-->

رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 23


قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة نورا محمد علي

الفصل الثالث والعشرون



 اللحظات التي مرت عليها وهي بجوار ابنها في سيارته الفارهة كانت تعادل السنين.

 ورغم أن مواجهتها مع زوجها لم يمر عليها دقائق؛ الا أنها كان يجذبها اليه الحنين، ومع ذلك تدرك أن اي خطوة قد تتخذها للقرب قد تكون نهاية علاقه كامله وحياة عاشتها معه.

 ولذا كانت تدعي الجمود والصمت أمام أبنها الذي يدرك جيدا فوران الدم في عروقها تلك النار التي تصور وتفور داخل قلبها وهو يفكر في شيء واحد، هل يستمع لكلامها؟
 ويذهب معها الى رحلة هروب كأنها هروب اضطراري.

 ام يقف ويرجع الى حيث بدا النقاش، يحاول أن يفسر أو يبرر أو يعترف ويطلب العفو؟!

 ولكنه أوقف السيارة أمام بيت جدته نظرة عينه لامه التي لا زالت جالسة،  على مقعدها وكأن أمامها العمر بأكمله. وليس اليوم!!!.

كان سببا أساسيا جعلها  تتحرك تجر خطواتها؛  كأنها تحمل جبال فوق كتفها.

 رغم أنه يدرك ما تمر به الا انه وقف أسفل البيت؛  يلقي نظرة الى الحراسة الواقفة أو التي تتوارى في أحد الأماكن فهو يدرك جيدا ان والده الى الان يؤمن بيت جدته وباقي البيوت التي يقطن بها أحبابه.

 ألقى التحية عليهم وهو يرفع هاتفه المحمول للتواصل مع أخوه.

رحيم : فينك يا آدم؟

 آدم : حمدلله على السلامة وصلت امتى؟!

 رحيم:  من شوية المهم انت فين دلوقت.؟.

 ادم : راجع البيت!.

 رحيم : خلي السواق يوصلك لبيت تيته.

 ادم : ليه!!  تيته كويسه فيها حاجه؟!.

 رحيم:  لا تطمن هي تعبانه شويه وماما هتقضي معها اليوم .

ادم:  اوبا احنا كلنا هنسيب الوحش لوحده؟!.

 اخذ رحيم أنفاسه دون أن يرد على سؤال أخوه الذي قاله بعفوية،  ولكنه يحمل بين طياته استفسار كبير وبعد برهة من الصمت.

رحيم :  ما تتاخرش؟

ورغم انه أنهى الاتصال مع اخوه؛  الا انه لازال يقف ينظر أمامه!.

 وكأنه يشعر رغم وجود اتساع وبراح حوله، كأنه محبوس في قفص مقيد بأفكاره!.
 مقيد بما حدث وأنه  كان سببا اساسي فيه.

 في اللحظة التي وصلت فيها سهام الى الباب رنت  الجرس! وفتحت الباب لتدخل بالمفتاح؛ وهو لا يفارق حقيبتها.

 تدرك أن أمها قد تشعر بما فيها،   وما هي إلا لحظة واحدة ، حتى ٱقتربت منها أسماء تضع يديها على وجهها!!!.

 وكأنها تعرف كل شيء، وكأنها كانت معهم،  حينما حدثت المشكله ؛ ودون أن تتكلم أو تنبت بين شفتيها،  قربتها منها لتضمها في حضن طويل وسؤال واحد قالته لها :

أسماء :  مالك ....؟؟؟

 وكأن السنين لم تمر،  وكأنها لازالت تلك الطفلة التي رجعت بعد يوما مرهقه،  إلى حد أن فقدت القدرة على النطق أو الكلام؟!

 وكان سنوات كثيرة رجعت لتسألها نفسه السؤال الذي سألته إياه من قبل!!

 سهام : ما فيش.....

 اسماء :  إيه عجزت!  ومش هتقولي ليا ما لك؟؟

 سهام:  ما عاش ولا كان اللي يقول كده،  يا سمكة مالك مش عاوزاني آجي؟ ولا ايه؟!  
 انا بس قلت آجي أقعد معاكي النهارده.

 اسماء:  النهارده !!! ..... وإيه؟  ٱنتي  زعلانه مع احمد انتي ....... 

 لمعت عيناها بالدموع دون أن تقوى على الرد،  دون أن تقوى على ان تقول  حرف واحد لامها،  وهي تبلع غصتها التي تكاد أن تمزق نياط قلبها.



بينما هناك كان بركان يثور،  عقله يفور وهو يتحرك في مكتبه،  على غير هدى لأن ما به من طاقة وثورة تحتاج إلى شيء يخرجه به؛  كان يشرف على ذلك التمرين الذي لم يفعله منذ مدة طويلة،  وقف  يدربهم بنفسه يصب غضبه عليهم صبا،  ومن لا يستطيع أن يصبر عليه كان  يخرج من اللعبة باكرا.

 من لا يستطيع أن يتحمل من ذلك الضغط الذي يضعه فوق اكتافهم وكانه يمزق أحلامهم الشابة في الوصول إلى مكانة رفيعة في حلم لمكان  تسمح لهم بحماية البلد بطريقة مختلفة.

 كان يضعهم اختبارا قوي وقابلهم ثورة غضبه ونظراته المتاججة،  كأنها نيران من لهب .

حتى أن امير وقف بالباب  يشعر بخوف من أن يتحرك او يقترب وليس هو بمفرده هناك الكثيرون منهم يعدون اكبر سنا من هؤلاء الذين يمرنهم الوحش الان.

 ولكنهم تنحو جانبا خوفا من تلك الموجة التي قد تصب فوق رؤوسهم؟  

فهم يعرفون جيدا من هو يعرفون جيدا انه في لحظة غضبه قد لا يبالي بما يفعله.


 وهذا ما كان يخيفها ويشعرها  بالألم؛   لذا تدخلت بالطريقة الوحيدة التي كانت تستطيع ان توقفه بها .

الوحيد الذي استطاع أن يقترب منه وهو في هذه الحالة هو اسامه.

أسامة :  دادي....!

 رغم ما به من غضب ؛  التفت له بابتسامة شاحبة رسمت  على وجهه .

أكمل أسامة كلماته وهو يقول: 
 أيه يا وحش عايز تخلص على الدفعه كلها؟؟  ولا إيه!!.

 احمد:  أبعد عن وشي  دلوقتي !

 أسامة:  أنا باقول كفاية  فعلا بس ايه رايك انا عايزك في موضوع مهم.

 نظرة الغضب في عينيه ولم تتحرك لم تتغير بينما هو واقف أمامه وهو يقول:
_ فيه انا بس كنت عايز اقولك على اخر المعطيات الجديدة في العمليه الاخيره!.

 احمد:  مش وقته.

 اسامه:  فعلا سيادتك!! بس انا مضطر فلو تتكرم وتديني كام دقيقة  من وقتك.

 نظر له احمد بحده،  ومع ذلك تحرك يذهب الى مكتبه،  وتبعه أسامه بخطوات بطيئه ترك المساحة له؛  حتى يسبقه وهو ينظر الى الدفعه خلفه ويقول: 

أسامة : بريك اشربوا اي حاجه قبل ما يرجع.

 وهنا تعال ضحكات أمير وهو ينظر في أثر اسامه ويتحرك إلى مكتبه.

 ان اسامة يستطيع في هذه اللحظة أن يفعل ما لا يستطيع ان يفعل أمير، أو غيره ؛ فاحمد الى حد ما يتهاون مع اسامة ليس لشيء إلا لأن والده كان

❈-❈-❈

بينما هناك في بيت جودي ، كانت تقابله بلهفة وشوق، تضع كفيها على وجهه، وكأنها تبحث عن شيء في عينه تبحث عن علامة  أو وجع قد يكون أصابه في تلك المهمة.

 القت بنفسها في حضنه وهو يعتصرها دون هويده، يحط بشفتيه على خدها يتذوق عطر أنوثتها وهو يهمس بكلمات العشق والغزل!!!...

 غافلا عن أن هناك من يقف ينتظر دوره في السلام!!

 ابتعدت خطوة وهي تقول.. 

جودي: حمد لله على السلامه وحشتني .

ياسين : مش قدي .

حرك أنامله  على خدها ثم التفت إلى إبنه الذي يحمحم بصوت خفيض، حتى يسمعه صوته أقترب منه ليضمه ويقبل مفرق الشعر في راسه، وبعدها تحرك معهم الى حيث تلك السفرة العامرة، وكأنها لم تفعل شيء في يومها الا هذا، تركت عملها كمديرة تنفيذية لأحد أفرع الديب جروب، لتقوم بمهامها كزوجة تعد له طعام يشتهيه ويفضله  ابتسم لها وهو ينظر إلى الطعام ويقول.. 
ياسين: تسلم ايدك يا قلبي .

بعد وقت كان يقضيه مع زوجته وأبنه  في مزاح، وكلام حتى أوى أبنه إلى غرفته، في تلك اللحظة كان يضع يده على ظهرها يدفعها بخفة و هو يقول.. 

 ياسين : لسه ناويه تقعدي إيه  يا جودي قلبي   ما وحشتكيش؟؟!!

 جودي:  وحشتني أوي...

 لم يمهلها لتكمل  وهو يرفعها بين ذراعيه يتحرك بها بخطوات سريعة الى حيث جناحه، حتى يعوض تلك الليالي التي قضاها بعيد عنها،  والتي كانت ليالي طويلة مضت عليه وهو بعيد عنها.


بينما هناك كان علاء الناغي يستعد ليسافر حتى ينهي ذلك الفيلم العالمي الذي يشرف على إخراجه والذي يعد نقلة أخرى في حياته المهنية ومع ذلك يشعر بانه مكبل!! ...

 هو رغم أن الأضواء والعمل المتطور هناك، حيث الإمكانيات اللامحدودة، التي يستطيع أن يفعل بها وينتج منها ما يتمنى خاصة في تلك الأفلام التاريخية، والتي تحمل طابعا مختلفا كل الاختلاف عن ما قام بتصويره من قبل، وتلك الأدوار التي كان فيها مساعد الفانتازيا والخيال العلمي،  والتي كانت نقلة مختلفة كل الاختلاف له.

 الا انه يشعر منذ هذه اللحظة بالشوق إليها الى جوري القلب والروح، ولذا لانه تلك الليلة قد تكون الأخيرة له في مصر، كان يغدق عليها من شوقه ولهفته وهو يضمها إليه وكأنه يريد أن يغرسها داخل قلبه، وكأنه لم يعد يقوى على ذلك الفراق، الذي قد يطول إلى شهر أو أكثر، وعينه تحمل رجاء قوي وكأنه يتمنى منها أن توافق على أن تاتي معه، او تاتي إليه حينما يستعصي عليه القدرة على النزول لمصر...؟

 ولأنها لا تريد ان تخوض ذلك الحوار مرة أخرى، كانت تهمس بأسمه برقة ونعومة، وهي تقربه منها وكانها تقول له:
_ لا وقت الآن للكلام 

علاء: بنظره محملة بالشوق واللهفة معجونة بالرغبة وهو يقترب ليهمس أمام شفتيها:

_ انتي شايفة كده؟؟!!

 جويريه: هو في احلى من كده مفيش أحلي من حضنك ومن حبك يا لول..

 واقتربت منه لتقبل شفتيه بشغف، وكأنها هي الأخرى تعاني من الشوق وبرودة البعد؛  ولكن ما باليد حيلة هناك أولاد لهم مسؤوليات في رقبتها،  لا تستطيع ان تتركهم وتذهب خلفه.

 وبالطبع لن تقبل أن يعيشوا  تلك الحياة المنفتحة التي قد تجعلهم في خطر دائم، رغم أنها تحرص كل الحرص على تربيتهم ونشأتهم الدينية؛  إلا أنها تدرك جيدا أن البيئة قد تؤثر على من حولها، ولذا كانت تحاول أن تعوضه ذلك البعد..

 ومع ذلك هو أيضا يدرك أنه ليس بيدها البعد، وهو لن يقبل أن يجعلها ممزقة بين الإثنين.

 ولكن همس في أذنها ببضع كلمات جعلتها تضحك بصوت مرتفع.
 علاء:  أنا لما بتوحشني بأسيب الدنيا واجي ليكي مش عايز من الدنيا غير حضنك اللي مجنني وحبك اللي يسكرني من غير كاس  بس شكلي مش بوحشك؟؟

 جويريه:  وقادر تقولها !!! ده انا هتجنن عليك من دلوقت والشوق يقتلني وانت في حضني ومش قادرة اتخيل انك بكرة مش هتكون في حصني وانا دايبة بين اديك . 

علاء:  اسمع كلامك اصدقك اشوف امورك استعجب،  

جويرية وهي تقترب منه وتقربه منه اكثر قالت: ليه بتقول كده؟ 

_ يبقى اعمليها مرة؟ تعالي اقضي معايا كم يوم بتوحشيني يا جوري وما باقدرش على بعدك غصبا عني،  وأنتي عارفه.

 تعلقت في رقبته وهي تدمغ ملامحه بشفتيها

جويرية : هحاول ....

نظر لها بعدم تصديق ومع ذلك لم يمهلها وهو ينقض على شفتيها ياكلها بشغف وكانه يدرك أن الأيام القادمه قد تكون عجاب

❈-❈-❈

بينما كان ياسين يغرق في بحر العسل،  يتذوق منه  حتى يكتفي، وكأنه يعوض ذلك الشهر الذي ابتعد فيه عن بيته.

 كان رحيم يقف أمام بيت جدته ينتظر أمام العمارة حتي  يقابل أخاه اسفل البيت، وما ان نزل آدم من السيارة  حتى اقترب منه رحيم وهو يضمه بدفء وهو يشير إليه ليصعد.

 ورغم ذلك ورغم مرور بعض الوقت وتركه لامه حتى تهدأ أو تخرج تلك الشحنة التي تسكن قلبها، إلا أنه إلى الآن متردد من الصعود إلى أعلى، ومع ذلك مضطر ليصعد وما أخرجه مما بفكر فيه، مرح  ادم وضحكته العالية، وأسئلته الغير منقطعة والتي كانت سببا ليخرجه من ذلك البحر الذي يتلاطم فيه..

 وهو يفكر هل ما فعله يستحق كل ما حدث؟ ولكنه كان صريحا مع نفسه وقالها دون صوت﴿ ان فعلته تستحق الموت وهو يستحق ما فعله والدي وزيادة، لأنه  تركت نفسه لحظة دون تفكير ودون اتخاذ قرارات بعقله الفذ، وانغمس في بحر الهوى وكانت النتيجة كارثية ﴾.

 تحرك يتبع أخاه الذي يصعد السلم كل درجتين في درجة واحدة فهو ينادي جدته .
آدم :  نناه وحشاني.

 ورغم أنها تشعر بان سهام تتالم وتعاني إلا أنها ابتسمت في وجه حفيدها المدلل، الذي ياخذ جزءا كبيرا من تفكيرها ومحبتها فهو المرح المدلل الذي يقترب منها ببهجته، ليغير ذلك الحزن الذي يعم على البيت ولكنها ردت عليه وقالت.

 اسماء:  كذاب...!

 ادم : انا يا تيته؟؟.!  ده انا حتى باحبك .

اسماء:  برده كذاب لو وحشتك زي ما بتقول كنت جيت وسألت ولا لازم أمك تيجي عشان تيجي يا ادم..

 اقترب منها ليقبلها وهو يضمها بخفه ويقول:

آدم:  وانا اقدر على بعدك يا ناناه  ولا اقدر أتاخر على اكلك اللي مفيش زيه.؟؟!!

٧
اسماء بإبتسامة صافية نهضت وهي تقول: 

_  من عيني يا قلب تيته .

رحيم :  بلاش تتعبي نفسك يا تيته أنتي تعبانه واقعدي ٱرتاحي وانا طلبت اكل.

 أسماء:  ليه كده بس يا رحيم.

 رحيم:  إحنا جايين نقعد معاكي شويه مش جايين نتعبك وبعدين ادم بيحب يهزر وبعدين هو احنا يعني هنمشي دلوقت اعملي اكل بكره براحتك.

 نظرت له جدته وكأنها  تدرك أن هناك شيء خلف تصرفاته؛  له علاقة بما تعانيه ٱبنتها التي لم تفعل شيء سواء انها تركت الدموع على عنان كانه الرد الوحيد الذي تملكه لامها ولذا هزت راسها بموافقة. وهي تقول

أسماء:  خلاص أنزل بقى انت وادم هاتوا الأكل شوف ماما ممكن تحتاج ايه 

حرك راسه بموافقة بينما آدم كان ينقل عينيه بين الثلاثة وكانه بدا يدرك ان هناك شيء كبير وأن جدته ليست متعبة كما قال له أخوه، إن من يشعر بالتعب هو أمه، التي تقف على مشارف الإنهيار، تكاد تنهار نفسيا وجسديا ولكنها تدعي الثبات لذا تحرك مع أخوه، وهو يحاول أن يسأل بعينه ولكن رحيم احاطه بكتفه وهو يقول:
_ يلا.

 أما سهام لم تعد تحتمل الجلوس ولم تعد تحتمل نظرات امها التي تحمل التساؤل والحيره لذا تحركت إلى غرفتها تلقي بنفسها على فراشها تترك لدموعها العنان بصوت مرتفع وكأنها لم تعد تقوى على الاختباء لم تعد التقوى على ان تنسى ما تشعر به نظرة عينه وكلماته الاخيره كانت بطعم الموت نفسه ولذا وقفت اسماء تنظر لها وتركتها لتخرج ما بها ولكنها لم تضل على هذا الحال كثيرا تحركت الى المطبخ لتعد لها شيئا لتشربه وفي الطريق رفعت ذلك المحمول في يدها لتتصل على ذلك الوحيد الذي سيجيب على  التساؤل يملأ عقلها وفكرها الان هو الوحيد الذي قد يبرر لها ما حدث قد يخبرها السبب الأساسي وراء إنهيار إبنتها وهو الوحيد الذي تعده اقرب ازواج  بناتها لها ورغم ما يشعر به من غضب.

 ورغم انهم فعل بالفعل على اسامه الا انه قد هدأ بعض الشيء استطاع اسامه ان يشغله بالعمل ان يشغله بتلك المهمة التي تحمل اخبار جادة وهامة يجب عليه أن يدركها وأن يستطيع أن يوضحها الان ليستفيدوا من المعلومه باكرا بينما هو مندمج في العمل كان أسامة يهز راسه وابتسامة على وجهه وما ان لمح احمد حتى قال له: 
_بره!!

 اسامة:  انا عملت حاجة؟!!!

 احمد:  أنت لسه عايز تعمل مش كفاية إنك وقفت التمرين؟.

 اسامة : هو انت بتسمي ده تمرين يا وحش أنت كنت عايز تموتهم ولا كنت عايز تصفيهم.؟!!!

 احمد : انا عاوز رجاله تقف في وش النار انا عايز صفوة الصفوة.

٨

اسامه : ما حدش قال غير كده يا فندم بس يا بابا..

 أحمد : ثاني هيقول يا بابا؟!!  ده انت بقيت بابا! ده انا اللي يشوفني هيقولى اني  اصغر منك.!

 نظر له أسامه وٱنفجر في الضحك بصوت مرتفع وكان هذا ما كان ينتظره.

 وهنا كاد احمد أن يلقي عليه أي شيء.
 بينما فر أسامه هاربا وهو يقول:
_ أنا كده اطمنت عليك.

 أحمد : إيه كنت بشد في شعري؟!.

 اسامه:  أنت ادرى ؟
 
واغلق الباب خلفه يتفادى تلك الكريستالة التي كاد أن يلقيها عليه الوحش.

❈-❈-❈

 في الوقت الذي ٱرتفع رنين هاتفه نظر إليه وهو يقرأ الٱسم ورغم ما به من تشتت وغضب إلا أنه أخذ نفس طويل وهو  يرد على حماته التي يعدها أمه.

 احمد:  ست الكل....

 اسماء:  عامل إيه يا نور عيني.....

 احمد:  بخير يا ماما الحمد لله،  طول ما انتي بخير.

 اسماء:  بس أنا مش بخير.

 أحمد:  مالك يا حبيبتي في إيه؟  في حد مزعلك ؟ في حاجه مضايقاك؟   تعبانه!.

 اسماء : لا مش تعبانه، مقهورة حاسه إني عاجزة ومش عارفه أعمل حاجه.

 احمد:  سلامتك من العجز يا أمي و امريني بس أنتي؟ مش بتقولي أن أنا إبنك؟!
 زي زي.......

 لم يكمل فماذا يقول زي سهام التي كادت أن تفقده عقله وصوابه التي قادت أن تقطع نياط  قلبه بفعلتها!!.

 اسماء:  سكت ليه؟ أيوه أنت زيك زي سهام... بس اللي أنا عايزة أعرف الوقت سهام بتموت بالبطيء ليه؟ سهام بتعيط بالدموع ليه؟ سهام مش قادره ترد علي ليه؟.
 هو ايه اللي حصل؟؟.

 احمد : هي عندك؟!.

 اسماء : اه عندي.

 احمد:  بتعمل ايه؟!

 اسماء:  بتعيط بالدموع قلبها ينفطر من العياط ومش عارفه ترد عليا.... ولا انا عارفه أفهم منها ايه اللي حصل ؟
رحيم أخذ آدم ونزل يجيب حاجات من تحت عشان يسيبنا نتكلم وهي سابتني وراحت ٱوضتها قلت أعمل لها حاجه تشربها وبعدين قلت أفهم منك ايه اللي حصل يا...

 احمد:  تقدري تساليها وهي تقول لك؟..

 تحركت اسماء وهي تتكلم حينما  أرتفع نحيب إبنتها.

 اسماء : خليك معي يا ابني ما اشوف مالها !!....

 ازدرد لعابه  وهو يستمع الى صوت انهيارها ...صوت ٱنكسارها.... وهو لا يستطيع أن يفعل شيء... لا يستطيع ان يضغط على نفسه أكثر.

 لن يتهاون فيما فعلته لذا ترك الخط مفتوح ليستمع الى أمها التي أخذتها بين ذراعيها وهي تسألها:

_ ايه اللي حصل أحمد زعلك؟...
 سهام:  لا ..
اسماء:  بتبكي ليه ؟ طب مين اللي مزعلك؟ طب لو هو مزعلك قولي ليا؟.

 سهام:  مش هو اللي مزعلني انا اللي مزعلاه.

 أسماء : طب لما انت مش مزعلها  بتعملي عندنا إيه ما تروحي تصالحي جوزك؟

 سهام:  ما عادش ينفع!! مافيش حاجه هعملها تنفع .

اسماء:  ليه أنت عملت إيه؟

سهام: وقفت قدامه وهو فهمني غلط،  هو كان فاكر اني خايفة على رحيم! هو ما فكرش أن  أنا خايفة عليه هو، أنا خائفة عليه من غضبه ده في لحظه ممكن يعمل يعمل......

 أسماء : يعمل إيه؟؟.  

سهام:  رفع المسدس على رحيم .... وكان عايز يقتله.

 أسماء:  يا نهار أسود أنت بتقولي إيه؟  مستحيل يعمل حاجة زي دي؟.

 سهام: أنا ما بقتش عارفة إيه المستحيل وأيه اللي بقى ممكن؟.
أنا في لحظة لقيت المستحيل بقى ممكن عارفة يعني إيه يرفع المسدس على رحيم؟؟
اسماء. نظرت لها بصدمة دون أن تقوى على الرد 

سهام: رحيم ده روحه عارفة يعني إيه..  في لحظة غضب ممكن فعلا يدوس على الزناد،  ويفضل طول عمره ندمان انا وقفت قدامه علشان يوقف عن غضبه... أيا كان اللي عمله رحيم فيه مليون طريقة يعاقبوا بها الا كده، هو فاكر ان هو كان في ميزان ....

أسماء انت بتقولي إيه مستحيل طبعا هو مش هيفهم كده معقولة ميزان ايه اللي يتحط فيه احمد ولو في ميزان هيبقي بينه وبين أبنه.  

سهام مافيش حد يتحط معاه في الميزان أحمد.. إلا أحمد.

 واخذت  تبكي مرة أخرى ولكنها نظرت إلى أمها وهي تقول: 

_ ممكن تسيبيني  لوحدي ممكن تسيبيني لوحدي.؟؟ لو سمحتي.

 اسماء: ازاي بس يا سهام؟

سهام :  أبوس ايدك يا ماما سيبيني اهدى .

  نظرت لها أمها وتحركت الى الباب...
 الذي أغلقته بعد أن طالبتها سهام بذلك.

خرجت الي الصاله وكأن الدنيا تقف فوق رأسها ولكنها ما ان همت لتجلس حتى تذكرت انها تركت المحمول مفتوح في جيب  ذلك الروب الذي ترتديه. اخرجته وجدته لا زال مفتوحا .

اسماء:  احمد انت لسه على الخط ؟؟!!

احمد:  ايوه يا ماما..

 اسماء:  هي متعرفش إنك معايا على التليفون.

 احمد: عارف...

 اسماء : عارف ؟ يعني  عاجبك اللي هي فيه.؟؟

 احمد:  اللي عملته ما يتغفرش وانا محتاج وقت  كثير قوي عشان أهدى.

 ورغم ان اسماء تعده ابناً حقيقيا لها الا انها قالت: 

_  براحتك اللي انت شايفه اعمله .

احمد : مش عايز حضرتك تزعلي.

اسماء :ربنا مايجيب زعل،   بنتي في حضني لغايه ما تهدى والكتف ده زاد والكتف ده ميه بعد. اذنك هقفل لأن الباب بيرن.

 وقد كان بالفعل يسمع جرس الباب فرحيم لا يملك مفتاح وكذلك آدم.

 احمد : اتفضلي حضرتك.

 اغلقت الخط وتحركت لتفتح لاحفادها وهي تشعر بان الهوة اصبحت كبيره بين ابنتها وز وجها


يتبع..



إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نورا محمد علي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة