-->

رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 29 - 2

  

قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية للقلب أخطاء لا تغتفر

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة آية العربي


الفصل السابع والعشرون

الجزء الثاني

عودة للصفحة السابقة



في اليوم التالى 


ذهبت ريتان مع حمزة لترى شقيقتها  ،،  فبرغم ما حدث إلا أنها لا تستطيع تركها  ،،  خصوصاً بعد أن أخبرتها جميلة أنها ظلت طوال الليل تبكي بعد أن أخبروها بحقيقة وضعها الصحى وعليها التمهيد للقادم  . 


دلفت الغرفة وانتظرها حمزة في الخارج والقت السلام على والدتها وشقيقتها التى تستند على الفراش  . 


ردت جميلة السلام ووقفت تعانقها ثم أبتعدت ريتان تنظر لشقيقتها متسائلة بترقب  : 


- عاملة اية يا بسمة النهاردة  ؟ 


نظرت لها بتمعن  ،،  نظرت لملامحها كإنها تراها للمرةِ الأولى  ،،  هل حقاً تلك العيون كانت صادقة تنظر إليها بحب وصدق  ،،  هل حقاً كانت تلك الواقفة تتمنى لها الخير وتتصرف مع صغيرها وزو جها بصدق دون أي أفكار خبيثة  ،،  هل حقاً كان عقلها هي هو المستوطن لتلك الأفكار وقامت بتربيتها داخــ.لها فقط حتى كبرت وسيطرت عليها  . 


زفرت بقوة وأومأت تردف بهمــ.س ودموع وحزن دون النظر إليها  : 


- الحمد لله  . 


إنتابتها الراحة قليلاً بعد أن شعرت بهدوء الحديث بينهما ثم قررت المغامرة بالحديث لذلك سحبت مقعداً وثبتته بالقرب من فراشها وجلست عليه تطالع شقيقتها ثم مدت يــ.دها تتمــ.سك بكف شقيقتها التى تفاجأت ولفت نظرها إليها متعجبة بينما جميلة قررت ترك مساحة لهما لذلك وقفت بصمت تتجه للخارج  . 


تحدثت ريتان بصدق ودموع أتت مجبرة بعد هذا الموقف  : 


- أنا عمرى ما أشمت فيكي يا بسمة  ،،،  أنتِ أختى الوحيدة  ،،  الوحيدة اللى هفضل سعادتها عن سعادتى  ،، الوحيدة اللى مهما شوفتها مبسوطة ومرتاحة عني عمري ما أزعل أو أغير يا بسمة  ،،   علشان كدة كنت بتصرف بعفوية مع أي حاجة تخصك  ،،  فرحتى وحبي لياسين ده لأنه إبنك  ،،  لأنه إبن أختى وأقرب طفل ليا  ،،  وتصرفى مع بهاء كان لإنه إنسان بيحبك وبيقدرك  ،،  لو مكنش بيحبك أو بيتعامل معاكى بقسوة لا قدر الله مكنتش هحترمه أبداً  ،،  لأنى أتعذبت في حياتى كتير ومش هقبل تتعذبي زيي  ،،  برغم إنى أكبر منك بأربع سنين بس  لكن كنت بحس إنك بنتى مش أختى  ،،  ودايماً أقول لنفسي معلش لسة صغيرة وبتحسب الأمور غلط وبكرة تفهمك صح . 


زفرت بقوة ومسحت دمعتها الفاترة بكف يــ.دها ثم تابعت أمام عين بسمة الباكية التى تستمع بصمت وإنصات  : 


- كنت ناوية أجيلك وأتكلم معاكى في كل ده  ،،  وكنت ناوية أقول كلام كتييير أوي  ،،  كنت ناوية أتكلم عن طفولتنا سوا وأفكرك بحاجات إنتِ نسيتيها  ،،  بس جه الخبر ده وغير كل حساباتى  ،،  وجعنى أوي أوي يا بسمة  ،،  وجعنى لأنى كنت متخيلة إننا هنتفاهم وأعرفك بحملي وعارفة ومتأكدة إنك هتفرحي لي  ،،  زعلت أوي علشانك لأن وجعك بيلمــ.سنى يا بسمة  ،،  بس متفائلة خير  ،،  متفائلة خير إن أختى هتتغلب على الحالة دي وهترضى بقضاء الله وإن شاء الله ربنا مش هيخذلها أبداً  ،،  وبعدين ياسين من أمبارح وهو زعلان ومحتاجك  ،،  وبهاء هيموت علشانك وعايزك تطمنيه بكلمة  ،،  هو كمان زيك خسر إبنه  ،،  أنتوا الأتنين محتاجين تواسوا بعض  ،،  روقي وسبيها على الله وكل حاجه هتبقى تمام  . 


أنتهت واكتفت بهذا القدر الكافي من الحديث  ،،  فوضع شقيقتها لا يحتمل اكثر من ذلك  ،،  خصوصاً بعدما زاد نحيبها  ،،  نعم تبكى  ،،  تبكى بعد أن إستمعت لحديث شقيقتها الذي يؤكد لها أنها كانت مخطئة ومتوهمة لشئ خبيث دمرها  ،،  لشئٍ تملك منها وتحكم بأفكارها حتى جنت نتائجه الآن  ،،  ليتها تعود بالزمن  ،،  ليتها تستطيع العودة  ،،  وزادت كلمات شقيقتها الحمل عليها فبات الندم يتآكلها  ،،  خسارة جنينها وأحتمالية عدم إنجابها للمرة الثانية وكلمات شقيقتها ينهشوا داخــ.لها ويعنفوها على ما فعلته لسنوات   . 


وقفت ريتان تربت على كفها بعدما طال صمتها وأردفت وهى تستعد للرحيل  : 


- أنا هخرج وأبعتلك بهاء   . 


خطت للخارج وتركتها وبالفعل دلف بهاء بعد ثوانى يتجه إليها وهى تبكي وتشهق  ،،  يحاول أيجاد كلمات مناسبة ولكن حاله هو الآخر يثرى له  ،،  هو أيضاً يريد من يطمأنه ومع ذلك فظل يردد دائماً  


( قدر الله وما شاء فعل،،  الحمد لله على كل حال  )  


❈-❈-❈


وقف حمزة بعدما رآى ريتان يطالعها بتمعن ويسألها بنظراته عن حالها فابتسمت وأومأت له مطمئنة بينما نظرت لجميلة وتساءلت بترقب  : 


- مافيش جديد يا ماما  ؟  ،،  قالوا إيه  ؟. 


تنهدت جميلة وتحدثت بحزن  : 


- أورام ليفية يا بنتى  ،،  هيشوفوا يمكن يستأصلوها من غير ما يشيلوا الرحم خالص  ،،  بس هيبقى صعب تحمل تانى الفترة دي  . 


سحبت شهيقاً قوياً وأومأت بحزن بينما نظر لها حمدى وتحدث بحنو  : 


- ريتان  ،،  مبروك يا بنتى  ،،  ربنا يديكي على أد نيتك وطيبة قلبك  ،،  ومتزعليش نفسك  ،،  أختك هتبقى كويسة إن شاءلله ،، ده قضاء الله يابنتى  . 


أومأت بهدوء لوالدها ثم نظرت لحمزة وأردفت بصوت متحشرج وعيون لامعة  : 


- هروح التواليت وجاية . 


أومأ لها وتحركت هي إلى الحمام النسائي لهذا الطابق ودلفت لتغسل وجــ.هها  . 


ثوانى وتبعتها إمرأة منتقبة للداخل تبدو في حالة متوترة  . 


أغلقت باب الحمام في ثانية فانتبهت ريتان ونظرت لها بشك أصبح يقين بعد أن رفع نقابه وظهر وجهُ وهو يطالعها ويتساءل متلهفاً  : 


- إيه يا ريتا عملتى إيه  ؟  ،،  شايفك راحة جاية معاه ومش مصدقة تهديدي  ،،  تحبي تشوفي بنفسك  ؟  . 


قالها وهو يلوح بيده التى تحمل جهاز أتصال برجاله  ،،  وقفت هي لثوانى متجمدة وأنــ.فاسها بقت معلقة ثم زفرت بقوة وحاولت التحلى بالقليل من الجرأة خصوصاً بعد حديث فؤاد معها أمس لذلك أبتلعت لعابها وأردفت تهز رأ سها  : 


- إنت دخلت هنا إزاي  ،،  إنت مجنووون  . 


أبتسم بفخر كأنها تمدحه وأومأ يتحدث بشر  : 


- بالضبط  ،،  وليس على المجنون حرج  ،،  ها فكرتي كويس ولا ناوية تعملي حاجة تانية ؟ . 


أردفت بمراوغة وهى تحاول عدم إظهار أي شك بينما جــ.سدها يرتعش بصدق  : 


- أفهم يا ناصف  ،،  فكرك يعنى لو روحت قولت لحمزة يطلقنى هيطلقنى علطول  ؟  ،،  أصبر عليا أنا بحاول ألاقي حل  . 


كانت تتحدث بدموع وخوف حقيقي جعله يصدقها ويومئ لها قائلاً  : 


- إنجزي  ،،  لاقي أي حل ولازم يطلقك  ،،  بينيله إنك كرهتيه  ،،  زي ما كنتِ بتعملي معايا  ،،  المهم تنجزي  ،،  وأعرفي إنى قريب منك أوي  ،،  واستنى منى لقاء قريب تفرحيني بخبر طلاقك  . 


قالها بإبتسامة صفراء شيطانية جعلها تشعر بالغثيان ثم عاد ينزل نقابه على وجهُ ويفتح الباب ليخرج ولكنه تجمد حينما وجد حمزة يقف أمامه يطالعه بعمق وعيون حادة متسائلاً  : 


- إنتِ مين  ؟ 


أخفض ناصف عينه وضغط على الجهاز الذي بيــ.ده ليستعد لجلب من معه فيبدو أن أمره سينكشف الآن ولن يسمح بذلك ولكن أسرعت ريتان تتمــ.سك بذ راع حمزة وتحاول إخراج الكلمات بصعوبة مردفة  : 


- فيه إيه يا حمزة  ،،  ميصحش كدة  ،،  سيب المدام تعدي  . 


ظل عينه مثبته عليه ثم زفر وابتعد فمر ناصف من جانبه يتنفس بقوة ويغادر قبل أن يلحقه رجاله وقد تأكد أن ريتان تخشاه وستنفذ تهديده لها  . 


❈-❈-❈


بعد عدة أيام 


عادت سناء من هذا اللقاء الذي يبدو أنه أثمر داخــ.لها بتساؤلات عدة  ،،  فقد قابلت معاذ لتوها في النادى الرياضي بناءاً على رغبتها اثناء تمرينات توأمها   ،،  وها هي تعود معهما شاردة تفكر في كلامه  . 


أخبرها عن وحدته وعن أولاده وعن زو جته المتوفية وعن حياته الباردة وعن مشاعره منذ أن رآها  ،،  أخبره بكل ما في خاطره بصدق ودون قيود  ،،  أخبرها عن ما يتمناه وما هو ينتوى فعله معها ومع توأمها إن وافقا  ،،  حتى أنه على إستعداد لشراء فيلتهم وإهدائها لها كمهر لكي يظلا بها دون حدوث تغيير يؤرقهما  ،،،  وهذا راق لها كثيراً  ،،  وجعلها تلين قليلاً خصوصاً بعد أن إستشعرت صدق حديثه  . 


تساءل سليم بترقب وهو يجلس يستريح  : 


- مامي هو أونكل معاذ ده كان عايزك في إيه  ؟ 


كان يشعر هذا الصبي بشئ غريب  ،،  هو وشقيقته يشعران منذ أن قابلها هذا المعاذ أول مرة وبسبب تردده على النادى دوماً  ،،  ولكن بسبب جدية والدته إلتزم الصمت الذي قرر قطعه الآن وبعد تلك المقابلة  . 


زفرت سناء بقوة وقد عملت أنه حان وقت المواجهة لذلك أردفت بتروى  : 


- ممكن تسمعوني  ،،  عايزة أتكلم معاكم في حاجه مهمة  . 


تنبها التوأم جيداً وأومأ كلاهما لها فتابعت بتوتر ودون مراوغة  : 


- معاذ بيه طالب يتجــ.وزنى  . 


صُدما الإثنين لثوانى ينظرات لبعضهما ثم عادا ينظران لها فتابعت بتروى  : 


- طبعا هو مش أول مرة يطلب الطلب ده  ،،  بس أنا رفضت قبل كدة  ،،  رفضت لأنى صعب جداً أحطكوا في موقف يضايقكوا أو يشتت فكركوا عن مستقبلكم  ،،،  ولا عمرى هسمح إن حد مالوش سلطة يتحكم فيكم  ،،  بس هو طلب يتكلم معايا تانى  ،،  وعايزنى أفكر تانى  . 


عادا الأثنين ينظران إلى بعضهما ثم تساءلا  : 


- وحضرتك ناوية على إيه  ؟ 


زفرت بقوة وتحدثت بصدق  : 


- القرار ده الوحيد اللى مينفعش يتقال فيه ناوية  ،،  لازم كلنا نفكر فيه  ،،  أنا وأنتوا نفكر كويس  ،،  وخلونى أقولكم على اللى قاله واللى ناوي يقدمه وكمان لازم أحكي لكم عن سيرته وحياته وإنتوا تفكروا معايا  ،،  أنا كان ممكن أرفض تماماً مرة كمان وبلاها خالص الموضوع ده  ،،  وعايزاكوا تتأكدوا إنكوا أولى أولوياتى  ،،  بس فيه جزء جوايا متردد ومش عايز يرفض علطول  ،،  جزء خاص بيا مش هتفهموه دلوقتى  ،،  هتفهموه كويس أوي لما تكبروا وتلتفتوا لنفسكم وحياتكم بعيد عنى  ،،  هو ده اللى خلانى أديله فرصة وأفكر  ،،  وعايزاكوا تفكروا معايا  . 


نظر الأثنين لبعضهما مجدداً  ،،  برغم صغر سنهما الذي تجاوز ال 15 إلا أنهما يفهمانها قليلاً  ،،،  يحاولا أستيعاب ما تقوله  ،،  يلاحظان دوماً حزنها وصمتها وشرودها  ،،  كانا في صغرهما شاهدان على تعنيف والدهما لها وهناك مقاطع مشوشة تداهمها بالرغم من عدم إخبارها لهما بأي شئ من ما عانته مع زو جها  ،،  ومثلما هي تتمنى سعادتهما فإنهما يسعملان على جعلها تبتسم وتنظر لهما بعينٍ فرحة  ،،  لذلك أومأ سليم وتحدث نيابة عن شقيقته  التى أومأت له  : 


- تمام يا مامي  ،،  خلينا نقعد معاه ونكلمه  ،، وإحنا معاكى وهندعمك في أي قرار صح تاخديه  . 


نظرت لهما بعين ملتمعة  ،،،  لم تضيع تربيتها هباءاً  ،،  يثبتان لها أن ما عانته كان يستحق  ،،  هما يستحقان الأفضل دوماً  ،،  هما يستحقان الأولوية لذلك فتحت ذرا عيها ليسرعا يعانقاها وهي تحتويهما بحب وسعادة حقيقية تنتابها في عناقهما فقط  . 


❈-❈-❈


قررت ريتان العودة للعمل في المدرسة أو ربما هذا القرار نابعاً عن خطةٍ ما  ،،  لذلك فها هو حمزة يوصلها إلى مدرستها لليوم التالى لها وتجاوره مرددة ب ( حاضر)  بعد كل بند من بنود الوصايا التى يلقيها عليها  . 


ترجلت أمام المدرسة ونظرت له مطولاً بحب ثم سحبت مروان وبيري معها للداخل  . 


غادر حمزة بعدما جاء الحارس الشخصي لريتان وبعد تنبيهات مشددة منه اضطر للمغادرة مجبراً  . 


مضى وقتاً وهى تحاول الإندماج في العمل وعدم التفكير في أمورٍ تقلقها  ،،  دلفت إليها العاملة تحمل هاتفاً عادياً وتمده لها مردفة بتوتر  : 


- مــ.س ريتان  ،،  فيه حد عايزك  . 


إنسحب قلبها وتملكها التوتر وارتفع الادرينالين في سائر جــ.سدها جعلها تسمع حتى صوت نبضها وانقباض معدتها ثم مدت يــ.دها تلتقط الهاتف وتضعه على أذ نها مردفة بصوت مهزوز وقد علمت هوية المتصل  : 


- ألو  ؟. 


تحدث بفحيح  : 


- ربع ساعة وهتلاقي عربية سودا قدام باب المدرسة مستنياكى  ،،  تركبيها من سكات  ،،  بس قبلها تخرجى للحارس اللى جــ.وزك معينه عليكي ده وتسربيه  بأي حجة ،،  فاهمة  . 


حسناً برغم شعورها بالزعر من القادم إلا أن هذه فرصتها الذهبية  ،،  لا مفر  ،،  لتدعو الله أن يمر الأمر بسلام ولينتهى هذا الكابوس  ،،  لينتهى وتستيقظ بجوار حبيبها فقط  . 


ابتلعت لعابها وحاولت المراوغة مردفة  : 


- بس كدة ممكن يحصل مشكلة . 


ضحك وتحدث بجنون  : 


- المشكلة الحقيقية هتحصل لو معملتيش اللى قولت عليه  ،،  بقوا 13 دقيقة  ،،  أنجزي  . 


أغلق فناولت الهاتف للعاملة ونظرت لها نظرة حانقة ولكن ليس وقتها الآن  ،،  لتحاول حل تلك المعضلة أولاً . 


غادرت العاملة وتركتها فأسرعت تغلق الباب وسط تعجب الصغار ولكن لا مفر  ،،  إتجهت للمكتب تتناول الهاتف من حقيبتها ثم حاولت الإتصال على فؤاد لتخبره بالأمر  . 


بعد دقائق خرجت أمام باب المدرسة ونظرت للحارس الذي يقف ثم نادته فجاء إليها  ،،  تنهدت بقوة وتحدثت بتوتر  : 


- حسن معلش ممكن تجبلي كتاب المعارف من المكتبة اللى على أول الشارع  ؟  


نظر لها بعمق ثم أومأ بهدوء وتحرك يغادر مبتعداً  . 


نظرت لأثره وزفرت بقوة ثم وقفت تنتظر ما هو آتٍ  . 


ثواني وجاءت سيارة سوداء ووقفت أمام المدرسة وفُتح بابها دون ظهور أحد  ،،  توكلت على ربها وصعدت بها وفي لمح البصر كانت ترحل بها  . 


نظرت لمن حولها فلم تجد ناصف بل شخصٍ ملامحه تبدو مرعبة  ،،  إلتصقت في الباب تحتمى بها ثم أردفت متسائلة  : 


- ناصف فين  ؟  . 


لم يجيبها بل رفع هاتفه وتحدث مع أحدهم ثم أغلق ونظر للأمام دون الإلتفات إليها  . 


بعد حوالى ربع ساعة تمكن القلق منها فهى أصبحت تسير في طريق خالى من السيارات  . 


توقفت السيارة وترجل منها الرجل الصامت والسائق ثم صعد إليها ناصف وركب يغلق الباب خلفه ثم تطلع عليها مبتسماً يردف بتباهى  : 


- إيه رأيك في فيلم الأكشن اللى عيشتك فيه ده  ،،  علشان تعرفي انى بحبك وعلشانك عملت حاجات كتير أوي  . 


نظرت له بتعمن  ،،  ليس وقت الصدمات الآن  ،،  لتنهى ما جاءت لأجله ولكن بذكاء ودون إثارة أي شكوك لذلك تساءلت  بتوتر مرتعشة  : 


- مكنلوش لزوم كل اللى بتعمله ده  ،،،  كدة الأمور هتتعقد أكتر  . 


أومأ يردف بخبث وتوعد  : 


- متقلقيش  ،،  أنا فكرت ولقيت إنى كنت غلطان  ،،  سيبتك تقعدي معاه وتطلبي منه الطلاق وإنتِ جنبه  ،،  وده غلط  ،،  ممكن يأثر عليكي ويخليكي تحكيله كل حاجة  ،،  الصح أنى أبعدك عنه  ،،  وتفهميه إنك بعدتى بإرادتك وتطلبي الطلاق  ،،  ومتظهريش تانى غير لما يطلقك  . 


وقع قلبها مرتطماً أرضاً من حديثه  ،،،  ماذا يقصد هذا المختل  ،،  هل سيختطفها  ؟  ،،  حسناً إهدى ريتان ولا داعي للقلق  ،،  تعلمين أن معكِ جهاز تتبع وتصنت وهناك من يراقبك  ،،  فقط كل ما عليكِ هو إستدراجه ليعترف بجرائمه  ،،  ولكن حمزة  ،،  هو لا يعلم بمجيئها معه  ،،  يعلم بكل شئ  ،، نعم أخبرته ويعلم ما نوى تامر عليه معها وحتى أنه كان يعلم أن ناصف هو تلك المرأة في المشفى وأحكم غضبه بالقوة حفاظاً على سلامتها ولكى يستطيعا الوقوع به وبجرائمه كاملة  ،،  ولكن تلك المرة لم تخبره بناءاً على تعليمات فؤاد وتامر  . 


هزت رأ سها بقوة وظهرت دموعها ثم أردفت بخوف في محاولة جعله يعترف بأي شئ  : 


- مينفعش تعمل كدة  ،،  هيشك إنك السبب  ،،  خصوصاً إنهم بيدوروا عليك  ،،  هو أصلاً شك لما طلبت منه الطلاق وحس انك هددتنى  ،،،  بس أنا قولتله محصلش  ،،  إنما دلوقتى لو بعدتنى عنه هيتأكد إنك ورا الحكاية دي ومش هيطلق ،، هو عارف إنك راجع وعايز تنتقم   . 


نظر لها بتعمن ثم تساءل بترقب  : 


- معقول خايفة عليا  . 


هزت رأ سها تردف باندفاع   : 


- أنا خايفة عليه هو  ،،  هخاف عليك إنت ليه وأنت عمرك ما خوفت عليا  ،،  في الأول خدعتنى وحسستنى إنك راجل شهم واتجوزتنى وانت أصلاً كل فلوسك حرام  ،،  فلوس جاية من شغل المخدرات والأرف اللى بتدخــ.له البلد  ،،  عايزنى أخاف عليك إزاي وإنت مش خايف على بلدك ولا على شباب صغير ملهمش ذنب  . 


أسودت عيناه وتحول لحقيقته المرعبة وهو يردف بفحيح  : 


- شكلك نسيتي ناصف بتاع زمان  ،،  تحبي أفكرك بيه  ؟ 


إرتعبت من نظرته  ،،  تراجعت للخلف وكادت تتحدث لولا رنين هاتفها برقم حمزة  ،،  تناولته أمامه ونظرت له بقلبٍ مرتعش وخانتها دموعها  ،،  إبتسم إبتسامة شيطانية وتحدث بعدما علم هوية المتصل   : 


- تفهميه إنك مش راجعة غير لما يطلقك  ،،  وإلا حالا هكلم أنا رجالتى يخلصوا عليه  ،،،  القرار ليكي  . 


نزع الهاتف من يــ.دها وفتح الخط ومكبر الصوت فأردف حمزة متلهفاً  : 


- ريتان  ؟  ،،  خلصتى  ؟  ،،  أفوت أخدكوا إنتِ والأولاد  ؟ 


فهمت أن لا علم لديه  ،،،  أعتصرت عينيها بألم وابتلعت مرارة حلقها وهى تحاول نطق الكلمات الثقيلة مردفة ببكاء لتحاول إكمال ما نوت ولينتهى الأمر  : 


- أنا  ،،  أنا مشيت يا حمزة  ،،  روح خود الأولاد بس أنا مش راجعة  ،،،  زي ما قولتلك أنا عايزة أطلق منك  ،، مبقتش متحملة العيشة معاك  ،، مش راجعة غير لما تقبل تطلقنى   . 


لا رد  ،،  فقط أنفاس كأنفاس أسدٍ مرتبص  ،،  أيقن أنه يجاورها  ،،  أيقن أنه يهددها ومعها ،،  تأكد أنها تحاول التلاعب بلعبة خطيرة تكاد توقف قلبه قبل قلبها  ،،  والسبيل الوحيد للخلاص هو صمته وتقبله لما يحدث وإلا حدث ما لا يحمد عقباه  ،،  حبيبته وزو جته الآن بين يدي هذا المختل وأي حرف غاضب سينطقه سيؤدي بحياتها  ،،  وهو لن يخاطر برغم ما يشعر به الآن  ،،  برغم القبضة القوية التى تعتصر قلبه خوفاً وقلقاً عليها  ،،  حتى أنه لا يعلم متى تحرك وترك شركته ويقود سيارته الآن مردفاً بصوت مرتعب خالى من الحياة فقط ليضمن سلمتها  : 


- تمام يا ريتان  ،،  زي ما تحبي  ،،  خلاص أنا موافق أطلقك  ،،  مش أنا اللى أقبل أعيش مع واحدة غصب عنها  ،،  بس ياريت ترجعى لإن أكيد عم حمدى ووالدتك هيسألوا عليكي  .


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة آية العربي من رواية للقلب أخطاء لا تغتفر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة