رواية أسكن انت وزو جك- بقلم الكاتبة آية العربي- الفصل الثاني والعشرون
رواية أسكن انت وزو جك
بقلم الكاتبة آية العربي
الفصل الثاني والعشرون
رواية
أسكن انت وزو جك
وبعد رحيلُكِ ادركتُ انّ قد حان الوقت لأعلن عن مخاوفي ... لاظهر انكسارى وليشهدوا الرجال على قهرى ،،، وليعلم العالم اجمع انى كنت بحاجة امٍ وجدتُ حنانها في عينيكِ .
وبعد رحيلي ادركتُ ان قد حان الوقت لأعلن عن مخاوفي ... لاظهر انكسارى وليشهدوا الجميع على قهرى ،،، وليعلم العالم اجمع انى كنتُ بحاجة وطن ووجدته في عناقك .
❈-❈-❈
بعد عدة ساعات حركت شهد اهدابها ببطء تظهر بنيتها التى تمركزت عليها عين هذا الذي يجلس يتأملها ويطالعها بعمق ثم ابتسم بحنو وحب واردف _ حمدالله ع السلامة .
نظرت له بتعمن لثوانى ثم عادت تطبق جفونها مجدداً ثم تذكرت حالة شقيقها الغالي فبكت تنتحب فاعتدل معتز ومد يده يربت على حجابها بحنو مردفاً بقلبٍ متقطع لحالتها _ خلاص علشان خاطرى بلاش دموع تانى ... زين هيبقى زي الفل والحاجة رابحة كمان انا متأكد من كدة ... لازم تبقى قوية عن كدة يا شهد .
هزت رأسها رافضة اي قوة ثم حاولت القيام ولكنه اوقفها حيث متصل بوريدها المحلول الملحى عبر كانيولا طبية يردف بخوف _ مينفعش تقومى يا شهد ... خليكي لما تخلصي المحلول علشان ممكن تقعي تانى .
عادت ادراجها تردف بحزن وانكسار _ اخوي وامى ... معرفاش ابكى على مين فيهم ولا اتوجع على مين ... مهتحملش اي وجع لحد فيهم ... ياريتنى انى وهما لع
اردف متلهفاً _ بعد الشر ... لا انتِ ولا هما يا شهد ... انا عارف ان الوضع صحب ومؤلم بس كل ده مش هيفيدهم بأي شئ ... لازم تقفي على رجلك وتقوى عن كدة ... مينفعش شهد الجابرى اخت زين الجابري تكون كدة ابداً ... اسجدى وادعيلهم بس اوعى تنهارى ... الامور سيئة جدا والبلد تقريباً الخبر انتشر فيها كلها وانتِ عارفة ان زين زي ما ليه حبايب ليه اعداء ... اوعى تديلهم فرصة يشمتوا ..
كانت تستمع له بنفسٍ معذبة وحزن يدمى الروح فتابع هو بحنو وقوة _ انا معاكى يا شهد ... معاكى ومن اللحظة دي مش هسيبك ... وهباشر الشركة هنا لحد ما زين يرجع بالسلامة من تانى ... وانتِ هتكونى مكان الحاجة رابحة في القصر لحد ما هى ترجع تانى ... اوعى تيأسي او تضعفي وخلى عندك يقين انها فترة ثعبة وهتعدى .
توقفت دموعها وهى تطالعه بترقب وتعيد حديثه ثم اردفت بنبرة حزينة متسائلة _ صُح معتمشيش ! ... عتخليك معايا !! ...
ابتسم بحنو واردف وهو يتعمق في عيناها بعشق _ معلوووم .
تنهدت بقوة ثم نظرت للمحلول المعلق اعلى رأسها ثم عادت بنظرها اليه تردف _ طيب انى عايزة اشوفهم ... عايزة اشوف زين وامى ... يمكن لو اتكلمت وياه يفوج ! .
اومأ متنهداً يردف بترقب _ حاضر يا شهد ... هحاول اتكلم مع الدكتور ولو ينفع هدخلك تشوفيه .
❈-❈-❈
في اليوم التالى
تجلس مهرة بشرود تتناول الفطور مع والدها وعائشة ... اردف ابراهيم وهو يقف _ الحمد لله ... رح انزل هلا لحتى ما اتاخر ع الشغل ... وانتوا ديروا بالكن ع حالكن .
نظرت له عائشة واردفت بترقب _ طيب شو رح تساوى باوراقي بابا ! ... كيف فينا نسحبهن !
تنهد ابراهيم ونظر لها يردف بقلة حيلة _ بدنا نهدى بنتى ... ما فيني اتواصل مع حدا هونيك هلأ ... هلأ حماية اختك اهم عندى من اي شى .
اردفت عائشة بدفاع _ بس اخى زين ما بيأذيها لاختى بابا !
نظر لها بحدة ثم اردف بجمود _ وانتِ من وين بتعرفيه لاخوكى زين عائشة ! ... نحن سمعنا عنه بس اختك عاشرته ... بالاول هددها ليتزوجها وبعد ما صارت ببيته صارت امه تعاملها بطريقة كتير قاسية ما حدا بيتحملها ... بس لانو بنتى عاقلة اتحملت وانا ما كنت خايف عليها لانى بعرف انها قدها وبعرف انه فيو يحميها ويدير باله عليها ... قلتله قبل مرة ... اذا بيوم زعلها رح فل ... وليكو صار وضربها واتهمها بشرفها مو بس زعل ... شو بدك يانى اساوى بعد هلا !!! ... كيف فيني احميها منن !!! ..
كانت تستمع لكلام والدها بصمتٍ تام حيث قررت عدم ذرف دموع بعد الآن ... برغم ان والدها محق وبرغم ان ما حدث منه مؤلم الا ان هناك سلسال قوى يعتصر قلبها الذى يحبه ولم يعرف الحب الا معه ... انفاسها منقبضة ولا تعلم سبباً لذلك ... ستنتظر مجيئه وحينها ستعاقبه على عدم ثقته بها ... ليعلم انها ليست كغيرها ... لا يمكن ان يضعها في نفس الخانة مع من خانته ودعست على قلبه ... وهى التى كانت على اتم استعداد لاعطاء قلبها له .
نظر لها ابراهيم ثم تنهد واردف بتروى _ ما عم احكى هيك لحتى اوجعك يابنتى ... بس خلينا نهدى هلأ وما نحاول نتواصل مع اي حدا هونيك ... واذا بدو اياكى وبدو يكفر على هالذنب بيعرف كيف يلاقيكي ما بيمنعه شي ... بس هلا روقي واعتبري ان هاى فرصة لاله لحتى يدور على يللي ساوى معك هيك ويردلك حقك لان لساتك مرته .
اومأت بصمت وهى تخفض رأسها فتابع ابراهيم قبل ان يغادر _ انا رح انزل هلا ... ورح احاول ادبرلك تليفون مستعمل من شى مكان لحتى تسلى حالك فيه ... سامحيني بنتى بس هالوضع مؤقت .
هزت رأسها تطالع والدها بحزن وتمهل مردفة _ لاء بابا ما بدى شي ... ولا بدى تليفون ولا غيرو انا هيك مرتاحة ... وانت معك حق ... خلينا نعطيه وئت لحتى يدور ع الحقيقة ... ووقتها هو بيعرف كيف يلاقيني .
اومأ ابراهيم ونظر لهما بقلة حيلة وغادر الى عمله وتركهما تنظران لبعضهما ثم اردفت مهرة بحنو _ لا تزعلي من بابا عائشة ... خلينا نهدى شوي ... انتِ بتعرفيني كتير منيح انا ما بخاف من حدا وقبل مرة وقفت بوجه لزين ... بس هلأ انا عن جد خايفة كتير ... بتعرفي ليش اختى !
هزت عائشة رأسها تردف بحنو _ ليه يا مهرة !
تنهدت بقوة تخفض من لوعة صدرها ثم اردفت _ لانى حبيته عائشة ... كتير حبيته ... كتير وثقت فيه ... امنته ع حالى ... لهيك انا هلأ خايفة كتير ... لو كان عدوى ما بخاف ... خايفة ليضيع هالحب وتنمحى هالثقة بعد هلا ... بدى اهدى شوي ... بدى ارجع احس بالامان .
طالعتها عائشة بعمق ثم اومأت واتجهت تعانقها مردفة بدعم _ وانا معك اختى ... انا معك بأي قرار تاخديه ... اهدى وروقي بس بترجاكى اذا اعتذر منك اعطيه فرصة ... بيستاهل والله .
❈-❈-❈
في منزل عزيز تحاول خيرية الوصول لزوجها ولكن ايضاً هاتفه مغلق ... قررت الاتصال على المصنع فاجابها متولى الذى اخبرها انه في مكانٍ ما خارج التغطية وسيعود في اقرب وقت .
اتجهت لابنتها اسماء تجلس بجوارها مردفة بقلق _ انى جلجانة على ابوكى يا اسماء .. دي اول مرة يعملها .
تنهدت اسماء واردفت _ متجلجيش يا ماما ... تلاجيه معندوش شبكة ولا حاجة !
تنهدت واردفت بشرود _ مهو الراجل اللى ف المصنع جالي اكدة .
اومأ اسماء فعادت خيرية تتسائل _ دكتور عمر مكلمكيش تانى !
اردفت اسماء بترقب _ كلمنى دلوك وجولتله يأجل الزيارة لما زين ومرت عمى يجوموا بالسلامة ... ميصحش ييجي وهما في الحالة دي .
اومأت خيرية مؤيدة تردف _ صُح يا بنتى ... دايماً ميعدكيش الاصول يا اسماء .
جاءت عليا من خلفهما تردف _ ايوة ايوة ... وعليا بجى جليلة الاصل ... مش اكدة يا ماما !
نظرت لها خيرية بحدة واردف بهجوم _ ايوة جليلة الاصل ... مهى الشماتة جلة اصل يا عليا ... دول اهلك يا بتى .
لوت فمها ساخرة واردفت وهى تجلس امامهما _ حاضر يا ماما ... هجوم اصلى دلوك وادعيلهم .
نظرت لها خيرية بقلة حيلة وهى تهز رأسها على ابنتها متحجرة القلب هذه .
❈-❈-❈
في المشفى كان يجس الطبيب خلف مكتبه امام احمد ومعتز وشهد ليخبرهم عن مستجدات الامور .
تنهد واردف بعملية _ طبعا الحاجة رابحة حالتها شائعة بشكل طبيعي وعلشان كدة يفضل انها تنتقل لبيتها وتتابع معانا في مواعيد معينة ومع السيولة والمتابعة والاهتمام المستمر انا متأكد انها هتقدر تتجاوز الشلل النصفي في اقرب وقت ... ويستحسن يكون معاها ممرضة من المستشفي هنا تهتم بيها لان وضعها من هنا ورايح هيكون حساس جدا .
كانت شهد تستمع له بعيون باكية وتفكر ... استقبل والدتها بشخصٍ غريب يعولها !!! ... ايعقل ان تتقبل رابحة الجابري هذا الامر !! ... تنهدت واردفت بحزن وتمعن _بعد اذنك يا دكتور ... انى هراعى امى بنفسي ... مافيش داعي للممرضة ... حضرتك جولي ع اللازم وانى هعمله .
اومأ الطبيب بهدوء ثم نظر ارضاً ورفع رأسه مجدداً يردف بترقب _ بالنسبة لزين بيه فما علينا غير الدعاء حاليا ... ونتمنى ان الغيبوبة متطولش عن كدة وبالنسبة للكسور والجروح كلها طبعا مسألة وقت وهتطيب واحنا بنحاول بالقدر المستطاع نعمل مافي وسعنا وطبعا مش لازم افكركم انه محتاج اي حد بيحبه وقريب منه يمكن وقتها يلاقي دافع انه يقاوم ويخرج من الغيبوبة دي .
نظرت شهد الى معتز بحزن ... تريد ان تخبره عن مهرة ... عليهم ايجادها ... عليهم البحث عنها واعادتها في اسرع وقت ..
بعد حوالي ساعة من الشرح ومعرفة كيفية التعامل مع حالة رابحة غادروا غرفة الطبيب واردف احمد بحنو _ ان شاء الله خير يا شهد ... انا متأكد ان زين هيقاوم ... وزى ما سمعتى الدكتور هنحاول نتكلم معاه ... بس هي فين مهرة يا شهد ... من وقت اللى حصل موفتهاش !
رفعت نظرها تطالع احمد بحزن ثم اردفت _ معرفاش يا عمى ... لازم ندور عليها ... امى طردتها برة الجصر وزين ضربها ومحدش عارف هي راحت على فين !
انصدم احمد ونظر لمعتز بحسرة بينما تنهد معتز بحزن وهو يهز رأسه ثم نظر لوالده واردف بترقب _ بابا بعد اذنك انا هفضل هنا مع شهد ... وهتابع الشركة لحد ما زين يقوم بالسلامة ... وكمان شهد مينفعش تبقى لوحدها ف القصر خصوصا بعد وضع الحاجة رابحة .
توترت شهد ونظرت له بترقب ثم اردفت بحزن وتلعثم _ م . مهوا معينفش بردك يا ابن عمى ... ميصحش يعنى .
تنهد معتز يفكر ثم نظر لوالده واردف _ طيب يا بابا الحل ايه ! ... حضرتك لازم تبقى ف القاهرة علشان الشغل هناك ...ايه رأيك لو ماما تيجي معايا هنا الفترة دي !
نظر احمد لمعتز بعمق واردف بتوتر _ كدة بقى يبقى لازم نقول لوالدتك على جوازك من شهد .
❈-❈-❈
بعد مرور اسبوعين على الاحداث
تقف شهد خلف الفاصل الزجاجى ويجاورها معتز ... تنظر لجسد شقيقها بحزن وتنهيدة معذبة ... تردف بترجي وهمس _ جوم يا زين ... جوم بجى يا اخوي ... بزيداك نوم عاد !! ... جوم الجصر من غيرك مالوش حس والبلد من غيرك خاوية يا جلبي .
ربت معتز على كتفها يردف بحنو _ هيقوم يا شهد متقلقيش ... الدكاترة قالوا انه بيسمع الاصوات ودى مؤشرات كويسة جداً .
اومأت تتطالع جسد شقيقها ثم نظرت له بترقب وتسائلت _ معرفتش حاجة عن مهرة !!
تنهد وهز رأسه يردف بتعجب _ للاسف لاء ... بنسأل والراجل اللى شغال مع زين نزل المنصورة وسأل بس معرفش يوصلهم ... بس ف اقرب وقت اوصلها متقلقيش .
نظرت مجدداً لشقيقها واردفت بوعد _ هرجعهالك يا اخوي ... اتحمل يا اخوي هانت .
تنهدت بعمق لثوانى ثم نظرت لمعتز واردفت بحزن _ يالا نعاود يا معتز علشان امي .
اومأ لها وغادر الاثنان المشفى متجهان الى القصر .
❈-❈-❈
في المصنع تقمص عزيز دور المالك الوحيد حيث بات يأمر وينهى بتجبر وطغيان وسط تذمر العمال وحنقهم منه ولكن ما العمل وليس هناك له كبير يرده .
كان متولي الوسواس الخبيث له وبات يخبره بكل الامور وعزيز ينفذ كلامه كالمغيب .
زوجته كانت تلاحظ تغييره الجذري وعندما تسأله يغضب ويثور فباتت تتجاهل امره متعمدة حتى لا تلاحظا ابنتها .
عليا التى باتت تراسل ذلك الشاب احمد واصبح بينهما حوار سري جرئ باسم الحب والوعود بالسفر والانفتاح على العالم وهى كالعادة غبية .
احمد الذى عاد القاهرة ليباشر الاعمال هناك ولكنه يذهب الي قنا كل اسبوع هو وابنته التى ظلت معه هناك بينما انتقلت ناهد مع ابنها الى قصر الجابري بعدما علمت بأمر كتب كتابه من شهد مما جعلها تثور وتدور واشتدت الخلاف بينها وبين زوجها نظراً لعدم اخبارها بالامر اولاً ولعدم تقبلها شهد كزوجة ابنها ثانياً ولكنها بالآخر قررت المكوث معه في القصر تلك الفترة وعدم تركه بمفرده هناك كي لا تظل شهد وحيدة اولاً وكى يباشر اعمال شركة زين ثانياً الا ان يستعيد زين وعيه وصحته .
عادل المنصورى الذى علم بأمر حادث زين واتجه في الحال الى قنا ومنه الى المشفي ليطمئن عليه وقد حزن كثيراً لما اصاب صديقه وندم بشدة لما فعله به واصبح يتردد كل ثلاثة ايام ليطمئن عليه ويراه ويسأل عن مستجدات حالته ثم يعود .
رابحة الجابري المتجبرة صاحبة القلب المتحجر اصبحت تجلس على كرسي متحرك لا حول لها ولا قوة ... حتى النطق اصبح شبه منعدم فقط تشير بيدها الي ما تحتاجه فتلبي شهد لها بالسمع والطاعة والبر وطوال تلك الفترة وقد تقربت منها كما لم يكن من قبل بل واصبحت هى ام امها بحنانها ورعايتها لها وهى في تلك الحالة مما جعل رابحة تندم ويظهر ذلك في دموع عيناها التى ظنت انها لن تبكى يوماً .
مهرة التى ظلت كما هى تنتظره يومياً بقلبٍ حزين ليأتى ويعترف بخطأه بحقها ويعتذر ... انتظرته لتسترد حقها بعدما قطعت اخبارها بقنا تماماً ولكن ما آلمها ان زين لم يبحث عنها للآن هى متأكدة انه اذا بحث سيجدها ... كانت تتمنى ان يبحث ويبرر ما فعله بها ... ستثور وستعاقبه ولكن ان ندم واخطأ ستغفر لعلمها بما مر به ولعلمها انهما كانا ضحية خطة دنيئة اوقعتها بهما تلك المتجبرة ومن غيرها فقد اقتنعت بحديث قمر ان مؤكد هى الفاعلة خصوصا بعدما طردتها قبل ان يعود زين !!
علاقتها بقمر توددت كثيراً واصبحتا مقربتان وايضاً تعرفت على ريحانة وناهد وبثينة واحبتهما جداً .
وبرغم ذلك وبرغم حياتها الجديدة الا ان هناك قبضة في قلبها لا تزول ابداً ... شئٍ ما بداخلها موصولٍ بذلك النائم مبتعداً بعقله عن العالم وكأنها تشعر به .
اما عن زين الرجال ...الذى يتمدد على فراش المشفي موصول بالاجهزة التى تمده بالاوكسجين وتتابع حالته ونبض قلبه ... تعافت جروح جسده وكسوره على وشك التعافي ولكن جرح قلبه لم يتعافى بعد ... لذلك يفضل الهروب للبعيد ... يفضل المكوث في تلك النقطة المظلمة الى ان تأتى هي وتسحبه الى النور ... يرفض الاستجابة الى اي صوت غيرها ... جرحها في لحظة شيطانية حولت حياته الى سراب ... ليتها تعلم بأمره ... اين هى الآن !!!.
❈-❈-❈
في اليوم التالي من الاحداث
تجلس مهرة مع قمر التى اصطحبت طفلتها نجمة وتركت شهاب في الاعلى يذاكر دروسه وها هما تدردشان في امورٍ عدة فتسائلت قمر بترقب _ معرفتيش حاجة عن زين خالص يا مهرة !
تنهدت بعمق تطالعها بحزن واشتياق عند ذكر اسمه ثم هزت رأسها واردفت _ لا قمر لا بعرف ولا بدى اعرف ... خلص بيكفى وجع قلب ... ما اله فايدة انى فتش ع اخباره واخبار عيلته الموضوع انتهى بيناتنا .
هزت قمر رأسها تردف بترقب _ لا يا مهرة ... كل اللى حصل ظلم ليكي وانتِ لازم تثبتى براءتك ... انا طبعا مش معاه في اللى عمله بس عذره ان امه الحرباية قدرت تحبكها صح .
تنهدت مهرة تطالعها بعمق ثم اردفت بترقب _ بلكى مو هي قمر ... انا مو متأكدة انا بس عم اتوئع لانه يومها ما كنت عم الاقي الفون تبعى ووقت لقيتوا وشفت هالرسايل كان وقت دخول زين بالضبط لهيك انا اتصدمت .
نظرت لها قمر بغيظ واردفت بتهكم _ انتِ لسة هتقولي بلكى ومش بلكى !! ... هى طبعا العقربة دى ... هى من اول خالص وهى مش طيقاكى وعايزة توقع بينك وبين جوزك وده باين اوى من عمايلها معاكى واللى حكتيهولي ... وللاسف عملت ده بطريقة قذرة اوى ... اه يانارى لو حد يسيبنى عليها .
ابتسمت مهرة ونظرت لقمر بعمق تردف بامتنان _ عن جد قمر هونتى كتير علي ... بتشكرك كتير قمر .
نظرت لها قمر بعمق ثم اردفت مبتسمة بمرح تتذكر _ اسكتى دانا مكنتش طيقاكى اول ما جيتي ... بس لما عرفت حكايتك يعلم ربنا انى زعلت اوى علشانك ... بس حقك هيرجع صدقيني ... لازم تفكرى في حل تثبتى براءتك وكويس انك بعدتى عنه خليه يفكر صح ويعرف انتِ مين كويس .
هزت مهرة رأسها واردفت بحزن _ معك حق قمر ... ما رح ارجع لحتى يثبت برائتى ويرجعلى حقي وكرامتى قدام العالم وما رح اسامحه لحتى يتعذب مثلي ... بيكفي انه ما هان عليه يدور علي لحد هلا وانا لساتنى مرته ... هيك بهالسهولة !! ... معقول لسة عم يظن انى عملتها !! ... لا ما رح اغفرله هالوجع بنوب .
اومات قمر مشجعة تردف بتأكيد _ برافو عليكي يا مهرة ... ايوة انت كدة صح ... لازم تعرفيه ان مش كل الطير اللى يتاكل لحمه ... انا اصلا ف الاول كان نفسي اضربه بس لما حكيتى لي عن حبه ومواقفه معاكى هديت من ناحيته .
فرغ فاهها واردفت بدهشة _ يا الله منك قمر ... تضربي زين الجابري !!! ... لساتك ما بتعرفيه لزين .
ضيقت عيناها واردفت باستنكار _ نعم !!! ... يطلع مين زين الجابرى ده ! ... ييجي ايه جنب بدر الغالي القبضاي .
اردفت مهرة بدفاع يحركها قلبها العاشق وعقلها الخائن الذى يفكر به _ بعرف انه اخى بدر قبضاي بس عن جد زين متل ما عم تقول عنه امه زين الرجال ... بنظرى ما بقارنه بحدا ... بعتذر منك بس انا متلك واكثر .
تنهدت قمر تطالعها وتلوى فمها ثم اردفت بترقب _ طب بقولك ايه كفياكى نحنحة ... وجربي تدخلى كدة على صفحته واطمنى شوفي آخر الاخبار ايه !
نظرت لها مهرة وتعالت نبضاتها بصخب تهز رأسها برفض وخوف بينما حمستها قمر تسترسل _ يالا بقى يا مهرة خلينا نطمن ع الجدع وبس ... وبعدين متنسيش انه لسة جوزك زى ما قولتى ... مهو بردو غريبة انه ميدورش عليكي بعد الحب ده !! ... اطمنى وبس وبعدها متعبريهوش خالص ... مش انا حكتلك عليا انا وبدر ! ... اعملي زيي مثلي انك قوية وجامدة بس من جواكى لازم تحنيله طبعاً .
تنهدت مهرة بشرود تفكر ثم اومأت وتتناول هاتفها الجديد الذى اشتراه لها ابراهيم امس ثم بدأت تتصفح صفحته الخاصة لترى ان كان قد شارك شيئاً ما جديداً ولكن اتسعت عيناها وتوقف قلبها عن نبضاته حينما وجدت شقيقته تشارك منذ اسبوعين منشوراً على صفحته وتدون فوقه ( ادعو لزين اخوى هو بين يدى الله )
سقط الهاتف من يدها وكأن جدران المنزل ستطبق عليها ... وكأن الارض تميد بها ... للمرة الثانية تشعر بالنكسة وفقدان الروح ... للمرة الثانية تشعر بالغربة وكسرة القلب ... هى على وشك الهجرة الآن ... تذكرت يوم خسارة منزلهم ووالدتها وكل ما مر بها ألمه يحتمل ولكن ألم فراق هذا العزيز مؤكد لن يحتمل .
اصبحت تهز رأسها باستنكار وعيون متسعة فزعرت قمر وصرخت مردفة _ فيه اااايه يا مهرة !!
انحنت تلتقط الهاتف بدورها وتقرأ ما جعل فاهها متسع وهى تتطلع على مهرة ثم اتجهت تجلس بجوارها وتعانقها مردفة باطمئنان _ متقلقيش يا مهرة هيبقى كويس ان شاء الله .
اصبحت مهرة فى حالة يثرى لها حيث سقطت دموعها بغزارة وهى تردف بقهر واستنكار متناسية تماماً كل ما فعله _ زيييين .... زييين يا قمر كنت بعرف انه صار شى ... قلبي حس قلتلك انا ... صدرى كان مقبوض دائماً ... زييييين شو صار معه !!
انفطر قلب قمر عليها وعلى نبرة صوتها واردفت بترقب _ طب اهدى بس ... اقولك كلمى اخته واطمنى منها ..
نظرت لها بدموع وقهر فأومأت لها قمر تناولها هاتفها وبالفعل التقطته وضغطت ارقام شهد شقيقته التى تحفظها وتتذكرها جيداً وقامت بالاتصال بها وبعد مرات عدة فُتح الخط واردفت شهد بترقب _ سلام عليكم !
اردفت مهرة بلهفة ونبرة صوت مهزوزة _ شهِد ... هاي انا مهرة
اردفت شهد بفرحة ولهفة وهى تقر عليها كل شئ _ مهرة ! ... انتِ فين يا مهرة ! ... ارجعى يا مهرة علشان خاطرى ... زين في غيبوبة يا مهرة ... عمل حادثة كبيرة وهو سايج ودخل غيبوبة وامى لما عرفت جتلها جلطة وعمى عزيز منه لله عمال يتحكم شمال ويمين على كيفه ... وانى مافيش معايا أهنة غير معتز ومرت عمى احمد ... ارجعى يا مهرة زين محتاجك جوي .
كانت تستمع اليها مهرة بقلبٍ منفطر مقهور على حبيب قلبها زين والذى اصابه ودموع عيناها لم تتوقف ولم تستمع الى كل ما قالته شهد سوى الجزء الخاص به متسائلة بصوت خالى من الحياة _ كيف صار هالحادث !
