الفصل الثامن عشر - عشق ناضج وعشق مجنون
الفصل الثامن عشر
"إيه؟! مش عايزة تجربي زي ما بتقوليلي إن الرواية فيها تفاصيل جريئة كتير؟!" أقترب أكثر بوجهه من وجهها لتشعر بالمزيد من أنفاسه تنهال على وجهها لتتوسع عينتيها في صدمة من كلماته
"صهيب بعد إذنك.. إبعد أرجوك!" همست في إرتباك لتتوسع إبتسامته من إرتباكها الذي ظهر على ملامحها ثم تنهد وهو يتفحص عسليتيها الحيوتين الذي بدأ أن يقع بعشقهما في جنون ثم أقترب منها للغاية لتشهق هي في خوف منه ولكنه قبل جبهتها ثم نهض مبتعداً
"حاولي تنامي بدري علشان هنخرج سوا بكرة، أجازة بقا وكده" أخبرها وهو ينظر لها ثم أضاف "تصبحي على خير" ابتسم لها في هدوء ثم توجه ليغادر غرفتها ولكنها أوقفته وهي تُصيح في رفض تام، فهي لا تزال تشعر بالمفاجأة من إقترابه الشديد منها
"لا مش هاخرج.. ولعلمك بقا" نهضت في تحفز لتُتابعه قبل أن يغادر "أنت لو قربت كده مني تاني بالأسلوب ده أنا مش هاتكلم معاك تاني أصلاً، سامع ولا أعيد تاني؟" حدثته بنبرة ظهر بها إنزعاجها ليلتفت هو لها متفقداً ملامحها وأقترب منها مجدداً لتأخذ هي خطوات للخلف في محاولة للإبتعاد عنه
"لأ سامع وعارف إن ده غلط، بس لما تبقي زي القمر كده أبعد نفسي عنك ازاي؟" تلك النظرة بعينتيه وتلك الطريقة التي يرمقها بها لم تتركا لها مجالاً للإعتراض وهي لأول مرة تستمع لمثل تلك الكلمات من رجل أمامها
"بس! . يعني! " لم تدر ماذاعليها القول وتاهت الكلمات من عقلها فحمحمت وهي تحاول إيجاد المزيد من الكلمات ليضحك صهيب بخفوت على تلك المعاناة التي ظهرت عليها وهي تحاول إيجاد المزيد من الكلمات ولكن الفشل الذريع كان واضحاً عليها
"تصبحي على خير يا لي لي" ابتسم ثم غادر ليتركها خلفه لتقع بالمزيد من الحيرة ولأول مرة يغادرها لتجد نفسها تبتسم بعد مغادرته.
❈-❈-❈
"حمد الله على سلامتك" تحدثت ماهيتاب لمازن بهاتفها بعد أن أجابت مكالمته فلقد إنتظت عودته مثل ما أخبرها
"الله يسلمك" أخبرها ليسود الصمت لبرهة ولكنه كان يريد التحدث إليها ليعرف المزيد عنها "إحكيلي بقا"
"أحكيلك إيه بالظبط؟" تعجبت لكلماته وهي لا تعلم من أين عليها البدأ ولا حتى ما الذي يريد أن يعرفه عنها
"كل حاجة، إصحابك، قرايبك، شغلك مكملتيش فيه ليه، عايز أعرف كل حاجة عنك يا ماهي" أخبرها لتتنهد هي وقد تذكرت ما مر عليها مع سمر وتلك العلاقة التي أستهلكت سنوات ومجهود لتتركها منهكة المشاعر
"بالنسبة لإصحابي فأنا نوعاً ما كنت منطوية شوية، ومعنديش غير صاحبة واحدة والحمد لله إتخانقنا النهاردة ومظنش هاكلمها تاني أبداً" حدثته في سخرية
"ليه كده إيه اللي حصل؟" تعجب مازن ليسألها
"يعني، حوار كبير آخره إني كان لازم معرفهاش تاني"
"طب ما تحكيلي.. أنا عندي وقت وبكرة أجازة وممكن نرغي براحتنا للصبح"
"مش عايزة بس أدوشك بـ.."
"لا يا ستي أنا عايزك تدوشيني وكلي أذان صاغية. إحكي بقا" قاطعها ليستمع لتنهيدتها وتريثت لبرهة لتُكمل في النهاية
"هاحكيلك.."
❈-❈-❈
أستيقظت على أشعة الشمس التي تسللت من شُرفة غرفتها لترمق الساعة لتعلم أنها لم تنل كفايتها من النوم وجذبت هاتفها لتتفقده لتلعن بداخلها فلقد نسيت تماماً أن اليوم وكذلك غداً عطلة لتزفر في ضيق، فلقد ظنت أنها تستطيع إرسال الطلب اليوم عندما يكون صهيب أمامها بالعمل ولكن معنى ذلك أن عليها الإنتظار يومان كاملان حتى تفعلها.
عكصت شعرها لأعلى بعد أن جلست على سريرها وأخذت تُفكر حتى طرأت فكرة على عقلها لتذهب مسرعة لتطبيق التواصل الإجتماعي الشهير فيسبوك ثم توقفت على الحساب الشخصي لصهيب بعد أن وجدته من حساب لينا وقامت بحظره تماماً.
فهي لن تعلم إلا لو قامت بتفقد القائمة المحظورة لديها أو قائمة النشاط وما تفعله من حسابها، كما أنها حذفت ذلك النشاط تماماً حتى لا تجده لينا هذا إن تفقدت هذه القائمة التي نادراً ما يتفقدها أحد.
أبتسمت بقليل من الراحة وتوسعت إبتسامتها وهي شاردة في تفكير، كم أن الحظ يلعب دوره معها بعدم إضافة لينا لصهيب حتى الآن على موقع التواصل.. كل ذلك جيد جداً إلي الآن، والبقية ستأتي مع الوقت حتماً لا محالة..
نهضت بعد أن تركت هاتفها جانباً وتوجهت للمطبخ لصنع القهوة ولتجد ما تتناوله في مُبردها الفارغ دائماً لتزفر في ضيق ثم أمتدت يدها لتتناول ثمرة تفاح لتشرع في تناولها كفطور لها ثم وصدت المُبرد مرة أخرى وأنتظرت نضوج قهوتها بفارغ الصبر وهي تعيد التفكير مرة أخرى في تلك الخطة التي تنسجها من طيات عقلها حتى تُفرق بين صهيب ولينا تماماً.
لم تلاحظ أنها مهووسة، لم يأت على بالها ولو لثانية واحدة أنها تقوم بفعل شيء خاطئ، لم تتقبل فكرة أن يرفضها رجل ولا يلقي لها بالاً. فهي منذ مراهقتها تعودت أن أي شاب أو رجل يتمناها..
فتاة مثلها تملك أنوثة طاغية، الإبنة الوحيدة المدللة لأبيها الذي يغدق عليها بالأموال التي يجنيها من عمله بالخارج، لم تجد والدتها بجانبها منذ صغرها، فلقد ماتت وأصبحت سمر وحيدة تماماً، حتى عندما تزوج أباها بأخرى لم ينجب أياً من الأبناء مما أعطاها الأحقية في الحصول على كل ما أرادته ولا يرفض لها طلباً أياً كان..
لم يخطر على عقلها أن وحدتها الشديدة بالرغم من كل ما تملكه قد تدفعها لتُفسد على فتاة أخرى حياتها بأكمله.. فالوحدة كالشيطان الأعمى الذي يوسوس للإنسان ويسيطر على جميع جوارحه حتى يفعل أشنع الأفعال بالبشرية بأكملها..
❈-❈-❈
بعد مرور يومان..
"ياااه.. يا ريتني أتجوزتك من زمان يا جي جي" أبتسم لها وهو يرتشف من قهوته
"ده فجأة كده" توسعت إبتسامتها وهي ترمقه بعينتين متوسعتان
"أنا طول عمري بعرف أعمل قهوة وصهيب كمان إنما أنتي قهوتك ملهاش حل، تسلم إيدك يا حبيبتي"
"ألف هنا" أقتربت لتقبله على وجنته
"إيه أخبار لينا وصهيب صحيح؟ أنا عامل نفسي عبيط أهو ولا بكلم صهيب ولا بسأل لينا لغاية ما أشوف آخرتها إيه معاهم"
"مفيش يا سيدي مقضينها فُسح أهو وصهيب هدى اللعب كده معاها زي ما قولتله وهي إبتدت تفك معاه"
"عارف إنت كل حاجة يا جميك ومدكن!" غمز لها لتتوسع إبتسامتها ثم هدأت لتُحدثه في جدية
"بص يا أمجد، أنا ولينا فعلاً واخدين كده أسلوب عدائي في حياتنا بسبب حاجات كتيرة واجهتنا ومبنحبش حد يفرض علينا حاجة، فموضوع صهيب ده كان جديد عليها خالص، ومتنساش إنها لسه صُغيرة على المواضيع دي"
"أنا فاهم يا حبيبتي، بس بجد لو حصل والموضوع بقا بجد أنا هاكون مبسوط أوي" أخبرها لتبتسم له
"أنا كمان هاكون مبسوطة علشانهم، صهيب ولد كويس ومتربي أحسن تربية، ولينا طيبة أوي وتستحق حد زيه.. أنا كل الليقلقانة وخايفة منه إنها لسه صغيرة مش أكتر"
"مش قولتلك متخافيش وأنا جنبك!" نظر لها بقليل من اللوم "ويا ستي لو صهيب زعلها في حاجة أنا موجود أهو، مش معنى إنه ابني يبقا هاسيبه يعمل اللي هو عايزه"
"إن شاء الله مش هايحصل حاجة" أخبرته لينهض بعد أن ترك فنجانه جانباً فلقد أنتهى من تناول القهوة بأكملها ثم توجه نحوها بعينتين ماكرتين
"بقولك إيه، فيه موضوع مهم أوي عايز أكلمك فيه بما إن صهيب راح الشغل ولينا لسه نايمة، يعني هنعرف ناخد راحتنا فيه ونتكلم بهدوء" أقترب منها ممسكاً بيدها في رقة
"موضوع إيه يا أمجد بالظبط؟" ضيقت عسليتيها وهي ترمقه في إدراك لما يعنيه تماماً وسيطرت الإبتسامة على شفتيها
"تعالي تعالي.. مش هاينفع نتكلم فيه غير في أوضة النوم" جذبها برفق وهو يشابك أصابع يده بأصابع يدها
"يا سلام! وما ينفعش يعني هنا في البلكونة" أخبرته وهي تتصنع الجهل
"يرضيكي بردو الناس تشترك في كلامنا المهم وتتفرج علينا وأحنا بنتكلم؟"
"وأنت مشبعتش كل ده كلام"
"لا ده أنا بقالي سنين معبي كلام كتير أوي وعايز اللي يسمعني" أغلق باب الغرفة خلفه بمجرد أن دلفا سوياً ثم أقترب منها ليُقبلها قُبلة طويلة هادئة وهو يُخلل شعرها بين أصابع يده المُمسكة برأسها بينما حاوطت ذراعه خصرها ليجذب جسدها إليه أكثر مما جعلها توصد عينتيها في إستمتاع شديد وفرق قبلتيهما بالنهاية لتنظر هي له بأعين غابت في بداية هذا الشغف الذي يتشاركاه
"لو الكلام كله هيبقا حلو أوي كده، أنا لازم أسمعه بالتفاصيل.." أبتسمت له لتتوسع إبتسامته هو الآخر ثم دفع جسدها أمامه وهو يُقبلها ثانية حتى أعتلاها على سريرهما..
❈-❈-❈
ظلت سمر تتابعه بعينتيها ولقد تحججت بضرورة تغيير أثاث المكاتب بأكملها فوقفت وهي تتابع المختص الذي يُسجل بدفتره المقاسات المطلوبة للأثاث الجديد بينما تجاهلها صهيب ولم يُلق لها بالاً لتتناول هي هاتفها ثم أرسلت له طلب صداقة من ذلك الحساب الجديد الذي يحمل صورة لينا وعدة منشورات قامت بنشرها باليومان الماضيان بل والعديد من الحسابات لأصدقائها المقربون التي أستطاعت بسهولة إنشاء حسابات مثلها، وكذلك حساب والدتها.
لاحظ ذلك الإهتزاز الذي أصدره هاتفه لتتوجه يده في تلقائية ليتفقد ذلك الإشعار وما أن وقعت عينيه على حسابها وصورتها حتى أبتسم إبتسامة هادئة أججت جحيم سمر بداخلها ولكنها رمقت هاتفها لتجده قد قبل طلب الصداقة سريعاً لتهدأ هي الأخرى وأبتسمت في خبث لم يلاحظه هو.
"حضرتك المكتب ده تمام أخدت كل مقاساته، فين المكتب اللي بعده لو سمحتي" حدثها ذلك المختص ليفيقها من متابعة صهيب
"أتفضل معايا" أخبرته ثم توجهت للخارج لتدلف مكتباً آخر "ده لو سمحت" حدثت الرجل دون إكتراث بينما سلطت تركيزها بأكمله على الهاتف لتبدأ في أولى محادثة بينها هي وصهيب ولكن تحت أسم لينا.
- عامل إيه؟!
- تمام
- صحيتي؟
- آه لسه صاحية أهو
- هتعملي إيه النهاردة؟
- لسه هاشوف..
- تحبي تخرجي تاني النهاردة؟ ممكن نروح سينما أو نتغدا برا
رمقت رسالته التي تتمنى أن تكون لها هي بدل من تلك الطفلة المُزعجة لتعلم أنهما الآن يلتقيان خارج المنزل لتشعر بالغيظ ولم تُعطه إجابة لتوصد الهاتف في غضب بينما أدركت أن عليها مراقبتهما خارج المنزل ولكن كيف؟!
❈-❈-❈
نهضت في سريرها لترمق الساعة لتجدها قاربت على الثالثة عصراً ثم تفقدت هاتفها ولم تجد أية رسائل من صهيب لتشعر بالقليل من الحُزن ولكنها فكرت أنه لا يريد أن يُسبب لها إزعاجاً فلقد أخبرته أنها تعشق النوم ولا تُحب أن يزعجها أحد أبداً.
أرتسمت إبتسامة على شفتيها عندما تذكرت ذلك الوقت الذي أخبرته به عن العديد من الأشياء التي تحبها وكذلاك الأشياء التي تكرهها، كما أنها تذكرت اليومين الماضيان عندما أستمتعت معه كثيراً بقضاء الوقت سوياً خارج المنزل، لا بل قضاء اليومان بأكملهما خارج المنزل..
تنهدت وهي توصد عينيتيها وهي تتذكر ملامحه وضحكاته ومغازلته اللطيفة لها، لم تكن تتصور بيومٍ ما أن ذلك الرجل الذي لطالما تشاجرت معه وأغضبها وجعلها تشعر بالغضب قد يكون بهذا اللطف، لا؛ بل وبتلك الجاذبية الشديدة التي تجذب العديد من الفتيات له.
فلقد لاحظت أعين الفتيات كلما تواجدا سوياً وهن ينظرن إليه بنظرات الإعجاب لتعبس قليلاً وفتحت عينتيها ونهضت لتُمسك بهاتفها وهي تتوجه إلي المطبخ لتصنع القهوة باللبن.
شعرت بالتردد قليلاً من أن تحدثه على تطبيق الواتساب، فهي لا تملك سوى رقمه وبتواجدهما في المنزل سوياً طوال الوقت لم تُفكر بإضافته على تطبيق الفيسبوك ولكنها فكرت بأن تبحث عن صفحته الشخصية قبل أن تتحدث له.
كتبت أسمه ولم تجد أي صفحة له، أعادت الكرة بتغير حروف الإسم ولم تفلح في العثور على صفحته، جربت أن تكتبه بالعربية مرة وبالإنجليزية كذلك ولم تجده لتهُز كتفيها بينما فكرت ربما لا يملك حساباً من الأساس! أو لربما هو محمي ببعض الخصوصية لذلك لم تفلح في العثور عليه!
قلبت شفتيها في تعجب ثم أعدت القهوة وتناولتها لتذهب لغرفة الجلوس ثم فكرت أن تتحدث لرولا صديقتها بالأمر لربما تستطيع هي إيجاد ذلك الحساب!
❈-❈-❈
"صهيب.. صحيح أنا لقيت مكان حلو أوي علشان الـ outing بتاع الترقية.. كمان Mr عمرو كلمني وقاللي إننا أتأخرنا أوي" أخبرته سمر لتجد ملامحه تمتعض
"معلش يا سمر، أنا النهاردة خارج مع العيلة وكده.. نخليها يوم تاني" أخبرها وهو يظن أنه يعتذر بلباقة عن الأمر لتشعر هي بالحقد، فلعله تحدث إلي لينا وهي لا تعرف بعد!
"مش مهم النهاردة، ممكن نخليه بكرة، إيه رأيك؟" سألته ليزفر هو في قلة حيلة، فهو لا يود أن يكون عنه مديره بالعمل فكرة سيئة منذ بداية حصوله على ذلك المركز الجديد بعمله
"تمام، مفيش مشكلة" أومأ لها "بلغي الكل بقا"
"أوك" أخبرته بإبتسامة ثم توجهت للخارج وبداخلها تنفجر غيظاً ووصدت الباب خلفها ثم توقفت أمامه لتُتمتم بصوت منخفض "والله لأكرها فيك!! ما أبقاش أنا سمر لو معملتهاش!" أشعلت هاتفها مرة أخرى لتُنشئ حساباً يحمل كافة المعلومات عن صهيب وكذلك صوره ولم تلاحظ أكرم الذي كاد أن يدلف مكتب صهيب
"إيه يا سمر بتكلمي نفسك ولا إيه؟!" تعجب أكرم ليسألها وهو ينظر لها في إستغراب
"ها!" أخفضت هاتفها وهي تنظر له "لا بس ورايا شغل كتير وبفكر نفسي" توسعت إبتسامتها وهي تنظر له "أنت عارف بقا الـ assistants (المساعدات) بيبقا عليهم كل حاجة ولازم يفكروا الناس بكل حاجة"
"ربنا يعينك"
"بعد إذنك" تركته ليدلف هو مكتب صهيب
"إيه يا عم ولا حس ولا خبر، غطسان فين بقالك تلت أيام؟" جلس على الكرسي المُقابل لمكتبه "ولا الترقية غيرتنا يا عم صاو صاو" غمز له ليعقد صهيب حاجباه
"يا عم الترقية دي قرفتني وربنا، الشغل ما بيخلصش وأنا ما صدقت لينا تتعدل معايا، مش عارف أشتغل ولا نخرج ونتبسط"
"قول كده بقا" غمز له مرة ثانية "الصنارة غمزت ولا إيه؟!"
"شكلها كده" أخبره بشبح إبتسامة "الدنيا أبتدت تظبط شوية"
"يا سيدي الله يسهله" أخبره ليقاطعهما صوت إشعارا هاتف كلاً منهما
"إيه ده.. صدفة دي ولا إيه؟!" تسائل صهيب الذي تناول هاتفه
"يا عم تلاقيه الجروب بتاع الشغل" أجابه أكرم الذي تناول هاتفه هو الآخر ليتفقده "شوفت، لسه بقولك أهو" أخبره أكرم عندما وجدا أنها تلك المجموعة الخاصة بزملاء العمل
"أبو الـ Outing ده يا أخي، سمر دي زنانة بشكل، مفيش فايدة فيها أبداً، معرفش ليه مصممة عليه"
"معلش الحب ياما بيعمل يا أخوي، والأخت مهووسة بيك"
"أف!! ده أنا أتخنقت منها بجد، كل شوية لازقالي بحجة شكل لما أتفقعت"
"بص أنا هاقولك، أنت تروح وتاخد لينا معاك، وتبقا أديتها قلم على وشها صح"
"لا لا، لسه بدري على حاجة زي دي"
"أسمع مني بس، هتشيلك من دماغها، وأنا هاشجعك وأجيب خطيبتي وأشوف الباقين يجيبوا مراتاتهم ولا اللي خاطب يجيب خطيبته"
"لا بلاش أنا مش ناقص وجع دماغ" نفى تماماً صهيب تلك الفكرة المُقترحة
"يا عم مش بتقولي الصنارة غمزت، هاتها هتتبسط أوي البنات بيحبوا التفاهات دي وهتفرق معاها جداً لو أخدتها وإنك تعرفها على زمايلك والشغل الضيق ده"
"تفتكر؟!" سأله وهو يرمقه بتردد
"أفتكر إيه! ده أنا متأكد، كلمها بس وقولها هتفرح والله"
"ماشي"
"يالا أسيبك بقا تكلم المُزة" غمز له وهو ينهض ليتركه حتى يتحدث إليها
"أتلم يا أكرم!"حدثه زاجراً
"بتغيري يا صاو صاو" ألتفت له ممازحاً بإبتسامة
"غور يا عم بقا متبقاش سخيف" أومأ برأسه له بملامح ممتعضة حتى خرج أكرم وتردد صهيب قليلاً ولكنه زفر زفرة طويلة وقد حسم أمره بأن يتحدث إليها حتى يُخبرها بأن تذهب معه غداً.
يتبع..
"إيه؟! مش عايزة تجربي زي ما بتقوليلي إن الرواية فيها تفاصيل جريئة كتير؟!" أقترب أكثر بوجهه من وجهها لتشعر بالمزيد من أنفاسه تنهال على وجهها لتتوسع عينتيها في صدمة من كلماته
"صهيب بعد إذنك.. إبعد أرجوك!" همست في إرتباك لتتوسع إبتسامته من إرتباكها الذي ظهر على ملامحها ثم تنهد وهو يتفحص عسليتيها الحيوتين الذي بدأ أن يقع بعشقهما في جنون ثم أقترب منها للغاية لتشهق هي في خوف منه ولكنه قبل جبهتها ثم نهض مبتعداً
"حاولي تنامي بدري علشان هنخرج سوا بكرة، أجازة بقا وكده" أخبرها وهو ينظر لها ثم أضاف "تصبحي على خير" ابتسم لها في هدوء ثم توجه ليغادر غرفتها ولكنها أوقفته وهي تُصيح في رفض تام، فهي لا تزال تشعر بالمفاجأة من إقترابه الشديد منها
"لا مش هاخرج.. ولعلمك بقا" نهضت في تحفز لتُتابعه قبل أن يغادر "أنت لو قربت كده مني تاني بالأسلوب ده أنا مش هاتكلم معاك تاني أصلاً، سامع ولا أعيد تاني؟" حدثته بنبرة ظهر بها إنزعاجها ليلتفت هو لها متفقداً ملامحها وأقترب منها مجدداً لتأخذ هي خطوات للخلف في محاولة للإبتعاد عنه
"لأ سامع وعارف إن ده غلط، بس لما تبقي زي القمر كده أبعد نفسي عنك ازاي؟" تلك النظرة بعينتيه وتلك الطريقة التي يرمقها بها لم تتركا لها مجالاً للإعتراض وهي لأول مرة تستمع لمثل تلك الكلمات من رجل أمامها
"بس! . يعني! " لم تدر ماذاعليها القول وتاهت الكلمات من عقلها فحمحمت وهي تحاول إيجاد المزيد من الكلمات ليضحك صهيب بخفوت على تلك المعاناة التي ظهرت عليها وهي تحاول إيجاد المزيد من الكلمات ولكن الفشل الذريع كان واضحاً عليها
"تصبحي على خير يا لي لي" ابتسم ثم غادر ليتركها خلفه لتقع بالمزيد من الحيرة ولأول مرة يغادرها لتجد نفسها تبتسم بعد مغادرته.
❈-❈-❈
"حمد الله على سلامتك" تحدثت ماهيتاب لمازن بهاتفها بعد أن أجابت مكالمته فلقد إنتظت عودته مثل ما أخبرها
"الله يسلمك" أخبرها ليسود الصمت لبرهة ولكنه كان يريد التحدث إليها ليعرف المزيد عنها "إحكيلي بقا"
"أحكيلك إيه بالظبط؟" تعجبت لكلماته وهي لا تعلم من أين عليها البدأ ولا حتى ما الذي يريد أن يعرفه عنها
"كل حاجة، إصحابك، قرايبك، شغلك مكملتيش فيه ليه، عايز أعرف كل حاجة عنك يا ماهي" أخبرها لتتنهد هي وقد تذكرت ما مر عليها مع سمر وتلك العلاقة التي أستهلكت سنوات ومجهود لتتركها منهكة المشاعر
"بالنسبة لإصحابي فأنا نوعاً ما كنت منطوية شوية، ومعنديش غير صاحبة واحدة والحمد لله إتخانقنا النهاردة ومظنش هاكلمها تاني أبداً" حدثته في سخرية
"ليه كده إيه اللي حصل؟" تعجب مازن ليسألها
"يعني، حوار كبير آخره إني كان لازم معرفهاش تاني"
"طب ما تحكيلي.. أنا عندي وقت وبكرة أجازة وممكن نرغي براحتنا للصبح"
"مش عايزة بس أدوشك بـ.."
"لا يا ستي أنا عايزك تدوشيني وكلي أذان صاغية. إحكي بقا" قاطعها ليستمع لتنهيدتها وتريثت لبرهة لتُكمل في النهاية
"هاحكيلك.."
❈-❈-❈
أستيقظت على أشعة الشمس التي تسللت من شُرفة غرفتها لترمق الساعة لتعلم أنها لم تنل كفايتها من النوم وجذبت هاتفها لتتفقده لتلعن بداخلها فلقد نسيت تماماً أن اليوم وكذلك غداً عطلة لتزفر في ضيق، فلقد ظنت أنها تستطيع إرسال الطلب اليوم عندما يكون صهيب أمامها بالعمل ولكن معنى ذلك أن عليها الإنتظار يومان كاملان حتى تفعلها.
عكصت شعرها لأعلى بعد أن جلست على سريرها وأخذت تُفكر حتى طرأت فكرة على عقلها لتذهب مسرعة لتطبيق التواصل الإجتماعي الشهير فيسبوك ثم توقفت على الحساب الشخصي لصهيب بعد أن وجدته من حساب لينا وقامت بحظره تماماً.
فهي لن تعلم إلا لو قامت بتفقد القائمة المحظورة لديها أو قائمة النشاط وما تفعله من حسابها، كما أنها حذفت ذلك النشاط تماماً حتى لا تجده لينا هذا إن تفقدت هذه القائمة التي نادراً ما يتفقدها أحد.
أبتسمت بقليل من الراحة وتوسعت إبتسامتها وهي شاردة في تفكير، كم أن الحظ يلعب دوره معها بعدم إضافة لينا لصهيب حتى الآن على موقع التواصل.. كل ذلك جيد جداً إلي الآن، والبقية ستأتي مع الوقت حتماً لا محالة..
نهضت بعد أن تركت هاتفها جانباً وتوجهت للمطبخ لصنع القهوة ولتجد ما تتناوله في مُبردها الفارغ دائماً لتزفر في ضيق ثم أمتدت يدها لتتناول ثمرة تفاح لتشرع في تناولها كفطور لها ثم وصدت المُبرد مرة أخرى وأنتظرت نضوج قهوتها بفارغ الصبر وهي تعيد التفكير مرة أخرى في تلك الخطة التي تنسجها من طيات عقلها حتى تُفرق بين صهيب ولينا تماماً.
لم تلاحظ أنها مهووسة، لم يأت على بالها ولو لثانية واحدة أنها تقوم بفعل شيء خاطئ، لم تتقبل فكرة أن يرفضها رجل ولا يلقي لها بالاً. فهي منذ مراهقتها تعودت أن أي شاب أو رجل يتمناها..
فتاة مثلها تملك أنوثة طاغية، الإبنة الوحيدة المدللة لأبيها الذي يغدق عليها بالأموال التي يجنيها من عمله بالخارج، لم تجد والدتها بجانبها منذ صغرها، فلقد ماتت وأصبحت سمر وحيدة تماماً، حتى عندما تزوج أباها بأخرى لم ينجب أياً من الأبناء مما أعطاها الأحقية في الحصول على كل ما أرادته ولا يرفض لها طلباً أياً كان..
لم يخطر على عقلها أن وحدتها الشديدة بالرغم من كل ما تملكه قد تدفعها لتُفسد على فتاة أخرى حياتها بأكمله.. فالوحدة كالشيطان الأعمى الذي يوسوس للإنسان ويسيطر على جميع جوارحه حتى يفعل أشنع الأفعال بالبشرية بأكملها..
❈-❈-❈
بعد مرور يومان..
"ياااه.. يا ريتني أتجوزتك من زمان يا جي جي" أبتسم لها وهو يرتشف من قهوته
"ده فجأة كده" توسعت إبتسامتها وهي ترمقه بعينتين متوسعتان
"أنا طول عمري بعرف أعمل قهوة وصهيب كمان إنما أنتي قهوتك ملهاش حل، تسلم إيدك يا حبيبتي"
"ألف هنا" أقتربت لتقبله على وجنته
"إيه أخبار لينا وصهيب صحيح؟ أنا عامل نفسي عبيط أهو ولا بكلم صهيب ولا بسأل لينا لغاية ما أشوف آخرتها إيه معاهم"
"مفيش يا سيدي مقضينها فُسح أهو وصهيب هدى اللعب كده معاها زي ما قولتله وهي إبتدت تفك معاه"
"عارف إنت كل حاجة يا جميك ومدكن!" غمز لها لتتوسع إبتسامتها ثم هدأت لتُحدثه في جدية
"بص يا أمجد، أنا ولينا فعلاً واخدين كده أسلوب عدائي في حياتنا بسبب حاجات كتيرة واجهتنا ومبنحبش حد يفرض علينا حاجة، فموضوع صهيب ده كان جديد عليها خالص، ومتنساش إنها لسه صُغيرة على المواضيع دي"
"أنا فاهم يا حبيبتي، بس بجد لو حصل والموضوع بقا بجد أنا هاكون مبسوط أوي" أخبرها لتبتسم له
"أنا كمان هاكون مبسوطة علشانهم، صهيب ولد كويس ومتربي أحسن تربية، ولينا طيبة أوي وتستحق حد زيه.. أنا كل الليقلقانة وخايفة منه إنها لسه صغيرة مش أكتر"
"مش قولتلك متخافيش وأنا جنبك!" نظر لها بقليل من اللوم "ويا ستي لو صهيب زعلها في حاجة أنا موجود أهو، مش معنى إنه ابني يبقا هاسيبه يعمل اللي هو عايزه"
"إن شاء الله مش هايحصل حاجة" أخبرته لينهض بعد أن ترك فنجانه جانباً فلقد أنتهى من تناول القهوة بأكملها ثم توجه نحوها بعينتين ماكرتين
"بقولك إيه، فيه موضوع مهم أوي عايز أكلمك فيه بما إن صهيب راح الشغل ولينا لسه نايمة، يعني هنعرف ناخد راحتنا فيه ونتكلم بهدوء" أقترب منها ممسكاً بيدها في رقة
"موضوع إيه يا أمجد بالظبط؟" ضيقت عسليتيها وهي ترمقه في إدراك لما يعنيه تماماً وسيطرت الإبتسامة على شفتيها
"تعالي تعالي.. مش هاينفع نتكلم فيه غير في أوضة النوم" جذبها برفق وهو يشابك أصابع يده بأصابع يدها
"يا سلام! وما ينفعش يعني هنا في البلكونة" أخبرته وهي تتصنع الجهل
"يرضيكي بردو الناس تشترك في كلامنا المهم وتتفرج علينا وأحنا بنتكلم؟"
"وأنت مشبعتش كل ده كلام"
"لا ده أنا بقالي سنين معبي كلام كتير أوي وعايز اللي يسمعني" أغلق باب الغرفة خلفه بمجرد أن دلفا سوياً ثم أقترب منها ليُقبلها قُبلة طويلة هادئة وهو يُخلل شعرها بين أصابع يده المُمسكة برأسها بينما حاوطت ذراعه خصرها ليجذب جسدها إليه أكثر مما جعلها توصد عينتيها في إستمتاع شديد وفرق قبلتيهما بالنهاية لتنظر هي له بأعين غابت في بداية هذا الشغف الذي يتشاركاه
"لو الكلام كله هيبقا حلو أوي كده، أنا لازم أسمعه بالتفاصيل.." أبتسمت له لتتوسع إبتسامته هو الآخر ثم دفع جسدها أمامه وهو يُقبلها ثانية حتى أعتلاها على سريرهما..
❈-❈-❈
ظلت سمر تتابعه بعينتيها ولقد تحججت بضرورة تغيير أثاث المكاتب بأكملها فوقفت وهي تتابع المختص الذي يُسجل بدفتره المقاسات المطلوبة للأثاث الجديد بينما تجاهلها صهيب ولم يُلق لها بالاً لتتناول هي هاتفها ثم أرسلت له طلب صداقة من ذلك الحساب الجديد الذي يحمل صورة لينا وعدة منشورات قامت بنشرها باليومان الماضيان بل والعديد من الحسابات لأصدقائها المقربون التي أستطاعت بسهولة إنشاء حسابات مثلها، وكذلك حساب والدتها.
لاحظ ذلك الإهتزاز الذي أصدره هاتفه لتتوجه يده في تلقائية ليتفقد ذلك الإشعار وما أن وقعت عينيه على حسابها وصورتها حتى أبتسم إبتسامة هادئة أججت جحيم سمر بداخلها ولكنها رمقت هاتفها لتجده قد قبل طلب الصداقة سريعاً لتهدأ هي الأخرى وأبتسمت في خبث لم يلاحظه هو.
"حضرتك المكتب ده تمام أخدت كل مقاساته، فين المكتب اللي بعده لو سمحتي" حدثها ذلك المختص ليفيقها من متابعة صهيب
"أتفضل معايا" أخبرته ثم توجهت للخارج لتدلف مكتباً آخر "ده لو سمحت" حدثت الرجل دون إكتراث بينما سلطت تركيزها بأكمله على الهاتف لتبدأ في أولى محادثة بينها هي وصهيب ولكن تحت أسم لينا.
- عامل إيه؟!
- تمام
- صحيتي؟
- آه لسه صاحية أهو
- هتعملي إيه النهاردة؟
- لسه هاشوف..
- تحبي تخرجي تاني النهاردة؟ ممكن نروح سينما أو نتغدا برا
رمقت رسالته التي تتمنى أن تكون لها هي بدل من تلك الطفلة المُزعجة لتعلم أنهما الآن يلتقيان خارج المنزل لتشعر بالغيظ ولم تُعطه إجابة لتوصد الهاتف في غضب بينما أدركت أن عليها مراقبتهما خارج المنزل ولكن كيف؟!
❈-❈-❈
نهضت في سريرها لترمق الساعة لتجدها قاربت على الثالثة عصراً ثم تفقدت هاتفها ولم تجد أية رسائل من صهيب لتشعر بالقليل من الحُزن ولكنها فكرت أنه لا يريد أن يُسبب لها إزعاجاً فلقد أخبرته أنها تعشق النوم ولا تُحب أن يزعجها أحد أبداً.
أرتسمت إبتسامة على شفتيها عندما تذكرت ذلك الوقت الذي أخبرته به عن العديد من الأشياء التي تحبها وكذلاك الأشياء التي تكرهها، كما أنها تذكرت اليومين الماضيان عندما أستمتعت معه كثيراً بقضاء الوقت سوياً خارج المنزل، لا بل قضاء اليومان بأكملهما خارج المنزل..
تنهدت وهي توصد عينيتيها وهي تتذكر ملامحه وضحكاته ومغازلته اللطيفة لها، لم تكن تتصور بيومٍ ما أن ذلك الرجل الذي لطالما تشاجرت معه وأغضبها وجعلها تشعر بالغضب قد يكون بهذا اللطف، لا؛ بل وبتلك الجاذبية الشديدة التي تجذب العديد من الفتيات له.
فلقد لاحظت أعين الفتيات كلما تواجدا سوياً وهن ينظرن إليه بنظرات الإعجاب لتعبس قليلاً وفتحت عينتيها ونهضت لتُمسك بهاتفها وهي تتوجه إلي المطبخ لتصنع القهوة باللبن.
شعرت بالتردد قليلاً من أن تحدثه على تطبيق الواتساب، فهي لا تملك سوى رقمه وبتواجدهما في المنزل سوياً طوال الوقت لم تُفكر بإضافته على تطبيق الفيسبوك ولكنها فكرت بأن تبحث عن صفحته الشخصية قبل أن تتحدث له.
كتبت أسمه ولم تجد أي صفحة له، أعادت الكرة بتغير حروف الإسم ولم تفلح في العثور على صفحته، جربت أن تكتبه بالعربية مرة وبالإنجليزية كذلك ولم تجده لتهُز كتفيها بينما فكرت ربما لا يملك حساباً من الأساس! أو لربما هو محمي ببعض الخصوصية لذلك لم تفلح في العثور عليه!
قلبت شفتيها في تعجب ثم أعدت القهوة وتناولتها لتذهب لغرفة الجلوس ثم فكرت أن تتحدث لرولا صديقتها بالأمر لربما تستطيع هي إيجاد ذلك الحساب!
❈-❈-❈
"صهيب.. صحيح أنا لقيت مكان حلو أوي علشان الـ outing بتاع الترقية.. كمان Mr عمرو كلمني وقاللي إننا أتأخرنا أوي" أخبرته سمر لتجد ملامحه تمتعض
"معلش يا سمر، أنا النهاردة خارج مع العيلة وكده.. نخليها يوم تاني" أخبرها وهو يظن أنه يعتذر بلباقة عن الأمر لتشعر هي بالحقد، فلعله تحدث إلي لينا وهي لا تعرف بعد!
"مش مهم النهاردة، ممكن نخليه بكرة، إيه رأيك؟" سألته ليزفر هو في قلة حيلة، فهو لا يود أن يكون عنه مديره بالعمل فكرة سيئة منذ بداية حصوله على ذلك المركز الجديد بعمله
"تمام، مفيش مشكلة" أومأ لها "بلغي الكل بقا"
"أوك" أخبرته بإبتسامة ثم توجهت للخارج وبداخلها تنفجر غيظاً ووصدت الباب خلفها ثم توقفت أمامه لتُتمتم بصوت منخفض "والله لأكرها فيك!! ما أبقاش أنا سمر لو معملتهاش!" أشعلت هاتفها مرة أخرى لتُنشئ حساباً يحمل كافة المعلومات عن صهيب وكذلك صوره ولم تلاحظ أكرم الذي كاد أن يدلف مكتب صهيب
"إيه يا سمر بتكلمي نفسك ولا إيه؟!" تعجب أكرم ليسألها وهو ينظر لها في إستغراب
"ها!" أخفضت هاتفها وهي تنظر له "لا بس ورايا شغل كتير وبفكر نفسي" توسعت إبتسامتها وهي تنظر له "أنت عارف بقا الـ assistants (المساعدات) بيبقا عليهم كل حاجة ولازم يفكروا الناس بكل حاجة"
"ربنا يعينك"
"بعد إذنك" تركته ليدلف هو مكتب صهيب
"إيه يا عم ولا حس ولا خبر، غطسان فين بقالك تلت أيام؟" جلس على الكرسي المُقابل لمكتبه "ولا الترقية غيرتنا يا عم صاو صاو" غمز له ليعقد صهيب حاجباه
"يا عم الترقية دي قرفتني وربنا، الشغل ما بيخلصش وأنا ما صدقت لينا تتعدل معايا، مش عارف أشتغل ولا نخرج ونتبسط"
"قول كده بقا" غمز له مرة ثانية "الصنارة غمزت ولا إيه؟!"
"شكلها كده" أخبره بشبح إبتسامة "الدنيا أبتدت تظبط شوية"
"يا سيدي الله يسهله" أخبره ليقاطعهما صوت إشعارا هاتف كلاً منهما
"إيه ده.. صدفة دي ولا إيه؟!" تسائل صهيب الذي تناول هاتفه
"يا عم تلاقيه الجروب بتاع الشغل" أجابه أكرم الذي تناول هاتفه هو الآخر ليتفقده "شوفت، لسه بقولك أهو" أخبره أكرم عندما وجدا أنها تلك المجموعة الخاصة بزملاء العمل
"أبو الـ Outing ده يا أخي، سمر دي زنانة بشكل، مفيش فايدة فيها أبداً، معرفش ليه مصممة عليه"
"معلش الحب ياما بيعمل يا أخوي، والأخت مهووسة بيك"
"أف!! ده أنا أتخنقت منها بجد، كل شوية لازقالي بحجة شكل لما أتفقعت"
"بص أنا هاقولك، أنت تروح وتاخد لينا معاك، وتبقا أديتها قلم على وشها صح"
"لا لا، لسه بدري على حاجة زي دي"
"أسمع مني بس، هتشيلك من دماغها، وأنا هاشجعك وأجيب خطيبتي وأشوف الباقين يجيبوا مراتاتهم ولا اللي خاطب يجيب خطيبته"
"لا بلاش أنا مش ناقص وجع دماغ" نفى تماماً صهيب تلك الفكرة المُقترحة
"يا عم مش بتقولي الصنارة غمزت، هاتها هتتبسط أوي البنات بيحبوا التفاهات دي وهتفرق معاها جداً لو أخدتها وإنك تعرفها على زمايلك والشغل الضيق ده"
"تفتكر؟!" سأله وهو يرمقه بتردد
"أفتكر إيه! ده أنا متأكد، كلمها بس وقولها هتفرح والله"
"ماشي"
"يالا أسيبك بقا تكلم المُزة" غمز له وهو ينهض ليتركه حتى يتحدث إليها
"أتلم يا أكرم!"حدثه زاجراً
"بتغيري يا صاو صاو" ألتفت له ممازحاً بإبتسامة
"غور يا عم بقا متبقاش سخيف" أومأ برأسه له بملامح ممتعضة حتى خرج أكرم وتردد صهيب قليلاً ولكنه زفر زفرة طويلة وقد حسم أمره بأن يتحدث إليها حتى يُخبرها بأن تذهب معه غداً.
يتبع..