-->

رواية وصمة عار - خديجة السيد -الفصل الخامس عشر

رواية وصمة عار 
بقلم الكاتبة خديجة السيد



رواية وصمة عار 

الفصل الخامس عشر


بداخل منزل الفتيات الخاصة بـ شويكار..


نهض أدريان من مكانة وهو يفلتها ليرميها ارضا بقسوة فقد تمـ.ـادي حينها في تلك الليلة من القسوة عليها كان دفعها .. ثم صفـ.ـعة .. ثم ضـ.ـربها .. بعدها اصبح حزامة يوشم على جـ.ـسدها بعنف.. وهي التي كانت باردة.. شاحبة وكأنه سلب منها روحها بعنفة الذي أماتت شيء داخلهـا...شيء كان يختبئ ولكنه غرز له سكين قاسي بروده سَن قسوته اكثر... يا الله... لو تبدل المستقبل بالحاضر.. لتبدل روحها بـ قطعة صلبة فقدت اتصالها بالعالم الطبيعي ولا تشعر بشئ مطلقاً.. مجرد جماد!! ولكنها باتت تشعر أن الايام لا تسيـر...القافلة لا تسير ومَن بالقافلة متحطم تمامًا.


وعندما كان أدريان انتهاء من ضـ.ـربها كان يفك قيدها من يدها وكانت أنفاسه تصفع صفحة وجهها الشاحب... وكأنها تُحيه بلهبها وبمجرد أن فك قيدهـا وجدته يرحل بكل برود و بساطه للخارج كأنه لم يفعل شيئا..


دفعت نفسها لتقف بصعوبة لتجد نفسها تسقط أرضا بعنف وقدمها غير قادره علي حملها وكأنها تقول لها الاستسلام هو دائما عنوانك في هذه الحياه، حاولت الزحف نحو الباب لكنها لم تستطع.. انحنت علي الأرض و وضعت جبهتها عليها وهي تبكي بحرقه وهي تضرب بيدها الأرض وتصرخ بقوة في آن واحد 


تنهدت اليزابيث بصعوبة بيأس حين أحست أن كل الأبواب مغلقة والطريق مسدود دائما أمامها فهل هذه هي النهاية .. ؟


❈-❈-❈


في اليوم التالي..


تحرك ادم ببطء واستعد للذهاب إلى العمل واضعًا رأسه بهدوء على ظهر مقعد السيارة كان مشغولا قليلا في ذهنه فقبل فترة وجيزة تحدث إليه نيشان والده أو ز و ج والدته فهو يطلق عليه ابي لأن هو من رعاه واهتم به بكافه شيء.. لكن كان نيشان غاضب منه بشده عندما هاتفه 


وظل لساعات متتالية ، يبوخه على معاملته القاسية مع خطيبته.. وأن يجب عليه أن يعتذر لها ويحجز لهم في دعوه للعشاء معًا كاعتذار عن ما فعله ... لم يتحدث آدم معه كثيرًا ، فوافق علي الفور ، لكنه في الحقيقة لم سيذهب إليها ، وسيكتفي أن يرسل لها هدية فقط .. حتى لا تأمل في شيء آخر لا يقدر عليه.. مثل الحب و الـ.ـزوج!. 


تنهد بضيق حتى يهدأ من نفسه ومشاعره التي أصبحت جامدة كان لديه ما يكفي من والدته وأبيه في الوقت الذي انفصلا فيه وقرر والده المغادرة والبدء في مستقبل جديد بعيدا عنهم ولم يفكر مطلقًا في طفله في ذلك الوقت.


أخفض ادم وجهه بقله حيله يشرد في مساعده نيشان إليه وإلي والدته سابقة وما فعله لأجلهم؟ رغم لأبد ستكون هذه المساعده بمثابة كابوس ستبقى تفاصيلها محفورة في ذاكرته مهما مرت سنوات بسبب اللحظات التي ستبقى فيها هذه الذكريات تمتلئ بالحزن والفرح


ولكن أين تلك السعادة عندما يرى والدته في موقف كذلك التي تركته وتوفت منذ حوالي 10 أعوام..فقد اعتنت والدته بي ليعيش معها لأن والده ليس فارغًا لرعايته ولم يتوقف الأمر هنا فقط! بل انفصل والده عن والدته ليتـ.ـزوج من امرأة تكبره بعشر سنوات ثرية، حتى أنه طرده هو ووالدته من المنزل لبيعه وسافر مع زوجـ.ـته الجديدة ،لم يصدق ادم أي نوع من الآباء هذا ليفعل بهم ذلك دون عطف عليهم.. فهو كان شخص انتهازي و حقير ولم يشعر ادم تجاهه بالحب الأبوي مطلقاً.


