-->

رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 13 - 1

قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية للقلب أخطاء لا تغتفر

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة آية العربي




الفصل الثالث عشر

الجزء الأول 

❈-❈-❈

 

أحياناً فقدان شخص غالى يجعلنا نتبدل للأفضل دائماً او ربما للأسوء دائماً وربما نتغير مؤقتاً ثم نعود رويداً رويداً إلى ما كنّا عليه وربما أسوء من ما كنّا عليه . 



❈-❈-❈


في فرنسا يجلس فريد في المنزل الذى يقطن فيه وقد قرر مهاتفة حبيبته ميادة ليخبرها بإشتياقه لها فمنذ حوالى شهر وقد إندمج في دراسته ولم يهاتفها . 


رفع الهاتف وحاول الإتصال بها ولكنه وجد هاتفها مغلق ،،، حاول مراراً وتكراراً ولكن نفس الشئ . 


قرر الإتصال على والدته والإطمئنان عليها وسؤالها يمكن أن تعلم عنها شئ. 


أجابت صفية بحنو مردفة : 


- فريد يا حبيبى وحشتنى أوي . 


أردف فريد بحب واشتياق : 


- وانتِ كمان يا ست الكل ،،، وحشتيني جداً جداً ،، طمنيني عنك وعن صحتك ؟ 


أردفت صفاء بتروى : 


- زى الفل يا قلبي ،،، كلنا بخير .


تساءل بترقب وخبث : 


- والعريس ،، عامل إيه ؟ 


ابتسمت بسعادة وأردفت : 


- زى السكر ،، سافر هو وكارى يقضوا شهر العسل . 


أردف ممازحاً : 


- عقبالي يااااارب . 


تنهد ثم إسترسل بترقب : 


- ماما بعد إذنك لو تعرفي توصلي لميادة تخليها تكلمنى ،،، بحاول معاها من فترة بس موبايلها مغلق . 


صمتت صفية لا تعلم ماذا تجيب وكيف تخبره هذا الخبر فمنذ أسبوعين تمت دعوتهم على حفل زفاف ميادة على إبن صديق والدها وتزو جت وكم كانت سعيدة تتراقص مع زو جها دون الإكتراث لأمر هذا الذى يحبها . 


تعجب فريد من صمت والدته وتساءل بقلق : 


- ماما انتِ ساكتة ليه ؟ هو حصل حاجه ؟ 


زفرت صفية وأردفت بحزن : 


- إنساها يا بنى ،،،، إنساها يا حبيبى . 


قطب جبينه وأردف بترقب : 


- فيه أيه يا ماما ؟ ،،، قوليلي الحقيقة . 


تنهدت صفية تردف بحزن : 


- أتجــ.وزت يا فريد ... أتجــ.وزت أبن صاحب باباها . 


صُدم فريد وتوقف عن الحركة يستوعب هذا الخبر ،، هل تزو جت ؟ ،، هل تخلت عنه بعدما وعدته أنها ستنتظره طوال العمر ؟ 


أردفت صفية بقلق : 


- فريد ؟ ،،، إنت سامعنى يا حبيبى ؟ ،،، رد عليا؟ 


أردف فريد بحزن وألم : 


- أنا هقفل دلوقتى يا ماما ،،، سلام . 


اغلق مع والدته وجلس يتذكر حديثها ووعودها ويتعجب كيف فعلت به هكذا . 


❈-❈-❈


في جناح مراد وكارى في تلك البلدة الجميلة ذو المناظر الطبيعية الرائعة 


تقف هى تتطلع من خلف الزجاج على المناظر الطبيعية الرائعة تتمنى زيارتها ولكن هذا المفترس يعتــ.قلها هنا ولا يريد إفلاتها فمنذ قدومهما وبعد إتمام زوا جهما وهو لم يتزحزح من جناحه . 


ترتدى المأزر وخصلاتها مبللة وخُفها الناعم يحتــ.ضن قــ.دميها وهى تتنهد بسعادة متذكرة مداعــ.باته وكلماته وهمــ.ساته ولمــ.ساته ،،، تبتسم على المشاعر التى عاشتها معه والتى لم تكن تتخيلها يوماً ،، حنون جداً يدللها ويطعمها ويحتــ.ويها بدفئه . 


خرج من المرحاض بعدما أخذ شاوراً منعشاً يرتدى مأزره هو الآخر وأتجه إليها يعــ.انق خــ.صرها ويستند برأ سه على كتــ.فها يطالع النافذة معها مردفاً بهمــ.س ولهفة عاشق : 


- سرحانة فيه إيه يا قلبي . 


عانقت ذرا عيه التى تحتــ.ضن خــ.صرها ومالت عليه تبتسم بحب مردفة : 


- بفكر فيك طبعاً ،،، بس بردو نفسي أنزل يا مراد ،،، خلينا ننزل نتمشى بقى ،،، مش معقول جايين نتحبس هنا . 


لفها إليه ليقابل وجــ.هها بحب وتمعن يردف : 


- اعمل إيه بس ،،، كل ما بنوى نطلع تقومى إنتِ تعملي حاجة تخليني اقعد تانى . 


شهقت تردف بتفاجؤ : 


- أنا ؟ عملت إيه انا يا مراد ،،، دا انت اللى بتعمل كل حاجة . 


غمزها بطرف عيــ.نه وأردف بمرح وخبث : 


- أيوة مهو إنتِ النظرى وأنا العملي ،،، ما تيجي ندخل اللجنة ؟ 


خجلت منه وهزت رأسها تردف بإصرار بعدما أعتادت على أفعاله : 


- نو ،،، هننزل نتمشى الأول يا مرادى ونفطر برا ولما نرجع نبقى نشوف الإمتحان بتاعك ده . 


زفر يومئ باستسلام وأردف بحب : 


- تمام يا قلبي ،،، أمرى إلى الله . 


❈-❈-❈


بعد أسبوعين 


عاد مراد من شهر عسله مع حبيبته وزو جته وراحة قلبه كاري . 


استقبلته العائلة بترحاب وود إلا سالم الذى يقف بملامح جامدة يطالع كارى بعيون حادة ويضغط على أحرفه مرحباً ببرود . 


كانت يــ.دِ مراد تدعم حبيبته وبقوة حيث يضغط على يــ.دها التى يحتــ.ضنها دليل على دعمه لها وعدم الإكتراث لأفعال والده . 


صعدا جناحهما بعد وقتٍ ودلفا مراد يسحب كارى إليه بسعادة ،،، توقف في منتصف غرفتهما وأردف وهو يجول بأنظاره متسائلاً : 


- إيه رأيك بقى ؟ ،،، عملته زى ما إنتِ حباه بالضبط ،،، كل حاجة هنا زي ما قولتيلي في الفون عملتها . 


نظرت حولها للمكان وللأثاث والتحف وألوان الدهانات فحقاً كل شئ كما أرادته بعدما سألها اثناء خطبتهما ،،، إنبهرت بما تراه ثم إستقرت بعــ.ينيها عليه تردف بحب وسعادة : 


- كل حاجة هنا رووعة ،،، بس الأحلى وجودك معايا ،،، مراد أنا بحبك أوى ،،، كل مرة تثبتلي إنى كنت غلطانة لما شكيت في حبك ليا . 


تقدم ورفع ذر اعيه يحتــ.ضن وجــ.هها بين يــ.ديه بحب مردفاً بتساؤل وترقب : 


- ليه بقى كنتِ شاكة ؟ ،،، أنا أكيد مقدر عدم ثقتك لأنك كنتِ لسة متعرفنيش ،،، بس أنا كنت فعلاً مستعد أحارب الكل علشانك . 


تنهدت بسعادة وعيــ.ون لامعة ثم إبتلعت لعابها وأردفت : 


- وأنا مكنتش هقبل إنك تحارب عيلتك علشانى ،،، بس ده ميمنعش إنك قدرت تقنعهم بجــ.وازنا ،،، وده يخليني أحبك وافتخر بيك طول عمرى . 


مال يتناول شفــ.تيها في قبلة متمهلة وأستمتاع وأستجابت هى لغزوه الممتع ورفعت يــ.ديها تتلاعب في خــ.صلاته ولا يعلما كم من الوقتِ ظلا هكذا إلا عندما إحتاجت رئتيهما للهواء . 


