مجموعة قصصية جديدة طغاة التاريخ لسمر إبراهيم - الفصل 15 إليزابيث باثوري - الجمعة 8/8/2025
قراءة المجموعة القصصية طغاة التاريخ كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
المجموعة القصصية طغاة التاريخ
مجموعة قصصية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سمر إبراهيم
الفصل الخامس عشر
إليزابيث باثوري
كونتيسة الد م
تم النشر الإثنين
8/8/2025
هنتكلم النهاردة عن اكتر شخصية سا دية عرفتها البشرية وهي
"اليزابيث باثوري" أو "كونتيسة الد م"
اليزابيث باثوري دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكثر قاتلة متسلسلة على مر التاريخ حيث قامت بقتل أكثر من ٦٠٠ فتاة من الفلاحين و٢٥ من النبلاء.
تعالوا معايا في رحلة عبر الزمن نستعرض حياة اليزابيث باثورى ونشوف عملت إيه.
ولدت اليزابيث في هنغاريا يوم ٧ أغسطس سنة ١٥٦٠م كانت من عائلة نبيلة جدا عيلتها كانت بتملك أراضي وقصور بس في نفس الوقت كانت عيلة غير طبيعية بالمرة نقدر نقول إنها كانت عيلة مجنونة بمعنى الكلمة.
يقال إن جد باثوري الأكبر يبقى "الكونت دراكولا" المشهور ويقال إن جدها كان واحد من أتباعه المخلصين وليس هو.
طبعا كلنا عارفين مين هو "دراكولا" أشهر مصاص دماء في التاريخ واللي اشتهر والناس عرفته باللقب ده بعد رواية "دراكولا مصاص الدماء" للكاتب "برام ستوركر"
بس دراكولا في الحقيقة مكانش مصاص دماء ولا حاجة تعالوا أحكيلكم حكايته.
كان إسمه "فلاد دراكولا" أو "فلاد الثالث" وكان من أشهر أمراء رومانيا كان أمير على إمارة "الأفلاق" والتي تقع شمال نهر الدانوب في جنوب رومانيا.
سبب شهرة فلاد إنه كان أكتر أمراء رومانيا تعطشا للدماء، كان سفاح دموي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كان يتفنن في تعذيب ضحاياه اللي كان معظمهم أتراك لأن رومانيا في الوقت ده كانت في حروب مع الدولة العثمانية.
فلاد خد شهرته من طريقة تعذيبه لضحاياه لأنه كان بيحب يقتلهم عن طريق وضعهم عالخازوق ويتركهم معلقين عليه ميدفنهومش علطول علشان يبث الرعب في نفوس أعداؤه وعلشان كدا أطلقوا عليها لقب فلاد المخوزق.
فلاد مات في معركة بينه وبين العثمانيين وتم قطع رأسه ولحد دلوقتي محدش عارف اندفن فين بالظبط.
نرجع لباثوري كانت عائلتها عبارة عن مجموعة من غربيي الأطوار يعيشون حياة الظلمة والغموض المرعب على الرغم من مكانتهم المرموقة، فكان بين أفراد باثوري من هم من عبدة الشيطان واشتهر أحد أفراد الأسرة بأنه عبد الشيطان علناً وأقام مصلى خاص به، وكان لهم من العباقرة الشريرون سيئي السمعة، ومنهم من كان مهووس بالجلد وتقطيع الأجساد البشرية بالإضافة لأفراد آخرين كانوا مجانين ومفسدون لا يرتاح لهم بال إلا بعد رؤية الدماء والجثث المشوهة وسماع صرخات التعذيب والتخويف.
ويرجع بعض المهتمين بتاريخ هذه الأسرة إلى أن سبب الجنون والاختلال العقلي المنتشر بين أفراد العائلة يعود إلى أسباب وراثية قديمة ناتجة عن قاعدة "السمو النسبي" المهم عند آل باثوري فلقد كانوا مصرين على التزاوج الداخلي بشكل مستمر حفاظا منهم على النسب النبيل لأسرة آل باثوري العريقة، إلا في بعض الحالات النادرة جدا كما سنرى فكان يتم الارتباط بأفراد من خارج آل باثوري بشرط أن يكونوا من نسب راقي وعريق.
كان البارون والبارونة جورج وآنا باثوري غريبي الأطوار بشكل كان ملحوظ جدا أمام كل من يعرفهم من خارج آل باثوري، فأحيانا عند حضور بعض الضيوف من البلدان المجاورة من الأمراء والملوك في قصر البارون جورج باثوري، يجدونه يتصرف معهم بأدب وبطريقة راقية جدا تدل فعلا على مكانته و أصله النبيل هو وزوجته آنا وتمحي كل الشائعات السيئة التي تدور حولهم وفجأة ينقلب الحال إلى ما يستحيل تصديقه فيبدأ الجنون المطلق يطبق على المكان حيث يستحيل جورج باثوري إلى شخص له تصرفات المفسدون عقليا بصراخه الغير طبيعي وضحكه الهستيري الذي تشاركه فيه زوجته البارونة آنا، وبكائه بلا داعي وفجأة يعودون إلى ما كانوا عليه من التعامل الراقي والأدب في الحديث.
عمها كان من عبدة الشيطان.
عمتها كانت تمارس السحر الأسود والسحاق وتهوى تعذيب الخدم.
أخوها كان مدمن خمر.
عندما كانت إليزابث في السادسة من عمرها حضرت حفل فخم أقامه والدها البارون للتسلية والمرح فكان جميع من في القصر مشغول بالرقص والضحك، بينما كانت تلهو مع قطتها بالقرب من والدتها وبينما هم على حالهم هذا هجم على القصر عصابة من الغجر، إليزابيث لم تدري بعدها ماذا حدث إنها تذكر صراخ الناس وصوت والدها الغاضب وحرس القصر ينتشرون في المكان بسرعة، لم تتمكن من معرفة ما الذي جرى لقد أدخولها لغرفتها وأغلق الباب عليها، اتجهت لنافذتها وحاولت أن تشاهد أي شيء لكنها لم تقدر. في صباح اليوم التالي خرجت من القصر مسرعة إلى الفناء الكبير لتشاهد والدها وعمها يقتلون أشخاصا كثيرين ومن بينهم طفل في سنها قتله والدها ببشاعة، أخبرتها الخادمة أنهم غجر هجموا على القصر أثناء انشغال الجميع بالحفل، لكن ما رأته إليزابيث من التقتيل والتعذيب على يد والدها كان أكبر من أن تتحمله طفله في عمرها، لقد قضت اليوم بطوله تبكي على ذلك الطفل المسكين كيف استطاع والدها أن يقتله بهذا العنف!!
عندما بلغت اليزابيث التاسعة من عمرها، أقام الفلاحون ثورة فوقعت جرائم اغتصاب وتعذيب وشاهدت عندما كانت تختبيء خلف شجرة المزارعين وهم يعتدون على أختيها ويقتلوهما وبعد أن خمدت الثورة تم تعذيب المزارعين أمام عينيها، وعندما كانت في الحادية عشر بدأت تدرك أسلوب الحياة القاسي والعنيف الذي تتميز به عائلتها.
تذكر إليزابيث حكاية حدثت لخادمة كانت تعمل لديهم في القصر عندما كانت صغيرة، فتقول:
" قام والدي بجرها خارج القصر بعد أن قام بمعاقبتها بشدة، لقد رماها إلى ثلج الشتاء البارد وبعدها صب الماء البارد عليها باستمرار حتى ماتت !!".
وذات يوم قرر والدها البارون جورج إرسالها لزيارة عمتها الكونتيسة "كلارا باثوري" في قصرها الفخم الموجود في المجر، فرحت إليزابيث كثيرا بالذهاب إلى عمتها علها تجد التسلية والمتعة التي تفتقدهما في حياتها بقصر أبويها.
رحبت بها عمتها بسعادة وامتنان كبيرين، وأقامت لها حفل فخم على شرفها، حضره أناس غريبو الأطوار لم تشاهد إليزابيث مثلهم من قبل، فالجميع هنا يرتدي الثياب الغريبة وبعضهم عراة لا يرتدون شيئا، يتحدثون عن السحر وعن الشيطان نفسه، يشربون سائل غريب عرفت إليزابيث فيما بعد بأنه دم بشري.
لم تعلم إليزابيث بأن عمتها العزيزة كلارا باثوري ذات الصوت الموسيقي كانت تملك سمعة سيئة جدا، ولها حاشية كبيرة من البارعون في السحر و علم الخيمياء والتنجيم، ولم تكن تعلم أيضا بأن عمتها على ما يبدو انغمست في السحاقية، ولها تاريخ في تقتيل الخدم بهوسها المفرط بالجلد!! بداية مشوار الكونتيسة مع التعذيب والطرق المستخدمة بذلك.
وهي عندها ١١ سنة تمت خطبتها ل "فرانسيس نيداستي" والذي كان رجل نبيل وقائد في الجيش المجري ولكنه كان سفاح بكل ما تحمله الكلمة من معنى كان من كتر وحشيته يطلقون عليه اسم "العقاب الأسود" بعد سنتين من الخطوبة أقامت باثوري علاقة مع واحد من العوام وحملت منه وأنجبت طفلة.
خطيبها لما عرف احضر الشاب الذي تورط معها في العلاقة وقام بإخصاؤه.
كانت اليزابيث جميلة جدا جدا جدا وعند بلوغها الخامسة عشر من عمرها تم الزواج وهنا بقى تتلمذت على أيدي زوجها وتعلمت منه السادية حيث كان يشركها معه في تعذيب الأسرى الأتراك وهي عجبها الموضوع جدا فكانت تقوم بتقطيع أطرافهم ورقبتهم وكان زوجها يلاحظ استمتاعها وابتكارها لأساليب جديدة في التعذيب.
بعد كدا بدأ زوجها يتركها لفترات كبيرة علشان الحروب مع الدولة العثمانية ومن هنا بدأ سلوكها في الإنحراف في مصادر بتقول إنها كانت تقيم علاقات متعددة مع الشباب الوسماء فإذا أعجبها أحدهم أتت به وأقامت معه علاقة.
هناك أيضا من قال أنها كان لديها ميول سحاقية وتميل للنساء فكانت تحضر كل يوم بنت من الخدم وبعد إقامة علاقة معها تقوم بتعذيبها حتى الموت فكانت تعذبهم بكل الطرق البشعة التي لا تخطر على عقل بشر فكانت تتمتع بتجويع الفتيات أسبوعاً كاملاً قبل بدء تعذيبهم ومن ضمن أساليبها في تعذيب الفتيات:
١- كان تقوم بخياطة شفاههم العليا والسفلى سويا.
٢- قطع أصبعهن والجلد الذي بين أصابعهن بالمقص.
٣- غرس دبابيس في شفتهن العليا والسفلى وفي أجزاء من أجسامهن وتحت أظافرهن.
٤- اخراج الفتيات أيام الشتاء في الصقيع والبرد، وسكب الماء البارد عليهم ،وجعلهن يتجمدن حتى الموت.
٥- تقطع أماكنهم الحساسة،
٦- تصب مية مغلية إلى أن يتم سلقهم،
٧- تكويهم بالنار في أماكنهم الحساسة.
٨- تغطي أجسادهم بالعسل وتتركهم للحشرات.
٩- ارغام الفتيات على إمساك نقود محمرة من شدة التسخين.
١٠- كانت اليزابيث تضع يدها في فم احدى الفتيات وتسحب زوايا فمها حتى تتمزق.
١١- تترك الفتاة تقوم بأعمالها بالقصر وهي عارية على مرأى الرجال.
ظلت هكذا إلى دخلت في الأربعينات من عمرها وبدأت التجاعيد تظهر على وجهها ومن هنا بدأت تفقد عقلها كليًا وأتت بالأطباء لمساعدتها كما استعانت بمستحضرات التجميل لكي تخفي آثار التجاعيد ولكن بلا فائدة.
إلى أن أتي يوم وواحدة من الخدم كانت تقوم بتمشيط شعرها ولكنها قامت بشد شعرها دون قصد منها فغضبت باثوري جدا وقامت بضرب الخادمة على وجهها بالمقص فتطايرتالدماء من وجهها.
طبعا الدماء لكخت أيديها ووجهها وبعد مسح الدماء أحست باثوري أن جلدها أصبح أنعم والتجاعيد قلت فذهبت لصديقة لها والتي كانت تعلم الكثير عن فنون السحر الأسود والتي أكدت لها أنه توجد أسطورة قديمة تقول أن دماء البنات العذراوات تعيد الشباب.
ومن هنا لمعت الفكرة في عقل باثوري فقامت بإحضار الفتاة مرة أخرى وقامت بتعليقها من قدميها فوق حوض الاستحمام وقامت بذبحها لتتصفى دماؤها لآخر قطرة وقامت بالاستحمام في تلك الدماء ووجدت بالفعل بعض التحسن و اختفت التجاعيد وعادت بشرتها جميلة وناعمة مرة أخرى.
بعد فترة عادت التجاعيد مرة أخرى وهنا أدركت أنها في حاجة دائمة لتلك الدماء وفي هذا الوقت كان قد توفي زوجها فأرسلت أولادها لمكان بعيد عن القلعة ليخلو لها الجو.
فكانت يوميا تأتي بفتاة جديدة لا يزيد سنها عن أربعة عشر عاما لضمان عذريتها وتقوم بذبحها وتصفية دماؤها فتشرب البعض وتتحمم بالباقي.
وكان يساعدها في التعذيب والتقاط الفتيات من الريف خادمها الأعرج وسيدة سوداوية شريرة أسمها "آنا دارفوليا"
بعد خمس سنوات لم تعد دماء العذراوات تؤتي ثمارها وهنا نصحتها ساحرتها أن تأتي بدماء النبيلات لأن دماء الفلاحات لم تعد تؤتي بثمارها.
بدأت في قتل بنات النبلاء ومن هنا بدا الكلام يكثر عليها قتلت أكثر من ٦٥٠ بنت فقيرة ولم يشعر بها أحد ولكن عندما يتعلق الأمر ببنات النبلاء فلابد أن يوضع لأفعالها.
يقال أن من قام بحبسها ومحاكمتها ابن عمها الكونت «جورجي ثورزو» والذي كان وقتها حاكم إقطاعات قرب بلدة «إيتشا» وقد كان هدفه الأساسي من ذلك هو الاستيلاء على أملاكها و في التاسع والعشرين من شهر نوفمبر عام 1610م اخذ معه عدد لا بأس به من الجنود وأقتحموا قلعة «إليزابيث»
وتفاجئوا بما يوجد بالداخل مسلخ بشرى بكل ما تحمله الكلمة من معنى جثث بنات مشوههة وجثث معلقة ويتصفى دمائها وأدوات تعذيب كثيرة جدا وعند رؤيته لتلك المشاهد قال:
"فوجئنا بوجود خدم وخادمات في أرجاء القصر، ثم وجدنا فتاة ميتة في إحدى الغرف وأخرى كانت تبدو عليها اثار التعذيب الشديد إني أود رؤيه تلك المرأة القاتلة محبوسة في غرفة ضيقة في قصرها»
وتذكر روايات أخرى أنه اقتحم عليها المكان فجأة وهي تقوم بالفعل بقتل إحدى الفتيات.
ويقال أن ابن عمها قام بذلك بأمر من الإمبراطور المجري "ماثياس" والذي سمع بأخبارها وما ترتكبه من جرائم فأمر بإرسال لجنة تقصى حقائق بقيادة ابن عمها ليعلموا حقيقة الذي يحدث دخل القلعة سرا.
تم إلقاء القبض عليها في ديسمبر ١٦١٠ هي وأربعة من معاونيها وفي يناير ١٦١١م بدأت المحاكمة فحكم على اثنان من خادماتها المتورطات في جرائمها بقطع الأصابع ثم الحرق أحياء أما واحدة وهي «كاتا» فكان مصيرها مجهول أما الأعرج فقد حكم عليه بأن يطير رأسه أما هي فلم يتم الحكم عليها وذلك لأنها من أسرة نبيلة وإعدامها يعد فضيحة للعيلة المالكة.
قاموا بسجنها بغرفة بداخل قلعتها وقاموا أيضا بسد كل الفتحات التي بها فلم يجعلوا بها منفذ واحد للضوء وكانوا يدخلون إليها الطعام والشراب من أسفل الباب وظلت في تلك الغرفة ثلاث أو أربع سنوات إلى أن توفيت في الواحد والعشرون من أغسطس من عام ١٦١٤م وهي تبلغ من ٥٤ سنة ويقال أنها قتلت على يد أحد حراسها.
هناك الكثير من الأقاويل التي قيلت عنها وإلى الآن لا نعلم ما هو الحقيقي منها وما هو الإشاعة.
هناك من قال أنها كانت تأكل لحم البنات أيضًا ولم تكتفي بشرب دمائهم وآخرون قالوا كل ذلك كذب وتلفيق من ابن عمها للاستيلاء على أملاكها كما ذكرنا فقام بتلفيق تلك التهم إليها للتخلص منها أين الحقيقة الله أعلم.
طبعا القصة كانت مادة خصبة لصناع السنيما عملوا منها أفلام كثيرة جدا تحكي قصة حياة باثوري زي فيلم stay alive والذي اصدر سنة 2006 في الفيلم يتم اعادة احيائها عن طريق نص يتم قرائته وبذلك تضمن عدم موتها أبداً وعودتها لاصطياد الافراد (في الفيلم قامت بقتل الرجال والنساء على حد سواء)
الفيلم يحكي عن مجموعة شباب بيلاقوا لعبة جديدة على النت وبيقرروا يلعبوها اللعبة عبارة عن مجموعة شباب بيدخلوا قلعة باثوري والمطلوب منهم يظلوا أحياء المشكلة مش هنا المشكلة إن اللي كان بيموت منهم في اللعبة كانوا بيلاقوه ميت بنفس الطريقة في الحقيقة تاني يوم وبيبدأوا يحاولوا طول الفيلم يخلصوا من اللعنة دى علشان ميموتوش وكان اللي بيمو تهم هو شبح باثوري.
فيه فيلم تانى اسمه "باثورى" وفيلم اسمه "الكونتيسة" ودول بيحكوا عن قصة حياتها كاملة.
يتبع...