-->

رواية جديدة امتلكتني بضعفها لميادة مأمون - الفصل 6

 

   قراءة رواية امتلكتني بضعفها كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية امتلكتني بضعفها

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة ميادة مأمون


 الفصل السادس



ظلو يتعاركون امام اعينهم جميعا ولكنها هذه المرة لم تبالي بهم  


حين وقعت اعينها علي تلك الملازم الموضوعه علي الطاولة 


اجتذبتها بيدها وجلست علي طاولة الطعام و يالا محاسن الصدف انها تدرس تلك المواد اذاً ذلك الفتي يقربها في السن 


فتحت الملزمة و بدأت تحل بعض اسئلتها بسهولة الي ان لاحظها علي وترك الشجار مع اخيه وجلس بجوارها


علي: انتي بتعملي ايه


-اانا ببدرس الحاججات دي ممكن اذاكر مععاك


-ايه ده انتي في ثانوية عامه


-ايوة بس قاعدة من المدرسة بسبب الثثورة عنندنا في تونس


علي بطيبة. - طب اية رأيك نذاكر سوي


ريناد بفرحة. 


-ممموافقة اااانا شاااطرة وبعررف اذاكر دروسي ككويس


-كويس جدا انا هاجيب كل الملازم والمذكرات بتاعتي ونقعد نذاكر سوي 


جري من امامها وصعد الي شقة صالح ليأتي بكل ما يدرس فيه


كل هذا كان تحت اعين الجد الذي كان فرحاً جداً لكل ما يراه امامه


ظلو يستذكرون دروسهم الي وقت متأخر من الليل تحت نظرات الجميع، 


بل و تشجعت زينب ايضا وجلست تراجع ما اخذته من محاضرات في معهدها


الي ان استمعو جميعا في الثانية صباحا الي صوت 


طلقات نارية واصوات الشباب تعلو في الشارع واصدحت ميكروفنات المساجد( انزلو احمو بيتكم)


جرو جميعا الي النوافذ ليرو ما يحدث  وجدو ديجو يتقدم الشباب وفي يده سلاح ناري يطلقه بشجاعة علي الغرباء الذين يهاجموهم من الجهه الاخرى


عمران بصوت على. 


-صالح ارجع يا بني


ديجو بصوت امر. 


-عاصم اقفل باب البيت عليهم واطلع امنا من علي السطح


ليستمع الي صراخها الذي لا ينتهي و هي تناديه


ريناد : بابييييي تعالي بببابيييييي 


صعد علي مع اخيه فوق سطح المنزل بعد ان غلق بابه وادخلو جميع النساء من الشرفة


جلست تهاني بخوف تبكي علي ولدها وجلست زينب وتوحة بجوارها يحاولون تهدئتها


و لم يلاحظو تلك التي تسحبت في صمت باكي وترجلت علي الدرج بعين دامعة الي  ان وصلت الي باب المنزل ووقفت خلفه 


تناديه من فتحة اعلاه بعين دامعة


ظلت هكذا الي ان اصدح اذان الفجر واخيراً ما فتح باب المنزل ودلف اليها ليري وجهها الجميل المكسو بحمرة الخوف عليه والدموع تغرقه


وحين وجدته امامها القت بنفسها بين ذراعيه واكثرت من صوت شهقاتها


ديجو بحنان. 


-ششششش خلاص انا هنا اهو مافيش حاجه تخوفك


ريناد بحب. 


-ااانا خخوفت عليك ااانت


وضع بنصره اسفل ذقنها ليجبرها علي النظر في فيروزته ويتهند صبراً علي ما تفعله تلك الجنية المسحورة به بدموعها التي تسترسل علي وجنتيها


ليحملها بين ذراعية ويصعد بها اليهم


تهاني بخوف. 


-ابني حبيبي انت كويس يا ديجو


ديجو بغضب. 


-كويس يا أما مافيش حاجه حصلت


عمران و هو ينظر الي ريناد التي تتعلق في عنقه وهو يحملها


كانت فين دي خرجت ازاي من غير ما نشوفها


ديجو و هو يجلسها علي الاريكة ويجلس بجوارها مجبر بعد ان رفضت ان تتركه


-كانت في مدخل البيت واقفة ورا الباب عمالة تعيط وتنادي عليا انتو ازاي ماخدتوش بالكم منها. 


حاولت تهاني اجتذابها من جانبه ولكنها رفضت الابتعاد عنه والقت بنفسها علي صدره وهي تبكي بخوف


-خلاص سبيه بقي يا ريناد ويلا قومي نامي مع زينب في اوضتها


-لللاء سسسيبيني ااانتي اانا مش هههاسيب بببابي تانني اااابدااا


ظلت متمسكة به الي ان نامت داخل ذراعيه وهي متشبثه بقميصة جيدا ليضطر ان يحملها مرة ثانية ليرقدها بجانب اخته علي الفراش 


ويجلس علي تلك الاريكة الصغيرة المؤلمة ليذهب في نوم عميق وهي متمسكة بيده جيدا


ظلت الايام تمر عليهم هكذا هي تراجع كل ما فاتها من دروس بالنهار مع علي


ويزيد بينها وبين هذا الشقى الترابط في الليل ولا تنام الا بجواره هي نائمة بجانب اخته على فراشها


وهو ممدد بجانبها على تلك الاريكة الصغيرة و كفها الصغير مستكين داخل راحة يده الكبيرة متشبثه به حتى الصباح


هو الذي جبر دون إرادته ألا يذهب الي جميلة تلك الشيطانية اللعوب حتي الان


مما أجبرها علي الاتصال به وارسال الرسائل له دون جدوي


بعد ان انهو عشائهم جلسو سويا يتسامرون ويضحكون جميعا طيلة سهرتهم


لاحظ هو انها بدأت تنجذب الي علي وتعطيه مساحة اكثر في الحديث معها وهذا ما كان يغضبه ولا يعرف سبب حدوث ذلك

ولماذا يزعجه هذا


لماذا يريد أن يفتك بها لما هو جالس بالأساس 


وعندها امسك هاتفه و بدء يتلقي الرسائل من تلك اللعينة التي لم تهدء الا اذا ذهب اليها


فاضطر ان يرسلها هو يراقب من تشبث بها قلبه و جذبته إليها دون أن يدري


ديجو بحذر. 


-عايزة ايه الساعة دى اهمدي بقي


جميلةبدلال. 


-عايزة افهم راسي من رجلي مالك يا عنيا قطعت مرة واحدة ومابقيتش تيجي ليه


ديجو بضحك. 


-هههههه هي البعيدة مابتشوفش ولا ايه انتي مش حاسة بالدنيا حواليكي


يا بت الجيش نزل يأمن البلد وفي حظر تجوال دلوقتي


جميلة قد زادت معيار الدلع. 


-علي عيني و راسي يا معلم صالح بس الكلام ده مش عليك انت لو عايز تيجي هاتيجي


ديجو وقد استمالت رأسه لها. 


-اهمدى يا جميلة ابويا فارض الحظر علينا هنا كمان ومش هاعرف انزل


-توء الكلام ده مايدخلش دماغي و انا لو وحشتك هاتجيلي و كدة كدة انا مستنياك يا معلم صالح


وقد نواها شيطانه اللعين ان يحثه على فعل الخطيئة وعندما رأي ابتسامتها لهذا الفتى اشتعل غيظاً 


ديجو بغيظ. 


-ثبتيني يا بت ال..... استنيني جايلك دلوقتي


اغلق هاتفه ونظر اليهم وجدهم منسجمون جميعاً في لعب الورق وتلك الصغيرة تضحك من قلبها و وجهها يشرق ببريقه المعهود


فقرر ان ينسحب من جانبهم في هدوء قبل ان تراه


ولكن اباه اراد ان ينبهها ويلفت نظرها له


عمران بصوت مرتفع ليراها تهب واقفة وتتجه اليه سريعاً. 


-رايح فين يا صالح


وقف خلف باب الشقه قبل ان يفتحه يصتق اسنانه 


ديجو مزمجراً بصوت عالي. 


-هاروح فين يعني يا ابا هانزل ابص علي الرجالة اللي قاعدين في الشارع دول


عمران بريبة في أمره. 


-ما عاصم قاعد تحت معاهم وانت لسه طالع من شوية 


وبعدين خلاص عربية الجيش واقفة بره علي الشارع فضوها سيرة بقي و اقعد هنا مع اختك و بنت عمك


ديجو ناظراً إليها بغضب. 


-و انا بنت زيهم هاتحبسني ولا ايه وبعدين ماهو علي قاعد معاهم اهو ومسليهم على الاخر


كاد انا يفتح الباب ليجد من تتشبث به وتقف خلفه، ليطمئن اباه ويتأكد انه لن يترجل خارج المنزل ويدلف الي غرفته ضاحكا ساخراً 


ديجو بغضب وهو ينظر الي طيف ابيه. 


-نعم عايزة ايه


ريناد وقد لمعت عيناها ببريق. 


-اااانت رااايح فففين


ديجو بصوت عالي. 


-رايح في دا... حلي عني بقي


تركت ذراعه بعد ان افزعها بصوته وجرت الي غرفة اخته موصدة الباب من خلفها وهي تبكي


فتح هو باب الشقه وترجل سريعا علي الدرج ذاهباً الي الاخري بضيق صدر لم يعهده من قبل


❈-❈-❈


نائمه علي صدره العاري بمنامة قصيرة تكاد تكون غير موجودة اصلا تكاد تكون ملتصقة به تفعل كل شئ لتشتت تفكيره حتي يعود اليها


نعم هو بجوارها الان لكن جسد فقط دون روح لا يفعل شئ قلبه وعقله ليسو معه لتهتف فيه


- يوه مالك يا صالح انت مش معايا خالص 


-مش فايق يا جميلة انا اصلاً ماكنتش جاي لولا زنك عليا


جميلة بصوت عالي. 


-ودا من ايه بقي انشاء الله مش عوايدك يعني ولا جميلة مابقتش تعجب


ديجو بغضب. 


-جميلة فوقي لنفسك وماتعليش صوتك عليا انتي فاهمة


-لاء مش فاهمة ما تفهمني يا خويا هي مين البت اللي لاجئة عندكم دي وايه الحكاية بالظبط يا سي بابي


هي مش بردو كانت بتنادي عليك وتقولك كدة


قرر ان يلبس ويعود الي صغيرته ويترك تلك اللعينة لحيرتها بل و يتلاعب بأعصابها اكثر واكثر


-عايزة تعرفي مين اللي عندنا دي طب يا ستي 


القمر دي تبقي بنت عمي و بيقولو عليها خطيبتي ها ارتحتي كده


جميلة بأنفعال. 


-و الله عال ما انت بتعرف تحب وتخطب اهو اومال ايه انا مش بتاع حب يا جميلة كل اللي بينا تسالي يا جميلة


اسكتها عنوة وهو يضع يده علي ثغرها عندما استمع الي صوت والدة زوجها تلك العجوز القعيدة


بتتكلمي مع مين يا جميلة


ديجو بهدوء. 


-الله يخرب بيتك اتلمي بقي هتفضحينا


-وهو انت لسه شوفت فضايح فوق لنفسك يا معلم صالح دانا جميلة


اللي قبل شعرها ما ينفرد علي كتفك كنت بتموت عليه يا ترجعلي زي ما كنت


يأما وحياة ده وامسكت خصلة من شعرها 

لكون فضحاك عند الغورى الكبير بذات نفسه 


وابقي وريني بقي هاتتجوز بعدها بنت عمك القمر دي ازاي


كان مقابل كلامتها هذه صفعة قوية علي وجنتها تبرحها ارضاً وهو يزجرها بشدة


ديجو: بتهددي مين يا بت ال....... يا ......... انتي فاكرة اني باكل من شغل الحريم ده 


طب و..... يا جميلة مانا معتبها تاني وابقي وريني بقي هاتعملي ايه 


ثم تركها وذهب وسط صياح والدة زوجها التي رأته وهو يترجل خارج المنزل


❈-❈-❈


عاد الي منزله بوجه مكفهر و لا يعلم لماذا يريد بشدة ان يتمسك بتلك اليد الصغيرة الرقيقه التي تهدئ دائما داخل راحة يده الكبيرة


دلف الي شقة والده ومنها الي غرفة اخته ولكنه لم يجدها بجانبها ليضطر الي ايقاظها


-زينب بت يا زينب


زينب بنعاس. 


-انت شرفت بتصحيني ليه كنت سيبني انام شويه قبل الخلاط ما يشتغل يا أخي


-الخلاط ده اللي هاكسره فوق دماغك ان شاء الله ريناد فين يا بت


-ماعرفش يا اخي هو انا كنت ابوها ولا امها ما تروح تدور عليها بعيد عني و سيبوني انام بقي


ديجو وهو يبرحها الوسادة. 


-نامي يا اختي نامت عليكي حيطة


ثم خرج من الغرفة صافعا الباب من خلفه


وهو يبحث عنها بعينه في كل ركن ولكن لم يجدها


بتدور علي حاجة يا صالح


التفت خلفه وجد جده يخرج من المرحاض بهدوء


- انت لسه صاحي يا جدي


- انا صاحي عشان اصلي الفجر وكنت بتوضأ انت بجي صاحي ليه 


-هاه مافيش انا كنت داخل انام بس ااااا


-بس ايه عاتهته انت كمان اياك


-لاء يا جدي انا مالقيتش ريناد نايمة جنب زينب خوفت لتكون نزلت من وراكو تاني ولا حاجه


-خوفت عليها يا صالح


ديجو وقد تفهم ما يقصده جده. 


-لاء انا خوفت ليكون حصلها حاجه ودي مسئولية عندنا بردو


-اكدة علي العموم اطمن هي نايمة حداي صحيح فضلت تعيط اشوى بعد انت ما نزلت بس برضك هي بتطمن معاي 


ديجو بغضب مكتوم. 


-كدة طب كويس اهو الواحد يعرف ينام براحته بردو


وتركه واتجه الي غرفة اخته مرة ثانية


همس الجد لنفسه بضحك. 


-ومنين هاتجيك الراحة في بعدها يا ولدي


❈-❈-❈


تمدد علي تلك الاريكة الصغيرة يحاول النوم مرارا وتكرارا ولكن من اين ياتيه النعاس و وجهها الملائكي يحاصره


عطرها النفاس يحاصر أنفاسه، جلس مرة ثانية يشعل سيجارته بغضب لا يريد شئ الان سوي لمسة من يد تلك الصغيرة ضحك بشدة علي تفكيره هذا


فمنذ قليل كانت بين ذراعية امراءة جميلة مكتملة الانوثة ونفرها بكل سهولة وعقله وقلبه يتمنو مجرد لمسة من يد تلك المعتوهه في نظر الجميع


افاقته اخته التي جلست علي فراشها مندهشه من ضحكه


-الله يخربيتك يا صالح انت اتهبلت ولا ايه هو انت يا تشغلي الخلاط يا تقعد تضحك لوحدك


اوعي تكون السيجارة دي ملفوفة و ربنا اندهلك ابوك واقوله انك بتحشش هنا


امسك علبة سجائره وقداحته وهب واقف واذا به يقذفها بتلك المنفضة الموضوعة علي الكمود 


-اتخمدي الهي تنامي ماتقومي


❈-❈-❈


ظل مستيقظاً طيلة الليل انهي اخر سيجارة في هذه العلبة دون جدوي


دلف الي المرحاض واخذ حمام بارد يحاول ان يطفئ به نار شوقه اليها 


قطع غرفة الصالون ذهابا وأيابا منها الي الشرفة ولكن لا فائدة جفاه النوم ولا يستطيع اخماد دقات قلبه


شلح تيشرته من عليه وجلس عاري الصدر منحني بجزعه العلوي يستند برثغية علي ركبتيه منتظر ايقاظها بفارغ الصبر


افاقت والدته علي دقات خالته علي الباب وذهبت لتفتح لها


توحة: صباح الخير 


تهاني: صباح النور تعالي مبدرة النهارده يعني


-قولت اروح بقي يا تهاني كفاية كدة يا اختي 


-ليه يا توحة ما أنتو قاعدين معانا ومونسين بعض


-معلش كفاية كدة هو صالح ماله قاعد كدة ليه


تهاني بعد ان انتبهت له. 


-يوه مالك يا ديجو قاعد كده ليه يا حبيبي


-مالك يا ابني قالع كده ليه البس هدومك الا تاخد برد


ديجو بغضب؟ 


-ايه ما خلصنا بقي هي اول مرة تشوفوني قاعد كدة 


تهاني : مالك يا واد فيك ايه يا لهوي انت شربت كل السجاير دي


ديجو وهو يركل الطاولة بعنف. 


-ما تحلو عني بقي روحو شوفلكم حاجة تانية غيري تتسلو بيها


-يخيبك تعالي يا توحيدة اما ندخل جوة ونسيبله يا ختي الاوضة بحالها


واخيراً ما فتح باب غرفة جده وترجلت منه معذبته


بمنامتها القصيرة ولكلوكها الفرو و وجهها العابث والنعاس يكسوه وشعرها الناعم كجدايل الذهب يغمرهه


اشرقي يا شمسي بضيك الضاحي


واخمدي نار قلبي المتوهجة وانثري عبيرك الزاهي


اخيرا ما اعادت له البسمة واشار لها بيده بان تأتي اليه


وقفت امامه موصده يدها خلف ظهرها وحانية رأسها بغضب


-مافيش صباح الخير لبابي ولا ايه


-للاءه ممافيش


-طب ليه


-عششان اانت زعلت رييينو وسيبتها تعيييط كتييير


ديجو بضحك. 


-يعني احنا متاخصمين دلوقتي


ريناد بحزن. 


-اااايوة ااانا كككلمت بببابيي صااالح وهو هايجييي ياخد ريينو من هناااا خلاص


ما كان منه الا انه هب واقفا من جلسته وامسكها بين يديه


ديجو بإنزعاج. 


-بتقولي ايه ليه عملتي كدة انتي مش هاتمشي من هنا فاهمة خليكي معايا هنا


-لاء يا صالح كفاية كدة ريناد هترجع مع ابوها 


كان هذا صوت الجد الذي كان يقف يتابعهم من اول الحديث.


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ميادة مأمون, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة