-->

رواية جديدة مقبرة الحب لوفاء الغرباوي - الفصل 1 - الإثنين 22/9/2025

 

قراءة رواية مقبرة الحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية مقبرة الحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة وفاء الغرباوي


الفصل الأول

تم النشر الإثنين

22/9/2025




-أتى الصباح بنوره وإشراق ضيائه، واستقرت الشمس في قلب السـماء، وتفرقت أشعتها ترسل الدفء في الأشياء من تحتها، وأدلت بسلاسلها الذهبية خيوط الأمل على قاطني السرايا، تلك التي هُجرت منذ أعوام عديدة، ليس لبعدها عما يمكث أهل هذه البلدة الطبية، ولكن هجرها أهلها حبا بالمدينة والحياة الفاخرة في ليالي القاهرة المكتظة بالناس. 
لكن منذ عدة أشهر قليلة بُعثت فيها الحياة ليست اسماً فقط، وإنما معنى وبشرا إنها "حياة" زوجة "حمزة" الطبيب "حمزة" الابن الأكبر ل"شريف رشوان" مالك السرايا، ومن قبله أبوه وأجداده.
"حياة" المهندسة الزراعية  جعلت للسرايا شكلاً مختلفاً، فأصبحت جنة على الأرض بعد أن كانت صحراء جرداء، اهتمت بحديقتها، فردت بساط الخضرة على جانبيها، تتراقص أزهارها طربًا على زقزقة العصافير كل صباح، فيثمل المكان بأنفاس الرياحين والياسمين التي تملأ جنبات الحديقة، فتسمع الكروان يشدو "الملك لك يا صاحب الملك" وعصفورا آخر يغرد أجمل الألحان، هكذا هي الحياة في الريف، متعة الهدوء.
أما الجميلة الصامتة "حور" زوجة المهندس الزراعي "حسام" الابن الثاني لشريف، مهندسة تصميم، والتي بدورها غيرت أثاث السرايا كاملا، رسمت لوحات فنية رائعة، ونقشت حروفًا تزين جدران السرايا فبدت كجوهرة لامعة، "هكذا هن الفتيات عندما يدخلن مكان، تصاحبه فرحة أو ربما  لعنة!
هدوء "حمزة رشوان" العاقل، العاشق، الصامت، والطبيب المعالج لجراح الجميع، عدا الجرح الذى بدأ أولى قطرات دمائه مع حياته ومعشوقة شبابه "حياة"، سلبته حياته ولو لبعض الوقت.
أما عن الغاضب الثائر "حسام رشوان" وبسبب موقف حدث قديما، قرر أن يدخل كلية الزراعة، ونظرة لفتاة جعلته المحب بجنون للصامتة الخجول، زوجته الحنون ذات العينين العسليتين، يسعى جاهدا لإزالة الخوف من قلبها وعينيها، زرعه قديما منذ أكثر من خمسة عشر عاما وأكثر، وما زال يحصده، 
لكن رويدًا رويدًا. 
"مقادير كتبها الله علينا وبصبرنا سنجني أكثر مما نتمنى، وبين الصبر والتعب الذي يخلفه من ندوب في قلوبنا، يكمن عطايا قيمة لمن يصبر ويحتسب. 
فنون العشق مختلفة بين المحبين، لكل فارس جواد يسعى إلى ترويضه.
هيت لك يا عاشق، فأنا أول السائلين، في محراب عشقك 
أتمنى أن أستنشق هواءك، أتنفس اسمك، وأتغنى بحبك، أتمنى أن أسكن وجدانك، وأسري في دمائك كما تسري في دمائي.
               ****
"داخل غرفة "حمزة وحياة"
"بدأت حياتي بكِ يا حياة، رفقا بي يا نصفي الآخر"
-استيقظت من نومها فابتسمت لرؤية حمزة بجوارها، كان ساكنًا، مبتسم الوجه كعادته، همست إليه بكلمات عاشقة وعتاب صامت، ليتكِ أسمعته صوتك يا فتاة، حملت حالها وتحركت بهدوء، ارتدت وشاحها وفتحت باب شرفتها تستنشق نسيم الصباح، أكسجين اسمها، حياة.
دقائق مرت عليها بهدوء وصمت، تحاسب نفسها، وتخطط لمستقبلها دون الحديث مع زوجها، أو مشاركته في أحلامها،  لكنها لا تلقي بالا كثيرًا، تهتم فقط بجعل نفسها فوق الجميع ليس غروراً، وإنما السعي وراء القوة وتحقيق الذات، أفكار رسخت في ذاكرتها منذ الصغر، ولم تستطع التخلي عنها رغم مرور السنوات، ورغم الخذلان إلا أنها تثابر من أجل الظفر بما تحلم. لحظات وسمعت بوق سيارة "شريف" تعلن عن وصوله اليوم، اتجهت لحمزة وأيقظته مباشرة دون إنذار، منذ قليل كانت تهديه العشق والعتاب بصمت ولكن الآن!!..
رغم طريقتها الجافة بعض الشيء في إيقاظه، إلا أنه فتح عينيه وزادت بشاشته.
اقترب من رأسها ليقبلها بود، لكنها قابلته بتأفف لقدوم والدته التي تبغض حضورها، وكذلك أختها حور تبغض ذلك.
-عقد حاجبيه بغضب مستتر ولم يعلق كثيراً، وإنما قال لها بود حقيقي: صباح الحياة لأحلى حياة.
-ردت بجمود كعادتها: صباح الخير يا حمزة، ومن دون مقدمات: يلا ننزل عشان مامتك متقلش حاجة زي كل مرة وتبدأ بالإهانة ليا ولأختي وأننا أقل منها.
ووقفت عاقدة ذراعيها وأردفت بصوت صاخب: وانت مش بترد عليها ولا بتدافع عننا، أو على الأقل عني أنا، "حور" "حسام" بيرد عنها.
-اعتدل حمزة بجلسته وأراح ظهره إلى قائم الفراش متنهداً: ومش هرد لأنها أمي يا حياة، زي أما أنتِ لما بتقولي حاجة مش بتعجبني مش برد.
وأدار وجهه للناحية الأخرى فزادت حدتها أكثر، وحملقت إليه في ذهول وسألت بغضب: امتى قلت حاجة مش عاجباك؟
-قرر حمزة إنهاء الحوار قبل أن يطول دون فائدة، فقال بثبات: حبيبتي، صباحك زي الورد، أنتِ بتصحيني من النوم، يعنى أقل حاجة ابتسامة على وشك الجميل ده، مش كلام يقفل النفس واحنا لسه على الصبح، واسطوانة كل مرة بابا وماما يجوا، مبتزهقيش يا بنتي! 
-حياة: أنا بقول كلام يقفل النفس يا حمزة! ايوه ما هي مامتك خلاص جت.
-حمزة بنفاد صبر وابتسامة باهتة جاهد كي يظهر أنها من قلبه: أيوة هى جت فعلا، أنتِ متفرقيش عنها كتير.
وتركها ذاهبًا إلى المرحاض بعد أن ألقى إليها ابتسامة ساخرة، ورمقها بنظرات باردة.
وقفت تعقد أصابعها وتضع يدها على مقدمة رأسها، وتمررها على خصلات شعرها وكأنها تهيء استعدادًا لمواجهة والدة زوجها، ثم أخذت زفيرًا حادا كأنها عازمة على قرع طبول حرب أجلتها منذ سنوات.
        ****
"في غرفة حسام وحور"
-استيقظ "حسام" وما زالت معشوقته تغط في سبات عميق، اقترب منها في هدوء ثم طبع قبلة حانية على جبينها، وطفق يداعب وجهها بوردة بيضاء احتفظ بها من الأمس، فهو يعرف مدى عشقها لهذا اللون ومثل هذه الوردة خصيصا.
-ارتسمت ابتسامة جذابة فوق شفتيها فبدا جمالها كأنه يشاطر القمر، وما زالت مغمضة عينيها وغمغمت: صباح الورد يا حبيبي.
