رواية جديدة مقبرة الحب لوفاء الغرباوي - الفصل 2 - الأربعاء 24/9/2025
قراءة رواية مقبرة الحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مقبرة الحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة وفاء الغرباوي
الفصل الثاني
تم النشر الأربعاء
24/9/2025
-دخل حمزة الغرفة وأغلق الباب خلفه بعنف، ثم ألقى بها فوق الفراش وأخذ يمرر يديه فوق بعضهما ويفركهما بغضب محاولا تهدئة نفسه وامتصاص غضبه حتى لا يصدر منه ما لا يحمد عقباه.
-وقفت عنوة تهتف بحدة وكأن ماس شيطاني يدفعها نحو الخطأ فلم تعد تدري ولا تفطن ما تقول، وتناثرت منها الكلمات بغير ضابط: أنت زعلان من الحقيقة ليه يا حمزة؟ طول عمرك مبتحبش تزعل مامتك، بتسمع وتسكت، هدوءك بيجنني، أنت ليه كده بارد ولا بتهتم بيَّ ولا بتقدرني! أنا بالنسبة لك ولا حاجة، هتفضل طول عمرك ضعيف، أنا مراتك يعني كرامتي اللي تحت رجل أمك دي من كرامتك، خد موقف بقى وخد حق مراتك، خليني أشوفك مرة واحدة قوي وأحس إني متجوزة رجل.
-وكانت هذه بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، خطأ يتبعه خطأ بحقه للمرة الثالثة، وحديث آخر زاد الموقف سوءًا، وقرّب البنزين من النار أكثر من ذي قبل.
وقف ينظر إليها غير مصدق لما سمعته أذناه من حديثها الشبيه بالرصاص الذي أطلق عليه بلا اكتراث، أو كنصل سكين حاد غرز بصدره، تسارعت دقات قلبه وازدرد مرارة كلماتها غصة بحلقه، دار بعينه الغرفة كاملة وجدها تضيق عليه، زفر عاليًا كأنما أنفاسه حمم بركانية ثارت بعد سنوات من الخمود، ولأول مرة يعلو صوته عليها وهى تتحدث قائلاً: كفاية يا حياة، كفاية بقى واحذري نفاد صبري.
-انتفضت فزعة من صوته العالي والتي ارتجت له جدران الغرفة دون مبالغة، تراجعت بخطوات إلى الخلف، صَمت فمها عن الحديث، رأت في عينيه غضب يكفي ليهدم السرايا رأسا على عقب!
طال لقاءهما الصامت دون حديث، عينا حمزة تشبهان جمرتان من النار، إذا اقترب منهما شيئًا تحول فحما، حتى وجدته يفتح باب الغرفة ويرحل بعد أن أغلق الباب بقوة اهتز قلبها على إثرها.
تحركت سريعا للوصول إليه ونادت باسمه، استدار نحوها بنظراته المريبة، وغضبه الذي اجتاح جسده، فتحت فمها محاولة التحدث إلا أن نظراته أسكتتها، فرأت أنه من الحكمة أن تلتزم الصمت فابتلعت باقي حديثها بخوف.
خرج من بوابة السرايا الخارجية ثم صفعها خلفه بقوة رجُت جدرانها الأخرى، ولم يكترث لنداء والده، سار في طريقه دون هُدى، سمع صهيل جواده ابتسم بمرارة وذهب نحوه، حرك يده فوق ناصية "مرجان" قائلًا: كده يا مرجان؟ مقلتش إن دي آخرة الحب؛ بحبها ومش هقدر أزعل منها، هي بتعمل فيّ كده ليه؟
ده أنا عشت عمرى كله بحلم بيها وأننا نكون سوا، أنا بشوفها بنتي مش مراتي، من أول مرة شفتها عند الأرض وهي بتزعق شفتها بتكملني، دي البنت اللي نفسي تكون جنبي، مخافش عليها وأموت من القلق عليها لو بعدت عني، في كل مرة بتبقى عصبية بسمعها بهدوء، وامتص غضبها، في الآخر أبقى بارد، هي ناسية إن قلبي طيب وإني دكتور أهم صفة فيا الهدوء! بين ايديا أرواح ناس، اتعودت أطبطب وأديهم أمل! صح يا مرجان ولا اي!
فجأة تذكر حديثها فقبض على مقدمة جواده بعنف كأنما يخرج غضبه به حتى صهل وحمحم بشدة، انتبه إليه فرتب على رأسه، دار بوجهه نحو السرايا، وجدها تقف في الشرفة أشاح بصره عنها قائلًا: بس المرة دي لازم تفهم أنها غلطت، وتعرف أن سكوتي مش ضعف، ده حب وعشق ليها مش هتحس بهم مع حد غيري، احتواء ليها ولغضبها واعتذار عن اللي أمي بتعمله.
امتطى جواده وأمسك بلجامه وتحرك خارجًا من الاسطبل نحو بوابة السرايا يسابق الريح لا يعلم كيف يخرج غضبه الذى يزوره لأول مرة وتملك منه حتى خنق أضلعه، طال الطريق به حتى وصل إلى مكان يعشقه وخالدًا بقلبه وعقله، مكان أخضر معشوشب، به الشجرة المفضلة لديه الذي يزورها كلما ضاق صدره، مدون عليها اسمها الذي حفره في جذعها منذ أعوام.
نزل من فوق ظهر جواده وربطه جيدا، وبدأ يتحسس براحة يده اسمها مغمضًا عينيه ويستجمع ذاكرته، متذكرًا بداية عشقه لها، وغمغم بكلمات مبهمة: حياة، حياة، اسمك حياة ولا حياة لي من دونك.
لاح إلى ذاكرته الماضي البعيد لأول مرة رأى حياة، تذكر الوقت وكأنه يمر أمام عينيه عبر شريط سينمائي جميل، نحو أكثر من خمسة عشر عاما مضت.
خرج الإخوة الثلاثة من السرايا بصحبة العم "حسن" حارس الأمن المكلف برعايتهم أثناء الخروج والتجول حول السرايا.
يجري "حسام" بمرح وحرية طفل لا يحمل للحياة همًا بعد، فاتحًا ذراعيه لاستقبال الهواء، تتبعه "ريم" الصغيرة وتقلده في بهجة.
ومن خلفهما يسير حمزة بهدوء يتطلع إلى المنظر الخلاب من حوله، يتطلع إلى السماء الصافية، ويطوف بعينيه الأرض الخضراء.
-العم حسن: يا حمزة يا بني أخوك حسام بيحب يجي هنا كأنه مولود هنا.
-حمزة بنظرة هادئة: مين ميحبش هنا ياعم حسن؟! كفاية طيبة الناس وابتسامتهم، وتعاونهم وحبهم لبعض، كفاية الهوا النقي ده اللي زي قلوبهم، وحاجات كتير هنا أفضل من صخب المدينة.
-ظلوا يسيرون ويشغلهم الحديث بين ماضٍ وحاضر عن الأرض والسرايا، ويسبقهم حسام وريم.
شرد حسام عن ريم بالنظر إلى الأرض المزروعة من حوله، رسم بعقله المستقبل وكيف يصير عندما يكبر!
تجولت ريم بحرية حتى رأت فتاة صغيرة في عمرها تقريباً تلعب مع ماعز صغيرة، شردت في السير نحوها، لم يلمحها حسام وحمزة لتأخرهما بعض خطوات، إلا أن سمع حسام صراخ أخته.
التفت يجرى نحوها، لحقه حمزة مهرولًا إليها، شاهدوا ريم تجرى خوفًا والماعز تجري خلفها، وحور تقف ولا تحرك ساكنًا.
سرعان ما أتى "ريان" (بن عم حور، طفل في الثانية عشرة من عمره، جاء على صوت الصراخ العالي، هرول إلى الصغيرة أولا عندما وجد الماعز تجري خلفها وتهم بنطحها.
-أمسك بالماعز ونظر لها بحنان قائلا: اهدي متخافيش وأشار بيده كي تهدأ.
وصل حسام وحمزة معا، ضمها حمزة برفق لكن حسام توجه الى حور صارخا: أنتِ يا بني آدمة أزاي متحاوليش تساعديها؟ واقفة وخلاص كده تتفرجي على إيه؟
-نظرت له حور بدموع تسير فوق وجنتيها متتابعة وجسد يهتز خوفا، ليكمل صارخا متقدما نحوها: لما صرخت أنتِ سيبتِ البتاعة دي تجري وراها.
اضطربت حور من صوته وصراخه فلم تنطق بحرف سوى دموعها وآهاتها، فصاح ريان: خلاص متزعقش كده، هي مكنتش تقصد، وبعدين أختك كويسة محصلهاش حاجة.
ومن الجهة الأخرى للأرض كانت تقف حياة بجوار والدها، شاهدت التجمع حول أختها، تركت والدها وهرولت إليها سريعا دون إخبار والده عما يحدث. سمعت صراخ حسام ورد ريان عليه، وصلت ووقفت أمامهم تنظر لهم وكأنها تتفحصهم.
رفعت يديها حول ذراع أختها تحتضنها وهمست لها: متزعليش يا حبيبتي ومتخافيش كده، ورفعت نظرها إليهم بتحدٍ: محدش يقدر يعملك حاجة.
-نظرت لها حور وابتسمت بدموع لتكمل حياة: احنا في أرضنا ملكنا، هما اللي هيمشوا.
-حسام بتحدٍ ونبرة حادة: أرض مين وملك مين! اتكلمي على قدك يا شاطرة.
-هنا تدخل العم حسن: خلاص بقى يا أولاد، كل واحد يروح لحاله، يلا يا حمزة ويلا يا حسام.
لكن حمزة كان بوادٍ آخر ينظر إلى الخائفة الشاردة تارة، وإلى القوية الثائرة الغاضبة لأجل حق أختها تارة أخرى.
أما حسام كانت نظراته غاضبة، ونظرات حياة كأنها سهام قاتلة لكونه ينظر لحور بعضب.
لا تعلم كم مر الوقت بين نظرات الجميع التي تحمل عبارات صامتة، ثم رحلوا جميعا، لكن كان هناك قلوب معلقة سكنتها ملامح لم تستطع نسيانها ولو مر دهرا كاملا، وتحدٍ بامتلاك الأرض.
أخبرهم العم حسن أن هذه القطعة كانت إهداء من جدهما إلى جد حياة وحور وريان لحبه الشديد له، وأن حور لديها مشكلة بالنطق وتتناول العلاج لصغر سنها إلى أن تكبر وتخضع لإجراء عملية جراحية.
زفر حسام غاضبا وقرر أن تكون حياته جزءا من هذه الأرض، وكسر غرور تلك الفتاة، لذلك قرر دخول كلية الزراعة.
البعض يبحث دوما عن من ينقصه، فالنار تطفئها الماء،
لذلك قوانين الطبيعة هي ما تتحدث وكذلك الأشخاص.
❈-❈-❈
-ظلت على حالها بين غضب وندم تنظر إلى الباب، دقائق قليلة مرت عليها وقلبها يئن وجعًا وألمًا لما حدث، لكن صفعة باب السرايا أخرجتها من شرودها ونبهتها أنه خرج، تحركت إلى شرفتها تراقبه بنظرات مختلسة، تكابر لكن للمحبين قلوب لينة لا تستطيع إخفاء ما تشعر به، وجدته يتجه إلى الخلف، علمت أنه سيرافق مرجان.
دخلت وأغلقت الباب وجدت نفسها تنظر إلى المرآة، استكانت قليلا حتى رأت علامات الغضب ما زالت على وجهها، تنهدت وأخرجت زفيرًا عاليًا تلوم نفسها.
همت أن تتحرك وتخطو استعدادًا للخروج، لكن قدماها ما زالتا ثابتتين، وكأنهما التصقتا بالأرض. بدأت ترسم ملامح وجهها وتمتمت: اي يا حياة ده! أنتِ مين؟! ليه وشك بقى باهت كده؟ فين جمالك؟ للدرجة دي الشغل خدك! يعني هو هيبقى معاه حق إني مش مهتمة به وكل وقتي للأرض بس!
وأنا اللي وقفت أزعق والوم فيه إنه مش بيقدرني ولا بيهتم بيَّ.
طيب هو أنا كنت مهتمة بنفسي! أو عملت له اي عشان أطلب المقابل.
ظلت تتحدث بالكثير مع نفسها وتذكرتْ ما تفوهت به، علمت أنها أغضبته بشدة وأفقدته صوابه حينما قالت له: أنت بارد، وأنت ابن أمك.
تذكرت نظرته حينها فأكملت: هدوءك بيعصبني، كلامك قليل معايا، حتى في مشاعرك بحس إنك بخيل فيها، مش أنت حمزة اللى كنت بحلم يكون معايا، بيواكب جناني، أنت طيب منكرش، لكن بتهتم بمظهرك رغم إن إظهار حبك لي ميقللش منك بالعكس.
شايف حسام بيعمل اي مع حور؟ مخليها ملكة، مش بيتكسف يقول إنه بيحبها قدامنا، لكن أنت بتبتسم وخلاص وأنا نار الحب والغيرة بتكويني، هو أنا مش حلوة ولا مش بتحبني؟؛ ولا بتعاقبني على اللي حصل زمان! ولا اي الحكاية!
مامتك ضعيف الشخصية قدامها، مش بتحاول تتكلم ولا ترد عني وهي بتقلل مني من غير ذنب، وأنا بسكت علشان خاطرك، لكن كل إنسان له طاقة.
وازداد صوتها ارتفاعًا وهى تقول: قل لي أنت اتجوزتني ليه، ومتقلش حب عشان أصدقك.
مجرد أن تذكرت هذا الحوار حتى وضعت يديها فوق وجهها وضغطته بشدة، وتذكرت نظرته حينها.
هل أحبته هي؟
ولو فعلت، ماذا أعدت لهذا الحب؟ هل هيئت له التربة الخصبة كي ينمو؟ هل روته بمشاعرها العذبة! أم تركته حتى ذبل ويبس؟
لكن قد فات الأوان، لقد أشعلت نارًا لا تعلم كيف تطفئها.
ظلت توبخ نفسها بشدة، وتلعن غضبها، ولكن سبق السيف العزل.
****
قبض حسام على يد حور فتحركت معه إلى غرفتهما، جلست صامتة، حزينة لما بدر من أختها، بينما كان حسام يتحدث بسخط عن حياة وكلامها عن حمزة. تذكر حسام حدتها وجبروتها في إهانة الجميع بعد عودته من الخارج، ولكنها كانت على حق، لكن اليوم ليست على حق تماما، بدأ بسرد الموقف كاملا لحور وكأنه يمر أمام عينيه.
في كلية الزراعة يقف مجموعة من طلاب الفرقة الرابعة يتحدثون بصوت عالٍ.
-حياة بغضب: مالهم الفلاحين! وبسخرية تابعت، لولا الفلاح مكنش البيه عاش قل لي بقى يا أخ كنت تاكل أزاي؟ مش الأرض اللي بيزرعها الفلاح هي اللي بتاكل منها! ولما هو الفلاح مش عجبك دخلت كليه الزراعة ليه! كنت خليك في كليه تجارة ولا كنت روح شركة بابي أنت مش محتاج شهادة.
-نظر "فارس" حوله وجد العديد من الطلاب ينظرون إلى حياة بابتسامة رضا وكأنهم يصفقون لها على حسن ردها.
-"فارس" بغيظ من ردها: مش يمكن صادفني الحظ عشان أشوف طلعتك البهية ولسانك المبرد!
-حياة: تشكر على الحقيقة دي، والله مش عارفه أودى جمايلك فين؟
-"ميار" وهى تقبض على يد حياة: خلاص بقى الكلية كلها وقفت تتفرج علينا، حصل خير يا جماعة، يلا بنا.
-دخل "زياد" في الحديث قائلًا وهو يتنهد: يالا يا فارس دي غسلتك ونشرتك قدام الكلية كلها، ملقتش غير دي اللي تكلمها!
-نظرت حياة نحو "زياد" بغضب: مالها دي؟ أربع سنين اهو عمري ما زعلت حد، بس محبش اللي يعاملني بأسلوب مش كويس ولا يقلل مني، ولا هو عشان أنا جد وفي حالي مبحبش الغلط!
-زياد بخجل: آسف يا آنسة حياة مقصدش، كنت بقول له إنك ملكيش في الكلام الفاضي.
-فارس باستنكار: ووصلة الردح دي ليه؟ لما أنتِ محترمة ومبتحبيش الغلط!
-حياة بعناد: عشان الأشكال اللي زيك ملهاش غير كده.
-شاط غضبه ورفع يده عاليا ليصفعها، وعلى حين غرة وجد يدًا تقبض يده كأساور من حديد أمسكت بيده ورفعتها لأعلى.
-نظر في غرابة ليجد شابًا ليس وسيمًا لكنه طويل وجذاب، ملامحه مقبولة، ولحيته كثة، يمتلك عينان كعينيّ الصقر، حاد الملامح، صارم.
ضغط على يد فارس بشدة ليتأوه الأخير من الألم، لقد كان حسام هو الذي أمسك بيد فارس بعنف، وصاح بغضب: لحد هنا وكفاية، غلطت في حقها وأهانتها وقللت منها ومن نفسك الأول، توصل أنك تمد إيدك عليها مش هيحصلك كويس فين أمن الكلية؟
-نظرت حياة نحوه بابتسامة تناسب قوتها ولم تتعرف عليه، حتى دخل المدرج ووقف على المنصة لألقاء المحاضرة وتعريف نفسه وبنظرة إلى عيني حياة قائلًا: دكتور حسام شريف رشوان.
-تبدلت قسمات وجهها تمامًا، وتحولت الابتسامة إلى جمود وذهول، ليبتسم حسام محاولا استفزازها، ولكنها حياة! تلك التي نشأت في الأرض والطين، أخذت من صلابتها وليونتها معًا، وأصالة أهلها وعراقة نسلهم، وتربيتهم فليس بالسهل استمالة قلبها.
انتهى اليوم العصيب وخرج حسام ليجد حمزة مستقلًا سيارته بانتظاره أمام الجامعة.
هبط من السيارة ووقف إلى جانب أخيه، كانت تخرج بنفس الوقت أيضا حياة وصديقتها، نظر حسام لها بشبه ابتسامة قابلتها حياة بنظرة غاضبة حتى قال حمزة: مالها دي عينيها بتطلع نار.
-حسام بشرود: حور محمد محمود.
-حمزة بعدم تصديق: هي دي حور بجد يا حسام؟ هي معقولة! اتكلم عرفتها ازاي؟ -انتبه حسام من شروده: لا دي حياة أختها، كان نفسي أسألها عن حور.
-حمزة بابتسامة أذابت قلبه وجعلت دقاته نافرة: أخيرًا شفتك يا حياة.
-راودت كلًا منهما الأحلام بين ماضٍ مرَ وحاضر يعيشانه، ومستقبل بعلم الغيب هل يشفق على قلبيهما ويرحمهما؟.
عاد حسام إلى الحاضر وما زال على وضعه، يجلس ويتحدث بغضب ولوم على حياة وما فعلته، نظر إلى حور: مش عارف انتوا ازاي اخوات؟ ليه بتعمل كده؟ حمزة بيحبها طول عمره وبيتمنى بس إنها ترضى عنه، أخويا مش ضعيف يا حور، أخويا أقوى منى بعقله، وحنيته.
أنا من غيرك معرفش أعيش، أنا بستمد قوتي منه.
-حور وهى تربت على كتفه بحنان يناسب حبها وهدوءها: حسام أنا عارفة كل حاجة، حياة غلطانة جدا أنا متفقة معاك، بس لازم نسمعها.
-حسام وما زال يقبض كفيه بشدة وعاقدا جبهته بغضب ظاهر: أختك أهانت أخويا قدام أهله، مطلوب مننا اي؟ -حور بتنهيدة يأس: هي اللي مطلوب منها مش انتوا، ممكن أروح اتكلم معاها؟
-لا يا حور، الأفضل يحلوا مشاكلهم سوا.
-دقائق قليلة وأعلن باب السرايا عن خروج أحدهم، هرول حسام إلى الشرفة، وجد حمزة يخرج منه البوابة.
قبض على يده بشدة وقرر اللحاق به، عله يقتحم بعض من ذكريات، الماضي وينبش به ليخرج الحاضر للنور من أجل المستقبل.
❈-❈-❈
يتبع...
