-->

رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 26 - 2 - الأحد 2/2/2025

 

  قراءة رواية لعبة قلب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية لعبة قلب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني


الفصل السادس والعشرون

2

تم النشر الأحد

2/2/2025



عادت (أسما) من العمل إلى المنزل حيث كانت تشعر بالأرهاق والتعب دخلت بهدوء باحثة عن زاوية تستطيع فيها أن تلتقط أنفاسها بعيدًا عن صخب اليوم لكن ما إن رفعت عينيها حتى وقع بصرها على (حاتم) جالسًا في الصالة ينتظرها بصمتٍ عميق ..

توقفت في مكانها وسرعان ما اتسعت عيناها وهى متفاجئة لم تتوقع وجوده هنا شعرت بشيء من الدهشة لكنه نوعٌ من الدهشة التي يُخالطها شعور بالفرحة كأنَّ تعبهَا وجد ملاذًا هادئًا في حضوره ..

ابتسم (حاتم) بهدوء وكانت نظرته تخبرها بأنه يُدرك تمامًا مدى الإرهاق الذي تشعر به ربما لم يقل شيئًا لكن وجوده اثر قلبها و اشعرها بالراحة لأنه بدء يهتم بها ولوجودها فى الفترة الأخيرة ..

رمشت بعينيها وهى لا تعلم ان كان سبب حضوره حقا ليراها فسألته

-  انت ايه جابك هنا ؟!

عقد حاجبيه بدهشة من سؤالها ذاك وقال ببرود

- جاى لخالى عندك مانع

عقدت يدها نحو صدرها وهى تقول بخبث 

- اه خاااالك ... طيب هدخل أنا انام شوية تعبت من الشغل النهاردة 

اضيقت عينيه البنية بغيظ شديد وتمتم قائلا

- نامى نامت عليكى حيطة يا بعيدة

قرأت حركة شفتيه ببراعبة وعلمت ما يقول فابتسمت قليلا فى تلك اللحظة اتى والداها وهو يقول

- يلا يا (حاتم) عشان تتغدا معانا 

ثم نظر إلى (أسما) واردف قائلا

- وانتى يا (أسما) غيرى هدومك وتعالى عشان تاكلى معانا 

- حاضر يا بابا

ابتسم (حاتم) وهو يراها مطيعة هكذا لأول مرة فهى لا تأبه أحد ولا تخاف من أحد إلا والداها .. دلفت إلى غرفتها وبدلت ملابسها ثم جلست تتناول الطعام مع والدها ووالدتها و (حاتم) وظلوا يتحدثون فى أمور شتى حتى قال (حاتم) موجها حديثه نحو (أسما)

- عرفت مين اللى بيبعتلك الرسايل واحد اسمه (نادر محمد السيد)

ظلت تفكر (أسما) وكأنها قد استمعت لذلك الأسم من قبل ثم قالت

- ايه ده انا سمعت الإسم ده قبل كده

ثم اردفت وقد تذكرت من هو 

- اه .. اه ده (نادر) كان معايا فى الجامعة والأول على دفعتى كمان .. ياااه ولا كان يبان عليه أنه معجب بيا .. تصدق عمرى ما حسيت مع انى قابلته كذا مرة فى النادى بعد التخرج بس واضح أنه خجول 

ابتسمت (أسما) وهي تتحدث عن (نادر) بكل عفوية وبدت عيناها وكأنها تسترجع ذكرياتهم فى الجامعة سويا بينما كانت تلتقط قطع الطعام بشوكتها دون أن تدرك أن هناك عاصفة من الغيرة قد بدأت في عيني (حاتم) كانت نظرته تزداد صلابة تدريجيًا وكأنما تحولت إلى وميض من الغضب المكبوت ويده تشددت على الشوكة التي كاد أن يطويها من شدة ضغطه

توقف عن تناول الطعام لوهلة ثم رفع حاجبيه ببرود وهو يحاول إخفاء غيرته وقال بلهجة ساخرة

- الأول على الدفعة اه 

رفعت (أسما) نظرها نحوه ببساطة غير مدركة لما يدور بداخله وأجابت وهي تبتسم

- اه هو شخص محترم جدًا وذوقه عالي بصراحة لازم أتنازل عن المحضر

كانت كلمتها الأخيرة كفيلة بزيادة غضبه فابتسم ابتسامة جافة قبل أن ينظر إلى طبق الطعام ليقول بصوت مسموع

- مش هتنازل انا عن المحضر .. ازاى يعنى يضايقك برسايله وبعدين هو خد تحذير بعدم التعرض ليكى بأى شكل من الأشكال

لاحظت والدتها تغيير ملامح (حاتم) فقالت

- مالك يا (حاتم)؟ مش بتاكل ليه؟

هز رأسه بحركة صغيرة وهو يحاول التماسك وقال

- لا لا... باكل اهو .. بس سرحت فى الكلام شوية

ابتسمت (أسما) ابتسامة بريئة وقالت

- يا (حاتم) عادي يعني .. إحنا كنا زملاء مش معقول اعمل فيه محضر

رمقها بنظرة لا تخلو من الحدة وقال بلهجة متهكمة

- أنا قلت مش هتنازل

تحركت الشوكة في يده بحركة سريعة لدرجة أنه كاد يثقب بها صحن الطعام بينما (أسما) كانت تفهم السبب وراء رد فعله فوواصلت تناول الطعام بلا اهتمام تاركة (حاتم) يكاد يشتعل من الغيرة المكتومة حتى يقوم بالأعتراف بحبه لها فهى لن تأخذ الخطوة الأولى ابدا ..

فى حين كان ينظر كل من والد ووالدة (أسما) إلى بعضهم البعض وقد فهموا أن (حاتم) قد بدء فى الأهتمام بإبنتهم ..

وما أن انتهوا من تناول الطعام حتى اخذت (أسما) كوبين من الشاى وذهبت تجاه الشرفة نحو (حاتم) الذى ما أن رأها حتى نهض عن مكانه و اخذ منها كوبين الشاى ووضعهم على الطاولة ثم نظر فى عينيها بغيظ شديد وهو يقول

- بقى عاوزة تتنازلى يا سمسمة عن المحضر عشان خاطره

ازدردت ريقها بصعوبة حين سمعته يقول لها (سمسمة) لأول مرة فلم تتوقع أنه سيناديها فى يوم بذاك الأسم ابدا ابتسم هو ابتسامة خفيفة فهو يعلم مدى عشقها له وأثر وقع تلك الكلمة عليها فقالت هى متلعثمة

- م ..مش قصدى يا (حاتم) .. أنا بس شايفة أنه ملوش لزوم المحضر مادام طلع شخص اعرفه ممكن اساوى معاه المشكلة بهدوء من غير محاضر

عض (حاتم) شفتاه بغيظ شديد ثم قال بغضب

- واولع أنا .. مش كده

- ليه بس يا (حاتم) .. أنا مقدرش على زعلك بجد

هدء قليلا ثم قال بنبرة حازمة

- مش هتنازل عن المحضر

اخذت كوب الشاى من أعلى الطاولة ورارتشفت منه القليل ثم نظرت فى عينيه فلم تعد تفهمه اهو يخاف عليها لأنها قريبة له ام انه يكن لها بعض المشاعر اخذت نفس عميق ثم قالت

- زى ما تحب يا (حاتم) .. بس أنا لازم أوجهها ده كان زميل ليا مهما كان ومينفعش اقف قصاده كده

ضرب (حاتم) قبضة يده على سور الشرفة بغيظ شديد من تلك البلهاء التى لا تفهم مشاعر الغيرة الخاصة به هزت (أسما) رأسها بآسى على غروره الذى يمنعه من الأعتراف بالحب أن كان يحبها حقا ولكنها ستبقيه هكذا حتى يعترف هو اولا ...

❈-❈-❈

فى ظهيرة اليوم التالى ..

بعد يوم طويل من الإرهاق والضغوط دخلت (ليلى) بغرفة الاجتماع بوجه مرهق وعينين شاردتين حيث تشعر بالتوتر بداخلها تشعر أن قلبها ينبض بسرعة أكبر مما تستطيع تحمله وفي لحظة استسلام قررت أن تأخذ احدى الحبوب المسكنة كانت قد وضعتها في حقيبتها مسبقاً ..

أخرجت الحبة وتناولت كوب من ماء لتبتلعها وهي تتمنى أن يساعدها تأثيرها على تخفيف ثقل اليوم والصداع الذى تشعر به فى رأسها لكن (ليلى) لم تكن تعلم أن الحبة التي أخذتها لم تكن حبوب مسكنة فقد استبدلها أحد الخدم في بيتها بحبوب هلوسة دون أن تدري ..

بعد مدة من الوقت ليست بالكثير  بدأت (ليلى) تشعر بتغير غريب ملامح الحاضرين بدأت تبدو غريبة ومشوشة وكأنهم فى حفل وليس إجتماع أصواتهم تذوب وتتداخل  شعرت أن الأصوات من حولها مشوشة ابتسمت بشكل غير معتاد دون رغبتها حتى  وكانت تدور عيناها في أنحاء الغرفة كأنها تتبع أشياء لا يراها أحد سواها ..

حاول أحد موظفيها لفت انتباهها قائلا

- استاذة (ليلى) ممكن نركز في النقطة دي؟

 لكنه وجدها تحدق فيه بفضول وكأنها تراه لأول مرة وكأنها لا تدرك مكانها لكنها تبتسم بلا مبالاة حاول زملاؤها فهم ما يحدث معها فتبادل أحدهم نظرة قلق مع الآخر بينما تهمس أخرى 

- هي كويسة؟

في لحظة تغيرت ملامح (ليلى) إلى الجد فجأة حيث شعرت بألم غريب أسفل بطنها توقفت عن الأبتسام وبدأت تضع يدها على بطنها محاولةً منها فى التماسك لكن الألم كان يزداد كأنه ينبض بقوة أكبر حاولت الوقوف لكنها شعرت بدوار شديد اجبرها على الجلوس مجددًا ممسكةً ببطنها وهي تهمس بصوتٍ مرتجف

- محتاجة دكتور

اقترب منها أحد الموظفيين ليساعدها على التماسك بينما اتصل الآخر بالطبيب بقلق وكانت (ليلى) تنظر إلى زملائها وموظفيها بعيون مترنحة محاولة فهم ما يدور حولها وكأنها على وشك فقدان السيطرة على نفسها وهى تشعر بالدوار  ..

يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة