رواية جديدة أقزام بنجايا لابتسام رشاد - الفصل 15
قراءة رواية أقزام بنجايا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أقزام بنجايا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة ابتسام رشاد
الفصل الخامس عشر
في ظلام الليل أصبحت "كاترين" وفريقها محاصرون على الجزيرة من قبل وحش ضخم خرج من باطن الأرض، ومن قبل حيوان بحري دمر إحدى سُفنهم بمجرد أن ابتعدوا عن الشاطئ بضع أمتار، جمعت "كاترين" فريقها، وقالت:
- يؤسفني أن أخبركم أننا أصبحنا محاصرين، كما أن السيد "كيفن" الذي كلفنا بالمهمة، لم يعُد يهتم لأمرنا، علينا العمل سويًا حتى نستطيع مغادرة هذه الجزيرة بسلام.
سألها القبطان "جوزيف":
- هل تمزحين؟ ماذا تقصدين بلا يهتم لأمرنا؟ هو يريد السيطرة على الجزيرة بأي ثمن.
ارتبكت "كاترين" وردت متهدة، تتكلم بدون وعي، قالت:
- هو يريد الجزيرة، إذًا ليأتي ويسيطر عليها، ولكن لا يهمه أمرنا، ولا يُريد أن يزودنا بالإمدادات مجددًا.
❈-❈-❈
همس لها "استيفن" وقال:
- كوني هادئة، سوف نتصل به لاحقًا، أو نتواصل مع القبطان "روبرت"، اشرحي لهم خطتك الآن.
نظرت إلى الأرض، ثم رفعت وجهها وعادت لتحدثهم بإسلوبها كقائدة، قالت:
- لدي خطة وسنتبعها لحماية أنفسنا أولاً وقبل كل شيء، منذ أن جئنا هنا كنا نعلم أننا سنواجة العديد من المخاطر، ومع ذلك وافقنا على القيام بهذه المهمة، الموت خطر يواجه الإنسان طوال حياته ونحن جنود أبطال تدربنا لمواجهة المخاطر، ماذا ان كنا في حرب، أو اضطررنا لمواجهة عصابة في الطابق العاشر، هل سنلقي بأنفسنا من أعلى المبنى لمجرد إصابة أو مقتل أحد منا أم نصمد ونواجه؟
وها نحن هنا نفس الشيء، أمامنا فرصة اما أن نواجه ونقاتل حتى نُكمل مهمتنا، ونثبت للجميع أن"توماس" الجندي المقتول، لم يموت هباءًا، بل مات من أجل استكشاف عظيم، ونرجع للعالم كله نحكي لهم عن كم الصعوبات التي واجهناها، واننا حقًا نستحق لقب البطولة، اما أن نرجع مُنكثي رؤوسنا، نتعرض للذل والإهانة خاصتًا إذا نجح فريق آخر في السيطرة على الجزيرة، ونحن أنجزنا الكثير من العمل على أرض الجزيرة، لقد حبسنا الديناصوات، وهذا الذي سنواجهه مجرد وحش مثل الديناصوات، يمكننا حبسه أو قتله، ونحن نستطيع فعله، سنقضي الليلة هنا ونستعد له في الصباح الباكر لنقضي عليه.
بينما كان الأقزام يقومون بجمع الكنوز والأشياء الثمينة الموجودة على جزيرتهم، فهم يعرفون مكانها جيدًا؛ خوفًا أن يأتي المذيد من البشر من أجل جمع الأشياء الثمينة مثل الألماس، والأحجار الكريمة، والقطع الذهبية، والمعادن المتعددة الموجودة على الجزيرة، كل هذه الأشياء الثمينة لا تمثل الأقزام شيء، ولكن ان عرف بها البشر لن سيحصلون عليها بالقوة.
وبنفس الوقت تسلل "مارتي" و"لوسي" لمراقبة البشر، وليعرفوا ما هي خطتهم القادمة، قالت "لوسي":
- لقد غرقت سفينتهم، وجميعهم مبللون يبدو عليهم الأرق والتعب.
همس لها "مارتي" وقال:
- يبدو أنهم حاولوا مغادرة الجزيرة، ولكن فشلوا.
- كما قالت الجدة "كولان" المخطئ عقابه بحجم خطأهُ، وهم اعتدوا على طبيعة الجزيرة؛ واعتقد أنهم في مرحلة العقاب.
فكر "مارتي" وقال:
- حظهم سيء، لقد جاؤا إلى المكان الخاطئ، هم لم يصدقوا بأمر لعنة الجزيرة، لقد أخبرتهم الجدة "كولان" بالأمر.
- ما رأيك أن نخبرهم نحن، قد يجدوا حلاً ويرحلون؟
- حسنًا، في الغد نتحدث معهم.
- ولكن أين الوحش الذي طاردهم، إن كان مازال حر حتمًا سيعود إليهم مجددًا.
- الوحش عاد إلى جحره، رأهُ "جافير" القزم وأخبرني أنه يطارد البشر فقط.
- أنا متعاطفة جداً معهم، ما رأيك أن ندعوهم لينضموا إلينا؟!
تذمر "مارتي" غاضبً قال:
- لا أمان للبشر، يكفي لدينا خمسة منهم، لقد اضطررنا للتعامل معهم مؤقتًا، ثم سوف نجعلهم يُغادروننا.
❈-❈-❈
ردت "لوسي":
- إذا لنهتم بحياتنا، ونحاول إعادة نبات القرقاط للحياة مرة أخرى.
عاد "مارتي" و"لوسي" إلى أكواخهم، وفي الصباح الباكر "كاترين" تبث في نفوس فريقها الشجاعة والإقدام؛ حتى يتمكنوا من قتل ذلك الوحش الهمجي الذي تعدى عليهم بالأمس.
قالت "كاترين":
- جهزوا افضل ما عندكم من أسلحة، وأيضًا جهزوا عبوات ابر تخدير ذات حجم كبير، وأكثر كثافة من غيرها حتى تؤثر في هذا المخلوق، وأيضًا الجميع يرتدي الثوب الواقي الذي منحتنا اياه الشركة.
بدأ الجنود بالإستعداد، بينما "ليزا" استيقظت باكرًا، تجلس وحدها في إحدى غرف عرش السلافادور خصيصًا حتى يظهر لها "موريس" ليساعدها، حتى تتخلص من لعنتها، وبالفعل ظهر لها "موريس" ليعطيها شيء ما قال:
- علمت أنكِ في حيرة من أمرك؛ لذا جئت حتى أساعدك، عاش الأقزام على الجزيرة منذ سنوات عديدة، ولم تغضب منهم الجزيرة، لأنهم تقبلوا العيش بإسلوب وطبيعة الجزيرة، وتعايشوا مع كل الكائنات الموجودة على الجزيرة، دون أن يتعرضوا للجزيرة بضرر، بل أنهم كانوا يحافظون على الطبيعة، ويحافظون على استمرارية السلالات والكائنات الموجودة معهم، ويحمونها من الإنقراض.
قاطعته "ليزا" وقالت:
- لهذا السبب كان الزعيم "برايم" يحمي الحيوانات من الإنقراض، ونحن سخرنا منه، لم نكن نفهم مُصارع من أجله.
- أجل هذه هي قوانين الجزيرة، لمن يريد البقاء عليها، أن يحمي نفسه دون أن يموت.
شعرت "ليزا" بالخوف، سألته قالت:
- وماذا سيحل بالبشر، فريق الحراس؟!
- مازالت أمامهم فرصة للنجاة، عليهم استغلالها، والآن سأمنحك طوق الخلاص من تلك اللعنة التي أصابتك...
- أخبرني أولاً كيف يمكن للبشر أن ينجوا من لعنة الجزيرة؟
اقترب منها روح "موريس" وقال:
- إن تصرفوا بحكمة سوف ينجوا من خطر هذه اللعنة، والآن خذي صرة القماش هذه بداخلها بلورة لها سحرها الخاص، سوف تساعدك لكي تنزلي تحت الماء، وتصلين إلى الصولجان، الذي سوف يمكنك من التحكم بأشياء أخرى على الجزيرة والقضاء على اللعنات.
أخذت "ليزا" منه صرة القماش، واختفى على الفور قررت "ليزا" العمل على خطة جديدة، بعد أن أدركت حجم الخطر الذي وقع فيه كل من لامست قدمه أرض هذه الجزيرة.
ذهبت "ليزا" إلى "والتر" وقالت:
- هيا أريدك أن تأتي معي.
تعجب "والتر" وقال:
- في هذا الصباح الباكر! إلى أين؟
- سنذهب إلى المدينة الغارقة.
- ليزا أرجوكِ توقفي عن هذه السخافات، والأفضل أن تجدي حلاً لكي نعود إلى أديليد، هل نسيتي أن هناك وحش بالخارج قتل أحد الحراس؟ عليكِ تفهم الأمر.
- حسنًا لا أريد مرافقتك مجددًا، اللعنة حلت عليّ انا وانا من ستواجه المخاطر من أجل النجاة، ومن أجل مساعدة الأقزام.
ورحلت "ليزا" تجر القارب الصغير الذي أبحرت به مع "والتر" من قبل، وبيدها تلك الصُرة المصنوعة من القماش، متجهة نحو الشاطئ.
ولما وصلت وجدت "كاترين" قد تقدمت فريقها متجهين نحو الغابة للقضاء على ذلك الوحش الذي اعتدى عليهم بالأمس.
جلست "ليزا" على القارب وأخذت تجدف، كان التجديف صعب عليها مع حركة الأمواج السريعة، كان "والتر" يلحق بها ناداها لتنتظره، وبالفعل عادت وجلس بجهة مقابلة لها، وأخذ يجدف هو، وفي طريقهم إلى منطقة المدينة الغارقة، رأوا شيء غريب جعل "ليزا" تشعر بالتفاؤل لم تكن تتوقع أنه قد يأتي بشر آخرين إلى هذه الجزيرة، قالت:
- انظر يا "والتر" إلى هناك، أرى شراع لسفينة قادمة إلى الجزيرة.
تعجب "والتر" وقال:
- مؤكد أنها تابعة لفريق "كاترين"، أو قد تكون سفينة ضائعة!
فكرت "ليزا" وقالت:
- أجل، أعتقد ذلك، بالنهاية لن يُخاطر أحد ويأتي إلى هنا، ومن الأساس لا أحد يعرف شيء عن هذه الجزيرة.
لم يهتم "والتر" ولا "ليزا" بهذه السفينة ولا إلى أين تتجه، تابعوا الإبحار حتى وصلو إلى المدينة الغارقة.
أوقفوا القارب أعلى المدينة الغارقة، أمسكت ليزا الصُرة القماش تتأملها جيدًا، ثم تحسست البوصلة بيدها في صمت، قطع "والتر" الصمت قائلاً:
- ما هذه القماشة بيدك؟ تبدوا قديمة وبالية؟
- لقد منحني إياها "موريس"، حتى أستطيع الوصول إلى المدينة الغارقة.
اندهش "والتر" قائلاً:
- كيف يُعقل هذا؟ إنها مجرد قطعة قماش.
قالت "ليزا":
- الأمر غريب حقًا، ولكن انتظر وسترى.
سحبت "ليزا" الخيط عن القماشة، فوجدت بين القماشة قطعة دائرية تبدو كالألماس بحجم حبة الليمون، ألقتها بالماء لتتحول الكرة البلورية إلى لوح زجاج مُقوس شفاف، انبهرت "ليزا" و"والتر" مما رأوا، انتقلت "ليزا" من القارب إلى تلك البلورة، ثم وقفت على اللوح الزجاجي، سألها "والتر" قال:
- ألستِ خائفة؟
هزت رأسها نافية، قالت:
- لا، هيا تعالى معي.
تردد "والتر" أولاً، ثم وضع قدمه على اللوح الزجاجي يرتعش خائفًا، حتى وقف بجانب "ليزا"، فجأة اكتمل القوس مشكلًا دائرة، تحميهم وهم بداخلها، تفاجئ "والتر" وتسائل قالاً:
- ماذا سيحدث لنا فيما بعد؟
لم ترد عليه "ليزا"، بل لمست البلورة من الأسفل، وما حدث كان مفاجئًا "لوالتر" لقد نزلت البلورة إلى عمق الماء، أغمض "والتر" عيناه، بينما "ليزا" تستمتع بالأمر، فتح "والتر" عيناه ليعيش مغامرة لن تتكرر مجددًا، "ليزا" تشاهد الماء من الأسفل، قالت:
- عالم آخر موجود معنا تحت الماء، يشاركنا هذه الحياة، كم هو رائع منظر الأسماك الملونة تسبح بحُرية.
نظر "والتر" إلى الجهة الأخرى وقال:
- ياللروعة، انظري إلى مجموعات الأسماك هناك تسبح بطريقة منتظمة.
نظرت "ليزا" تشاهد مجموعات الأسماك، قالت:
- حقًا المنظر تحت الماء ممتع، كنت أحلم دائمًا أن أغوص تحت الماء.
كانت البلورة تنزل إلى عمق الماء ببطئ، شاهدوا المدينة الغارقة أسفلهم، كأنها قطعة كبيرة من الذهب، وكأن قاع البحر ذهبي أملس، تتلون المياة من حولها بلونها الذهبي اللامع.
دارت "ليزا" بالبلورة حول المدينة الغارقة؛ لتشاهد في انداهش جمال وروعة تصميم هذه المدينة، لاحظ "والتر" غطاء شفاف كلوح من الزجاج يغطي المدينة من الأعلى حتى لا تغمرها المياة، قال:
- انظري كيف تبدو المدينة مع هذا الغطاء الشفاف.
ليزا تشاهد متعجبة، قالت:
- ظننت أن الماء تغمرها بالكامل، لا أعرف كيف صنعوا لها هذا الغطاء الشفاف؟!
- ليس لدي فكرة، ولكن كيف سندخل إليها؟
"ليزا" متحمسة أجابه قالت:
- أنا أعرف لقد سمعت ذات مرة "مارتي" تحدث عن الأمر، ولكن ظننته يهزأ، كان يقول أن المدينة الغارقة محمية جيدًا ومصممة بعناية، وقال أنها ذات فوهة من الأعلى تسمح للأقزام بالدخول إليها، وقال أن الزعيم "برايم" كان يخطط لصناعة شيء يصل بين الجزيرة والمدينة الغارقة وهذا يعني أنه كان يعلم أن المدينة رغم غرقها، إلا أنها تصلح للحياة.
تحركت "ليزا" بالبلورة حول الجزيرة، لتجد مكان الفوهة حتى تتمكن هي و"والتر" من النزول إلى الجزيرة والحصول على الصولجان.
وسط كل هذه الأحداث، في أديليد هناك من لا يهتم لشيء إلا مصلحته، إنه السيد "كيفن" يجلس على مكتبه مثل كل يوم غارق بين العقود والإجتماعات، يتغزل بسكرتيرتة الآنسة "أنيتا"، فجأة دخل عليه القبطان روبرت غاضبًا، قال:
- ماذا تفعل أنت بسببك لا أعرف شيء عن أولادي، وخسرت ثلاث سفن، وأيضًا "ايملي" تركتني عندما عرفت أنني من أرسلت الأولاد إلى هذه الجزيرة، سوف اُبلغ الشرطة يكفي كل ما حدث.
السيد "كيفن" يتحدث بهدوء، لم يفقد أعصابه، قال:
- لقد حدثت كارثة على الجزيرة، لقد قُتل أحد الحراس، والفريق كله أصبحوا محاصرين، ولن نستطع ابلاغ الشرطة علينا حل المشكلة بأقل الخسائر وأقل الأرواح.
شعر "روبرت" وكأنه مغشى عليه، توقف عقله عن التفكير، قال:
- هل أولادي بخير؟ هل سوف يرجعون إليّ مجددًا؟
- لا أعرف، أتمنى هذا.
غضب القبطان روبرت وقال:
- كيف لا تعرف، أعد إليّ ولداي بخير، ان لم تُرجع لي الأولاد، سوف أكشف كل أسرارك، وكل خدعك، سوف تتعرض للمسائلة، وستدخل السجن.
قاطعه السيد "كيفن" وقال:
- لا داعي للتهديد سوف أُعيد لك أولادك، دون ابلاغ الشرطة، فقط أمهلني بعض الوقت.
هدأ "روبرت" وقال:
- إذًا أخبرني ماذا ستفعل؟ ما خطتك لإسترجاع الأولاد؟
- لنفكر معًا، ما أخبرتني إياه "كاترين" أن الفتية الخمسة في مأمن مع الأقزام، وأن الجزيرة آمنة حتى الآن، ولكن هناك وحش ضخم يطاردهم، وأن السفن تهالكت، وهم الآن على وشك مواجهة هذا الوحش.
القبطان "روبرت" مرتبك خوفًا على أولاده، قال:
- ان لم يرجع أولادي في أسرع وقت سوف أجعلك تندم.
نهض عن الكرسي ليغادر المكتب، ناداهُ السيد "كيفن" قال:
- توقف، أعلم أنك غاضب وقلق على أولادك، ولكن لا تنسى أنك شريكي في كل ما وصلنا إليه.
رحل القبطان "روبرت" يفكر في هذه الكارثة، الذي قد تنتهي بفقدان أولاده.
بينما على الجزيرة "كاترين" وفريقها في مواجهة وحش مفترس، ضخم، دون خطة موثوقة؛ مما يعرض حياتهم إلى الخطر، ذهبوا إلى تلك الحفرة التي خرج منها الوحش بالأمس، كانوا يقتربوا منها بحذر، وجدوا جثة الجندي الذي قُتل بالأمس، همست لهم "كاترين" قالت:
- اسحبوا جثة "توماس"، وتراجعوا بها إلى الوراء، ولا أحد يصدر صوتًا.
سحب الجنود الجثة إلى الوراء، تأملت "كاترين" المكان جيدًا، فلم تجد ذلك الوحش، نبهت فريقها قالت:
- والآن يجب أن تكونوا أكثر حرصًا، وعلى أتم استعداد، لأنه قد يظهر لنا في أي مكان، أو يخرج إلينا من أي جهة.
قال "استيفن":
- إذًا ماذا لو ألقينا احدى المفرقعات إلى داخل هذه الحفرة وندعها ونبتعد، بعد أن نحدد لها وقت معين لتنفجر عندما يرجع الوحش إلى وكره.
الفكرة أعجبت "كاترين"، همست لهم قالت:
- جيد هيا لننفذ هذه الفكرة.
قاموا بتنفيذ الفكرة وأخذوا جثة الجندي الميت، الحزن يغطي وجوههم.
فجأة سمعوا صوت أحدهم يدعى "كريس" يقول:
- يا شباب... يا شباب كيف وصلتم إلى هنا؟
إلتفت الجميع ليروا "كريس" وأصدقائه السبعة مُسلحين ، تقدمت "كاترين" خطوتين وقالت:
- نفس السؤال لكم أنتم، كيف وصلتم إلى هنا، ومنذ متى وأنتم على أرض الجزيرة؟
ضحك كريس عاليًا، وقال:
- من بينهم فتاة تتكلم بدلاً عن الرجال!
غضب "استيفن" وقال:
- انها قائدة فريق الحراس أيها الوغد.
عاد "كريس" يسخر مرة أخرى وقال:
- قائدتكم تكون امرأة!
صمت "كريس" عندما رأى جثة الحارس الميت، ردت عليه "كاترين" وقالت:
- يبدو انك وصلت إلى الجزيرة اليوم، أنصحك أنت ورفاقك أن تكونوا حذرين، هناك وحش ضخم حر على الجزيرة وهو من قتل الحارس.
أدرك "كريس" خطورة الموقف، وقال:
- سيدتي أرجوكِ ساعديني ورفاقي لنعود إلى سفينتنا.
اجابته "كاترين" بإحباط:
- ليس بوسعي مساعدت نفسي وفريقي، إن استطعت العودة اجلب لنا المساعدة معك.
تراجع "كريس" ورفاقه السبعة حتى يعودوا إلى سفينتهم، بينما "كاترين" وفريقها متجهين نحو الشاطئ، ظهر أمامهم ذلك الوحش الضخم، تراجع الفريق بضع خطوات خوفًا منه، أما "كاترين" ظلت صامدة أمامه ولم تتراجع خطوة واحدة.
يُتبع..