تنهدت شهد واردفت بترقب _ اتخانق ويا امي لانها اتحدتت عنيكي عفش ... وطلع بعربيته وكان متعصب ... وفجأة وصلنا الخبر المشؤوم ... ارجعى يا مهرة علشان خاطر زين عنديكي ... وهو عرف انك بريئة وكان جاي يرجعك تانى يوم ما مشيتي علطول بس حصلت الحادثة المشؤومة دي .
تنهدت بعمق وحسرة وزاد بكاؤها ثم زفرت تردف بتأكيد _ رح اجى شهد ... رح اجى فوراً
اردفت شهد بأمل وترقب _ تمام ... هستناكى يا مهرة متعوجيش .
اغلقت معها ونظرت مهرة لقمر بعيون حزينة واردفت بصوت مكتوم وبكاء _ زين دخل بغيبوبة قمر .... اذا جراله شئ رح موت ... ما بتحمل قمر ... قلبي رح يوقف .
عانقتها قمر بقوة واردفت بحزن لاجلها _ متخافيش ان شاء الله هيبقى زي الفل ... ربنا هينجيه متقلقيش .
اردفت مهرة وهى تقف وتلتفت حولها بقلة حيلة وتيه _ بدى اسافر هلأ ع قنا ... ما فيني اضل هون دقيقة .
وقفت قمر معها تردف بتروى _ طيب يا حبيبتى اهدى ... استنى لما اكلم بدر وعمى ابراهيم ييجوا ونحكيلهم .
تنهدت مهرة وبالفعل هاتفت قمر بدر واخبرته ان عليه الحضور في الحال هو وابراهيم .
❈-❈-❈
في الفيلا بعدما انتهت شهد من مكالمة مهرة التفتت تطالع والدتها النائمة وتتنهد بعمق وحزن على حالها وقد قررت تركها تنام براحة .
ولجت للخارج مع نزول معتز الذى ينزل الدرج حيث يقطن في جناح عبد الرحمن مؤقتاً .
رأته شهد فابتسمت بهدوء اما هو طالعها بحب وعمق يردف بترقب _ عاملة ايه دلوقتى !
اومأت وهو يتوقف امامها ثم اردفت بفرحة _ مهرة كلمتنى ... لسة عارفة باللي حُصل مع زين دلوك وجالت هتيجي علطول .
فرح معتز وتنهد بارتياح يردف _ ده خبر كويس جداً ... زين محتاج وجودها جنبه ودي حاجة هتفيد حالته جداً .
اومأت وقد ظهرت غيمة دموعها تردف بهدوء _ يارب يا معتز ... نفسي اخويا يفوج ويرجع ينور الجصر وينور الدنيا كلها .
طالعها بعمق وقد لاحظ دمعتها فمد يده يجففها بحنو وهو يقترب منها مردفاً بهمس وحنو _ هيحصل يا حبيبتى .
كانت في قمة خجلها الى ان اردف بحبيبتى هنا تصلب جسدها ورفعت نظرها اليه تتعمق في عينه ... ماذا قولت !! ... انا حبيبتك !.
تحمحمت وابتعدت قليلاً بتوتر وكاد ان يعيدها لعنده ولكن ولجت ناهد من غرفتها تطالعهما بغضب ثم اردفت بصوت عالى _ مش انت كنت رايح ع الشركة يا معتز ! ... ايه اللى موقفك !
التفت يطالع والدته بعمق ثم تنهد واومأ وعاد ينظر لشهد مردفاً _ انا هروح الشركة ولو احتاجتى حاجة كلميني .
اومأت له تخفض رأسها بينما هو ودع والدته ورحل .
نظرت ناهد لشهد بعمق ثم اردفت بترقب _ شهد تعالى معايا لو سمحتى شوية .
اومأت شهد واتجهت معها الى غرفتها مجدداً ودلفت واغلقت الباب وجلست امامها بترقب لهذا الحديث .
تنهدت ناهد وتطلعت على شهد بعمق ثم اردفت _ اسمعيني يا شهد كويس اوى لان كلامى اللى هقوله ده يمكن مش وقته بس انا لازم احط النقط ع الحروف وافهمك الوضع اللى على اساسه هتتعاملي .
زفرت تتابع _ انتِ عارفة انى بحبك بس ده مش معناه انى وافقت بارتباطك بأبنى ... خصوصاً بعد كتب الكتاب اللى معرفش عنه حاجة ده واللى تم من ورايا .
انا لو ام تانية كنت طربقت الدنيا اول لما عرفت بس انا تفهمت الموضوع لما اتحكالي عن الظروف اللى والدتك اجبرتك عليها وكان لازم وقتها زين يتصرف كدة ... انما انا مش هقبل ان بنت رابحة الجابري تكون زوجة ابنى ... ومش بقلل منك خالص انا بس مش عايزة لابنى حياة صعبة وقاسية زي اللى انتوا عايشينها هنا ... انا عنيت كتير اوى زمان بسبب والدتك بس لانى من القاهرة .
كانت شهد تستمع اليها بحزن وضعف وصمت فتنهدت ناهد تتابع _
والدتك يا شهد كان ليها كل الصلحيات في العيلة وتقدر تعمل اللى هي عيزاه ورأيها يمشي على الكل الكبير قبل الصغير ... وكل ده لان جدك هو اللى اعطاها الحق ده ... والدتك كانت بنت اخوه اللى اتوفى ومخلفش غير رابحة ... وطبعا جدك اتكفل بيها وبتربيتها وكان بيحبها جداً وبيفضلها ع الكل ... ده غير ان شرعاً ورث اخوه اتقسم بين رابحة ووالدك واخواته ... وعلشان جدك يقويها اكتر واكتر اجبر والدك عبد الرحمن انه يتجوزها ... وطبعا والدتك كانت بتحبه جدا بس هو مكانش حابب طريقتها في التعامل ... مافيش اصلا راجل صعيدي يقبل ان الست تكون اعلى منه ابدا ... جدك اتوفى وعزيز رابحة اختارت له واحدة من العيلة ... انما احمد لان شغله كان ف القاهرة اتعرف عليا وحبينا بعض وصمم عليا ... وقتها رابحة وقفت في وشه ورفضت تماماً ده بس احمد مسمعلهاش ولا عبد الرحمن ابوكى الله يرحمه كان بيسمعلها ... وفعلا انا واحمد اتجوزنا وجيت عشت معاه هنا ف القصر ده ... بس حرفياً شفت من والدتك كتير اوى ... لدرجة ان انا وعمك كنا هننفصل ... وفي آخر لحظة عمك احمد قرر اننا ملناش قعاد ف الصعيد تانى خالص ... وسافرنا القاهرة واستقرينا هناك وقتها معتز كان عنده ١٥ سنة ونيرة كانت عندها ١٠ سنين قدك بالضبط ... ومن وقتها يا شهد وانا اخدت عهد على نفسي ابعد عن والدتك تماماً انا وجوزى وعيالي ..
ترقبت جيداً وهى تردف _ علشان كدة يا شهد علاقتك انتِ ومعتز بالنسبالي مرفوضة تماماً ... ولازم تعرفي ان كتب الكتاب ده مؤقت ووقت ما زين يقوم بالسلامة هينتهى .
تنهدت شهد وزفرت بعمق ثم نظرت لها وجففت دموعها تردف بضعف وانكسار وحسرة وفرحة لم تكتمل _ تمام يا مرات عمى ... انى فهمت كل اللى جولتيه ... وانى ميرضنيش انى ارتبطت بمعتز وانتِ رافضانى ... واول ما زين يفوج ان شاء الله انى عجوله يحلنى من العجد ده .
نظرت لها ناهد ثم تنهدت بعمق وارتياح مردفة _ متشكرة يا شهد ... متشكرة انك فهمتيني ... وصدقيني انا بحبك جدا وعارفة انك غير والدتك وملكيش ذنب في كل اللى حصل ... بس انا أم ولازم اخاف على اولادى واحميهم ومخليهمش يعيشوا الحياة اللى انا عشتها .
اومأت شهد بتفهم ... فالخطأ هنا ليس على ناهد وانما في ماضي والدتها والذى سيظل يطارد حياتها كالشبح الملعون .
وقفت شهد تردف بملامح حزينة ذابلة _ انى فهمتك زين يا مرات عمى ... واطمنى ... انى عمرى ما هفرض حالى على حد مهواش رايدنى ... عن اذنك .
التفتت تغادر لتركض سريعاً الى غرفتها وتغلق عليها لتبدأ في اخراج غضبها وحزنها في البكاء .
❈-❈-❈
في شقة ابراهيم الذى جاء وها هو يجلس وبجواره بدر تجاوره قمر وامامهما مهرة تردف بحزن وضعف وانكسار ودموع _ شو قصدك بابا ! ... انا ما رح انتظر دقيقة هون .
اردف ابراهيم بخوف وقلق _ كيف بدك تروحي لهونيك تانى مهرة بعد كل شي صار ! .... بشو رح تفيديه اذا روحتى !! ... واصلا عيلته ما رح تسمحلك تقربي عليه ... ما بيصير مهرة ما رح اسمحلك .
نظرت لقمر من خلف نقابها بذهول ثم عادت تنظر لوالدها بعيون لامعة وتردف مترجية _ بترجاك باباااا ... لا تمنعنى عنه ... انت بتعرف انى لساتنى ع ذمته ... وهو هلأ بحاجتى بابا .
تنهد بدر الذى يتابع بصمت ثم اردف بتروى _ بنتك معها حق ابراهيم ... جوزها هلأ بحاجتها ... بعدين يللي بعرفه انه عن جد بيحبها كتير .
غمزت له قمر محذرة فهى تخبره سراً بما تخبرها به مهرة ... تنهد واردف بهدوء _اسمع اخى ابراهيم ... انت هلأ رح تروح ع قنا انت وبنتك وبتخليها تروح تزور جوزها يمكن اذا سمع صوتها او حس بوجودها يفيق من هالغيبوبة ... ووقت بيفيق وبيسترد صحته وبيصير منيح بدها ترجع معك لهون ... وهو وقتها بيعرف شو عليه بس مو عدل نعاقبه ونحرمه من زوجته وهو عم يصارع الموت .
نظرت لبدر بقهر واردفت وهى تهز رأسها مترجية _لااا بترجاك اخى بدر لا تقولها ... هو رح يصير منيح .
ربتت قمر على كفها بحنو بينما تنهد بدر واومأ وهو يعلم حالتها جيداً .
اما عائشة التى خرجت من غرفتها متحمحمة تردف بترقب _ فيني اقول شغلة !!
طالعها ابراهيم بترقب فجاءت تجلس بجوار شقيقتها الباكية واردفت بخجل وتوتر _ بتتذكروا وقت اخدنى زين لعندو ع القصر !
رفعت مهرة نظرها بترقب فتنهدت عائشة وتابعت بحزن _ انا كذبت عليكن وقتها ... واخى زين كمان كذب ... هو ما اجى اخذنى من مدرستى متل ما قال ... انا يللي رحت لعنده ع الشركة ... صار معي شئ كتير بشع وخفت وقتها احكى لبابا او ألك لهيك روحت لعند اخى زين وحكيتله كل يللي صار معي وهو عن جد يللي رجعلى حقي .
اردف ابراهيم بترقب _ وشو صار معك عائشة !!
تنهدت عائشة وبدأت تقص لهم ما حدت مع هذا الرجل في مدرستها وعن تصرف زين معه ومنذ ذلك اللحظة ولم يتعرض لها مرة أخرة حتى لم تراه بعدها ابداً .
كانت مهرة تستمع اليها بقلبٍ منفطر عليه ... وقفت على حالها تردف بثبات واصرار وحزن _ انا رح ارجع ع قنا بابا ورح اضل جنبه لجوزى بهالمحنة ... ووقت بدو يفيق ويقف ع اجره بيكون الى حكى تانى ..
تنهد ابراهيم واومأ يردف بترقب واستسلام _ تمام ... لكان رح نرجع كلنا ع قنا .
❈-❈-❈
مساءاً في القصر عاد معتز من عمله ودلف القصر فوجد والدته تجلس تنتظره .
اتجه يرحب بها ثم بحث بعينه واردف مترقباً _ اومال شهد فين يا ماما !
تنهدت ناهد بضيق واردفت _ جوة مع مامتها يا معتز ... تحب اطلب من خضرة تعملك العشا !
هز رأسه يردف بهدوء _ لاء انا تمام ... انا هقوم اشوف شهد واطلع انام .
اوقفته قائلة _ الاحسن انك تتعامل برسمية شوية مع شهد يا معتز ... اصلا ارتباطكم ببعض مش حقيقي وهيتنهى لما زين يرجع ان شاء الله ... يعنى ياريت تخلى بينكم حدود .
نظر لوالدته بعمق وعيون ضيقة متسائلاً _ يعنى ايه الكلام ده يا ماما ! ... ويعنى ايه ارتباطنا مش حقيقي !! ... ده كتب كتاب على سنة الله ورسوله ... ولما زين يقوم بالسلامة انا هطلب منه نتمم جوازنا وهعملها فرح وياريت حضرتك تفهمى انى مينفعش ابداً اتخلى عن شهد بعد ما كتبت كتابي عليها والا كدة وقتها هكون مش معتز الجابري ... اخلاقي مش هتسمحلي انى اتخلى عن شهد واسيب الناس هنا تتكلم عنها بسوء واظن ان حضرتك عارفة كدة كويس .
اردفت ناهد بغضب وتساؤل _ يعنى ايه الكلام ده يا معتز ! ... يعنى كنتوا بتضحكوا عليا انت واحمد !! ... هو قالي ان كتب الكتاب ده علشان تلحقوا شهد من ارتباطها بالشخص اللى رابحة صممت عليه ... ايه اللى خلاه حقيقي !! ... هو انت بتحبها !
تنهد بعمق ثم اومأ لها يردف بصدق _ ايوة يا ماما ... بحبها وجدا ومن زمان اوى ... ودايماً كنت بنتظر الفرصة اللى تجمعنا وبطلبها من ربنا ... شهد هي حب الطفولة اللى اتحول لحقيقة جوايا ومش معقول بعد ما القدر جمعنا انى اسيبها ... انا أسف يا ماما بس خلافك مع الحاجة رابحة ومشاكل الماضي انا ماليش علاقة بيها لا انا ولا شهد .
وقف على حاله يودعها ثم تركها في صدمتها وتحرك باتجاه غرفة رابحة يطرق بابها فسمحت شهد له بالدخول .
دلف اغلق خلفه واتجه بترقب يتطلع عليها بحب ثم ابتسم لها ولكنها لم تبادله فتحمحم واردف _ ايه الاخبار ! ... مرات عمى عاملة ايه النهاردة !.
كانت ينظر الى رابحة التى تجلس شهد تطعمها وجبة العشاء بحذر ثم اردفت بجمود _ بخير الحمد لله .
تعجب من طريقتها ثم اردف متسائلاً _ مالك يا شهد فيكي حاجة !
رفعت نظرها اليه تطالعه بعمق ثم اردفت بحدة تدارى ضعفها وحزنها _ مالي فيا ايه !! ... اني زينة اهو ... واتفضل لو سمحت من أهنة علشان عغير لامى خلجاتها .
تعجب من حالتها ولكنه عاد يتسائل بترقب _ لا بجد امرك عجيب ! ... مالك يا شهد ايه اللى حصل وايه اسلوب الكلام ده !!
وقفت تطالعه بقوة غير معهودة واردفت بجمود _ انت اللى مالك بيا !! ... من ميتا وانت عتهتم ولا عتسأل عنى ! ... خليك بعيد عنى يا معتز لاحسن اتعود على أكدة ... انت من وادى وانى من وادى تانى واصل يا ابن عمى ... ولما اخوي يجوم بالسلامة هنطلج وكل واحد يشوف حاله .
طالعها بعمق لثوانى ثم ابتسم بتهكم واردف بثقة وتوعد _ يعنى عايزة تشوفي حالك !! ... تمام يا شهد ابقي وريني هتشوفي حالك ازاي .
قالها والتفت يغادر ويصعد الدرج بترقب وشرود في امرها واعجابه بتمردها الذى وُلد للتو ان كانت تريد التحدى فهو يعشقه .
يتبع