-->

رواية ذكريات مشو هة- بقلم الكاتبة منة أيمن- الفصل الثاني

 رواية ذكريات مشو هة بقلم الكاتبة منة أيمن



ذكريات مشوهة

الفصل الثانى


رمقها "سيف" بكثير من المكر معقبا بنبرة خبثة وقلة حياء رادفا: 


_ مهو كل ما حماتى تحبنى أكتر أنا هحب بنتها أكتر وأكتر ولا أيه يا حياتى؟!


قال هذا "سيف" وهو ينظر لها بحب وقام بالغمز بعينه ولم ينتبه لطريق أمامه جيدا لتنظر "أمنية" أمامها بخجل شديد، لتقطع شروده بصوت صراخها بأعلى ما لديها رادفة بتحذير:


_ حاسب يا سيف


نظر "سيف" أمامه ليجد شاحنه كبيرة مُصلطة ضوئها فى مواجهة سيارته، حاول "سيف" أن يتفاداها ولكن كان قد فات الأوان على هذا لأنها كانت قريبة جدا منه، ليرتطم بها رغما عنه مسببا حادث شنيع لكلاهما


❈-❈-❈


فى بيت عائلة "أمنية" كانت "كريمة" جالسة مع زوجها "كامل" ويبدو عليها ملامح عدم الراحة والإنزعاج، لتعقب "كريمة" رادفة بقلق:


_ الولاد أتاخروا أوى يا كامل!!


أجابها "كامل" بهدوء محاولا تطمئنها رادفا بلين: 


_ زمانهم جاين فى السكة يا كريمة، الغايب حجته معاه


صاحت "كريمة" موجهة حديثها نحو "ندى" رادفة بإستفسار:


_ ها يا ندى ردوا عليكى يا بنتى؟!


أجابتها "ندى" بكثير من القلق والتوتر:


_ لا يا ماما الأتنين تليفوناتهم مقفوله


هتفت "كريمة" بكثير من الخوف والزعر:


_ جيب العواقب سليمه يارب


صاح "أمجد" بكثير من الغضب موجها حديثه نحو والدته رادفا بإنفعال:


_ أزاى يعنى يا ماما يتاخروا لحد دلوقتى؟!


أجابته "كريمة" بخوف شديد غير مستعده للخوض معه فى هذا الحوار رافة بتزمر:


_ بالله عليك يا أبنى سبنى فى حالى دلوقتى، أنا قلبى مش مطمن، يجوا بس بالسلامة الاول ويعدين ن ...


ليقاطعها صوت الهاتف مُعلنا عن وجود إتصالا من أحدهم، ليتجه "كامل" ليجيب عليه رادفا بهدوء:


_ ألوو


أتاه صوت الشخص الاخر رادفا بأستفسار:


_ حضرتك الأستاذ كامل والد الأنسه أمنية كامل النجار؟!


أجابه "كامل" رادفا ببعض من القلق:


_ أيوه يا أبنى، فى أيه خير؟!


أضاف "الشخص الأخر" ببعض من التوتر والتعلثم رادفا بإرتباك:


_ فى الحقيقة يا والدى الانسة أمنية بنت حضرتك عملت حادثه وهى حاليا فى أوضة العمليات هى والشخص اللى كان معاها، ياريت حد يجيلنا بسرعه فى مستشفى (....)


وقعت سماعة الهاتف من يد "كامل" من شدة صدمته، لتُسرع إليه "كريمة" بكثير من الهلع رادفة بلهفة:


_ فى اية يا كامل!! مين اللى كان بيكلمك!! فى أيه؟!


أجابها "كامل" بتوهات وهو لايزال تحت تأثير الصدمة رادفا بثبات:


_ أمنية وسيف عملوا حادثه وأتنقلوا على المستشفى


ضربت "كريمة" على صدرها وصاحت رادفة بصراخ:


_ يا ولادى


❈-❈-❈


فى إحدى المستشفيات الخاصة بمدينة الاسكندرية، كانت عائله "أمنية" قد وصلت الى المشفى ليجدوا عائله "سيف" يقفوا أمام غرفة العمليات، ليُسرع كلا من "كريمة" و"كامل" و"ندى" و"أمجد" بالركض إليهم


صاحت "كريمة" بصدمة كبيرة رادفة بلهفة:


_ بنتى فين!! بنتى فين؟!


أجابته "هدى" والدة "سيف" محاولة تهدئتها رادفة ببكاء:


_ أهدى يا كريمة يا أختى، العيال فى أوضة العمليات، أدعلهُم، أدعلهُم يا كريمة يقوموا بالسلامه


أضاف "كامل" رادفا بحصرة وأستفسار:


_ هو أيه اللى حصل بالظبط؟!


أجابه "خالد" والد "سيف" بإنكسار رادفا بتوضيح: 


_ بيقولوا حادثه عربيه بس جامده شويه، ربنا يستر ويقوموا بالسلامه يارب


صاح "أمجد" بعصبية كبيرة معبرة عن مدى غضبه رادفا بحدة:


_ أنا لو أختى جرالها حاجه مش هسيبه ابدا


حاول "سامى" شقيق "سيف" أن يسكته رادفا بحدة: 


_ أدعلهم يا أمجد، هما الأتنين دلوقتى بين أيدين ربنا، أسكُت وأدعلهم يقوموا بالسلامه أحسن من الهبل اللى بتقوله ده


ليخرج أحد الاطباء من غرفة العمليات ومعه "سيف" مُستلقيا على الفراش المتنقل ويبدوا عليه أثار صعوبة الحادث، وهناك بعض من الممرضين يصطحبونه إلى غرفة أخرى، لتصيح "هدى" بصراخ رادفة بزعر وهى تتشبث فى زوجها:


_ أبنى! أبنى يا خالد


أفترب "خالد" من الطبيب رادفا بفزع وأستفسار: 


_ طمنى يا دكتور


أجابه "الطبيب" محاولا تطمئنه رادفا بهدوء:


_ أحنا عملانا اللى علينا والباقى على ربنا، لو التمن ساعات الجاين دول عدوا على خير تبقى زالت مرحلة الخطر إن شاء الله، ادعولوا


تدخل "كامل" موجها حديثه نحو "الطبيب" رادفا بخوف:


_ طب وبنتى يا دكتور!! بنتى فين اللى كانت معاه فى نفس الحادثه؟!


وضع "الطبيب" وجه فى الأرض وهو يشعر بالاسئ وأخذ يربط على كتف "كامل" رادفا بتمنى:


_ ربنا يطمنكوا عليها


رحل "الطبيب" من أمامهم مسرعا قبل أن يقول شيئا أخر، ليشعر "كامل" بالقلق الشديد على أبنته، وبعد وقت ليس بكثير خرج "الطبيب" الاخر من غرفة العمليات ليُسرعوا جميعا إليه


صاح "كامل" موجها حديثه نحو "الطبيب" رادفا بإستفسار:


_ طمنى يا دكتور!! أنا والد أمنية اللى جوه


أجابه "الطبيب" بكثير من الحزن رادفا بأسئ:


_ أنا أسف جدا يا جماعه


أتسعت عين "كامل" من الصدمة وصاح رادفا بحصرة: 


_ بنتى جرلها حاجه؟!


أجابه "الطبيب" رادفا باسئ:


_ فى الحقيقة المريضه دخلت فى عيبوبة كُليه ومفيش أى مؤشرات توضح إذا كانت هتفوق منها ولا لا، ولو ربنا كتبلها عمر جديد مش عارفين هتفوق منها أمتى؟!


صاحت "كريمة" بصدمة وصراخ أهتز على أثره جدران المشفى قائلة:


_ لا بنتى، بنتى


لم تُكمل "كريمة" حديثها وأُلقيت على الارض فاقدة للوعى لا تشعر بأى شيء من حولها


❈-❈-❈


فى المشفى فى غرفة "سيف"، كان "سيف" نائماً على الفراش فاقدا للوعى مُجبساً يديهُ اليُمنى وقدمهُ اليُسرى وكدمات أخرى وبعد الخدوش متفرقة فى وجهه


بينما خارج غرفتهُ كانت "هدى" تجلس بجانبهِ الباب تبكى على حال أبنها وحبيبتهُ هى وبناتِها وكان "خالد" أيضا يقف بعيدً عنهِم قليلا يدعى ربهُ ان يُطمئنهُ على حال ابنه وخطيبته، لينتبهوا جميعا لخروج الممرضه من الغرفه


أقترب منها "خالد" مستفسرا عن حال أبنه رادفا بلهفة:


_ طمنينى يا بنتى، أبنى عامل أيه دلوقتى؟!


أجابته "الممرضة" محاولة تطمئنه رادفة بهدوء:


_ حالته مُستقره بس مش هيفوق قبل بكره ومن هنا لحد ما يفوق ممنوع الزيارة


شهر "خالد" بالراحة والأطمئنان على أبنه وصاح رادفا برضا:


_ الحمدلله، شكرا يا بنتى


أقترب "سامى" منهم وعلى وجهه الكثير من ملامح الحُزن والاسئ، لتعقب "مى" بلهفة رادفة بإستفسار: 


_ خير يا سامى!! أمنية خرجت من العمليات؟!


أجابها "سامى" بكثير من الحُزن رادفا بأسئ:


_ أه خرجت


تدخلت "دينا" فى الحديث بعد أن أنتبهت إلى حُزنه رادفة بإستفسار:


_ أومال أنت زعلان ليه كده؟!


أجابها "سامى" ولاتزال ملامح الأسئ مسيطرة على وجه رادفا بحزن:


_ أمنية دخلت فى غيبوبه كُليه ومش عارفين هتفوق منها أمتى؟!


ضربت "هدى" على صدرها بصدمة وحصرة رادفة بحزن شديد:


_ يا حبيبتى يا بنتى، ربنا يصبر قلبك يا كريمة ويصبر قلبك يا أبنى لما تفوق


أضاف "سامى" رادفا بحزن:


_ طنط كريمة أغمى عليها أول ما سمعت الخبر ونقلوها فى اوضه لحد ما تفوق


صاح "خالد" بكثير من الحزن مستحضرا الرضا بقضاء الله قائلا:


_ لا حول ولا قوة الا بالله، ربنا يصبرنا جميعا


❈-❈-❈


فى صباح اليوم التالى فى المشفى، خرجت "الممرضة" من الغرفة لتُخبرهم بأن "سيف" الان يستعيد وعيه ويُمكنهم أن يدخلوا ليطمئنوا عليه، دلفت عائلة "سيف" لتطمئن عليه، ولكنه أول ما خطر بباله وهو يستعيد وعيه أين هى حبيبته "أمنية"!! وماذا حدث لها!! ولماذا لم تاتى معهِم؟!


صاحت "هدى" بلهفة كبيرة رادفة بإمتنان:


_ يا حبيبى يا أبنى، حمدلله على سلامتك يا ضنايا


ظل "سيف" يبحث عنها فى جميع أركان الغرفة بين الحاضرين ولكنه لم يجدها ليصيح رادفا بلهفة:


_ فين أمنية يا ماما!! حصلها أيه!! طمنونى عليها


شعر "هدى" بالأرتباك الشديد وأخذت تتلعثم فى الحديث رادفة بتوتر:


_ أمنية.. أمنية.. أه الحمدلله كويسه هى بس رجليها أتكسرت عشان كده معرفتش تيجى


شعر "سيف" بكذب والدته من تبرتها المتلجاجة، ليعقب بعدم تصديق:


_ لا يا ماما، أمنية لو حتى جسمها كله متجبس كانت هتيجى حتى لو نايمه وحد بيزقها، أنتوا بتضحكوا عليا، فين أمنية يا ماما


قال جملته الأخيرة وقد أمتلئت عينيه بالدموع وأختنق صوته عما صوره له عقله، لتنفجر "هدى" فى البكاء بسبب حالة إبنها، لينظر "سيف" نحو والده رادفا بإستفسار وقد تهاوت تلك الدمعة من عينيه:


_ فين أمنية يا بابا!! فين أمنية؟!


أجابه "خالد" مُحالا تهدئة أبنه رادفا بهدوء:


_ أهدى يا سيف، أمنية كويسة والله


صاح "سيف" بانكسار شديد رادفا بإيتفسار:


_ أومال مجتش ليه يا بابا!! أمنية مالها؟!


أجابته "هدى" ببكاء شديد عسى أن يهدء قليلا رادفا بنحيب:


_ أمنية دخلت فى غيبوبة يا سيف ومحدش عارف هتفوق منها أمتى؟!


تحجرت الدموع فى أعيُن "سيف" وشعر وكأن احدً قام بطعنه بسكينً فى قلبِه ولم يستطيع التحكم فى نفسيه، لينفجر "سيف" فى البكاء مثل الطفل الصغير ويصرخ بأعلى صوت لديه مُعلنا عن إنهياره الشديد، وأخذ يدعى ربه بأن يحميها له ولا يُفرق بيننم شىً


تدخلت "هدى" محاولة تهدئته وهى تشعر بكثير من الألم بسبب عذاب أبنها قائلة:


_ بس يا سيف يا حبيبى حرام عليك نفسك يا ابنى إن شاء الله تفوق وتقوم بالسلامه


صاح "سيف" لكثير من الألم الذى توصد صدره رادفا بإصرار:


_ أنا عايز أشوفها


حاول "خالد" إرجاعه عن طلبه رادفا بهدوء:


_ تشوفها أزاى يا أبنى!! أنت لو قُمت هتقع!!


صاح "سيف" بحده رادفا بإصرار وحزم:


_ هروحلها يعنى هروحلها


تدخل "سامى" مهدئا أخبه وموافقه على طلبه رادفا بلهفة:


_ حاضر يا سيف حاضر، هقول لدكتور حالا، حاضر


❈-❈-❈


فى المشفى فى غرفة "أمنية"، ها هى نائمه على الفراش لا حول لها ولا قوة يُحيطها الكثير من الأسلاك والأجهزه الطبية التى تُحافظ على استقرار حالتها، ليدخل "سيف" إليها وبمجرد أن دلف الغرفة حتى شعر بالفزع من منظر حبيبته وهى بهذة الحاله، فجلس بجانبها يبكى ويُئنب حاله على ما وصلت له:


صاح "سيف" بكثير من البكاء وهو يجلس بجانبها رادفا بنحيب وندم:


_ أنا أسف يا أمنية أنا السبب، أنا اللى مركزتش فى طريقى، أنا السبب فى اللى أنتى فيه ده


ثم أمسك يديها وأخذ يقبلها بترجى وبكاء كالأطفال وهو يُحدثها رادفا بترجى:


_ متسبنيش يا أمنية أنا هستناكى يوم، أسبوع، شهر، سنه، حتى لو العمر كله، هستناكى يا أمنية، وحيات حبى ليكى اللى عمره ما كان كذب عمرى ما هكون مع حد غيرك مهما حصل، ولا أى وحده تانيه تدخل قلبى غيرك أنتى يا أمنية، أنا هشغل نفسى يا أمنية عشان محسش بطول الوقت فى بُعدك، أنا هفتح الشركه اللى كنا بنحلم بيها يا أمنية وأكبرها وأخليها ليها أسمها فى مصر كلها عشان لما تفوقى يا حبيبتى تلاقى نفسك مدام أمنية حرم سيف بيه السيوفى، أنا بحبك يا أمنية، بحبك أوى


وضع "سيف" راسه بين يدين "أمنية" وأخذ يبكى على حُكم القدر عليهم ويتمنى من الله أن يُعيدها إليه مره أخرى وأن يُصبر قلبه على فراقِها...


يتبع ...