رواية في غياهب القدر - بقلم الكاتبة بسمة بدران - الفصل التاسع
رواية في غياهب القدر
بقلم الكاتبة بسمة بدران
الفصل التاسع
نجاة
رواية في غياهب القدر
أدمَنتُ صوتَكَ والإدمانُ أذواقُ
فالعَينُ تَعشقُ والآذان تَشتاقُ ..
في رَنَّةِ الحَرفِ أنغامٌ وسلطَنَةٌ
كذلك الصَّمتُ أسرارٌ وآفاق ..
للعاشقينَ كَــلامُ الحُبِّ مسبَحةٌ
في كل لؤلؤةٍ شهدٌ وتريــاق ..
كُن لي طبيباً .. فهذا الشوقُ أتلفني ..
يا مالكَ الرّوحِ .. إنَّ الحبَّ أخــــلاقُ
(الشاعرة سامية بوطابيا)
❈-❈-❈
في مقهى المعلم فكري.
يجلس كل من الحاج سعد والحاج كامل الذي كان يشعر بالخزي مما فعلته ابنته التي لطالما اعتبرها مثال للأدب والأخلاق العالية
خذلته بطريقة أدمت قلبه وقسمته إلى شطرين.
فمنذ متى وهي بهذه الأخلاق السيئة كيف ترسم الوجه الملائكي الذي هي عليه طوال الوقت
متى تعلمت كل تلك الحقارة فوالدتها وكذلك أختها غزل لطالما كانتا مثالا للكرامة وعزة النفس.
كيف تقبل على نفسها هذه الأشياء ولماذا؟
قاطع شروده صوت الحاج سعد الذي فرقع بأصابعه أمام وجهه هاتفا بمرح: جرى إيه يا حاج كامل أنا جايبك هنا يا أخويا عشان تسرح ولا عشان تفك عن نفسك شوية بقولك إيه أنا هجيب الطاولة دلوقتي وأغلبك زي زمان ولا نسيت؟
فتح فمه ليعترض لكن اغلقه على الفور عندما استمع إلى صوت الحاج سعد يهتف: ولا يا جمعة هات الطاولة حالا.
استمع إلى صوت المدعو جمعة من بعيد يتحدث بصوت جهوري: من عيوني يا حاج سعد.
أعاد بصره للذي يجلس أمامه في صمت دامس وكأن هموم العالم اجتمعت فوق رأسه فهو لم يصدق كل ما تفوهت به زوجة ابنه لكن للحق هو لا يعلم لماذا افترت على صَبا بهذه الطريقة.
خطرت في باله بأنها مجرد غيرة أو ربما كيد نساء ليس إلا.
لذا أصر أن يعرف الحقيقة بنفسه من صَبا وبعدها له حديث مع زوجة ابنه التي لم تراعي وجوده ولم تحترمه أمام أخته وزوجها.
فتحدث بمهادنة: بص يا كامل يا أخويا اللي حصل ده في سوء تفاهم وأنا هعرفه بس ما تزعلش مني اللي عملته مع صَبا ده كان غلط.
دي صَبا يا كامل البنت اللي الكل يشهد بأخلاقها انتى تصدق انها تعمل حاجة غلط برده.
اطرق الحاج كامل رأسه أرضا ولم يعقب.
فاستطرد الآخر: استهدى أنت بالله وروق وكل حاجة هتكون بخير إن شاء الله فك بقي على ما الطاولة تيجي.
❈-❈-❈
بنظرات ثاقبة يسير خلفه يراقبه من بعيد كي يعرف ماذا سيحدث معه.
اتسعت حدقتاه في خوف كما أنه ضرب وجهه بكلتا يديه عندما أبصره يسير باتجاه الطريق الرئيسي على قدميه ولم يستقل سيارته كما خطتو له.
فهتف بعويل: نهار أسود ده المعلم فكري والباشا هيطينوا عيشتي.
استدار عائدا أدراجه يجر أذيال الخيبة وهو يغمغم: أما أروح أبلغهم عن المصيبة اللي حصلت وربنا يستر بقي .
بينما على الجانب الآخر وصل عمار بعد دقائق إلى الطريق الرئيسي وأخذا يتلفت يمينا ويسارا فلم يجد السيارة التي أخبره عنها الصبي فارس فهتف بتساؤل: الله آمال فين العربية النقل اللي سادة السكة؟
أكيد حد سبقني عشان يصلحها.
صمت قليلا ثم قال بتعجب: بس مافيش ميكانيكي قريب من هنا غيري!
استدار عائدا وهو يشعر باستغراب مما حدث معه
لكن بسبب نيته اصافية وقلبه الأبيض لم يفكر في أي شيء سيء.
وربما لهذه الأسباب لم يصب بأي مكروه لكن هل يا ترى ستتوقف المكائد التي تحاك ضده هنا أم أن للقدر رأي آخر.
❈-❈-❈
ارتدت فستانا محتشما من اللون البنفسجي ذو أكمام طويلة وتركت لخصلاتها الشقراء العنان لتنسدل فوق ظهرها كما أنها لم تبالغ في زينة وجهها.
ألقت نظرة أخيرة على مرآتها ودلفت للخارج قاصدة شقت جارتها.
قرعت الجرس وانتظرت الرد.
ثواني وأبصرتها أمامها ترمقها بإعجاب هاتفة بترحاب: تعالي يا رغد ادخلي ما فيش غيري هنا والبنات نايمين.
أطرقت رأسها في خجل مصطنع وولجت للداخل.
أغلقت الباب من خلفها وتبعتها وهي تسير إلى غرفة المعيشة: تعالي نقعد هنا ولا أقول لك خشي أنت على ما أجيب عصير ولا تحبي تشربي حاجة تانية؟
تنحنحت بهدوء مردفه بابتسامة هادئة: لا لا ما تتعبي حالك اختي بس أنا بدي احكي معك.
هزت رأسها بعنف هاتفة بتصميم: لا وربنا ما يحصل هعملنا كبايتين مانجة وهاجيلك يا قمر ثواني بس.
ألقت كلماتها دفعة واحدة ولم تنتظر إجابة الأخرى واندفعت باتجاه المطبخ تاركة الأخرى تتجول في غرفة المعيشة بحرية.
ابتسمت باتساع عندما أبصرت بروازا معلقا يحتوي على صورة لغزل وزوجها في عرسهما.
دنت من الصورة وراحت تتلمسها بأطراف أصابعها هاتفة بمكر: يا الله قديشك حلو.
نظرت إلى وجه غزل المبتسم في الصورة مستطردة حديثها: بعتذر منك يا غزل بس زوجك بيعجبني كتير.
ألقت نظرة أخيرة على الصورة ومن ثم عادت لتجلس فوق إحدى الأرائك الموجودة تنتظر ريثما تعود غزل.
وما هي إلا دقائق معدودة حتى ولجت تحمل صينية مستديرة متوسطة الحجم موضوع عليها كوبين من عصير المانجو الطازج وكوبين من الماء البارد.
وضعتها فوق المنضدة المستديرة الموجودة في وسط الغرفة هاتفة بمرح: اشربي يا اختي وطري على قلبك وتعالي بقي احكيلي عملتي إيه لما جوزك طلقك واتجوز صاحبتك.
اشتعلت النار في صدرها على ذكر هذه السيرة وتنهدت بقوة هاتفة بحدة طفيفة لم تصل إلى الأخرى: إيه بحكيلك يا غزل.
❈-❈-❈
فوق الأريكة الجلدية الكبيرة استلقت على ظهرها كما أنها وضعت رأسها فوق قدمي والدتها والتي راحت بدورها تداعب خصلاتها البنية بأطراف أصابعها
تسألها بلطف: ها بقيتي كويسة دلوقتي.
أومأت بهدوء ولم تعقب.
فتابعت بجدية: ما تزعليش من بابا يا صَبا انت عارفة هو بيحبك قد إيه بس الحرباية زينة.
قاطعتها صَبا بصوت خافت: مافيش حاجة يا ماما أنا عمري ما ازعل من بابا بس حازز في نفسيتي أنه صدق عني كلام زي كده صدقيني يا ماما أنا عمري ما أغلط أنا بنتك اللي عارفة دينها وربها كويس عمري ما هأزي حد ولا هفكر إني أخرب بيت.
بس صدقيني يا ماما قلبي مش فإيدي.
تململت والدتها في جلستها ناهيك عن اتساع حدقتاها فيبدو أن ابنتها عاشقة لابن خالها كما قالت زوجته.
لكن قبل أن تسألها قرأت صَبا ما يدور في خلدها فاستطردت حديثها بسرعة: أوعي تفهميني غلط يا ماما أنا فعلا بحب عمار ابن خالي من واحنا لسة عيال صغيرين بس أقسم لك بالله ما حد يعرف حاجة عن الموضوع ده غير عزة أخته
ولما عرفت أن عمار عايز يتجوز زينة قفلت قلبي على الحب ده ودوست على مشاعري وقلت إن ربنا مش رايد إنه يبقا نصيبي لكن مش أكتر من كده يا ماما حتى عمار نفسه عمره ما حس بحاجة زي دي.
أنا عارفة انه غلط بس أقسم لك بالله غصب عني الحب مش بايد حد يا ماما وانت أكتر واحدة عارفة خاصة أنك اتجوزتي بابا عن حب.
هزت والدتها رأسها بالإيجاب وقلبها يتمزق إربا على ابنتها التي تعاني منذ سنوات عديدة ولم يشعر بها أحد.
فهي تعلم علم اليقين أن من الحب ما قتل وابنتها عاشقة حد النخاع لكن ما تفعله في نفسها جنون جنون سيودي بحياتها ومستقبلها كما أنه سيضر بسمعتها خاصة وأن الحرباء زوجة زوجة عمار عرفت بمكنونات صدر صبا.
لذا عليها أن تتصرف وتضع النقاط فوق الحروف قبل أن يكبر الموضوع وتتشوه سمعة ابنتها.
هتفت بتصميم: أنا مصدقاكي يا صَبا بس توعديني أنك هتنفزي اللي هقول لك عليه؟
اعتدلت صَبا واستقامت ترمقها باستفهام.
فتابعت حديثها بإصرار: انت لازم تتجوزي بسرعة يا صبا.
❈-❈-❈
بعد أن فجرت قنبلتها الموقوتة
ذهبت إلى والدتها كي تزف لها تلك الأخبار السارة بالنسبة لها.
وها هي ذي تجلس برفقتها في غرفة المعيشة تتحدثان.
إذ هتفت والدتها بفخر: والله برافو عليك يا بت يا زينة عملتي اللي ما حدش يقدر يعمله ضربتي عصفورين بحجر واحد.
من ناحية بعدتي المخفية دي عن عمار ومن ناحية تانية خليتي شكلها زي الزفت قدام أهلها.
ارتسمت ابتسامة ثعلبية فوق شفتيها هاتفة بتأكيد: وكمان تخليها تفكر ألف مرة قبل ما تقرب من جوزي.
قهقهت والدتها بصخب قبل أن تنضم إليها زينة وتضحك من قلبها.
فهي لم تصدق أنها تخلصت من ذلك العبء الذي كان يؤرق مضجعها ويملأ صدرها بالنيران
نيران الغيرة من صَبا وكذلك الغيرة على زوجها.
فبعد الآن ستحيا في سلام مع زوجها وأولادها ولم يبقى لصَبا إلا أن تبحث لها عن زوج لكي تبتعد عنهم للأبد.
أجفلت من شرودها على صوت والدتها المزعج: رحتي فين يا زينة أنت يا أختي جية تقعدي معايا عشان نتكلم ولا تسرحي؟
أجابتها بسعادة لم تستطع إخفائها: لا أزاي ده أنا جية عشان اقعد معك ياما وندردش زي زمان.
❈-❈-❈
يجلس في المطعم الذي اشتراه منذ مدة قصيرة يتأمل المارة في شرود تام.
قاطعه صوت أحد الباعة المتجولين المزعج الذي يهتف في مكبر الصوت: اللي ما يشتري حرنكش بربع جنيه ربنا يعكنن عليه.
رغم عنه ابتسم على مقولة ذلك الرجل الذي يعرض بضاعته بشكل فكاهي.
استنشق الهواء بقوة وظفره على مهل
رغما عنه لاحت صورتها أمام عينيه فتنهد بحرارة متأوها بقوة: وبعدين معاكي يا صَبا هتفضلي كده لحد امتى؟
هبة هاتفا بعنف: لا ماهو أنا مش هقعد كده كتير اضرب أخماس في أسداس أنا لازم ألاقي حل وبسرعة.
سكت قليلا كي يجمع شتات نفسه ومن ثم هتف بإصرار: أنا هروح أطلب ايديها واللي يحصل يحصل.
❈-❈-❈
أمام مرآتها الكبيرة تقف تتأمل وجنتها المتورمة من صفعة والدها الحبيب.
إنسابك دمعة تليها أخرى وأخرى ليس حزنا من أبيها بل لأنه أساء الظن بها.
وضعت يدها فوق وجنتها هاتفة بكل ما يعتمر قلبها من قهر: حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا زينة.
استدارت فجأة عندما استمعت إلى صوت بابها يفتح.
ثواني وأبصرت والدها يلج ويغلق الباب من خلفه.
مسحت دمعاتها بأطراف أناملها وهتفت بصوت باكي: أتفضل يا بابا.
ألمه قلبه عليها فلأول مرة منذ سنوات يرفع يده عليها ولم يعطها فرصة للدفاع عن نفسها
حتى أنه لعن نفسه ولعن زينة كما أنه لعنة تسرعه أيضا.
لم يشعر بنفسه إلا وهو يدنو منها بخطوات واسعة يجذبها بين أحضانه يمسد فوق خصلاتها في حنو بالغ.
أما عنها فقد تشبثت بحضنه وبكت بحرقة
بكت حبها الضائع وحظها العسر وكذلك بكت ظلمها وقهرها وقلة حيلتها.
ظلت تبكي وتبكي لوقت لا تعرف مداه بين أحضان والدها حتى هدأت تماما.
أبعدها برفق هاتفا بتأكيد: احنا لازم نتكلم يا صبا.
أومأت له موافقة.
فجذبها من يدها وجلسا سويا فوق طرف الفراش صمت قليلا ثم سألها بهدوء: اللي قالته زينة ده مظبوط يا صبا؟
هزت رأسها نفيا وغمغمت بتأكيد: طبعا لا يا بابا أنا عمري ما عملت حاجة غلط ولا لمحت بحاجة من أصله كل ما في الحكاية
بترت باقي جملتها عندما فتحت والدتها الباب وولجت هاتفة بعجالة: صَبا في ضيف بيسأل عليكي برة.
❈-❈-❈
أطلق رؤوف ضحكة مجلجلة بعد أن قص عليه عمار ما حدث معه باختصار.
إذ هتف بمزاح: يعني كان مقلب يا عمار والله عجبني قوي فارس ده.
صك عمار على أسنانه بقوة هاتفا بحدة طفيفة: طيب وديني لهوريك أنت وهو عشان ده مش هزار يعني.
حاول رؤوف كبت ضحكاته لكنه لم يستطع فقهقه بصخب هاتفا بلهاث من بين ضحكاته: لا بجد عجبني قوي الواد فارس ده.
تلاشت ابتسامة رؤوف عندما ولج فارس يسأله باهتمام: ها يا باش مهندس عملت إيه؟
تبادل رؤوف وعمار النظرات فيبدو أن فارس لا يمزح وكلماته جدية للغاية.
فسأله عمار بتوجس: هو الموضوع جد ولا إيه يا فارس.
رمقه فارس بعدم فهم.
فاستطرد حديثه: أقصد يعني مين اللي بلغك عن موضوع العربية ده؟
أجابه بلا مبالاة: ولد صغير جهه وقال إن فيه عربية واقفة وسدة الطريق وعايزين ميكانيكي شاطر فأنا قلت له على حضرتك وبس هو ده اللي حصل.
شعرة رؤوف بالحيرة بينما عمار شعر بأن هناك حلقة مفقودة وإن هذا الموقف مقصودا.
صمت يفكر قليلا لكن قبل أن يتحدث سبقه رؤوف مخاطبا فارس باهتمام: والولد ده من الحتة هنا يا فارس.
هزة فارس رأسه نفيا.
فأشار له بالانصراف: طيب روح أنت دلوقتي.
مرة أخرى تبادل الصديقان النظرات المرتابة وكذلك المتعجبة فيبدو حقا أن هناك شيئا مريبا يحدث لا يعرفان عنه شيءا.
❈-❈-❈
بداخل محل العطارة.
يصطف مجموعة من النساء والأطفال يشترون لوازم المنزل.
ابتسم الحاج سعد عندما أبصرها تقف في آخر الصف تظفر في حنق من وقت إلى آخر وعلى ملامحها ترتسم معالم الإنزعاج.
راحة يتأملها من وقت إلى آخر حتى جاء الدور عليها فسألها بابتسامة مكبوتة: خير يا ست صباح عايزة إيه النهاردة؟
ولا هتخليني اوزن الفلفل الأسمر وتسييه وتمشي زي المرة اللي فاتت.
مطت شفتيها باستفزاز هاتفة بحدة: جرى إيه يا راجل أنت أنت هتصاحبني ولا إيه بقول لك إيه يا أخويا أنا عايزة فلفل أسمر خلصني يلة.
هز رأسه نفيا هاتفا بعند: لا. مافيش فلفل أسمر روحي بقي اشتري من برة يلة.
عضت باطن فمها في غيظ: ما هو يا أخويا لو في برة فلفل أسمر عدل ما كنتش جيت هنا أنا بعت البت تشتري من كام يوم وطلع فلفل أسمر مضروب فقلت أعصر على نفسي لمونة واجي اخد من عندك.
رفع كلا حاجبيه هاتفا: اعترفي بقي أن الفلفل الأسمر بتاعي حلو زي صاحب المحل كده.
رمقته بغضب هاتفة بانزعاج: هتعبيلي الفلفل ولا.
أجابها بمرح: من عيوني أحلى فلفل للحاجة صباح.
غمغمت بصوت وصل إلى مسامعه: لا يا أخويا مش من عيونك من الشكارة.
انفجر ضاحكا على كلماتها المقتضبة
وراحا يتأملها بإعجاب سافر فتلك المرأة حقا مثيرة للاهتمام.
❈-❈-❈
وقفت في مطبخ منزل والدها تطهو له أشهى الأكلات وهي تشعر بسعادة كبيرة.
ثواني وصدحا رنين هاتفها الذي وضعته فوق الطاولة الموجودة بداخل المطبخ.
سارت بخطوات بطيئة لترى هوية المتصل انكمشت ملامح وجهها للضيق والخوف عندما أبصرت اسم زوجها السابق على الشاشة تراجعت خطوتين وكأنه سيخرج لها من الهاتف.
هزت رأسها في خوف هاتفة بتأكيد: اهدي يا عبير خلاص مش هيقدر يعملك حاجة اهدي.
استدارت لتكمل ما كانت تفعله متجاهلة هاتفها تماما لكنها تراجعت عندما صضح صوت نغمة الرسالة التي وضعتها.
تلقائيا أمسكت الهاتف وفتحت الرسالة التي كان محتواها: ردي عليا يا عبير وإلا مش هيحصل طيب.
❈-❈-❈
بابتسامة واسعة رحبت صَبا بوليد وكذلك والدها الذي راح يشكره مرة أخرى بعد ما فعله مع إبنته.
بادلهما وليد الابتسام وراحة يهتف بهدوء: لا شكر على واجب يا جماعة أنا ما عملتش حاجة انا النهاردة جيت عشان اتكلم معاكم في موضوع مهم.
جلسوا في اهتمام يستمعون إلى ما سيقوله ذلك الضيف.
فاستطرد وليد حديثه دفعة واحدة بدون تردد: من غير مقدمات كده انا طالب ايد الآنسة صبا.
وقبل أن تستوعب صَبا ووالدتها ما يحدث هتف والدها بقوة: وانا موافق يا وليد يا ابني…
يتبع