-->

مُفتتح من رواية روسالكا



-مفتتح-


أكبر جرم قد يرتكبه الانسان بحق نفسه.. 
هو تبرير ارتكابه لخطيئة ما، في سبيل تحرير روحه المعذبة!

•¤•¤•¤•

    دائما ما كنت أتساءل عما يدور بذهن الشخص في اللحظة التي يقدم بها علي قتل لشخصا اخر .. بماذا يشعر حينها ؟؟ .. بماذا يفكر ؟؟ .. وما الذي يراه امامه بتلك اللحظة؟

   الحقيقة ان الاجابة جاءت الي صادمة .. لا شيء .. هو فقط لا يشعر بشيء .. هو يشبه ذلك الشخص المنوم مغناطيسيا ، لا يري ، لا يسمع ، لا يفكر .. يسيطر عليه حالة من تثلج الجسد والاطراف .. يعرف تماما ما يفعله ، ويكاد يري نتيجته مسبقا امام عينيه ، وكأنه قد عاشها مسبقا ، ولكن يجد نفسه مجبرا على فعل ذلك .. لان بتلك اللحظة يكون الامر بالنسبة له ، تحصيل حاصل !!

   بتلك اللحظة التي يقرر بها القتل ، يكون بداخله قد انهي الامر .. قضاه ونفذه ، وهو الان يواجه ما بعد النهاية والتنفيذ .. يري نفسه في مرحلة ابعد مما هو فيها وكأنها حدثت امامه بفيلم ممل شاهده عشرات المرات .. حتى اذا كان لم يقتل ضحيته الا انه يراها الان غارقة بدمائها ..

   وبالرغم من عدم حدوث واقعه القتل بالفعل الا ان حالة العجز والشلل التي تصيبه ، تجعله عقله لا يفكر بشيء سوي انهاء المهمة ، حتي تكتمل الصورة التي يراها بذهنه الان .. وهذا ما يفسر لما رغم توسلات الضحايا ، لا ينصت لهم القتلة وكأنهم لا يروهم .. لانهم بالفعل لا يروهم .. سوي قتلي !!

   تماما هذا ما شعرت به حينما امسكت بمسدس "سليم" ، واطلقت منه تلك الرصاصة التي رغم الرعشة التي كانت تتملكني حينها .. ورغم زيغ عيناي .. ورغم انها اول مرة امسك بها سلاح !! .. إلا انها - ومن حسن حظي- أصابت تمام الهدف، وإستقرت بمنتصف صدره!!

●   ●   ●