رواية وصمة عار - بقلم الكاتبة خديجة السيد - الفصل الخامس
رواية وصمة عار
بقلم الكاتبة خديجة السيد
الفصل الخامس
رواية
وصمة عار
أغلقت الحقيبة مره اخرى ونظرت إلية بقلق وهو يتحرك أمامها ليرحل وهاتفها بين يديه ثم قالت بصوت يرتجف
_ مهلا توقف لحظة ..؟!.
أرتفع نيكولا حاجبه الأيسر بتعجب عندما أمرته اليزابيث بالتوقف والتفت لها باستفسار، صمتت هي ولم تنطق بينما يـ..ـداها ترتعش بشده وقلبها يخفق بعنف تجزم أنه أستمع لوقع نبضاتها التي تضرب جنباتها بضرواة شعرت بخطواته تقترب منها فإلتفتت تنظر إليه وهز رأسه قائلا ببساطة
= ماذا هناك؟
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة وهي تغمغم بصوت متوتر قائله باستفهام
= كيف ساسترجع هاتفي منك مره ثانيه؟ انا حتى لا اعرف من انت وما اسمك حتى اثق بك
بالكاد عقلها لا يستوعب الذي يحدث حولها و مالذي فعلته كيف تثق في احد مثلة لا تعرف عنه شيء؟ و اللعنه تريد فقط توقف ارتجافها لتفهم مالذي يحدث حولها لكنها لا تستطيع انضباط أعصابها وجـ.ـسدها بالكامل ينتفض فما رايته وحدث ليس قليل عليها.. أجابها بجدية و ثقه قائلا بخشونة
= نيكولا ، إسمي نيكولا
لم ينتظر ردها ثم اقترب منها بخطوات سريعة حتى أنها لم تستوعب حركته تلك فلم يستغرق للوصول إليها سوى ثانتين بينما طرفت بعينيها بصدمه فقد اصبحت محاصره بين ذراعيه وبين الشجره التي خلفها مره ثانيه يقيد حركتها جـ.ـسده العضلي وهي تحاول البحث عن قوتها ولسـ.ـانها السليط في أعماقها لتـ.ـدافع بهما عن نفسها ولكنها صممت إجبارا تستمع إلى همسه المثـ.ـير وانفاسه الساخـ ـنه التي تضرب صفحة وجهها وعنـ.ـقها
= اهدئي قليلاً لا يوجد شيء ما يدعو للذعر، ومعكٍ حق لا تثقي به.. لكن اطمئني، أنا لست لص ولا أحد أفراد العصابة، أنا أسمي نيكولا جبران و اعمل بالشركة لتصنيع البلاستيك وقد انتهى موعد عملي منذ ساعه تقريباً وكنت اسير هنا بالصدفه حتى وجدتك هناك ترتعشين من الخوف وتقدمت لاساعدك بحسن نية.. لكن لا تخافي فأنا لن اؤذيكي مهما حدث.. بالمناسبه ما اسمك أيضا؟
رجعت بخطوات إلي الخلف لتتحدث وهي تهمس بإرتجاف واضح بصوتها
= اليزابيث
ابتعد نيكولا عنها و ابتسم بملئ فمة وهو يهتف بصوت رجولي خشن هادئ
= حسنا اسم جميل رغم انه شائع جدا لكن مميز.. هيا حتي اوصلك بطريقي ولا تخافي بعد ان انتهى من هذه الورطه واطمن على الفتيات التي رايتيهم يحتاجون لمساعده سوف اتواصل معكٍ حتى اعطيكٍ هاتفك
تجولت بعيناها على ملامح وجهه لعلها لتجد الصدق فيهم قائله باستغراب
= وكيف ستعرف مكاني حينها؟
نطق هو بصوت أجش رخيم
= سوف اعطيكٍ رقم هاتفي وبعد اسبوعين من الآن تواصلي معي.. حسنا والآن هيا بنا الوقت تأخر
❈-❈-❈
بداخل سيارة نيكولا كان يسير بالشوارع بينما كانت تجلس اليزابيث جانبه بصمت بتوتـر شـديـد تخشـي سقوطـها في حفـرة ما عميقـة تسلب منها روحها فهي مزالت لا تثق في ذلك الشخص وقد ندمت على تسرعها واعطاء الهاتف له لكن ليس لديها حل أخري.. نظرت له بهدوء مصطنـع ومن ثم قالت متلعثمة
= توقف هنا ساهبط في منتصف الطريق ليس هناك داعي توصلني الى منزلي.. حتى لا يشك احد في شيء عندما يراني معك
عقـد نيكولا حاجبيـه السوداويـن، ثم قال متساءلاً بحيـرة
= مثل ما تريدي، لكن هل انتٍ واثقه من ذلك.. حتى لا يتعرض لكٍ احد في منتصف الطريق
اومـأت براسها موافقــة بارتباك بينما توقف نيكولا في منتصف الطريق الذي به أول الطريق المتوسط مركز شرطه وهي كانت تقصد أن تهبط هنا حتى تري هل سوف يذهب الى القسم ام سيرحل ؟ ترجـلت اليزابيث من سيارتـه السوداء و قبل أن تغلق باب السياره نظـرت اليزابيث إليه ثم حكت ذقنـها بطرف يدها تفكـر باصتناع ثم نظرت له مرة اخرى و قالت بهدوء حذر
= بالمناسبة ، تذكرت شيئًا؟ في بداية الطريق يوجد مركز شرطة حيث يمكنك الذهاب إليه وتسليم هاتفي إليهم حتى تتمكن الشرطة من مساعده الفتيات بشكل أسرع
اومـأ نيكولا برأسه بلا مبالاة، وإلتفت لها يطالعها بنصف عيـن قائلاً
= حسنا سأفعل لا تقلقكٍ.. انتبهي الى نفسك انتٍ الي اللقاء
ثم استـدار ليغادر بسيارته بهدوء وهي ظلت مكانها لكن اختبئت خلف بنـايـه بالشارع بسرعة تراقبه من بعيداً حتي تشاهد ماذا سيفعل؟ لتتاكد هل اعطت الهاتف لاحد ثقه ام خائن؟
صف سيارته نيكولا جانب بالشارع ثم سار بخطوات واثقة حتى وقف أمام باب مركز الشرطه ثم إتجـه نحو الحارس الذى يجـلس على احدى الكراسي الخشبية وهب منتصبًا حين رأه، وكان يتحدث معه بشئ غير مسموعه لها حتى أشار الحارس بيدة الى الداخل بهدوء وبعدها تركه وتحرك لداخل القسم..
رفعـت اليزابيث ناظريها له تطالعه باهتمام وسرعان ما شعرت بتلقائيـة براحه كبيرة وهي تراه يدلف الي مركز الشرطه و بالتاكيد سوف يسلم الهاتف لهم.
بعد مده من التحديق بالفراغ و محاولة
تهدئه ذبذبات جسدها و قدامها من الذي حدث استقامت تضم بيدها حقيبتها إليها لتحدق بخوف حولها اذا كان احد يراقبها حينها ما الذي ستفعله وما الذي سيحدث ان رأها احد افراد العصابه مره أخرى و فعل لها شئ سيئا؟
توجهت الى الامام و كأنها مجنونه تسير
بالشارع فهي بالكاد تستطيع التوازن و تلتفت حولها بالشارع العام و الخروج من منطقة قسم الشرطه و بدأت تركض و تركض بخطوات سريعة حتي و اخيرا خرجت من منطقة و كادت ان تتعثر لكنها توازنت نفسها، فحالتها حقا يرثى لها و ملابسها معلق عليها الغبار عندما اصطدمت بالسياره قبل سابق ..تنفست بعمق و هي تنظر بالارجاء لسياره أجره توصلها الى منزل العم أركون!!؟.
❈-❈-❈
نـهض أركون مسرعة و ظهـر بريـق لامع في عينيه الرماديـة عندما استمع الى طرقات علي باب منزله ليسرع بقلق شديد يفتح الباب وهو يتمنى داخله ان تكون اليزابيث بنت أخية.. وكأنت هي بالفعل بريقت عيناه أكثر وما إن لمحتـه اليزابيث حتى علمت أن موجـه العتاب لن تـزول إلا أن اعترفت بما يخمد قلبة الخائف عليها فاستطـرد أركون هاتف بضيق شديد
= اين كنتي اليزابيث طول الوقت؟ ولماذا لم تجيبي على هاتفك.. هل تعرفي كيف أصبحت حالتي وانا لا اعرف اين انتٍ وما اصابك
لوت لينا شفتها بسخرية واستهزاء بينما سافانا كانت تراقبها بتركيز حتى تعرف ماذا حدث لها؟ و أين كانت طول هذه الفتره بالخارج؟
تنهـدت اليزابيث تنهيـدة حـارة تحمل الكثير والكثـير، ثم اردفـت بقلة حيلة
= اعتذر عم أركون لكن بالاول اعطيني نقود حتى احاسب السائق لاني تعرضت للسرقه؟ وليس معي مال
شعر أركون يتعجـب اكثر واكثـر، يتوغل بداخله شعور قلق ثم لاحظ هيئتها اليائسه بضعف شديد وملابسها المليئه بالغبار، ادخلها الى الداخل بسرعه ثم ذهب الى السائق ليحاسبه وعاد يسألـها بصوت قاتـم عما حدث؟
في الغرفه كـانت اليزابيث تجلس علي الفراش الصغير الموضوع علي الجانـب، بجوار الحائط المتهالك بعض الشيئ تمدد جـ.ـسدها الهزيـل فوق الفـ.ـراش وتنظر للأعلي بشــرود، نظرات لطالما حاولت سافانا من حولها أن تفهمها ولكن فشلـت، فمنذ عودتها من الخارج وهي كذلك، لم تتفـوه بما يجيش بصـ.ـدرها ولو للحظـات، وعندما حاول ان يستفسر منها العم أركون أخبرته انها تعرضت للسرقه من لصوص وعندما حاولت ان تتبعهم اصطدمت بسياره لكن اصابتها لم تكن خطيره وليس الامر يدعي للقلق.. او بمعنى اوضـح قد حصل وانتهى الأمر .. ولكن ليس بسلام اطلاقـا.
فهي خافت ان تقول الحقيقه وتعرضهم للخطر والقلق لذلك فضلت الصمت.. أقتـربت منها سافانا التي كانت تجلس لفتره طويله تتابعها بشك، لتنظر لها بهدوء، ثم تنحنحت قائله
= هل أصبحتي بخير الآن؟
لم تنظـر لها ثم اجابـت بصوت أقـرب للهمس باختصار
= نعم بخير
جلست سافانا علي فراشها بينما استطردت قاطبا جبينها متسائلة بفضول
= هل بالفعل ما قلتي لوالدي هي الحقيقه ام هناك شيء اخر تخفيه؟ أنا بصراحه لم اصدقك، اشعر ان هناك شيئ اخر حدث وانتٍ تخفيه و لما انتٍ حزينه هكذا ومنذ ان اتيتي صامتة
تنهـدت اليزابيث بقوة، ثم نظـرت لها بنصف عيـن ثم قـالت بهدوء برغم كل ما بداخلها من همـوم
= أنا لم أكذب ولم أخفي أي شيء سافانا ، ما حدث قلته وأنا حزينة لأن المال الذي سرق مني هو راتبي الذي عملت به لمدة أسبوعين ، لذلك أشعر باليأس والإحباط.
نطـقت بسهولة ولكن بعدها شعرت أن لسانـها شُـل عن الحركـة، كلما تذكرت كل ما حدث وتعيـد ذكرتها ما مر منذ البدايه الى النهايه تذكرها بقيدها الأبدى الذى قيـدت بها دون ذنـب، مثل الذكريات التي لن تتحرر منها ولا تريـد أن تحاول التحرر منها.. قيود علمتها الأستسلام ..بينمـا إتسعت حدقتـا عينا سافانا
بصدمـة شابت بالغضب شعورها بأنها ليست سوي فتاه تافـهه ومتعجرفة لتصيح بحقد لتزمجر فيها
= ماذا فقدتي أموالك أيتها الغبية .. انتٍ حقا فتاة عديمة الفائدة في أي شيء يعتمد عليكٍ ، متى ستتحملين المسؤولية حتى عندما تنازلتي سيادتك و تكرمتي للعمل حتي تخففي العبء عن ابي لم يفلح معكٍ الامر
لم تجيب اليزابيث من كثرة الألم الذى بـات لا تشعر به، بينما جزت سافانا على أسنانها بعنف لدرجة أنها شعرت أنها ستنفجـر من كثـرة البراكيـن المشتعلة بصـ.ـدرها من غباء اليزابيث و عدم مسئوليتها.. لذلك رحلت من أمامها للخارج بغيظ شديد وهمست بسخط
= فتاة حـ.ـمقاء
❈-❈-❈
مرت الأيام وكان حال اليزابيث طوال الأيام القادمة هكذا، عادت إلى العمل مره ثانيه و بدأت تعمل بجديه و اصرار هذه المره حتى تعود الراتب الذي تم سرقته منها حيث طلبت من السيده العجوزه التي كانت تعمل عندها حصه زياده حتى تعوض وتكسب نقود بسرعه اكبر... وكانت هذه المره تستمتع بالتحول الغريب الذي وصلت لة، وكان الوقت الذي تقضيه مع عائلة العم أركون ينقص باستمرار ، حتى أنها في كثير من الأحيان كانت تذهب إلى فراشها مباشرة دون انتظار للعشاء وكل ذلك تحت عيني سافانا المذهولتين التي توقعت ان تتوقف اليزابيث عن العمل بعد تعرضها للسرقه، لكنها تفاجات برد فعلها وعزيمتها.. لكن ما زالتٍ تخفي عملها عن العم أركون حتى تتاكد بالاول من تثبيت نفسها بالعمل وتحصل على نقود كثيره.
وبرغم ان صاحبة العمل كانت امرأة عجوزه عصبية المزاج و كانت تقضي طول الوقت في الصراخ عليها كي تقيم العمل بسرعه ولم تكن تعمل لديها غير اليزابيث لذلك كانت الحصة الأكبر من الصراخ والتوبيخ من نصيب اليزابيث التي لم تكن تعرف أي شيء عن العمل .. لكن تحملت على نفسها لأجل المال ،و سرعان ما بدأت تتعلم وفي نهاية اليوم تخرج منهكة الإرهاق الشديد.. وتستقل بالحافلة التي تتوقف في طريقها عند المنعطف المؤدي إلى شارع منزل العم أركون وتكمل هي طريقها سيرا على الأقدام..
وعندما تدخل إلى البيت تكون مرهقة تماماً إلا أن الحماس أنساها التعب، لتجد العمة لينا قامت بتحضر العشاء مع سافانا وما أن أنهت العشاء حتى جرت قدميها جرا نحو السـ.ـرير .. وغابت في نوم عميق.. وهكذا مرت الايام عليها.
حتي ذات مساء خرجت وكان الجو باردًا لفت عنقها بالشال السميك وغطت رأسها بالقلنسوة الصوفية الاسود وضمت معطفها إليها ... لتسير عائده الى المنزل،و لاحظت هذه المره بينما وهي تسير نحو المنزل كعادتها سيارة سوداء حديثة الطراز تسير جانبها بنفس خطواتها مما أثار الأمر خوفها وهي بالشارع بمفردها لعدم إمكانية وجود أحد ينقذها و اخذت تسير بخطوات أسرع برعب وهي تفكر انه بالتاكيد احد افراد العصابه ويريد قتلها.. وظلت السياره تقود ببطء خلفها تتبعها حتي توقفت فجاه امامها مما جعلها تصرخ و لتتعالى شهقاتها برعب وخوف وقبل أن تركض للهروب هبط نيكولا من السيارة قائلا بتعجب وقلق
= اهدئي أنه أنا لما كل هذا الزعر والقلق
لتجد كان نيكولا جبران يقف أمامها كما رأته المره السابقة .. بثقة وحزم إلا أنه لم يكن يرتدي بذلته الثمينة الداكنة هذه المرة مثل سابق.. بل سرواله أسود وقميصا رماديا أسفل كنزة داكنة صوفية ،ثم معطف أسود طويل من الصوف الثقيل الغالي الثمن وقد أحاط عنقه بوشاح صوفي رمادي اللون.. كانت تطل من عينيه نظرة متفحصة شملت كل جزء من ملامحها المصدومة وجـ.ـسدها الذي أخذ يرتعش تحت المعطف السميك الذي ترتديه.. تمتمت وبصعوبة خرج الكلام من بين شفـ.ـتيها بصوت مختنق
= هاه انت؟ يا الهي كنت ساصاب بسكته قلبيه بسببك كيف تقتحم الطريق علي هكذا بسيارتك دون مقدمات افزعتني، اعتقدك احد افراد العصابه يلاحقني
عقد حاجبيه واقترب منها يقف أمامها قائلا بجدية
= اعتذر لم اقصد افزعك، لكني كنت اريد ان اوقفك حتى اتحدث معكٍ ولم اجد طريقه غيري هكذا، اعتذر مره ثانيه
وضعت اليزابيث يدها فوق قلبها وهي تلتقط أنفاسها محاولة استعادة هدوئها لتجد صعوبة في بلع ريقها من الارتجاف لتقول بشك واستغراب
=لكن كيف عرفت عنواني انا لم اعطيك اي تفاصيل عن مسكني او عملي
ابتسم نيكولا و قال بهدوء
= وكيف ساعرف وانتٍ لم تقولي لي يا فتاه بالتاكيد؟ انا رايتك بالصدفه وانا أمر بمنتصف الطريق، وعلى الفور ركض حتي الحقكٍ وأعطيكٍ هاتفك
مده يده ليعطها هاتفها بالفعل ولم تستطع التفكير بحديثه بدهشة و سألته مذهولة
= ماذا فعلت؟ هل ابلغت الشرطه لانقاذ الفتيات؟
عقد حاجبيه بشدة وهو بجيب بخشونة
= بالطبع فعلت ذلك ذهبت الى مركز الشرطه بعد ان اوصلتك وبعدها بدات احكي لهم ما حدث وما قلتٍ لي بالضبط صراحه في البدايه لم يصدقوني ولم يعطوا الامر اهميه، فكرت حينها ان اتصل بي زميلي في العمل يعرف ضابط شرطه جيد وعندما توصلت معه وشرحت لها كل ما حدث! وعدني سوف يساعدني دون ان يذكر اسمي ولا اسمك.. والقضيه ما زالت مستمر الآن، لا تقلقي والفتيات تم انقذهم بسلام! لذلك انا هنا حتى ارجع هاتفك ليست بحاجة إليه بعد الآن.. و الشرطه اخذت كل ما تحتاج منه
بعد فتره قصيره اخذت منه الهاتف لتفحصه ثم نظرت إليه لتقول بصوت منخفض بقلق
= لقد مسحوا الفيديو، لم يعد له اثر على هاتفي؟
رد عليها بهدوء دون أن يبتسم
= سيفعلون هكذا بالتأكد، هذا طبيعه عملهم السريه وفعلوا ذلك ايضا لسلامتك حتى لا تتورطي مع هذه العصابه.. للحفاظ على سلامتك
هزت راسها له بالايجابي بتفهم لكن ما زال بداخلها قلق لتهتف متسائلة باستفسار مره اخرى بتأكيد
= يعني كل شيء تم كما اريد وبالفعل الشرطه انقذت جميع الفتيات الذي رايتهم محجوزين بالقوه رغم عنهم
لم يرد عليها ..بل ضيق عينيه وهو ينظر إليها بإمعان وكأنه يحاول قراءة أفكارها ثم أردف بصوت جاد أجش
= بالتاكيد حدث و هذا ما اقوله بالضبط لكٍ، الشرطه انقذت الفتيات والقضيه ما زالت مستمره بالتحقيق هذه عصابه كبيره وخطيره.. والتوريط معهم ليست سهل لذلك الافضل لنا ان نراقب كل ما يحدث ونحن بعيد على القضيه تماماً ..حتى لا ينهون حياتنا بكل سهوله.. وبالمناسبه ايضا كان يجب عليكٍ ان لا تخرجي من منزلك بعد ان تنتهي القضيه أولا، لا تنسى ان بعض من افراد العصابه رؤوا وجهك وبالتاكيد سوف يشكون فيكٍ انتٍ اول واحده
قالت اليزابيث بعناد وشجاعه زائفه
= هل تعني بأنني يجب أن أهرب وأختبئ عن الناس كالفأر الجبان؟ أقسم على أن هذا ما يرغبون بحصوله هذين الاشرار .. ولكن لا .. لست أنا من تهرب.. ساذهب إلى الكلية كما كنت وأفضل وعملي أيضا لأثبت للجميع بأنني مهما حدث فسأظل كما انا ليست خائفه.. ولن أسمح لأي منهم بأن يتجرأ عليا
لوى فمه باستخفاف يكتم ابتسامته بصعوبة وهو يقول ساخراً
= بالفعل انتٍ شجاعه وقويه لا احد يشكك في ذلك.. مثل ما حدث قبل قليل و كنتي لولا انا كشفت عن هويتي ما كنتي موجوده امامي الان وهاربة الي منزلك ترتجفي من الخوف تحت لحافك
عقدت لسـ.ـانها ولم تعرف ما تقول هي بالفعل شعرت بالخوف و الرعب الشديد عندما شعرت ان احد يتابعها، حمحمت باحراج شديد ثم هزت كتفيها متظاهرة باللا مبالاة و صاحت تقول بضيق شديد
= لا تتمسخر عليه هذا شيء و هذا شيئا اخر.. آآ انا جديده على هذه المدينه ولا احد يعرفني هنا لذلك كنت قالقه عندما رايت احد يتبعني بسيارة لانني متاكده لم يوقفني احد بالشارع ولا يعرفني لذلك شعرت بالقلق لا اكثر .. و اعتقدتك متحرش وكان علي ان اهرب بالتاكيد
تنهد نيكولا وهو يقول بقله حيله ويأس هاتف
= حسنا كل شيء انتهى ولا يدعي للخوف و هذه العصابه تم القبض عليها ولم تخرج مهما حدث.. ولكن تأكدي بأنني سأقف دائما إلى جانبك لاحميكٍ من اي شخص يتعرض لاذيتكٍ
تورد وجهها من الاحراج من اهتمامه الغير مفهوم ثم ابتسم نيكولا ابتسامه صغيره وهو يقترح قائلا
= ما رايكٍ ان اوصل لكٍ في طريقي، المسافه المتبقيه الى منزلك
هزت راسها برفض بشكر و كانت قد انسحبت هاربة من أمامه... وعندما دخلت إلى المنزل كان العشاء علي الطاوله جاهز و الجميع يجلسون..وكانت سافانا تقطع الخضار و رفعت رأسها عندما دلفت اليزابيث من الخارج، ألقت هي التحية ثم اتجهت نحو الغرفة تسير ونظر أركون قائلا ببشاشة
= مساء الخير يا ابنتي .. تعالي شاركينا العشاء ؟
هزت اليزابيث رأسها قائلة بهدوء
= لست جائعة عم أركون.. تصبحون على خير
ثم تحركت الي الداخل بينما عقد أركون حاجبيه باستغراب قائلا بقلق
= ما بها هذه الفتاه طول الوقت بالخارج وعندما تعود تذهب الى النوم دون عشاء، اتمنى ان لا يكون هناك شيء خطير تخفي عنا فهي ما زالتٍ صغيره ولم تتعود على حياتها الجديده معنا هنا
ابتسمت لينا باستخفاف وهي تجيب عليه قائله بصوت ساخره
= لا تخاف عليها عزيزي بالتاكيد ليست تعيش على الطاقه الشمسيه، بالطبع تاكل بالخارج مع اصدقائها اتركك منها وهي لناكل
تنهد أركون بقله حيله بينما ابنته سافانا كانت سعيده لتغير اليزابيث وانها بدات تعمل لتخف العبء عن والدها قليلا فهي الوحيده التي تعرف سبب تاخيرها بالخارج كل ليله.. اما في الداخل عن اليزابيث ما أن وضعت رأسها فوق وسادتها حتى تلاشت مخاوفـ.ـها وغابت في نوم عميق.
يُتبع..