-->

رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 29

  

قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية للقلب أخطاء لا تغتفر

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة آية العربي


الفصل السابع والعشرون



ليست كل الاخطاء فاسدة  ، هناك بعض الاخطاء صالحة للإستعمال 

في إحدي المستشفيات الخاصة 


يقف بهاء مع جميلة التى تحمل الصغير بعد أن أتوا مسرعين إلي هنا ومعهما بسمة  . 


أدخلوها غرفة العمليات على الفور وها هما يقفان في الردهة القلق يتآكلمها  . 


فمذ حوالى ساعة ولم يخرج أحد يطمئنهما عليها  . 


رن هاتف جميلة برقم ريتان التى هاتفتها لتطمئن عليها  ،،  ناولت جميلة ياسين لوالده وأخرجت هاتفها من حقيبتها لترى المتصل  . 


وجدتها ريتان فتحشرج صوتها وأجابت باكية تردف  : 


- ريتاااان  ،،  شوفتى اللى حصل لبسمة  ؟ 


وقع قلبها من نبرة والدتها وتساءلت بذعر  : 


- خير يا ماما  ، مالها بسمة  ؟ 


أردفت جميلة منتحبة بحزن  :


- نزلت الجنين يا بنتى  ،،  معرفش إيه اللى حصل  ،،   وهي دلوقتى في أوضة العمليات بقالها ييجي ساعة ومحدش طمننا  ،،  أنا قلقانة أوي  . 


إنتفضت ريتان من مجلسها تردف على عجلة  : 


- لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم  ،، مستشفى أيه يا ماما  ؟  ،، هجيلك حالاً  . 


أملتها إسم المشفي وأغلقت معها  ، هاتفت حمزة الذي ذهب إلى شركته منذ قليل لتخبره  . 


أجاب على الفور يردف بترقب  : 


- أيوة يا حبيبتى  ؟  ،،،  إنتِ كويسه  ؟ 


أومأت تردف بصوت حزين  : 


- حمزة أنا لازم أخرج حالاً  ،،  بسمة نزلت البيبي وفي المستشفى  . 


وقف من خلف مكتبه يجمع أغراضه ويردف وهو يخطو للخارج  : 


- تمام إلبسي وأنا جاي حالاً  . 


أغلقت واتجهت تبدل ثيابها  ،،  دلف عليها مروان بعد أن طرق الباب وأذنت له فرآها وهي تحضر ثيابها  . 


تحدث بحب متسائلاً  : 


- مامي إنتِ خارجة  ؟ 


تركت الملابس وأتجهت إليه تعــ.انقه وتقــ.بله كعادتها ثم تحدثت بحنو  : 


- أيوة يا مارو  ،،  فيه مشوار مهم لازم أروحه  ،،  قول يا حبيبي محتاج حاجة  ؟ 


تساءل الصغير بترقب بعد أن إختلف على إحدى الألعاب هو وبيري إبنة عمه  : 


- ينفع أجي معاكى  ،،  أنا وبيري أتخانقنا وأنا مش هكلمها تاني  . 


أبتلعت لعابها ثم دنت منه تردف بتمهل برغم ما تشعر به قلقاً على شقيقتها  : 


- بس يا مارو بيري بتحبك وعادى لما تختلفوا على حاجة  ،،،  ليه متتكلموش براحة وتسألها هي زعلت ليه  ؟ 


تحدث ببراءة  : 


- أنا كنت بخسّر نفسي في اللعبة علشان هي تكسب علطول بس هي بقت بتعرف تلعب كويس فبقيت أنا كمان بلعب كويس هي زعلت وقالت إنى مبقتش أحبها  . 


إبتسمت بهدوء ثم تحدثت بتروى  : 


- طيب إنت دلوقتى هتروح لها وتقول لها الحقيقة وإنك كنت عايزها تتعلم اللعبة الأول إنما دلوقتي هي إتعلمتها خلاص فالأفضل إنك تتنافسوا وتفهمها إنها لو بتحبك زي ما إنت بتحبها هتفرح لما إنت تكسب  ،،  وأنا أوعدك إنى هاخدك ونطلع مشوار سوا وكمان مع بابي بس حقيقي مينفعش أخدك معايا المرة دي  . 


أومأ لها متفهماً وراق له حلها فقبلها وأسرع يخطو للخارج كي يفعل مثاما قالت وأعتدلت هي تتنهد ثم بدأت في تبديل ثوبها  . 


❈-❈-❈


بعد وقتٍ في المشفى 


خرج الطبيب فأتجه إليه بهاء على الفور يتساءل بقلق  : 


- خير يا دكتور طمني  ،،  بسمة عاملة إيه  ؟ 


تحدث الطبيب بمعالم وجه حزينة يردف  : 


- هو طبعاً للأسف خسرنا الجنين  ،،  وعملنا تنظيف  ،،  بس المشكلة إننا إكتشفنا أورام ليفية مخاطية في الرحم أدت لتضخمه  ،،  وده سبب النزيف والإجهاض  ،،  وقبل ما نقرر طريقة العلاج لازم ننتظر لما المريضة تفوق ونعمل رنين مغناطيسي علشان نعرف حجم الأورام   ،،،  وطبعاً نتمنى تكون حاجة بسيطة وألا هنضطر نستأصل الرحم  . 


سقط قلبه مرتطماً وهو ينظر لجميلة التى صرخت باكية بحسرة وظل متجمداً لثوانى قبل أن يحاول إستعادة ثباته ويتساءل بحزن وعجز   : 


- طيب وبسمة  ،،  عاملة إيه  ؟  . 


زفر الطبيب وتحدث  : 


- طبعاً  مش هيبقى سهل عليها خبر زي ده  ،،  بس لازم تحاولوا تشرحولها إن دي مشيئة ربنا وإن شاء الله نحاول نحل الموضوع بشكل تاني من غير ما نحتاج لإستئصال الرحم   . 


أومأ عدة مرات يردد بحزن وخيبة  : 


- قدر الله وما شاء فعل  ،،  قدر الله وما شاء فعل  . 


ربت الطبيب على كتفه وقال  : 


- ونعم بالله  ،،،  دقايق وهننقلها ع الأوضة  . 


تركه وعاد للداخل وأتجه هو يجلس بصغيره فلم تعد قــ.دماه تحمله  ،،  وجميلة تقف تجاوره باكية  ،،  الآن يواجه شئ كبيراً عليه  ،،  في الأمس كانا ينتظرا طفلهما الثاني والآن هما مهددان بإحتمالية إستئصال الرحم  ،،  يا إلهي ما هذا الإختبار الصعب  ،،  وكيف ستتقبله بسمة  ،،  وهل أمامها حلاً آخر  ؟. 


جاء حمدى الذي علم من زو جته يتجه إليهما وعندما رآى حالتهما أسرع يتساءل بقلق  : 


- فيه إيه؟  ،،  بنتى مالهاااا  ؟ 


إتجهت إليه جميلة تردف منتحبة بقهر  : 


- بسمة هتشيل الرحم يا حمدي  ،،  بنتى مهتخلفش تااااني  . 


إرتمت في حــ.ضنه تجهش في بكاء مرير بينما هو وقف مصدوماً لا يستوعب بعد ثم التمعت عينه بالدموع وهو يردد  : 


- لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم  ،،  رحمتك يااارب  . 


بعد دقائق قليلة وصلت ريتان أيضاً ويجاورها حمزة وأتجها إليهما بعدما جلسوا جميعهم ينتظرون خروج بسمة  . 


نظرت ريتان لجميلة الباكية وتساءلت بقلق  : 


- خير يا ماما حد طمنكوا  ؟ 


رفعت جميلة نظرها لريتان ثم عاد البكاء والحزن ينهش داخـ.لها وتحدثت بقهر  : 


- أختك يا ريتان  ،،  أختك يمكن يشيلولها الرحم  ،،  أختك معدتش هتخلف تاني  . 


نظرت لحمزة بصدمة ووقف الآخر لا يعلم ماذا يقول بينما هى سقطت عبراتها ووقفت فقط تبكى وتفكر دون نطق حرف فقد ألجمتها الصدمة . 


❈-❈-❈


عند سناء التى قررت إصطحاب توأمها إلى منزل والدها بعد أن ضجرت من الجلوس وحدها  . 


ترجلت من سيارتها بعد أن وصلت وترجلا التوأم يردفان بضيق  : 


- يعنى كان لازم يا مامي نيجي معاكى  ؟  ،،،  كنا روحنا النادي وجيتي وحضرتك لتيتة  . 


تحدثت بضيق وعتاب  : 


- ميصحش كدة  ،،  دول أهلكوا وليهم حق عليكوا  ،،  قولت الكلام ده مليون مرة قبل كدة  ،،  وآخر مرة هقوله  ،،  تمام  ؟ 


زفرا التوأم وأومئا وإتجهوا جميعهم للداخل حيث إستقبلتهم صفية بترحاب وود وكذلك كاري وشيرين  . 


رن هاتف سناء فتوقفت عند الباب عندما وجدته رقم معاذ وتنهدت بقوة ثم إستأذنت قائلة  : 


- بعد إذنكوا هرد على الموبايل وأرجعلكوا  . 


خطت عائدة للخارج حيث الحديقة في مكان مناسب وأجابت قائلة بجدية  : 


- أهلاً يا معاذ بيه  ؟  ،،  خير في حاجة  ؟ 


تحدث معاذ الذي كان يظن أنه لن يكرر طلبه ولكنه لم يستطع  ،،  حاول التفكير بعقلها وتفهم خوفها وصغر توأمها  ،،  أراد أن يطمئنها  ،،  أراد أن يثبت لها أنه ليس كغيره  ،،  أراد أن يحقق لها المعادلة الصعبة التى تتمناها وهي راحة توأمها وسعادتها  ،،  سيفعلها من أجلها  ،،  يستحقان فرصة  ،،  هو وحيد ويعانى الوحدة وظهرت هي أمامه لتحرك مشاعره التى ظنها باردة  ،،  أيقن أنه أحبها  ،،  أيقن ذلك بعدما غلبه التفكير بها  ،،  منذ أن أخبره حمزة برفضها وهو يفكر  ،،  حتى أنه خشى نظرة المجتمع من حوله لنعته بالمراهق ولكنه لم يعيش الحب أبداً  ،،  زو جته المتوفاه كان بينهما مودة ورحمة وإحترام ولكن الأمر مع سناء مختلف  ،،  هي شغلت حيز كبير من أفكاره وإحتلتها حتى بات مثل العاجز في بعدها  ،،  أصبح يتمناها جواره وحلاله لتشاركه وحدته وإسمه وحياته ولتكن ونيسته  ،، ليس مراهقاً بل رجلاً ناضج يفكر بالعقلِ والقلبِ معاً   . 


تحمحم يردف بعد أن سمع صوتها  : 


- مدام سناء أزيك  ،،  أنا عارف إن مافيش أي سبب يخليني أكلم حضرتك تاني بس أنا حابب أقابلك وأتكلم معاكي في أي مكان تختاريه  ،،  ولو سمحتِ مترفضيش  ،،  إسمعي اللى عندي وبعدها قررى  ،،  يمكن أنا إتكلمت مع حمزة الأول إحتراماً للأصول بس أنا محتاج أتكلم معاكى إنتِ المرة دي  ،، وإختاري أي مكان إنتِ عايزاه  ،،  بس لو سمحتِ مترفضيش  . 


وقفت حائرة  ،،  منذ أن أبلغت حمزة بقرارها وهي حزينة  ،،  تشعر أنها رفضت فرصة ربما لن تعوّض  ،،  ولكن تعود وتنهر نفسها فهى إختارت توأمها ومستقبلهما  ،،  كيف لها أن تفضل سعادتها عنهما وأي سعادة تلك التى تتوقعها وهما تعيسان  ،،  إن كان والدهما الحقيقي كان لا يهتم لأمرهما ويعنفهما فهل سيفعل الغريب ويحبهما  ؟   ،،  وهذا أكثر ما تخشاه  ،،  تخشى أن يجرحهما أحدٍ ولو بكلمة  ،،  تخشى أن يلوماها عندما يكبرا بأنها فضلت نفسها عنهما  ،،  تخشى بعد كل ما عانته أن تظهر في ثوب الأم السيئة وهى أبعد ما يكون عن ذلك  . 


تحدثت بهدوء ونبرة مستجيبة  : 


- مش مسألة رفض يا معاذ بيه  ،،  بس اللى حضرتك منتظره مني صعب يحصل  ،،،  حضرتك عارف إني أم لولدين في مرحلة صعبة محتاجين فيها كل إهتمامي وتركيزي  ،،  وأنا فكرت كويس ولقيت إن مينفعش أفكر في أي شئ تانى حالياً غير مستقبلهم  . 


تحدث بصدق  : 


- طيب ما تخليها نفكر  ،،  خليني أشاركك التفكير في مستقبلهم  ،،  خلينا نتشارك في كل حاجة خاصة بينا  ،،  خلينا ندي لبعض فرصة جديدة  ،،  مش يمكن ننجح  ؟ 


إبتلعت لعابها وبدى حديثه مؤثر ثم عادت لجديتها بعد أن توغلها الخوف وأردفت  : 


- مافيش الكلام ده يا معاذ بيه  ،،  إحنا مش عايشين في المدينة الفاضلة للأسف  ،، أولادي مسئولين منى أنا وبس  ،،  وحضرتك عندك أولادك  ،،  مينفعش تشيل حمل مش ليك أبداً  ،،  أنا مش هسمح بكدة  . 


عاد يتحدث بتروى بعد تفكير طويل  : 


- هكلمك بمنظور ديني يا مدام سناء  ،،  الرسول صلِّ الله عليه وسلّم قال ( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة)  وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى  ،،  يبقى ليه إنتِ عايزة تحرميني المكانة دي  ؟  ،، صدقيني أنا حابب جداً وعلى إستعداد أقوم بالدور ده  ،،،  أنا واثق أننا نستحق فرصة  ،،  خليني أتكلم معاكى الأول وبعدين أتكلم مع الأولاد  ،،  ولو هما رفضوا أنا مش هتكلم تانى  ،،  بس فكري كويس  . 


زفرت بقوة تلوك الأمر في عقلها ثم تحدثت مستسلمة  : 


- تمام يا معاذ به  ،،  خليني أضبط أموري وأبلغ حضرتك  . 


تحدث بنبرة فرحة لموافقتها  : 


- تمام يا مدام سناء  ،،  هنتظرك بس ياريت متتأخريش عليا  . 


تنهدت تردف بهدوء  : 


- إن شاءلله  . 


أغلقت معه ووقفت لدقائق تفكر ثم قررت الدخول لقضاء اليوم مع عائلتها والتفكير بتروى لاحقاً  . 


❈-❈-❈


في المشفي 


نقلت بسمة إلى غرفة عادية وكانت تحت تأثير المنوم بينما الجزء الســ.فلي منها مخدر تخذير نصفي  . 


الجميع حولها يجلسون بحزنٍ جلي  ،،  ريتان تجاور حمزة مطأطأة الرأ سِ باكية  ،،،  وجميلة تحمل الصغير الذي نام وتنتحب على حال إبنتها  ،،  وبهاء يستند على حافة النافذة لا حول له ولا قوة يطالعها بعجز وتشتت  . 


بدأت تفيق شيئاً فشيئاً ويــ.داها تتجه تلقائياً لبــ.طنها  ،،،  تتحســ.سها ببطء وما لبث أن فاقت تصرخ وتبكي  ،،  بعد أن تيقنت أنها خسرت جنينها  ،،  أسرع إليها بهاء يحتويها ويواسيها مردفاً  : 


- إهدى يا بسمة  ،،،  قدر الله وما شاء فعل  ،،  إهدى يا حبيبتى  . 


كذلك جميلة التى مددت الصغير على أحد المقاعد وأسرعت إليها هي وحمدي يحاولان تهدأتها  ،،  كانت تنتحب بقوة وتردد  : 


- أبنى رااااح  ،،  راااح يا بهاااء  ،،،  اااااه  . 


تقف جانباً تستند على زو جها وتبكي بقوة على حال شقيقتها  ،،  تعلم مدى بشاعة الأمر  ،،  الأمر لا يحتمل حقاً  ،، مجرد التخيل مدمر فماذا عن حال شقيقتها  ،، ولكن لا إعتراض على مشيئة الله  ،،  ليتها تستطيع قول شئ يواسيها  . 


ظلت بسمة تصرخ وبهاء وجميلة يحاولان تهدأتها وحمدي يردد  : 


- إرضي يا بنتى  ،،  قضاء ربنا كدة  ،،  خير يا بسمة المهم سلامتك يا حبيبتى  . 


ظلت تبكى ويجاورها بهاء يردد كلمات الرضا إلى أن عادت أو هربت للنوم مجدداً   . 


❈-❈-❈


أتى المساء وريتان تجاور جميلة  ،،  يوم مجهد مر على الجميع  ،،  بسمة تنام وكأنها ترفض الواقع وتستنكر حدوث ما حدث  ،،  حمدى وحمزة يواسيان بهاء في الخارج وهو يردد  ( قدر الله وما شاء فعل  ) 


إستيقظت مجدداً تردف بشــ.فاه جافة وعيون مغلقة  : 


- ماية  ،،  عطشانة  . 


أسرعت ريتان بعدما لاحظت غفوة جميلة  ،،  وقفت تتجه للكومود وتتناول زجاجة المياة المعدنية وتقربها منها مردفة بتوتر لخوفها من رد فعل بسمة  : 


- إشربي يا بسمة  . 


فتحت عيــ.نيها تطالعها بخفوت ووهن ثم عاد البكاء يداهمها وأردفت متساءلة  : 


- شمتانة فيا مش كدة  ؟ 


لو أن أحدهم أصاب قلبها برصاصة أهون عليها من تلك الجملة وهذه النظرة  ،،  إبتلعت مرارة حلقها ووقفت تتحكم في إلتواءة أحشاؤها مردفة بصدق ودموع  : 


- أشمت في أختي  ؟  ،،  مستحيييل  . 


عاد تردف وشهقاتها بدأت تزداد مردفة  : 


- ليييه  ،،  المفروض تشمتي فيااا  ،،  إبنى رااااح أهو  ،،  ويمكن ما أعرفش أخلف تانى زي ما كانوا بيحكوا في أوضة العمليات  ،،  يعنى هبقى زيك  . 


نزلت عبراتها متتالية  ،،  كيف تخبرها أنها الآن تحمل في رحــ.مها علقةٍ صغيرةٍ  ،،  كيف تخبرها أنها لم تكن يوماً تعانى من مشكلةٍ في الإنجاب كما كانت تعتقد بل أوهِمت بذلك  ،،  الآن بات إخبارها بهذا الخبر شبه مستحيل  ،،  هي لن تفعل مثلها  ،،  لن تؤلمها  ،،  ولكن لم تتوقع أن يأتى صوت من خلفها يردف بجمود  : 


- بس ريتان حامل يا بسمة  . 


إلتفتت تنظر بصدمة لحمزة الذي دلف مع بهاء وحمدي بعد أن إستمع إلى صوت بسمة  ،،  سمع حديثها ولم يحتمل  ،،  إن كانت حقاً تتصرف بتسرع وطيش لتعلم بحمل شقيقتها ربما تأنت قليلاً  ،،  وإن كانت تحمل نفساً خبيثة فتعتبر ما يمر بها درساً  ،،  وإن كانت تفسر الأمور بطريقة خاطئة فلتحاول الفهم  ،،  لم يحتمل أن تُهان حبيبته مجدداً وتحدث بذلك حتى ولو كان الوقت غير مناسباً  . 


وقفا حمدى وجميلة يتطلعان على بعضهما  ،،،  توغلت إليهما السعادة وكادت تغطى على حزنهما بعد هذا الخبر لولا ريتان التى أردفت مسرعة وهي تندفع للخارج  : 


- عن إذنكوا  . 


خرجت وتبعها حمزة  ،،  يحاول اللحاق بها  ،،  ينادى عليها فوقفت في ردهة المشفى تلتفت إليه وتردف معاتبة بحزن  : 


- ليه يا حمزة  ،،،  قولت ليه دلوقتى  ،،  هي في حالة صعبة  ،،  مكنش ينفع نقوووول  . 


وقف أمامها يطالعها بحب  ،،  في كل مرة تثبت له أنها محقة في إحتلال قلبه  ،،،  أن لها الحق الكامل والتحكم الكامل في مشاعره وكيانه  ،،  تحدث بحب وتمهل  : 


- لو بتحبك بجد مش هتزعل  ،،  اللى حصل مع بسمة ده قضاء وقدر وأي حد معرض ليه بس مستحيل إنتِ تشتمتى فيها  . 


زفرت بقوة فمد يــ.ده يحتويها ويضع رأ سها على صـ.دره مردفاً بحنو  : 


- يمكن إتسرعت بس غصب عنى  ،،  متحملتش توجعك بالكلام  ،،  أنا عارف إنها في صدمة دلوقتى وصدقيني أنا زعلان عليها جداً بس مش هتحمل حد يزعلك  . 


إستكانت قليلاً معه  ،، تعلم أنه محق  ،، يكفي أنه ترك عمله ومكث معها يدعمها ويجاورها ويشاركها حزنها على شقيقتها  ،، يكفى أنها كلما إحتاجته وجدته  ،، يكفيه ما يعانيه ويؤرقه بسبب ذلك الخبيث  ،، يكفيه ما على عاتقه  ،، إبتعدت تطالعه بحب وتردف بهدوء  : 


- تعالى نروح يا حمزة وهبقى أرجعلها وقت تاني   . 


أومأ لها يردف مؤكداً  : 


- نرجعلها  ،،  مش هسيبك تيجي هنا لوحدك يا ريتان  . 


أبتسمت له وأومأت وغادرا بعد ذلك بينما عند بسمة التى صدمها الخبر  ،،  حسناً ليست حاقدة على شقيقتها  ،،  ولكن ما هذا التوقيت  ،،  يا إلهى هل حقاً كانت ظالمة لها  ؟  ،،  في اليوم الذي فقدت جنينها به وهناك إحتمالية عدم انجابها مجدداً تعلم أن شقيقتها حامل  ؟  ،،  شقيقتها التى دوماً كانت تظنها تحقد عليها وعلى حياتها وتغار منها  ؟  ،،،  ترى هل حقاً هي المخطئة مثلما أخبرها زو جها ووالدها وحتى والدتها  ؟  ،،  هل تجنى الآن نتيجة ما زرعته  ،،  ولكنها لم تتعمد ذلك  ،،  لاااا لقد فسرت فقط ما رأته ولم تباالغ  ،،  أو ربما بالغت  ،،،  هل بالغت حقا  ؟!  . 


نظرت للجميع من حولها  ،،  الكل ينظر لها بقلة حيلة  ،،  بهاء يجلس يستند برأ سه على ذرا عه لا يعلم ماذا يفعل  . 


وحمدى يجاور جميلة يخشى إظهار الفرحة بعد هذا الخبر فتحزن إبنته  ،،  ولكن أتى خبر حمل ريتان ليخفف عنهما حزنهما على بسمة التى أغمضت عيــ.نيها واندمجت مع أفكارها المتضاربة بعيداً عن الأين الحزينة التى تلومها بصمت  . 


❈-❈-❈


في المساء يجلس فؤاد في مكتبه يفكر بعد كل ما علمه  ،،   يخشى إخبار حمزة فيصعب الوضع ويتصرف الآخر بتسرع  ،،  لذلك فها هو يهاتف تامر الذي أجاب بترقب  : 


- أهلاً يا فؤاد  ،،  عرفت حاجة   ؟ 


تحدث فؤاد بتروى  : 


-  أيوة يا تامر  ،،  عرفت طبعا وقولي نعمل إيه  ،،  لإن الوضع كدة بقى خطر  . 


تنبه تامر وقال متسائلاً  : 


-خير يا فؤاد  ،،  قول اللى عندك  ؟ 


زفر فؤاد وتحدث بما أتى به  : 


- أنا فرغت الكاميرات اللى حوالي القصر ولاحظت بعد خروج حمزة ومراته إن فيه عربية أتحركت وراهم فيها رجلين وبعدها عربية تانية فيها واحدة منتقبة وواحد معاها  ،،،  ونفس المنتقبة دي نزلت قدام العيادة اللى حمزة ومر اته دخــ.لوها  ،،  وده عرفته من كاميرا مراقبة برة العيادة  ،،  لإن تسجيلات المراقبة اللى في العيادة بتاعة إمبارح كلها اتمسحت ولما حاولت أعرف اللى حصل من الدكتورة رفضت تماماً تتكلم بحجة إنى مش جهة حكومية  ،،  بس بحكم خبرتي هي مخبية حاجة طبعاً وكانت خايفة وهى بتتكلم   ،،  بس بعدها إتأكدت إن المنتقبة دي تبقى ناصف وواخد شقة قصاد القصر علطول وبيراقب كل تحركات حمزة وعيلته منها  ،،  وطبعاً عقد الإيجار بإسم حد من اللى معاه مش بأسمه  ،،  كدة بقى لازم نتحرك بسرعة وهدوء لإن وجوده برا خطر على أي حد  ،،  واضح إنه بيخطط لحاجة كبيرة  ،،  وزي ما بلغتك الصبح  ،،  تهديده لمرات حمزة يأكدلنا أنه واحد مجنون وممكن فعلاً يئذيها  . 


تحدث تامر بعد تفكير بترقب  : 


- لو عايز أتواصل مع مرات حمزة بس من غير ما حمزة يعرف أعمل ايه  ؟ 


زفر فؤاد وقال  : 


- هيبقى صعب يا تامر  ،، حمزة مش هيسمح بحاجة زي كدة  . 


تحدث تامر بإنفعال  : 


- لازم يا فؤاد  ،،  البنى أدم ده محدش يتوقع هو ممكن يعمل إيه  ،،  وحمزة ممكن يتهور  ،،  لازم نوقعه بسرعة قبل ما يلاحظ إننا عرفنا حاجة  ،،  واللى هتقدر تساعدنا في ده هي مرات حمزة نفسها لإن هي الهدف  . 


تساؤل فؤاد بتوتر  : 


- قصدك هنعملها طعم نصطاده بيه  ؟ 


تحدث تامر بثقة وتريث  :


- مش بالضبط كدة  ،،  أكيد مش هنخاطر بيها  ،،  لازم نأمنها كويس  ،،  بس الأفضل إن حمزة ميعرفش  . 


زفر فؤاد وتحدث بترقب  : 


- تمام يا تامر  ،،،  أنا هحاول اتواصل معاها  ،،  بس لو مقبلتش يبقى نبلغ حمزة  ،،  واطمن حمزة عاقل واظن لو الموضوع متعلق بمراته مش هيتهور  . 


أردف تامر بقبول  : 


- تمام  ،،  موافق  .