رواية وصمة عار - بقلم الكاتبة خديجة السيد - الفصل الثامن
رواية وصمة عار
بقلم الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثامن
رواية
وصمة عار
مرت ثلاثة اسابيع على علاقـ.ـتها مع نيكولا.. وكانت هذه الأيام بالنسبه لها مثل النعيم من النظرات العاشقة و الغـ.ـزل و الدلال، ثلاثة اسابيع يرافقها ذهابا وايابا من والى جامعتها و عملها و احيانا ياتي ياخذها من تحت منزلها! ولا تمر ليلة الا ويتصل بها و يبث إعجابه المجنون ويصر على اختراق قلبها لتقع أسيرة في حب... حتى اصبحت هي في حيره ومحاصره من كل الجهات منه؟. وشعرت أنة يتولد شيء اخر غير الاعجاب به وغير الالفة والتعود.. رغم ان التعود اصعب من الحب... فهي أصبحت تتعود على ملامحه العاشقه ومرافقتها كل مكان والتحدث اليها ليلا و كلامه المعسول كل ليلة.. لتتعود هي رغم قلقها على رفقته و احاطته لها.. حتي بدات تندمج معه في هذه العلاقه وتحب رؤيه بجانبها؟ فهو استغل اكثر وقت هي بحاجه الى احد جانبها مهما يكن! يشعر بوحدتها ويظل جانبها يساندها.
و كل ليلة يتصل و عندما تتعالي رنات الهاتف في منتصف الليل! تذهب علي الفور بعيد للخارج لتجيب حتى لا يسمعها احد من اهل المنزل؟ فهي حتى الان لم تتحدث مع احد على علاقتها معه حتى تتاكد الأول من حقيقه مشاعرها نحوه.. وبداخل الشرفه ترفع يدها بهاتفها تجيب بصوت خافت رقيق علي الذي كان ينتظر ليبث الغرام لها وهو يسمعها عبر الهاتف و يبدأ يمطر كلامه المعسول ككل ليلة.
حتى انه بدا يشتري اليها الكثير من الهدايا ويعطيها إليها بإصرار قوي وعندما كانت ترفض يعناد، فهي تشعر ان هذا ليس من العدل ان يعطيها شيء ليس لها و مازالت مترددة في علاقتهم حتى الان ؟ كان يجيب عليها باعتراض ويهتف بخشونة
= عيب عليكٍ هذا الكلام اليزابيث.. انا حبيبك الآن ومسؤول عن احتياجاتك.. يعني مع الوقت أيضا مصروفك الشخصي سيكون فقط مني.. ممنوع ان ترفضي اي هديه مني، هل تفهمين ذلك ام لا؟
❈-❈-❈
بعد مرور اسبوع.
ابتسمت بسعاده وهي تنظر لنفسها في المرآه برضي بعد ان ارتدت ثيابها البسيطه و الانيقه التي نحتت خصـ.ـرها بحرفيه مع ذلك الحزام الذي ألتف حول خصرها من فوق فستانها بلونه الذي يطابق لون الأحمر القاتم.. لتتذكر ما حدث بالاسابيع السابقه او بالمعني الاصح لم يترك تفكيرها هذا منذ أن التقط بـ نيكولا الذي اكتسح مشاعرها وهذا كان كفيلاً لها بأن تغمض عيناها وتتنهد بثقل فقد مر عليهم ليالي خياليه قضتها بداخل احـ.ـضانه فوق رمال البحر الدافئه تستمع له تاره وهو يحكي عن نفسه عن حبة لها..اما عنها فقد تركها تحكي له عن طفولتها وعن هوايتها ومواهبها تتحدث عن نفسها بأريحيه، اعطي لها الفرصه بأن تستمتع بتسيد مجري الحديث واعطاها كامل الحريه حتي لا تشعر انه دائما المتحكم بها كما قالت له من قبل.
ولكن اثر هذه الأيام عليها كان ممتد حتي لحظتها هذه داخل ذكرياتها... فقط شعرت بالصفاء الداخلي والسكون الروحي في قربه والذي ضربوا تلك الاحسايس بالخوف او الرهبه بعرض الحائط فهي لاول مره تشعر بهذه الاحاسيس مع شخص مثله يبادلها اضعاف العشق والغرام أكثر من ما تتوقع.. حتي انها بدأت أن تتعود عليه في حياتها ولم تستطيع أن يمر عليها يوماً من دون أن تراه.. انتهت من تجهيز نفسها للذهاب الى رحله تابعة للجامعه بعد ان خطفت حقيبتها من فوق المكتب قبل ان تهم بالانصراف للخارج.
