-->

رواية زو جة ولد الأبالسة هدى زايد - اقتباس متقدم

 

رواية زو جة ولد الأبالسة 

بقلم الكاتبة هدى زايد 





اقتباس متقدم

رواية

زو جة ولد الأبالسة 


تمر الدقائق و كأنها دهر على زين،  على ما يبدو أن الطيب يتفق مع ذاك العُمر،  كانت حُسنة واق حذاء والدته تشاهد ما يفعله الطبيب بزوجها، و أنتهى أخيرًا من فك ءخر جزء من الضماض الاسمنتي ذو اللون الأبيض، وثب زين عن المقعد غير مباليًا بتعليمات الطبيب الذي لم يُكمل تحذيراته بعد،  هرولت حُسنة محاولة إيقاف زوجها لكنه لم يبالِ لهذا التوسل، قفز بين سلالم الدرج بسرعة فائقة عبر البوابة الداخلية و منها حيث سيارته استقلها ثم أمر الحارس بأن يفتح له لكنه لم يمتثل لأوامره بعد أن حذرته والدة زين 

ضغط على المكابح بقوة شديدة ثم اندفع تجاه البوابة لـ يصدر عنهذه الدفعة كـ سـرها.


استقلت حُسنة السيارة الجديدة التي ابتاعها لها زين و طلبت من السائق الذي عينه لها قائلة:

- خليك وراه يا عم  چمال يمكن نلحجوا 

- حاضر يا بتي ربنا يستر زين و أني عارفه ما هيسكتش واصل غير لما ياخد حجه 


كانت تحاول الاتصال بهِ لكنه لا يرد على جميع الاتصالات سوى إن كانت منها أو من والدته، حتى 

والده لم يرد عليه،  تأزم الوضع كثر من ذي قبل 


بعد مرور وقت قصير استطاع سائق حُسنة أن يسير على نفس الطريق الذي يسير فيه زين 

نظرت له عبر النافذة و هتفت بصراخ عله يتوقف لكنه لم ينظر لـ شئ سوى صورة عُمر الذي سخر منه و فعل به ما فعله .


وصل أخيرًا إلى المزرعة التي يجلس فيها الجد  حسان و أحفاده،  دفع الباب بقدمه و هو يهدر بصوته الجهوري حتى برزت عروقه قائلًا:

- عمــــــر يا دهشــــوري  


ابتسم عُمر لسقوط زين في الفخ الذي نصبه له من البداية تنهد و هو يصطنع الجدية قائلًا بتساؤل :

- خير من ينادم عليّ كِده ؟! 


نظر الجد بذات الإبتسامة الخبيثة و قال:

- تفتكر إنه يا عُمر ؟! 


كاد أن يرد عليه لكن دخول زين المفاجئ بعد أن تهجم عليه و قبل أن يقف عُمر من خلف مكتبه  قام بلكمه في وجهه أكثر من مرة،  لم يمهله الوقت ليرد أو يتسأل عن السبب بل جذبه زين من ياقة قميصه ثم قام بسحبه خلفه كالبهائم،  القى 

بجـ سده  وسط المزرعة ثم بدأ بركله في بطنه جلس على بطنه بعد ذلك و قام بلكمه عدة لكمات 


وقف بشار يشاهد ما يحدث في ساحة الحر ب الذي صنعها زين كاد أن يفض النزاع لكن عكاز الجد منعه و هو يقول بإبتسامة واسعة 

- سيبه عُمر اللي بدأ و عُمر اللي لازم يحط على ولد القصاص احنا محدش يحط علينا واصل 

- يا چدي ولدنا اللي غلطان عيب اللي  عِمله كِده 

- و لدنا يغلط كيف ما يحب و احنا نداري على غلطه جصاد الناس لكن بينتنا ندي فوج دماغه  


مد زين يده في جانبه ليخرج سلاحه الناري و قال بنبرته الواثقة من بين أنفاسه المسموعة 

- الراجل بيتعرف من افعاله  و الراجل اللي بجد بيعمل ما بيقلش و لا يأجر رجالة ياخدوا حقه 


وقفت حُسنة أمام زين و قالت بتوسل من بين دموعها 

- ابوس ايدك يا زين و الله ما يستاهل تتضيع نفسك عشانه، سيبه عشان خاطري 



زحها جنبًاو تابع حديثه قائلا:

- اتفرجي على حبيب القلب و هو بيموت قصاد عينك 


قام زين بإطلاق الرصاصة لتستقر داخل صدر عُمر الذي لم يتوقع كل هذا من البداية  تحامل على نفسه متكًأ على جذعه  بعد أن قام بجذب  السكين الصغير قام بتوجيهها نحو زين  استقر في ظهره ابتسم عُمر قبل أن يغمض عيناه و قال بخفوت 

- أني ارچل من عيلتك كلتها  يا ز يـ...


❈-❈-❈ 


كبرت يا چبل و بجيت راچل 


قالها الجد حسان و هو ينظر لـ جبل ابتسم جبل له و قال بهدوئه المعتاد 

- لساتك كيف الأسد يا چدي كيف و كيف حالك ؟! 

- حالي مبجاش هو الحال يا ولدي جل لي كيفه بشار و كيف بته 



سأله جبل بهدوء ظاهري و قال 

- جول يا چدي رايد إيه من عمي و بته 


رد الجد على سؤاله بسؤالًا آخر و قال:

- عشجتها يا چبل ؟ 



لم يرد جبل على سؤال جده لكنه عاد من جديد لمكره و قال:

- جل لي يا چبل ابوك مات كيف ؟! 

- البيت اتربطج عليه يا چدي 



زفر الجد ضاحكًا ثم قال بنبرة خبيثة

- و الله و عرف بشار كيف يضحك عليك يا چبل بس معلاش ما هو عمك برضك و رايد مصلحتك 

- مصلحة إيه ؟! 

- تبجى خدام تحت رچليه 

بس عمي بيعتبرني ولده يا چدي اطلع أنت منيها 



رفع الجد حسان كفيه المجعدتان و قال:

- اديني طلعت يا خويا عجبال ما تطلع أنت منيها 



سكت لبرهة ثم قال بهدوء:

-الدم الدم يا ولد هو اللي ها يبرد النار اللي في صدري 

- دم إيه يا چدي رايد تاخد تارك من مين إذا اللي عِملوا كِده ماتوا خلاص 

- سيبك يا چبل من الحديت ديه دلوجه و جل لي بت عمك بشار فاضل لها كد إيه و تتم السن القانوني ؟ 


رد جبل و قال بإبتسامة خفيفة 

- خمس شهور و عشرين يوم و خمس الساعات 

- وه لدرچة ديه حاسب لها سنها 

- طبعًا يا چدي مش خيتي و اتولدت على يدي 


سأله الجد حسان و قال 

-خيتك برضك يا چبل ؟ 



رد جبل على سؤاله بسؤالًا آخر و قال:

- أنت بعت لي ليه يا چدي دلوجه أنت خابر زين إني باچيك من ورا عمي عشان ما ياخدش على خاطره مني و خابر قمان إن أني بوصل رحمي و بس الله يرضى عنيك تهملني لحالي بجى 


حرك حسان رأسه و قال بهدوء

- حاضر يا ولدي ها همل لك لحالك بس چاوبني على سؤال واحد و بعدها روح لحالك 

- خير يا چدي ؟

- بت عمك بشار 

- مالها يا چدي ؟ 

- رايد أشوفها اخدها في باطي اشم فيها ريحة بشار يا چبل 


رد جبل بصوت مرتفع قائلا:

- لا مستحيل يحصل ديه أنت خابر زين إن الطلب ديه من رابع المستحيلات يحُصُل 

- عشان خاطر يا ولدي مرة واحدة ما أنت اهو بتاچي و بتطل عليّ من وجت للتاني و بتروح في أمان الله  

- أني غيرها أني خابر الالعيبك ديه و مش هتخيل عليّ انما هي لا هي ما هتچيش اهني و لو إيه اللي حُصُل  



هبط شبل على سلالم الدرج بخطواته الواثقة 

و الإبتسامة الخفيفة تزين ثغره، وقف أمام جبل بعد أن تناول يد جده و طبع قبله هادئة عليها ثم عاد ببصره و قال:

- ما تخليها تاچي يا چبل و اهي تاخد بحسنا أني و چدك 


رد جبل و هو يكز على أسنانه بغيظٍ شديد و قال:

- بعد أنت عن الحديت ديه يا شبل أني و چدي بنتحدته وياي بعضنا خليك بعيد أحسن يا شاطر 


اقترب شبل و قال بإبتسامة واسعة 

- مش شبل الدهشوري اللي يبعد عن حاچة رايدها غصب عنيه أني ابعد عنها بمزاچي 


دب الجد حسان و قال بإبتسامة بتباهي 

- زمان كنت بجول بشار هو ولي العهد بس دلوجه أجدر اجول بكل فخر و اعتزاز إن شبل عُمر الدهشوري هو ولد الأبالسه بحج


يتبع