-->

رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 13 - 2

 قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية للقلب أخطاء لا تغتفر

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة آية العربي



العودة للصفحة السابقة


الفصل الثالث عشر

الجزء الثاني

❈-❈-❈



بعد حوالى ثمانِ أشهر . 


وضعت مها جنينها بسلام وعادت لقصر سالم وعادت للشركة أيضاً وتخطط لتبدأ جولتها الجديدة مع حمزة الذى إستقبل طفله بحبِ وعاطفة شديدة تجمعت برؤية هذا الصغير الذى يشبههُ كثيراً . 


لو ترك الأمر له لطلق مها فور ولادتها ولكنه تحامل وصبر حتى يمر على صغيره بضعة أشهر ،،، فبرغم عدم إرضاعها له رضاعةً طبيعيةً وضجرها الدائم منه إلا أن الصغير يحتاجها ،، ولنقول أنها لم تكرهُ بالطبع ولكن تفتقد عاطفة الأمومة ،،، لذلك فهى كانت تتجنبه في كل مرة يبكى فيها وتترك أمره للمربية التى أحضرها حمزة أو لجدته أو لحمزة عندما يأتى ولكن عند سكونه ونومه تحمله وتقــ.بله دون أن يراها أحد . 


أتخذ حمزة من غرفة صغيره غرفة له أيضاً حيث بات يقطن بها دائماً واحياناً يأخذ الصغير بين ذرا عيه وينام شاعراً بالراحة والحب معه وكأنه أتى ليعوض عذابه وحزنه الدائم . 


أستطاعت ريتان أن تثبت نفسها وبجدارة في تلك المدرسة المرفهة وأصبحت المحببة لدى الأطفال مما جعل مديرة المدرسة تحبها كثيراً وتقدم لها الدعم دائماً فهى وبرغم أنها لا تقبل الوسطات وكانت تعتقد أن ريتان لن تثبت كفاءتها وسترفضها بشكلٍ لائق حتى لا تصد طلب حمزة الجواد الذى تعد عائلته ضمن الممولين للمدرسة ولكن فاجأتها ريتان بذكائها وشرحها المحبب للصغار وحب الصغار وتعلقهم بها وكان هذا من ضمن الأسباب التى هونت كثيراً على ريتان وجعلتها أكثر ثقة وراحة ومرحاً . 


نجحت المافيا في إقناع شوقي أبو الدهب من خلال بعد المصادر بتلك الشحنة المخدرة مقابل مبلغ مالى كبير جعلت نفسه تسول له الأمر وتحكم به طمعه بعدما وعدوه بتسهيل الأمور له . 


بالطبع إتفق معهم دون علم سالم وأولاده لقناعته أن سالم لن يقبل بهكذا أمور وهذا أكثر ما أزعج ناصف فهو كان يريد تورط سالم وأولاده ولكن حسناً ليفعل ما يخطط في الخفاء ويكفيه الخسارة التى ستطولهم مؤقتاً . 


ها هى الشحنة المخدرة على وشك القدوم عبر البحرِ على متن باخرة عملاقة تحوى حاويات في ظاهرها منتجات غذائية وأجهزة كهربائية وملابس وغيرها ولكن ما خفى كان أعظم . 


تم إبلاغ السلطات المصرية من مصدر مجهول والذى لم يكن سوى ناصف والذى بالطبع لن يشك به أحداً لأن رقبــ.ته بين يــ.دي المافيا ويحسبونه مخلصٍ لهما ولكن رغــ.بته بالإنتقام كانت قوية جعلته يغامر . 



❈-❈-❈


بعد يومين في جناح حمزة . 


قررت مها التحدث معه مثلما أخبرتها والدتها لتحاول إستعطافه وفتح صفحةً جديدةً لعلاقتهما . 


ها هي تنتظره بعد أن نام الصغير في غرفته بواسطة مربيته .


دلف حمزة جناحه ثم على الفور دلف غرفة صغيره ليراه أولاً ،،، رآه ينام كالملاك فدنى يقــ.بله بحب وحنو ورفع الغطاء عليه يدثره جيداً ثم تنهد بقوة ووضع حقيبة عمله جانباً ثم إتجه لغرفته كي يغتسل ويبدل ثيابه . 


دلف يلقى السلام بهدوء فردت وطالعته تردف بترقب : 


- حمزة ممكن نتكلم شوية ؟ 


لف نظره يطالعها ،،، أي حديثٍ ستردف ؟ ،،، زفر وأومأ يردف بترقب : 


- تمام يا مها ،،، هغير هدومى واجيلك . 


أومأت له ودلف حمامه بعد أن أخذ ثيابه ،،، خرج بعد وقتٍ قصير يتجه إليها حيث كانت تنتظره على الأريكة الجانبية . 


جلس بجوارها وترقب السمع يردف : 


- خير يا مها ؟ قولي أنا سامعك . 


إبتسمت له ومدت يــ.دها تلامــ.س يــ.ده بخبث مردفة : 


- مش شايف إن ده وقته أننا ندّي لعلاقتنا فرصة تانية ؟ ،،، يعنى إنت أكيد ملاحظ إنى بحاول أتقبل الوضع اللى إتحطيت فيه ،،، صحيح كان بإختياري وكان صعب جداً عليا بس لو إنت عطيت لجــ.وازنا فرصة أنا هحاول . 


ضيق عيــ.نيه وسحب يــ.ده من بين يــ.دها وشبكها في يــ.ده الأخرى يردف بترقب : 


- أي جــ.واز يا مها ؟ ،،، أي جــ.واز اللى بتتكلمى عنه ؟ ،،، هو فين جــ.وازنا وفين علاقتنا دى ؟ ،،، إنتِ مش ملاحظة إننا بنتجمل علشان نتقبل بعض ؟ ،،، إنتِ بتحاولى تبقى معايا غصب عنك علشان تثبتى بس إنك صح وأنك متخسريش مكانتك ،،، بتحاولى غصب عنك تمثلى دور سيدة الأعمال الناجحة في كل حاجة ومحققة المعادلة الصعبة ،،، بس مافيش كدة يا مها ،،، مافيش حد بيعرف يعمل كل حاجة ،،، متحاوليش تقنعيني أنك هتتنازلى عن قناعاتك علشان خاطر إبنك أو علشان خاطرى ،،، مها أبو الدهب هدفها واضح وصريح ومعروف من البداية ،،، السيطرة على كل حاجة ،،، علشان كدة عمر علاقتنا ما هتنفع يا مها ،،، أنا أسف بس حان وقت ننهيها . 


طالعته بصدمة ،،، لقد شرحها وكأنه يعلمها أكثر من نفسها ،،، يعلم خباياها وما تحاول فعله ،،، كلامته كانت كالمرآة التى وضعها أمامها ،،، لااا ليس كما أخبرتها والدتها هو مختلف ،،، مختلف لدرجة تجعلها تتمــ.سك به أكثر وأكثر ،،، هل تتركه يذهب لتلك الوضيعة وتحصل على كل تلك المميزات وتخسر هي أمامها ؟ ،،، هل تخسر أمام الجميع وتجعلهم يقولون أن مها أبو الدهب لم تستطيع أن تجعل حمزة الجواد يعشقها وذهب ليعشق أبنه سائق ؟،، مجرد الفكرة تجعلها تصاب بالجنون . 


كادت تتحدث ولكن رن هاتف حمزة فأخرجه يرى المتصل فوجده سالم . 


تنهد وأجاب بترقب : 


- أيوة يا بابا ؟ 


أردف سالم بجدية وغضب واندفاع : 


- حمزة شوقي إتقبض عليه ،،، هات المحامى بسرعة وتعالى ورايا على مركز ••••• . 


وقف ينظر لمها بصدمة ثم أردف متسائلاً : 


- خير يا بابا إيه اللى حصل ؟ 


أردف سالم بغضب وحدة : 


- معرفش ،،، بيقولوا إنه كان جايب شحنة لحسابه من غير علمى وطلع فيها مواد مخدرة ،،، لو كدة تبقى مصيبة وحلت على راسنا كلنا ،،، حالا تجيب المحامى وتيجي . 


أغلق معه ونظر لمها التى وقفت متسائلة بترقب : 


- في إيه ؟ 


تنهد يبــ.تلع ريقه ثم أردف بترقب : 


- شوقي بيه أتقبض عليه ،،، وأنا لازم أخد المحامى وأروحله فوراً . 


اتسعت عيــ.نيها بصدمة وأردف بحدة وغضب : 


- قبضوا عليه ليه ؟ ،،، وإزاااي ؟ ،،، هما مش عارفين هو مين ؟ 


غضب وزفر بيأس ثم لف يتركها ويندفع للخارج بينما هى إتجهت بغضب تبدل ثيابها وتلحق به لترى ما حدث . 


❈-❈-❈


بعد ثلاثة أيام 


تم حبس شوقي على ذمة التحقيق وحتى يتم فحص المواد المخدرة ولم يستطع المحامى ولا ماله ولا أي نفوذ أن يسحبوه من أســ.فل يــ.د العدالة . 


إنتشر الخبر عبر الصحف والإعلام والميديا وسقطت أسهمه وأسهم إبنته محدثة خسارة فادحة بينما أنخفضت أسهم سالم وعائلته بشكلٍ ملحوظ نسباً لشراكتها معاً مما أدى إلى تدهور صحة سالم بعد هذا الخبر وسقوطه وسط شركته وأولاده الذين أسرعوا بنقله عبر سيارة إسعاف إلى المشفى . 


جن جنون مها وسعاد اللتان تحاولان عبثاً التواصل مع من يساعدهما ولكن الجميع سعداء وشامتين بما أصاب شوقى . 


أما شوقى فلم يتحمل حبسه وتشويه سمعته وخبر خسارته الذى تلقاه من محاميه فسقط أرضاً مكانه وتم نقله عبر سيارة إسعاف مشددة إلى المشفى على الفور ليحاولوا إسعافه حيث أصيب بأزمة قلبية حادة . 


❈-❈-❈


في منزل حمدى . 


تجلس ريتان مع أسرتها تتابع الأخبار المنشرة عبر التلفاز بحزن ،،، ذكرها الخبر بطليقها الذى فر هارباً من العدالة بعد أن ساعد في دخول تلك المواد إلى البلد . 


تنهدت جميلة وأردفت بحزن : 


- لا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ،،، طب وبعدين يا حمدى ،،، ده كدة خسارة كبيرة ليهم ؟ 


زفر حمدى وأردف بملامح باهتة وحزن : 


- طبعاً يا جميلة ،،، ربنا يستر ويعديها على خير . 


أردف بسمة بحدة وسلاطة لسان كعادتها : 


- أقطع دراعى من هنا إن ما كان جوز بنت شوقي ليه يــ.د معاه ،،، طول عمرى بقول عليه خبيث ،،، بس هو ذكى هو وأبوه خلوا شوقى هو اللى يشيل الليلة لواحده ،،، وكدة كدة بنته في أمان يبقى بالسلامة هو بقى ،، وهما طلعوا منها زي الشعرة من العجينة ،،، وأكيد دي مش أول مرة ،،، أومال كل العز ده منين . 


نطقت ريتان ونطق قلبها قبل لســ.انها مدافعة بثقة ويقين :


- لا طبعا ،،، حمزة مستحيل يكون ليه دخل في حاجة زي دي . 


نظرت لها بسمة بحنق وأردفت ساخرة : 


- هتفضلى غبية طول عمرك وبتحكمى على الناس من برا ،،، زي ناصف كدة . 


وقفت تردف بثقة عشقٍ وغضب : 


- الغباء هو اللى إنت بتقوليه ،،، معنى كدة إن عشيتنا احنا كمان حرام ! ،،، مهو بيتنا مفتوح من شغل بابا عندهم ،،، فكرى كويس قبل ما تقولي أي كلام . 


التفتت تطالع والدها ووالدتها ثم أردفت تعود لهدوءها : 


- عن اذنكوا أنا هدخل أنام . 


