الفصل التاسع والعشرون - عزف الروح
الفصل التاسع والعشرون
ذهب فهد لشركتهِ وإتجهت اسيل للجنينة الفسيحة كانت تسير بهدي مستمتعه بالأخضر النضر الذي يحيط بها وهي تتلمسهم برفق ونعومة حتي تبين لمرءاها هذا الرجل كبير السن والذي بدا عليه أنه " الجنايني " حيث كان ممسكاً بمقص الأعشاب الكبير يقص أوراق الشجر والذرع ويقوم بعمله بمهاره ليحافظ علي نضرة تلك الخضره .
إقتربت اسيل من الرجل ولاحظت التعب البادي علي قسمات وجهه وتندي جبينه كذلك لتطلب منه الراحة و عرض المساعده بفعل ما تحب هي فعله من الإعتناء بتلك الزروع ولم يكن الرجل ليرفض فهو يحتاج لتلك الراحة وبشده لذا ترك لها معداته وإتجه لمنزلهِ بعد أن عفتهُ اسيل من مهامهِ اليوم وراحت هي تمسك بالمقص وتقص الزرع بعنايه فائقة كما كانت تفعل بمنزلها وهي تتذكر لحظات كانت من الماضي البعيد وأخيها يعلمها كيفية العناية بتلك الزروع والأزهار والأشجار .. وفي عز وميض عينيها التي إلتمعت مع تذكر تلك الذكريات إستمعت لصوت عمار الذي أخرجها من شرود ذكريات جميلة ولكن تذكرها مؤلم بسبب فقدان المشارك لها فيهم فجاءها صوت عمار الذي تحدث بنبره غريبة علي مسامعها نبرة قوية تحمل التهديد بين طياتها : حاسبِ لتعوري نفسك .
وبرغم نبرته لكنها لم تعطي للأمر بالاً وهي ترد عليه بإبتسامة : متخافش أنا متعودة .
وجذبت جملتها جمله أخري من عنده ومن ثم من عندها وهكذا حتي إنتهي حديثهم بإجابة علي سؤالها والذي كان إلي أين سيذهب هو ليخبرها بهدوء : هروح أشوف ناس صحابي وبعدين هطلع علي الشركة .
وهكذا كان نهاية حديثهم وهو يتجه لسيارته ليركبها ويذهب خارج هذا القصر وتفكر هي في كم الإختلاف بين الشقيقين ولكن فهد لم يترك لها أي إختلاف غير عشقه هو من إمتلك القلب .. فهد لم يريها إلا المرح وكذلك شخصية عمار كطبع مرحة ولكن فهد هالته المحيطة بهِ لا يمكن أن تتجزأ علي إثنين لتزعم أن حبيب قلبها وزوجها لا يمكن وجود نسخة له في هذا الكون هو لها وهي لهُ وفقط .
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
في إحدي الكافيهات إلتقي عمار ببعض من أصدقائه الذي أهملهم بالفتره الأخيرة حيث إنشغاله بالعمل الذي تمسك بهِ بقوة وأجاده علي أكمل وجه فصحيح كما يقال " الضربة التي تؤلم إما أن تقوي أو تؤذي بشده " وهو فاق منها قوياً قوياً للغايه لدرجة بات فيها أقرب لإنعدام الضمير ،، وبين حماس أصدقائه بلقاءه بعد فتره تغيب وعتاب ولوم ومزاح كان هو بحاجته ليشعر بعودتهِ للحياه إقترب منهم إحدي حراس المقهي والذي يعرف عمار جيداً فهو زائر دائم هو رفاقه لذلك المقهي متحدثاً بحرج جدي : عمار بيه في أنسة خبطت عربيتك وهي بتركن .
وهذا ما كان ينقصه ليمسح علي وجهه بغضب قبل أن يقف متجهاً للخارج متقدماً لسيارتهِ والفتاه التي تقف بظهرها لهُ تتفحص سيارتها وسيارتهُ بذعر حقيقي وهي تخشي أن يكون صاحبها وقح أو ما شابه لكي تعرف التفاهم معهُ بينما خرج رفاقهُ خلفه ووقفوا أمام باب المقهي ينظروا لهم .
إقترب من الفتاه وتعداها بضيق وراح ينظر للضرر الذي لحق بسيارته والذي لم يكن بالضرر البالغ ثم رفع رأسه ليواجهها ليرفع حاجبيه بدهشة وهتف بنفس الدهشة : حبيبة .
منذ أن تخطاها وهي رأتهُ وعرفته علي الفور تتنهد براحة وتزدرد ريقها بحرج منه وما إن عرفها هو ولفظ بإسمها حتي تحدثت بأسف: أنا أسفة والله معرفش حصل كدي إزاي أنا كنـ ...
وقاطعها متحدثاً بهدوء : خلاص خلاص إهدي محصلش حاجة ... إنتِ فكراني صح .
وكيف لا تذكرهُ وهو الذي أرهق تفكيرها تحت صفة فتي الأحلام لذا تخبطت وجنتيها بحمرة خفيفة وهي تردف بهمس : أيوة فاكرة حضرتك يا أستاذ عمار .
إبتسم وتحدث بمزاح : حضرتك وأستاذ في جملة واحدة .
ثم ضحك بقوة لتزداد وجنتيها حمرة من الخجل وهي تري ضحكتهُ الساحرة وأكمل حديثه قائلاً بجدية : بلاش الألقاب دي عمار وبس .
نظرت له بحرج ليكمل هو مؤكداً : تمام .
وقبل أن تومئ له حسب ما كانت ستفعل بتلقائية إستمعت لصوت أصدقائه العالي الذي صدح في المكان بهتاف مازح لتتوتر : " أيوة يا عم عمار" ،، " ماشية معاك زي السكينة في الحلاوة " ،، " الصنارة غمزت ولا إيه " .
وبين هتافهم وتصفيرهم لصديقهم توترت هي لذا إنسحبت قائلة وهي تشعر وسط هتافهم ببعض الإهانة : أنا همشي وهكلم معاز هو هيتكفل بتصليح عربيتك .. عن إذنك .
وبعد قولها ركبت سيارتها وإنطلقت بها وحدثت معاز أخيها والذي حدثَّ عمار معتذراً لهُ نيابةً عنها وعمار لم يكن أقل ذوقاً منهُ حين حدثه بلا بأس وأنهُ ليس بالضرر البالغ ولم يكن ولد نجم الدين الصغير ليقبل تعويضاً فهو بات يسير في طريق يعرف كيف يأخذ فيهِ حقهُ جيداً وربما يأخذ ما ليس له حق فيهِ أيضاً .
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
دخلت تمارا مكتب فهد وهي تحمل بيديها ملف هام للغاية ليأمرها فهد بالجلوس لتجلس ثم تناولهُ الملف .. إلتقط فهد الملف منها وأخذ يتفحص أوراقه بإهتمام ثم تحدث بجدية : كدي تمام .. محدش هيقدر ياخد المناقصة دي مننا .
وشجعها بعد ذلك قائلاً : براڤو عليكي يا تمارا إنتِ أثبتي جدارتك في المناقصة دي ... ثم تابع بثقة : ولما نكسبها ليكي حلاوة كبيرة .
إبتسمت لهُ وتحدثت بهدوء إكتسبتهُ منذ ظهور مالك مجدداً في حياتها : أهم حاجة نكسبها أنا عارفة أد إيه الصفقة دي مهمة بالنسبة ليك يا فهد .
أومأ لها بإمتنان ثم دخل عليهم عمار لتستأذن هي منهم .. نظر فهد لعمار وحثهُ علي الجلوس ثم قام وتوجه لخزنتهِ ليضع الملف داخلها في حين كانت بنيتهُ الضخمة تغطي بالكامل الخزنة لذا لم يستطيع عمار رؤية أي شئ من الخزنة .. إنتهي فهد من وضع الملف داخل خزنته ثم توجه لكرسيهِ مرة أخري في حين تحدث عمار قائلاً بتساؤل : ده ملف المناقصة الجديدة .
أومأ لهُ فهد ليتحدث عمار بتلقائيه : طيب عايز أبص عليه .
فهد بتساؤل هادئ وهو ينظر له تارة ثم للأوراق التي أمامه تاره أخري : ليه .
ضيق عمار عينيه قائلاً : عايز أعرف العرض اللي هنقدمه .
نظر لهُ فهد وأردف قائلاً بعملية : مفيش داعي الكل هيعرف بعد المناقصة .
قطب عمار حاجبيه أكثر وهو يشعر بفقدان مكانتهُ في قلب أخيه في أوقات العمل متحدثاً بصوت أشفق عليه فهد منه : وهو أنا زي الكل .
فرك فهد جبينه بعجز أخيه ما زال صغير يريد التدليل من اخيه الأكبر ولا يفهم أن العمل لا يريد من المشاعر شيئاً لذا حدثه برفق قائلاً : عمار إحنا هنا في الشغل مش في البيت العرض محدش شافه نهائياً ومحدش هيشوفه غير بعد المناقصة لازم تفهم إن الشغل لازم يمشي صح ولازم تعرف إن في الشغل كمان متثقش في حد نهائياً الكل بيطعن في الضهر .. عمار الكلام ده نصيحة ليك مش معني كدي إني مش بثق فيك .
أومأ عمار لهُ ثم تحدث : تمام أنا رايح علي شغلي .
ثم وقف ليتجه إلي مكتبهِ وما إن جلس علي كرسيه حتي ألقي بكل شئ أمامه علي الأرضية وأمسك بقلم وجده علي المكتب بغضب ليكسره في يده وهو يجز علي أسنانه وشيئاً فشيئاً وجد جرح يدهُ القديم من زجاج مرآته ينزف مجدداً ليبتسم بحقد وهو ينظر لهُ محدثاً نفسه أن جرح يديه غائر لم يلتئم بسهولة وها هو ينذف مجدداً فما البال بجرح قلب تحطم كلياً ومازال النزيف مستمر هكذا حدث نفسه وهو ينظر لجرح يديهِ والحقد يتسلل لقلبهِ شيئاً فشئ .
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
مساءاً وصل فهد المنزل و ظل يبحث عنها بعينيه ولكنه لم يلمحها حتي وكان في طريقه للصعود ولكن آتاهُ مكالمة مهمة بشأن العمل ليتجه لمكتبهِ وهو يرد علي هاتفهِ بينما هي في الأعلي حين إستمعت لصوت إطارات سيارته نزلت للأسفل بعد أن تأكدت من كونهِ من أتي لتجده يدخل غرفة مكتبه لتزم شفتيها بضيق وهي تتجه خلفه .
دخلت عليهِ المكتب ولم يشعر بها حيث كان يقف أمام الباب الذي يطل علي الجنينة الملحق بغرفة مكتبه وظهرهُ لها كلياً لذا إبتسمت فور رؤيته هو من ينير حياتها يومها كان بلا معني بدونه والأن تري يومها مكتمل .. إقتربت منهُ حتي وقفت خلفه ثم أخذت خصله من شعرها الطويل لتمررها علي وجهه بمشاكسه وما إن إلتف إليها مبتسماً حتي قوست شفتيها ووضعت خصلتها أعلاهم في حركة مسرحية ليبعد هو هاتفهُ عن أذنيهِ قليلاً ثم يقبل شفتيها المتقوسة بسرعه وراح يحيط خصرها وهو يعيد هاتفه علي أذنهِ ويكمل حديثه وراحت هي تكمل اللعب بخصلة شعرها علي قسمات وجهه لذا أنهي هو الإتصال سريعاً لينفض لها كلياً ويحيط بيدهِ الأخري خصرها أيضاً ليرفعها عن الأرض لتقابل وجهه ودفن وجهه في شعرها يستنشقهُ قبل أن يتحدث بهمس : وحشتيني .
إزدادت هي من إحتضانه وتحدثت بهمس مماثل : وإنت كمان .
أنزلها علي الأرض وقربها إليها بشده من خصرها ليذكرها بتلك الحركة التي لم ينفك منها بإرادة إدخالها بداخل ضلوعه وراح يحدثها أمام شفتيها : وأنا كمان إيه .
إبتسمت بعشق ومازحته وهي تميل بوجهها قليلاً وتلاعبه بخصلتها مجدداً قائلة : يا تري إيه .
وأمام رؤية ملامحها وشفتيها الكرزية المداعبة لهُ حملها علي حين غرة من خصرها بيد واحدة بجوار جانبه الأيمن فأصبحت معلقه بجوار خصره ... قدميها من خلفه ونصفها العلوي من أمامه حيث إستطاعت رؤية وجهه و سار بها لغرفتهم وهي شهقت وهي تري نفسها في تلك الوضعيه ووضعه يديها علي وجهها خجلاً ما إن رأت ضحكات الخدم عليهم وهي تتسائل أهي خفيفة لتلك الدرجة ليحملها هكذا أم هو القوي ذو العضلات بزيادة .
دخل فهد غرفتهم ليتجه للمرآه وتوقف أمامها بجنبهِ لتري هي نفسها بالمرآه محلقه بالهواء.. ذراعهُ فقط الملتفه حول خصرها ما تمنعها من السقوط ثم حدثها بعبث : يا تري إيه في رأيك .
تحدثت هي مقوسة شفتيها بعبث طفولي أجادته : يا تري إيه .
أرخي يديه بالكامل علي حين غرة وقبل أن تسقط كان إلتقطها مرة أخري بنفس الوضعية لتشعر بنفسها كالريشة يتلاعب بها كما يشاء .. كانت حركة مفاجأه بالنسبة لها ليدق قلبها بسرعه وتحدثت هي بسرعه كذلك بإبتسامة وهي ترفع يديها في حركة تدل علي إستسلامها : وحشتني وحشتني نزلني بقي .
وفي أقل من الثانية رفعها بنفس اليد لتصبح واقفة أمامه لتحدثه بذهول : إنت بتلعب بعجيبنة بيتزا .
وضحك علي تشبيهها وقبلها ثم إبتعد قائلاً بمزاح : مين بس قال إنك عجينة بيتزا .. ثم إلتقط شفتيها مرة أخري حتي تقطعت أنفاسهم فإبتعد قائلاً : دا إنتي البيتزا كلها .
لتضحك هي تلك المرة وهي تساعدهُ في خلع جاكيته ومن ثم حدثتهُ قائلة بهدوء : غير هدومك إنت وإرتاح شوية وأنا هشوف الغداً أخباره إيه .
ثم تابعت بحماس : أنا عملته بإيدي هما بس بيسوه .
مازحها قائلاً : كويس بدل ما يطلع محروق .
ضربته علي كتفه وهي تتذكر البيتزا التي كانت من المفترض أول ما ستصنعهُ له وحرقت وذهب مجهودها هباءاً ثم خرجت متجهه للأسفل بعد أن أعطتهُ ثياباً كانت إنتاقتها لهُ منذ ذمن ليرتديها بعد مجيئه وهي تشعر بالفراغ ودخل هو الحمام لينتعش بماء بارد فالصيف قد قرب وهو لم يكن من محبي المياه الدافئة يوماً بعد يوم متعب في العمل ثم خرج ووقف أمام المرآه ينشف شعره المبتل وسرحه بعد ذلك للخلف وأمسك باللابتوب الخاص بهِ وجلس علي السرير مستنداً بظهرهِ عليه ووضع اللابتوب علي رجليه الممدة علي السرير وراح يتابع أعماله من عليه حتي دخلت هي عليه مجدداً بعد وقت طويل نسبياً بالنسبة لهُ والبسمة علي شفتيها وملامحها السعيدة تزيل كل إرهاق يومه وتحدثت بحماس : الأكل جاهز يلا عشان تاكل .
وقام لها ليلتقط كفها مقبلاً إياه ثم يحاوطها لينزلوا سوياً للأسفل وعلي طاولة الطعام تذوق طعامها وأثني بمديح صادق عليه وهذا ما إنتظرته هي منه لتبتسم بسعاده وهو فرح للغاية بتلك الإبتسامة التي تميز محياها ورؤيتها سعيدة كانت بالنسبة لهُ كل السعاده الذي يحتاجها .... لذا حين إنتهي الطعام وخرجت معهُ للجنينه ليتمشواً سوياً بينما ذراعه يحتويها داخل صدره وحدثتهُ عن عملها مجدداً تنهد وهو لا يستطيع رؤيتها بموضع غير السعاده وبينما هي تنظر لهُ بتلهف منتظره ما سيتلفظ بهِ تحدث بجدية : طيب إيه رأيك تيجي تشتغلي معايا .
إبتعد عنه قائلة بعدم فهم : وشغلي أنا مع بابا والمشاريع اللي مسكاها ومسئولة مني والمفروض إني في أجازة وهرجع أكملها .
ثم علي صوتها بنزق : إنت إيه إعتراضك مش فاهمة .
قربها لهُ من خصرها بقوة وحدث إياها بصوتهِ المزمجر : صوتك يا اسيل ميعلاش .
إبتعدت عنهُ بقوة مزيحة ليدهِ من علي خصرها وتحدثت بتحدي : هنزل شغلي يا فهد .
قرب يديه من شعرها ولعب بخصلاتها بهدوء ليلعب علي أوتارها لم يكن يريد للأمور أن تصل لهنا ولكنها إستفزتهُ بقولها لذا تحدث بكل هدوء : لأ يا حبيبتي .. عايزة تشتغلي هتشتغلي معايا تحت عيني غير كدي لأ .
وإبتعدت عنهُ بعدم تصديق متحدثة وهي تضحك : إنت ضحكت عليا .
وقبل أن ينقلب ضحكها لبكاء أعطته ظهرها وإتجهت للداخل ثم للأعلي حيث الغرفة لتبكي وهي لا تعرف أي رجل قد تزوجته هي تحبه وهو يعشقها ولم يريها فقط غير وجهه الحنون العاشق لها تعرف أن لهُ وجوه أخري عده وتلعن غبائها الذي لم يجعلها تناقش معه هذا الأمر قبل زواجهم وبل للأصح لتلعن قلبها الذي إستسلم كلياً مغيباً القلب معه .
إستمعت لخطواته تقترب من الغرفة بعد أن إستمعت لصوت باب الجناح وهو يغلقه فمسحت دموعها بسرعه ودخلت للحمام لتغسل وجهها وتزيل كلياً أثار بكائها صحيح هي ليست قوية كطبع ولكنها قوية بتطبعها ولم تكن لتبكي أمامه يوماً فما زال ذلك الكبرياء بداخلها رغم كل شئ وبعد فتره خرجت وكأن شئ لم يكن غير ملامحها المنزعجة بكل تأكيد من قراره .. جابت الغرفة بعينها لتجده واقفاً بالشرفه ينفث دخان سيجارُه بشراسة لتتنهد بغضب وهي تحدث نفسها بحسناً ستجعله يقلع عن تلك السجائر مستقبلاً ثم إتجهت لتجلس أمام المرآه وأمسكت بالمشط التي أسقطتهُ من يديها محدثة ضجة بهِ عن عمد وإلتقطته وأخذت تسرح شعرها الطويل بعد أن جمعته علي جنب واحد وتركت عنقها مكشوفاً من الجانب الأخر ستعرف كيف ستتلاعب علي أوتاره الحساسة وهناك في الشرفة ما إن سمع تلك الضجة حتي إلتف لها ليرياها في لك المشهد أمامه فأطفأ سيجارته ثم إستند علي حافة السور بظهرهِ وذراعيه وراح يتابعها بشغف الصغيرة تلاعبه وأجادت اللعب فإتجه لها ليلتقط منها المشط ويلتقط كفها ليجلسا سوياً علي السرير وراح يسرح شعرها بصمت هو رجل لم يتنازل بجبروته ليبدأ بحديث لا يريد خوضه من الأساس وهي أنثي لديها كبرياء وعزة نفس فاقوا الدرجات العاليه تريده أن يتحدث ويخرج من صمته الذي يجننها هذا وحتي إنتهي وصفف شعرها تماماً لم يتحدث وقام من خلفها ووضع المشط مجدداً علي التسريحة ثم نام علي السرير بجوارها وظل ينظر لها بهدوء وهي تبادله بضيق حتي ضحك بقوة ساحباً رأسها لصدره لتتحدث بإستعطاف : هنزل الشغل يا فهد بلييز .
وكانت هذه المحاولة الأخيره معهُ قبل أن يعارضها أيضاً بضيق متحدثاً بجدية ناهية الموضوع : تعالي إشتغلي عندي وإمسكي المشروع اللي بينا وبين شركتكم وده أخر كلام عندي .
وكانت محاولتها الأخيرة قبل أن يأتي صباح يوماً جديد ويتجه هو إلي عمله وتقف هي أمام خزانتها تنتقي من ثيابها العملية ما يناسب اليوم لتتجه لشركة والدها بتحدي لا تعرف ما ثمنه ولكنها لم تكن بالأنثي التي تخضع .
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
#يتبع