-أمسك براحة كفها وقبلها في هدوء كعادته كل صباح وكل مساء: ده صباحك أحلى حاجة بتحلي يومي، عارفة أحلى حاجة فيكِ اي؟.
-اعتدلت من رقدتها قليلًا، ونظرت له باستفهام علها تعرف الإجابة، ولكنه فاجئها بالقرب منها هامسا في أذنها برقة: أن اسمك حور، يعني الحور العين، يعني أنا عايش في الجنة من دلوقتي، أنتِ دنيتي وجنتي يا حور.
-ذابت لعذب حديثه وغرامه، ونظرت له بعينين ناعستين  وكادت أن يغشى عليها من مشاعره تجاهها.
فربت على كتفها بحنان ونهض واقفًا من أمامها ووصل إلى باب الغرفة واستطرد قائلًا: يالا فوقي بسرعة، ماما وبابا رجعوا وحبيبتي عشان خاطري مهما ماما تتكلم متحطيش في دماغك، المهم أني معاكِ.
-أخذت نفسا عميقا حاولت من خلاله أن تملك نفسها قدر الإمكان، فمثل هذه السيرة كافية بأن تشعرها بالتذمر، لكنها أخفت ذلك لأجل زوجها، لأجل الحب الذي يملأ قلبها، "كم من قانون تغير بسبب الحب، فهو القاضي ولا آمر ولا ناهٍ سواه" فأردفت بحب: حبيبي أنا مش بزعل منها، وكفاية أنت معايا، بس حياة أنت عارف يعني.
-حسام بصوت ملئ بالدفء والحنان: حساسية حياة من ناحية الفرق الاجتماعي مخليها كده، متشغليش بالك أنا هتصرف، المهم ملاكي وجنتي ميزعلش خالص.
تحركت من مكانها، ووقف حسام يفكر بها وكم مر من الوقت دون الاقتراب منها أكثر من ذلك، عليه التحكم بنفسه بقربها حتى لا يخسرها.
          ******
-دخلت السيدة "ريهام" السرايا بخيلاء وغرور لا حد لهما، تتبختر بمشيتها، ومساحيق أدوات التجميل تزين وجهها وكأنها تتحدى بها الزمن والعمر، بدت بملابسها الفاخرة، وحقيبتها السوداء من أرقى أنواع الجلد الطبيعي، وحذائها الراقي، والحلي الذي يملأ كفيها ورقبتها، أنها أصغر سنًا من سنها، تنظر في أرجاء السرايا تتفحص كل شبر بها في غرور وضجر كسيدات الطبقة العليا، تعلن للجميع أنها مازالت سيدة السرايا الأولى.
-أوقفها شريف قائلًا بامتعاض: ريهام لو سمحتِ عدي النهاردة على خير، ولادك مبسوطين مش هنتكلم كتير، مش عاوزين نقرفهم، سيبك من الاسطوانة بتاع كل مرة  دي إجازة بسيطة ونمشي على طول.
-أجابت ريهام بمكر أنثوي: أنا مبقلش حاجة، هما عارفين قيمة نفسهم كويس، وهما بياخدوا الكلام على نفسهم ليه؟
-هما بقوا زوجات لأولادي، يعنى تنسي هما كانوا أي ولا جاين منين! يا ريت تغيري نظرتك دي بقى.
-نظرت بعينين جامدتين: لا سيبني أنا عارفة الأشكال دي كويس، لهم طريقة في التعامل أنا اللي أفهمها، لو عاملتهم بمعاملتك دي هينسوا نفسهم.
-عقد حاجبيه بضيق وباح بما بداخله: وأنت ِ نسيتِ يا ريهام هانم أنتِ جاية منين! ولا أهلك مين!
-نظرت له بضيق وتنهدت بحنق: أنت بتعايرني يا شريف!!
-أجابها ببرود: مش موضوعنا، أنا بس بفكرك إن كلنا عيوب.
-على الرغم من أنها كلمات لا تفصح عن شيء، إلا أنها أثرت في ريهام كثيرًا وتركت في قلبها غصة لا تهدأ، لكن سرعان ما تمالكت نفسها، وجاهدت كي تخمد بركان الغضب الذي ثار بداخلها، وتظاهرت بالقوة وعادت إلى طبيعتها.
ومن كثب وعلى درجات السلم الدائري الذي يتوسط ردهة السرايا، والمزين بأعمدة الشمعدان الرقيقة، كانت حياة تقف بصحبة حمزة، وترامى إلى أذنها بعض كلمات تغمغم بها ريهام، غلى الدم بعروقها وانتفخ وجهها من الغضب. لاحظ حمزة تغيرها وما تخفيه في نفسها من ضيق، رفع يده فوق كتفها ليبث الهدوء بقلبها، مع قليل من الأمان، فما كان منها إلا أن أزاحت يده بعنف ولم تلقِ له بالًا، واندفعت بكل سرعتها وغضبها الذي أوشك أن يفقدها صوابها للهبوط على درجات السلم وتحدثت حياة بغضب مكتوم: طبعا يا حماتي عارفين كلامك كويس، حفظناه من تكراره، مش ولاد أصول ولا اي! وحضرتك طالما شرفتِ السرايا لازم نيجي نرحب بكِ كويس، أصل حضرتك يا دوب بتقعدي يومين وتمشي.
-اعترت الصدمة ريهام، وبدا جحوظ عينيها كجمرتين ملتهبتين، وقالت بضجر: حماتك! وحدقت بعينيها في ذهول ودهشة نحو زوجها: ريهام هانم بقت اسمها حماتك يا شريف!
-ابتسم شريف لا إراديا فزاد غضبها، وصرخت بحياة: اسمها طنط يا ماما.
-أدركت حياة حينها أنها بدأت بكسب الجولة الأولى فقالت ببرود: مش ماما حمزة تبقي حماتي، ولا هي ليها معنى تاني يا عمو؟! ونظرت بقوة نحو شريف ثم عادت ببصرها نحو ريهام.
-لم يتحدث شريف، ولم تجد ريهام ما تعبر به عن غضبها فتابعت حياة بهدوء: أقول لك يا طنط ازاي! حضرتك يا أم حمزة في الشرقية وهنا في الريف بنقول حماتي أو أمي، أو ماما، وساعات كمان خالتي معندناش طنط دي خالص.
-ريهام وهى تغلي من أعماق قلبها وتشير إليها من الأعلى إلى الأسفل باحتقار: أنتِ عايزة تقولي لي ماما! استحالة أوافق وأنتِ بالذات لا.
قالت هذا وهي تحاول التماسك قدر الإمكان، وصمت شريف وحمزة يزيد من غضبها.
-ردت حياة بدهاء وابتسامة خبث: لا أنا عندي ماما واحدة بس ربنا يخليها ليا، إنما حضرتك حماتي وأم حمزة وبس.
-هنا نطق حمزة محاولًا تهدئة الموقف وسلم على والدته بابتسامته المعهودة وقبل جبينها: حمدًا لله على سلامتك يا ماما، واتجه نحو أبيه في أدب جم: حضرتك وحشتنا أوي يا بابا.
-نظرت ريهام تجاه حياة بغلٍ وبغض بعد أن بسطت ذراعيها لاحتضان ابنها: هو بابا بس اللي وحشك يا حمزة؟! ولا العروسة نستك مامتك.
-أسرع حمزة نحو والدته  وضمها بين ذراعيه وهو يقبل يديها: طبعا يا ست الكل أنتِ وحشتيني جدا، لكنه لا يشعر بحنين في ذلك الحضن الصلد اليابس، لطالما كان وجود أمه يعقبه مشكلات عديدة، ويحدث في النفوس شحناء، لكنه لم يُبدِ ذلك وإنما قال بابتسامة باهتة: ماما حبيبتي ربنا يخليكِ لي، استحالة حد في الدنيا ينسى مامته.
-هنا نطق شريف وقال بوجه بشوش: ازيك يا حياة، عاملة اي يا بنتي؟
-اتجهت حياة نحوه وسلمت عليه باحترام وود ظاهرين: بخير الحمد لله، نورت بيتك يا عمو.
-صاحت ريهام بصوت عالٍ لجذب انتباههم، كعادتها تريد التقاط الأضواء وحدها وألا يكون لأحد كلمة ولا رأي سواها: أخوك فين يا حمزة ومراته؟
-أجاب حسام بصوت عالٍ  وهو يهبط دركات السلم بحماس مزعوم، ويشد على يد حور وهي تسير بجواره بخطوات متثاقلة كمن يقدم على حافة بئر: هنا يا ماما في انتظارك يا حبيبتي، وهبطا الدرك وسلم على والديه واحتضنهما بحرارة، كل هذا وحور ما زالت مختبئة بكتفه وتنظر إلى الأرض بخجل، حتى مدت يدها ريهام وقالت بابتسامة غير معهودة منها لحور: هو أنتِ مش هتسلمي عليَّ ولا اي؟
-ارتجفت حور داخليا، وبدأت تتعرق إلا أن يد حسام كانت دافعًا لها يربت على ظهرها وأمسك بيدها حتى وصلت لوالدته، ومدت يدها على استحياء.
الغريب أن ريهام استقبلتها داخل أحضانها بحفاوة غير معتادة للجميع، فظهرت تعابير الغضب والغرابة على وجه حياة، واستنكرت ما يحدث، وظنت أن ريهام تدبر شيئًا ما.
علت الابتسامة وجوه الجميع خاصة حسام، الذي لاحظ تغير والدته فاقترب منها وضمها بين ذراعيه هي وحور.
-نظرت حياة نحو حمزة واستشاط غضبها عندما رأت الابتسامة على وجهه، لم تستطع كتمان ضيقها فصرخت باسمه في حدة، فزع الجميع لها والتفتوا نحوها، لكن ليس لديها ما تقوله إنما حاولت تحرير غضبها، وقالت باستياء: حمزة أنا هخرج شوية
-عقد حمزة حاجبيه بدهشة: تخرجي! على فين يا حياة؟
-قالت بلا اكتراث: عند بابا أطمن عليه وعلى ماما وهاجي.
-وقف حمزة إلى جوارها وبصوت منخفض همس لها: خليكِ بعد الغداء ونروح كلنا، مينفعش تسيبي البيت ولسه بابا وماما واصلين.
-حياة بعند ونبرة تحدي: لا دلوقتي هروح لهم.
-كان هذا الخلاف بمثابة فرصة أتت على طبق من ذهب لريهام، فقالت بخبث: اسمعي كلام حياة، ولا أنتِ مش عايزة تقعدي معانا! ولا أقول لك، ابقي تعالي بكرة عشان شكلهم وحشوكِ أوي، واهو نكون احنا مشينا.
-صاحت حياة بصوت غاضب: طنط ريهام، لو سمحت أنا بكلم حمزة، يا ريت ملكيش دعوة بحياتنا ومتدخليش أنا باخد الإذن من زوجي.
-تنهد حمزة بغضب من كثرة الجدال المرهق: عيب يا حياة، ميصحش تعلي صوتك على ماما كدا.
-كان الغضب قد تملك حياة فلم تدرِ بما تتفوه به فقالت بسخرية: ابن ماما هيقول اي غير كده؟
-كانت كلماتها صدمة للجميع، فلم يتفوه أحد بكلمة وسط دهشتهم، ونظراتهم القاتلة لها، ولأول مرة منذ زواجهما يكشر عن أنيابه وجذبها من ذراعها بعنف ودفعها أمامه إلى غرفتهما. 
ولو أن الموقف كان يحتاج صفعها وتأديبها من وجهة نظر الجميع حتى أختها.
نعم أخطأت ولكن حمزة لا يعالج الخطأ بمثله، ولن يصفعها أو يتحدث في حضور والديه، هكذا تكون التربية، وهؤلاء هم الرجال.

يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة وفاء الغرباوي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة