إعجاب عابر، دايماً بحس إن في حاجة بتربطني بيكي من زمان."
رباب نظرت له بدهشة. كانت كلمات عابد صادقة وواضحة، لكنها لم تكن متوقعة. على الرغم من المشاعر التي بدأت تتطور في قلبها، إلا أنها كانت تحاول أن تظل حذرة، حتى لا تكون مشاعرها مجرد اندفاع.
رباب بصوت خفيض: "عابد... أنت عارف إني معجبة بيك من زمان، بس الموضوع مش سهل. إحنا الاثنين لسه مش عارفين بعض كويس، والوقت ده كله ضاع وسط الدراسة والمشاغل."
عابد بصدق: "عارف، لكن دا مش هيغير حاجة. أنا لسه هنا، ومستعد أتعرف عليكي أكتر. مفيش حاجة هتخليني أتراجع."
رباب أغمضت عينيها للحظة، تفكر في كلمات عابد. كانت تعرف أن علاقتها به لن تكون سهلة، لكنها في الوقت نفسه لم تستطع إنكار مشاعرها التي كانت تكبر في قلبها. قررت في النهاية أن تفتح قلبها، وقالت: "أنت شخص عزيز عليا. ودي أعرف أكتر عنك. يمكن ده الوقت المناسب نبدأ نتعرف على بعض بطريقة مختلفة."
عابد ابتسم بلطف وقال: "ماشي، خلينا نبدأ من هنا، خطوة بخطوة."
منذ تلك اللحظة، تغيرت العلاقة بينهما. لم يعد اللقاء بينهما مجرد صداقات بسيطة أو محادثات عابرة. أصبح كل لقاء بينهما يحمل مشاعر جديدة، وتبادل للأفكار والمشاعر العميقة التي لم تكن قد ظهرت من قبل. كانوا يمضون الوقت معًا يتبادلون الأحلام والطموحات، ويتحدثون عن المستقبل الذي كانوا يرغبون في بنائه سويا.
في أحد الأيام بعد محاضرة طويلة، كان عابد و رباب يمشيان سويًا في الحديقة الجامعية، متأملين الطقس الجميل وأشعة الشمس التي تتسلل بين الأشجار. كان الحديث بينهما مستمرًا، لكن بدا أن هناك شيئًا ثقيلًا في قلب عابد، وكان ينتظر اللحظة المناسبة ليقول لرباب ما يشغل باله.
عابد: "رباب، في حاجة مهمة نفسي أتكلم معاك فيها."
رباب، التي كانت تمشي بجانبه مبتسمة: "إيه اللي شاغل بالك؟ ، دايمًا فاضي في قلبك شيء ومش بتقول."
عابد توقف عن المشي ونظر لها بجدية، وقال بصوت هادئ: "أنا عارف إننا في بداية الطريق، وعارف إن كل واحد فينا عنده أهداف وطموحات لازم نركز عليها."
رباب ابتسمت بهدوء وقالت: "صح، الكلية واخدة كل تفكيرنا، وكل لحظة بنركز فيها على المستقبل، وخاصة بعد التخرج."
عابد بتمعن: "بالضبط، بس الموضوع مش عن الدراسة بس. في حاجة في قلبي مش قادر أخبيها أكتر. أنا بفكر فينا، فيكِ إنتِ. بس... لازم نكون صريحين."
رباب توقفت فجأة، وقالت بحذر: "إيه اللي عايز تقوله بالضبط؟"
عابد أخذ نفسًا عميقًا، وابتسم بحزن خفيف: "رباب، إحنا بنعرف بعض من سنين دلوقتي، وكلما الوقت بيعدي، كلما مشاعري ليكِ بتزيد. بس أنا عارف كمان إنه لازم يكون في ترتيب الأمور.. لازم نتخطب "
في تلك اللحظة، نظرت رباب إلى عابد بعينين مليئتين بالثقة والهدوء، وهي تعرف تمامًا ما يعنيه هذا القرار. ابتسمت قليلاً، ثم قالت بحسم:
رباب: "عابد، إحنا لسه في بداية الطريق وكل واحد مننا عنده طموحات كبيرة قدامنا. أنا وريحانة لازم نركز في دراستنا ونحقق أهدافنا الأولى، وبعدين نقدر نفكر في الخطوات اللي جاية."
عابد وقف لحظة وكأنه يحاول استيعاب كلماتها، كانت له بعض المخاوف الداخلية من تأجيل الخطوة الرسمية بينهما، لكنه في نفس الوقت كان يدرك تمامًا حكمة كلامها.
عابد: "أنا فاهم كلامك يا رباب، بس أحيانًا بحس إن الوقت بيمر بسرعة، وأخاف نبعد عن بعض واحنا مش واخدين خطوة رسمية. لكن في نفس الوقت، عارف إننا لازم نكون مستعدين للخطوة دي في الوقت الصح."
رباب: "أنا مش شايفة إننا بعيد عن بعض. بالعكس، كل حاجة بينا واضحة ومتينة. إحنا مش محتاجين نأخذ خطوة رسمية دلوقتي عشان نثبت لأي حد إننا مع بعض. المهم إننا نكون فاهمين بعض، وكل واحد يحقق أهدافه، وبعد ما نتخرج أنا وريحانة، هنقدر نفكر في المستقبل سوا."
عابد ابتسم، ثم أخذ نفسًا عميقًا وقال: "أنت عندك حق. إحنا مش مستعجلين على حاجة. لو ربنا كتب لنا حاجة هتيجي في وقتها، وإن شاء الله هنتخرج كلنا مع بعض."
رباب، وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة رقيقة، أجابت: "أنا معاك دايمًا يا عابد، وفي كل خطوة هنكون جنب بعض. بس أهم حاجة دلوقتي هو النجاح والتخرج."
عابد، وقد شعر براحة بعد تلك الكلمات، أومأ برأسه وقال: "متفقين. ودي أعيش اللحظة دي معاكِ، وأنتِ دائمًا بتساعديني أكون أفضل، وده أهم حاجة بالنسبة لي."
رباب: "وأنت كمان يا عابد. إحنا مع بعض لحد ما نتخرج، وبعدين كل حاجة هتكون واضحة. المهم إننا نفضل دايمًا فاهمين إن هدفنا واحد، ومستقبلنا مع بعض."
كان كل شيء بينهما واضحًا الآن، ولم يعد هناك شك أو قلق في قلوبهم. اتفقا على الانتظار، مع إيمان تام بأن الأيام القادمة ستفتح لهم أبوابًا جديدة، ويحققان معًا ما كانوا يطمحون إليه.
كانت ريحانة، التي كانت قريبة من عابد ورباب منذ البداية، دائمًا حريصة على أن تكون جزءًا من لحظات حياتهم. في هذا اليوم، كانت تراقب الموقف عن كثب، تحمل في قلبها مشاعر مختلطة بين السعادة والطمأنينة. كانت تعرف تمامًا مدى الحب الذي يجمع بين عابد ورباب، وكانت تشعر أن هذا الحب ليس مجرد مشاعر عابرة، بل هو شيء عميق ومستدام.
عندما كان عابد يتحدث عن تأجيل الخطوة الرسمية، كان يبدو عليه التردد قليلاً. لكن رباب، كعادتها، كانت حكيمة وواثقة، وكانت تعرف أن الوقت ليس مناسبًا بعد. كانت ريحانة تراقب عن كثب هذه اللمحات الصغيرة بينهما، وتحس بكل كلمة، بكل نظرة، وتدرك أن هذا الحب يحتاج إلى الصبر والنضج ليكتمل.
أثناء حديثهما، اقتربت ريحانة منهم ببطء، وجاءت لتقف بجانب عابد، وضعت يدها على كتفه وقالت له بابتسامة هادئة:
ريحانة: "أنا شايفة إنك مرتاح، يا عابد. لو ده كان قرارك، فأنا معاك. بس المهم إنك تكون مرتاح وتأكد إنك هتكون مستعد لخطوات أكبر في المستقبل."
عابد نظر إليها ثم ابتسم بلطف وقال: "أنتِ دايمًا هنا، ريحانة، كلما كنت محتاج توجيه. لكن رباب عندها حق، إحنا لازم نستنى شوية لحد ما نكون كلنا جاهزين."
رباب، التي كانت تستمع إلى الحديث، نظرت لريحانة وقالت: "أنتِ عارفة إننا مش هنقدر نكمل لو ما كانش في دعم منكم أنتم الاتنين. الدعم ده مهم لينا، خاصة منكم يا ريحانة. نحن مع بعض، ونقدر نواجه أي تحدي سوا."
ريحانة بابتسامة دافئة: "أنا دايمًا هنا، سواء في أوقات الفرح أو التحديات. مهم إنكم تحسوا إنكم مش لوحدكم. أحبكم كلكم، وأتمنى لكم كل خير."
كان الموقف مليئًا بالحب والتفهم، وكان حديثهم يعكس الاحترام المتبادل والتعاون. كانت ريحانة تشعر براحة لأنها تعرف أن حب عابد ورباب لن يزول، بل سيستمر ويتطور مع مرور الوقت.
كان عابد دائمًا يحاول أن يظهر حبه لرباب بطرق بسيطة ولكن مؤثرة. لم يكن يهتم بالمظاهر أو بالكمال، بل كان يحب أن يظهر لها تقديره من خلال هدايا صغيرة ولكن مليئة بالمعنى. في كل مناسبة أو حتى بدون مناسبة، كان يختار هدية بعناية تُعبّر عن اهتمامه.
في إحدى المرات، بينما كانت رباب في فترة امتحاناتها، قرر عابد أن يفاجئها بهدية خاصة. ذهب إلى محل لبيع الكتب المميزة واخترى لها كتابًا مليئ بالمعلومات الطبية ، كان يحتوي على معلومات جديدة ومثيرة تهمها كطالبة في كلية الطب. كتب على أول صفحة في الكتاب رسالة قصيرة ولكن مليئة بالمشاعر: "لكِ من قلب يحبكِ، وكلما تعلمتِ أكثر، زاد إعجابي بكِ. استمري في التفوق، حبيبتي."
في اليوم التالي، بينما كانت رباب جالسة في المكتبة، وجدت الكتاب على طاولتها. عندما فتحت الكتاب وقرأت الرسالة، امتلأت عيناها بالدموع، وكان قلبها ينبض بالسعادة. نظرت إلى الكتاب بتأمل، ثم رفعت رأسها لتجد عابد واقفًا أمامها مبتسمًا، وهو يراقبها من بعيد.
رباب بتأثر: "عابد... إزاي عرفت إني كنت محتاجة لكتاب زي ده؟"
عابد إبتسم بحنان: "أنا عارف كل حاجة عنكِ، وعن اهتماماتك. ده أقل حاجة ممكن أعملها عشان أدعمك في مشوارك. أنتِ هتكوني أفضل الطبيبات يومًا ما، وأنا عايز أكون دايمًا معاكِ في كل خطوة."
رباب بتأثر: "أنا مش عارفة أقولك إيه... الكتاب ده أكتر من مجرد هدية، ده يعني لي كل حاجة. أنت عارف إزاي تجعل كل لحظة ت
أمر بيها أفضل."
عابد بضحك: "أنا مش عايز غير إنك تكوني سعيدة. وأنتِ في عينيّ دايمًا الأفضل."
كانت تلك اللحظة نقطة فارقة في علاقتهما، فقد شعر كلاهما أن هذا الحب لم يكن مجرد كلمات، بل كان ترجمة فعلية لاهتمام حقيقي ودائم. ولكن لم يكن عابد يكتفي بهدية واحدة، فمع مرور الوقت كانت المفاجآت تتوالى.
في عيد ميلاد رباب، أهدى لها ساعة يد أنيقة من الذهب الخالص باهظة الثمن، مزيج بين البساطة والأناقة، وقال لها برفق: "الوقت معاكِ هو أثمن شيء عندي. هذه الساعة ستكون تذكيرًا لنا بأن كل لحظة تمر، نحن نقترب من أهدافنا أكثر."
رباب، التي كانت تعشق الهدايا ذات المعنى، ردت بابتسامة عميقة: "أنت أكتر شخص في الدنيا بيعرف يختار الهدايا اللي تدخل القلب على طول. مش لازم يكون في مناسبة، كل يوم بيكون يوم مميز معاك."
كان عابد لا يتوقف عن مفاجأتها بتلك الهدايا التي تحمل مشاعر حقيقية. حتى في أصغر المناسبات، كان يختار لها أشياء تمس قلبها وتعبّر عن اهتمامه. وكان دائمًا يذكرها بأنها ستظل دائمًا حاضرة في قلبه، مهما كانت الظروف.
هكذا كانت علاقة عابد ورباب، مليئة باللحظات الصغيرة التي تبني أساسًا قويًا للحب الحقيقي، حيث لم تكن الهدايا مجرد أشياء مادية، بل كانت عبارة عن رسائل حب وتقدير، تعبيرًا عن مدى التفاهم والرغبة في أن يكون كل طرف دعمًا للآخر في كل مراحل الحياة.
عابد كان دائمًا يحب أن يرى رباب في أفضل حال، وكان يسعى لإسعادها بأي طريقة ممكنة. بعد فترة من الوقت، بدأ يلاحظ مدى اهتمامها بالأزياء والموضة، خصوصًا عندما كانت تشارك معه رأيها في أحدث التصاميم والألوان. كان يعرف أنها تحب أن تكون دائماً في مقدمة الموضة، لكن بنفس الوقت كانت تحرص على اختيار ملابس تناسب شخصيتها البسيطة والراقية في آن واحد.
في يوم من الأيام، قرر عابد أن يفاجئ رباب بشيء لم تتوقعه. ذهب إلى أحد المراكز التجارية الكبيرة التي تضم ماركات عالمية، وبدأ يتجول بين المتاجر باحثًا عن ملابس تناسب ذوق رباب الرفيع. كان يعلم أن الذوق الرفيع لا يتعلق فقط بالتصميم، بل بالمزيج بين الأناقة والراحة. اختار لها عدة قطع من ماركات عالمية، سواء كانت فساتين أنيقة لمناسبات خاصة، أو ملابس كاجوال تناسب يومياتها الجامعية.
في أحد الأيام، بينما كانت رباب جالسة في غرفتها تذاكر، فوجئت بزيارة مفاجئة من عابد.
دخل وهو يحمل عدة أكياس كبيرة مليئة بالملابس. رباب، التي لم تكن تتوقع هذا، نظرت إليه بدهشة.
رباب بابتسامة خفيفة: "إيه ده؟! إنت جبت كل ده منين؟"
عابد وهو يبتسم ويضع الأكياس أمامها: "ده هدية ليكي... عارف إنك بتحبي الموضة، فقلت ليه ما جبتلكيش حاجات جديدة؟"
رباب مندهشة ولكنها تبتسم: "عابد، ده مش معقول! إنت عارف قد إيه أنا بحب الملابس دي؟! ازاي اخترتها؟"
عابد بفخر: "أنا عارف كل حاجة عنكِ... عارف كل الألوان اللي بتحبيها، وكل الماركات اللي بتفضليها. وكل قطعة جبتها ليكي بتعبر عن جزء من شخصيتك."
رباب بحب وتقدير: "أنا مش قادرة أصدق. دي ماركات عالمية، وإنت جبتها لي من غير ما تطلب مني أو حتى تعطي إشارات. مش عارفة أقولك إيه."
عابد وهو يبتسم بتواضع: "مفيش حاجة... أنا بس عايزك تكوني دايمًا مبسوطة. ولو الملابس دي هتخليك تحسي بالسعادة، أنا هكون مبسوط أكتر."
رباب نظرت للأكياس مرة أخرى، ثم فتحتها واحدة تلو الأخرى، وكل قطعة كانت تحاكي ذوقها بدقة. فساتين راقية، وتيشيرتات أنيقة، وجواكت من الجلد الفاخر، كلها كانت تتناغم مع شخصيتها الجميلة.
رباب بتأثر: "أنت دايمًا تعرف تختار الصح... أنا مش عارفة أقولك إيه. دي مش هدايا بس، دي مشاعر حقيقية. أنا مش قادرة أصدق إنك عملت كده عشان تسعدني."
عابد بابتسامة دافئة: "كل شيء ليكي، وكل شيء أعمله ليكي هو مجرد تعبير عن حبي ليكي. وإنتِ تستحقين كل شيء حلو في الدنيا."
كانت تلك الهدية بمثابة رسالة قوية من عابد لرباب، تؤكد مدى اهتمامه بها ورغبته في أن تكون دائمًا سعيدة ومتألقة. ولم تكن تلك الملابس مجرد أشياء مادية، بل كانت تعبيرًا عن الحب والدعم المستمر.
مع مرور الوقت، أصبح عابد دائمًا ما يفكر في كيفية جعل رباب تشعر بالسعادة والاهتمام. لم تقتصر هداياه على الملابس فقط، بل قرر أن يذهب إلى أبعد من ذلك ويعبر عن حبه بطريقة أكثر خصوصية. فبعد تفكير طويل، قرر أن يشتري لها مجموعة من المجوهرات الثمينة التي تليق بذوقها الرفيع وتعكس عمق مشاعره تجاهها.
في أحد الأيام، قرر عابد أن يفاجئ رباب بطريقة مختلفة. ذهب إلى متجر المجوهرات الفاخر، الذي يبيع قطعًا مميزة من الألماس والذهب، واختار لها مجموعة رائعة من المجوهرات التي ستظهر جمالها بطريقة ساحرة. اشترى لها عقدًا من الألماس الأبيض، وأقراطًا ذهبية ناعمة، بالإضافة إلى خاتم مزين بأحجار كريمة تلمع ببريق خاص. كان يعلم أنها تحب الأناقة الهادئة التي لا تتعدى حدود الذوق الرفيع.
في مساء أحد الأيام، جلس عابد مع رباب في الحديقة الخلفية لمنزلها، حيث كان الجو هادئًا والسماء صافية. قرر أن يقدم لها المفاجأة التي كان يخبئها لها منذ أيام. عندما جلسا معًا، أخرج عابد صندوقًا صغيرًا من جيبه، وفتحته ببطء أمام عيني رباب.
رباب بدهشة: "إيه ده؟! إيه المفاجأة دي؟"
عابد وهو يبتسم بحب: "ده ليكي، عشان تعبر عن جزء من حبي ليكي. مش هتكوني بس ملكة في عيوني، لكن كمان في كل لحظة حياتنا معًا."
رباب بدهشة واضحة في عيونها: "عابد، دي مش هدايا عادية! ده أنا مش قادرة أصدق... ده الألماس؟! ده مش معقول!"
عابد يضحك بهدوء: "أنا عارف إنك بتحبي المجوهرات الهادئة والراقية. فكرت إن الحاجات دي هتكون حاجة بسيطة تعبر عن حبنا بشكل أكتر خصوصية."
رباب وهي ممسكة بالقلادة والأقراط، وعيناها تلمعان بالدموع: "أنا مش عارفة أقولك إيه... الكلمات مش هتقدر تعبر عن قد إيه أنا ممتنة ليك. دي مجوهرات رائعة، وأنت رائع أكتر."
عابد بحب عميق: "أنت تستحقين كل شيء جميل، كل شيء ممكن. كل ما أفعله ليكي هو مجرد تعبير عن مشاعري ليكي. المجوهرات دي مش مجرد قطع من الذهب أو الألماس، دي ذكرياتنا معًا، وكل لحظة حب عشناها."
رباب (وهي تبتسم بتأثر، وقلبها مليء بالحب): "أنا مش قادرة أصدق... أنت مش بس بتعبر عن حبك بالكلمات، لكن بالأفعال كمان. كل هدية منك ليّ مش بس حاجة مادية، دي رسالة عن مدى حبك ليا."
عابد بحب وسعادة: "إنتِ أغلى من أي شيء في الدنيا، وكل شيء أفعله ليكي هو مجرد بداية لحياة طويلة مليئة بالحب والاهتمام."
في تلك اللحظة، شعرت رباب أنها أغنى إنسانة في العالم، ليس بالمجوهرات فقط، ولكن بحب عابد العميق الذي كان يظهر في كل كلمة وكل هدية. كانت المجوهرات مجرد رمز للحب المتين بينهما، لكنها كانت أكثر من ذلك بكثير؛ كانت ذكرى لحب نادر، لا يمكن للكلمات أن تعبر عنه.
في أحد الأيام، بينما كانت رباب تجلس في منزلها تراجع بعض الملاحظات الدراسية على اللابتوب الخاص بها، بدا لها أن الجهاز بدأ يظهر عليه علامات الضعف. كان الجهاز يعمل ببطء، وتوقف كثيرًا، وكان يتعطل بشكل مفاجئ أثناء محاولتها فتح الملفات أو التنقل بين التطبيقات. شعرت بالإحباط، خاصة وأنه كان جهازًا قديمًا، وكان يعيقها في دراستها كثيرًا.
رباب (وهي تنظر إلى اللابتوب بتعجب): "إيه ده؟! مفيش حاجة بتشتغل كويس، ده أنا مش قادرة أخلص شغل حتى!"
عندما لاحظ عابد أن رباب كانت شاردة بعض الشيء، سألها بلطف عن السبب، فبادرت بمشاركة مشكلتها معه.
رباب: "أنا مش عارفة أخلص شغلي على اللابتوب ده، بقى قديم جدًا وبيهنج طول الوقت. بجد مش عارفة أعمل إيه!"
عابد بتفكير: "ممكن لو عايزة نشتري لك جهاز جديد؟ ده مش لازم يكون عبء عليك، وأنا ممكن أساعدك في الموضوع ده."
رباب مستغربة: "إيه؟! بس ده مش لازم يا عابد، الجهاز ده مش مكلف قوي، وده مش حاجة كبيرة يعني..."
عابد بحسم: "أنا مش هخليك تشيلي هم حاجة، لو إنتِ بتحتاجي جهاز جديد، فأنا هجيبه لك. ده جزء من اهتمامي بيكي."
رباب بتردد: "إنت متأكد؟ بجد مش عايزة أكون عبء عليك."
عابد بابتسامة: "مفيش عبء بينا، أنتِ أهم من أي حاجة تانية. خليني أجيب لك جهاز جديد يناسب احتياجاتك ويريحك في شغلك."
وبعد عدة أيام، في صباح يوم مشمس، وقف عابد أمام باب منزل رباب حاملاً حقيبة كبيرة. رباب لم تكن تتوقع أن الهدية ستكون جهاز لابتوب جديد، وعندما فتحت الباب، كانت مفاجأتها كبيرة.
عابد وهو يبتسم: "أعتقد أن جهازك القديم محتاج للتغيير، فده جهاز جديد بأحدث إصدار."
رباب وهي تفاجأت تمامًا: "عابد! إنت جبت لي جهاز جديد؟! ده حاجة كبيرة قوي! مش عارفة أقولك إيه."
عابد بابتسامة واسعة: "أنا عارف قد إيه الشغل مهم ليك، وده جهاز هيساعدك تخلصي شغلك بشكل أسهل وأسرع. ده مجرد شيء بسيط علشان تسعدي."
رباب (بتأثر شديد): "أنا مش قادرة أصدق! عابد، ده أكتر من اللي كنت أتوقعه! مش عارفة إزاي أشكرك."
عابد برقة: "الهدية مش هي اللي بتهم، المهم هو إنك تكوني مرتاحة وسعيدة. لو احتاجتي أي حاجة تانية، أنا موجود."
رباب (وهي تدمع من شدة التأثر): "أنا ممتنة ليك جدًا يا عابد. بجد مش قادر أصدق قد إيه أنتِ حريص على سعادتي وراحتي. مش بس في الحاجات الكبيرة، حتى في التفاصيل الصغيرة، دايمًا كنتِ معايا."
وكان ذلك اليوم علامة فارقة في علاقتهم. عابد كان دائمًا يظهر اهتمامه ورعايته لرباب، سواء كانت تلك الاهتمامات صغيرة أو كبيرة. لكن ما جعلها أكثر تقديرًا له هو أنه كان يعاملها كأولوية في حياته، ويبحث دائمًا عن طرق تجعلها تشعر بالراحة والسعادة.
رباب وهي تجلس أمام الجهاز الجديد: "أنا مش عارفة أبدأ منين. الجهاز ده هيساعدني كتير في دراستي وفي شغلي."
عابد بابتسامة دافئة: "أنا سعيد إنك مبسوطة. ده أقل حاجة أقدر أعملها علشان أشوفك مرتاحة."
في تلك اللحظة، كان حبهما يكبر أكثر، ويزداد عمقًا. كانت رباب تشعر بأن عابد ليس فقط الشخص الذي تحبه، بل هو أيضًا الشخص الذي يقدم لها الدعم الحقيقي والاهتمام في كل جوانب حياتها.
و ليست هي فقط لكنه أحضر لوالديها و أخواتها الصغار هدايا كثيرة و قيمة
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا ممدوح، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية