رواية البنات زينة البيت نهى عادل - الفصل الثالث
رواية البنات زينة البيت
بقلم الكاتبة نهى عادل
الفصل الثالث
رواية
البنات زينة البيت
" الشيء الوحيد الذي يجعلني أقوى كلَّما انكسرت ، معرفة أنَّ الحياة ستمضي مهما حدث !
الحياه مواقف وتجارب "
فيها شهد النحل وسموم العقارب ..
وفيها شهامة غريب وخذلان أقارب ..
هناك مواقف أيقظتنا وصنعتنا من جديد .
وهناك علاقات توقعنا منها الكثير ووجدنا منها القليل ..
هناك دروس لم تكن بالحسبان لكنها علمتنا الإنتباه ..
وهناك مواقف تجبرك أن تضع حاجز لمن كان قريباً منك ..
" فمن أكرمك أكرمه
ومن استهان بك أكرم نفسك عنه "
ومن اشتري خاطرنا ولو بشق تمره "
" اشترينا له الدنيا وما فيها
❈-❈-❈
كان يوسف يتابع من بعيد لبعيد أفعال أخيه رفعت كان حزين على حاله فرفعت يعتبر اب له وليس اخ حاول أن يصلح من حاله ولكن رفعت كان يرفض وفى يوم ذهب يوسف إلى المصنع واتجه الي مكتب رفعت فوجده يتحدث فى الهاتف
_ايوا يا مهجه انا جاى الليله اعملى حسابك أن اللعبه النهارده هتكون بمزاجى انا اللى هحدد على كام كافه خسارة لحد كده
ليطرق يوسف الباب ويدلف إلى الداخل ليقوم رفعت بقفل الهاتف ..
_يوسف !!! ازيك اول مره تجى هنا
_ليه يا رفعت انت مكنتش عايزنى اجى ! مش المصنع ده انا كمان ليا فيها ولا ايه اخوي
_لا طبعا يا يوسف لك فى كل حاجه اتفضل اقعد واقف ليه
جلس يوسف أمام رفعت الذى كان غاضب من مجئ يوسف المصنع
_ ها تحب تشرب ايه
_ياريت قهوة يا رفعت عل ما حد يجيب ليا الحسابات ارجعهم
_ترجعهم !!!
_اه يارفعت عندك مشكله انى اشوف الحسابات وأشوف الشغل ماشى ازاى ؟!
_وهيكون عندى مشكله فى ايه يا يوسف ،على ما تشرب القهوة هيكون كل حاجه جاهزة
لم تكن فى نيه يوسف اى شئ هو لم يكن يريد أن يرى اى حسابات ،جاء لأخيه ليتكلم معه عن أحواله وأحوال زوجته وبناته فهو يرى سوء معامله رفعت ل زوجته وبناته ولكن عندما سمع حديثه فى الهاتف هو من أجبره بأن يرى حسابات ووضع الشركه ماذا فعل رفعت بها؟!
❈-❈-❈
فى حديقه السرايا كانت تجلس خديجه تبكى بشده لأنها تعرف مدى حزن أمها لا تبكى لأنها صرخت فيها ...
_ضمتها بدور : خلاص يا ديجا ماما مكنتش تقصد تزعلك ...
_انا مش زعلانه منها يا بدور انا زعلانه عليها ،علشان بابا على طول مزعلها ....
_سمعوا صوت مزعج نظروا إلى الصوت وجدوا حصان جدهم يجرى بسرعه شديد اتجاة ادهم الذى لم يأخذ باله جرت إليه خديجه ...
_أدهم خلى بالك .
_جرت إليه خديجه وقامت بدفعه واخذت هى الضربه من الحصان ووقعت إلى الأرض ،جرى إليها ادهم وبدور التى كانت لم تعرف ماذا تفعل ....
_كان ادهم رغم صغر سنه الا أنه شديد الذكاء ،لم يكن قاسى ،،وبدء يتقبل ويحب بنات عمه ...وخاصه خديجه
_ذهب إليها مسرعاً: خديجه انتى كويسه ،بسرعه يا بدور هاتى ميه....
_فتحت خديجه عينها ببطء ونظرت إلى ادهم : انا كويسه الحمدلله ،انت كويس ثم حاولت أن تقوم ولكن صرخت من شده الالم نظر ادهم إليها وجد أن ذراعها ينزف بشده ،امسكها من يديها وقام بمساعدتها ...وادخلها إلى السرايا ....
_ جرت اليها آسيا لتسأل ماذا حدث لها ،ليحكي لها ادهم ماذا حدث ؟!كانت تتالم خديجه بشده من ذراعها وقامت اسيا بالاتصال على الطبيب ..
_جاء الطبيب وقام بفحص خديجه كانت كدمات بسيطه فى جسمها ولكن كان يوجد اصابه شديده فى ذراعها أدت إلى خياطة ذراعها الايسر باكثر من عشرون غرزة ،كان ادهم حزين عليها وأنه هو المفروض الذى يجب أن يكون مكانها ولكنها اخذت الضربه مكانه وهو كان سئ جدا معها... أنهى الطبيب ربط ذراع خديجه وخرج ....
_بعد خروج الطبيب ذهب إليها ادهم : خديجه انا اسف انا السبب ثم رفع يده وقال لها أصحاب .....
_نظرت إليه خديجه وتغير لون عينيها بلون فيروزى الذى ادهش ادهم ورفعت يدها السليمه وقالت أصحاب واخوات ..
اوعدك من هنا ورايح يا خديجه انتى وبدور اكون سند لكم وعمرى ما ازعلكم ويمكن يا ستى لما اكبر اتجوزك كمان
_رفعت خديجه حاجبها : الله واكون مرات حضره الظابط ادهم
_ايوا طبعا انا هكون ظابط كبير اوى
ضحكت له: ده بعينك .
وهكذا بدأت علاقه ادهم وخديجه تكبر وأنه سيغير معاملته لهم .....
❈-❈-❈
مرت الايام والشهور وزادت علاقه ادهم بخديجه وبدور واصبحوا اكثر من أصحاب وكلما اقترب موعد ولاده آسيا فهى أصبحت فى شهرها السابع كانت تدعى الله وحاولت أن تذهب إلى الطبيبه لتعرف نوع الجنين يرفض رفعت ،هى راضيه بكل ما كتبه الله لها ولكن رفعت كان رافض الفكره ....
_كان يجلس الجميع ويضكحون بشده على مشاغبات ادهم وخديجه ...
_نظرت ايناس ل ادهم : هاااا يا ادهم امتى تبدء دورسك علشان الدراسه الشهر الجااااى يا حبيبى ؟!
_ انا بالفعل حجزت يا ماما وهبدأ الاسبوع اللى جاااى على النت ثم نظر الى خديجه : وانتى يا ديجا هتبدى امتى ؟!
_انا هبدأ الاسبوع الجااااى يا ادهم انا وبدور فى البيت هنا لان جدو وبابا رافضين نروح المدرسه بس ماما رفضت وقالت ان احنا نتعلم فى البيت
_حزن ادهم لانه كان يميل إلى جدو وكلامه وأنه قال لها فى يوم من الايام نفس الكلام اقترب منها ادهم : ولا يهمك يا ديجا انا كمان ممكن اساعدك انتى وبدور علشان نكون انا وانتى ضباط يا ستى ولا يهمك ....
_جرت إليها خديجه وقامت بضمه : بجد يا ادهم انت احسن ادهم فى الدنيا....
رتب على ضهرها : وانتى احسن ديجا فى الدنيا ويلا من دلوقتى نبدا المذاكرة بس اعملى حسابك اللى يغلط يتعاقب
نظرت له نظره ساحره مع تغير لون عيونها : اهون عليكى يا دومي
_لا مش تهوني بس بلاش دومي ده عيب انا راجل .
❈-❈-❈
فى السرايا
كانت الحياه الى حد.ما هادئه بين آسيا ورفعت الذى لم يتواجد فى المنزل إلا بضع ساعات أو لم يكن موجود نهائى كثرت سهراته وخروجه المستمر وإذا حاولت أن تتكلم معه كان يصرخ عليها وبعض الاحيان يقوم بضربها غير مهتم حتى بحملها ،كانت لم تشتكى لأحد الا الله وكانت كلمه واحدة دائما ترددها هى أن الله سيعوضها وأنها من الصابرين
قال الله تعالى في سورة البقرة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
هى صابرة شاكره لله تعلمت من والدتها الصبر وحب الخير للجميع وان لا تشتكى ضعفها الا لله عز وجل لم يكون ضعف أو عدم كرامه ولكن الله يجزى الصابرين على صبرهم وهى بالفعل سيجزيها الله على صبرها يوم ما ...
❈-❈-❈
بعد مرور شهرين ..
اليوم ذهاب الحاج مندور ويوسف وايناس لأداء مناسك الحج
الكل على قدم وساق يقومون بتجهيز الشنطه والفرحة تعم البيت ،كانت تشعر آسيا ببعض الوجع ولكن تجاهلته وبدء تشغيل الاناشيد الاسلاميه....
الله الله الله الله
يا رايحين للنبى الغالى
هنيالكم وعقبالى
يا رايحين للنبى الغالى
هنيالكم وعقبالى الله الله الله الله
يا ريتنى كنت وياكم
_اقتربت ايناس من آسيا وقامت بتسليم عليها وأن تراعى ادهم فى غيابها
_كما اقترب مندور من آسيا وقام بضمها لاول مره بحب ابوى حقيقى وهمس فى أذنها بعده كلمات
_بكت آسيا وضحكت فى آن واحد...
_كما اقترب من البنات وقام بضمهم وقبلهم ونظر إلى ادهم قائلا: خلى بالك من بنات عمك يا ادهم دول امانه معاك ....
_حاضر يا جدو ...
_قام ادهم بتسليم على أهله .وذهب معهم إلى المطار ..
❈-❈-❈
أصبحت علاقه ادهم بخديجه قويه جدا وبدأ معها المذاكرة ليكتشف ادهم بذكاء خديجه الشديد بل اقسم فى نفسه بأنها تفوقت عليه ، كانت تسبق سنها ،، فى يوم من الايام أعلنت مسابقه على النت فى ماده الرياضيات
ذهب اليها ادهم وأخبارها بأنها ستشارك فيها باسمها وظل يشجعها ويدرس معها حتى أنها فازت واخذت المركز الاول ذهبت مسرعه إلى والدها وأخبرته بأنها فازت لم يفعل لها شي بل صرخ فى وجهها بأنها لم تأخذ الاذن منه رفع يده يضربها على وجهها الا ان ادهم أخذ الضربه مكانها،، وهكذا كان ادهم سند وحامي لهم
❈-❈-❈
بعد مرور عده ايام
... اشتد الوجع على آسيا ليظهر عليها علامات الولاده لتصرخ من الالم لتجرى عليها البنات وادهم ...الذى قام بالاتصال على عمه ولكن لم يرد ليقوم بالاتصال على الطبيبه
_جاءت الطبيبه وقامت بولاده آسيا التى بالفعل أنجبت فتاه جميله جدا تشبه اختها خديجه كثير
_كل هذا ورفعت فى الشقه يلعب ويشرب ويفعل الكثير من المحرمات .....
فى منتصف الليل جاء رفعت وهو لا يرى أمامه من كثره الشراب ....أبلغته الخادمه بما حدث وان تم ولاده السيده آسيا وجرى بسرعه ولم يسمع منها أنها أنجبت فتاه......
_دخل بسرعه البرق إلى الجناح واول ما نظر إليه المولود التى كانت فى حضن امها ترضعها، خطفها منها رفعت ونظر إليها : انتى جبتى ايه يا آسيا ... ردى
_بكت آسيا كثير وهمست من بين دموعها وبصوت منكسر بنت
_أحمر وجه رفعت وصرخ فيها وأخرج هاتفه وقام بالاتصال على. مهجه ان تجلب معها المأذون حالا وأنه سوف يتزوجها وبنفس المأذون سيطلق آسيا ....
_وبالفعل حضر المأذون وتم زواج رفعت ،ولكن ظلت تترجاها بأن لا يطلقها فقد أمرها بأن تحضر نفسها هى وبناتها بالخروج من المنزل نهائى ....
_سمع ادهم اصوات كثير فخرج من غرفته وجد حاله من الفوضى تعم السرايا ذهب مسرعاً إلى خديجه لتخبره ماذا حدث وان والدها تزوج من امراه اخرى و يريدهم أن يتركوا المنزل ....
_جرى ادهم إلى عمه : عمى لو سمحت ايه اللى بتعمله ده بنات عمى أمانه لحد ما جدى يجى لو سمحت ارجع على اللى انت فيه انا لايمكن اسمح بكده ابدا ....
_ضربه رفعت على وجه وأخذه من يده وحبسه فى غرفته وذهب ليطلق آسيا ...
_وبالفعل تم الطلاق على يد المأذون ،وقام بأخذها وأخذ بناته إلى الخارج وتركهم وقفل الباب فى وجههم كل هذا وآسيا لم تصدق ،هو لم يكن فى وعيه ، نظرت خديجه إلى الأعلى وجدت ادهم يبكى ويحاول أن يخرج ولكن المسافه كبيره بين الشباك والأرض ولم يقدر على الخروج ظل ينادى على اسمها وهى تشارو له وتنادى عليه .... كان يرتدى سلسله فضى محفور عليها اسمه اخذها من رقبته ثم ألقاها إليها من الشباك ،اخذتها خديجه ووضعتها حول رقبتها
_اخذتهم آسيا وخرجت من البلد ولكن أين تذهب فقد مات والدها وهى لم تعرف احدأ كما انها مريضه لم تكمل على ولادتها يوم واين تذهب بناتها ....
فى الطريق لم تقدر آسيا على السيرة فهى متعبه بشده من ألم الولاده فهى لم تكمل يوم على ولادتها ... وفجاة اغمى عليها ظلت البنات تصرخ بشده وقامت بدور بحمل اختها ونس ....
_كان فى طريقه إلى القاهرة فقد علم بأنه زوجته فى وضع حرج وتم ولادتها قبل ميعادها. وأثناء سيره فى الطريق بسيارته سمع صوت اطفال تصرخ وقف بسيارته ونزل منها وجد آسيا مغمى عليها وبجانبها بنات،وطفله صغيره كأنها مولوده حديثه تحملها إحدى الفتيات، جرى إليهم وهتف : انتم واقفين كده ليه ومين معاكم
ردت عليه خديجه وهى تبكى : بابا كرش ماما بعد ما ولدت اختنا وماما من كتر التعب وقعت مننا واحنا منعرفش حد ...
_ذهب إلى آسيا وحاول ا فاقتها ولكن لم تستجيب حملها وادخلها فى السيارة وطلب من البنات أن يدخلوا أيضا وذهب مسر عا إلى المشفى المتواجد فيها زوجته ايمان .....
_وصل الشخص إلى المشفى المتواجد فيه زوجته ووضع آسيا فى غرفه ليقوم إحدى الأطباء بكشف عليها وذهب مسرعاً إلى زوجته ...
_وجد ابنه يقف بجوار جدته ذهب إليه وقام بضمه وهى يبكى بشده على والدته ..تنهد بحزن : اهدى يا ماهر ماما اكيد كويسه ....
بابا انت كنت فين ،ماما عاوز تشوفك يا بابا
_نظر ت إليه والدتها بحزن شديد: سامح انت اتاخيرت ليه ،ايمان حالتها خطيره يا ابنى روح شوفها بسرعه
_ولكن قد فات الاوان ،وخرج الطبيب وأبلغهم بوفاتها....
_لم يقدر سامح على سماع الخبر وظل يصرخ رغم قوته ومركزه الا أن حبيبته وزوجته وام أولاده توفيت ولم يرآها ....
_ليصرخ ويبكي بشده ماهر ويقول له انت السبب ،انت اللى اتاخيرت ......
_كانت تقف بدور تشاهد كل هذا وهى تحمل اختها ونس ،ذهبت إلى ماهر وهمست له: بدل ما تعيط ادعى لها ع علشان ما تزعلش منك ،انا كمان ماما تعبانه وبدعي لها ..
_رفع ماهر وجهه وجد طفله تحمل طفله ،هتف من بين دموعه ،انتى مين ؟!
_انا بدور وجيت مع عمه ده وأشارت على والدها الذى كان يقف لا حول له ولا قوة ...
_نظر سامح إلى والدته: وقص لها ما حدث معه فى الطريق
_ليجد ماهر يصرخ : يعنى انت وقفت وساعد ت ناس ما تعرفهاش سيبت امى تموت...
_ضربه سامح على وجهه بعنف : اخرس يا ولد انت ازاى تتكلم معايا كده ...
_رغم أن ماهر عمره ١٠ سنوات الا أنه صاحب قوة وشخصيه...
_نظر إلى بدور بحقد وذهب من أمامهم ليدخل إلى اخيه الصغير
_دلف ماهر إلى اخيه الصغير وحمله وبكى بشده : شوفت بابا يا حبيبى السبب فى موت ماما ،انا عمرى ما هسيبك يا مالك ،انا ها سميك مالك زى ما ماما كانت نفسها ..
أما البنات كانت تجلس لا تعرف ماذا تفعل ؟! والدتهم بين الحى والموت فوضع آسيا كان صعبه كانت تنزف بشده هى لم تكمل على ولادتها يوم وجاء هذا القا سى يرميها هى وبناته فى الليل بل اى شفقه ورحمه ،انعدم ضميره ماذا سيكون مصيرهم ؟!
دلفت إليهم سامح ليجد خديجه تبكى ذهب اليها: انت اسمك ايه ؟!
_انا خديجه واختى بدور و النو نو اسمها ونس يا عمو
اخذها فى حضنه وقال لهم بأن والدتهم سوف تكون بخير واستدعى الطيبب ليعرف حاله آسيا
بعد أن اتطمن عليهم وأخبر أحد الممرضين بأن يجلب لهم طعام واحد ياخذ الصغيرة المولوده حديثه ويضعها مع ابنه الصغير فى غرفه واحدة ...
(البنات رحمة على الأرض فى كل بيت ،،واذا كان الابن يحمل اسم أبيه ،فإن البنت تحمل أباها نفسه )
يتبع