مر هو و والدته بأصعب الأيام وهم يتجولون في الشوارع باحثين عن أي مكان للعيش فيه وقطعة خبز للأكل ، بعد أن هجرهم الجميع ، وكأن آدم عبئًا ثقيلًا على والدته في ذلك الوقت وهي لم تعرف ماذا تفعل حتى تحصل على المال .. لكنها لم تتخلي عنه أيضا. ؟ وكان آدم يبلغ في الثانية عشرة من عمره حينها.


وفي إحدى الليالي ، انتهى كل المال الذي كانت تملكه والدته ، حيث باعت أشياء كثيرة لتنفقها على نفسها وعلى طفلها ، لكنها في الحقيقة لم تجد أي شيء يساعدها في إحضار طعام لطفلها حتى أثناء النوم. كانوا ينامون في الشوارع الجانبية ويهربون هنا وهناك عندما يلاحقهم الناس .. عاش آدم طفولة قاسـ.ـية ومـ.ـؤلمة حقًا .. وفي ذات يوم وجد آدم والدته تتحدث إلى شخص لم يكن يعرفه من قبل ، حتى بعد ذلك اقتربت منه والدته بنظرات حزينة وغامضة للغاية وطلبت منه البقاء هنا لمدة ساعة ولم يتحرك أو يتبعها.

مهما حدث.


غادرت والدته مع ذلك الرجل ، وأجبرت نفسها وهي تسير معه إلى أحد الشوارع الجانبية في مكان مهجور مظلم لم يكن فيه سكان .. وعندما سئم آدم من الانتظار ، تحرك بتردد بخطوات بسيطة ، باحثًا عن والدته ... واقترب من الشارع لرؤيتها ، وتوقف عن بعد بعدم تصديق ، وكان ذلك الفتى البالغ من العمر اثني عشر عامًا واقفًا مصدوم ، عندما رأى والدته تبكي بحرقه بسبب قلة حيلتها ، وكان يسـ.ـلبها هذا الشخص ما يريد دون لامبالاة .. شعر آدم بالتوتر وامتلأت عيناه بالدموع ولم يعرف ماذا يفعل لها في هذه اللحظة .. إلا أنه ابتعد عندها والألم يضغط على قلبه فعاش كل شيء فيه في صمت بائس. 


آفاق من ذكرياته عندما توقفت سيارته أمام شركه نيشان تنهد بعمق وزفر بهدوء ولبس نظارته السوداء ثم فتح باب سيارته ونزل يسير بخطوات بسيطة نحو الشركة.. و انطلق السائق الى الجراچ.


❈-❈-❈


بداخل غرفه الفتيات كانت اليزابيث مستلقية على الفـ ـراش تنام على بطـ.ـنها بعد ان خلعت ملابسها الممـ.ـزقه ليظهر ظهرها العـ.ـاري الذي خطط بخطوط حمراء بسبب ضرب أدريان لها !.. و كانت هانا تضع لها مرهما على ظهرها وهي تشعر بالحزن الشديد علي صديقتها، اما اليزابيث كانت تغمض عينيها بقوه و تعض شفتيها كلما لامست يدها ظهـ.ـرها لتشعر بألم شديد، ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تهمس بوجع 


= تمهلي هانا من فضلك .. الألم الذي أشعر به أكبر من أن أتحمله


عضت هانا على شفـ.ـتاها بأسى وهي تنظر إلى جروح ظـ.ـهرها بحزن شديد ثم همست بصوت مرتعش


= أنا آسفه حبيبتي ، حسنًا ، ساخفف يدي قدر الإمكان ، لقد انتهيت تقريبًا تمسكٍ قليلاً فقط.. اليزابيث سامحيني انا اعرف أدريان جيدا وعندما سمعت اسمه فهمت على الفور ما يريد منك ولماذا اختارتك الكونتيسه انتٍ بالاخص.. 


هـزت رأسها ببطء ليخرج صوتها مبحوحًا كخشبة رقيقة لا تستطع ان تغرق وسط المياه ولا حتى ان تنفذ من موجاتها ثم تهدج صوتها اكثر قائلة 


= ما الذي تقصدي لم افهم؟ 


عقدت هانا ما بين حاجباهـا هامسة ببحة متأثرة 


= أدريان شخص سيء للغاية ويكره الفتيات اللاتي يبيعن أجسادهن مقابل المال .. عـ.ـاهرات مثلنا ويتردد على هذا المكان لغرض واحد فقط؟ يطلب من مدام شويكار تحضر له أجمل فتاة في المنزل حتى يضـ.ـربها ويعـ.ـذبها بقسوة شديدة .. ويفعل ذلك لأنه كان قد تزوج قبل سنوات من سيدة جميلة جدا وكان يحبها بعمق ويثق بها بشده.. لكنه ذات يوم اكتشف أنها كانت على عـ.ـلاقة مع رجل آخر وعندما واجهه لم تنكر بل اعترفت بحبها إليه و كان أدريان غاضب جدًا من هذا الرجل حينها لذلك ضـ.ـربها أدريان بقوة.. ليتفاجئ في اليوم التالي أنها غادرت المنزل وهربت مع ذلك الرجل تاركة إياه. وحيد في المدينة يكافح حبها ، وكان الجميع ينظر إلي بسخرية .. لذلك هو يأتي الي هنا حتى ينتقم مننا بها


كانت مزالت اليزابيث تنام على بطـ..ـنها وهي تستمع لها ثم هزت رأسها بدون روح تردف بابتسامة خالية من المرح 


= لا أعرف إلى متى سيستمر هذا العذاب ، لقد أصبحنا مثل الدمى الخشبية يحركوها كما يحلو لهم


وفجأة فتحت شويكار الباب ولم تتحرك اليزابيث في البدايه ظنتها انها جومانه لانها قد طلبت منها مشروب حتى يخفف ألمها، ولكن سمعت صوتها تأمر هانا ان تخرج من الغرفة .. وتحركت هانا بالفعل بقله حيله .. و اليزابيث نهضت ببطئ من الألم قليلا لتجلس وهي تجر الغطاء فوق جـ.ـسدها .. اغلقت الباب خلفها وهي تنظر نحوها مبتسمه و قالت وعينيها تحوم في الغرفة ببرود 


= ارى انك اصبحتي بخير الان، مجرد خدوش وبعض الكدمات البسيطه وسوف تعالج بالادويه ولم يعد لها اثر.. ولا تقلقي السيد أدريان ترك إليكِ مبلغ كبير كتعويض عما صـ.ـدر منه 


نهضت واصبحت اليزابيث تضحك بهيسترية فجأة وهي تنظر إليها نظرات جامده لكن داخلها روحها كادت تبكي تأثرًا بحالها الميؤس منه


= حقًا تعويض ، اذا انا أريد هذا المال وكل الأموال التي اخذتيها من الرجال مقابل ما يفعلونه معي بالقوة والإكراه .. لا افهم لماذا تظلي انتٍ محتفظه بالمال دائما ولا تعطي اي فتاه هنا هذه النقود ليكون لها مال خاص وحدها


رفـعت حاجبها الأيسـر بتهكم بقوة ولم تتردد وهي تجيب بجمود


= وماذا تريدي أن تفعلي بهذا المال .. كل ما تحتاجي يأتي إليكِ .. ملابس .. وطعام .. حتى الدواء .. و تعيشي افضل حياة هنا، ماذا تريني أكثر؟


ابتسمت اليزابيث متهكمة بقوة فلو سألوها ماذا يفعل الظلم في ذلك العالم لردت صراحةً انه تجمع كله ليصبح سوطًا يجـ.ـلدها بلا رحمة 


= برأيك ما الذي أصبحت فيه هو الافضل؟ انظر إلي جيدًا ، انظر إلي .. من ملامحي وجـ.ـسدي ، هل تعتقدي أن الفتاة التي أمامك الآن هي نفسها الفتاة التي أتت إلى هنا لأول مرة؟ اصبحت هزيله وضعيفة بسببك ، أعطني أموالي ودعني أذهب بسلام


أحمرت عيناها بغضب أرعبها وألقت نظره عليها بازدراد واضح قبل ان تخبرها 


=هل عودتي لنفسي ذلك الحديث مره ثانيه.. لا تحلمي هذا لم يحدث ولم تغادري من هنا والمال سيبقي معي حتى لا تغادر أي فتاة من هنا..فلا تأملي هذا لم يحدث 


لتهتف اليزابيث بقلب متمني متوجع بقدر تمنيه 


= نعم لم تعطني شيئًا من المال .. بل هل اعتقد أنكٍ هل ستفعلي شيئًا آخر .. حتى نبقى جميعًا تحت سيطرتك وتفعلي معنا ما تريدي.. صدقني ، سيأتي يوم قريبًا وستتاح لي الفرصة للتخلص منك إلى الأبد


صمتت قليلاً شويكار ثم اقتربت منها لتربت على خصلاتها البنية برقة ثم فجأة جذبتها بقوة لتصرخ اليزابيث بألم و الأخري مغمغمة بحقد


= سوف اتجاهل حديثكٍ هذه المره نظرا الى حالتكٍ الصحيه وما اصابكٍ من أدريان.. لكن في المره القادمه سوف تعاقبين لذلك احفظي لسانك اليزابيث حتى لا تندمي بعد ذلك ..و تكلمي باحترام معي. 


بادلتها اليزابيث النظرات بحقد اكبر دفين فهي تشعر بقلبها يهتز بعنف.. يهتز رعبًا من القادم.. وكأنها تتمنى لو القدر يختار لها الموت فيكون اكثر رحمةً بها.. ولكنه قدرها مستمرة في عذابها لتنهار و ترتجف كلما تذكرت ما اصبحت هي فيه ؟!. ونار انـ.ـتقام داخلها تتولد كالشـ.ـياطين يمكن ان تحرق حتى روحها من كثرة غليانها !!


❈-❈-❈


بداخل مكتب ادم كان يقف أمام النافذة وظل يتأمل المنظر الخلاب للطبيعة وسحرها, و ها هو يعود ليتذكر ماضيه السابق مع والدته والتي بائعت نفسها مع أخرى إلي الرجال بلا في الحقيقه ظلت فتره طويله هذه مهنتها "عـ.ـاهره" حتى لا يظلون بالشوارع بلا ماوى لذلك ضحت والدته بنفسها ولم تجد حل غير ذلك, ومع مرور شهر استاجر رجل اليهن منزل بسيط حتى يشغلها في هذا العمل وياتي اليها بالزبائن.. وكان ادم يعيش في نفس المنزل وشاهد كل ما كان يحدث في هذا المنزل؟ واشياء كان لا يجب ان يراها؟ وكيف كانت والدته تعاني لأجل توفير المال.. حتى اذا مرضت كان لا يهتم إليهم احد واحيانا كانون يضـ.ـربونها بقسوة.. وقد ندمت والدته على اختيارها لهذا العمل لكن في الحقيقه كانت مجبره علي ذلك؟ حتي حاولت الهروب مع طفلها لكن لم يفلح معها الأمر ولم يتركونها ترحل.! 


واصبح ادم يكره هذه النوعيات من الرجال واي شخص يأخذ امراه دون رضـ.ـاها؟ خصوصا الرجال الذي يسعون الى عـ.ـلاقه بالاجبار مع النساء.. لاجل رغـ.ـبتهم دون مراعاه اذا كانت هذه الفتيات موافقه على هذه العلاقه ام تحدث رغم عنها.. مثل ما كان يحدث مع والدته وكان يتمنى في ذلك الوقت ان يكون قادر على إنقاذها و اخرجها من هذا المستنقع الذي اوقعت نفسها فيه.. لكنه كان صغير حينها ولم يستطيع.. فكيف لي أن ينسى ما حدث في هذه الأيام فهو لم يجد غير الاستسلام.


= آدم


جاء صوت رقيق يقطع افكاره المظلمه،و لقد كانت لارا التفت آدم نحوها بدهشة وهتف متسائلا باستفسار


= آه.. لارا , منذ متى و انتٍ هنا.


لم تجيب لارا في البدايه فكانت تنظر إليه وتناست تمامًا كونها اطالت النظر دون قصد حتى أنها لم تنتبه لذتها إلا حين تراجع هو خطوتان للخلف مرتبكًا لتتقدم منه بخطوات بسيطة مبتسمه بحب


= منذ فترة ليست طويله لكنك كنت شارد في شيء ما؟ حاولت ان اقراء ماذا يجول في راسك وان اقراء أفكارك لكن لم أعرف


ادرك ادم بانها تحاول الوصول إلى أفكاره لذلك صمت قليلا وأخذ يمرر يده بين خصلاته قائلًا بصوت عميق خشن بعض الشيء


= ليس شيء مهم يا لارا.. حسنا أظن اني علي ان اذهب لاقيم آخر الترتيبات على الحفله ثم ساذهب وحسب بالاذن .. 


رفعت نظراتها إليه حين لم تصدق همسه ثم صاحت بعصبية شديدة


= انتظر يا آدم ، هل ستستمر في معاملتي بهذه الطريقة ، وكلما رأيتني أمامك ، ستهرب مني؟ ما خطبك معي؟ أنا خطيبتك وحبيبتك يا آدم. لماذا تستمر في معاملتي بقسوة هكذا؟


همس آدم بصوت خفيض للغاية مصحوب بتنهيدته


= لارا ، أنا آسف ، صدقني ، لم أقصد إزعاجك ، لكن بما أنك فتحتٍ هذا الموضوع ، فيجب أن تعرفي شيئًا مهمًا عن أمر الخطوبة والـ.ـزواج. في الواقع ، لا أريد كل ذلك. أعني ، في الحقيقه أنا لا أريد هذه الخطوبة ولا أريد

الـ.ـزواج منكٍ! وارجوكٍ افهميني انتٍ ليس لكٍ دخل في ذلك الخطأ مني أنا ، لكنني طول الوقت كنت أعتبرك مثل أختي الصغيرة أو صديقة ، شيء من هذا القبيل ، لكني لم أتخيلك أبدًا أن تكوني زوجـ ـتي .. وأعتقد أن أنا وأنتٍ لم نكن مناسبين إلي بعض


نكست نظراتها ودثرت بسمتها تلـعـن ادم بسرها ثم عقبت بابتسامةً صفراء ببرود


= سأعتبر نفسي لم أسمع شيئًا ، يا آدم ، لأنني أرى العكس تمامًا ونحن مناسبون جدًا لبعضنا البعض


تنهد آدم بيأس وقال مستاءة


= لارا استمع لي باهتمام هذا الـ.ـزواج لم يتم وانا لا احبك وهذه الخطوبة يجب ان تفسخ


جزت لارا علي أسنانها بعنف وأجابت بغضب شديد


= سمعت ولكن لم يعجبني كلامك فلم آخذه على محمل الجد .. أنا أحبك يا آدم وأنت تعلم هذا جيداً لكنك مصر على إيذائي والقسوة عليّ. ما هو خطأي في كل هذا؟ عندما كنا صغارًا ، طلب والدك من أخي أنطون أن يخطب بعضنا البعض ، وقال سوف نتـ.ـزوج عندما يحين الوقت المناسب و نكبر.. وأنت قادم الآن وتقول بكل بساطة إنك لا تحبني


لم يتراجع ادم عن الحديث وقال بصوت منفعل نابع من يأسه منها ومن رأسها اليابسة قائلا بجدية 


= وأنتٍ أيضًا تعرفي كل هذا جيدًا يا لارا. عندما خطبك والدي لي، طول هذه السنوات الخمس ، لم أخبرك مرة أنني أحبك ، أو أي كلام من هذا القبيل ، لذلك كنت حريصًا دائمًا على ذلك حتى أبلغتك أنني لا أحبك ولا سأقوم بعلاقة معكٍ ، وهذه الخطوبة التي تتحدثين عنها تمت رغم عني وأنتٍ تعلمي هذا ، لأنني في ذلك الوقت أخبرتك أني اتمنى نبقى أصدقاء أفضل من أز و ا ج لارا .. لكنك لم تعطي الأمر أي أهمية .. صدقني انا أقول هذا لمصلحتك. لا تعلقي نفسك بشخص مثلي و ابحثي عن شخص افضل مني


قطمت شـ.ـفاهها بضيق شديد ثم همست بنبرة ناعمة مقصودة وهي تلملم خصلاتها خلف اذنها تحاول تخفي غضبها منه


= لا يوجد أحد أفضل منك يا آدم. يكفي أنا أحبك وأنا واثقي من ذلك .. أما أنت فأنا على يقين من أنه بمرور الوقت سوف تبادلني حبي .. حسنًا يا عزيزي ، لقد اتفقنا.


عقد حاجبيه بدهشة من إصرارها علي استمرار العـ.ـلاقة بينهما حتي دون موافقته لينظر إليها بغيظ شديد في حين هو زمجـر بصوت غاضب يعتصر قبضته


= لا ، لارا ، نفس الشيء انـا


قاطعته تهز رأسها و تهدر به صارمًا بنبرة تحمل غضبها الشديد خفي بين طياتها  


= كفى عن الحديث يا آدم في هذا الموضوع. سأعتبر أن هذا الحديث لم يحدث ، ولم أخبر أخي أنطون به .. وبالتأكيد ستحبني مع الوقت 


ثم تابعت حديثها و ابتسمت وحاوطت يدها تطوقه حول رقبـ.ـته قائلة بحب وعينها تفيض بعشقها وهي تميل عليه بدلال


= وإذا لم يحدث فلا مشكلة. يكفيني حبي لك يا حبيبي.. ولا تقلق سعادتك معي انا، حسنا


ظل ينظر إليها بصمت وعدم فائدة ثم هز رأسه بملامح ثابتة ثم ولاها ظهره وغادر المكتب ولم يرد عليها!! في حين تنهدت هي بغضب شديد منه و احمرت عينها بإصرار قوي أنه لن يكون لغيرها مهما حدث وقال..!!!؟ 



يتبع...