-->

رواية ذكريات مشو هة- بقلم الكاتبة منة أيمن- الفصل الثالث

رواية ذكريات مشو هة
 بقلم الكاتبة منة أيمن



نوفيلا ذكريات مشو هة

الفصل الثالث


بعد مرور عامين فى شرِكه كبيرة ومُمتلئه بالموظفين، دخل هذا الشاب المغرور القاصى العصبى الذى أبتعد مدى البعد عن العالم الخارجى، ليهتم بعمله فقط ليصل الى تلك الشرِكه، ليقف الجميع له باحترام وخوف من هذا الشخص الجدى فى العمل الذى لم يراه أحدا يبتسم منذُ هذان العامان، فهو لا يوجد بحياتِه سِوا العمل والشرِكه وتكبيرها فقط ولا يهتم باى شىً اخر ومع كل هذا لم يُمرر يومً واحد دون ان يذهب الى معشُقته ويطمئن عليها ويحكى لها كل شى يمرُ بية طوال اليوم، وظل على هذا الحال طوال هذان العامان ولم يمل ابدا، دخل "سيف" الى الشرِكه بمنتهى الفخر والاعتزاز والهيبه، فهذا حقه فقد حقق حلمه ووعده الذى وعد بيه حبيبته واصبحت شرِكه السيوفى من أكبر الشريكان المعروفه فى مصر فى مجال الاستراد والتصدير، واصبح رجلُ اعمال كبير، ولكنه رغم كل هذا النجاح فهو لم يخلف وعده ولم يخفق قلبه لاى بنت سوا حبيبته، وهو ينتظرُها كى يُعوض معها كل لحظه فرقتهم عن بعضهم البعض


دلف "سيف" إلى مكتب داخل الشرِكه، ليلحق به شقيقه الذى صاح رادفا بكثير من الحب والود قائلا:


_ صباح الخير يا سيف


أجابه "سيف" بجديه وهو يجلس على مكتبه وينظر فى الحاسوب الخاص بيه ويرتدى نظارته رادفا بهدوء:


_ صباح النور يا سامى


أضاف "سامى" موحها حديثه نحو شقيقة رادفا بهدوء:


_ الشُحنه الجديده وصلت وعيزينك توقع باستلامها


أومأ له "سيف" برأسه رادفا بجدية وهو لم يرفع عؤنه من حاسوبه قائلا:


_ حاضر هات الورق


أخذ "سيف" الاوراق ووقع عليها وأعطاها ل "سامى" مرة أخرى، ولكن "سامى" لم يذهب، ليتعجب "سيف" من إنتظاره، ليعقب رادفا بأستفسار:


_ فى ايه يا سامى!! شكلك عايز حاجه تانى؟!


أجابه "سامى" رادفا بتردد:


_ بصراحه اه يا سيف عايز حاجه، وماما محلفانى إنى أتكلم معاك فى الموضوع ده


رفع "سيف" حاجبه بشك من حديث أخيه ولكنه رد عليه بهدوء رادفا بجديه:


_ خير يا سامى فى أيه؟!


أجابه "سامى" بتردد ونبرة متلعثمة:


_ ماما نفسها تفرح بيك يا سيف


ضرب "سيف" بيده على المكتب أمامه بغضب رادفا بحدة:


_ هو أحنا مش هنخلص من الموضوع ده بقى ولا أيه؟!


حاول "سامى" تهدئته وإمتصاص غضبه رادفا بحب:


_ يا سيف ده من حبها فيك وده من حقها، غصب عنها نفسها تشوف عيالك يا أخى


صاح "سيف" بكثير من الغضب فى وجه أخيه رادفا بحدة:


_ لا مش من حق أى حد أنه يجبرنى على حاجه أنا مش عايزها ولو فعلا عايزه تفرح بيا صحيح!! يبقى تستنى معايا لحد ما عروستى تقوم بالسلامه ونتجوز!! غير كده محدش ليه حاجه عندى


أضاف "سامى" بكثير من الحزن على شقيقه وعلى قلبه المفتور رادفا بتأثر:


_ أنا عارف أنت بتحبها قد أيه!! وعارف كمان إنها تستاهل حبك ده، بس ده عدى سنتين يا سيف ومفيش أى تغير


صاح "سيف" بكثير من الضعف وقد تهاوت تلك الدمعة التى كان يحبسها طوال هذا الوقت معلنة عن إنهياره رادفا بحصرة:


_ ولو عدى العمر كله هستنها ومفيش حد هياخد مكانه أبدا


تنهد "سامى" بانكسار وحزن على حال أخيه رادفا بهدوء:


_ يا سيف ده حتى أهلها اللى هما أهلها سلموا لقضاء ربنا وقالوا ربنا يرحمها من العذاب اللى هى فيه  وفقدين الامل من إنها تفوق!! أشمعنا أنت موقف حياتك كده ومعذب نفسك؟!


ليصيح "سيف" بوجه أخيه بعيون دامعه سامحا لأنكساره أن يظهر رادفا بصراخ:


_ عشان محدش فى الكون ده كله حبها قدى، عشان مقدرش أعيش حياتى من غيرها، حتى لو كانت جسم مش بيتحرك قدامى مفيش حاجه بتعبر عن أنه عايش غير صوت طالع من جهاز ملعون أسمه جهاز ضربات القلب اللى جمبها وبس، عارف لو الجهاز ده سكت فى يوم أنا اللى هموت وراها


أحتضن "سامى" أخيه باعيُن تزرف الدموع متأثرا بحديث أخيه رادفا بأسف:


_ أنا أسف يا سيف


صاح "سيف" بصعوبة من بين بكائه رادفا بألم:


_ أنا بحبها أوى يا سامى


ربط "سامى" على ظهر أخيه رادفا بتمنى:


_ إن شاء تفوق وترجعلك بالسلامه


صاح "سيف" بترجى وهو ينظر إلى السماء قائلا:


_ يااارب


❈-❈-❈


فى بيت عائله "أمنية" كانت "كريمة" تُحضر السُفرة وصاحت لكى تدعو عائاتها إلى تناول الطعام قائلة:


_ يلا يا ولاد الفطار جاهز


جاء الجميع مُلبين لنداء "كريمة" ولتناول الأفكار، لتعقب "نداء" رادفة بحب وإهتمام:


_ صباح الخير يا ماما


أجابتها "كريمة" بعدم رضا قائلة بإقتضاب:


_ صباح النور، بردو لسه مُصممه على الشغل فى شركة السيوفى؟!


أدركت "نداء" ما تحاول والدها الوصوا له، لتعقب قائلة بترجى:


_ يا ماما يا حبيبتى، أنتى ليه رافضه بس!! مع إن بابا نفسه موافق؟!


أجابتها "كريمة" بغضب كبير رادفة بحدة وإنزعاج:


_ عشان هو السبب فى اللى حصل لأختك


تدخل "كامل" مُقاطع لهم ولحديثهم مُعلقا على حديث زوجته قائلا بإنزعاج:


_ أستغفر الله العظيم من كل ذنب، ده مقدر ومكتوب مفيش حاجه أسمها هو السبب وبعدين ده هو أكتر واحد متعذب فينا على بُعدها يا كريمة، خالد بيشتكيلى بيقولى أنه كل يوم فى المستشفى ميرجعش غير على النوم


أكدت "نداء" على حديث والدته مُتدخله فى الحديث رادفة بتأكيد:


_ ده غير أنه متكفل بمصاريف المستشفى كلها، وهو اللى وقف فى وش الدكاتره لما قالوا إن مفيش أمل والمفروض نشلها من على الاجهزه، وقف للكل وقال لاخر نفس فى عمرى مش هسيبها تضيع منى، صح يا ماما ولا لا!!


أومأت "كريمة" مؤكدة  على حديث زوجها وأبنتها بخزيه معقبة بحزن وبكاء:


_ يا جماعة أعذرونى غصب عنى، قلبى وجعنى على فراق بنتى ومبهدلنى، نفسى أشوفها بتمشى قدامى وأسمع منها كلمه ماما تانى


تدخل "أمجد" مجيبا على حديث والدته رادفا بتمنى:


_ ان شاء الله يا ماما، بس انتى ادعيلها


صاحت "كريمه"  بكثير من الرجاء قائلة:


_ يارب يا أبنى، يااارب


❈-❈-❈


فى شركة السيوفى، وصلت "نداء" إلى هناك لتدخل إلى "السكرتيرة" موجه الحديث نحوها بإبتسامة ودودة قائلة بهدوء:


_ ممكن أقابل الأستاذ سامى السيوفى لو سمحتى!!


عقبت "السكرتيرة" رادفة بإستفسار:


_ فى معاد حضرتك؟!!


أومأت لها "نداء" بهدوء رادفة بتأكيد:


_ أيوه، قوليله نداء كامل


أومأت لها "السكرتيرة" رادفة بإنصياع:


_ لحظه واحده أديلوا خبر


دلفت "السكرتيره" إلى مكتب "سامى" مُتحدثه بإحترام:


_ فى واحده برا عايزه تقابل حضرتك يا سامى بيه


عقب "سامى" بانتباه رادفا بإستفسار:


_ واحده!! أسمها أيه؟!


أجابته "السكرتيرة" رادفة بهدوء:


_ أسمها نداء كامل يا فندم


نهض "سامى" من مقده بحماس رادفا بلهفه:


_ وسيباها برا!! دخليها بسرعه


بالفعل خرجت "السكرتيرة" وسمحت ل "نداء" بالدخول، لتتقدم "نداء" لدخول إلى مكتب "سامى" قائلة بخجل:


_ صباح الخير يا أستاذ سامى


أجابها "سامى" بقليل من الأنزعاج رادفا بتذمر:


_ أستاذ أيه بقى!!  ليه أستاذ دى؟!


أجابته "نداء" بإبتسامة هادئة رادفة بمرح:


_ مش حضرتك هتبقى رائيسى فى الشغل!! تبقى لازم أقولك أستاذ سامى


عقب "سامى" رادفا باصرار:


_ سامى بس يا نداء مفهوم، هنا وبرا كمان


أومأت له "نداء" بخجل شديد رادفة بحرج وهى تؤمئ برأسها:


_ مفهوم يا ...


ليقطع حديثهم دخول "سيف" الذى تفاجئ بوجود "نداء" فى الشركة، ليشعر "سيف" بالفزع وعقب بلهفة رادفا بإستفسار:


_ خير يا نداء فى حاجه فى البيت!! أمنية جرالها حاجه؟!


أجابته "نداء" باحراج شديد بسبب ما تسببت فيه من فزع كلي له رادفة بهدوء:


_ لا يا أستاذ سيف، الحمدلله مفيش حاجه كلهم كويسين


زفر "سيف" بكثير من الراحة شاعرا بالطمئنينة رادفا بإمتنان:


_ طب الحمدلله، بس أنتى بتعملى أيه هنا؟!


صاح "سامى" متدخلا فى الحديث موجها حديثه نحو أخيه رادفا بهدوء:


_ بصراحه كده أنا اللى جلتها يا سيف، عشان محتاجلها هنا فى الشغل وهى لسه متخرجه وبدل ما تشتغل برا تبقى هنا معانا ونخلى بالنا منها


أومأ له "سيف" بالموافقة شاعرا بالرضاء رادفا بجديه:


_ أول مره تعمل حاجه صح من دماغك، أنا أصلا كل ما أشوفها بحس إنى شايف أمنية، المهم نورتى الشركه يا نداء ويارب شغلنا معاكى يعجبك


❈-❈-❈


فى قصر عائلة السيوفى، وصل "سيف" بعد انهاء عمله كى يُغير ملابسه ويتناول الغداء ويستعد لذهاب الى حبيبته لتحدث معها مثل كُل يوم، وبعد أن أنتهى "سيف" من تناول الغداء وأستعد لذهاب لتوقفه والدته


صاحت "هدى" والدة "سيف" رادفة بأستفسار:


_ رايح فين يا سيف؟!


أجابه "سيف" بجديه رادفا بحدة:


_ رايح أشوف أمنية يا أمى


عقبت "هدى" بإحباط من تصرفات أبنها رادفة بترجى:


_ يا أبنى أرحمنى وأرحم نفسك بقى كفايه كده، أنت مزهقتش يا سيف!! ده الدكاتره نفسهم فاقدين الأمل، حرام عليك نفسك يا أبنى، أنا نفسى أفرح بيك زى باقى الناس قبل ما أموت


صاح "سيف" بغضب شديد منزعجا من حديثها رادفا بضيق:


_ يوووووه يا أمى، كل اليوم على الموال ده!!


أضافت "هدى" بمزيد من الألحاح والترجى قائلة:


_ يا أبنى فوق لنفسك ولحياتك بقى، عيش وأتجوز وفرح قلبى بيك وب عيالك


أجابها "سيف" بمزيد من الغضب رادفا بحدة وصراخ:


_ أرجوكى يا أمى بقى، معدش حد يتكلم معايا فى الموضوع ده، أنا بحب أمنية ومش هحب ولا هتجوز حد غيرها حتى لو بعد مية سنة أنتوا فاهمين!!


أضافت "هدى" بكثير من الإنزعاج والحصرة على أبنها فى أنن واحد رادفة بحدة:


_ يا أبنى أمنية ماتت من سنتين وأنت بتكابر ومش راضى تقتنع بده، حتى إنك مش راضى تسبهم يدفنوها وترتاح؟!


صرخ "سيف" بوجه والدته بكثير من الغضب ولأول مرة يخرج هذا الكم من الغضب أمامها رادفا بحدة:


_ لااا أمنية عايشه ومماتتش، وهتفوق وهنتجوز وهنكون لبعض محدش يقولى إنها ماتت تانى، أنتوا فاهمين!!


خرج "سيف" بسرعه متوجها الى حبيبته ليطمئن عليها، بينما جلست "هدى" تبكى بحصرة على أبنها وعلى تعلقه الشديد بحبيبته رادفا بحزن:


_ ربنا يصبر قلبك يا أبنى يارب


يُتبع..