رواية جديدة طُياب الحبايب مكتملة لرضوى جاويش اقتباس الفصل 26 - الإثنين 21/4/2025
قراءة رواية طُياب الحبايب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية طُياب الحبايب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رضوى جاويش
اقتباس
الفصل السادس والعشرون
تم النشر الإثنين
21/4/2025
الرسلانية ١٩٣٦..
تعالت زغاريد توحيد المتعاقبة والتي لم تتوقف عن تكرارها حتى انقطعت أنفاسها في فرحة غامرة، وهي تحتضن ولدها مختار، وابن أخيها فضل الله، في قلب بهو السراي، بعد أن ظهرت نتيجة البكالوريا.. هاتفة في فخر: الله أكبر عليكم، عيني عليكم باردة، حصوة فعين اللي نضركم ومصلاش ع النبي..
هتف سعد ووهدان في هوادة، وتبعتهما أنس الوجود: اللهم صل وسلم وبارك عليه..
لتستطرد توحيد في عزة وهي تشير للشابين تميل نحو أنس قائلة: بقوا شباب يفرح العين يا برنسيسة، ربنا يحفظهم..
أكدت أنس في نبرة معتزة، وهي تتطلع للشابين في محبة: الله يبارك فيهم ويحفظ يا توحيد..
ليهتف سعد متسائلا: هااا يا أفندية، ناووين على مدرسة ايه!..
هتف فضل الله في لهفة: الحجوج.. طبعا الحجوج..
هتف سعد في فخر: هو ده الكلام، دي بيتخرچ منها الوزرا والقضاة.. وأنت يا مختار!..
أكد مختار في هدوء: لا، أنا ناوي ع الحربية..
هتفت توحيد في صرخة فرحة: هتبجى ظابط يا مختار، واعلج لك النياشين على صدرك بيدي!..
هتف مختار باسما: بس يجبلونا يا أمي.. دي مدرسة مش أي حد يدخلها..
هتف وهدان مبتسما: ربنا يخليلنا جناب سعد باشا نايب ديرتنا فالبرلمان، وكل الوفديبن دلوجت كلمتهم مسموعة ولها شنة ورنة، وخصوصي بعد ما مصطفى باشا النحاس ما مضى الاتفاجية بتاع ٣٦ دي، وأسهم الوفد عليت جوي، ولا ايه يا سعد باشا!..
هتف فضل محتدا، ما أن جاء وهدان على ذكر اتفاقية ٣٦، معترضا: وهي دي اتفاقية ترضي حد!.. ده استقلال اسمي لمصر، ومفيش تنفيذ.. الإنجليز بيضحكوا علينا بكلمتين مكتوبين نفرح بهم، وهم جاعدين على جلبنا بچبشهم، مبرطعين ف القنال، هو ده استقلال!..
ابتسم سعد مازحا: ادينا بدأناها، وصوت حضرة الافوكاتو اتسمع.. ومش هنخلصوا..
ثم توجه بالحديث لوهدان ردا على تدخله في الوساطة لابن أخته ليقبل بمدرسة الحربية: وإحنا نطولوا يبجى معانا ظابط فالحربية.. وكمان حضرة الافوكاتو!.. ده إحنا الحكومة كلها كده معانا..
رفعت توحيد من زغاريدها من جديد.. ليهتف فضل مقترحا: ما تاخد أنت كمان البهوية يا عمي وهدان!..
هتفت توحيد في لهفة: ايوه وليه لاه!.. وهم هيلاجوا احسن منك مين يدوه البهوية!..
قهقه وهدان: ايوه، مين يشهد للعروسة عاد!..
هتف سعد باسما: أها، فضل چاب الكلام التمام، ودماغه بجت بتطلع أفكار عال، تصدج والله فكرة زينة يا وهدان، ليه لاه!.. شوف كده وأني معاك.. واهي برضك أبو حضرة الظابط يبجى بيه رسمي كد الدنيا.. فارجة برضك..
ابتسم وهدان مهادنا: على جولك، ليه لاه!. نشوفوا الحكاية دي.. وبعدين هو إحنا عندينا كام حضرة ظابط!.. ما دام فالمصلحة نسعوا لها..
اندفع سميح ابن الثانية عشر لداخل السراي، ناشرا الفوضى والضجيج كعادته.. وفي أعقابه دخلت صفية التي كانت في نفس سنه تقريبا، تتهادى في رقة نحو مجلس الكبار، تضم كفها بكف أختها الصغرى وداد، قادمتان من الحديقة، حيث الأرجوحة التي أمر سعد بصنعها لهن، بالقرب من تعريشة العنب، التي يقبع تحت أذرعها الخضراء الممتدة.. مجلسه المفضل مع أنس الوجود، حين يسمح الطقس بالجلوس بالخارج، وتبدأ الكرمة في طرح عناقيدها الشهية..
اندفعت وداد في محبة صوب حضن سعد والدها، ليتلقفها في حنو بالغ، مجلسا إياها بأحضانه.. بينما هتفت صفية، تسأل بفضول في رقة فطرية: أنا سامعة زغاريد، نجول مبروك..
هتفت توحيد مفسرة في فرحة: ايوه، فضل هيدخل مدرسة الحجوج، ومختار هيجدم ع الحربية..
ابتسمت صفية بابتسامة صافية.. ولم تعقب إلا بكلمة واحدة: مبروك..
بينما هتف وهدان مازحا: وأني هجدم ع البهوية.. ومحدش أحسن من حد..
لينفجر الجميع ضاحكين.. بينما هتف سعد متسائلا: حد عرف حاچة عن معتوج واد الشيخ رضا!.. رچعو من مصر ولا لسه!.. مشفتهمش في صلاة العصر..
هتفت صفية مفسرة: مديحة أخته كانت معاي من شوية، وروحت.. جالت إن الشيخ رضا لسه راچع مع معتوج، والدكاترة جالوا له مفيش فايدة.. عينيه خلاص نظرها بيروح.. ودي حاچة ملهاش علاچ..
هتف سعد في شجن: لا حول ولا قوة إلا بالله، ده بجاله سنين على كده!..
أكد وهدان بحزن: الواد الحيلة نضره راح، الله يصبر جلبه، ويبارك له ف بته.. لساتها صغار، دي أصغر من سميح ولدي، وأهي شيلاهم من بعد تعب أمها..
تنهد سعد في شجن، موجها حديثه لوهدان: نبجى نعدو عليهم جبل صلاة المغرب.. نطمنوا ونطيب بخاطرهم..
هز وهدان رأسه موافقا، ليستطرد سعد مشيرا نحو فضل ومختار: وانتوا يا شباب، اعملو حسابكم هتاچو معانا، مش معتوج ده صاحبكم برضك! هو صغير عنكم هبابة، بس الله أكبر عليه.. حافظ القرآن كله.. ودماغه توزن بلد..
أكد فضل في حماس: معلوم يا چناب باشا.. أكيد هنكون معاكم..
ساد الصمت قليلا، إلا من ضجيج سميح، ليهتف سعد مقترحا: بجولكم إيه! ما تاچو ننزل على مصر، نجدم للعيال دي في مدارسهم، ونحضر حفلة الآنسة أم كلثوم، أهو الخميس الأول فالشهر مش بعيد، وتننا كلنا راچعين، بعد ما نطمن عليهم، ونظبط لهم الدنيا في بيت مصر الچديدة.. إيه رأيكم!..
هتفت أنس الوجود في سعادة: فكرة ممتازة سعد بيه..
بينما هتفت توحيد تستحث وهدان على الموافقة: ايه رأيك يا وهدان، نروحو!..
هتف وهدان في نبرة واهنة: ما نسمعوا الحفلة هنا ع الراديون يا توحيد!.. ده أني چايبه ليكي مخصوص عشان يسليكي.. تجولي نسافروا نسمعها!..
هتفت توحيد في دلال: عشان خاطري يا سي وهدان، بجالي زمن منزلتش مصر، ورايدة ابجى مع مختار لحد ما يدخل مدرسته واطمن عليه!.. جول آه..
هتف وهدان مهادنا: طب وماله، مجدرش أرفض لك طلب.. نروحو..
هلل سميح في صخب، لتهتف توحيد في حنق لتخرسه: اهو أنت بالخصوص هخدك لچل ما اسيبك فجفص الجرود فالچبلاية..
قهقه الجميع على أفعال سميح، وكذا على رد فعل توحيد التي ركضت خلفه لتخرسه..
يتبع...