-->

رواية قلوب بريئة تنبض بالحب موني عادل - الفصل الخامس

 

رواية قلوب بريئة تنبض بالحب 

بقلم الكاتبة موني عادل 





الفصل الخامس

رواية

 قلوب بريئة تنبض بالحب 


وقعت علي الأرض وظلت تبكي وتصرخ بأعلي صوتها وهي تناديه وتقول 


(( لن أعفو عنك صدقني لن اسامحك ما دمت حيه))


فوضع كفه علي فمها حتي لا يستمع احد لصوت صراخها وهو يحدثها قائلا


(( عند الله تجتمع الخصوم لا أريدك أن تعفو عني بل أريد أن أجتمع بك .))


أقترب منها وبدأ في تمزيق ملابسها وهو لا يبالي بصراخها واخذ يقبلها بقبلات متفرقة وهي تبكي وتتوسل أن يبتعد عنها ولكنه أبي أن يتركها فانتهكها بغير وجه حق ، وبعدما انتهي منها ضمها لصدره وهو يبكي ويحدثها انه السبيل الوحيد لجمعهم ، فأخذت تبكي بألم وتشهق بقوه فهي تشعر بالآلام المبرحة تغزو روحها وقلبها بقوة فالالم النفسي كان أصعب وأشد من إحساسها بالآلم الجسدي ،فقال بنبرة حزينة


(( أعلم بأنني أخطأت ولكني سأصلح خطئ)) 


فتلقي صفعة قويه علي وجهه وتتبعه عدة ضربات علي صدره وهي تبكي وتدعوه بالمغتصب اللعين فتمتمت بصوت خفيض يكاد يسمع.


لا ادري لما تركتني عالقة بين السماء والأرض ولكني ادرك بأنك عزيز كما كنت فاحببتك اكثر مما ينبغي واحببتني اقل مما استحق..


كانت شاردة في الماضي وذكرياته فهذا كل ما تفكر فيه فلم تشعر به وهو يفتح باب المنزل ويقترب منها دخل وليد مسرعا إلي البيت فلم تراه والدته التي كانت جالسة في احدي زواياه فكانت مستغرقه وشارده في ذكريات الماضي الاليم ، فقترب منها وجلس بجوارها وهو يطبع قبله رقيقة أعلي رأسها ، فأنتبهت له وضحكت ضحكه لم تتعدي شفتيها وقالت 


((أين اختك ألم تأتي معك ))


أجابها بهدوء قائلا


(( أتت ولكنها لم تصعد معي قابلتها صديقتها يسر ووقفت معها علي درج المنزل ))


أومات له فوقفت ثم تحدثت وهي تذهب تغادر من أمامه حتي لا يراها تبكي مما تذكرته من ماضيها فكم كانت تجربة قاسية تركت أثر سيئا بداخلها 


((حسنا سأجهز الطعام لحين عودتها ، اذهب لغرفتك لتبدل ملابسك وستكون اختك قد أتت لنأكل معا . ))


أنهت حديثها تذهب بتجاه المطبخ وهي تفكر بأن عليها أن تعترف بسرها الكبير لاولادها فهم لم يعدوا صغارا، وانه قد أن الأوان ليعرفوا كل شئ عن الماضي وعن من هو والدهم الحقيقي.


❈-❈-❈



في الجامعة كانت أروي في قاعة المحاضرات فقد أنتهت المحاضرة ،فوقفت لتذهب فإذا بفتاتين يقفون أمامها ويحدثونها .


لتقول فتاة منهما (( مرحبا ،أنا محرجة منكي لطلبي دفتر محاضراتك وانتي لا تعرفيني والمحاضرة السابقة قد فاتتني فهل أستطيع أن اخذ دفتر محاضراتك لأنقلها))


تحدثت اروي قائله 


((طبعا بإمكانك أخذه ولكن لا تتأخري فأنا أحتاجه))


قالت الفتاة الثانية تطمئنها (( لا تقلقي لن نتأخر ، ولكن أين ستكونين لنحضر لكي دفترك ))


أجابتها اروي قائله ((سأذهب إلي المكتبه ))


فقالت فتاة الاولي ((معذرة لم نتعرف )) 


قالتها وهي تمد يدها لتصافحها وتعرفها بنفسها (أنا أدعي نهي وهذه صديقتي سهام فما هو اسمك )


قالت اروي بإبتسامة هادئه ((أدعي أروي خالد ))


سحبت يدها من يد نهي (( ساذهب ))


قالتها اروي وهي تهم بالمغادره فقالت نهي ((حسنا فعندما أنتهي ساحضره لكي .))


نهي فتاة جميله ولكنها ساذجه لأقصي حد تحب شريف بل تعشقه تمشي خلفه مغيبه فهي تخاف أن يتخلي عنها ويتركها ، فتوافقه في كل شئ يريده فبعدما بدالها حبها لا تريد ان تغضبه .


تركتهم اروي وذهبت باتجاه المكتبه وجلست بها فهي لا تريد ان تذهب للكافتيريا فقد تراه هناك وضعت أشياءها علي المكتب ووقفت لتبحث عن كتاب تقرأ فيه لحين موعد محاضراتها القادمه ، بحثت قليلا وقد وجدت غايتها فرجعت لمكانها مره اخري وبدأت في قرأته.


❈-❈-❈


كانت لبني تجلس في وسط أصدقائها في الكافتيريا وهي متوتره تنظر حولها في كل اتجاه فبادر مراد بسؤالها قائلا


((ما الامر يا لبني لما انت متوتره ، هل تنتظرين احدا لانك تنظرين حولك وكأنك تبحثين عن شئ ، فإن لم يكن أدهم هنا لقلت بأنك تبحثين عنه ))


أنهي حديثه يضحك بعلو صوته فضحك جميع من يجلس معه فنظرت له لبني ولم تعلق علي مزحته فهي ليست في مزاج يسمح لها بالمزاح وتقبل مزحتة الغليظه ففضلت السكوت ، راتها تقترب منها وهي تسرع خطواتها ، فقفزت لبني من مقعدها سريعا وهي تنظر للفتاة التي كانت علي مقربه منها ووقفت امامها لتأخذها وتقف بعيد عن أعين الشباب الذين يتابعون ما يحدث بإهتمام وقد فهموا أن لبني قد رسمت خطة من خططها التي يعرفونها جيدا لتمزح مع أحد مزحه ثقيله ولكنهم لن يتدخلوا سيقفون لينظروا ويستمتعون بما سيحدث ويتسلون قليلا .


قالت لبني للفتاة ((ماذا حدث طمأنيني ))


فاشارت لها الفتاة بيديها بأن كل شئ بخير وقد صار كما خططت له فلا تقلق فقد فعلت ما طلب منها علي أكمل وجه ، اشارت لها لبني بالإنصراف وهي تخرج رزمة من الاموال تعطيها لها ، فاخذت الفتاة الأموال وذهبت من حيث أتت.


ذهبت لبني وجلست في مقعدها في هدوء وكأنها لم تفعل شئ فنظر إليها الشباب لثواني معدوده ليستمعوا لما ستقوله وهي تقص عليهم مع من قررت اللعب ، ولكنها فضلت السكوت فلم تنطق بكلمه ، فمال عليها مراد وهو يحدثها بصوت منخفض حتي لا يسمعه أحد قائلا


(( ماذا فعلتي هذه المره ، ومن المقصود ))


نظرت له بطرف عينيها وهي تضحك ضحكة ساخره قائله 


((أنتظر وستري كل شئ علي الملأ))


❈-❈-❈


كانت جالسه علي رأس الطاوله واولادها بجوارها يتناولون طعام الغداء في هدوء تام ، فنظرت لهم وهي تتأمل تفاصيل وجوههم وقررت انه أنسب وقت لتصارحهم بما تخفيه عنهم منذ عشرون عاما ، نظرت لإبنها وليد وإبنتها أسيل ومن ثم تحدثت قائله


((أريد التحدث معكم بعد الغداء في شئ هام ))


تحدث وليد قائلا بلهفه


((تحدثي يا أمي ،ما الامر هل انتي مريضه.))


لم تجيبه ليلي فتحدث بنبرة مستاءه


 (( لقد أقلقتني ،فما الذي يحدث معك ))


قالت ليلي وهي تزدرد ريقها


((يوجد شئ هام كما قلت لكم أريد أن احدثكم فيه ، وعلي كل حال ليس هذا وقت الكلام فلننتهي من الغداء أولا ومن ثم نتحدث ))


نظرت أسيل لاخيها وقد أحست بانه يوجد شئ خطير ستلقي به والدتها شيئا" أشبه بالقنبله ، فبادلها أخيها وتوامها النظرات وهو يطمأنها بعينيه ، فدارت بوجهها لتواجه عينا والدتها وهي تنظر إليها وكأنها النظرة الأخيره .


حاولت التغاضي عن تلك النظرات فقالت 

 

(( نسيت ان أخبركي يا امي أن يسر تريد مني أن أخرج معها بعد الغداء لتشتري بعض الاشياء فانت تعرفين أنا صديقتها الوحيده وهي لا تعرف احد غيري ليذهب معها فلا ترفضي أرجوكي أمي ... فأريد ان أذهب معها ولن أتأخر أقسم لكي ))


تنهدت والدتها فقالت وهي تنظر في نقطة امامها 


(( بعد أن اتحدث معكم فيما أريد إذا أردتي الخروج معها وكان مازال لديك رغبه بفعل ذلك فلن أمنعك ))


نظروا إليها نظرات قلقه من جديتها في الحديث معهم وقد قلقوا مما تريد أن تخبرهم به وما هو .


❈-❈-❈


انتهت أروي من أخر محاضرة لها وقررت أنها ستذهب للمنزل مباشرة ، فخرجت من قاعة المحاضرات تمشي ببطء وعندما خرجت من المبني وقد أقتربت لتعبر من بوابه الجامعة وجدت سيارة شرطة تقف ويخرج منها ضابط وعده عساكر ، فوقف أمامها وهو يسألها عن اسمها فقد تعرف عليها بعد ان جمع معلومات عنها بسبب بلاغ من شخص مجهول بانها تتأجر بالممنوعات قائلا


(( هل أنت أروي خالد المصري))


فأجابت سريعا عده مرات (( بنعم ))


تحدث الضابط وهو يقول 


((ستأتي معنا فأنت مطلوب القبض عليكي))


بينما جميع من في الجامعة وقفوا ليشاهدوا وليعرفوا لما الشرطه هنا في داخل الجامعة ولماذا تقف هذه الفتاة معهم فبدأوا بترويج الإشاعات بينهم مثلما طلبات لبني من الفتاه التي كانت تحادثها منذ قليل ، فقد بدات الفتاة بإطلاق الشائعات علي أروي ، تقول بانها تعمل بتجارة الممنوعات .


 كان أدهم وأصدقائه يقفون بعيدا يشاهدون أيضا ما يحدث والشرطي يلبسها الاسوار الحديديه في معصمها ، نظر ادهم للبني ورأي الإبتسامة الواسعة المرتسمة علي وجهها ففهم ان للبني يد فيما تلاقيه أروي تعصب أدهم ونظر للبني فتحدث وهو يضغط علي أسنانه بقوه قائلا


((ماذا فعلتي لتأتي الشرطه وتقبض عليها ،تحدثي، فلتنطقي وتعترفي قبل أن أفعل شيئا قد تندمين عليه .))


تحدثت لبني وهي تتهته في الكلام 


((ظننتك ستكون سعيدا ، لم أعرف بأنك ستغضب وتتعصب مني لأجلها ، ما الذي قد جد ما نحن دائما نفعل هذه الاشياء في أي شخص لا نحبه وأنا لا أحبها ،أردت أن أنتقم لك منها فلما أنت غاضب الأن ))


نظر إليها والشرار يتطاير من عينيه وتحدث قائلا 


((لما أنا غاضب ألا تعرفين لما ، هل أنا طفل صغير لنتنقمي له ممن تطاول عليه ، ألا أستطيع أن أنتقم لنفسي ، وأخذ حقي منها ولكني فكرت جيدا فيما حدث ورأيت بانها لم تخطئ ، وأنني من أخطأت فقد تكلمت معها بقلة ذوق وكبر ، فطبيعي أن ترد عليا بطريقتها .))


بعد نظره عنها بعدما أنهي حديثه ، ينظر إلي أروي فوجد الضابط يسحبها من يدها بإتجاه السيارة فترك لبني واقفه جاحظه العينين تنظر له بغير فهم فلم تستطع أن تفهم ما قاله وانه يأنبها بسببها بل ويدافع عنها عن ما تدعي بأروي .


ذهب ووقف بجوار الضابط وهو يعرفه علي نفسه فها هو أسم عائلته سينفعه في شئ ، يسأل الضابط عن سبب القبض عليها ليقول الشاب بأنه لا يعرف فقد خرج اذن بالقبض عليها وما عليه إلا التنفيذ ، وجلبها إلي قسم الشرطة


فترك أدهم واقفا وسحبها من معصمها يدخلها سيارة الشرطة وأنطلق بها إلي قسم الشرطة حتي تعرف ما هي تهمتها ، وتلقي مصيرها.


أسرع أدهم وأشغل محرك سيارته وتتبع سيارة الشرطة حتي يكون معها ، لعله يساعدها ويخرجها من ازمتها ، فأثناء قيادته فكر بأنه ربما خطه لبني الغبية تكون بصالحه فلو أستطاع إخراجها من الورطة الواقعه فيها ، فسيتقرب منها وستكون سهلت عليه مهمته وأقترابه من كسب رهانه عليها مع شريف .


وصلت أروي إلي قسم الشرطه وهي خائفه تنظر حولها ولا تعرف ما الذي فعلته حتي تأتي الشرطة وتقبض عليها تاخذها من داخل الجامعة ووسط زملائها ، وقفت قليلا في طرقة طويلة أمام غرفة مغلقة ومن ثم أدخلها عسكري واقف بجوار الباب ، للغرفة لتتعرف علي تهمتها ولما هي هنا ، وقفت أروي تنظر للأرض خائفه ومذعوره فهي لا تستطيع التعامل بشجاعة مع هذه المواقف ، فتأملها الضابط الجالس خلف مكتبه قليلا ثم وقف وذهب بإتجاهها ويديه في جيب بنطاله يتفحصها من راسها لأخمص قدميها ، فهو الرائد مؤمن الجمال ، للحظه فكر فيها بعد ان قيمها بنظره شامله ، يحدث نفسه هل هذه هي الفتاه المقصودة لا يبدو عليها بأنها تتاجر في الممنوعات تبدو خائفه وتائهه ،بل تبدو بريئة جدا لا تعرف شيئا عن هذا أكاد اجزم بأنها لا تعرف ما تعني كلمة ممنوعات فكيف تكون في قمه البراءة وفي ذات الوقت تتاجر بالممنوعات فما هذا التناقض ، فتنحنح يجلي صوته وهو يبعد ناظريه عنها ،وبعد ثواني معدوده تحدث مؤمن يسالها


((أتعرفين لما أنتي هنا ))


نظرت له وهي تحرك رأسها بالنفي فهي حقا خائفه ولا تستطيع أن تتحدث فلن تستطيع ان تخرج صوتها ، فمازالت لم تفق من صدمتها .


نظر لها نظره شاملة وهو يقيمها بنظرة ذكوريه ، ثم قال


(( أنت هنا لأن هناك من قدم بلاغ أنك تتاجرين في الممنوعات وتبيعينها لزملاءك في الجامعه فهل لديك ما تقوليه فيما أتهمت به وما انسب إليكي ))


تحدثت أروي وهي لا تستوعب ما يحدث معها وأنها حقا في قسم شرطه ويقف ضابط أمامها يستجوبها كانها فعلت شيئاً مشيناً فقالت تتهته في الحديث 


(لا أفهم عن أي ممنوعات تتحدث .))



نظر إليها مؤمن وإلي يديها التي ترتعش بشده فقال 


((حسنا أهدي ، واجلسي لتستريحي ثم نكمل ))


فطلب من العسكري الواقف علي باب الغرفه كوب ماء وكوب أخر من عصير الليمون ، ذهب العسكري ليحضر له ما طلب منه بينما جلس مؤمن يطالعها بتمعن فقطع عليه شروده وصمته طرقات العسكري علي الباب و هو يدخل للغرفة فقد أحضر له ما اراد


 فقال مؤمن وهو يشير على المكتب


(( ضعها علي المكتب وأذهب أنت ))


فما ان خرج العسكري حتي قال لاروي وهو يشير للكوب الموضوع علي المكتب 


((أشربي الليمون اولا وأهدي وقولي لي من من الممكن أن يفعل هذا ، ومن قد يقدم علي شئ مثل هذا فقط ليأذيكي . ))


قالت أروي ((لا أعرف صدقني أنا لا أعرف شيئا عن تلك الممنوعات ، فأنا لم أرها في حياتي.))


نظر إليها وهو يقرأ حركات جسدها ، ويقرأ خوفها في نظرة عينيها ، وقد أكتشف منذ أن رأها من الوهله الاولي أنها فتاة بريئة ولا تستطيع أن تأذي أحد وتتأجر بهذا السم .


طرقات خفيفة علي الباب هي ما أعادته للواقع من جديد وللفتاة الجالسه أمامه ، فأذن لمن يطرق بالدخول ، فدخل العسكري يقول


(( هناك شخص بالخارج قريب الفتاة يريد أن يراها ))


 فزعت أروي عندما قال قريبها فتخيلت أن يكونوا قد أبلغوا والدها أنها متهمه بالمتاجرة بالمخدرات وأنها هنا في قسم الشرطة ، رأها مؤمن وقرأ خوفها وفزعها من جديد بعد أن كانت قد هدأت قليلا ، أمر العسكري أن يدخله ، دخل أدهم إلي الغرفة فنظرت له أروي بإستغراب وهي تحدث نفسها قائله


((ماذا يفعل هنا ولما أتي ، هل أتي من أجلي أنا أهو قريبي الذي أخبرنا العسكري عن رغبته بالدخول منذ قليل )) 


نظرت له مطولا ولم تستطع أن تتحدث وتسأل عن كل ما يدور بداخلها 


فوقف أمامها وهو يحدثها ((هل انتي بخير ، هل أذاكي أحد ))


نفت أروي وقالت بصوت خفيض ((لا لم يحدث))


فنظر أدهم بتجاة مؤمن وقال ((ماهي تهمتها ، وهل من الممكن أن أعرف لما هي هنا ، لاري إذا ما كانت تحتاج لمحامي أم لا )) 


نظر له مؤمن وسأله ((ومن انت))


أجابه أدهم قائلا (( أدعي أدهم نور المناوي، والدي هو نور المناوي الوزير السابق ))


تحدث مومن مداعيا بانه يفكر فأخذ يمط شفتيه


((قلت لي! عائلة المناوي حسنا فهي عائلة كبيره ومعروفه في السوق التجاي ووالدك ايضا أضاف إليها وأعلي من شانها فعائلتك أشهر من النار علي العلم ولكن ما صلة قرابتك بها حتي تأتي تريد أن تعرف تهمتها ، وأنت من عائلة مرموقه ولها وزنها وهي فتاة لاحول لها ولا قوه من عائلة فقيرة ))


فتحدث أدهم دون أن ينظر إليها يتمني من داخله ألا تعارضه فيما يقوله فقال سريعاً ((خطيبتي ! ))


نظرت إليه أروي وجملة واحده فقط هي ما تسمعها وتدور في رأسها خطيبتي هل حقا قال خطيبتي أم أنني أتوهم كيف ومتي خطيبته ياإلهي يبدو أنني أهلوس فأنا حتي لا أستطيع أن اتكلم وأنفي ما قاله.


عندما وجدها هادئة وصمتت لم تنفي ما قاله نظر لمؤمن مره ثانيه وقال 


((هي تكون حبيبتي وخطيبتي ، فيجب ان أعرف بما أتهمت))


صدم مؤمن مما قاله أدهم وقد أحس بشعور سئ مما ضايقه فلا يعرف ما سبب شعوره هذا وسبب ضيقه ولكن هذا الشاب يبدو مستفزا وهو لم يحبه .


فتحدث مؤمن قائلا 


(( جيد ، فلتطمئن ليس هناك ما يقلق لقد كان بلاغا كاذبا" و

ان الانسه تتاجر بالممنوعات وقد ثبت أن التهمه الموجهه لها غير صحيحه فسنقفل المحضر وبإمكانكم الذهاب بعد ذلك .))


أنتهت الإجراءات وخرجت من قسم الشرطه في هدوء تام فهي لم تتكلم معه ولم تنطق بكلمة واحده منذ أن رأته ، رأها تتحرك في أتجاه أخر بعيدا عن سيارته فتحدث إليها قائلا 


(( إلي أين ))


سمعته ولكنها لن تجيب فأخذت تفكر ماذا يريد منها ولما هو هنا أيعقل أن يكون هو وراء ما حدث ، عندما وجدها تتجاهله ولا ترد عليه أمسك بذراعها وهو يديرها بإتجاهه نظرت له وهي تحدثه بعلو صوتها


(( أترك ذراعي ولا تلمسني مجددا ، ماذا تريد مني ألم تكتفي بما فعلت أتريد اكثر من ذلك ، صدقني ليس بالسهل علي دخول مكان مثل هذا ، أرجوك اتوسل إليك أن تتركني بحالي ، فها أنت قد رددت لي الصفعة أضعاف )) 


صدم أدهم مما ترمي إليه من تهم و انه ينتقم منها لانها صفعته ، تعتقد بانه وراء ماحدث ،فحدثها وهو ينظر في عينيها قائلا


(( صدقيني أنا لا أعرف شئ ولم أفعل هذا فلقد تفأجات مثلك تماما ومثل الجميع بما حدث وعندما سالت الضابط عن تهمتك ولم يجيب قلقت عليكي وقررت أن أساعدك علي أن أتركك بمفردك فانت فتاة فلم تستطيعي التعامل بمفردك في مكان كهذا ، لم يكن هذا ما توقعته منك لم أتوقع منك أن تشكريني ولكني أيضا لم أتوقع أن تظنين في السوء بهذه الطريقه، هل هذا هو الشكر الذي يتوجب عليكي قوله أعلم بأنني لم افعل شيئا ولكن يكفي أنني لم أستطع ترككي بمفردك في مكان كهذا وأتيت خلفك لاطمئن عليكي إنسانية مني ، أعرف أيضاً بأن تعارفنا لم يبدأ بشكل طبيعي ولكني قد عرفت ما يكفي لإكتشاف من تكونين وما هو أصلك ومعدنك ولأخر مره ساقولها لكي ليس لي شأن فيما حدث اليوم ))


نظرت له وقد أحست بالصدق في كلامه فقالت 


((ولما قلت في الداخل أنني خطيبتك ))


نظر لها وهو ينفخ وقد أغتاظ منها فقال


((ألا تعرفين لماذا لأن الضابط قد سألني ما صلة القرابه بيننا فماذا سأقول أكنت تتوقعين أن أقول له أختي أم أبنه خالتي إذا أردتي أن تكوني إبنه خالتي فانا ليس لدي مانع .))


 أنهي حديثه يضحك وهو يغمز لها بطرف عينه فضحكت ضحكة صغيره وقد خجلت منه كثيرا .


فتحدث بنبرة صادقه قائلا


((هيا لأوصلك للمنزل فقد تاخر الوقت وقد يقلق أهلك عليكي ))


تحدثت اروي فقالت (شكرا لا داعي سأوقف سيارة أجره وأذهب بمفردي ) 


تحدث بإحتدام وصرامة قائلا


((بالطبع لا أنا لن أتركك تستقلي سيارة أجره لوحدك في هذا الوقت ))


 ففتح باب سيارتة وهو يشير بيده بحركه مسرحيه يقول 


((هيا برنسيس تفضلي .))


ضحكت علي مظهره فكم يبدو لطيفا ليس مخيفا كما كانت تراه من قبل فصعدت وجلست في السيارة ، فدار حولها وصعد للسيارة يجلس في مقعدة وبدأ بالتحرك وهو يسألها عن عنوانها فلن يقل لها بأنه قد راقبها سابقاً وعرف أين تسكن ، فقالت له العنوان ثم أدارت بوجهها لتنظر من زجاج السيارة الشفاف تتابع الطريق


ضغط أدهم ليشغل الراديو وهو يسالها عن ما تريد أن تسمعه فقالت


(( لا يوجد شئ معين ))


فاختار أدهم اغنيه مميزه وجميله فهو يعشقها فهي الأغنيه الشهيره ،ضحكت يعني قلبها مال ، فقد خيل له بأنها إذا ما ضحكت سيكون هناك مجالا ليتقرب منها وربما يصادقها ، بينما شردت أروي تنظر من زجاج السيارة وتتذكر فارسها وونيسها تفكر هل هذا هو الوقت المناسب لتقابله أم مازال الوقت مبكرا ، أم أنها لن تقابلة في حياتها ، فنظرت لأدهم الجالس بجوارها وأخذت تفكر هل ستكون أنت هو الحبيب المجهول ، ام ستكون مجرد عابرا تترك في حياتي بقعة ، فلا أعرف إذا ماكانت بقعة بيضا أم سوداء ، اخذت تتأمل ملامحه وترسمها في مخيلتها ، وكأنه عرف بما تفكر فكان ينظر إليها من حين لأخر وهو يتابع الطريق ،أبعدت نظرها بكبر عندما راته ينظر في إتجاهها وأكملت متابعه الطريق من الزجاج . 



❈-❈-❈


منذ عدة ساعات 

كانت ليلي تجلس وأولادها يجلسون بجوارها فنظرت لهم نظره خيم عليها الحزن والوجع فما ستقوله لن يتوقعوا وجوده يوما ولن يتقبلوه فهي تعرف أنه لشئ قاسي وأنها بقوله تحزن اولادها وربما يغضبون منها ولا يحدثوها مجدداً ولكن الله شاهدا عليها بان كل ما فعلته كانت مرغمه علي فعله وليست مصيره 


وضع وليد كفه علي كف والدتة وهو يتحدث قائلا


((أمي ما بكي هل أنتي مريضه ، وماهو الشئ الذي تريدين إخبارنا به ولا تستطيعين تأجيله .))


نظرت له وتأملت ملامحه كم يشبه والده فتذكرت كم أحبته وكيف كسر قلبها لتقول لنفسها وهي تجلدها كلما تذكرته وتذكر ماحدث معها.


((لا أستطيع أن أحبك ولا أستطيع أن أكرهك لان حياتي ستدمر ،أريدك أن تكون لا شئ ، لا أريد أن أشعر بشيئاً تجاهك 

ولا اريد أن أفكر أو أهتم بك علي الاطلاق ولكن لا أعرف كيف أفعل هذا ليتني لم ألتقي بك يوما" ....))


تحدثت ليلي وقد ترقرت عيناها بالدموع وأخدت تعرف طريقها جيدا إلي وجنتيها وهي تقول


(( محسن ليس والدكم فلتسامحوني فلم اخفي عنكم هذا إلا لمصلحتكم انا اسفه لانني أستطعت أن اخفي عنكم هذا السر كل هذه المده بانكم لستم أولاده .))



ازداد نحيبها وهي تكمل حديثها 


(( انتم لستم أولاد محسن التهامي فؤالدكم الحقيقي ما زال علي قيد الحياة فهو حي يرزق .))



يتبع