قراءة رواية جديدة زو جة ولد الأبالسة لهدى زايد - اقتباس
قراءة رواية زو جة ولد الأبالسة كاملةتنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية زو جة ولد الأبالسة رواية جديدة قيد النشرمن قصص و روايات الكاتبة هدى زايد
رواية زو جة ولد الأبالسة
اقتباس
❈-❈-❈
ردت بهدوء شديد قائلة:
- صدجني يا زين الأسئلة الكاتيرة ملهاش لازمة لأنها ها تفتح في ابواب ربنا وحده يعلم ها تتجفل كيف بكفاية لحد كِده خراب
حرك زين رأسه و قال بذهول شديد
- مستحيل مستحيل دا يكون حقيقي
تابع بتساؤل كالمجذوب
- مين قالك عرفتي ازاي
رفعت حُسنة الهاتف نصب عيناه بعد أن ضغطت زر التشغيل ليستمع لما هو أسوء من حقيقته الجديدة على ما يبدو أن والدته كان مساعدة إبليس و هو أصبح بن إبليس لتصبح حُسنة بالنهاية زوجة ولد الأبالسه .
❈-❈-❈
كانت والدته جالسة في بهو الفيلا مع والده يحتسان القهوة المسائية، هدر بصوته الجهوري و هو يهبط سلالم الدرج، نظرت والدته له بنظراتٍ متعجبة سألته بهدوء
- مالك يا زين يا حبيبي في إيه ؟
رد على سؤالها بسؤالًا آخر قائلًا بصوتٍ مرتفع
- صحيح عُمر يبقى اخويا الكبير ؟
ابتسمت بتهكم و هي تضيق حدقتها محاولة التظاهر بالصدمة و عدم الاستيعاب و هي تقول:
- إيه التخاريف دي يا زين يا حبيبي ازاي يعني ؟
ضرب زين بيده على صدغه و قال بمرارة في حلقه
- أنا اللي بسال حضرتك عقلي أنا اللي مش قادر يستوعب إن أنا ابقى اخو الد أعدائي
احتو ى كفيها بين راحتيه و قال برجاء و نبرة تملؤها الإ نـ كـ سار
- ابوس ايدك يا ماما ريحي قلبي و قولي إن اللي عرفته دا مش حقيقي قولي إن عُمر مش اخويا و إن كل دا مجرد اوهام
وضع والده قدح القهوة على سطح المنضدة و قال بهدوء و نظراته لا تُبرح تلك الماثلة أمامه
- طول ما أنت ماشي كيف الحمار ورا بت الدهشورية ها تبجى كِده و زيادة بس أني عذرك برضك ما هو أنت حبيت و اللي بيحب بيبجى كيف الحمار ماشي مافهمش حاچة وا صل أني عندي شرط جبل ما اجول لك الحجيجة
استدار زين تجاه والده بهدوء ظاهري يتناقض مع تلك النـ ـيران المتأججة داخله و قال:
- اتفضل يا بابا
أشار فؤاد القصاص تجاه زوجة ابنه و قال:
- ترمي اليمين على بت الدهشورية كـ نوع من رد الإعتبار لامك
رد زين بعصبية مفرطة و قال:
- بابا إيه دخل حُسنة في الكلام دا و أنا بقول لحضرتـ ...
وقف والد زين و قال بنبرة لا تقبل النقاش
- أني جلت اللي عندي خلاص
تنهد زين و هو مغمض العينين ثم فتح بصره و هو يضع شرطه مقابل شرط أبيه
- طب يا بابا أنا حابب اسمع الأول اللي حضرتك ها تقوله و بعدها أنا اللي هاقرر إيه اللي يناسبني و أرد اعتبار امي بالطريقة اللي ترضيك طبعًا
نظرت والدة زين لزوجها رافضة أن يفصح عن ما حدث في الماض لكنه تجاهل نظراتها المتوسلة و قال بغضبٍ مكتوم و هو يقف جوار زوجته داعمًا لها كما يفعل دائمًا في مثل هذه المواقف .
❈-❈-❈
وقف زين مقابل حُسنة يطالعها لآخر مرة قبل أن يخبرها بقراره الأخير، وضع بينهما ورقة تناولتها منه و على وجهها نظرات الإستفهام سألته بنبرة متعجبة قائلة:
- إيه دا دي ورقة التحاليل بتاعتك ؟!
رد زين بجمود و قال:
- لا، دي ورقة طلاقك
تابع و هو يضع ورقة أخرى صغيرة و قال:
- و دا شيك في جميع مستحقاتك المادية اعتبري هدية طلاقك
نظرت حُسنة بجمود لا تعرف من أين أتت به لكنها اعتادت على أن ينشطر قلبها و لا تبكِ
سألته بنبرة متهكمة قائلة:
- سمعت كلام ابوك ؟!
شاح بوجهه تجاه النافذة ثم عاد ببصره لها و قال بهدوءٍ ظاهري
- أنا سمعت كلام العقل و اعتقد بعيدًا عن اللي حصل أنا كنت متفق معاكِ على الإنفصال مفرقتش بقى سبنا بعض بسبب مين
أومأت له برأسها علامة الإيجاب و تقول بمرارة في حلقها
- عندك حق
تابعت بعدم إكتراث و هي ترفع إحدى الأوراق و قالت:
- مش محتاجة لـ فلوسك
القتها في وجهه بينما هو ارخى كفيه و هو عاقدًا ساعديه خلف ظهره، ثم رفعت وثيقة الطلاق و قالت مرارة :
- دي بس اللي تفرق لي و مش محتاجة منك غيرها ربنا يوفقك مع واحدة تقدرك و تسعدك
خطت بخطواتها الواثقة تجاه باب الغرفة، وضعت يدها على المقبض الحديدي و قبل ان تفتح الباب استوقفها دون ان يستدار
- حُسنة نسيتِ تلمي هدومك
ابتسمت إبتسامة شديدة التكلف و قالت دون أن تستدار
- ابقى اتبرع بيهم
فتحت الباب بغضبٍ مكتوم خرجت من الحجرة متجه نحو سلالم الدرج، هبطت و هي مرفوعة الرأس شامخة لا تهتز لم تتأثر ظاهريًا بهذا الإنفصال كادت أن تتجاوز والديه لكن صوت فؤاد القصاص استوقفها قائلًا بشماتة
- لو كان زين عِمل غير كِده كنت جلت إنه مش ولدي صُح خروچك من الدار ديه يعني خروچك من الچنة
نظرت له و قالت بإبتسامة واسعة
- الجنة بتاعك دي الله الغني عنها خروجي من هنا يعني نجاتي من عالم قذ رة سوى كنت أو حسان الدهشوري
حُسنة
هتف زين بإسمها محاولًا فض المشدة الكلامية بينها و بين والده، نظرت للأعلى لتستمع إلى كلماته الأخيرة قبل أن يأمرها بكل هدوء للخارج قائلًا:
- من فضلك كفاية لحد كدا، و اتفضلي مع السلامة .
كزت على أسنا نها بغيظٍ شديد لم تكن تهلم أنه سينصر والديه بهذه الطريقة، غادرت المكان دون أن تلتفت خلفها، ما إن عبرت البوابة الداخلية وجدت السائق الذي عينه زوجها عفو السابق عليه أن تتقبل الأمر و تُعلن هزيمتها استوقفها قائلا بأدبٍ
- زين باشا أمرني اوصل حضرتك لأي مكان تحبي
ردت حُسنة بنبرة مغتاظة قائلة:
-قول للباشا بتاعك إني مش محتاجة لخدماته من بعد النهاردا
تركته يحاول معها مرة أخرى لكنها رفضت و بشدة، سارت بخطوات هادئة و هي مطأطأة الرأس لا تعرف إلى أين تذهب، تبادر في ذهنها وجيدة لكنها تذكرت سفرها للقاهرة لمواصلة إجراءت الطرف الصناعي.
لم يعد أمامها سوى العودة لبيت حسان الدهشوري توقفت سيارة الأجرة عند منزل الجد أمرت حارس البيت أن يدفع له أمواله
ولجت و قبل أن تطرق الناقوس وجدته جالسًا
على مقعده الوثير يسند بذقنه على الرأس الشيطانية المثبتة على عكازه، ابتسم لها و قال بشماتة
- طلجك ولد القصاص ؟! مبروك زين ما عِمل يا حُسنة
تابع بشماتة واضحة وضوح الشمس قائلًا
- و الله طلع راچل و لو عِمل غير كِده كنت جلت إنك ساحرة له
ابتسم ملء شدقيه و قال:
- ما أنتِ بت أبالسه و تعمليها
ضحك حتى اهتز جـ سده، وطأة قدم و قبل أن تطئ الأخرى منعها قائلًا:
- على فين ؟!
- هدخل داري؟!
أشار حسان بيده المجعدة للخلف و هو يقول
- ديه كان زمان جبل ما تبجي مرت زين القصاص
تابع بحزن مصطنع ساخرًا من أحزانها و قال:
- جصدي اللي رماكِ بطول دراعه و نصر أبوه و أمه عليكِ
تبدلت ملامحه كما تتبدل السماء الصافية بأخرى ملبدة بالغيوم و قال:
- مشي برا و اوعاكِ تخطي خطوة واحدة و تتدخلي الدار ديه تاني واصل
سألته حُسنة قائلة بدهشة و ذهول شديدان
- عتطرد حفيدتك في انصاص الليالي !!
رد الجد حسان بملامح لا تنُم سوى الشر و هو يدب بعكازه قائلا بنبرة لا تقبل النقاش
- و اجـ تـل ابوي لو عا ص لي أمر، مشي لبرا بدل ما خلي الحريم ترميكِ لكلاب السكك
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدى زايد من رواية زو جة ولد الأبالسة، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية