رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 11 - 2 - السبت 16/3/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الحادي عشر
2
تم النشر يوم السبت
16/3/2024
بالمشفى
كان يُراقبها عن كثب الى أن جائت له فرصة
حين كانت تسير بالرواق بالإقتراب من غرفة الأطباء وكان وقت إنشغال بالمشفى، والغرفة فارغة، فزعت حين شعرت بيد تجذبها من معصم يدها وبلا شعور طاوعت ذلك ودخلا الى غرفة الأطباء وأغلق بابها، بصعوبة إلتقطت انفاسها الهاربة قبل أن ترفع عينيها وتنظر الى ذاك الذي يبتسم، لوهلة ظلت شاردة من المفاجأة لكن فاقت وتحولت نظرتها الى غضب ودفعته بيديها بغضب بعد ان سبته قائله:
يا حقير خضتني بسببك قلبي كان هيوقف مش هتبطل حركاتك الغبية دي، وبعدين.
إبتعد لخطوة وقاطعها ببرود:
سلامة قلبك، وبعدين
عيب لما تشتمي دكتور تشريح محترم زيي.
-محترم!.
قالتها بسخط، ضحك قائلًا بعتاب:
ليه مش بتردي على إتصالاتي ولا الرسايل.
نظرت له بغضب قائله:
سبق وقولتلك أنا مش للتسلية يا دكتور، كمان مش بفرض نفسي على حد مش عارف هو عاوز إيه من اللى قدامه، انا مش تجربة
مُعرضة للنجاح أو الفشل، أنا بحب الشخص صاحب القرار الحاسم مش اللى بيتسلي و...
قاطعها واضعًا يده على فمها قائلًا:
كل ده رد على سؤال بسيط، بعدين مين قالك إنى بتسلي و....
قبل أن يُكمل تبريره فُتح باب الغرفة ودلف أحد الاطباء... توترت قسمت وشعرت بالخزي، وكادت تُغادر حين نظر الطبيب نحوهم، بينما شعر إسماعيل هو الآخر بالضيق من ذاك الموقف وحاول تبرير وجودها هنا قائلًا:
تمام يا دكتورة هعرفلك الاعراض الجانبيه للعلاج اللى قولتى عليه وهكتبها فى تقرير مُفصل...
بينما تحدث بهمس لها:
هستناكِ بكره فى نفس الكافية وأرجوكِ بلاش تحرفي الأمر على هواكِ... هنتظرك الساعه أربعة العصر.
هزت رأسها بنفي وقالت بتوتر:
تمام متشكرة لخدمتك يا دكتور... هستني التقرير.
غادرت، بينما نظر إسماعيل للطبيب الآخر قائلًا:
منور يا دوك.
ضحك الطبيب قائلًا بمرح:
بنورك يا بروف.
إستهزأ إسماعيل قائلًا
دوك، وبروف... والطبيب المصري أشطر دكتور فى العالم، يلا هسيبك عندي جثة فى المعمل شغال عليها.
أومأ الطبيب ضاحكًا غير مباليا لما راه فهو لا يعنيه الآمر وكذالك لم يكونا بموقف مُخل.
❈-❈-❈
رغم درجة الحرارة القاسيه بوقت الظهيرة
بسهل من سهول الجبل، رغم أنه يعلم انه نجي بأعجوبة من تلك المُداهمة بعد أن لعب معه الحظ وغادر قبل المداهمة التى تمت قبل أيام وقامت بتصفية الكثير من هؤلاء المجرمين اللذين كانوا يتخذون من باطن الجبل مأوي لهم،لكن ما يشعر به من غضب يود ان يصرُخ ربما يخف من تلك النار المُشتعلة بقلبه يلوم نفسه غيابه لأسبوع بعيد عن البلدة والدار،حين عاد كانت صدمة أخري إخترقت قلبه،شبة أهلكته فى جُب يُغرقه يُصارع لا يستطيع التنفُس،
كانت تلك الذئبة جائعة لسوء حظها كانت تبحث عن جيفة لطير أو حيوان نافق طعام تقتات به هى وصغارها اللذين يحاوطنها
حين رأت ذاك الذي يتقدم قامت بالحربقة عليه تُرهبه كي يبتعد عن تلك الجيفة التى عثرت عليها، لكن هو كان متوحشًا أكثر منها
أخرج سلاحه من جيبه وبثواني كان يُمطرها هي وصغارها بالرصاص يصرخ مثل النساء من قسوة جمرة قلبه بسبب رؤيته لـ سراج وثريا تجلس جوارهُ صباحً.. غضبً يُسيطر على عقله خوض حربًا يحرق الباقي من تلك العائلة الذى ينتمي إليها وعقله يسأل سؤال واحد لما وافقت على الزواج ثانيًا من سراج، والجواب
هي مثل الفراشة تنجذب ناحية الضوء، سراج هو الآخر رسم عليها بالشهامة كما خدعها غيث بمعسول كلامه الزائف... لكن لا لن يستسلم لابد أن يقصي سراج مثلما فعل مع غيث حين سفك دمه، ليس طمعًا سوا بأن ينال ثريا لاحقًا، شاهد طرد ولاء وزوجة عمه لها قبل إنتهاء أيام العزاء هو من ساعدها تخرج من المنزل قبل ان يغتالونها بقسوة عذاب فقد غيث غدرًا، وصموها بـ"جلابة النحس"
لما وافقت على سراج وان تعود بين براثن إعصار قد يقتلع قلبها هذه المره...
سراج... سراج
دائمًا كان بينهم عدم وفاق وتآلف منذ صغرهم كان ذو شخصية قويه
كانوا يُشكلونه ليُصبح هو كبير العائلة، رغم ذلك شرد عنهم وإختار طريق آخر، حتى حين عاد نسوا أنه تخلى عن مكانته سابقًا بإرادته، أعطوا له حجمًا أكبر ورحبوا بعودته، وقت قليا وسيطر على عقول ليس فقط كبار العائله بل كبار البلدة والمحافظه، فعلته مع ثريا وأنقاذه لها، وبعدها زواجه من أرملة أحد أبناء العائله أظهرته ليس فقط بالشهامة،كذالك بالرجوله لم يتهم أنه شابً وكان من حقه فتاة لم يسبق لها الزواج،أثبت أن الشهامة مع الرجوله
لا تنقص منه إن تزوج بإمرأة كانت لغيره سابقًا
وهي كيف وافقت
هذا ما يُحير عقله حاول لفت آنتباهها أكثر من مره لكن كانت تُعطي رد فعل غير مُبالية، بل كان أحيانًا يشعر أنها قد تظن أنه مثل غيث لقُربه منه بحُكم انهما دائمًا كانا معًا
والحقيقة هل تفرق عنه
والجواب... لا بل أسوء منه أنت قتلت
من أجل إمرأة ومع ذلك لم تنالها... لكن لا شئ مستحيل وعلى إستعداد بسحق جديد.
❈-❈-❈
بـ دار عمران العوامري
بالمطبخ
كانت كُل من فهيمة وثريا تُساعدن الخدمات فى الإنتهاء من تجهير وجبة الغداء،
تبسمت عدلات لـ ثريا قائله:
إنتِ لساتك عروسة المفروض متجفيش معانا إهنه بالمطبخ والوكل يجي لحد عنديكِ بالأوضة بتاع سراج بيه.
تهكمت ثريا وقبل ان تتحدث كانت دخلت ولاء الى المطبخ وسمعت حديث الخادمة وإستهزأت وهي تنظر الى ثريا بدونية قائله بإستهزاء وتلميح صريح:
كانت بِت بنوت إياك واول جوازة لها مالوش لازمة الدلع المايع ده وشهيلوا شويه خلصوا الوكل، زمان الرچاله على وصول.
شعرت ثريا بالغضب من قولها وتوقفت عن ما كانت تفعله قائله:
صحيح مش أول جوازة ليا، بس ده ميمنعش إني عروسة برضك،والحمد لله بتجوز بشرع ربنا مش ماشية فى الحرام ولا عملت حاجه محدش عملها قبل إكده،وكمان مش انا اللى رميت نفسي على سراج وغصبته يتجوزني، هو عشجان (عشقان) والدليل العُرس اللى عمله سبع ليالى بحالهم ده الناس فى الكفر لساها بتتحدت عالعرس ده لحد دلوك.
سمع كل من بالمطبخ صوت صك أسنان ولاء التى شعرت بغضب وقالت بإستقلال وإستقواء:
بلاش تتغري يا بِت الحناوي، وإلزمي حدودك وإعرفي بتتحدتي ويا مين، بلاش تفكري إن ليكِ مكانه إهنه، إنتِ زيك زي أي شغالة إهنه، بالنهار تخدمي فى الدار وبالليل تبجي تحت مزاج سيدك سراج... يمكن تفلحي وتملي مزاجه يرضي عنك،قبل ما يفوق زهوة الشهامة، وزي ما حصل قبل سابق تلاقي نفسك مطرودة من جنة االعوامريه، بس المرة دي هتنطردي خالية.
شعرت ثريا بغيظ، ودت الرد على ثريا بما يناسبها، لكن غادرت ثريا بعد حديثها الفظ ووجهت أمرها للخادمات بانهاء عملهن، كذالك مسكت فهيمه يد ثريا وقالت لها بهدوء:
بلاش تردي عليها يا ثريا هى بتستفزك للغلط.
تعصبت ثريا قائله بغضب:
أغلط...
فى مين
هي دي مين اساسًا واحدة حِشرية وعاوزة تفرض سيطرتها إنها لها مكانة وكلمة حتى على رجالة العيلة...
مفكرة نفسها صاحبة شآن على عيلة كل رجالتها.....
وضعت فهيمه يدها على فم ثريا قبل أن تزيد وتُخطئ وجذبتها وخرجن من المطبخ بعد ان غمزت لـ عدلات التى نظرت الى بقية الخادمات بتعسُف قائله:
مالكم وقفتوا شُغل ليه، الست ثريا مهما إن كانت هي دلوك مرات سراج بيه، ولازمن تتعاملوا معاها على حساب إكده وإحنا ملناش صالح بأمورها مع الست ولاء، دول نسوان العيله وإحنا خدامين لقمة عيشنا، يلا هموا خلونا نخلص.
شعرن بالخزي وعُدن لعملهن، بينما بغرفة خزين جوار المطبخ توقفت فهيمة مع ثريا قائله بتنبيه:
ثريا بلاش تتحدتى جدام الخدمات إكده فى منهم بينقل الحديت لـ عمتي ولاء وكمان بلاش تنشطي جصادها هي إكده بتجرك للغلط ولما تردي عليها هي بتعصبك أكتر، الأحسن تبجي زيي وتفوتي لها.
نظرت ثريا لـ فهيمة:
سبق وعاشرت ولاء وأختها الإتنين كانوا أسوء من بعض، وسكتت وفى النهاية مخدتش من عيلة العوامري غير عذاب روحي، ومش ناويه أنخ ولا أحط واطي مرة تانيه لحد ومش خايفة إن حديتي يتنقل لها،أنا مش باقيه على حد.
غادرت ثريا تشعر بغضب،بينما فهيمه تنهدت بقلة حيلة قائله بأسي:
عارفة اللى حصلك منيهم قبل إكدة،ربنا ينتقم منهم.
صعدت ثريا الى تلك الغرفة وقفت تشعر بإختناق تستشعر غضبها،تود ان تصرخ لكن لا هي لن تنهزم مره أخري ولن تتخذ الصمت كما فعلت سابقًا،لن تظل مهزومة يكفي إنهزامًا هي تمتلك عُمرًا واحدًا فقط،ولن تقبل إهانة أو إمتثال لرغبة أحد غير نفسها.
بينما ولاء ذهبت الى غرفة الضيوف وجلست تضجع بظهرها تشعر بزهوًا وهدوء نفسي بعد أن أفضت غضبها بـ ثريا أمام الخادمات وعرفتها قيمتها أنها لا تفرق عنهن،بل هي الأسوء
هي هنا خادمة وجارية لرغبات سراج،التى لديها يقين انها لن تستمر كثيرًا فهي أخيب بل أضعف من ان تعلم أساليب جذب النساء لمُجاراة مُطلبات الرجال.