إبتعدا يزفران بقوة ويضحكان وكلٍ منهما يضع جبــ.ينه على الاخر ثم أردفت كارى بنبرة متحشرجة : 


- إبعد بقى علشان أدخل أخد شاور وبعدين أضبط حاجتنا في أماكنها . 


هز رأسه معترضاً يردف برغــ.بة وأنــ.فاس لاهثة وتأثر : 


- لاء خلى كل ده بعدين . 


عاد يلتــ.هم شفــ.تيها ذو المذاق الرائع بالنسبة له وغابا عن واقعهما يحلقان في سماءِ عشقهما الأبدي . 


❈-❈-❈


في فيلا أبو الدهب تجلس مها تتأفأف بضجر وحنق بعدما أخذت أدوية الحمل التى ترهقها . 


تجلس أمامها سعاد تطالعها بتسلية وهى تراها حانقة على حملها ثم ابتسمت وأردفت : 


- كفاية بقى يا مها ،،، خلاص اتقبلي وضعك بقى وكلها كام شهر وتولدى وترتاحى من اللى حالتك دي . 


نظرت لوالدتها بغيظ وأردفت بغضب : 


- ياريتنى ما سمعت كلامك ،،، لاء وكمان طلع حملى من النوع الصعب ولازم افضل متنيلة كدة لحد ما أولد ،،، تقدرى تفهميني أستفدت إيه أنا ؟ 


أبتسمت سعاد بخبث وأردفت : 


- لااا استفادتى كتير أوى ،،، وأديكي شوفتى التانية أطلقت أهى وكان سهل جداً جــ.وزك يطلقك ويروحلها ،،، والمرة دي جــ.وزك هيتمرد على أبوكي وسالم مش هيقدر يتكلم زى ما سكت واقتنع بالبنت اللى راحوا جــ.وزوها لمراد ،،، يعنى جوزك قوته بتكبر واللى هيضعفه اللى في بطنك ده . 


زفرت تستقبل حديث سعاد الخبيث الذى يدور في عقلها كالدوامة فيجعلها مغيبة مقتنعة به ثم أردفت بترقب ونبرة أكثر هدوءاً : 


- يمكن سالم ميقدرش يقف في وشه بس أنا لاء ،،، مش هسمحله يطلقنى أنا ويهز صورتى علشان خاطر واحدة زي دي ،،، تعرفي إني فرحانة إن ناصف خلص منها برغم إنها بقت حرة ،،، بس فعلاً حياتها وحب ناصف ليها كان غايظنى أوى ،،، هى متستاهلش تعيش الحياة دي ،،، فكرت نفسها هتتحدانى . 


أردفت سعاد بتعالى : 


- تتحدى مين ؟ ،،، إزاي تقارنى نفسك بيها أصلاً ،،، أسمعى كلامى بس وانتِ هتكسبي ،،، المهم دلوقتى تولدي وبعدها هتهدى اللعب خالص مع جــ.وزك ،،، وبشوية دلع ودلال هتحاولى تفتحى معاه صفحة جديدة وتبعدى خالص عن أسلوب العند بتاعك ده ،،، حمزة مهما كان راجل وليه نقطة ضعف ،،، حتى لو هتستغلى البيبي بس أوعى تسبيه وتتنازلى عن حياتك معاه مهما حصل . 


زفرت تتذكر آخر مرة رفضها وأنهى علاقتهما الزو جية ثم نظرت لها وأردفت بضيق : 


- ده إنسان بارد ،،، مش من النوع اللى بتأثر عليه بالحركات دي . 


ضحكت سعاد بقوة ثم اردفت بخبث : 


- مافيش راجل مش بيتأثر يا مها ،،، إنتِ بس اللى مش عارفة تلعبي صح ،،، على العموم بعد ولادتك هقولك تعملى إيه ،،، وأهو انتوا بعدتوا فترة عن بعض أهو وهتلاقيه متجاوب معاكى جداً بعد البعد ده . 


شردت تفكر في هذا الحديث ثم فجأة إنتفضت أثر حركة خفيفة من الجنين داخــ.ل رحمها جعلتها تتأفأف وتردف بحنق : 


- يووو بقى . 


ضحكت سعاد عليها فهى تذكرها بنفسها عندما كانت حامل بها ولكن ما لم تحسب سعاد حسابه جيداً هو أن حمزة الجواد لا يشبه أبداً شوقي أبو الدهب . 


❈-❈-❈


بعد يومين في فيلا سالم . 


يجلسون جميعهم حول مائدة طعام العشاء . 


أردف سالم بترقب بعدما أشتكى له شوقي وهو يتطلع على إبنه حمزة : 


- مش بتروح تشوف مراتك ليه يا أستاذ حمزة ؟ ،،، شوقى بيقول إن نفسيتها تعبانة وإنك أهملتها خالص الفترة الأخيرة . 


زفر بإختناق وأردف بحزن ظاهرٍ للجميع يحاول إخفاؤه حتى لا تلاحظه زوجة شقيقه المستجدة : 


- ربنا يسهل . 


غضب سالم من إجابته المختصرة وأردف بحدة أمام الجميع : 


- يعنى إيه الكلام ده ؟ ،،، إنت مالك كدة حالك مبقاش عاجبنى ،،، ما تفوق لنفسك شوية ،،، كلها كام شهر وهتبقى اب ومسئول عن أسرة . 


ترك الطعام ووقف ينظر لوالده بحزن وألم يردف بتروى ومغزى : 


- وإيه المطلوب منى كأب ؟ ،،، يعنى لو على راحة أبنى صدقنى هعمل المستحيل علشانه ،،، أطمن يا بابا ،،، فاقد الشئ هيعطيه . 


تركهما وغادر صاعداً لجناحه بألم ولا ينكر سالم أن جملة إبنه أثرت فيه ولكنه لم يظهر ذلك وأخفاهُ ببراعة بينما أردفت صفية بقلبٍ ممزق لأجله : 


- كفاية ضغط على حمزة يا سالم ،،، سيبه يعمل اللى يريحه ،،، هنبقى إحنا والأيام عليه ؟ 


لف نظره إليها يطالعها بنظرة حادة ويردف بغضب : 


- كل ده علشان بقوله يهتم بمراته الحامل ؟ ،،، خلاااص مبقاش حد متحمل كلامى ؟ ،، على العموم ماشي يا ست صفية ،، من هنا ورايح أنا ماليش دعوة بيه ،،، يعمل اللى هو عايزه . 


وقف هو الآخر يغادر بينما نظر مراد لكارى التى تتابع بصمت وتعجب على حال تلك العائلة التى كانت تظنها ثرية المال والتصرفات ولكن يبدو أنه العكس . 


أردف مراد بحنو وهدوء برغم خجله أمامها من أفعال والده : 


- حبيبتى كملى أكلك وأنا هطلع أشوف حمزة . 


أومأت له بصمت ولكن بالطبع لم تكمل طعامها فالجميع لم تعد لديهم شهية بينما نظرت لها شيرين وأردفت بمرح كى تلهيها ولكن في الباطن تتألم : 


- بقولك ايه يا كارى ،،، بلاها الصدمة دي ،،، تعالى معايا هجبلك حصانة علشان تتعودى على الحاجات دي ،،، ده العادى بتاعنا . 


نظرت لها كارى وابتسمت بهدوء ثم أومأت والتفتت تطالع صفية التى شردت تفكر في صمتها وسلبيتها لسنوات حتى بات إعتراضها أزمة كبرى . 


❈-❈-❈


صعد مراد إلى جناح شقيقه ودلف حتى غرفة نومه التى طرق بابها يردف بترقب : 


- حمزة ؟ ،،، ينفع أدخــ.ل ؟ 


كان يجلس على الاريكة واضعاً وجــ.هُ بين كفــ.يه يفكر بحزن في حاله وما فعله مع حبيبته وتسرعه في شرح ما بداخــ.له حتى فهمته خطأ ،،، دائماً الحظ لم ينصفه والقدر يعانده والجميع يتابع بصمت ،، ولكنه لا يلومها فقد أدرك أن طلبه بتلك الطريقة كان مؤذي لمشاعرها . 


أبعد يــ.ديه واعتدل يردف بعلو : 


- تعالى يا مراد . 


لف مراد مقبض الباب ودلف يتجه إليه ثم جلس بجواره ومد يــ.ده يربت على ســ.اق شقيقه ويطالعه بحزن مردفاً : 


- روق بس يا حمزة ،،، إنت عارف بابا ،،، روق وكل حاجة هتتعدل . 


هز رأسه وأردف يستفيض برفضٍ : 


- مينفعش يا مراد ،،، أنا مبقتش صغير ،،، لازم يحترم مكانتى زي ما أنا بحترمه ،،، عمرى ما قللت منه قدام حد ،،، يبقى لازم يقدر إنى راجل ومينفعس أبداً نبرته دي ،،، وإلا هتخلى عن منطقي ومبادئي وده مش هيعجب حد ،،، هو مفكر إنى ضعيف بس ميعرفش إن ورا هدوئي ده بركان لو خرج هتبقى النهاية . 


تعجب مراد من حال شقيقه وحزن يردف مستفهماً : 


- طيب إيه الجديد بس فهمنى ؟ ،،، إنت زعلان علشان يعنى مها مقضية فترة حملها بعيد ؟ 


ضيق عيــ.نيه ينظر لشقيقه بتعجب ،،، هذا اكثر الأمور راحةً بالنسبة له ،،، ولكن لا أحد يشعر به ،،، إن لم يتحدث ويبوح بما في خاطره فلن يشعر به أحد ،،، حسناً ليخبر أخاه عن وجعه . 


أردف بأستفاضة : 


- جــ.وازى أنا ومها ملغى من شهور يا مراد ،،، أنا حرمتها على نفسي من وقت ما عرفت أن هي حامل . 


صُدم مراد وطالع شقيقه بذهول ثم أردفت مستفهماً : 


- ليه يا حمزة ؟ ،،، معقول تعمل حاجة زي دي ؟ 


نكس رأسه وابتلع لعابه يردف بتشتت : 


- يمكن حرام عليا ،،، بس مش قادر يا مراد ،،، بعد اللى عرفته واللى هي عرفته مش هقدر أديها أي حقوق ،،، مها كانت عارفة من الأول إنى بحب ريتان ،،، ويظهر إن الكل كان عارف إلا أنا ،،، كنت غبي ،،، إتجوزتنى تحدى ووجهة إجتماعية يا مراد ،،، مدتنيش أي حب . 


زفر ينظر لشقيقه ويردف بقناعة : 


- حاولت ،،، صدقنى يا مراد حاولت أديها فرصة واتنين وتلاتة بس خلاص مبقتش قادر ،،، كل حاجة بالنسبالها كانت متخططة ومرسومة وبالنسبالى كانت قدر ،،، علشان كدة أنا هستنى لما تولد وهاخد إبنى اللى أنا متأكد إنه أخر همها وهنفصل عنها ،،، هصلح الغلط اللى إرتكبته في حق نفسي . 


أردف مراد بغضب ولم يحتمل ما سمعه : 


- خلاص يا حمزة ،،، كفايتك كدة يا اخى ،،، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها يا أخى وإحنا مش ملايكة ،،، خلصها دلوقتى وروح للي إنت عايزها وانا معاك وزى ما أبوك وافق على جــ.وازى في الأخر هيوافق على جــ.وازك من ريتان . 


هز رأسه يعتصر عيــ.نيه ويردف متألماً : 


- ياريت كل حاجة بالسهولة دي ،،، ياريتنى كنت بعرف أخد قرارات متسرعة يمكن كان حالى أفضل ،،، بس للأسف أنا جرحتها مرة تانية ،،، وأنا بحاول أصلح الشرخ اللى عملته هديت الحيطة كلها ،،، معرفش ايه اللى هيحصل بعد كدة يا مراد ،،، بس أنا مخنوق ،، كنت ناوي أقول كل حاجة جوايا ليها بس مجرد ما شفتها نسيت إنى متجوز ونسيت كل الكلام اللى مرتبه ولبخت الدنيا كلها . 


حزن مراد بشدة لأجله فهو عاشق مثله ويعلم ما يشعر به جيداً ،،، لا يتخيل حياته دون حبيبته وزوجته بعد أن أصبحا كياناً واحداً لذلك أردف يقناعة : 


- هتسامحك ،،، معرفش إنت غلطت في حقها إزاي بس لو بتحبك بجد هتسامحك ،،، لما تطلق مها وتحل أمورك وتروح لها وتفهمها كل اللى مريت بيه أكيد هتسامحك . 


رفع نظره يطالع شقيقه بأمل ضئيل ويردف بترقب مستفهماً : 


- تفتكر ؟ ،،، تفتكر هييجي اليوم اللى تسامحنى فيه وأنا وهى نبقى لبعض ؟ 


أومأ مراد مؤكداً بقناعة عاشق : 


- افتكر جداً ،،، هى أطلقت من ناصف وإنت هطلق مها وقدامكم الحياة طويلة ،،، بس خد بالك كويس من الطفل اللى جاي في السكة ،،، أوعى تظلمه ،،، أنا عارف ومتأكد إن مها مش هتــ.مارس الأمومة معاه وبردو متأكد مليون في المية إنك هتديه روحك لكن بصراحة معرفش موقف ريتان منه هيبقى إيه ،،، المهم دلوقتى إنت تركز في شغلك وتحاول تعتبر الوقت ده وقت ترميم النفوس وتشييد القلوب مرة تانية ،،، وأوعى تيأس ،،، أنا معاك وهدعمك في أي قرار . 


تنهد بقوة وراحة ينظر لشقيقه الذى رطب قلبه المجروح ،،، أومأ بحنو يردف وهو يربت على كتفه : 


- شكرا يا مراد ،،، كلامك ريحنى شوية ،، تسلم . 


إبتسم مراد وأردف بثقة ومرح : 


- شوفت بقى أخوك بعد ما حب عقل إزاي ،،، وعلشان تعرف إنك غالى عندى جداً أديني أهو قاعد بتكلم معاك وسايب قلبي تحت . 


ضحك حمزة رغماً عنه لحال شقيقه وأردف وهو يدفعه : 


- طب قوم ياخويا أنزل لقلبك ،،، هو مش المفروض قلبك في صــ.درك بردو . 


أردف مراد بخبث وهو يميل عليه متسائلاً : 


- يا راجل ؟ ،،، يعنى عايز تفهمنى أن قلبك في صــ.درك دلوقتى ومهواش قاعد في بيت عم حمدى ؟ 


تنهد بقوة وشرد يبتسم ويفكر فيها ترى ماذا تفعل في تلك اللحظة . 


❈-❈-❈


في تلك اللحظة تجلس هى في غرفتها تفكر فيه ،،، حديثه مر عليه أسابيع ولكنه ما زال يؤلمها ،،، في الماضى سمعت منه ما بعثر روحها وحطم كبريائها ،،، والآن يبدو أن حال شقيقه أعجبه فجاء إليها برغم زو اجه وحمل زو جته يعتذر ويطلبها في حياته ؟ ،، بأي صفة ستدخل حياته ؟.


هل أعجب ببنات الطبقة المتوسطة الآن ؟ ،،، هل أصبحن فجأة مرغوبات يلقن به وبمستواه ؟ ،،، أم هل عاش تجربة مع الثرية صاحبة النفس المتعالية ولم يشبع فجاء اليها ليجرب حياة جديدة بعدما رآى حال شقيقه . 


هذا كان حديث عقلها ،،، أم عن قلبها فيخبرها العكس تماماً ،،، نظرته لها وعيــ.ونه تفضح أمره ،،، ولكن هى لم تعد تسمع لقلبها منذ زمن ،،، باتت فقط تلعنه . 


زفرت بقوة واتجهت لمكتبها تجلس عليه وتخرج دفتر تحضيراتها وتدوّن ما ستلقيه على الأطفال في الغد ،،، فهى بدأت وظيفتها بحماس وستثبت نفسها ببراعة .


تابع قراءة الفصل