ترجلت من المنزل والتفتت حتي تأخذ الدرج هبوطاً بحماس كبير فهي بدأت تعود مثل سابق تحب الحياة و تعيش كل ما فات دون مشاكل او عواقب، إستمرت في السير إلي الجامعه حتي تلحق الباص الذاهب الي الرحله التي ظلت قرب اسبوع تقنع بها العم أركون حتي يوافق بعد أن شعرت بالملل من الدراسة و العمل الذي ما زالت تخفيه عن الجميع ماعدا سافانا وهي الوحيده التي تعرف به.
فأخذت تسير بالشوارع بلا مبالاة وهي تتابع طريقها وعلي ثغرها ابتسامه صغيره لتشعر فجاه بأحد يتحرك معها.. ولكن لم تنفض بفزع هذه المره فهي اصبحت معتادة على ظهوره فجاه امامها دون مقدمات.. ثم توقفت فجاه في منتصف الطريق تجاه وهو يطالعها بنظرات حنان ليرفع حاجبه بإستنكار و فوق شـ.ـفتيه ابتسامة مشاكسه
= غريبه لم تصابي بالفزع هذه المره.. ماذا هل اصبحتٍ تشعري بي قبل ان تريني يا فتاه
همهت بخجل وهي تحاول تفادي النظر لعينيه
= بل يا خفيف الظل اصبحت معتاده على ظهورك فجاه أمامي دون مقدمات.. متى ستتوقف عن هذه العاده السيئه احيانا اسير وانا شارده الذهن دون ان اشعر بك
كانت تجاهد في استئناف حديثها ولكن ايتفهم هذا ؟ لا بل ضرب كل ما بها من ذره ثبات عرض الحائط حين انمدت انماله اسفل ذقنها ورفع وجهها له برقه ثم التهم عيناها بنظراته المتسليه وابتسامته الخبيثه ثم اخذ خطوه التهمت المسافه القصيره المتبقيه بينهم واخفض رأسه يهمس بصوته الغليظ بجانب اذنها وانفاسه الحاره تصدم برقبتها
= هذا بالاساس ما احاول الوصول اليه اليزابيث.. ان تشعري بي دائما بجانبك تماماً مثل ظلك.. الى اين كنتي ذاهبه في هذا الوقت اعلم ان اليوم اجازتك من العمل هل لديكٍ محاضرات مبكراً
بدأت تنصهر خجلاً لتلعن افكارها في نفسها فأين كان عقلها وهي تشاكسه وتتوقع التغلب عليه ثم أردفت مبتسمه بنعومة
= لا انا ذاهبه الى رحله تبع الجامعه شعرت بالفترات الاخيره بالملل الشديد لذلك عندما علمت بان يوجد رحله سفريه اشتركت فيها على الفور واقنعت عائلتي بصعوبه
ابتسم بإستمتاع وحماس ثم همس امام عينيها مجدداً
= أوه هذه فرصه جيده ولم تعوض.. ما رايك حبيبتي ان نذهب انا وأنتٍ الى رحله سفريه بمفردنا فقط
نظرت له ببلاهه وهي تقول مترددة
= فكره جيده لكن انا اريد ان اذهب مع زملائي
وغير ذلك انا حجزت بالرحله وانتهى الأمر.. لا تحزن سنعوضها مره ثانيه بتأكيد
نيكولا بحنق وغيظ يحملان بعض السخريه
= ما بكٍ اليزابيث اعتقدت عندما اعرض عليكٍ هذا العرض ستطيري من الفرحه..ما هل اصابتي بالملل مني ايضا ومن الخروج معي، حسنا كما تريدي اذهبي واستمتعي مع زملائك افضل من الخروج معي
تنهدت بثقل وهي تجيب عليه بيأس و قله حيله
= نيكولا ارجوك لا تفعل ذلك الآن، انت تعرف بالتاكيد أحبذ الخروج معك كل ما في الامر انني.. لا احب بعد ان اجهز كل شيء منذ ايام في اخر لحظه يتغير
أردف نيكولا بنبره غاضبه مغتاظه
= انا لم اكن اعلم بهذه الرحله من البدايه اليزابيث رغم كان يجب ان تخبريني.. ومع ذلك لم اغضب حتى لا تتحدثي وتقولي انني اتحكم بكٍ.. واذا كنت اعلم من البدايه كنت ساقترح عليكٍ هذا الاقتراح، لاني كنت انتظر بفارغ الصبر ان تنتهي من الدراسه لاعرفك على صديق لي وزوجته مقربين مني
عقدت اليزابيث حاجبيها بدهشة وهتفت باستغراب
= أي صديقه هذا.. انت سابق و اخبرتني من قبل انك ليس لديك اصدقاء؟ من أين ظهر الآن؟
تنهد نيكولا وهو يمسك بيدها ليقول بصوت هادئه
= تعالي معي بداخل السياره.. الاستمرار بالوقوف هنا بمنتصف الطريق ليس صحيحه..و في الطريق سوف احكي لكٍ كل شيء
❈-❈-❈
بعد مرور ساعتين بداخل سيارة نيكولا وهم يسيرون إلي طريقهم الى صديقه فقد وافقت اليزابيث بعد ان علمت بان لا يوجد مفر من اصراره للذهاب معه.. عقدت حاجبيها برهبة عندما نظرت إلى الطريق بتعجب وقالت
= هل المدينة التي يعيش بها صديقك بعيده هذا البعد.. نيكولا انت قرب الساعتين تسير ولم نصل حتى الان؟ غير انك تسير في شوارع لم اعرفها من قبل .. ما اسم المدينه التي يسكنون فيها صديقك وزوجته
هز رأسه برفض لها قبل ان يقول بصوته الرخيم في حين اطبق علي كف يدها بحمايه ونظر لها مطمئناً في نظره دافئة
= لم يتبقي غير نصف ساعة ونصل حبي .. لا تقلقي وانتٍ معي. المدينة ليست شائعة ، لذلك يصعب السير في الطرق المؤدية إليهم ، وهم الذين يأتون إليّ بالعادةً.. وعندما اكتشفوا أن لدي صديقة ، كانوا سعداء للغاية ومصممون على التعرف عليكٍ
صمتت قليلاً قبل ان تأخد نفساً عميقاً تحاول منع نفسها من شده اضطرابها في اكتساح عقلها الان ومعرفه ما يدور بداخله فنظره الخوف تلك ابعد ما تريده الان.. رفعت وجهها ونظرت إليه وهو يسير بالسيارة و يتابع طريقه كل ما به بتركيز شديد قبل ان تسأله بصوت قوي غامض
= اراء انها غريبه ان يكون لديك صديق مقرب
وانت لم تقول لي من البدايه رغم انك تتحدث كثيرا حول هذا الموضوع انك تعيش بمفردك و وحيد
هز كتفه مرددا بعدم مبالاه وهو يترك يدها قائلا
= يمكن لانه يعيش بعيد عني ولا نرى بعض كثيرا لذلك نسيت ان أخبرك ، لكنه شخص جيد و ستحبي زوجته أيضا وربما تصبحون اصدقاء مقربين الي بعض
مع الوقت
تنهدت اليزابيث بقلة حيلة ثم خرج صوتها هادئ مضطرب
= حسنا، لكن مثل ما أخبرتك يا نيكولا.. ساعه واحده و سنعود على الفور لا اريد ان اتاخر ولا أن يقلق العم أركون علي ، انا بالاساس اشعر بالذنب لاني لم اخبره عن علاقتي معك حتي الآن.. و غير ذلك أذهب دون علمه وهو يعتقد أنني في رحلة جامعية
هز رأسه مبتسماً قائلا بهدوء
= حسنا حبيبتي لا تخافي لم تتاخري
بعد مرور فترة صف سيارته نيكولا أمام منزل كبير من عده طوابق متعددة وعندما هبطت اليزابيث جحظت عيناها و قلبها عندما لاحظت نظرات الناس حولها تتفحص إياها بنظرات قويه جدا، لا تعرف مصدرها وهتفت بصوت مرتجف
= نيكولا لما الجميع هنا ينظرون نحوي هكذا بفضول شديد
ابتسم لها بحب قائلاً بحراره
= ما بكٍ حبيبتي هذا شيء طبيعي كل من يرى فتاة مثلك بهذا الجمال سوف يذهل على الفور.. انتٍ حبي فريده من نوعك ومميزه
هزت راسها له باعتراض وقالت بقلق
= لا تبالغ نيكولا انا اتحدث بجديه لما ينظرون لي هكذا انا حقا بدأت اشعر بالقلق
ابعد وجهه عنها قائلاً بنفاذ صبر وهو بجذبها الي الداخل
= اليزابيث انتٍ التي لا تبلغي هيا حتى ندخل و لا تهتمي اليهم.. السكان هنا والجيران كثيرين التطفل لذلك لا تهتمي لهم
تحركت معه رغم عنها لكن لم تبعد أنظارها علي تلك الفتاه التي تقف بالاعلي داخل المنزل بالشرفه بملامح حزينه ومن الواضح أنها كانت تبكي وعندما رأتها مسحت دموعها ونظرت إليها هي الأخري بألم شديد..
شعرت اليزابيث بالتوتر والارتباك عندما خطه اول خطوه الى الداخل لا تعرف لماذا انقبض قلبها من ذلك المكان ولم تشعر بالراحه.. نظر إليها نيكولا مبتسم وهو يردد
= حبيبتي انتظرني هنا دقيقه حتى اعود ساذهب لاخبر صديقي وزوجته انكٍ هنا.. حسنا انتظريني ولا تتحركي من مكانك
اخفضت رأسها بالإيجاب وهي تأخد نفس عميق تتنهد بثقل ففكره وجودها هنا لا تروق لها لا تعرف لماذا ولا ماذا تفعل في مثل هذا الموقف حقاً... !! وكان كل ذلك مزال نيكولا يقف امامها ينظر اليها بنظرات غامضه بقوة شديدة كأنه يشبع منها قبل ان يغادر.. عقدت حاجبيها بدهشة وهتفت باستغراب مبتسمه
= ما بك نيكولا؟ لما تنظر إليه هكذا هل هناك شيء تريده؟
هتف هو بنبره خاليه وهو يلتهم ردود افعالها مع كل كلمه يخرجها من بين شفتيه
= لا يا حبيبتي، دقائق ولم اتاخر لكن هل من الممكن ان تعطيني هاتفك لان هاتفي قد نسيته بالمنزل واريد ان افعل مكالمه هاتفيه ضروريه
اخرجت الهاتف من الحقيبه واعطيته له! ثم تحرك بخطوات بسيطة الي الداخل وهي جلست فوق معقد تنظر حولها بتوتر وقلق حتي بعد مرور ربع ساعة.. انفتح الباب بقوة فجاه مما أدى إلى انتفاض اليزابيث تشهق بفزع وخوف وهي تري سيده في عمر الاربعين تدلف وخلفها شاب لكن لم ترتاح إليهم أبدا؟
اغمضت عينيها تتنهد بثقل قبل ان تزفر عده مرات حتي تهدأ من روعها وحاولت جمع شتات نفسها ونهضت اليزابيث علي الفور عندما تقدمون لها و ابتسمت إلي السيده وهي تردف بلطف
= مرحبا انا اليزابيث
صمتت لحظه ثم راقبتها تلك السيده بنظرات خاويه تتفحص جـ.ـسدها قبل ان تقول بنبره غامضه
= أوه لم يكذب نيكولا عندما أخبرني أن هذه المره الفتاه مختلفه حقا عن السابقون الذي جاء بهم الي هنا
اندهشت اليزابيث معتقدة أن نيكولا كان علي علاقه بنساء غيرها لكن لم يخبرها؟, هتفت بقوه وحزم و تهجم وجهها بعبوس
= لم افهم ما الذي تتحدثي عنه؟ هل نيكولا كان له علاقـ.ـات نسائية سابقاً قبل مني؟ لكن هو لم يتحدث عن شيء مثل ذلك معي
أطلقت السيده و الراجل الذي معها بنفس اللحظة ضحكات عالية بشده! بينما عقدت حاجبيها بدهشة مسائلة بضيق شديد
= معذره، لكن هل قلت شيء يستدعي الضحك
كانت السيده نظارتها جامده منذ دخولها لكن قد اثارت كلماتها عليها و لم تستطيع السيطرة على نفسها وضحكت بسخريه قائلة بصوتها الغليظ
= نعم حبيبتي قلتي اشياء كثيره تستدعي الضحك وليس شيء واحد؟ في البداية نيكولا من طبيعة الكذب والتلاعب ، لذا من الافضل لكٍ ألا تؤمن بأي شيء بخبرك به.. وثانيا هو ماهر في صيد النساء ولا يرافق فتاه واحده ولا إثنين .. في وقت واحد؟
هنا تهجمت ملامح اليزابيث من حديثها الغير مفهوم بالنسبة لها.. وبات عقلها يجاهد بان يخترق عقلها لتري صدي كلماتها بداخلها تريد معرفه اهي حقاً تعني ما قالت ام انها تخطط حقاً لتبعدها عنه لسبب مجهول..!! بينما ذلك الراجل الذي يقف بجانب السيده التي لا تعرفه حتي الآن من يكون؟ كان مزال يتابعها بنظرات رائغه بينما.. رفعت اليزابيث نظرها لها مستنكره وهتفت بغضب
= اين نيكولا؟ ما الذي تهذي به انا لا استوعب ولا افهم حديثك.. ابتعدي عني! نـيـكـولا اين انت تعال الى هنا وخذني حتي ارحل .. نـيـكـولا
كانت تنظر لها شويكار بنظرات ببرود صاعق وهي تصرخ بإسم نيكولا وتبحث عنه وعندما تعالي صوتها تطلعت فيها بغضب جحيمي لتفتح من بين اسنانها كألافعي مرددة
= اخفضي صوتك يا فتاه.. نيكولا قد رحل ولم يعود الى هنا مجدداً إلا حين وجد فريسه اخرى ساذجه مثلك ! حتى يقدمها هنا للبيع وياخذ ثمنها؟ مثل ما فعل معك بالضبط!
ثم تابعت بنظرات ذات مغزي
= هل فهمتي اما تريدي توضيح اكثر من ذلك؟!..
يتبع.