غادرت الى غرفتها بينما نظر حمدى لإبنته بسمة وأردف بنبرة غاضبة : 


- كبرتى وطولتى ولسانك طول معاكى ،،، عيب لما تقولي لأختك الكبيرة غبية وعيب لما تعلو صوتكوا وأنا قاعد وعيب لما تتكلمى على الناس اللى بيتنا مفتوح منهم بالشكل ده . 


زفرت بحنق ووقفت تتجه هى الأخرى لغرفتها بضيق . 


أما ريتان فدلفت تغلق خلفها واتجهت تستند على فراشها وتهدء من أنــ.فاسها ،،، نعم كلمات شقيقتها إستفزتها ،،، هى لم تعشق رجلاً سئ الأخلاقِ هى عشقت ذلك الخلوق المخطئ ،،، هى على يقين أنه لن ولم يقوم بتلك الأعمال بل سيتصدى لها ،،، عذابها معه وألمها منه لن يكونا ضده في ذلك الأمر بل ستدعمه بصمت لأنها لن تسمح لأي كائن أن يشكك في إحــ.ساسها به ،،، تعلمه جيداً ،،، حتى أنها نحتت له داخل عقلها تمثال متكامل لطخه هو ببعض الأخطاء ولكن هيكله نظيفٌ سليمٌ كما هو ،،، لذلك فإن ثقتها به في ذلك الأمر قوية جداً 


دثرت يــ.دها في جيبها تخرج هاتفها وقد قررت مهاتفة كاري بعدما حــ.سها قلبها على الإطمئنان . 


هاتفتها وأجابت كارى قائلة بصوت حزين : 


- ريتان ،،، أزيك يا حبيبتى عاملة إيه ؟ 


تنهد ريتان تردف بترقب : 


- أزيك يا كارى ،،، إيه الاخبار ؟ 


أردفت كارى بحزن : 


- تمام ،،، بس عمى سالم تعبان أوى ،،، وكمان شوقي بيه ربنا يستر عليه . 


تنهدت وقلبها يتساءل عنه ولكن لســ.انها أبى النطق فقال كارى بترقب وكأنها شعرت بها : 


- اللى صعبان عليا بجد هو حمزة ،،، من جهة أبوه ومن جهة حماه ومن جهة الشركة . 


زفرت تتابع دون قصد حزناً على حاله : 


- ده غير مــ.راته وإبنه ،،، ماشي تايه فعلاً . 


أغمضت عيــ.نيها ولعنت نفسها ،،، كلمة زو جته وإبنه ذكرتها أن ليس لها أي حقوق عليه حتى السؤال الخفي لذلك أردفت بهدوء : 


- تمام يا كارى ،،، خدى بالك من مراد وخليكي جنبه ،،، حاولى تخففي عنه ،،، أنا هقفل دلوقتى ،، سلام . 


أغلقت معها وجلست تلتقط انفــ.اسها ثم قررت أن تتوضأ وتصلى لتبعد تلك الأفكار عن رأسها . 


❈-❈-❈


بعد يومين في المشفى الإستثماري التى تم نقل شوقي إليه . 


تجلس مها بجواره تطالعه بصمت ،،، لا تعلم أتغضب منه أم تحزن على ما أصابه . 


سعلة خفيفة منه وسط صوت الأجهزة أنبهتها له فوقفت تميل مردفة بترقب : 


- بابى ؟ سامعنى ؟ . 


أردف بنبرة خافتة وهمــ.س وهو يشعر بنهايته تقترب : 


- حمزة ،،، عايز حمزة . 


وقفت متعجبة من طلبه وتنهدت ثم إلتفتت تغادر للخارج حيث يقف شرطى على باب غرفته . 


إبتعدت قليلاً وأخرجت هاتفها تهاتفه . 


أجاب يردف بترقب : 


- أيوة يا مها ؟ 


أردفت بنبرة منكسرة : 


- بابي عايز يشوفك . 


تنهد وأردف بهدوء : 


- تمام ... جاي حالاً . 


بعد حوالى ساعة يجلس أمامه في المشفى ،، رفع شوقي يــ.ده ببطءٍ يزيح ذلك الماسك عن وجهُ وينظر لإبنته بضعف ووهن مردفاً : 


- سبيني مع حمزة شوية يا مها . 


نظرت له بشك ثم أومأت وخرجت تغلق الباب خلفها ،،، سعل شوقي يشعر بأن انفــ.اسه ستغادر جــ.سده الآن لذلك أسرع يردف بوهن وترجى : 


- عايزك تخلى بالك من مها يا حمزة ،،، وصيتى ليك هى بنتى ،،، أوعى تسيبها ،،، أنا عارف إنك محبتهاش وعارف إننا ظلمناك بس إنت الوحيد اللى هتقدر تحميها من أعدائي ومن نفسها ومن أمها ،،، أوعدنى يا حمزة ،،، أوعدنى مستبهاش . 


إلتوت أحشاؤه وشعر بتخدر أطرافه وهو يستمع إليه بصدمة لاحظها شوقي فتابع بوهن : 


- أنا عارف إنك عايز تطلقها ،،، سمعتها وهى بتقول لأمها ،،، علشان كدة بوصيك ،،، أنا مش هأمن حد عليها غيرك ،،، أوعدنى متسبهاش ،،، مبقاش فيه حاجة تتسند عليها ،،، خسرنا كل حاجة حتى السمعة ،،، خليك جنبها لما تقف على رجليها من تانى ،،، هى هتقدر بس محتاجالك ،،، أوعدنى يا حمزة ،،، خليني أموت وأنا مرتاح ،،، سيبها لما ترَجّع اللى خسرناه تانى ،،، بس خليك جنبها الوقتى . 


شعر بعالمه ينهار من حوله ،،، كيف يوعده بما لا يستطيع عليه صبراً ؟ ،،، كيف سيتحمل هو ؟ 


مد شوقي يــ.ده يشدد بها حول يــ.د حمزة مردفاً كأن روحه ترفض تركه إلا بعد أن يجيبه : 


- أوعدنى يا حمزة ،،، أوعدنى متسبهاش . 


أغلق حمزة عيــ.نيه بقوة ،،، فتح صــ.دره ونزع قلبه بيــ.ده الحرة وألقاه بعيداً يحكم ضميره عن مشاعره ويردف بنبرة خالية من أي شعور : 


- تمام ،، بوعدك . 


شهق شهقته الأخيرة وغادرت الروح بأمر ربها تاركة جــ.سد رجلاً طمع في المزيد فلقى مصيراً غير مشرف . 


وقف حمزة يترك يــ.ده بهدوء وظل يطالعه بصمت وشرود . 


فتحت الباب ودلفت كأنها شعرت به ،، تقدمت منه بجنون تردف بعيون متسعة : 


- بابي ؟ ،،، بااابي . 


مد حمزة يــ.ده يسحبها إليه ويردف بحزن وانكسار : 


- البقاء لله يا مها . 


صرخت بقوة زلزلت المكان ونزعت يــ.ده بعنف ترتمى على جــ.سد والدها الساكن وتهزه بعنف مستنكرة موته تردف بقهر وضعف ظهر بوضوح : 


- لااااااا ،،، متسبنييش ،،، متموتش وتسيبنى . 


عاد حمزة ينزعها من فوق جــ.سد والدها بقوة واستطاع ذلك خصوصاً بعد حضور الطبيب والشرطى فوقفت تحاول الفكاك من قبضته وتصرخ بقوة وهى ترى الطبيب يؤكد على موت والدها ويغطى وجههُ بالملاءة أمام أعينها التى جحظت وتوقف جــ.سدها عن المقاومة فالتفتت تدفن وجــ.هها في صــ.در حمزة وتهز رأسها وكأنها ترفض الواقع وهو يقف يحتويها بحالٍ مشتت بين وعده وواجبه وبين سعادته التى سحقت . 


ويبقى فقدان الأب هو أشد أنواع العذاب وكسر القوة والجبروت .

يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة آية العربي من رواية للقلب أخطاء لا تغتفر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة