رواية وصمة عار - خديجة السيد -الفصل الرايع عشر
رواية وصمة عار
بقلم الكاتبة خديجة السيد
رواية وصمة عار
الفصل الرابع عشر
بداخل المنزل الخاصة بـ شويكار..
استمع باكر لخطوات قدمها ليبتسم بخفه ثم تحرك على الدرچ فهرول باكر يختبئ خلف الدرچ ينتظرها وذهبت هانا تصعد الدرچ .. ورمت باكر بنظره واحدة عليه بضيق وهي تتذكر حديث اليزابيث و جومانه عن أنه يتلاعب بها ولا يحبها وبتاكيد يخطط الي شيء حتي تقع أسيره له.. أخفضت بصرها عنه وتحركت تاركة باكر ناظرًا لها باستغراب بينما هو واقف مكانه ولا يفهم شيء فهرول عليها باكر وأمسك عضدتها وسحبـ.ـها معه خلف الدرچ ..وما أن وقفت معه حتى سحبت يدها من قبضته ووقفت بعيدة عنه قليلاً دون أن تتحدث ، عقد حاجبيه بدهشة وهتف متسائلا
= ما بكٍ هانا لماذا تجاهلتيني؟ رغم أنك تعلمي جيد انني اقف هنا انتظرك لنتحدث ككل ليله
أشاحت هانا نظرها عنه بسخط قائلة بضيق مصتنع
= تلك هي طريقتي ، من لا يعجبه لا يعرفني.. واتركني بحالي لدي عمل
وكانت ستذهب بالفعل، لكن باكر أمسكها من كفها وسحبها له بجزعها العلوي فأستقبلها صـ.ـدر باكر ، حاولت دفعه لكي تبعد لكنه منعها بهمسه أمام وجهها
= من الواضح انك منزعجة من شيئا ما؟ لذلك ساتغاضى عن اسلوبك الغليظ معي رغم أنني لم افعل لكٍ شيء.. وبالنسبه إلي طريقتك معي مع الاسف لا استطيع الإبتعاد عنك مهما فعلتي ، فأنتِ روح الفؤاد حبيبتي..
كلماته جعلتها تهدأ ، لكنها عبثت قليلاً هامسة بخفوت
= باكر ، أخشى ما هو آتي .. سأتحدث بصراحة ، ما زلت لا أثق بك كثيرًا ، وأنك تحبني حقًا وستساعدني على الهروب من هنا معًا ، وعندما قلت ذلك ، تحدثت إلى إليزابيث صديقتي و أخبرتني أنه بالتأكيد يخدعك بحبه حتى يحصل على ما يريده منك وبعد ذلك سيتركك .. لا اعرف من اصدق الان؟.. لكن صدقني باكر أنا أحبك ، فماذا أفعل بخوفي الزائدة!..
مسح باكر على صدغيها برقة تماثل همسه أمام شفـ.ـتيها بتفهم
= وأنا اموت بكٍ عشقًا ، لكن هذا لا يمنع أن تتحكمي بخوفك قليلاً.. اما بالنسبه لثقتك به خذي كل الضمانات التي تحتاجيها حتى تتاكدي انني لا اريد شيء سوا حبك.. وثقي بي لم اخدعك
أومأت رأسها وقد أحتل الحزن ملامحها مقابلاً لهمسها اليائس
= سأحاول ، أعدك.. لكن ماذا سنفعل مع الكونتيسه شويكار انت تعرفها جيد لم تتركنا بحالنا ، وستفعل اي شيء حتى تفرقنا عن بعض
هز باكر رأسه بضيق شديد وقال بصوت منخفض
= أعرف جيدًا كل ذلك ، لذا امنحني بعض الوقت لترتيب كل شيء حتى لا تشعر بأي شيء. اتفقت مع صديق لي ليؤمن لنا منزلاً خارج البلد حتى لا تجدنا مهما بحثت عنا .. وقبل أن نغادر هنا حتى تثقي في سنتزوج .. لكنني أنتظر الفرصة المناسبة. حسنا عزيزتي
هزت راسها له بالايجابي بابتسامة خفيفه بينما أبتسم باكر بحنان يقابل همسها بغمغمة حارة وقد أقترب من وجهها بشدة حتى تلامست شفـ.ـتيها
- تلك هي حبيبتي..
وحينما أنهى كلماته أطبق على شفـ.ـتيها ينهال من رحيقهما برقة ، فوضعت هانا بتوتر كف على وجـ.ـنته والكف الآخر بين خصلات شعره تغوص معه في بحر عشقهم معآ ، حتي فاقت من تلك الدوامه علي صوت صراخ خلفها بحده ابتعدت هانا عن باكر بخوف شديد وهي تلتفت بقلق بالغ هاتفه بصوت مرتبك
= اليزابيث
جزت اليزابيث علي أسنانها بعنف ثم اقتربت منها تجذبها من ذراعـ.ـها بحده بينما عقد باكر حاجبيه باستغراب وقبل أن يتحدث هتفت هي بغيظ شديد
= تحركي امامي.. وانت اهبط للاسفل يبحثون عنك قبل ان يلاحظ احد ما كنتم تفعلون
تطلعت اليزابيث بسخط إليه ثم ذهبت وخلفها هانا متوتره بخجل لتتجه لغرفتها دون حديث ، بينما تحرك باكر يتعجب من قلق حبيبته من اليزابيث وهو يهز رأسه بعدم فهم.
❈-❈-❈
في منزل كبير شبيه للقصر .. كانوا علي طاولة العشاء يجلسون بصمت و كانت الأعين تصف فيها جيوشها استعدادًا للهجوم، فالنظرات بين السيد نيشان و ادم ابن زوجته المتوفية لم تكن أبدًا بالعادية وقد أدرك ادم ذلك منذ اللحظة التي دلف فيها إلي المنزل و وجد لارا و شقيقها انطون هنا ايضا..
نيشان هو العمدة الحالي لجزيرة كريستيانيا الحرة ، وفي غضون شهور قليلة سيتخلى عن العمودي لابن آدم الوحيد ، ويضطر نيشان إلى القيام بذلك. فهذه هي قوانين المدينة حتى لا تذهب العمودي إلى غريب آخر؟ وعلى الرغم من رفض آدم لذلك ، إلا أنه لا يحب هذه الأعمال مطلقاً ، لكنه مجبر أيضًا على الموافقة وغير قادر على رفض أي طلب الي زوج والدته نيشان!
وهذا لأجل مساعدته له والي والدته المتوفية سابقه.. كرد دين اليه، و لم يتوقف الامر على العموميه فقط؟؟ ويأمل نيشان دائما أن يتزوج آدم من لارا شقيقه أنطوان الوزير من أجل المصالح بين انطون وبين نيشان.. و يريدون الاثنين أن يتزوج آدم من فتاة يعرفونها .. حتى لا يعلم أحد بأفعالهم الخفيه والغير مشروعة !!
ضربت لارا على الطاولة الطعام بخفة وهي تقول مبتسمة برفق
= ما بك يا آدم ، الم تأكل؟ ستظل تستمر في التحديق في الطعام هكذا كثيرًا
ابتسم نيشان لها وهو يجيب بالنيابة عن ادم الذي لم يكون راضي علي كلمة مما يقول
= لا بل على العكس لارا اكيد شهيته مفتوحة هذه الليلة بالاخص وانتٍ بجانبه وتهتم بي على غير العادة .. اعتني فقط بي انتٍ جيدا فقد اقترب موعد زواجكم قريبا ،اليس هكذا يا آدم
ابتسمت لارا بسعادة علي حديث نيشان حول زوجها هي وآدم عشقها الأول والأخير.. لتقترب منه تمسك بيـ.ـده بحب وهي تقول ببسمة واسعة
= ادم بما انك ستقيم الليل هنا ما رايك ان نذهب لنزهه للخارج.. كنت اريد ان اتحدث معك في عده اشياء حول الزواج والترتيبات ما رأيك؟
شعر آدم بجـ.ـسده يشتعل وهو يلعن نفسه و نيشان علي ذلك العشاء الذي جمعه بهما، فهو كان متاكد بنسبه كبيره ان وراء هذا العشاء شيء ما؟ و كان عليه الرحيل حتى يهدأ ويفكر، ثم يعود للمواجهة بثقه بأنه يرفض هذه الزيجة فهو يعتبر لارا مثل صديقه لي و ليست زوجه ابدا.. ولا يريد حتى ان يرتبط بهذه الطريقه دون موافقته.. لكن لا بأس هو في الأساس لم يكن يستطيع البقاء في منزل زوج والدته من البداية لذلك انتقل في منزل بمفرده حتى يتخلص من تحكمات زوج أمه رغم هو يعلم ذلك نيشان أن آدم لم يحب لارا ولا يعتبرها خطيبته لكن نيشان مستمر على ذلك دون اعتبار إلي رأية حتي ، وعلى ذكر ذلك الأمر تحدث آدم ببسمة دبلوماسية
= اسف لارا لكن ليس متفرغ هذه الايام ولا الى جوله للتنزه معكٍ ولا للزواج.. لدي اعمال اهم افعالها في الوقت الحالي، لذلك ليس متفرغ لهذه الاشياء
كان يبتسم نيشان ابتسامه هادئة أثناء وضعه للقمته الاولى في فمه، لكن كلمات ادم التي خرجت تجمد ما دون ابتلاعه لتلك اللقمة وهو يبعدها عن فمه بصدمة وكلماته ترن في أذنه.. ليكمل ادم وهو ينهض قائلا بخفوت
= شكرًا لك سيد نيشان علي العشاء.. وبالمناسبه أنا لن أقيم اليوم في المنزل و ساذهب إلى منزلي كعادتي.. اكملوا أنتم الطعام وانا سأرحل بالاذن
❈-❈-❈
فتحت اليزابيث باب غرفتها واغلقت الباب بعنف بعد ان دلفت هانا و نظرت نحوها اليزابيث و أشتعلت غيظ من تلك الغبيه التي وقعت في الحب ولا تعرف ماذا سوف تقع في بعد ذلك بسبب هذا الحب الملعون!. رغم أنها حذرتها، لتنفجر بها وتصرخ بغل وأهانة لها بسباب لازع
= ماذا تظنين نفسك أيتها الغبية حتى تسلمي نفسك اليه هكذا بكل بساطه ،تركضي خلفه لانه اعترف بحبة لكٍ، انظري الينا هانا جيدا نحن مجرد عاهـ.ـرات بالنسبة إليهن يطالبوننا بأموالهم لاجل متعـ.ـتهم فقط، أستيقظي مما أنتِ فيه ، وتذكري أنكِ عاهـ.ـرة ترتمي تحت اقدمهم متى أرادوا ، فلا تنسي ذاتكِ..
أنهت كلامها لتقذف حقيبتها الصغيرة بالأرض بعنف شديد منها، بينما هبطت هانا العبرات على وجنتيها بسبب كلامها الجارح وهى تقول بغصة مريرة فى حلقها
= أنتٍ على حق ، أنا عـ.ـاهرة ، والخطأ خطئي لأنني من لم توقف ذلك من البدايه ، لكن ماذا ان وجدت شخص يحبني اليس من حقي ذلك اليزابيث، لما من حق غيري وانا لا؟ باكر رجل مسالم وفقير مثلي وليس له أحد، ويحبني للغاية ، يكفي أنه يريدني بعدما علم بماضيا
تنهدت هانا بحزن ظاهري تجيب بنبرة مؤنبة يشوبها الألم
= انا كنت دائما وحيده في هذه الدنيا اليزابيث، اتذكر ابي عندما كنت انا في العاشرة من عمري .. اتذكر انني لم ابكي على وفاته فلم اكن اراه سوى اب سكير يعود ليلا وهو يترنح ليرمي بجـ.ـسده الذي فاحت منه رائحة الخـ.ـمر المقرفة فيبدأ بعزف سيمفونية الشتائم بنا كلنا حتي امي امامي، وكنا في صراعات مع الديانة الذين ضجروا من مطالبته برد الدين، فكيف سيرد وهو عاطل عن العمل ..وبعد وفاته تزوجت امي من شخص اخر وكانت اسوء سنوات هي التي قضيناها بمنزل زوج أمي كنت استيقظ صباحا ابدا بعملية التنظيف والطهي للجميع من أمه و اولاده الذي يكبروني .. وكان يضربنا دائما ولم يكتفي بذلك فقط.. بلا حاول التحرش به أيضا؟ وعندما قلت الي امي لم تصدقني او في الحقيقه كانت لا تريد ان تصدقني حتى لا تصبح بالشارع..
لتكمل وهى تمسح دموعها من على وجنتيها التى لا تجف فكلما مسحت عبرة نزلت غيرها بحسره عليها.
= و الى هنا لم احتمل و هربت عن ذلك المنزل .. وقضيت ليالي طويلة وأنا في اماكن نائية مخفية ... ولكن كنت ابحث عن الأمان .. عن قلب يحبني ليرعاني ليوقف سلسلة الالام التي تحدث لي .. ولكن صدمت بالواقع؟. ويوم يتلو يوم وكل شئ يصبح اسوأ .. حتى اخذتني الأيام الى ذلك المنزل بالصدفه عندما رأتني مدام شويكار بالشوارع ..ومن بعدها لم استطع الخروج من هنا.. او لم اجد مكان اخر حتى أذهب، لذلك رضخت الى مستقبلي المجهول هنا ..
كانت اليزابيث تستمع الي معاناتها و دموعها تتساقط بألم بحسره وقهر بينما اغمضت عينيها بأسىٰ واقتربت منها تحتضنها بحنان وقالت بصوت ضعيف
= أنا أسفه على الكلام التي قلته لكٍ قبل قليل.. لكن هانا انا خائفه عليكٍ حتى لا يحدث لكٍ مثل ما حدث لي، صدقيني اكثر شعور مؤلم هو الخذلان ! عندما يصدمك الواقعه بشخص كنتي تعتبريه امانك وسندك في هذه الحياه وهو بالاساس انسان علي هيئه شيطان مخيف.. لذلك ابحثي عن الامان في اي مكان آخر غير الحب
ابتعدت عنها هانا بامتنان وهي تجيب مبتسمة بين دموعها
= اماني و سلاحي سيكون هو الحب اليزابيث لذلك أنا أحب باكر
نظرت لها اليزابيث بسخط وقالت بصوت منفعل
= يا الهي هل انا أتحدث مع نفسي، ستدفعي مقابل هذه الثقة الكثير من حياتك ، ما حدث لكٍ هانا كيف استطاع يخدعك هذا الرجل حتى تصدقي وتقعي في حبه.. لا تصدقي وجهه عندما يتألق بالحب والعاطفة .. وهو يتحدث بمكر عن اشتياقه إليكٍ كل هذا مجرد أكاذيب ، هذا غير صحيح ... ولا تسقطي في نفس الفخ الذي وقعت فيه.
نظرت لها هانا بعينان مكسورة وقالت بخفوت
= انا اتفهم خوفك جيد اليزابيث لكن ليس كل الرجال مثل بعض صدقيني و باكر يحبني بالفعل وسوف يتزوجني وهو وعدني بذلك.. وحتى اذا كان يخدعني مثل ما تقولي.. أنا ليست جبانة ولم اخسر مجرد محاوله ، ساكون قوية واحارب من أجل حوريتي مهما كلفتني للخروج من هنا
حركت اليزابيث عيناها بنفاذ صبر ، ثم نظرت لها قائلة بغيظ شديد
- ليس لي دخل فيكٍ ، افعلي ما تريدي هانا لكن اذا جئت لي تبكين بعد فتره بسبب هذه الحب لا تنتظري مني مواساه
ابتسمت هانا بإبتسامة أكثر اتساعاً وهى تردف بحنق
= شكرًا حبيبتي لكن تفائلي لي قليلا يكفي تشاؤم ، أدعي الرب أن لا يُبعدكِ عني ، وينقذكِ من هذا الوقر الملعون انتٍ ايضا.. ويرسل اليكٍ شخص يحبك ويعونك على الرحيل من هنا
جحظت أعين اليزابيث مستنكرة وتهجم وجه بمرارة وقالت بسخرية واستهزاء
= ينقذني من هنا!! ،أخبريني بشيءٍ آخر غير ذلك ، أنا مكتوب علي أن أظل هنا إلا أن يحين موتي.. غيري ذلك كرهت جميع الرجال بالعالم بسبب هذا المكان القذره ..ولا اريد رجل ولا حب؟!. يكفي ما جاءني من خلفهم
أمتعضت هانا من كلام اليزابيث ذلك ، فهى دائمًا متشائمة لا تتفائل أبدًا مما حدث لها ، لوت شفتيها بضيق شديد وقالت بصوت لطيف
= كفاكِ تشائم يا فتاة ، وما رأيكِ أن تهربين من هُنا معي أنا و باكر.. هو ينتظر الفرصه المناسبه فقط، ساقول له عنك، ألا تريدين التخلص من تلك الحياة في يوم ما ؟!.. كنتي سابقاً تحاولين دائما الهروب؟ ماذا حدث الان؟
زفرت اليزابيث بضيق شديد وملامح الإستنكار تحتل وجهها وهي تردف بصوت مخنوق
= ليس لكٍ داخل بي دبري حالك انتٍ بالاول معه
كادت أن تتحدث هانا مره ثانيه لكنها صمتت بقلق شديد عندما فتح الباب عليهم من قبل ليام الذي ابتسم ابتسامه خبيثه قائلا وهو يتطلع إلى اليزابيث الذي بادلته النظره باشمئزاز
= لديكٍ زبون يا اليزابيث ينتظرك في الغرفه.. و الكونتيسه تقول لكٍ جهزي نفسك على اعلى مستوى فهذا الزبون مميز و ليس ياتي دائما لذلك نريد ان نعدل له مزاجه.. قبل أن رحيل من هنا.. هيا تحركي ليس لدينا وقت كثير
عضت اليزابيث شفتاها بضعف بينما هي تكاد تبكي من قله حلتها ثم همست له بصوت يكاد يسمع
= حسنا قادمة
تطلعت فيها هانا بحزن ثم دلفت شويكار فجاه بخطوات شبة سريعة وتقدمت أمام اليزابيث تطالعها بتفحص وهي تعدل ملابسها باهتمام علي غير العادية .. بينما الآخري شعرت بتعجب من اهتمام الكونتيسه على غير العاده فمن الوضح هذا الزبون مهم جدا بالفعل بالنسبه إليها، هتفت شويكار بصوت تحذيري
= لا اريد اي خطأ صغير الليلة وافعلي كل ما يخبرك بة هذا الرجل بفعله ... سيد ادريان لم يمر اي خطأ سواء فعلتي ذلك عن قصد او عن غير قصد
اتسعت عينا هانا بصدمه وهي تشهق بعنف عندما اخترق اذنيها إسمه أدريان فهي تعرف هذا الزبون جيد كان كل حين يتردد الى هنا وتعرف ما الذي يريده.. تابعت حديثها شويكار مرددًة بصوت ماكر
= ولا تقلقي سيد أدريان لم يلمـ.ـسك؟.. هو يريد شيء اخر منك!.
عقدت اليزابيث ما بين حاجبيها بعدم استيعاب ثم اردفت بتلقائية مستنكرًه
=حقا لم يلمـ.ـسني؟!. اذا ما الذي يريده مني
اومأت شويكار مؤكدًه ثم اخبرتها باختصار
= نعم لم يلمـ.ـسك .. و ستعرفي ما الذي يريده بعد قليل هيا تحركي بسرعه حتى لا ينزعج من الانتظار
شعرت هانا بخوف شديد على صديقتها و أن الحروف فرت هاربة من بين شفـ.ـتاها... فهي يجب ان تحذرها لكن كيف و شويكار موجوده معهم بالغرفه، لكن لم تعرف من اين جاءتها الجراه واقتربت من اليزابيث و حاولت فك عقدة لسانها وهي تقول بنبرة يلوح منها التوتر
= آآ اليزابيث أنا آآ...كنت أريد أن أقول لكٍ شئ....
تجهمت ملامح شويكار وهي تنظر إليها بحده متسائلة بخشونة
= هانا ما الذي تفعلي هنا؟, انزلي الى الاسفل وتابعي عملك هيا
وقفت هانا بقلق بالغ لا تعرف ما الذي تفعله الآن!. ومن دون مقدمات كانت شويكار جذبت اليزابيث بقوة وهي تسير نحو الخارج تجاه الغرفه الذي كان يجلس بها أدريان و اقتحمت الغرفه وهي تسحبها من ذراعـ.ـها بسرعة و وقفت تغمغم بصوت حاولت سرقة بذور التوتر منه
= نعتذر سيد أدريان على التاخير.. تفضل طلبك مثل ما أمرت
إتسعت اليزابيث عيناها بعدم تصديق فهي لاول مره تشاهد خوف وتوتر شويكار من شخص ما؟ لتتحرك عينها ببطء بفضول لتتعرف على هذا الرجل الذي يثير خوفها هذا القدر، وفجأة وجدت شخص يجلس فوق الكرسي وسط اضاءه خافضه وكادت اليزابيث أن تسعل من الصدمة... وهي تري امامها جـ.ـسد ضخم طويل يسحب الهواء من السيجار ببطء شديد ومثـ.ـير و هو ينظر إليها بقوة و يتفحص جـ.ـسدها من اعلى لاسفل مع ابتسامة صغيرة هادئه علي ثغره.. توترت بشده و جـ.ـسدها اللعين ارتعش تلقائيًا.. وفجأة سمعته يتحدث هامسًا بصوت رجولي جذاب الي شويكار يامرها بالرحيل من هنا.. وبالفعل تحركت هي دون الحديث و ليام علي الفور اغلق الباب خلفها باحكام.
❈-❈-❈
كانت لارا تجلس في غرفتها وهي تشتعل غضبًا مما فعل معها ادم هو حتى لم يكلف نفسه عناء سماع ما تود قوله، هذا هو ادم يفعل ما يريد دون أن يعبأ لها، لكنها ظنت يومًا نفسها استثناءً، وكم كانت حمقاء، فهي تحبه وهو يعرف ذلك جيدا لكن دائما لا يهتم بها ولا بحبها؟
تشعر أن غضبها يشتعل في ثانية ثم يخمد دون أن يكون لها اليد في التحكم بمزاجيتها .
لكن الآن كل ما تريده هو أن تتحدث معه وتصرخ في وجهه تخبره كم هو احمق وكم تكرهه هي، وتحبه أيضًا .
وعند تلك الفكرة تحركت لارا من فراشها وركضت سريعًا صوب الطاولة التي تجاور باب الغرفة والتي وضعت أعلاها الهاتف الخاص بها، امسكته تحاول الاتصال بادم لكن لم يجيب عليها كعادته.
ألقت هاتفها بعنف، لتصرخ وهي تتحرك تمسك بأول شيء وقع تحت يدها وقد كانت مزهرية كبيرة الحجم بعض الشيء، ضاربة بكل قوتها في عرض الحائط وهي تتنفس الصعداء بقوة وغضب.
دخل انطون شقيقها لغرفة لارا التي كانت تصرخ وجعًا وهي تحاول أن تتحكم في غضبها، بينما يعقد حاجبيه انطون بدهشة وهتف متسائلا
= اهدأي عزيزتي، ما الذي تفعليه
سقطت دموع لارا أكثر وهي تهز رأسها رافضة لكل ذلك، رافضة أن تتعرض لكل ذلك الوجع، لتخرج كلماتها يائسة من فمها
= لقد سئم أنطون من رفض آدم لمحبتي. رأيت بنفسك اليوم كيف كان يعاملني. هو دائما يعاملني هكذا لا يهتم بي ولا يعتبرني خطيبته وزوجته المستقبليه.. حتى خاتم خطوبتنا لم اراه ابدا يرتديه
نظر لها انطون بضيق واقترب منها وهو يشير لها أن تهدأ واردف بهدوء
= كل شيء سيكون بخير، حسنًا، وآدم سيكون لكٍ وزوجك المستقبلي كما وعدك السيد نيشان بل أيضا المدينه كلها تعرف ذلك بانك ستصبحين زوجه العمده المستقبلي ادم قريباً
نظرت لارا إليه تراقب كلماته بشرود تفكر فيما سيحدث لها، ودموعها مازالت تنحدر على وجنتيها
= وهل سيستمر الأمر طويلًا انطون ؟! هل سيستمر ذلك الوجع للأبد فادم دائما يرفض حبي ولا يعتبرني زوجته المستقبليه ؟! متى سينتبه الي ويحبني أضعاف ما احبه، لماذا يكرهني و يعاملني بجفاء هكذا طول الوقت
نظر لها انطون ثواني يحاول أن ينفي كلماتها تلك واقترب منها وهو يبتسم لها واحتـ.ـضانها بحنان ليردد بثقه
= الأمر لن يستغرق وقتًا صدقيني فقط انتظري القليل من الايام وسوف تصبحين زوجته، سواء برضاء او رغم عنه ستصبحين زوجته وحبيبته وهو ليس له حق الرفض .. و السيد نيشان وعدني بذلك وانتٍ تعرفي جيدا، ادم لا يستطيع رفض اي طلب إليه
❈-❈-❈
بداخل المنزل الخاصة بـ شويكار..
أصبحت اليزابيث ملصقه بالحائط وهو امامها مباشره بينهما مسافه قصيره وهي ترتعش من القلق والتفكير ونظراته القويه اليها.. تقدم منها بجـ.ـسده و مشط نظراته علي جـ.ـسدها و بمكر يقول
= لم أكن أعرف أن هناك ملكات جمال في هذا المكان! واو ، لقد قاموا باختيار جيد لي هذه المرة .. أعتقد أيضًا أن جـ.ـسدك المثير سيتعامل مع ما سأفعله به.
ارتعشت بقوه من كلماته واحست بالقلق الشديد وتطلعت به بغضب و قالت بصوت مرتعش
= توقف مكانك لا تلمـ.ـسني!.
وبدون مقدمات رفع أدريان يده ليـ.ـصفعها بقوه وعـ.ـنف...و لن تتحمل اليزابيث الصـ.ـفعه لتسقط تحت قدمه بين رجليه بصدمه إبتلعت لٌعابها من نوبة الغضب التي إنتابتها، وضغطت علي أعصابها لتتحمل.. بينما تقدم منها بغضب وامسك فـ.ـكها بعنف وابتسم بجمود وتشدد علي كلماته بتحذير
=أنا أعشق الفتيات الشجاعات .. لكني أفضل الضعفاء أكثر لذلك استسلامي إليه دون نقاش و نفذي أوامري. أنا لا أحب التمرد أو الصوت العالي
لتعرف انه لم يدعها بحالها وهو يتقدم نحوها محاوله امساكها التفتت حولها لتهرب لكن تذكرت ان الباب قد اغلق خلفها بالمفتاح عندما دخلت علي الفور الي هنا لتلعن وليام في سرها ..! اما هو فيحيط بها ويمـ.ـسكها من الخلف ابعد بعض خصلات شعرها عن وجهها ليقرب شفـ.ـتيه على مستوى اذنها وهي تستمع انفاسه داخل رأسها.. وتزداد دقات قلبها في التسارع فهمس بصوت خافت
= ششش اشعر بالشفق علي هذا الوجه الجميل الذي سوف يـ.ـشوه خلال لحظات قليله... انتٍ الان في عرين الأسد لا مهرب ولا مفر مني ابدأ
كانت لازالت تشعر بالصدمه وكادت ان تختنق من التنفس بصعوبة وجـ.ـسدها يرتعد كله وصاحت بصوت عالي وهي تبعد يده عنها بحده
= انا لم افعل لك شيء .. لذلك ارجوك دعني اذهب
امسكها من خـ.ـصرها بقوه ثم سحبها نحوه بسرعه مما جعل جـ.ـسدها يصطدم بخاصته حاولت ان تفلت من قبضه لكنه كان اقوى منها بكثير، امسك فـ.ـكها بيد الاخرى وشدد عليه ثم قال
= أولاً لقد حذرتك من ان ترفعي صوتك بحضرتي، ثانياً لقد اخبرتك ايضا انك ستنفذين الاوامر التي امرك بها دون اي اعتراض.. هل نسيتي ذلك ؟.
أغمضت اليزابيث عيناها بضيق شديد وبدأت مقلتاها تحمران تدريجياً معلنة عن دموع حبيسة أبى أن تحررها، لكنها لا تريد ان تظهر خوفها و ضعفها منه لتتالم علي ما اوصلت حالها له وتحدثت إلي أدريان بنبرة صارمة
= لا لم انسى حديثك لكنه لم يعجبني لذلك لم أخذه على محمل الجد، والافضل لك ان تاخذ نفسك وترحل بهدوء
ثم تابعت حديثها قائلة بعصبية وهي تشعر بالإهانة المريره داخلها و رغم خوفها منه قالت
= السيدات هنا لقد اكتفوا من الاهانه والظلم وشخص حقير مثلك ليس إلا مجرد سـ.ـادي لعين ليس له مكان هنا.. ابحث عن رغـ.ـباتك في مكان اخر
فجأة تغيرت ملامح أدريان و أصبحت نظراته
باردة كالصقيع و علق بجمود
= هل شتمتيني قبل قليل صحيح ؟.
شعرت اليزابيث بالخوف من أدريان لكن حاولت عدم أظهره بينما تركها تسقط بالأرض تحت قدمة وتحركت يده تفك الحزام الملفوف حول خـ.ـصره حتي أخرجه في يده! وقبل أن يستفسر عقلها عن ماذا يريد فعله انزل بالحزام الحاد فوق جـ.ـسدها بعنف شديد.. لم تفهم اليزابيث خلال لحظات ماذا يحدث حولها سوي الألم التي تشعر به بجـ.ـسدها وضببت الدموع بدأت مستمرة بالتساقط وهي تصرخ لتتعالى شهقات بكائها
انهمرت دموعها وهي تشهق و تحاول أبعاده لكن دون جدوى لا تعلم ما الذي يحاول فعله ذلك وهو يضربها بهذه الطريقه الوحـ.ـشيه رغم انه لم يلمـ.ـسها وهذا ما كانت تتمناه عندما يغلق الباب وهي بمفردها مع رجل في هذا المكان وتكون الرغـ.ـبه ثالثهم.. لكن هذا الالام اوجعها بطريقه يصعب تحملها.. لم يترك مكان بجـ.ـسدها لم يؤذيها مستمر بضربها بذلك الحزام بعنف دون رحمة تشعر انها ستختنق من البكاء و الألم وهو يثـ.ـبتها بقسوه تحت قدمه حتى يجعلها غير قادره على التحرك او اعطاء رد فعل وهي تنازع ليتركها.. بينما هو مبتسم بشده وبجنون وهو يستمع صراخـ.ـها باستمتاع وتلذذ .!
بعد فتره قصيره توقف عن ضربها و ضحك أدريان بطريقه مرعبه ثم دفعها على الفـ.ـراش خلفها بعنف واعتـ.ـلاها حيث بدأت دقات قلبها تعلو فهي لم تستطيع منعه وهي بهذه الحاله الهزيله وتشعر بضعف شديد من الالام بجـ.ـسدها من ضربه الشديد ومع ذلك حاولت تدفع بيديها الصغيره بضعف وهي تتألم، ليبتسم وهو يقترب منها ببطء مع ابتسامه جانبيه لانه راى خوفها بسبب هبوط صـ.ـدرها بسرعه، وهذا قد أثار غـ.ـريزيته نحوها اكثر ليقول برغـ.ـبه حارقه
=حسنا يبدو انكٍ تفضلين العـ.ـنف مثلي وانا بصراحه أحبذ ذلك بشده، وسوف ابادلك هذا بكل سرور حبي.. فـ العـ.ـنف له متـ.ـعه اخرى أليس ذلك
قالت اليزابيث وهي تضع يدها على صـ.ـدره لتمنعه لكن امسك يديها الاثنين وثبتهما بيد واحده اعلى راسها، وإنتفضت بغضب ممزوج بألم وتحدثت معترضه بصوت مخنوق
=ابتعد عني.. لا اريد.. يكفي ما فعلته بي
همس قرب اذنيها وهو ينفس أنفاسه الحارقه على عنـ.ـقها وقال بنبرة حادة
=لقد اخبرتكٍ انه انا من يلقي الاوامر هنا فقط
قالت اليزابيث بصوت مرتجف باستسلام وهن
=اعتذر منك..لكن ارجوك ابتعد عني
نظر لها مطولا و رأت هي وجهه يتجهم و أصابعه تقبض على أعلى ذراعـ.ـيها و هو يقول بنبرة غاضبة
= الم تفهمي معنى حديثي جيد ، ليس لكٍ حريه الاعتراض مطلقاً انتٍ هنا ليس سوي عـ.ـاهره وانا سيدك الذي ستـ.ـمتعي.. والان اريني مهاراتك حتى استـ.ـمتع بكٍ
هزت راسها برفض بذعر عندما وجدت يبتعد عنها ويحضر هذه المره عصا ليكمل ضـ.ـربها، بينما كانت دقات قلبها تسابق في التسارع وبدأت تشهق بالبكاء و أردفت بخوف شديد
= ابتعد عني و اللعنه هذا مؤلم أرجوك، لا اريد
ليهمس بصوته الخشن قائلا مبتسماً بجنون
= الالام يليق لكٍ يا حلوتي
لم يكذب في ذلك فـ الالام اصبح يليق بها بالفعل فهي لم تري في حياتها سوي الالام و الضياع.. تشعر شعور سيئا جدآ ليس له وصف.. كمثله طفلة هرولت إلى أمها باكية فقابلتها بصـ.ـفعة لكي تكف عن البكاء... فكذالك هو شعور الخذلان..!
يتبع...