الفصل السابع عشر - عزف الروح
الفصل السابع عشر
ما إن أنهي فهد جملتهُ ، حتي وجد من يتحدث من خلفه وهو ' جون ' بإبتسامة ماكرة : ليس بهذه السرعه مستر فهد نجم الدين .
بهتت ملامح فهد لما هو مقبل عليه ، يعرف أن هؤلاء التجار لن يتركو الموضوع هكذا هباءاً فتحدث بهدوء : فلننهي هذا الموضوع سلمياً .
جون وهو يومئ بمكر : ونحن نريد إنهائه سلمياً أيضاً مستر فهد ،،، ثم خاطب الظابط متحدثاً بثقه : نحن لن نترك حقنا ، لقد قُدِم بنا إدعاء باطل ونريد أن نرفع دعوة عليهم ، فلقد شوهو الإقتصاد الأميريكي .
الظابط بكل هدوء : هذا من حقق سيد جون .
تحدث جون : إذا فلتبدأ برفع الدعوة حضرة الظابط من الأن ، فأنا أريد أن أخذ حقي قانونياً ، وسيتابع المحامي الخاص بي الدعوة .
الظابط وهو يومئ : حسناً ، سنرفع القضية وستذهب للمحكمة ، ولتنتظرو الحكم .
فهد بحياته لن يكون ذليلاً لأحد لذا هب واقفاً بسرعه و نظر للظابط وأردف بجمود : ونحن علي إستعداد تام لهذا ، سننتظر إعلان المحكمة .
ثم وضع نظارته السوداء وخرج من الغرفة يتبعهُ عمار الذي كان ينظر لجون وذاك بحقد كبير ، ركب فهد إحدي سيارات الأجري وعمار بجواره ، وتحرك السائق لعنوان الفندق بعد أن أملاهُ فهد إياه .
كان فهد طوال الطريق صامت ، يهز قدميه بسرعه و عصبية مفرطة قد يذهب أخيه في هذه القضيه ويضيع شبابه ، كان غاضب ونادم لأنه أرسلهُ لهنا من البدايه ، كان يشعر بإنقباض قلبهِ ، بينما عمار لم يكن أقل غضباً بل زاد غضبهُ بعض الخوف والندم من القادم .
وصل فهد للفندق ثم صعد للغرفه ، لم يأبه بفارس القلق ودخل الشرفه وظل ينفث في سيجارته بغضب وضيق ، بينما صعد عمار وراء ليحدثه فارس بقلق : حصل إيه معاكو ، فهد بيه متعصب ليه .
حكي له عمار ما حدث ، ليتحدث فارس بحدة : لعبوها صح ولاد ال... ، ثم تابع : إحنا لازم نفكر في حل أو علي الأقل نوكل محامي .
إقترب عمار من الشرفة بتثاقل وندم ليتحدث مع فهد ، بينما راح فهد ينهرهُ بغضب و نيران متأججه تخرج من حديثه بسبب إشتعاله : ابعد عن خلقتي احسنلك .
ابتعد عمار في خزي بينما تحدث فارس : خلاص سبيه يهدي دلوقتي وبكري نكلم .
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
كان معاز يعمل في الشركة ، فقد سافر فهد وترك الحمل علي عاتقهُ هو وتمارا ، كان متعب للغايه ، أخذ ينهي بعض الأعمال ليرحل ، بعد إنهاءهُ من العمل خرجم من الشركة وتوجه لمنزلهُ ، حاول أن يحادث فهد كثيراً ولكن هاتفهُ مغلق مما زاد قلقهُ عليه ولكنه متيقن من أن فهد لن يصيبه مكروه ، فهو بالتأكيد سيحل تلك المعضله ويعود .
وصل معاز للڤيلا ليركن سيارتهُ ، لاحظ أختهُ الجالسه بالجنينة علي العشب ، في منتصف لوحاتها وألوانها وأوراقها المبثره هنا وهنا التي تحتوي علي رسوماتها ، تقدم إليها بإبتسامة متعبه علي ثغريهِ ، ليلاحظ تجميعها لشعرها الأشقر بإحدي فرش تلوينها ليقهقه عليها ، وقف يتابع رسمها لا يريد أن يخرجها من تركيزيها ، بينما إلتفتت هي لتأخذ علبة ألوانها لتلاحظه ، إبتسمت بإتساع وأردف : ويييزو جيت امتي .
ضحك هو وأردف : لسه من شوية ، إنتي مش هتبطلي تبهدلي الدنيا كدي .
أخرجت لسانها وأردفت : إذا كان عاجبك .
ضحك مجددا بتعب وتحدث بهدوء : عاجبني يا ستي ، قوليلي بترسمي إيه .
حبيبه بهدوء وتلقائية : الدكتور قالنا نرسم لوحة تعبر عننا ، وهيقيم أجمل أربع لوح بكري في المحاضرة .
جلس بجوارها وأردف بإستنكار : والشخابيط دي بقي اللي بتعبر عنك .
وكزته بكتفه بخفه وتحدثت : بص يا سيدي .
همهم بضحك لتتابع : إنت عارف إن حياتي كلها الرسم والألوان ومفيش حاجة تعبر عني غيرهم ، عشان كدي اللوحة دي بتعبر عن حبي ليهم .
شد فرشة شعرها بإنزعاج وأردف بمرح قليل : أيوة أيوة يا أختي ، ناس في مشاكل ، وناس طالع عينيها طول النهار ، وإنتي قاعده بتعبريلي عن الرسم اللي جواكي ، كان إيه اللي دخلك الكليا دي ، مكنتي دخلتي إدارة أعمال وتيجي تطحني معايا .
تحدثت هي برقه وبعض الضيق : أولاً أنا بنت يعني انت تجيب فلوس وأنا أصرف ، ثانياً أنا بحب الرسم ، وثالثاً وده المهم اربط شعري يا معاز تاني عشان هيتبهدل من الألوان .
أخرج لسانه وأردف مشاكياً إياها فهو يعرف أنها لن تستطيع ربط شعرها بسبب يديها الملطخة بالألوان : إربطيه إنتي .
تحدثت هي بمكر : معاز أنا نقطة قوة يا حبيبي مش نقطة ضعف ، هدلق عليك الألوان دي .
تذكر مشاكسة أروي فأردف بشرود : أه منكو بنات ، محدش يقدر عليكم أبداً .
حبيبة بفخر : طبعاً ، إللي بييجي علينا بيخسر .
ربط لها شعرها مجدداً ثم قبل وجنتها وأردف : تصبحي علي خير ، ومتطوليش في القاعده كدي لوحدك .
اومأت له ثم تركها وصعد لغرفتهُ ، أبدل ملابسهُ بأخري منزليه مريحة ، ثم ألقي بجسده علي السرير بتعب ، لم يستطيع النوم رغم تعبه بسبب قلقه أولاً وإشتياقه ثانياً ، إشتياقهُ نعم فلقد إشتاق لها لبسمتها ، لضحكتها ، لشقواتها ، لهلعها ، لمصائبها ، رغم أنه مر يوم فقط بدون رؤيتها ولكن يشعر بشئ ينقصه ، أغمض عينيهِ بقوه هو يعرف أنه أخطأ وربما لم تسامحه ، ولكنه سيحاول بكل الطرق فهي لهُ في النهاية شائت أم أبت ، أمسك بهاتفه وضغط رقمها فهو يريد سماع صوتها فقط ، بعد قليل جائهُ صوتها الناعم ليغمض عينيه مستمتع بنبرتها التي ترقص مع عزف روحه وقلبه الذي يدق بشده لمجرد سماع صوتها .
كانت هي جالسه بغرفتها حين رن هاتفه برقم غريب لتجيب فهي غير مسجله لإسمه علي هاتفها ، تحدثت برقه : ألو .
لم يأتيها رد لتتحدث مجدداً بتعجب : ألو ، مين معايا .
نظرت للهاتف ثم أعادته علي أذنها ، هي كانت تستمع لصوت تنفس مضطرب نطقت شفتيها بإسمه فجأه بهمس ليدق قلبه ، تحدثت مره أخري بتوتر : ألو .
وحين لم يأتيها رد قفلت الخط ، ثم راحت تتأكد من شكوكها ، حين طابقت رقم الهاتف برقم الرسائل الذي أرسلها لها من قبل ولم يخيب ظنها إذا كان الرقم متطابق ، وضعت يديها علي قلبها الذي بدأ يدق بشده ، هي أيضاً إشتقات ، كانت تريد محادثته مره أخري فهي قلقه علي حاله وصحته بعد فعلها ولكنها آبت ذلك بعنادها ، هو إعترف أنها ستكون ملكه ولكن لم يعترف بحبها بعد ، وهي إعترفت بمشاعرها التي عاهدتها معهُ ولكن لم تعترف بحبه أيضاً ، كلاً منهم يمر بمراحل الحب ، كلاً منهم يعايشو تلك المشاعر ، كلاً منهم يريد الأخر ، ولكن هو لم يعترف بعد بحبه ، وهي تعانده ولكن ما لا تعرفه انها تعاند مشاعرها ، تعاند صوت قلبها !! .
سمع صوتها الذي لطالما أحبه وإشتاق إليه ، لم يستطيع الرد عليها فبماذا يجيب وهو في نظرها حقير كما قالت ! ، سمع صوتها وإبتسم فجأه وكأنه سمع همس شفايفها بإسمه ثم إبتسم علي نبرة توترها ، تنهد بحزن حين أغلقت ولكنه عزم أمره ، ستكوني لي يا أروي ، ستحبيني برضاكي ، سأحصل عليكي ثم ستقعي لي كما وقعت لكي .
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
علي حالهِ جالس ينفث دخانهُ بشراسه في شرفة الغرفة بالفندق ، بينما يجلس عمار بضيق لم يطيق أكثر من ذلك فهو قرابة الساعتين علي هذا الحال ينتهي من سيجارة ويشعل الأخري ، تقدم عمار من الشرفه بعد أن عزم أمره علي حديثه ، التقط السيجاره منه بعنف ثم ألقاها من الشرفه ، ليرمقهُ فهد بضيق ثم يضع رأسهُ بين يديه ويشد خصلاته للخلف بغضب ، راح عمار يجلس بجواره ويتحدث وهو يضع يديه علي قدمه : فهد ، كلمني متفضلش ساكت كدي .
راح فهد يمسح علي وجهه بغضب وضيق بالغ ، ثم أخذ رأس أخيه ودفنها بصدره ليتسمك عمار بهِ ، بينما أخذ يضرب علي ظهرهُ بحدة وندم لأنهُ من وضعه في ذلك الطريق ، حذر عمار تفكيره فتحدث وهو يبتعد بسرعه : انت ملكش ذنب في اللي حصل .
فهد بحزن وهو يكاد يبكي : انا غلطان ، مكانش لازم ابعتك هنا من الأول.
نفي عمار وتحدث : لا يا فهد ده مش ذنبك ، وبعدين احنا الحق معانا ، وربنا مش هيسيبنا .
فهد بغضب بسبب حزنه : مكانش لازم تتسرع وترفع الدعوه .
عمارا مباغتاً إياه : مكنوش هيسوبينا حتي لو مرفعتهاش بعد ما عرفت سرهم وتجارتهم بالسم ده .
فهد بغضب وحدة مفرطة : ولو جرالك حاجة انا هعمل ايه ، لو سجنوك هنا في البلد الغريبة دي عشان غبائك ده هعمل ايه .
ثم راح يتحدث بغضب وحزن وهو يشد شعره بقوة وقد فرت دمعه من عينه : أنا الغلطان أن الغلطان .
ثم راح يتحدث بغضب وحزن وهو يشد شعره بقوة وقد فرت دمعه من عينه : أنا الغلطان أن الغلطان .
عمار بنفي وهو يتمسك بأخيه : لا إنت مش غلطان ، احنا هنقوم محامي وصدقني ربنا هيقف معانا ، إحنا معملناش حاجة غلط عشان نتحاسب .
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
صباحاً إستيقظت تمارا وارتدت ملابسها المكونة من بنطال أسود ضيق وشميز أبيض طويل نسبياً وارتدت هيلزها الشتوي الكافيه ( الهاڤ بوت ) وارتدت معطفها الكافيه ثم نزلت ، جلست بجوار والدتها لتفطر ، وبعد إنتهاء الفطور تحدثت تمارا : أنا راحة الشركة .
ألفت بهدوء : مالك ومامته هييجو يتغدو معانا إنهاردة ، فياريت تيجي بدري .
توترت من ذكر إسمه ولكنها أردفت بضيق تصتنعه بالفعل : هييجو يعملو إيه يا ماما ، هو صدق أني هجوزو بجد .
ألفت بهدوء : انا ملييش دعوه باللي بينكو تحلوه انتو ، انا ليا ان اهل الراجل اللي قاري فتحتك جايين انهارده .
انزعجت هي وجزت علي اسنانها واردفت : طيب ايه رايك ان انهاردة بالذات هتأخر في الشغل .
ألفت بحدة : تمارا أنا مبهزرش متحرجنيش ادام الناس .
تمارا بهدوء : أنا كمان مبهزرش ، فهد مسافر والشغل كله عليا يعني هاجي متأخر .
ألفت بتعجب : وفهد مسافر ليه .
تمارا بتلقائيه : هيكون مسافر ليه يعني ، أكيد مسافر لشغل .
ألفت بفضول : مش عمار مسافر ، هو يسافر ليه .
تمارا بتأفف : أووف يا ماما هو تحقيق .
ثم تركتها وخرجت من المنزل وتوجهت للشركة .
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
صباحاً بحث فارس عن محامي بأمر من فهد ، وفي غضون بضع ساعات وصل المحامي للفندق ليجلس مع فهد وعمار ليسرد فهد لهُ كل شئ .
المحامي بأسف : للأسف موقفكم ضعيف للغاية .
فهد بضيق : وما الحل .
المحامي بتنهد : ليس أمامنا غير إستعمال شهادة عمار بيه والشاهدين ، لقد تم تفتيش المخازن كما تقولون ولم يجدو أي دليل ، غير أنكم مصريين قد يعتبروكم لدي جماعه إرهابية تريد تشويه إقتصاد البلد .
تحدث فهد بحدة وإنزعاج : وأنت ما رأيك هل نبدو جماعه إرهابية تريد تشويه إقتصاد بلدكم .
المحامي بحرج : إهدأ فهد بيه ، سنستغل أنك رجل أعمال كبير وناجح ولك علاقات كثيرة في الغرب في تعزيز موقفكم ، وأنكم ليس لديكم أي نيه لتلك الإدعائات وأنكم هنا للعمل فقط .
تنهد عمار ببعض الأمل بينما أنهي فهد حديثه مع المحامي وودع إياه ، بعد قليل دق أحدهم علي الغرفه ليفتح فارس الباب ، ليجد أحد العاملين يحمل بيده ظرف صغير مرسل لعمار وفهد نجم الدين .
أعطي فارس الظرف لفهد ليفتحه ويقرأ محتواه ثم تحدث بضيق : ده إعلام من النيابه ، المحكمة بعد يومين .
عمار بتنهد : بيستغلو نفوذهم كويس ومبيضيعوش وقت .
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
حاولت اسيل عدة مراات محادثة فهد ولكن هاتفهُ مغلق بإستمرار ، وقلقها يزيد عليه ، هي قلقه فقط بسبب توديعه بهذا الشكل ولكنها لا تشعر بأن هناك شئ سيئ سيحدث ، أخذت تدعو الله أن يكون بخير ، ما إن يئست من عدم إجابته حتي لجأت لأروي .
دخلت اسيل عليها غرفتها لتجدها شاردة تجلس في الشرفة ، فإتجهت لها وتحدثت بهدوء : سرحانة في إيه .
أروي بنفي : ولا حاجة .
اسيل بتنهد : أروي عايزة منك طلب .
همهمت أروي للتتابع اسيل : عايزاكي تكلمي معاز يمكن يعرف حاجة عن فهد .
أروي بعدم إستيعاب : أكلمه إزاي ، لا طبعاً لايمكن ، مش بعد اللي عمله أكلمه .
اسيل بتنهد ثقيل و بقلق : فهد مبيردش عليا ، وأنا قلقانة عليه أوي .
نظرت أروي لها لتجد تلك النظره الصادقه بعينيها فنست مشاكلها وقررت مساعدة شقيقتها فتحدثت بمرح : حاضر يا ستي هتصلك بيه .
ابتسمت اسيل وتحدثت بإمتنان : شكراً يا رورو .
بادلتها أروي وأمسكت بهاتفها ورنت علي رقمه المسجل في أول قائمة الإتصالات الوارده ، ابتسمت بصدق حين أتاها صوته الرجولي بسرعه وكأنه كان يضع يديه علي الهاتف .
معاز بعدم تصديق وبسرعه وإشتياق : أروي .
دق قلبها بصدرها بشده ما إن سمعت نبرتهُ الصادقه ، لم تجيب لوهله ليتحدث مره أخري : حبيبتي ردي عليا ، انا أسف والله أنا أسف .
شهقت بسرعه حين سمعت تلك الجملة ، هو يعتذر ويناديها بحبيته أيضاً ، جمعت شمل نفسها وتحدثت بقوة وبدون مقدمات : أنا إتصلت عشان اسيل قلقانة علي فهد ، وعايزه تعرف إذا كنت تعرف حاجة عنه .
سمعت تنهده الحزين وتحدث بنبره حزينة لينكسر قلبها : لا مكلمتوش ، تليفونه مقفول من ساعة ما سافر .
أجابت بتوتر وبعض الإقتضاب : طيب شكراً ، أسفة علي الازعاج .
وقبل أن يتحدث أغلقت الهاتف ، أخبرت اسيل ما قاله بصوت مبحوح لتنزل دمعه منها وتمسحها بسرعه ، تنهدت اسيل بقلق زائد ثم تحدثت بمرح : بقيتي حساسة اليومين دول أوي .
أروي بدموع : معرفش انا مخنوقة اوي .
اسيل مبتسمة بهدوء : انتي بتحبيه بطلي عناد .
أروي بشرود وهي تبتسم : قالي يا حبيبتي .
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
خرجت تمارا من الشركة بعد إنتهائا لعملها ، لتجد مالك واقف مستند علي سيارته ينتظرها بالخارج ، تنهدت بمراره ثم توجهت لسيارتها ، رءاها هو وهي تسير لسيارتها فجري ممسكاً بذراعها وتحدث : تمارا تعالي هنمشي سوي .
تمارا بهدوء : لو سمحت يا مالك سيبني في حالي ، ثم تابعت بضيق وسخرية : وبعدين انت بتعمل إيه هنا ، مش عندك غدا مع ألفت هانم .
مالك بهدوء : أيوة وجيت أخدك عشان نروح سوي ، يلا .
ثم سحبها متجاهلاً إعتراضها بينما تحدثت هي بتأفف بعد أن وجدت ألا مفر من الإعتراض فلقد أصبح مختلفاً عما قبل : طيب وعربيتي .
تحدث بحزم ثم غمز لها بنهاية كلامه : مش مشكلة هبقي أوصلك بكري الشركة .
تأففت هي وأربعت يديها أمام صدرها ، بينما تحدث هو مع عامل الشركة أن يرجع السيارة لمرفق السيارات بالشركة ، ثم أخذ مقعد السائق وانطلق بالسيارة ، وجدته يغلق الأبواب بالقفل الإلكتروني لتتحدث بسخرية : متخافش مش هرمي نفسي من العربيه .
قهقه عليها وتحدث : مش هسمحلك تعمليها أصلاً .
زفرت الهواء بضيق وأردفت بحدة : علي فكرة بقيت سمج .
ضحك بقوة وأردف مبتسماً : وانتي بقيتي عسل .
نظرت له بصدمة ثم توترت في جلستها واحمر انفها خجلاً ، عم الصمت بينهم لتتحدث فجأه وقد اكتشفت شئ : احنا رايحين فين ده مش طريق البيت .
مالك بهدوء ونظره مركز علي الطريق : متخافيش مش هخطفك .
تمارا بقلق : مالك احنا رايحين فين ، مالك وقف العربية .
نظر لها بتعحب وأردف : مش هاكلك يا تمارا ، هنكلم شوية وهنرجع تاني.
تمارا بقلق : لا رجعني البيت لو سمحت .
نظر لها بحاجبين مقرونين ، ليجد تعابير القلق علي وجهها ليتحدث بحنان : انتي قلقانة كدي ليه يا تمارا انا عمري ما هأذيكي .
تمارا بسخرية : لا يمكن اصدقك ،، سبق وأذتني .
تنهد بثقل وقد وصل لوجتهُ ، حيث وقف بسيارته عند إحدي الشواطئ الفارغه ، في مكان هادئ كلياً ، نظرت هي حولها بقلق فكان المكان خالي من أي أحد ، ابتلعت ريقها وحاولت فتح الباب لكنه مقفل فتحدثت بتوتر بسبب تواجدهم في هذا المكان اولاً وبسبب تواجدها بجانبهُ ثانياً : مالك روحني .
التف لها بجزعه وامسك بيدها لتنتشلها منه وقلبها يكاد يخرج من ضلوعه خوفاً وتوتر ، تنهد هو وتحدث بإطمئنان : اهدي يا تمارا عشان نعرف نكلم.
تحدثت بتوتر وهي تنظر حولها للمكان الخالي : طيب روحني ونكلم في البيت .
ابتسم بهدوء و فتح الأقفال لينزل ويدور حول السيارة ويفتح لها الباب ويتحدث مبتسماً : انزلي .
لم يكن أمامها إلا السماع له فنزلت والتوتر يتملكها ليلتقط يدها ويسير معها للأمام قليلاً وقف أمام هذا الشاطئ وتحدث وهو يشاور علي كل تلك المساحة الخاليه من المساكن والناس : الارض دي كلها بتاعتي .
نظرت له ليتابع : فاكرة يا تمارا لما قولتلك ، اني في يوم من الايام هشتريلك بيت كبير ويكون بيبص علي البحر و هنعيش فيه وهنربي ولادنا فيه .
نزلت دموعها علي تلك الذكريات ليتابع هو بحنان وصدق وهو ينظر لها : هنا هبني البيت اللي كنا بنحلم بيه ، بيتك يا تمارا ، بيتنا اللي هنتجوز فيه وهنعيش سوي فيه .
نظرت له بعدم تصديق والدموع بعينيها ليتابع : انا عملت كل ده عشانك يا تمارا ، سامحيني بس دي الطريقة اللي كانت ادامي ، ارجعيلي يا تمارا وصدقيني هعوضك عن كل اللي فات .
لم تتوقف دموعها بينما تحدثت بمرارة : انا اتعذبت اوي ، كنت محتجالك اوي .
مسح دموعها بيده واردف بحنان : من هنا ورايح انا معاكي ومش هسيبك تاني ، ووعد مني دموعك دي مش هتنزل تاني ، بس انتي وافقي وسامحيني وخلينا نبدأ صفحة جديدة ، انا بحبك يا تمارا .
ابتسمت بين دموعها واردفت : وأنا كمان .
أخذ يقفز كالمجنون ، كان يريد إحتضانها ولكنه تذكر أنها ليست زوجتهُ بعد ، أخذ يجري بالمكان فرحاً و يتمتم بعبارة : بحبك ، بصوتٍ عالٍ .
بينما كانت تضحك هي ولاول مرة من أربع سنوات ضحكة من أعماق قلبها ، ضحكة حقيقية وليست مصطنعه ، ضحكة نابعه من فرحها لعودة روحها لها .
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
مر اليومين سريعاً وها قد جاء اليوم المنتظر لكلً من فهد وعمار ، فهد كان قلقاً وهو يجلس بالمحكمة ينتظر دورهم لبدأ قضيتهم المرفوعه ضدهم خائفاً علي أخيه الذي قد يلقي حتفه بقرار هؤلاء القضاه ، لقد استعان بالسفاره المصرية ووكلت لهم محامي ولكن المحامي قال نفس الكلام الذي قالهُ المحامي الأمريكي الذي استعان بهِ فهد ، فترك فهد الأمر إلي ربه وناجاه أن يكون معهم ، بينما هناك ذاك وجون يقفون وعلامات الثقة محفورة علي وجوههم مع علامات السخرية والمكر ، انقبض قلب فهد حين نادي ذلك الرجل بإسمهم معلناً عن بدأ محكمتهم للحكم بالقضية المرفوعه عليهم .
قبض فهد علي كف عمار الذي كان خائفاً بشده ليطمئنه دخلو سوياً قاعة المحكمة .
قدم محامي جون وذاك اسبابهم لرفع الدعوة ، وكذلك قام محامي فهد وعمار للدفاع عنهم ، ليتحدث القاضي : الحكم بعد المشاورة .
تنهد فهد برهبة ، لاول مرة يخشي شئ وهو فقدان أخيه ، قبض علي يد أخيه ليجدها مثلجه للغايه ، ليأخذه بين ذراعيه ويردف : متخافش انا معاك .
عمار بدموع : انا اسف سامحني لو في يوم زعلتك .
فهد بحدة : اكتم ايه اللي بتقوله ده ، احنا هنخرج من هنا سوي .
ابتسم عمار لأخيه ، حين دخل القضاه مرة أخري وتحدث القاضي الذي سينطق بالحكم : بعد سماع الشهود وبالأدله المقدمة من كلا الطرفين ، ونظراً لـ ....
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
#يتبع