رواية جديدة في غياهب القدر لبسمة بدران - الفصل 26
قراءة رواية في غياهب القدر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية في غياهب القدر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل السادس والعشرون
مفاجأة
ياسارقاً قلبي أتتك جوارحي
طوعاً بلا أمرٍ ولا استئذاني
فأنا الذي أهملته وتركته
كنزاً للص هواك حين أتاني
فارفق به مادمت تملك أمره
واحفظه حفظ الصدر للرئتاني
وإذا لقيتك فأعطنيه دقائقاً
ليجدد الحب به شرياني
(محمد بن فطيس)
❈-❈-❈
على مائدة الإفطار يتناولون طعامهم في صمت مريب وبداخل كل منهم أفكاره الخاصة.
فعمار يفكر في حبيبته التي ستكون لرجل غيره اليوم وقلبه يشتعل غيرة وغضبا لو خرج لحرق الأخضر واليابس كيف لها أن تفعل به ذلك وقلبه يصرخ عشقا لها لم يتخيل يوما حتى في أسوأ كوابيسه أن كل ما حدث معه سيحدث.د بالفعل.
فكلنا نعلم أن الطعنة إذا جاءتك من الغريب تكون سهلة وبسيطة وربما متوقعة لكن عندما تأتيك من القريب تكون كسرة قلب وروح معا وزينة كانت أقرب شخص لعمار أحبها كما لم يحب أحدا من قبل كان يؤثرها على نفسه لم يرفض لها يوما طلبا كان يوفر لها جميع احتياجاتها يعاملها كإبنته لاتين وليست كزوجة وامرأة ناضجة لذا يتساءل لماذا فعلت معه كل هذا؟
رفع رأسه إلى أعلى كي يمنع دموعه من السقوط يكفيه إذلالا وعطفا ممن حوله.
استفاق من شروده على صوت ليث الحاد: بابا حضرتك ما بتكلش ليه؟
تنهد بقوة ثم أجابه وهو يمسك القهوة خاصته ويرتشف منها رشفة صغيرة: باكل يا حبيبي كل انت.
وضع ليث شطيرته الخاصة وهب واقفا وراح يغمغم وهو ينصرف إلى غرفته: أنا شبعت الحمد لله.
بينما لاتين كانت تأكل ببطء شديد لاحظته صَبا فهبت واقفة وأجلستها فوق قدميها وراحت تطعمها بيديها.
رغم عنه راحة يتأملهما بشرود فلطالما كانت تفعل زوجته هذا مع تلك الصغيرة والمشهد يتكرر وكأنه عرضا تلفزيونيا
ابتعدا عن طاولة الطعام واتجه إلى غرفته بكرسيه المتحرك هاتفا باقتضاب: أنا داخل اضتي يا صَبا ويا ريت ماحدش يدخل عليا محتاج اقعد لوحدي شوية.
أومأت له موافقة وكأنه يراها ثم أعطت كل تركيزها للصغيرة التي كانت تدغدغها من وقت لآخر كي تعوضها عدم وجود والدتها التي تركتهما بسهولة وكأنهما شيئا قديما في حياتها.
ابتسمت بسخرية فهي تعلم علم اليقين أن عمار ما زال يحبها كثيرا والحزن الذي على وجهه هي السبب فيه لوهلة شعرت بأنها بحاجة للبكاء لكنها تماسكت فعليها أن تكون قوية فالمشوار ما زال في بدايته.
❈-❈-❈
قبضت على يديها بقوة حتى خدشت أظافرها باطن يدها وسكت على أسنانها هاتفة بغل: عمار وصَبا اتجوزوا!
أومأت لها والدتها مغمغمة: أيوة يا أختي اتجوزوا امبارح بالليل يعني كل اللي انت كنتي خيفة منه حصل والبت اتجوزت عمار خلاص.
جلست فوق فراشها بضياع وراحت تهزي بكلمات غير مفهومة: لا مش ممكن عمار بيحبني أنا مش ممكن هتاخده مني أنا مش هسمح بده أبدا أنا هعمل لها فضيحة في كل الحتة الناس كلها لازم تعرف حقيقتها.
دنت منها والدتها تهزها بعنف صارخة في وجهها: بتقولي إيه يا بت المجنونة أنتي فضيحة إيه ما أنت خلاص اتطلقتي منه وهتتجوزي النهاردة واحد تاني اسمعيني يا بت يا هبلة أنت شيلي الكلام ده كله من دماغك وركزي في حياتك عمار ما يلزمكيش خلاص وخليكي في الراجل اللي فارش لك الأرض من تحت رجلك دهب قومي يلا جهزي نفسك بصي حواليكي شوفيه عمل لنا إيه لبسني دهب وجاب لي هدوم غالية وانت ما بيرفضلكيش طلب إيه هتطمعي يا بت يا زينة؟
اسمعيني يا بت أنا مش هسمح لك تضيعي الفرصة دي من أيدينا يلا خمس دقايق وتخشي تخديلك دش محترم كده على ما البنات بتوع التجميل ييجوا.
ألقت كلماتها دفعة واحدة وانطلقت للخارج وهي تغمغم بكلمات غير مفهومة.
تاركة الأخرى تستشيط غضبا وتوزع نظراتها في كل ركن بالغرفة هاتفة بعدم تصديق: معقول عمار وصَبا اتجوزوا صَبا خدت مكاني لا لا لا أكيد في حاجة غلط.
هبت واقفة مستطردة حديثها الغاضب: أنا مش هسمح لها تتهنى صَبا بنت سعاد ولو وقفت على شعر راسها عمار ما بيحبش غيري أنا.
أخلص بس من ليلتي وبعد كده هشتغل لها في الأزرق خطافه الرجالة دي.
❈-❈-❈
ارتدت ثيابها ودلفت للخارج عازمة على شراء مستلزمات المنزل.
وأثناء سيرها أوقفها صوته المميز: على فين العزم ان شاء الله يا ست البنات؟
استدارت له تهتف باختصار رايحة أجيب حاجات يا رؤوف فيه حاجة؟
هزة رأسه نفيا ودنى منها خطوة هاتفا بشقاوة: ما فيش حاجة يا جميل أنا بس حبيت أقول لك صباح الخير.
صباح النور.
قالتها وهي تكمل طريقها.
بينما هو مشى بجوارها وكأنه يعلن للجميع أنها باتت تخصه
ساد الصمت بينهما قليلا قطعه هو: وحاجات إيه اللي منزلاكي من بدري كده؟
أجابته باختصار: قلنا حاجات للبيت وبعدين انت ماشي معايا ليه الناس تقول إيه يعني.
أطلق ضحكة مزلزلة وهو يضرب كفا بالآخر ويهز رأسه بعنف: مجنونة والله انت مجنونة
يا هبلة قلت لك ميت مرة احنا اتجوزنا خلاص كان كتب كتابنا امبارح ولا نسيتي الظاهر انك مش هتفتكري غير لما تشرفيني في بيتي عموما هانت يا بيرو وقريب جدا هتنوري بيتي المتواضع.
زفرت بنفاذ صبر هاتفة بفظاظة: طيب بعد ازنك بقى شوف انت رايح فين وانا هكمل طريقي علشان أجيب الحاجات اللي قلت لك عليها.
هزة رأسه نفيا ودنا منها جاذبا كفها بين كفه هاتفا بتأكيد: أنا جاي معاكي وحوصلك لحد البيت كمان احسن حد يعاكسك ولا حاجة.
حاولت إفلات يدها من يده لكنها لم تفلح فزفرت بقوة ثم أكملت سيرها بجواره وهي تغمغم: غلس صحيح حد قال له إن أنا عيلة صغيرة محتاجة اللي يوصلني.
ضربها بخفة في منكبها بيده الحرة مغمما بمرح: سمعتك على فكرة أهو انت اللي غلسه يا غلسه وبعدين أيوة انت لسه عيلة صغيرة بضفاير ومش عايز اسمع كلمة بقى لحد ما نوصل.
رمقته بغضب ومن ثم وجهت بصرها إلى الطريق وهي تحاول من وقت إلى آخر فلت كفها لكنها كالعادة لم تفلح.
أما عن الآخر فقد كان يشعر بسعادة لا مثيل لها فلأول مرة يكون بالقرب منها لهذه الدرجة كم تمنى فقط أن تنظر إليه للحظة واحدة والآن باتت زوجته على اسمه يعلم أن الطريق إليها شبه مستحيل لكن هو اعتاد أن يحصل على ما يريد وهو سيفعل سيكسب قلبها.
فرؤوف وصَبا يشبهان بعضهما بشكل كبير.
رؤوف يسعى لكسب قلب حبيبته وصَبا تسعى لقلب عمار ذلك الشاب الذي بات قلبه متجمدا وكبر عشرون عاما بسبب ما حدث له.
لكن هل يا ترى سيستطيعان الحصول على عشقهما أم أن للقدر له رأي آخر؟
❈-❈-❈
بتقولي إيه يا تسنيم صَبا اتجوزت عمار طب ازاي!
تلك الكلمات تفوه بها وليد بعدم تصديق ومن ثم ألقا بجسده فوق أقرب مقعد وهو يشعر بالضياع فكل ما خطط له ضاع هباء منثورا والفتاة التي أحبها وبقي أعزب من أجلها تزوجت بحبيبها لا يعرف تفاصيل ولكن كل ما عرفه أن المدعو عمار هنداوي انتصر عليه مرتين.
في المرة الأولى عندما رفضته صَبا بسببه وبقيت تنتظره والمرة الثانية عندما تزوج بها.
استفاق من ضياعه على يد أخته التي راحت تمسل فوق كتفه بهدوء مغمغمة بجدية: اسمعني بقى يا وليد دلوقتي صَبا خلاص اتجوزت وانت لازم تشوف حياتك انت ما بقتش صغير.
أبعد يدها وهب واقفا هادرا بعنف: عيراني أنسى أنسى السنين اللي استنتها فيها دي كلها وبكل بساطة راحت اتجوزت عمار طب ازاي وليه وعشان إيه؟
عمار هيقدر يديها إيه ده واحد عاجز ما يعرفش حتى يخدم نفسه سابتني عشانة.
وقفت قبالته تصرخ بعنف مماثل: صَبا ما كنتش معاك أصلا يا وليد علشان تسيبك انت اللي كنت واهم نفسك البنت كانت صريحة من الأول وطلبت منك انك تبعد عنها بهدوء وقالت لك إنها بتحب واحد تاني وانت رفضت فكرة انها ترفضك وفضلت تجري وراها لكن دلوقتي البنت بقت متجوزة خلاص يا وليد ولو قربت منها هيحصل مشاكل كتير جدا.
زجرها بعنف هاتفا بفحيح جعل أخته تشعر بالخوف منه: وأنا مش هسبها في حالها يا تسنيم مش هسبها في حالها سمعاني.
ألقى كلماته المسمومة وانطلق إلى غرفته صافقا الباب من خلفه بعنف أفزع التي تقبع بالخارج تضرب كفا بالآر وهي تغمغم: ربنا يستر من الأيام اللي جابه.
❈-❈-❈
انحنت بجزعها تلتقط ثوب زوجها المتسخ لتقوم بغسله واستقامت واقفة
قربته من انفها لتشتم عبيره لكنها قطبت حاجيها بدهشة عندما اشتمت رائحة غريبة في قميص زوجها
راحت تستنشقه بعمق كي تستشف ان كانت رائحة نسائية أم لا شعرت بالغضب عندما تأكدت بأنها رائحة نسائية بحتة.
ألقت القميص أرضا وراحت تفكر والغيرة تأكلها هل يخونها زوجها هل اقترب من امرأة غيرها؟
حاولت تكذيب نفسها والتقطت القميص مرة أخرى واستنشقته لكن كانت النتيجة كما هي رائحة نسائية حلوة.
قبضت على القميص بقوة وراحت تغمغم بكلمات غاضبة: بتخوني يا رامي وأنا اللي كنت مفكراك محترم وبطلت أدايقك بغيرتي اتاريك بتلعب من ورايا بس وديني لو شكوكي طلعت في محلها لاكون سيبالك البيت وماشية لا ومش كده بس أنا مش هكون على ذمتك سانية واحدة بعدها مش غزل كامل اللي تتخان.
كادت أن تتصل به وتعرف ماذا يدور من خلف ظهرها لكنها تراجعت وقررت أن تنتظره ريثما يعود وستواجهه بكل ما استشفته وجها لوجه أفضل بكثير من المكالمة الهاتفية.
وعلى الرغم من أن النار ستظل مشتعلة في صدرها فالانتظار مؤلم للغاية لكنها رأت أن القرار الآخر هو الصواب بعينه.
❈-❈-❈
في مقهى أبيه يجلس ينفث سجائره بشراهة كبيرة فلقد انتشر زواج صَبا وعمار كالنار في الهشيم في المنطقة وهو كان يتمنى أن يكون زوجا لتلك الحسناء هو لا يحبها لكن يبهره جمالها الأخاذ وأخلاقها العالية.
ففي وجهة نظره هي أجمل فتاة في المنطقة بأكملها كان يحقد على والده بشدة لأنه كان يريدها له لكن عندما انسحب والده من تلك المعركة قرر أن يأخذها لنفسه لكنها فضلت عليه ذلك العاجز الذي لا حول له ولا قوة.
صك على أسنانه بقوة وأطلق سبة نابية لكنه انتفض على صوت والده الغاضب: بتشتم مين ردياض يا كلب لنت؟
ألقى ما تبقى من سجارته في المنفضة وهتف بحدة: أكيد مش قصدي انت يا أبا أنا بس افتكرت موقف ضايقني.
جلس قبالته وهو يغمفم: آه بحسب عموما أنا كنت عايزك في موضوع.
أراحة ظهره فوق الكرسي وسأله بعدم اهتمام: موضوع إيه؟
أجابه بدون مقدمات: موضوع جوازك ياض انت هتفضل قاعد لي كده أنا عاير أشوفلي حفيد ولا تكونش حاطط عينك.
قاطعه بجدية: لا حاطط عيني ولا حاطط رجلي أنا لما ألاقي بنت الحلال المناسبة هتجوزها ومش كل شوية تزن عليا كده يا أبا أنا مش بت عشان أبور ولا أعنس تمام .
ألقى كلماته وهب واقفا منطلقا للخارج تاركا والده يشيعه بنظرات متعجبة وغاضبة في آن واحد.
فمن وجهة نظره ذلك الشاب قليل الاحترام.
غمغمة بعدم رضا: ماشي يا ابن فتحية وديني لاكون مربيك.
رفع صوته الغليظ هاتفا بقوة: واد يا جمعة الشيشة يلا.
❈-❈-❈
#######
وضعت الأطباق فوق طاولة الطعام ثم نادت بصوت مسموع: ليث لاتين يلا الغدا جاهز.
سارت بخطوات سريعة باتجاه غرفته وكادت أن تطرق الباب لكن صوت الجرس منعها من فعل ذلك.
فغيرت وجهتها وذهبت لترى من الطارق وما هي إلا ثواني حتى هتفت بترحاب: خالي يا أهلا وسهلا تعال أتفضل.
تأمل وجهها الجميل وهتف بانبهار شديد: بسم الله ما شاء الله عليك يا صَبا يا بنتي انت شبه الحوريات بصحيح والله انت خسارة في الجحش اللي نايم جوه ده مش نايم برضو.
أومأت له بابتسامة صافية ثم افسحت له الطريق ليلج.
وما هي إلا دقائق حتى تجمعوا على طاولة الطعام والتي كان يترأسها الحاج سعد.
سأله عمار الذي كان على يمينه: قل لي يا حاج إيه سبب زيارتك الكريمة دي؟
أجابه وهو يأكل باستمتاع شديد: الموضوع خاص بجوازي يا عمار.
صاحت صَبا بسعادة: جوازك انت يا خالي يا ترى مين سعيدة الحظ دي؟
أجابها بعد أن ابتلع ما في فمه: واحدة انت ما تعرفيهاش يا صَبا بس هي ست طيبة وبنت حلال وأنا كنت عايز عمار يجي معايا واحنا بنطلبها من أختها وجوز أختها عشان هي ما لهاش حد.
رمقه عمار بدهشة هاتفا بحدة طفيفة: أنا اللي هاخطبها لك ازاي يعني يا حاج انت عايزني أنزل في حالتي دي والناس تتفرج عليا يعني وإيه يجبرني أسمعهم وهم بيمصمصوا شفايفهم ويقولوا يا حرام ويا حول الله يا رب والكلام ده لا يا حاج أنا آسف روح انت وأنا موافق اللي يسعدك يسعدني.
رمقه والده بغضب ثم هب واقفا تاركا الطعام: طيب يا عمار أنا هروح لوحدي وأنا اللي كنت جاي وفاكرك هتساندني عموما يا ابني كتر خيرك.
رمقته صَبا بعتاب خفي بينما ليث ولاتين كانوا يأكلون في صمت ويستمعون إلى ما يحدث بعدم اهتمام.
وقف أمام الباب وما زال الحزن يعتريه ووضع يده على مقبض الباب وفتحه لكنه سرعان ما ابتسم عندما استمع إلى صوت ابنه القوي: استنا يا حاج سعد هغير هدومي وآجي معاك.
❈-❈-❈
ودعها بقبلة طويلة على جبينها ثم هتف بجدية: خدي بالك على نفسك يا رغد وما تخرجيش بالليل تاني واديني سمعت كلامك أهو وخدت أجازة من الشغل وقضيت اليوم كله معاكي.
عانقته بقوة ثم تمتمت بنعومة أذابته كليا: الله لا يحرمني منك يا رامي بس ما تطول علي أنا بفتئدك كتير.
ابتسم بقوة وضمها إلى قلبه أكثر حتى كاد أن يدخلها بين ضلوعه وتحدث بتأكيد: ما تقلقيش يا حبيبتي أنا مش هتأخر عليك بس اوعديني انك ما تطلعيش بالليل لوحدك عشان أنا كنت هموت من القلق عليك.
ابتعدت قليلا عن أحضـ انه ورمقته بوداعة شديدة: بوعدك حبيبي.
ضمها مرة أخرى بقوة ثم رفعها عن الأرضية وراحا يدور بها هاتفا بصوت مرتفع: بحبك قوي يا رغد بحبك.
تشبثت بعنقه وهي تضحك بسعادة كبيرة فكلما خططت له حدث واكثر مما كانت تتخيل وبات ذلك الرجل الوسيم متيما بها كما تفعل هي.
❈-❈-❈
ليلا بعد أن أقام لها حفلا كبيرا في أحد الأماكن الراقية اصطحبها إلى منزله.
كانت تشعر بسعادة لا مثيل لها فكلما حدث لها منذ أن قابلت ذلك الشخص لم تتخيله حتى في أحلامها كان حلما جميلا تمنت ان لا تستيقظ منه أبدا.
ضمها إلى صـ دره ثم فتح الباب بحرص وولج بصحبتها هاتفا ابتسامة مخيفة: نورتي البيت يا عروسة.
منحته ابتسامة مهزوزة ثم راحت توزع بصرها في ذلك المكان الذي يشبه المتحف الفنية فقد كان قصرا صغيرا يشبه قصر الأمراء والملوك حقا هي تعلم أن ذلك الرجل يملك أموالا طائلة لكن لم تتخيل أنه يملك قصرا كهذا كل شيء به راقيا بما تحمل الكلمة من معنى بدءا من الأثاث الكلاسيكي والتحف النادرة ناهيك عن حديقته الممتلئة بالزهور التي ألقت عليها نظرة خاطفة وهي تدخل برفقته.
اتسعت ابتسامتها وفتحت فمها لتشكره لكنها أجفلت على صوت طرقات حذاء فوق الدرج تلقائيا وجهت نظرها باتجاه ذلك الصوت وما هي إلا ثواني حتى أبصرت امرأة متوسطة الطول نحيفة نوعا ما ترتدي ثوبا يفضح أكثر مما يستر كما أنها بالغت في وضع مستحضرات التجميل والمثير للاشمئزاز هو أنها كانت تأكل العلكة بطريقة سوقية جدا.
شعرت بالغضب من هيئتها تلك وسألتها بحدة: انت مين يا بت انت مش معقول تكوني الشغالة أكيد مكان زي ده استحالة تكون واحدة زيك بتشتغل فيه انت مكانك يعني في الكباريهات في البرات في الأماكن دي لكن الأماكن المحترمة أشك.
اتسعت ابتسامة حسام وعقد ساعديه أمام صـ دره وهو يشاهد ذلك العرض المسلي بالنسبة له ولم يتفوه ببنت شفا.
بينما تلك المرأة وقفت على أول الدرج ترمقها باستفزاز ثم مطت العلقة بشكل مبالغ فيه حتى أطلقت صوتا مرتفعا وهتفت بجدية بعد أن أطلقت ضحكة رقيعة: شغالة إيه يا أم شغالة انت عموما معلش ما اللي ما يعرفش يقول عدس وبما ان البيه ما عرفكيش أنا مين فأحب أعرفك بنفسي أنا يا حبيبتي أبقى ليالي مرات سي حسام.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة بسمة بدران من رواية في غياهب القدر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية