رواية زو جة ولد الأبالسة هدى زايد - الفصل الثاني عشر
رواية زو جة ولد الأبالسة
بقلم الكاتبة هدى زايد
رواية زو جة ولد الأبالسة
الفصل الثاني عشر
لم يمتثل لأمرها و اقترب ليحدثها لكنها لم تستمع لحديثه بل صفعته صفعة مدوية ثم قالت:
- اخس على القلب اللي حبك و حلف يكون معاك رغم كل بلاويك السودا طلقني و إياك تحلم في يوم إنك بنتك و لا ابنك لأنك متستهلش تكون أب كفاية عليك طاعة الأسياد اللي أنت واحد منهـ.....
بُترت باقي حديثها بعد أن حدث هزة أرضية جعلت الجميع يتحركون من أماكنهم، حاول بشار مساعدة خديجة قدر المستطاع هدرت بصوتها كله قائلة
- إيه اللي بيحصل دا في إيه د عليا ساكت ليه
قوم فهمني أنا فين و أنت مين و إيه جبنا هنا
بشار بشار
هزته و هي تردد من بين دموعها قائلة
- بشار إيه الدم اللي صدرك دا بشار رد عليا ساكت ليه بشـ...
كادت أن تهزهُ مرةً أخرى لكن يد الجد سالم منعتها من ذلك، جثا على ركبتيه مناديًا على أحد أحفاده ليساعدهُ في رفع بشار عن الأرض
لم تعد شيئًا هل هو يساعده لأنه الطيبة من شيمه أم لأن بشار يستحق المساعدة، عاد لوعيه بعد مرور عشر دقائق كاملة، جلس متربعًا و هو يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة، نظر لجده و قال بنبرة منهكة:
- الشيخ المرعي مات
اتسعت أعين الجد بسعادة و قال:
- عرفت كيف ؟!
أعطى بشار كأس المياه لحفيد الجد ثم قال:
- لسه مبلغني دلوجه
بلع لعابه و قال:
- كِده استحالة چدي يعرف مقان الجبر و ينبش في إلا بمساعدة اسياده و دول خلاص اتحبسوا و محدش ها يعرف يخرجهم
وضع الجد سالم يده على كتف بشار و قال بسعادة :
- عفارم عليك يا بشار يا ولدي هو ديه اللي أني منتظره منك، راچل صُح و كد كلمتك
تابع بقلق و قال:
- أني خايف عليك يا ولدي أنت كِده خُنت العهد و ديه عقابه كابير جوي عنديهم
ردت خديجة من بنبرة مرتعشة و قالت
- يعني إيه ؟ يعني ممكن بشار يجرا له حاجة ؟
ابتسم لها بشار أبتسامة شديدة التكلف و قال كاذبًا مطمئنًا إياها
- محدش ها يجدر يعمل لي حاچة أني حبستهم كلتهم
ردت بحزنٍ دفين
- طب و الجرح اللي في صدرك دا من إيه ؟
رد الجد قائلًا
- دي محاولة منيهم عشان يرچع عن الطريج اللي هو ماشي في و الحمد لله ربنا سترها
تابع الجد و هو ينظر لـ بشار
- اسمع يا ولدي أنت مش ها تسيب الدار ديه ها تفضل ويانا و قمان چبل، هنعالچه واد اخوك و ها يعيش حياته كيف باجي البشر
رد بشار و قال:
- معلاش يا چدي مش حابب أسبب لك أذى أني ها خد واد اخوي و مرتي و نمشوا من اهني
رد أحد احفاد الجد و هو يمد يده تجاه بشار و قال باسمًا
- حط يدك في يدنا و نحاربوا الشر و نجضي عليه جوم يا شيخ بشار داوي واد اخوك و خلي بالك منيه ديه أمانة ربنا ها يسألك عليها يوم الدين
نظر بشار لـ ز و جـ ته التي أومأت برأسها علامة الإيجاب، ساعدته في النهوض ليضع يده في رجب الذي يكبره بعامين، تحامل على نفسه رغم الآلم التي يشعر بها في جـ سـ ده
نظر للجد و قال بأدب
- بعد أذنك يا چدي ها روح لـ چدي حسان
تحامل الجد على نفسه و قال بهدوء و حكمة
- خابر يا ولدي رايد تروح ليه بس صدجني كِده زين البُعد هو الحل الاصلح للكل على الأقل في الوجت ديه
- طب و عُمر واد عمي ها سيبه كِده لـ
شيـ ـطانه ؟
تنهد الجد و قال بإبتسامة بشوشة
- عُمر عاجل و عيعرف الصح من الغلط اللي كان متـ سلط عليه كان شديد جوي و اهو راح مع اللي راحوا
نظرت خد يجة للجد و قال بعدم فهم
- أنا مش فاهمة حاجة خالص يا جدي إيه اللي حصل و ماله عمر ؟
ابتسم لها و قال
- معلاش يا بتي جدرك تتدخلي في عالم متعرفيش عنيه حاچة واصل
تابع موضحًا
- عُمر وجع ضحية چديدة لـ حسان فضل واره لحد ما كان عاوز يعمل في كيف اللي عمله في بشار
نظر الجد لبشار و قال بإمتنان
- بس بشار ولد حلال و عرف ديه و قرر يساعده
عادت لعدم فهمها للأحداث من جديد تنهدت ثم قالت:
- يعني طول الفترة اللي فاتت دي عُمر مكنش هو عُمر اللي نعرفه ؟ و جده كان مسيطر عليه بتصرفاته ؟
رد الجد و قال بهدوء و حكمة
- مش بالظبط كِده بس عُمر كان ماشي في سكة اللي يروح ما يرچعش منيها واصل
تنحنح رجب و قال بأدب
- بعد أذنك يا چدي رايد اغير لـ بشار على چرحه جبل ما يتلوث
رد بشار و قال بإمتنان
- متشكر يا رچب أني زين ديه چرح سطحي
ردت خديجة بتساؤل يتخلله الخوف
- هو أنت كدا يا بشار حبست بسم الله اللهم احفظنا العفاريت و الجن في البيت هنا احنا كدا مش هنتأذي ؟!
ضحك الجد و قال باسمًا
- متخافيش يا بتي البيت متحصن بآيات الله
و بعدين بينا و بينهم عالم تاني واصل يعني لو حد فتح لهم يبجى بشار
رد بشار و قال بنبرة حزينة لكن حاول تغييرها
- أو چدي يجدم قربان من دمي عشان يچددوا العهد معاه و يساعدوا في فتح المجبرة
تغيرت ملامح الجد لكن سرعان ما عاد لثباته الإنفعالي و قال بمرح مصطنع
- متجلجش يا ولدي چدك حسان عشان يعمل اللي بتجول عليه ديه محتاچ حد تاني زي الشيخ المرعي و اظن إنه ما عيهملش ديه دلوجه
رد بشار و قال
- تبجى متعرفش اخوك زين يا چدي
- للأسف يا ولدي خابره زين و ربنا وحده اللي جادر يخلصنا من شره ديه .
❈-❈-❈
داخل غرفة حُسنة و زين
كانت جالسة على المقعد المقابل للفراش تستمع لتساؤلاته العديدة و ترد بكل صدق
ابتسمت له و قالت بهدوء
- أني مش مچبرة ابرر لك و لا احلف لك عشان تصدجني بس أني فعلًا معرفش مين جال كِده لـ عُمر حاچة تانية كيف أني ها كلمه كِده و أني مش ضايجة اطل في خلجته من يوم اللي حُصُل؟
رد زين على سؤالها بسؤالًا آخر و قال
- و هو دا السؤال اللي بسأله لنفسي كل شوية ازاي حُسنة توعدني بحاجة و ترجع فيها ؟
ردت حُسنة مقاطعة زين قائلة
- اسمعيني يا زين أني مش واحدة لامؤاخذة كيفها تعشج الرچالة و مش ها كدب عليك و اجول إن عُمر ديه مكنش في بالي و لا كنت عبحبه ابجى كدابة على نفسي و عليك برضك
تابعت موضحة مغزى حديثها
- بس برضك تصرفات عُمر في الفترة الاخيرة كانت نابعة من جلبه المحر و ج على حبيبته اللي عنادته و اتچو زت غيره، يعني في نظري عُمر معذور
طحن زين على أسنانه و هو يستمع لمبرراتها لـ حبيبها السابق أو الحالي لم يعد يعرف بعد كل هذه التصريحات، بينما هي تابعت حديثها قائلة:
- ديه ما يمنعش إنه غلطان من ساسه لراسه كيف ما بيجولوا أني بعدته أكتر من مرة عني و على يدك كان كل ما ياچي اهني كنت بتعرف و لما كان بيتحدت في التليفون من رقم غريب كنت بعرفك و ديه لأني مش واحدة خاينة ديه لأني بحافظ على اسمك اللي أني شايله دلوجه
ختمت حديثها و قالت
- شوف رايد تعمل إيه و اني مستعدة و قمان متنازلة عن كل حجوجي لأنها ببساطة مش من حجي
نظر لها زين و قال بمرارة
- أنتِ عاوزة إيه ؟! و صدقيني ها عمله و أنا راضي من كل قلبي حتى لو طلبتِ الإنفصال و دا حقك طبعًا لأن الحُب مش بالعافية و أنا مقبلش على نفسي إني أجبرك على حبك ليا
وقفت حُسنه عن المقعد بهرجلة مما جعل المقعد يسقط أرضًا و هي تقول
- أني عاوزة اطلج عشان أنت مش رايدني و الحب مش بالعافية كيف ما بتجول، و لا أني قمان اجبل على نفسي اتذل لك عشان تحبني يا ولد القصاص
ختمت حديثها قائلة
- مرتاح كِده ؟!!
سارت بخطواتها الواسعة و السريعة تجاه النافذة و قفت تتنفس بسرعة شديدة و كأنها تعرج إلى السماء، نظرت له ثم عادت ببصرها للنافذة الإبتسامة لا تفارق شفتاه بعد شبه الإعتراف الذي قدمته له أثناء جلسة المصارحة التي دارت بينهما، اتجهت نحوه و قامت بضربه في كتفه ليتأواه بصوتٍ مرتفع لكنها لا تبالي لصرخاته تلك التي تصدر من بين ضحكاته لا يفشل في استفزازها، غادرت الغرفة بأكملها بعد أن ثأرت لنفسها منه على طريقتها، حاول أن يستوقفها لكنها رفضت و بشدة .
❈-❈-❈
في شقة وجيدة و خالد
كان خالد يُنهي آخر إجراء بينه و بين الشريك الجديد الذي قرر أن يشاركه في المكتب كان خالد يشعر بـ سعادة لا توصف، جلست وجيدة
على المقعد بهدوء بعد أن تناولت دوائها، وضعت القهوة الساخنة و هي تستمع لسؤال
ز و جها
- رچليك كيفها دلوجه ؟
- الحمد لله احسن شوية
ترك ما بيده و قال بهدوء
- اكشفي رچليك كِده خلينا اشوفها حكم أني خابرك زين كلمة الحمد لله عنيدكِ في الحلوة و المُرة
ترددت في كشف سا قها خجلًا و خوفًا من ردة فعله لكن إصراره كان أكبر من هذا الخجل كشفت عن سا قها بتردد في بادئ الأمر إلى ساعدها هو بعد تركه للحاسوب النقال
قام بفرد سا قها و بدأ يفحص الساق المبتورة
جيدًا عاد ببصره لها و قال:
- إيه ديه يا وچيدة رچليك متلهبة جوي جوي
من إيه كِده
ردت بتوتر من ردة فعله و قالت
- ها جولك بس متزعجش
- جولي
-الچهاز الچديد هو اللي عِمل فيا كِده و لما اتصلت على الداكتور خليل جالي اروح له العيادة
رد خالد بتساؤل
- و مرحتيش ليه و ليه متحددتيش وياي ؟
ابتسمت بتردد و قالت:
- ما هو اني كنت مشغولة وياك في حكاية المكتب الچديد ديه و بعدين الصراحة كِده اني مستحية اكشف رچلي لـ خليل
تنهد خالد بعمق ثم قال بغضبٍ مكتوم
- مستحية تكشفي رچليك على داكتور ماشي لكن ربنا خلج مقانه مليون داكتورة نفس تخصصه كان في عقلك يا أم مخ تخين
- خلاص بجى يا خالد أني غلطانة إني جلت لك أصلا
رد خالد بهدوء عن ذي قبل و قال
- طب معلاش حجك عليّ، بعد كِده تعرفيني و أني ها تصرف لكن ما تسبيش حالك كِده
ردت بنبرة حزينة قائلة:
- حاضر
جلس حذائها و قال بعتذار
-خلاص متزعليش مني و الله اتضايجت لما لجيتك كِده و أنتِ بتهملي في روحك عشاني
توسدت صدره بعد أن دفعها بهدوءٍ لتضع رأسها يسار صدره، ردت بذات النبرة الحزينة
- اعمل إيه يعني چوزي بيحضر لأهم مشروع في حياته اشغله أني بچلعي ديه ؟
ربتات خفيفة على رأسها تبعها كتفها و قال:
- ملكيش صالح أنتِ على جلبي كيف العسل بعد كِده ها تزعلي مني واصل يا وچيدة
نظرت له و قالت بإبتسامة بشوشة
- ربنا يخليك ليا و لا يحرمني منيك واصل
تغيرت نبرتها فجأة و هي تقول بتذكر
- صُح مش هتروح لأخوك زين ؟!
سألها خالد بنبرة متعجبة
- هو أنتِ يا بت ملبوسة ؟ إيه الچنان ديه ؟ تبجي هادية و رومانسية و فچأة كِده تهب منيكِ ؟!
أجابته بمزاح
- ايوة ما أني بت أبالسه كيف چدي
تابعت بحنين
- والله اتوحشته جوي ابجى اخد حُسنة و نروح له سوى
- و ماله روحي كيف ما تحبي بس ترچعي بدري عبحب لما ادخل بيتي الاجيك منورة في
توسدت صدره و هي تغلق عيناه براحة ثم قالت :
- حاضر يا حبيبي اللي تشوفه
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع كامل
لم يحدث شيئًا جديد يذكر سوى تغير حالة حُسنة لم تعد تتحدث كالسابق مع زين تصرفاتها تغيرت تمامًا، اكثر ما يثير الدهشة في نفس زين ما رأهُ في أحد الليالِ
قرر أن يسأل وجيدة عله تعلم شئ و تساعده في ما يحدث لـ ز و جته، أما حُسنة قررت كشف الاعيب جدها، بمعنى أدق كشفت ما يحاول إخفائه الجد طيلة الأعوام الماضية
جلست وجيدة في بهو المنزل الخاص بـ منزل زين تستمع إليه بعد أن غادر خالد يليحدث والده قليلًا حثته على الحديث قائلة
-اتكلم يا زين أني سماعك زين
تنحنح زين و قال بحرج
- مش عارف اقل لك إيه بس يا وجيدة بس حُسنة متغيرة اوي الايام دي
سأله بعدم فهم و قالت:
- كيف يعني ؟
صمت لبرهة قبل أن يجيب على تساؤلاتها التي هطلت عليه كالمطر
- دايما بتكلم نفسها في علامات في جسمها زي خربشة كدا لما سألتها قالت لي مش عارفة
نظرت وجيدة له و قالت
- و بعدين ؟
صمت عاجزًا عن التحدث في أسراره الخاصة بينه و بين حُسنة، كانت وجيدة على علم بكل هذه التفاصيل عدا الموعد الذي وضعه زين للإنفصال حاولت رفع الحرج عنه و قالت
- أني خابر العلاقة بينك و بين حُسنة وصلت لفين كمل و أني هافهم عاوز تجول إيه ؟
بلع لعابه و قال:
- لما عُمر بعت لي الناس إياهم بلغوني رسالة في ما معناها إن عُمر عارف كب حاجة و حتى ماعد انفصالي منها إمتى لما سألت حُسنة قالت لي إنها متكلمتش معاه و أنا واثق من دا لأنها عمرها ما خبت عني حاجة بس اللي أنا مستغرب له حاجة تاني خالص
- حاچة إيه ؟
- حُسنة ليه كل يوم بليل من يوم انضـ ـربت بالسـ كـ يـنة و هي بتكلم نفسها و دايما تقول لحد ابعد عني
ردت وجيدة و قالت
- ما يمكن عتحلم و لا حاچة يا زين ؟
رد زين و قال
- دي بتتكلم و هي صاحية يا وجيدة
عجز عن الحديث لكنه قال بالنهاية
- وجيدة في تفاصيل مش عارف اتكلم فيها و في نفس الوقت مش لاقي حد ثقة غيرك يساعدني
ردت وجيدة و قالت بتفهم
- طب يا زين أني ها عجد مع خيتي و اشوف الحكاية ديه لو اتحددت وياي في الموضوع ديه يبجى اني هسألها براحتي و افهم منيها
عن اذنك
- اتفضلي
في غرفة حُسنة جلست تقلب بين صفحات المجلة بمللٍ كبير، ولجت وجيدة بعد أن طرقت الباب و اذنت لها شقيقتها بالدخول، هرعت نحوها ضمتها لحـ ضنـها و قالت بإبتسامة واسعة
- اتوحشتك جوي جوي يا وچيدة
- و أني قمان اتوحشتك جوي جوي
جلستا على حافة الفراش و قالت
- اقعدي عاوزة اتكلمرمعاكِ في كلام مهم
- وه ! اتجلب لسانك يعني چدي لو شافك بتتحددي مصري هيزعلك
ابتسمت حُسنة بجانب ثغرها و قالت
- و أنتِ لسه بتقولي له يا جدي ؟
سألتها بنبرة متعجبة قائلة
- اومال اجول إيه يعني يا حُسنة ؟
أجابتها بإبتسامة قائلة
- تقولي له يا بابا
ردت وجيدة ضاحكة
- ما هو ابوي برضك مرحناش بعيد
- لا يا وجيدة يا حبيبتي هو فعلا ابوك
- يعني إيه ؟
- يعني أنتِ بنت جدي يا وجيدة اقصد أنتِ عمتي أخت ابويا مش اختي أنا
لجمت الصدمة لسان وجيدة غير مدركة ما يحدث أمامها هل ما تتحدث عنه حُسنة هو صحيح أم لا، بينمل تابعت حديثها قائلة:
- تحبي اقولك رجلك ابترت ازاي يا وجيدة ؟
ردت وجيدة ذاهلة
- أنتِ بتتحدتي صُح يا حُسنة ؟
ردت حُسنة بنبرة صادقة استشعرتها وجيدة و هي تقول
- و الله العظيم بتكلم جد و جد الجد كمان أنتِ بنت جدي حسان، عارفة ليه جدي طرد أمي من الصعيد و مش راضي يرجعها ؟
سألتها وجيدة بشرودٍ
- ليه ؟
أجابتها حُسنة قائلة
- عشان اكتشفت حقيقته القذ ر ة، جدك
تابعت بنبرة ساخرة مصححة لها اللقب
- قصدي ابوكِ كان راجل ديله نـ جـ س زا ني
اتعرف على واحدة راقصة كلت بعقله حلاوة
اتجوزها عرفي و جاب لها شقة برا البلد و حملت فيكِ قالت له يكتب عليها شرعي عشان يثبت نسب الطفل اللي بطنها بس هو مرضيش ساب تموت بعد ولادتك كانت تعبانة و محتاجة مستشفى رماها زي الكلـ بة من غير اكل و لا مياه و اخدك و كتبك على اسم ابنه و قال يربيكِ بدل ما مراته اللي هي أمك المزيفة مبتخلفش في الوقت دا أمي كانت عايش في البيت و عرفت قالت مجرد تهديد إنها ها تفضحهم لو عملوا كدا بس حسان كان ملعون و قادر غصب على بابا يطلقها و كانت حامل فيا
ختمت حديثها بنبرة مغتاظة و الغضب و الشر يتطاير من عيناها قائلة
- خافت تقول إنها ولاحسن يقتلني كل دا عشان محدش يكشفه كنت عارفة من زمان
بلعت لعابها بغصة و قالت
- مش أنا بس أنا و عُمر و حتى بشار كلنا كنا عارفين حقيقته القذ رة و ساكتين عشانك أنتِ أنتِ الملاك و الحسنة الوحيدة في حياة حسان و هو يستحق المو ت
كانت وجيدة تشعر بالأرض تميد من تحتها كادت أن تفقد الوعي بعد هذا الكم من االاعترافات، وضعت يدها فوق رأسها و قالت
-بكفاية يا يا حُسنة بكفاية لحد كِده
هدرت حُسنة و قالت بصوتها المرتفع
- لأ مش كفاية لا مش هاسكت زي زمان، و الله لافضحه في كل مكان، لو فاكر إني هاسكت تاني يبقى بيحلم أنا مش هاسيب جوزي لقمة سهلة في عيلة الدهشوري و عرفي حسان و عُمر اللي هايفكر يقرب لزين هيلاقيني أنا في وشه و عليا و على أعدائي
قررت وجيدة أن تغادر المكان لم تعد تتحمل
ماحدث مازالت حُسنة تتحدث و تصرخ و تتوعد للجميع بأن تثأر لزوجها بينما هي كانت في حالة يرثي لها .
❈-❈-❈
في ساعات الأخيرة من الليل كانت حُسنة في فراشها تشعر بأنفاس ساخنة بالقرب من
رقـ بـتها الفراش دافئ رغم عدم وجود زين
الذي كان يقف أسفل المياه المتتدفقة، لاحت إبتسامة خفيفة و هي مغمضة العينين محاولة
تحريك رقـ بتها بدلاال بالغ، تمتمت بخفوتٍ
- بس بقى يا زين
يتبع...