رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 48 - السبت 5/7/2025
قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية نجمة أركان
الجزء الرابع من رواية فرعون
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الثامن والأربعون
تم النشر يوم السبت
5/7/2025
وصل شهاب لزينب الأول لأنه كان أسرع من معاذ وسألها بخوف:
-انتي كويسه؟
زينب:
-اه كويسه الحمد لله، معلش تعبتكم من غير داعي انا أسفه.
شهاب:
-لا ابدًا مفيش تعب بس فيه رعب وخوف ان يحصلك حاجة وحشه، على فكرة اكبر غلط خروجك من البيت لوحدك في الوقت دا، بس الظاهر إن كل البنات كده مهما الواحد حذرهم من حاجة لازم يعملوها.
زينب:
-الظروف هي اللي بتحكم والله.. انا عايزه اشوف بابا حد يوديني ليه.
شهاب بص وراه وشاف ناس جايه مصابه فقال لمعاذ:
-خدها يامعاذ انا هستني هنا هشوف الحالات دي.
اخدها معاذ اللي طول ماهما ماشين يقطم فيها ويشتم لغاية ماوصلوا باب الأوضه، وأول مافتحلها الباب وزينب دخلت جريت على أبوها واترمت فحضنه وبكت بحرقة، مع انه كان كويس وطمنها عليه، بس مكانتش عارفه هي بتبكي عليه ولا بتبكي من الموقف اللي عمله اركان وتفضيله لنجمه عليها، أو بمعنى اصح اختياره لحياة وسلامة نجمه عن حياتها وسلامتها.
صدمتها كانت كبيره في واحد نكس بوعده قدام أول تحدي لصدق مشاعره، او لصدق كلامه وفعلًا طلع حقيقي إن ماتخفيه القلوب تفضحه المواقف.
أما اركان فوصل عند العربيه وطلع المسدس بتاعه وضرب أول طلقة في الهوا فوق العربية خلى الكل انتبه، واتقدم منهم وهو بيضرب رصاص تحت رجليهم وهما يبعدوا ويجروا لغاية مااختفوا، فتح دياب قفل العربية، وفتح أركان الباب اللي عند نجمه ونزل بدماغه عشان يطمن عليها، لقاها ماسكه بطنها وبتتألم؛؛ القردة مع الضرب والتكسير خافت وبقت تتنطط في حضن نجمه وتصرخ وتتهبد لدرجة ان نجمة حست من كتر الضرب انها هتأذي البيبي، فحاولت تبعدها لكن القرده مرضيتش تسيبها لغاية ماحست نجمه بألم فبطنها..وحاجة دافيه نزلت عليها.. فبصت لأركان برعب واستنجاد فسألها اركان بخوف:
-نجمه مالك حاسه بأيه؟
ردت عليه بصوت موجوع:
-ألم ياأركان الظاهر إن البيبي اتأذى، ارجوك وديني على اقرب مستشفي بسرعة.. بسرعه يااركان الله يخليك.
كلامها مع استنجادها بيه والألم المرسوم على ملامحها، خلوا اركان يرتبك فجري ناحية باب العربية التاني، ونزل دياب خلاه يركب ورا وشال القرده اللي لسه ماسكه فنجمه بخوف،
واداها لدياب وساق العربية بالسرعة اللي عرف يسوق بيها وسط الشوارع المليانه متظاهرين وعنف.. ووصل بيها المستشفى الأقرب، نفس المستشفى اللي فيها شهاب وكامل وعيلته، اتصل بشهاب وقاله:
-شهاب سيب اللي فأيدك وتعالالي عند البوابة بسرعة نجمه تعبانه.
جري عليها شهاب وأول ماشاف اركان بيحاول ينزلها من العربية بعده عنها وشالها هو مكانه ودخل بيها على الطوارئ جري وأركان ماشي معاه بنفس السرعة، والخوف عليها هيقتله،
وطلب شهاب لنجمه دكتورة نسا، وبعد الفحص بجهاز السونار الدكتوره قالتلهم:
للأسف فيه انقباضات في الرحم ونزيف،وانذار بالإجهاض، هنعملها اللازم وتفضل تحت الملاحظة هنا ٤٨ ساعة لحد مانطمن عليها.. ولو ربنا سلم الفترة الجايه دي راحة تامة، راحة تامة بمعنى نوم متواصل و الحركة على قد مرواح الحمام وبس، مفيش مجهود من اي نوع لغاية ماحالتك تستقر وبنتك تستعيد وضعها الطبيعي.
غمضت نجمه عيونها بوجع وحطت ايدها على بطنها، ودمعه نزلت منها وهي حاسة إن كل أثر لإيان في الدنيا بدأ يتلاشي، وكأن القدر تآمر على محو كل حاجة تفكرها بيه، الفيلا والتجربة وبنته!
أما اركان فأول ماكشفت الدكتوره بالسونار وشاف صورة الجنين على الشاشة الكبيره قدامه حس بشعور غريب جدًا!
وزاد شعوره الغريب لما سمع انها بنت، ميعرفش ليه اتولدت جواه رغبة شديدة بأنه عايز يشوف البنت دي، يشيلها بين أديه ويبصلها، حاسس انه هيحبها قد محبته لأمها بغض النظر إنه مش أبوها، يشوفها واخده من نجمه إيه، الشكل ولا الطبع ولا كل حاجة.
ماهي أكيد هتاخد منها حاجة. وعلى قد ماحست نجمه بخوف انها تفقدها على قد ماحس أركان بنفس الخوف هو كمان على البنت!
نقلوها بعد كده للدور اللي فوق بترولي حطها عليه شهاب، واللي كان تحت الدور اللي فيه كامل مباشرة.
اتصل بعدها شهاب بأمه ليل وعرفها اللي حصل لنجمه وقالها تجهز عشان هيجي يرجع دياب للفيلا وياخدها للمستشفى، وقفل بسرعة متحملش صوت انهيار أمه وخوفها وبكاها المتواصل حتى بعد ماطمنها مفيش فايده فيها.
وزي مابلغها حاول يبلغ ابوه لكنه لقى تليفونه مقفول، وتليفون عمه يمان اللي كان معاه فنفس المكان اتقفل هو كمان، فقلق شهاب، بس بعد دقايق رن عليه رقم ابوه وبمجرد مافتح سمع صوت ابوه بيسأله بلهفة:
-اختك ياشهاب لحقتوها؟ حد اذاها، اتكلم يابني طمني.
شهاب:
-اطمن يابابا لحقناها بس...
غريب:
-بس ايه انطق انا برة المبني ولازم ارجع بسرعة.
شهاب:
-نجمة عندها نزيف وإنذار بالإجهاض وهتفضل تحت الملاحظة ٤٨ ساعة ولازم ترتاح لحد ماوضعها يستقر.
غريب:
- وممسكتوش العيال اللي عملت كده ليه، ازاي تسيبوهم، ارجع للمكان وراجع الكاميرات ولازم العيال دي تتجاب ياشهاب.. ولا اقولك سيبلي انا المهمة دي وانت خليك جنبها اوعا تسيبها وانا هبعت حد يجيب امك للمستشفى.
شهاب:
-لا انا هروح اجيبها يابابا وارجع دياب.
غريب بعصبية:
-متسيبش نجمه لوحدها قولتلك.
اركان كان سامع فقاله:
-قوله اركان معاها مش هيسيبها متقلقش.
سمعه غريب واطمن عليها مادام اركان موجود، وقفل شهاب مع ابوه وكان هيمشي نجمه فتحت وقالتله:
- القرده ياشهاب فيه علاج ليها قول لطنط موده تديهولها فمواعيده، وتخليها فأوضة من اوض الجنينه وتبعدها عن الفيلا لأنها بتسقط، وتاخد بالها منها لحد مااخرجلها.
شهاب:
حاضر هعمل كل دا بس انتي ارتاحي متقلقيش من حاجة.
وسابها وراح يجيب امه واركان فضل جنبها لغاية ماراحت في النوم، وفي اللحظة دي اتسحب وخرج من جنبها ووقف بره باب الأوضة، وطلع تليفونه واتصل بزينب اللي شافت رقمه ومكانتش عايزه ترد،
لكنها ردت لما امها قالتلها مردي على خطيبك يازينب.
فأخدت التليفون وطلعت بره الاوضه وردت عليه بهدوء:
-ايوه يااركان.. طمني على نجمه قدرت توصلها في الوقت المناسب؟
رد عليها وهو بيتنهد:
-للأسف لأ، نجمه عندها نزيف ومتعرضه لخطر الإجهاض وهي دلوقتي في المستشفى، إحنا في الدور اللي تحتكم علي طول على فكرة.
اتقدمت زينب ونزلت السلم بخطوات مهزوزه ووقفت بعيد وهي شايفاه واقف قدام اوضتها والقلق واضح على ملامحه وردت عليه بنفس الهدوء لما سألها.. زينب انتي معايا؟
-معاك يااركان.. متخافش عليها هتكون بخير بإذن الله.
اركان رد عليها وهو بيبص لأوضة نجمه بحسرة:
-يارب يازينب تبقى بخير.
فترة سكوت تانيه قطعها اركان:
-هطلعلك بس تيجي ليل تقعد مع نجمه مش هقدر اسيبها احسن تحتاج حاجة.. انتي مش محتاجة حاجة ابعت اجيبهالك؟
زينب:
-لا انا مش محتاجة حاجة كتر خيرك.
اركان:
-زينب هو انا ليه حاسك مدايقه وزعلانه، على فكرة دي حالة طارئة و..
زينب قاطعته:
-انا مش مدايقة ولا زعلانه، انا كل الحكاية بس اني لسه مخضوضة ومش عارفه ارجع طبيعية، منا كمان اتعرضت لموقف صعب وحسيت بخوف، دا غير حالة بابا.. فاكيد بعد كل الحاجات دي مش هكون مبسوطة يعني!
اركان مسح على وشه ورد عليها بهدوء:
فعلًا معاكي حق.. طيب بقولك.. متقدريش تنزلي تقعدي معايا هنا لغاية ماتيجي ليل.. تسليني..ونضيع الوقت.
زينب:
-اسليك؟!لا والله مش هينفع اسيب بابا وهو في الحالة دي وانزل عشان اضيع الوقت معاك.. سلام بابا عايز يشرب هناوله كباية الميه.
خلصت كلامها وقفلت السكه فورًا، وفضلت واقفه مكانها وباصه عليه، وهو حط التليفون فجيبه وفتح باب الأوضة بشويش بص على نجمه وقفله تاني واتسند على الحيط وغمض عيونه بتعب، وزينب بعدها طلعت على أوضة ابوها وشعور بدونية مكانتها عند اركان مخليها مش طايقه نفسها وعايزه تبكي بس مش لاقيه حجه تبكي بيها.
وصلت ليل مع شهاب للمستشفى، كانت متقدمه عنه وبتجري في الكوليدور جري، وشها اصفر من الخضه والخوف وأول ماشافت اركان قالتله:
-فين نجمه يااركان فين بتي.
اركان جاوبها وهو بيفتح باب الأوضه:
-متخافيش ياليل نجمه بخير، هي نايمه دلوقتي متقلقيهاش، ادخلي اطمني عليها واقعدي جنبها وسيبيها نايمه.
ليل دخلت وبهدوء قربت من نجمه وباستها ومسدت على شعرها وهي بتهمسلها:
-اسم الله عليكي يانن عين امك، ربنا مايوريني فيكي حاجة عفشه ولا يوريكي فضناكي حاجة عفشه واصل.
ابتسمت نجمه اللي حست بيها وسمعت كلامها وهمستلها بتعب:
-ايوه ادعيلي ياماما كتير، ادعيلي ربنا يخليلي بنتي واجيبها للدنيا وماانحرمش منها.
ردت عليها ليل بنفس الهمس:
-ربنا مايحرمك منها ولا من شوفتها وضمتها يارب.
بعدها نجمه رجعت للنوم وليل راحت قعدت على الكنبه قصادها وفضلت تتامل حالها وتدعيلها وهي حاسه إنها ورثت من حظها العفش، واتمنتلها إنه يضحكلها بعد كل الحزن دا زي ماضحكلها هي بغريب.
في البلد...
نواره من ساعة مامشى من عندها عزام آخر مره مرجعلهاش تاني، لا حس ولا خبر، مفيش بس غير انه عرف ابوها مؤمن من بره بره إن الشهر العقاري وقفت المعاملات فيه عشان الثورة، وهو اليومين الجايين مش هيكون متواجد في البلد، هيفضل في المركز مابين المخازن والشون عشان النهب اللي بيحصل والسرقة والبلطجة والبلد مفيهاش حكومه.
ونواره كل يوم يعدي ميجيلهاش فيه عزام تقيد فيها النار، عشان مهما كان انشغاله بالنهار، عارفه انه آخر الليل عينام ففرشة مصرية وتشوفه كل يوم واكيد عيحصل مابينهم الطبيعي بين اي راجل ومرته، وهي مهملها لعقلها يودي ويجيب..
مستغربة بروده ومستغربه تقله وغيرانه من قلة لهفته عليها، وإنه مكتفي بمصرية عنها، وشايفه إنها لو شاغله عقله وفكره كان رمى كل وعوده ليها عالأرض وداس عليهم وجالها،
كان طالبها باللي يطفي نار شوقه ليها وهي حلاله وليه حق فيها وعارف انها مش هترفض قدام لهفته، أو حتي يحاول فضول منه فإنه يشوفها بتبادله نفس اللهفة ولا لأ،
فقررت انها تستفزه وتثير رجولته وغيرته واذا كان هو مش جايلها برضاه هتجيبه غصب عنه.
فضلت مراقبه ومتابعه وعرفت إن شاكر اليومين دول مرابط دايما في السرايا من ساعة الثورة، ومبيروحش بيته ولا حتى عشان يبات فيه، فقررت انها تسخدم مع عزام اسلوب حوا من قديم الزمان لقلب كل الموازين.
قالت لعيشه عاللي ناوياه وعيشه وافقتها، أصل جفا عزام لنواره مش طبيعي!
ولو مقربش منها القرب اللي يشعلق الراجل فحبال الست هيكون فراقها عليه هين، وعزام عنيد ونواره لسانها فالت ولو مفيش بينهم اللي عشانه يتنازلوا ويغفروا لبعض الذلات نهايتهم محسومه.
نواره عرفت ميعاد رجوع عزام من المركز، فجهزت نفسها وعملت فوشها لمسات خفيفة غيرت شكلها بس مش ملفته، ولبست هدوم الصيد وطلعت، فضلت قصاد بيت شاكر مستنيه لغاية ماشافت عزام جاي من بعيد، فعملت نفسها مش واخده بالها ليه وماشيه فطريقها، لغاية ماقربت عليه، وهو بس عرفها خد المسافة اللي بينهم فكام خطوة وبقى قدامها ومسكها من دراعها وبغضب الدنيا سألها:
-لابسه إكده ورايحه فين انتي؟ ايه مفكره انك لسه تقدري تطلعي علي مزاجك ووكت مايلد عليكي؟ عامله انك زي زمان ملكيش زابط ولا رابط ومفيش راجل يحكمك؟
ردت عليه نواره بهدوء مستفز:
-وهو فين الراجل ديه ياعزام شاورلي عليه؟
برق عزام عنيه بصدمة وكان جوابه عليها قلم على وشها وقالها بعده:
-قدامك اهه الراجل وفوجوده تقفي معدوله وتتكلمي عدل وإلا هعدلك بطريقة متلدش عليكي واعاملك معاملة المسمار المتني اللي ميتعدلش غير بالدق على بدنه.
ردت نواره بنبرة تهكم وهي بتحط اديها فوسطها وتلف الناحيه التانيه وتديه ضهرها:
-هه.. قدامي قال.. طب بذمتك هتتمرجل علي بامارة إيه؟ شفت ايه منك رجوله اني من يوم مااتجوزتك لحد النهارده! فين اللي يثبت؟
مسح عزام على وشه بغضب أكبر واتلفت حواليه كيف مايكون بيدور على حاجة يفش بيها غله من نواره، لكنه ملقيش وعيونه جات على باب بيتهم، فبصلها وبغضب الكون وفلحظة عدم سيطرة على نفسه طلع ميدالية المفاتيح من جيبه وشدها من دراعها ناحية البيت وقالها:
-تعالي هديكي كل الاثباتات اللي عايزاها.
فتح وزقها لجوه ودخل وراها وقفل الباب وقرب عليها والشرار عيتطاير من عنيه، وقف قدامها وبحركة سريعة ومؤلمة مسكها من شعرها وقالها من بين سنانه:
-بقى انتي مشايفانيش راجل يانواره وعايزه اثبات مش إكده؟
نواره بصتله بعيون دبلانه ونظرة غوايه وردت عليه بهدوء:
-ايوه إكده.
هو سمع كلمتها مع النظرة وهدوء الليل وهي بين قدامه وحلاله وباب مقفول عليهم وفقد السيطرة على نفسه تمامًا وابتدا يديها كل الإثباتات اللي عايزاها.. مره بالحنيه لما تغلبه المحبة ومره بالعنف لما يفتكر كلامها، شويه يرمى كل حاجة ورا ضهره ويعيش الإحساس اللي كل ليلة يحلم بيه ويتمناه، وشويه يعاقبها بقسوته على إهانتها لرجولته بس المشكلة انه كل مايقسي بالعقاب يلاقي العقاب عاجبها اكتر!
لحد الفجر وهي بين اديه وهو ناسي العالم لحد مانال منهم التعب وانتبه على روحه وانه نسي وعده وخالف عهده، ووقع في فخ الغزالة البرية اللي باصاله ومبتسمة بإنتصار وهو اللي كان فاكر روحه صياد ميتغلبش..
لم شعرها على يده وشده لورا فاتألمت نواره بضحكة وسألها مستغرب:
-شايفك مبسوطة والإثباتات جات على مرامك؟ مقولتليش اقتنعتي ولا اثبت بزيادة؟
قالها وغمزلها فردت عليه وهي بتردله الغمزه بشقاوة.
- اللي متعرفوش ياعزام اني شكاكه وكل ماحد يثبتلي حاجة بس يديني ضهره الشك يستوطني اكتر من لاول، ولو معاودش واثبتلي تاني وتالت وعاشر يوبقي ولا كأنه قالي حاجة، يعني اللي يعاشرني يعمل حسابه انه كل هبابه هيعيد كل كلامه من اول وجديد، بالحرف وبحزافيره..يزود مينقصش.
عض عزام شفته التحتانيه بغيظ منها ومن كلامها، وشدها من شعرها اكتر فاتألمت وبصتله بعتب كداب خلت اعصابه سابت عن ماسايبه ورد عليها وهو عيقرب منها بوشه وعنيه عتاكل فتفاصيلها:
-وبعدهالك معاي انتي؟ خفي عايز اقوم اروح مصرية زمانها هتتجنن مش متعود اغيب من غير مااقولها، وحتى ابوي تلاقي عينه مازارها النوم.
نواره سمعت الكلمتين دول واتغيرت ملامحها، كلمة مصرية مع كلمه اروح حسستها انها حاجة عابره فحياته ومصرية الأصل، بالظبط نفس الإحساس اللي كانت تحسه من وفقي، فزاحت يده بعنف وزقته وقامت، لبست هدومها بسرعة ولغفنه ومردتش عليه وهو بيسألها:
-فيه ايه، يانواره مالك اتحولتي ليه، اني مقصديش حاجة، اي حد عيغيب عن بيته من غير سبب اهل البيت عيقلقوا عليه وخصوصي الايام دي والبلد مفيهاشي أمان.
مردتش برضوا عليه وخلصت لبس وهمت تفتح الباب وتطلع بس اتنتر من فوق السرير ووقفها بحركة سريعه لما مسك يدها وقالها وهو باصص فعنيها اللي الغضب ماليهم:
-اصبري طيب هلبس واجي اوصلك، ولا هتخليني اقلب عليكي واعكنن عاللي خلفوكي كيف ماعكننتي الليلة على اخر لحظة بجنانك؟
ربعت نواره اديها وبصت بعيد وهو راح على هدومه وابتدا يلبس وهو بيستغفر وينفخ ويراجع نفسه واللي قاله،
صوح مش شايف فيه حاجة غلط، بس مادام زعلها الزعل دا كله يبقى مش لازم يتقال مرة تانية أو لو اتقال تتغير صيغته بالطريقة اللي متزعلهاش.
خدها وطلعوا وطول الطريق يبص عليها وهي ساكته، لغاية ماوصلوا البيت، فتحت ودخلت وبصتله بصة اخيره قبل ماترد الباب فوشه بعنف خلته جِفل، وهمس وهو عيتحرك من قدام الباب
-عامله كيف الملبوسه جن يلهفك ويلهف مؤمن معاكي اللي خلف ومرباش.
رجع على السرايا وزي ماتوقع كان أبوه فإنتظاره، وسأله بخوف:
-ايه ياعزام ليه التأخير ديه ياولدي، كيف تبات بره من غير ماتديني خبر عشان مقلقش عليك وعقلي يودي ويجيب؟
اتنحنح عزام فمحاولة منه انه ياخر رده على ابوه عشان شاف مصريه هي كمان جايه من بعيد عليهم بالخطوة السريعة وحب يرد عليهم مرة وحدة:
- اسكت يابوي لو دريت باللي جرا النهارده، المخزن الكبير هجموا عليه حراميه وكانوا هينفضوه من كل الغلال اللي فيه لولاش اني كنت في المركز هناك وأول مابلغوني في المحمول روحت عليه جري اني والرجاله ولحقنا الحراميه كان زمان خسارتنا مغفلقه.
شاكر:
-وه.. ولاد الحرام.. طيب ياولدي زود حراسه.
عزام:
-حصل ومن النهاردة كل يوم هبات هناك وابقى بين المخازن رايح جاي لحد مااتصرف وابيع البضاعة اللي فيهم كلها.
شاكر:
-ربنا يقويك ويعينك ياولدي.
عزام:
-ايوه يابوي زودلي من الدعوة داي إلا الحرامية ولاد الكلب دول عفاي وشباب محتاجين صحة وحيل قوى، نسايين ولو مقدرتش عليهم يجرسوني.
سأله شاكر بعدم فهم:
-هما مين ياولدي؟
عزام انتبه:
-هاه الحراميه يابوي هيكونوا مين يعني، يلا تصبح على خير، يلا يامصريه قدامي حضريلي الحمام وفطار وهنام مرايحش الشغل النهاردة ومحدش يصحيني غير لما اقوم لحالي، لا عشان آكل ولا عشان حد عاوزني.
خلص كلامه ودخل عالسرايا وشاكر ابوه بصله بتفحص ولاحظ الإبتسامة اللي كانت على وشه طول ماهو عيتكلم وهمس لروحه:
- له والله شكلها ماقصة حرامية، شكلك عتلعب بديلك ومصيبه لتكون روحت للحرام يابو العزايم من قرفك من مصريه..
اني من بكره لازمن اشوفلك عروسه تلمك قبل مايفلت عيارك وميبقاش ليك لجام تنمسك منه، القرش جري فيدك وسنك سن شيطنه ولو روحت فسكة الحريم مهترجعش منها تاني.
أما عزام فاستحمى وكل، ودخل سريره عشان ينام وهو ميت من التعب والسهر، بس المشكلة انه معارفش ينام، كل مايغمض عنيه صورتها وشكلها وكلامها ونظرتها بفوقوه، وحاجة جواه تقوله كيف كنت صابر كل ديه ومبعد عن النعيم ديه كله وهي حلالك؟!
ايه في الدنيا يستاهل تضحي عشانه بأوقات كان لازم تغتنمها، لحد ميته هتفضل عنيد فموصلحتك وتأجل سعادتك.
أما نواره فحالها مكانش يفرق عن حاله، فرحانه بروحها وانتصارها عليه، بمحبته ليها اللي اكدهالها من لهفته، بأنها خلته يظن ان هو الغالب بس في الحقيقة هي اللي كسرت شوكة كبريائه وعنده، حتى لو قربلها وهو متخبى ورا ستار الغضب والقوة، بس شافت ضعفه ناحيتها فعنيه، فهمسه فانفاسه العاليه.. والكلمتين اللي قالهم في الآخر حلفت لتأدبه عليهم.
تاني يوم صحيت نواره بنشاط وفرحه عرفت منهم عيشه إن المراد تم ونواره غلبت عزام،
ودي حاجة كانت شبه متاكده منها بس راس عزام اليابس ووعوده اللي معتتخلفش نهائي كانت مشككاها هبابه، لكنه طلع زيه زي اي راجل مفيش ليه وعود عتصمد قدام مره حلوه قدامه.
اتزوقت نواره ولبست الحلو كله ودخلت الموطبخ وابتدت تعمل احلى اكل، ودخلتلها عيشه وهي شايله رزق وقالتله وعينها على نواره:
-شوف امك يارزق واقفه عتعمل وكل صباحيتها بنفسها، صباحيه امباركه ياست البنات.. هاه قوليلي ميته جاي العريس؟
نواره:
-مقالش انه جاي، بس اني عارفه انه مش هيقدر ميجيش.
عيشه:
-واه واه.. حيلك هبابه ومتراهنيش على عزام وتملي يدك منيه ديه مليهش مسكه ولا ليه كبوه، تفتكري روحك ملكتيه تلاقيه كيف الميه اتسرسب من بين اديكي.. ومش بس عزام دول كل الرجالة إكده، وداي نصيحة ام لبتها فصباحيتها، اللي جوزها كيف عزام عنيد وعصبي وتتصرف معاه على انها ملكت.. "هلكت"
نواره:
-متخافيش علي ياخاله، اني عاشرت اعفش راجل في الدنيا واتحملت منيه البلا، مش هاجي اشم نفسي على الغلبان، وبعدين عصبي بس عاشقاه وعاجباني عصبيته. امال يعجبك الراجل العامل كيه سكين النفسه مليهش حس يلعلع فبيته ويرج الحيطان.
عيشه:
-طب ولما اطلع اجيب سكين النفسه ابوكي اللي مليهش حس، وادوس على راسه في الزير افطسهولك تفرحي؟
نواره بضحكة:
-عقولك ايه اني عتحدت عن جوزي ليش صالح بيكي ولا بجوزك حلي عني احسن تموتيه ويجي فجرايمي.
عيشه مسدت على دراعها بحنان وقالتلها:
-فرحانالك من كل قلبي يابت قلبي، عزام مكانتش تليقله وحده غيرك ولا انتي تستحقي أقل منيه، كنت مفكره انكم بعاد عن بعض بعد الأرض والسما وياما حاولت اكسر مجاديفك واموت جواكي أمل كنت مفكراه كداب، بس ربك كبير وقادر على كل شي وخلف ظني.. وبقيتي ليا بتي ومرت ولدي ورجعتيلي رزق ولدي وهتجيبيلي حفيدي، وبسببك اتجوزت سكين النفسه ابوكي وبقالي راجل وبيت.
حضنتها نواره وباستها بمحبه وردت عليها:
-وانتي كمان ياخاله عيشه شكرًا ليكي عشان دوقتيني حنان وخوف الأم اللي عشت طول عمري محرومه منهم، شكرا عشان دوقتيني الحضن اللي لولاكي مكنتش هعرف طعمه واصل.
دخل عليهم مؤمن وقالهم:
-فيه ايه مالكم؟
هتموتوا ولا ايه فاتحينها مباوس وحضاين، عتودعوا بعض ياك؟
ردت عليه عيشه وهي عتديه رزق:
-له مهنموتوش وقاعدين على قلبك.. خد الواد واطلع بيه خليه يغير جو ويشوف الناس الرايحه وجايه ويلتهي ويفرفش.
خد مؤمن رزق من عيشه ولف عشان يطلع لكنه رجع تاني وبصلهم وبنبره صادقه قالهم:
-سمعت كلامكم واني داخل غصب عني وسمعتك ياعيشه ياعديمة الربايه وانتي عتقولي اني سكين النفسه.. وبمناسبة الشكر حابب اشكركم اني كمان من كل قلبي..
الشكر الكبير ليكي يانواره على كل حاجة اني فيها دلوك.. عشان انتي سبب فيها. وقبل ديه كله اتحملتيني واتحملتي عيشتي وقِلي، خليتيني ببيت ودكانه وفلوس واتسترت بين الخلايق.. وبسببك اتجوزت عيشه اللي عوضتني عن كل حاجة شفتها فدنيتي، عن يتمي وترحالي، احترمتني ومحاسبتنيش على اي حاجة من حياتي اللي عشتها قبلها.
شكرًا ليكم ياحبايب.. وانتي ياعيشه ياكلبه اني سكين نفسه عشان عحبك ومش عيهون عليا ازعلك؟
لو كنتي شوفتيني ايام ماكنت متجوز مرتي الاولانيه وشوفتي حسي كان كيف يلعلع عليها وعلى ابوها وامها وظلمي ليهم لغاية ماموتهم وموت ولدي قبلهم وطلعتها من بيتها بالهدمه اللي عليها من جبروتي كنتي كرهتيني،
داني عكفر عن عمايلي معاهم فيكي.
صعب مؤمن على عيشه فراحت ناحيته ومسكت يده حبتها وقالتله:
-حقك عليا كلمه اتقالت من باب الضحك متقفش عليها، انت خابر انت عندي ايه، وخابر ان اني كمان عحبك، واللي عيحب يسامح صوح ولا له؟
مؤمن:
-صوح.
نواره:
-عقولكم ايه بلا احبك بلا تحبيني حبكم برص انتوا كبار عيب، خدوا بعضكم واطلعوا من جاري وحبوا بعض بره بعيد عني جزعتوا نفسي.
عيشه:
-حلمك علينا ياست نواره، اني طالعه عالسطوح اوكل الحمام واسقي الفراخ وابوكي طالع اهه برزق.
وفعلا مؤمن خد رزق وطلع بيه وعيشه طلعت عالسطح للطيور، ونواره خلصت طبيخها وفضلت مستنيه عزام اللي مخلفش ظنها وقبل المغرب كان واقف على بابها وحسه هز قلبها وهو عينادي بصوته الرجولي:
- رزق.. يارزق
قامت بسرعة جريت عالباب وفتحتله وشافته وهو شايل ومحمل وردت عليه بدلع:
-رزق نايم، تنفع ام رزق؟
عزام:
-اصلا أم رزق هي المقصودة وعليها العين.. ازيك يامدبوبه فنافوخك.
نواره:
-اني زينه ونافوخي يوزن بلد وست العاقلين، غيرش بس فيه ناس كلامها يعكنن المزاج الرايق، ويعكر الاوقات الحلوه.
دخل وقرب منها وهمسلها بعد مااتلفت حواليه بحذر:
- طيب مانروقوه المزاج تاني وهناخدوا بالنا النوبادي من كلامنا والمسامح حبيب.
ردت نواره بدلع اكبر:
-والسماح بالساهل إكده من غير حساب ولا تمن؟
عزام:
-شبيك لبيك اطلبي تُجابي.
نواره:
-اعيش معاك في السرايا وتدخل بيا على مصريه وتقولها دي مرتي.. وضرتك.
عزام:
-توبقي ناويه على الخراب عليا وعليكي.. ادخلك سراية وحده مكتوبه بإسمها كيف واقولها دي ضرتك وهقعدها فبيتك؟ ولما تقولي خدها وغور انت وهى من إهنه حتي انت مليكش قعاد فيها، ولما تسحب من تحت يدي حالها ومالها، ولما ترجعني شحات مره تانيه هنصرفوا منين، ولا ناويه ترجعي تصيدي سمك وتاخديني معاكي ونعيشوا عمرنا في الميه كيف ماكان معيشك ابوكي، شكلك معارفاشي تعيشي مستورة بين الحياطين ولا هتعرفي؟
نواره:
-تشكر ياواد الأصول، بس قبل ماتعاير افتكر انك متولدتش فخشمك معلقه دهب والحال من بعضه، وكيف ماني مواخداشى على عيشة الحياطين كيف ماعتقول.. انت كماني مواخدشي على عيشة السرايات، وبعت روحك لوحده كد امك، وكل عشيه عتنام فطولها عشان خاطر فلوسها، يعني لا تعايرني ولا اعايرك، الهم اكتر ماطايلني طايلك.
رمى عزام الاكياس اللي كان ماسكها فيده عالارض ورد عليها:
-عليكي كلام يسد النفس المفتوحه، واني اللي جاي اراضيكي اتاري النكد طبع فيكي، ايوه اني مش مولود فسرايات بس اول مادخلتها لابد فيها ومش متبطر عليها ولا عسعى لخسارة النعمة اللي ربنا عطهاني.
اهدي يانواره مش كل حاجة عتاجي دفعه وحده، عارفك نفسك تكيدي مصريه كيف ماكادتك وكسرت نفسك، بس مش دلوك، كله بأوانه وفوكته ومش عشان شوية شماته نخسروا كل حاجة.
اتنهدت نواره وردت عليه وهي عتراجع نفسها:
-صوح معاك حق..الصبر حلو.
عزام:
-ايوه الصبر حلو ومطلوب وشكل الواحد هيحتاج جبل صبر الأيام اللي جايه عالبلاوي اللي عيسمعها ويشوفها من الناس.
نواره:
-وه، بلاوي مره وحده؟
عزام:
-يلا اني ماشي عايزه حاجة؟
نواره قربت منه وسألته بلهفة:
-ايه ديه رايح فين، دانت يادوبك جاي، مش هتقعد ناكلوا لقمة سوا داني طابخالك النهارده مخصوص!
عزام:
-له شبعت كلي انتي واشبعي.. كنت جايلك جعان وعطشان بس البركة فلسانك عامل ولا منظمة الغذاء العالمية اللي ينطلق عليه يشبع سنه.
هم عشان يمشي بس نواره وقفته لما اعترضت طريقه وبنبرة دلال قالتله:
-طيب خلاص حقك عليا متزعلش، ميوبقاش قلبك اسود عاد.
رد عليها عزام وهو عيزيحها من قدامه بهداوة:
-له قلبي اسود ويدخلوه بلنضه، ويكفيكي شر ضلمته لو قررت اني ادخلك دهاليزه المضلمه وتوهتك جواها.
نواره:
-طيب ايه رأيك اني عايزه اتوه توهني.
عزام:
-خديلك جنب يانواره عشان اني دلوك مش طايقك، كنت جايلك بقلب موهوج كيف جمرة نار من كتر الشوق كبيتي عليه دلو ميه بارد بحديتك خمدتيه.. ودلوك جايه تتماوعي، مليهاشي طعم مياعتك ولا لايق عليكي الدلع..
طب دي مصريه على كد ماعجوزه عليها شوية دلع ينسوا الواحد إسمه،
بس يابوي الخبره عليها قول برضك وهي عتقية دلع الواكلاهم، داي خلت وفقي مشافكش ولا اثر فيه سنك ولا جمالك من كتر دلعها الحلو.
نواره برقت عنيها وقلبها قاد نار مع كل كلمه نطقها وبغضب الكون كله قالتله من بين سنانها:
-عزام
رد عليها بهمس:
-عيونه
نواره:
-بلاها السكه داي معاي ياعزام بدال مااجيب كرشك وكرش مصريه بتاعتك معاك.
عزام:
-اني هاتي كرشي مسامح، بس الا مصريه، اني فداها ست الستات العاقله الراسيه.. اوعي عشان الحق اروحلها.. واقفه على رجليها الوليه طول النهار عتطبخلي وعاملالي حمام محشي فريك والحمام ميتفوتش.
ردت عليه نواره بغضب:
-اني كمان عاملالك حمام اقعد اطفح إهنه.
عزام:
-طب وانتي تجيبي حمامك لحمامها برضك؟ اوعي يابوي من طريقي الحمام هيبرد.
خلص كلامه وطلع وساب نواره تغلي من الغيظ وطلعتلها عيشه من جوه برزق وهي عتضحك وقالتلها:
-مش قولتلك ونصحتك، جالك كلامي، بس عجبني عزام حرق دمك وسابك، براوه عليك ياابو العزم ربايتي.
نواره:
-انتي فرحانه فيا ياعيشه؟
عيشه:
-له فرحانه بواد اختي، يعيش ويديكي فوق دماغك ويلففك حوالين نفسك، خدي ولدك وكلي حمامك الماصخ زي كلامك اهو هملك وراح ياكل حدا مصريه.
خلصت عيشه كلامها وضحكت ضحكة عاليه خلت نواره صرخت من الغيظ واتحلفت لعزام أول ماتشوفه المرة الجاية لتهجم عليه واللي يقدرها عليه ربنا تعمله فيه وتخلص منيه الكيد ديه كله.. وخدت رزق ولدها وراحت بيه على اوضتها وهي كيف جمرة نار قايده.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية