-->

رواية البنات زينة البيت نهى عادل - الفصل الخامس

 

رواية البنات زينة البيت 

بقلم الكاتبة نهى عادل 




الفصل الخامس

رواية

البنات زينة البيت 



متى تبكي القلوب


تبكي القلوب عندما..

             تقف لحظات صدق مع نفسك..

            و لكنك ﻻ تستطيع أن تواجه الحقيقة.. 

             بأنك على خطأ..

تبكي القلوب عندما يسبقك من كان قبلك.. 

            و ﻻ تستطيع أن تجاريه..

تبكي القلوب عندما تقف عاجزاً...

             أمام جبروت وظلم الناس لك وليس.. 

             لديك خيار سوى السكوت.. 

تبكي القلوب عندما تتخذ قراراً بالوقوف.. 

             عن الخطأ ثم تكرر خطاك..

تبكي القلوب عندما يخونك من ﻻ تخونه..

             و يستهتر أحاسيسك..

تبكي القلوب عندما تتوقف العيون عن الدمع.. 

             و تجف من كثرة البكاء..

تبكي القلوب عندما تعرف أنك وحيد...

             مع كثرة من حولك..

تبكي القلوب عندما تفقد عزيزاً.. 

             ولن تلتقيه بعد أن فقدته.


❈-❈-❈


بالفعل كانت قلوب تبكى على حالها فرفعت رغم أنه كان يريد الولد إلا أنه كان كل ليله يبكى على فقدان آسيا هو يعرف بأنه كان يطمع فى ورثها ولكن احبها وكان يريد الولد منها هى حتى أنه لم يفرح عندما علم بحمل مهجه 

مهجه واه من مهجه التى لم تملأ الفراغ التى تركته آسيا ...

_اما آسيا كانت حزينه وتبكى على بناتها الثلاثه ماذا تفعل لم تعرف ماذا تعمل وهى بهذه الحاله وتترك بناتها مع من وتذهب إلى عمل تجلب منه المال ،حتى بعد أن قامت بيع اخر قطعه من المجوهرات التى كانت ترتديها هى وبناتها لتدفع ثمن الايجار بعد الكثير من الضغط على السيده سميرة لتاخذوا منها ...

_اما سامح كان يبكى على ابنه ماهر الذى بدء أن يتجاهله وعلى ولده الصغير مالك الذى تيتم وحال آسيا وبناتها كان شعور غريب ناحيتهم يحدث له كلما رأيها ...


_اما ايناس كانت تبكى على وحيدها وعزيز عينها الذى فقد النطق وأصبح وحيد يحب الوحده 


_الحاج مندور ظل يبكى على أحفاده وظل يلعن نفسه بأنه كان يتجاهلهم ....


❈-❈-❈


بعد مرور ثلاثه أشهر أصبح الوضع مستقر إلى حد ما ففى السرايا كانت الأجواء شاحنه ،الحزن سيطر على. المكان ماتت الضحكه ماتت الفرحه حتى بعد أن ابلغتهم مهجه بأنها حامل ،كان يريد مندور أن يطلقها أو يترك السرايا ولكن رفعت قال له : أنه يملك ربع السرايا ولم يتركها ولكن حكم عليه مندور أن ينفصل عنهم وان يتم فض الشراكه بينهم وأن يصبح حصته لوحده وحصه بناته وادهم ويوسف وآسيا وايناس معا وكان هذا امر من الحاج مندور ولا يمكن الرجوع فيه ...


❈-❈-❈


_كانت تجلس آسيا مع الحاجه سميرة التى احبتها كثيرة 

والتى عوضتها عن حنان الام ...ويجلسون معهم البنات 

_كانت تريد بدور أن تغسل يديها فطلبت من أمه ان تذهب الى شقتهم ولكن قالت لها سميرة بان تذهب إلى المرحاض هنا وأثناء ذهابها وجدت ماهر يعترض طريقها بل رفع رجله وقام بايقاعها...

_همس لها : اوعى تفكري تاخدوا رحتكم فى البيت اوى كده لا فوقي يا حلوة ..

_قامت بدور التى تألمت اثر الواقعه ونظرت له : ربنا يسامحك وتركته وذهبت بدون اى كلمه اخرى 

_ أما هو ظل يفكر فى امه وكيف تأخر والده عليها بسبب أن ينقذهم من الطريق ....

فى الخارج ...

كانت تتحدث سميره مع آسيا : يا آسيا خليكى معانا هنا باتوا انتى والبنات صدقنى سامح عنده ماموريه هيتاخر مش جاى الا بعد اسبوع ويمكن اكتر بدل تعبك طول اليوم رايح جايه على مالك وانا تعبانه ومفيش حال افضل سهرانه

_ما قولتك لحاضرتك أخده معايا 

_ماعلش يا بنتى مش هينفع علشان ماهر وسامح 

_هو صح ليه قفال على نفسه ومش بشوفه خالص ؟!

تنهدت سميرة هانقول ايه ،ربنا يهديه قولتى ايه 

_ اللى تامرى به حاضر بس النهارده بس لحد ما تقول ل استاذ سامح أنى اخد ه معايا....

فى المساء .....

_بعد أن الكل ذهب إلى النوم حاولت آسيا أن تنام ولم تعرف خرجت إلى غرفه الجلوس ومعها مالك وتركت ونس فى الغرفه الأخرى ....

فى غرفه الجلوس خلعت آسيا طرحتها فهى تعلم بأن سامح لم يكن فى البيت وجلست على الأريكة وقامت بتشغيل التلفزيون ووضعت مالك على رجلها ...


_منذ قليل علم سامح بإلغاء المهمه فذهب إلى بعض المحلات وقام بشراء بعض الاشياء ومن ضمنهم أشياء ل آسيا وبناتها ولم يترك أحد .....

_دلف إلى المنزل ووجد الجو هادى علم بأنهم ذهبوا جميع الى النوم ولكن سمع بعض الصوت فى غرفه الجلوس ذهب إلى هناك ولكن كانت صدمه بنسبه له ...

فوجد آسيا تنام وفى حضنها مالك وشعرها ينزل على وجهها فى مشهد خاطف للأنظار 

_ذهب مسرعا إلى غرفته واستغفر ربه لانه رآها بهذا المنظر ..ظل طوال الليل يتذكرها ....


_دلف إلى المرحاض وتوضا وخرج وصلى فرضه وظل يستغفر ربه لانه نظر الى امراه لم تحل له حاول ان ينام ولكن لم يعرف

فى الصباح خرجت سميرة من غرفتها وجدت آسيا تنام وفى حضنها مالك سرحت فى أمر ما وعزمت على

 تنفيذه الا أنها سمعت صوت سامح تنحنح


_استنى يا سامح ما تدخلش علشان آسيا نائمه انا هصحها اهو 

بالفعل قامت آسيا من نومها وهى تشعر ببعض التعب اثر النوم على الأريكة قامت وقبلت مالك وقالت :

_ انا اسفه والله يا حاجه سميره انا مكنش جاي لي نوم فطلعت انا ومالك لانه كان صاحي بردك اتفرجت على التلفزيون بس مش عارفه نامت ازاى 

_ولا يهمك يا حبيتى ادخلى صحى البنات وتعالى نفطر سوا كلنا حتى سامح شكله جاه انبارح

_ارتبكت آسيا عند سماع اسمه وهى لا تعرف لماذا ؟

_ لا ماعلش انا هروح شقتى بعد اذنك ولما البنات تصحى ممكن تنادى عليى .

_ يا بنتى اقعدى أفطروا معانا 

_ماعلش خليها وقت تانى ،لانى هنزل اجيب طلبات البيت وخرجت وذهبت إلى شقتها...


على السفرة كانوا يتناولون الطعام مبكرا وهو من عادات سامح الفطور مبكرا ثم يذهب لعمل رياضه الجرى المفضله عنده..

_ماهر لسه نائم يا امى ،ده طوال عمره بيصحى بدرى علشان ينزل يجرى معايا ايه الا حصله؟!

_ماعلش يا سامح ماهر صغيره بكره يكبر ويفهم يا حبيبى بقولك يا سامح انا عاوزة اخد رايك فى حاجه 

_اتفضلى يا امى وكان يضع قطعه من الخبز فى فمه 

_انا عاوزك تتجوز آسيا يا سامح !!!

_ شارق سامح من أثر كلمتها أمسكت سميرة كوب من الماء ووضعته له فى يده _كان هو فى حاله ذهول ؟!


_ انتى قولتى ايه يا امى ؟!

فى ايه يا سامح بقولك انا عاوزك تتجوز آسيا ،يعنى هتفضل لحد امتى كده ،واولادك محتاجين حد يراعهم ومالك اللى عنده ال ٣ شهور عاوز رعايه يا حبيبى انت لسه صغير ولسه الحياه قدامك طوليه وانا مش هعيش لك العمر كله والصراحة بقا آسيا صعبانة عليى وهى مش حمل بهدله ومش راضيه أن احنا نساعدها حتى بتدفع الايجار يا ابنى فكر 

 كان هو يستمع إلى حديث والدته وسرح فى كلامها إلا أنه آفاق على صوت ونس تبكى ليذهب إليها ويضمها ويخرج بها الى والدته 


_تنهدت سميرة وقالت له: يمكن ربنا بعتلك لهم تاخد ثوابهم يا سامح دول ولايه واكيد شوفت ابوهم عمل فيهم ايه فكر يا سامح

_روح ودى ونس ل آسيا يا سامح شكلها عاوزة ترضع

_خرج سامح من شقته ذاهب الى شقه آسيا وهو شارد فى كلام والدته قام برن الجرس وسمع صوت آسيا وهى تقول : ايوا مين 

_انا سامح يا ام خديجه 

لتفتح الباب وتقول له: خير يا استاذ سامح فى حاجه

_اه ماعلش ونس صحيت وبتعيط 

_لتاخذها منه وتشكره وتقول له ،ممكن تقول ل الحاجه سميرة انى أرضعها واخليها معاها علشان هنزل اجيب لهم حاجات وكمان ادور على شغل ....

وبدون سابق انذار قال لها : تتجوزيني 

كانت آسيا تقف مذهلة من أثر كلمته ظلت واقفه تنظر إليه مثل البلهاء أما سامح كتم ضحكته عليها وهمس لها ولاول أمره ينطق اسمها : آسيا تتجوزيني انا مش عاوز رد دلوقتى انا عاوزكى تفكري الاول فكرى فى بناتك وفى اولادى فكرى ممكن نكون عوض ربنا لهم 

_اما هى بعد سمعت كل هذا الكلام وفى لحظه قفلت الباب فى وجهه وقفت خلف الباب تبكى بشده على حالها وحال بناتها...

_هناك أشخاص افرغونا من الداخل

 وجعلونا فاقدين الثقة لكل ما حولنا ومن حولنا

امتصوا كل الأشياء الجميلة التي بداخلنا اوجعوا قلوبنا

 وجعلونا نخشى بقية الناس ونتجنبهم ونفضل الوحدة

 ونسير في دروب الحياة خلف الحقائق

 نحاول أن نفهم كل شيء ونحذر كل شيء 

حتى اذا أرهقنا إدراك كل شيء حلت علينا لعنة الوعي

 ورحنا نتساءل كم من التغابي يلزمنا للعيش .


❈-❈-❈


مر أكثر من شهر....... ليصبح اختفاء آسيا وبناتها أكثر من أربع شهور .....

الوضع كما هو فى السرايا الحزن سيطر على الجميع كانت ضحكات البنات تملا المكان بهجه وفرحه ،كانت ايناس شديده الحزن على وحيدها الذى كل ليله ينام ويحلم ب خديجه وهى تبكى منظرها لا يفارقه 

بدء يوسف بفصل كل شئ عن أخيه وأصبح ل رفعت أملاكه الخاصة به ،كما أمر الحاج مندور الذى فصل أيضا السرايا عنه ،أصبح رفعت يعيش مع مهجه لوحدهم والتى كل ليله تبخ له سمها بأنه فعل الصواب وأنها حامل فى ولد كمان أخبرتها الطبيبه كانت سعادته لا توصف بأنها سوف يكون له ضهر وسند وعزة وكأنه نسى أمر بناته 

_ذلك هو الرجل الشرقى كل ما يهمه هو خلفة الولد لا يعلم أن البنت نعمة من الله هى من تراعه وتظل جنبه عندما يكبر هى من تأخذ بيده وتطعمه اذا مرض هى من تبكى من أجله وتخاف عليه إذا علمت فقط أنه مريض هى القلب الحنون عليه هى الرحمة هى الحب هى الابتسامة الذى يراها بمجرد دخوله المنزل هو من يفرح قلبه ويرقص من الفرح عندما يراها تلبس الفستان الأبيض ويسلمها لزوجها هو من يفتخر بتربيتها له هى ابنه تعشق اول رجل بحياتها هو أبيها هى من تضع شروط فى اختيار زوجها أن يكون نسخة من أبوها انت ايها الأب افتخر بخلفتك للبنت ولا تغضب من اسم أبو البنات إلا تعلم أنها سوف يأخذون بايدك يوم القيامة إلى الجنة لا تعلم أن الله سوف يحسابك عليهم ابى انا انثى افتخر بى ولا تنسى أن من انجبتك هى انثى

_ولكن رفعت نسى كل هذا ونسى وصيه رسول الله واتجه إلى الشيطان سوف نرى ايها الرفعت عند مجيء الولد ماذا يفعل لك ؟! 


❈-❈-❈


_اما آسيا اربع أشهر لم يبقى معها الكثير من المال باعت كل شي من المجوهرات التى كانت ترتديها وظلت تبحث عن عمل ولكن لم تجد بسبب بناتها وخاصه الصغيرة ونس التى تحتاج ل رعاية كامله ،كانت كل ليله تحاول السيده سميرة أن تقنعها بأن تتجوز سامح فهم عوض لبعض وان هذا انسب لهم ؟!

_فكرت آسيا و صليت لربها ليكون قرارها بأن توافق على سامح لأجل بناتها فهم يحتاجون لاب وأم ويمكن أن يكون سامح عوضهم لتخرج من شقتها الى شقه سامح لتخبر سميره بأنها موافقه حينها رأت سامح يدلف إلى الشقه ،فهى كانت خجله من عندما قفلت الباب فى وجهه ومن هذه اللحظه لم تراها ...

ليتقدم ويفتح لها الباب ويقول لها بأن تتدخل لتهمس له 

_ انا موافقه 

_ضحك فى سره واكانه لم يسمع شي فقال لها : 

_انتى بتقولى حاجه يا آسيا 

_احمرت خجلا وهمست له: انا موافقه على طلب الجواز 

_نظر إليها : يبقى على بركه الله وان شاء الله بكره نكتب الكتاب اظن ان أورقك اللى انا طلعتهم معاكى يبقى كده مفيش الا الصور وده امرها سهل

لتخرج سميرة من المطبخ : الف مبروك وزغرطت 

_ليصرخ سامح : امى فى ايه ،انتى نسيتي ايمان 


_لتحزن آسيا فهى تذكرت بأنه يحب زوجته وهى مجرد شفقه 

_حمحمت سميرة : مكنش قصدى يا حبيبى والله 

_ كل هذا تحت نظرات ماهر الغاضبه ليخرج ويقول :

_بابا أنا كلمت تيتا سميحه فى روما هى وجده ،انا عاوز اعيش معاهم هناك لو سمحت وأكمل تعاليمي 

_ ل يغضب سامح من ماهر : و امتى الكلام ده حصل يا استاذ ماهر وانا كنت فين 

_ كنت مشغول يا بابا مكنتش فاضلي وكان ينظر ل آسيا نظرات كراهيه وغضب 

_ لو قولت لا يا ماهر 

_ يبقى احترم وجه نظرك يا بابا بس حاضرتك عمرك ما غصبتني على حاجه انا مش عايزها ،وانا مش عاوز اعيش هنا ،انا عاوز اروح عند أهل امى ياريت علشان اكمل تعاليمي هناك لانى بعد الثانويه هدخل طب 

_طب !!!

_مش كنت عاوز تدخل كليه الشرطه يا ماهر 

_كنت بس رغبه امى الله يرحمها ادخل طب واكون جراح كبير 

_تنهد سامح : يبقى سيبني افكر يا ماهر 

_تمام يا بابا بعد اذنك ...وذهب إلى غرفته 

تحدث سامح إلى آسيا: حضري نفسك لبكره انتى والبنات علشان بعد كتب الكتاب هتيجوا تعيشوا هنا 

وقبل أن ترد عليه تركهم وذهب 

_ رتبت سميرة على ضهر آسيا وقالت لها: كله خير يا آسيا وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم...

_تنهدث آسيا وقالت : ونعمه بالله يا عالم الخير فين بعد اذنك انا رايحه ل البنات ......

وبالفعل تانى يوم تم كتب الكتاب لتصبح آسيا زوجه سامح ..... فى حضور بعد زملائه 


_كان يجلس ماهر فى غرفته ويتحدث فى الهاتف مع سميحه وكان غاضب عصبى فهو يكره آسيا وبناتها وخاصه تللك الهادئه المستفزه الذى كلما فعلا لها شئ تقول له : الله يسامحك....

لتقول له جدته بأنه فى اقرب وقت سيكون معهم 

_بعد انتهاء كتب الكتاب ولم يبقى أحد غير سامح وآسيا وبناتها وسميرة 


هتفت سميرة : يلا العشاء جاهز ادخلى غيرى هدوامك يا آسيا فى الاوضه ده وشاورت على غرفه سامح وإيمان ..


لتدخل آسيا فتجدها غرفه هادئه مزاج من اللون الزهرى والاسود واسعه وبها مكان مخصص ل الملابس ومرحاض خاصه بها.....تنهدت وفتحت حقيبتها لتخرج منها اسدالها وأخذته ودلفت إلى المرحاض واخذت شاور وتوضأت وخرجت لتجد سامح أمامها ليتنخض....

ليضحك على شكلها ولكن كانت ساحره بمعنى الكلمه فقال لها: حاولى تتعودى على وجودنا سوا ،ويلا تعالى علشان نتعشى ....

_همست له : ممكن اصلى العشاء الاول 

_اكيد طبعا ،اقولك استنى انا كمان ادخل اتوضأ نصلى سوا


لتتذكر بأنه ولا مره قال لها رفعت بأن نصلى معا

خرج سامح من المرحاض وقال لها يلا نصلى 

_ليبدوا الصلاه فكان صوته خاشع يتلو القرآن الكريم بصوت عذب لدرجه بأن آسيا بكت من جمال وشده صوته حمدت وشكرت ربها وعرفت بأن الله عوضها عن صبرها ب سامح الذى سيجبر بخاطرها وخاطر بناتها 


يتبع