رواية جديدة أقزام بنجايا لابتسام رشاد - الفصل 14
قراءة رواية أقزام بنجايا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أقزام بنجايا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة ابتسام رشاد
الفصل الرابع عشر
بالفعل نفذ الفريق أوامر القائدة، وفي الصبح الباكر استيقظ الجميع لمتابعة العمل على أرض الجزيرة، بدأت القائدة "كاترين" بتوجيه تعليماتها عن خطة اليوم، كما هو معتاد، قالت:
- لا تطلقوا النار على أي حيوان... أي مخلوق موجود على هذه الجزيرة قبل الرجوع إليّ، إلا في حالت الدفاع عن النفس بعد مناورات مع المخلوق، لأننا نريد جميع الكائنات حيه كما هي، لأن لدينا خطة عمل قادمة فيما بعد.
هل يريد أحدكم أن يسأل أي سؤال؟
أجابها الجميع:
- لا
تابعت حديثها قالت:
- لدينا خطة عمل اليوم وهي الإمساك بالطائر المسمى بطائر بنجايا، ولكن سوف نكون حريصين على سلامته وسوف نقوم بأثره داخل هذا الصندوق.
وأخيرًا اتمنى أن يكون الجميع بخير، هل أنتم مستعدون لخطة اليوم؟
أجابها الجميع معًا:
- أجل مستعدون.
❈-❈-❈
قالت "كاترين":
- رائع يا شباب، والآن أين الجد "ماكس"، لما لا أراه؟
تدخل "ديفيد" وأخبرها قائلاً:
- قال أنه رأى امرأة جميلة، دخلت إلى هذا الكهف هناك، واتبعها.
عقدت "كاترين" حاجبيها وقالت:
- هل أنت جاد؟ أم هو كان مُغيب... أتقصد أن الجزيرة يسكنها بعض البشر.
رد "ديفيد":
- لا أعرف هو من قال هذا، أظنه يهزي، ولكنه دخل إلى الكهف بالأمس ولم يرجع بعد.
قالت "كاترين":
- دعنا منه، ولنبدأ تنفيذ مهام اليوم، جاء دورك أنت و"داني"، خذه واسلكوا ذلك النفق الموجود داخل عرش السلافادور، واطلبوا من الأقزام أن يعودوا إلى أكواخهم، وليرجعوا لممارسة حياتهم الطبيعية، الجزيرة أصبحت آمنه الآن.
اعترض "داني" وقال وهو يفكر مترددًا:
- لا اُريد الذهاب افضل البقاء هنا.
غضبت "كاترين" ونظرت له، وقالت:
- ليس لدي وقت لهذه التفاهات، اذهب مع صديقك الأمر منتهي.
ثم ربطت على خصرها المستدير حقيبة سوداء بها بعض طلقات الرصاص، قالت بنجايا:
- جميع الفريق في حالة تأهب الآن هيا بنا لنصطاد طائر بنجايا.
بينما ذهب "ديفيد" و"داني" إلى النفق الموجود داخل عرش السلافادور، "داني" انتابه الخوف قال:
- لا اُريد النزول إلى هذا النفق المظلم.
رد "ديفيد" وقال:
- اتبعني حتى نصل، لا شيء يدعو للقلق.
نزلا الإثنين إلى النفق ومضوا فيه حتى وصلوا نهايته، اطمئن "داني" بمجرد أن رأى الضوء، قال:
- هل سنجد رفاقنا هنا؟
رد "ديفيد" فرحًا:
- بالطبع أجل، لقد افتقدت "أرورا" كثيراً.
تجول "داني" و"ديفيد" في الغابة بعض الوقت حتى وصل إلى الأقزام، وقال لهم "ديفيد":
- لقد انتهى الخوف بالنسبة لكم، والآن يمكنكم العودة إلى أكواخهم وترجعوا لحياتكم الطبيعية
جاء الزعيم "ماريز":
- كيف وصلتم إلى هنا... من أرسلكم إلينا؟
- أرسلتنا القائدة "كاترين" لكي نخبركم بأن الجزيرة آمنة، ويمكنكم العودة.
الزعيم "ماريز" لم يعد يثق في البشر، استدعى "مارتي" ليشاوره في الأمر، قال "ماريز":
- لقد أرسلت إلينا زعيمة البشر، لكي نرجع إلى سطح الجزيرة، هل هذا مخطط من البشر للقضاء علينا؟
فسر له "مارتي" الأمر قائلاً:
ـ لا، الزعيمة لا تنوي لنا على خير، لكن الفتية الخمسة هم من سوف يساعدوننا.
- ولكن الفتية الخمسة هم من جاؤا بباقي البشر، ومؤكد لهم علاقة بالزعيمة وحراسها.
أخبره "مارتي" برأيه قائلاً:
- برأيي من مصلحتنا أن نعود إلى سطح الجزيرة، لنتمكن من تنفيذ خطتنا، ولنعرف نقاط ضعف البشر، ومنها إن لم يلبوا رغباتنا، نقضي عليهم
رد الزعيم:
- أنت على صواب، لنتعامل معهم بشكل طبيعي.
❈-❈-❈
بدأ الأقزام بالإستعداد للعودة إلى سطح الجزيرة، الزعيم "ماريز" يتوقع مواجهة مخاطر أخرى قد تودي بحياتهم.
عاد الأقزام إلى أكواخهم، وعادوا إلى العمل وإلى حياتهم المعتادة، بينما في عرش السلافادور يجلس الزعيم "ماريز" على العرش، دخل عليه "مارتي" قائلاً:
- لقد حدث شيء لن يعجب أحد.
- عما تتحدث؟ تكلم.
- يا سيدي البشر لم يتوقفوا لقد اصطادوا طائر البنجايا، ووضعوه داخل قفص، أي أنه لم يعد حر.
تنهد الزعيم "ماريز" وقال:
- وهل هم بالفعل يريدون الأستيلاء على الجزيرة؟
- يبدو كذلك لأنهم الآن يعملون على جعلها مثل أرض البشر.
- ولكن هل سنتركهم يفعلوا ما يحلو لهم؟
- ليس علينا فعل أي شيء، يكفي انتقام الجزيرة، هل نسيت تلك اللعنة التي حدثتنا عنها الجدة "كولان" من قبل؟
- أجل ولكن هذا الأمر في غاية الخطورة، نحن أيضًا نُعتبر دخلاء على هذه الجزيرة، وقد تصيبنا اللعنة مثلهم.
رد "مارتي" بثقة قال:
- لا اعتقد ذلك نحن هنا على الجزيرة منذ مدة، وتعايشنا على الجزيرة دون التعدي على طبيعتها؛ لذا تقبلت وجودنا، ولن تتسبب لنا بالأذى.
طلب الزعيم "ماريز" من "مارتي" قائلاً:
- اجمع لي قبيلة الأقزام كلها هنا في مساء اليوم، لنضع خطة للتعامل مع البشر، ولنجد طريقة لطردهم من جزيرتنا.
- حسنًا، ولكن اعلم مشكلتنا ليست مع الفتية الخمسة، مشكلتنا مع تلك القائدة وجنودها.
الزعيم الجديد "ماريز" لم يكن جدير بهذا المنصب، ولا يمتلك الحكمة الكافية لتدبير الأمور، بينما بعد أن تمكنت "كاترين" وفريقه من اصطياد طائر بنجايا، وحبسه في قفص، أخذت تتأمله هي و"استيفن" بعناية، قال "استيفن":
- كنت أتوقع أننا لن نستطع أسرهُ.
تبسمت "كاترين" وقالت:
- لأنك لم تنضم إلى فريقي من قبل، نحن نعمل بحرفية، انظر إلى عيناه، كيف يحدق غاضبًا.
اقتربت كاترين لتتحسس ريش الطائر من بين فتحات القفص، بمجرد أن لمسته، أخذت تصرخ عاليًا، قلق "استيفن" بشأنها، قال:
- ماذا بكِ هل أصابك شيء؟
هدأت قليلاً، ونظرت إلى أصابعها، وجدت أن جلد أصابعها التي لامست ريش الطائر، احترق جلد يدها وبدأت تنزف الدماء، أخذ "استفن" يضمد جرحها، قائلاً:
- سأقتل هذا الطائر على الفور.
وصوب نحوه عدة طلقات حتى مات الطائر داخل القفص.
صرخت به "كاترين" قالت:
لا، كنا سنبتاعه لأعلى سعر.
ضمد "استيفن" جرحها وقال:
- الا ترين ما فعله بكِ؟ ومازلتِ تهتمين بالمال.
- ليس المال انه من ضمن عملي هنا كقائدة.
بينما فجأة وأثناء حديثهم شعروا بهزات أرضية، كما شعروا بها من قبل عندما قطفت "كاترين" بعض أوراق من شجرة الحياة، ظلت الأرض تهتز بقوة، حتى تدحرج القفص الذي بداخله طائر بنجايا، بدأت الأرض تتشقق، شعر الجميع بالخوف، قالت "كاترين" لفريقها:
- تباعدوا... تشتتوا.
لم تتوقف تشققات الأرض، وفجأة خرج من بين الأرض غول وحشي ضخم، جسده كجسد البشر، ولكن بحجم مضاعف، له شعر طويل يتدلى على وجهه، وأنفه كأنف الذئب، معلق به اسورة من الحديد، مفتول العضلات، عريض الكتفين، جلده سميك، يسيل اللعاب من بين أنيابه الحادة، يضج ويزأر غاضبًا.
تراجع الفريق إلى الوراء، ومنهم من تنحى هربًا، أمرت "كاترين" فريقها قالت:
- اطلقوا عليه النار، اقتلوه.
أخذوا يطلقوا الرصاص عليه، لم يكن هذا مؤلمًا بالنسبة لوحش ضخم كهذا، استدار الوحش الضخم وأزاح الجنود بيده بعيدًا، وأمسك واحد منهم، اعتصره بيد واحدة، وألقاه أرضًا، قال استيفن:
- فليهرب الجميع.
وهرب "استيفن" مع "كاترين"، و"كاترين" لا تريد المغادرة تملك منها الرعب، مما شتت تفكيرها، تجري إلى الأمام مع "استيفن" مثل باقى الفريق، وتنظر إلى جثة الجندي الذي قُتل.
"استيفن" يمسك بيدها ويشدها لتتقدم معه وذلك الوحش الضخم يلاحقهم بسرعة، هرب الجميع، واخذ "استيفن" "كاترين" إلى منحدر صخري، ليكونا بأمان، مر ذلك الوحش بالقرب منهم، والغريب أنه مر بجانب أحد الأقزام، يتعدى على القزم، بل كان يلحق البشر، "استيفن" و"كاترين" يحبسوا أنفاسهم، حتى غادرهم ذلك الوحش، قالت "كاترين" وهي ترتعب خوفًا:
- لا أصدق، إنه وحش اسطوري، لم أكن أتوقع أن أخسر أحد جنودي.
وضع "استيفن" يده على كتفها وقال:
- اهدأي، نحن في مهمة، لقد اعتدنا المخاطر.
- ولكن هل رأيت ذلك المخلوق الغريب، لقد كان يهاجمنا نحن، ومر بجانب القزم بسلام.
- أجل لاحظت هذا، ولكن لا اعرف ما السبب.
أخذت "كاترين" تجمع أفكارها، سألها:
- هل لديكِ حل؟ اعتقد علينا مغادرة الجزيرة.
"كاترين" متوترة قالت:
- أجل ولكن كيف سنعود إلى السفينة؟ وماذا حل بباقي الفريق؟ سأتصل بالسيد كيفن لأخبره بما حدث.
حاولت الإتصال به، ولكن لم يتوفر لها شبكة اتصال، حاولت مرات عدة، وتجد نفس النتيجة، تسائلت قالت:
- ماذا سنفعل الآن، اتمنى أن يكون باقي الفريق بخير.
- اتمنى هذا، سنبقى هنا حتى حلول الليل، ومن ثم سنتحرك جهة الشاطئ.
بينما باقي الفريق تمكن من العودة إلى الشاطئ، قصوا ما حادث على "أوين" و"جوزيف"، وطلبوا منهم أن يطلقوا بالسفينة ويعودوا إلى "أديليد"، لكن رفض القبطان "جوزيف" الإبحار دون أمر القائدة "كاترين".
هدده الجنود، وتفاوضوا معه حتى اتفقوا على أن ينتظر حتى غروب الشمس، سوف ينطلق في حالة عدم رجوع القائدة لتبحر السفينة بأمرها.
بينما الفتية الخمسة استقروا بشكل مؤقت داخل عرش السلافادور، بينما اجتمع "ماريز" بالأقزام، وقال لهم:
- البشر سوف يحتلون الجزيرة من أجل الحصول على كنوزها وخيراتها، ويخططون لجعلها واحدة من أرض البشر دون أن يُراعوا وجودنا على أرضها، سوف يفعلوا معًا، كما فعلوا مع الحيوانات، ويضعونا في أقفاص ليشاهدنا الآخرين مقابل المال، ونحن علينا منعهم وحماية جزيرتنا.
سأله أحد الأقزام قائلاً:
- فعلاً نحن لا نثق في البشر، ولكن كيف يمكننا التصدي لهم، هم أقوياء ويملكون أسلحة.
أجابه "ماريز" قائلاً:
- لقد علمت بأمر الوحش الذي هاجمهم اليوم، قُتل واحد منهم والباقين عند الشاطئ يستعدون للرحيل.
تدخل "مارتي" وقال:
- كما أخبرتني الجدة "كولان" هم يستحقون أكثر من هذا لقد قتلوا طائر بنجايا، لذا لن يرجعوا لأرضهم بسلام.
تابع "ماريز" حديثه قال:
- والآن لدينا خطة، علينا أن ننفذها ليلًا وهي أننا سنقوم بجمع المجوهرات والكنوز الموجودة على الجزيرة، وكل ما له قيمة عند البشر ثم سنضع كل جمعناه في مكان واحد، يعلمه أحد من قبيلتنا ومسؤليته حماية هذه الكنوز، وفي النهاية هذه الأشياء ذات قيمة عند البشر، أما بالنسبة لنا، فهي لا تمثل لنا شيء.
تسائلت إحدى الأقزام قالت:
- وما فائدة هذه؟ يمكننا أن نعطيه لهم ببساطة لأننا لسنا في حاجة إلى هذه الأشياء.
تأفف الزعيم "ماريز" وقال:
- ان وجدوا هذه الأشياء القيمة، لن يكتفوا بما وجدوه، سيعودوا ويأتي غيرهم، ويفتشون عن المذيد من المجوهرات والكنوز، ويبدأون بالحفر والتنقيب في أرض جزيرتنا؛ بحثًا عن المذيد منه.
قال "مارتي":
- كما أننا لن نتوقف عندها فحسب، بل سنعمل عل طردهم من جزيرتنا، قبل أن يأتوا بالمذيد من البشر، لقد بدأوا بخمسة فتية، وها هم الآن ازدادوا.
ومع حلول الليل، بدأت "كاترين" تتحرك مع "استيفن" نحو الشاطئ، مازالت تحاول الإتصال بالسيد "كيفن"، لكن بلا جدوى.
توجهوا معًا نحو الشاطئ حتى رأوا السفينة بدأت تبحر، أسرعوا نحوها وفي ظلام الليل أنارت السفينة بضوئها الزاهي، أخذ "استيفن" و"كاترين" ينادون إلى القبطان "جوزيف" أو لأي أحد، ليسمعهم وتعود السفينة لأجلهم، ظلوا ينادوا ويصرخوا بلا فائدة، وفجأة توقفت السفينة عن الإبحار.
أخذ جميع ركاب السفينة يقفذون إلى الماء بشكل جنوني، ويسبحون عائدين إلى الشاطئ، تعجب "استيفن" قال:
- ماذا يفعل هؤلاء؟ هل يمرحون؟!
أجابته "كاترين":
- يبدوا أنهم تعرضوا لخطر ما، مازالت السفينة لم تتحرك، ولكن لا أرى شيء يفسر لي ما يحدث.
وفي خلال بضع ثوانٍ مالت السفينة وارتطمت بالماء، وبدأت تهوي إلى أسفل الماء، سبح جميع الركاب عائدين إلى الشاطئ، لم تغرق السفينة بأكملها، لأنها مازالت قريبة من الشاطئ.
بدأوا بالخروج إلى شاطئ الجزيرة، كان أولهم
"برات" فهو ماهر بالسباحة، قال:
- لقد عُدتي يا سيدتي القائدة، مرحبا بعودتك.
- أجل لقد عُدت، ولن ألوم أحد، بسبب ابحار السفينة بدون أمر مني.
- جيد لأنكِ تقدرين هذا.
"كاترين" عقلها مزدحم بالأفكار، قالت:
- ليس هذا مهم، والآن أخبرني ما الذي تعرضت له السفينة هناك.
"برات" يشعر بقلة حيلة، قال:
- لقد هاجمنا تمساح أبيض ضخم، حتى أنه تسبب في شرخ واسع في قاعدة السفينة، ولم يتوقف بل ظل يهاجم السفية بعنف، لذا قفزنا هربًا منه.
تبادل "استيفن" و "كاترين" النظرات في صمت وخوف، تنهدت "كاترين" بعمق، وقالت:
- يبدو أننا محاصرون.
هز "استيفن" رأسه وقال:
- يجب أن نغادر الجزيرة بأسرع وقت.
خرج الباقين من الماء مبتلين جلسوا على رمال الشاطئ في صمت، ينتظرون ماذا ستقرر القائدة، عادت القائدة تحاول الإتصال مجددًا، ولم تجد إلا نفس النتيجة.
غضبت كثيراً، وألقت الجهاز على بغضب شديد، فجأة أعطى الجهاز إشارة، جرت نحوه والتقطته، وعادت تتصل مرة أخرى قالت:
- سيد "كيفن"... سيد "كيفن"، هل تسمعني، نحن نواجه مشكلات على هذه الجزيرة.
أجابها السيد "كيفن":
-اسمعك، اسمعك... أحاول الإتصال بك منذ صباح اليوم، متى تنتهوا من العمل.
صرخت به "كاترين" وقالت:
- نحن هنا محاصرون بين المخاطر، وفقدنا أحد رجال الطاقم، وأيضًا ذلك العجوز "ماكس" اختفى منذ الأمس.
رد السيد "كيفن" بإسلوب يُبدي أنه غير مهتم، قال:
- اسمعي لن ارسل لكِ أي مروحية، ولن ارسل أي سفن أخرى، إن أردتي امدادات، ارسلي إحدى السفن الموجودة عندك، حينها سوف أزودك بالإمدادات، وقبل أن أنهي المكالمة هناك خبر جيد، وهو أن هذه الجزيرة ليس لها وجود على أي خريطة بالعالم، ولا أحد يعرف بوجودها، لذا من السهل أدعي ملكيتي لهذه الجزيرة، والآن لدي اجتماع، سأتواصل معك لاحقًا.
غضبت كاترين وقالت:
- لا انتظر نحن بحاجة إلى...
لقد أغلق السيد "كيفن" الإتصال دون أن يستمع لما قالت، جلست القائدة "كاترين" على الأرض بحزن تفكر فيما يدور حولها، عليها ايجاد حل لتنقذ فريقها، وهي المسؤلة عنهم، والآن ترى أن الموت يحاصرهم من كل الجهات.
خرج الجميع من الماء، ووقفوا أمامها ليعرضوا عليها الموقف، كان "استيفن" يجلس بجانبه، يحاول التخفيف عنها، سألها أحد الحراس:
- ماذا سنفعل الآن؟ هل سنواجه وحش البر أم تمساح البحر؟
سألها حارس آخر:
- جميعًا في خطر، سفننا تدمرت... يجب أن نفعل شيئًا قبل أن ينفذ طعامًا.
تركتهم "كاترين" مبتعدة عن الشاطئ قليلاً، جلست خلف صخرة تزرف دموعها الحبيسة، لأنه لا يجوز لها كقائدة إلا أن تبقى قوية، "استيفن" كعادته لحقها، لأول مرة تحتضنه بقوة شعرت وكأنها تستمد قواها من جديد، لم تخفي دموعها أمامه هذه المرة، مسحت دموعها وعادت لتواجه المشكلات مع فريقها.
يُتبع..